أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن0%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن

مؤلف: الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
تصنيف:

الصفحات: 591
المشاهدات: 408124
تحميل: 5686

توضيحات:

أسباب نزول القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 408124 / تحميل: 5686
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

٢٣٣ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا العباس الدُّورِي ، حدَّثنا أبو نعيم الفضل بن دُكَين ، حدَّثنا قيس بن الربيع ، عن الأغرّ ، عن خليفة بن حُصَين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس ، قال :

كان بين الأوس والخزرج شر في الجاهلية ، فذكروا ما بينهم ، فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف ، فأُتيَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فَذُكِرَ ذلك له ، فذهب إليهم ، فنزلت هذه الآية :( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ) [إلى قوله] :( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) .

٢٣٤ ـ أخبرنا الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب ، قال : أخبرنا جدّي محمد بن الحسين ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، حدَّثنا حاتم بن يونس الجرجاني ، حدَّثنا إبراهيم بن أبي الليث ، حدَّثنا الأشجعي عن سفيان ، عن خليفة بن حُصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس ، قال :

كان الأوس والخزرج يتحدثون ، فغضبوا حتى كاد [يكون] بينهم حرب فأخذوا السلاح [ومشى] بعضهم إلى بعض ، فنزلت :( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ ) إلى قوله تعالى :( فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) .

[١٠٦]

قوله تعالى :( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ) الآية. [١١٠].

٢٣٥ ـ قال عكرمة ومقاتل : نزلت في ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وذلك أن مالك ابن الضَّيف ، ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم : إن ديننا خير مما تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٢٣٣] إسناده فيه انقطاع : أبو نصر الأسدي : قال البخاري لم يعرف سماعه من ابن عباس [تهذيب التهذيب ج ١٢].

وعزاه في الدر (٢ / ٥٨) للفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني.

[٢٣٤] انظر السابق.

[٢٣٥] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٦٣) لابن جرير وابن المنذر.

١٢١

[١٠٧]

قوله تعالى :( لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً ) الآية. [١١١].

٢٣٦ ـ قال مقاتل : إن رؤوس اليهود كعب ، وبحرى ، والنعمان ، وأبو رافع ، وأبو ياسر ، وابن صوريا ، عمدوا إلى مؤمنهم عبد الله بن سلام وأصحابه ، فآذوهم لإسلامهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٠٨]

قوله تعالى :( لَيْسُوا سَواءً ) الآية. [١١٣].

٢٣٧ ـ قال ابن عباس ومقاتل : لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ، ومن أسلم من اليهود ـ قالت أحبار اليهود : ما آمن لمحمد إلا شرارنا ، ولو كانوا من أخيارنا لما تركوا دين آبائهم ، وقالوا لهم : لقد خسرتم حين استبدلتم بدينكم ديناً غيره ، فأنزل الله تعالى :( لَيْسُوا سَواءً ) الآية.

وقال ابن مسعود : نزلت الآية في صلاة العَتَمة يصليها المسلمون ، ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصليها.

٢٣٨ ـ أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الغازي أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدَّثنا أبو خيثمة ،

__________________

[٢٣٦] مرسل.

[٢٣٧] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٠) وعزاه لابن أبي حاتم والطبراني وابن مندة في الصحابة ـ وأخرجه ابن جرير (٤ / ٣٥).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٦٤) لابن إسحاق وابن المنذر.

والبيهقي في الدلائل وابن عساكر.

[٢٣٨] إسناده حسن : أخرجه النسائي في التفسير (٩٣).

وأحمد في مسنده (١ / ٣٩٦) وابن جرير (٣ / ٣٦).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦١).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٦٥) للبزار وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني.

١٢٢

حدَّثنا هاشم بن القاسم ، حدَّثنا شيبان ، عن عاصم ، عن زِرّ ، عن ابن مسعود ، قال :

أخَّرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلةً العشاء ، ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة ، فقال : إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله تعالى في هذه الساعة غيركم ، قال : فأنزلت هذه الآيات( لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ ) إلى قوله :( وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ) .

٢٣٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن نوح ، أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه ، أخبرنا محمد بن المسيب ، حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدَّثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني يحيى بن أيوب ، عن ابن زَحْرٍ ، عن سليمان ، عن زِرِّ بن حُبَيْش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال :

احتبس علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذات ليلة ، وكان عند بعض أهله أو نسائه ، فلم يأتنا لصلاة العشاء حتى ذهب ثلث الليل ، فجاء ومنا المصلي ومنا المضطجع ، فبشرنا فقال : إنه لا يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب ، وأنزلت( لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) .

[١٠٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ ) الآية. [١١٨]

٢٤٠ ـ قال ابن عباس ومجاهد : نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يُصَافونَ

__________________

[٢٣٩] إسناده ضعيف : سليمان بن مهران الأعمش : يدلس [تقريب ١ / ٣٣١] وعبيد الله بن زحر : قال الحفاظ في التقريب صدوق يخطئ [تقريب ١ / ٥٣٣] وقال ابن حبان : منكر الحديث [مجروحين ٢ / ٦٢] ـ ومن تهذيب التهذيب.

في ترجمته : نقل الترمذي في العلل عن البخاري أنه وثقه ، والله أعلم.

والحديث السابق يعتبر شاهداً لهذا الحديث متناً فقط.

[٢٤٠] أخرجه ابن جرير (٤ / ٤٠) من طريق ابن إسحاق.

وعزاه في الدر (٢ / ٦٦) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

١٢٣

المنافقين ، ويواصلون رجالاً من اليهود ، لما كان بينهم من القرابة والصداقة والحِلْف والجَوَار والرّضاع ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ينهاهم عن مُبَاطَنَتِهِمْ خوفَ الفتنة منهم عليهم.

[١١٠]

قوله تعالى :( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ ) الآية. [١٢١].

نزلت هذه الآية في غزاة أحد.

٢٤١ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي الفقيه ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدَّثنا عبد الله بن جعفر المَخْرَمِيُّ ، عن ابن عون ، عن المِسْوَر بن مَخْرَمَة ، قال : قلت لعبد الرحمن بن عوف : أي خالي ، أخبرني عن قصتكم يوم أحد ، فقال : اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجدْ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ ) إلى قوله تعالى :( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً ) .

[١١١]

قوله تعالى :( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) الآية. [١٢٨].

٢٤٢ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد الرَّازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان العسكري ، حدَّثنا عَبِيدَة بن حُميد ، عن حُميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال :

كسرت رَبَاعية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد ودمى وجهه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ويقول : كيف يفلح قوم خضَّبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم؟

__________________

[٢٤١] في إسناده انقطاع : ابن عون من الطبقة العاشرة لم يسمع من المسور بن مخرمة.

وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٦١) لابن أبي حاتم وأبو يعلى.

[٢٤٢] صحيح : أخرجه الترمذي (٣٠٠٢ ، ٣٠٠٣) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه ابن جرير (٤ / ٥٧) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٢) وعزاه لأحمد ومسلم.

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٧٠) لابن أبي شيبة والبخاري وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل.

١٢٤

قال : فأنزل الله تعالى :( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ ) .

٢٤٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد ، حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزُّهري ، عن سالم ، عن أبيه ، قال :

لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [في صلاة الصبح] فلاناً وفلاناً [ناساً من المنافقين] فأنزل اللهعزوجل :( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ ) رواه البخاري عن حيان عن ابن المبارك عن معمر ، ورواه مسلم من طريق ثابت ، عن أنس.

٢٤٤ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى بن عَمْرَوَيه ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، أخبرنا مسلم بن الحجاج ، حدَّثنا القَعْنَبِيّ ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كُسرت رَبَاعِيتَه يوم أُحد ، وشُجَّ في رأسه ، وجعل يسيل الدم عنه ، ويقول : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رَبَاعِيته وهو يدعوهم إلى ربهم؟ فأنزل اللهعزوجل :( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) .

٢٤٥ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد الوَزَّان ، أخبرنا

__________________

[٢٤٣] أخرجه البخاري في المغازي (٤٠٦٩) وفي التفسير (٤٥٥٩).

وفي كتاب الاعتصام (٧٣٤٦).

وأخرجه النسائي في الصلاة (٢ / ٢٠٣) وفي التفسير (٩٥) ، (٩٦) ، وأخرجه ابن جرير (٤ / ٥٨) والترمذي في التفسير (٣٠٠٤) من طريق عمر بن حمزة عن سالم به.

وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٦٢) للبخاري وأحمد.

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٧١) للبيهقي في الدلائل.

[٢٤٤] أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير (١٠٤ / ١٧٩١) ص ١٤١٧ ، وانظر رقم (٢٤٢)

[٢٤٥] أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (٢٩٤ / ٦٧٥) ص ٤٦٦ وعزاه في الدر (٢ / ٧١) لعبد بن حميد والنحاس في ناسخه.

وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١ / ٢٤٢) من طريق عبد الرزاق به.

١٢٥

أبو حامد بن الشرقي ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه :

أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع : ربنا لك الحمد ، اللهم العن فلاناً وفلاناً. دعا على ناس من المنافقين ، فأنزل اللهعزوجل :( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) رواه البخاري من طريق الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وسياقه أحسن من هذا.

٢٤٦ ـ أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن ، حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال : حدَّثنا بحر بن نصر قال : قُرِئَ على ابن وهب : أخبرك يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنهما سمعا أبا هريرة يقول :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين يفرغ في صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه ، يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، ثم يقول وهو قائم : اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسَلَمة بن هشام ، وعَيّاش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وَطْأَتِك على مُضَر ، واجعلها عليهم سِنينَ كَسِنِي يوسف ، اللهم العن لحْيان ورِعْلاً وذَكْوان ، وعُصَيّةَ عصت الله ورسوله ، ثم بلغنا أنه ترك لما نزلت( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ ) . رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل ، عن إبراهيم بن سعد ، عن الزُّهري.)

__________________

[٢٤٦] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٦٠) والبيهقي في السنن (٢ / ١٩٧) والبغوي في شرح السنة (٣ / ١١٩) وابن أبي شيبة (٢ / ٣١٦) والحميدي (٩٣٩) وابن سعد في الطبقات (٤ / ١ / ٩٦) والطحاوي في شرح معاني الآثار (١ / ٢٤١ ، ٢٤٢) والشافعي في مسنده (ص ١٨٤) كلهم من طريق الزهري.

قال الحافظ في الفتح (٨ / ٢٢٧) : قول الزهري : ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) ....

قال الحافظ : هذا البلاغ لا يصح لأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد. ونزول ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) كان في قصة أحد فكيف يتأخر السبب عن النزول. أ. ه باختصار.

١٢٦

[١١٢]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً ) الآية. [١٣٥].

٢٤٧ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : نزلت الآية في نبهان التَّمَّار ، أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمراً ، فضمها إلى نفسه وقبّلها ثم ندم على ذلك ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر ذلك له ، فنزلت هذه الآية.

٢٤٨ ـ وقال في رواية الكلبي : إن رجلين ـ أنصاريا وثقفياً ـ آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بينهما ، فكانا لا يفترقان ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض مَغَازيه ، وخرج معه الثَّقَفي وخلف الأنصاري في أهله وحاجته ، وكان يتعاهد أهلَ الثقفي ، فأَقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة شعرها ، فوقعت في نفسه ، فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها. فذهب ليلثمها فوضعت كفها على وجهها فقبَّل ظاهر كفها ، ثم ندم واستحيا ، فأدبر راجعاً ، فقالت : سبحان الله! خنت أمانتك ، وعصيت ربك ، ولم تصب حاجتك. قال : فندم على صنيعه ، فخرج يَسِيحُ في الجبال ويتوب إلى الله تعالى من ذنبه ، حتى وَافَى الثقفي فأخبرته أهله بفعله ، فخرج يطلبه حتى دُلَّ عليه ، فَوَافَقَهُ ساجداً وهو يقول : رب ذنبي [ذنبي!] قد خنتُ أخي ، فقال له : يا فلان ، قم فانطلق إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فاسأله عن ذنبك ، لعل الله أن يجعل لك فرجاً وتوبة. فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة ، وكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريلعليه‌السلام بتوبته ، فتلا عليهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً ) إلى قوله :( وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) فقال عمر : يا رسول الله ، أخاص هذا لهذا الرجل ، أم للناس عامة؟ قال : بل للناس عامة [في التوبة].

٢٤٩ ـ أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز المَرْوزِي إجازة ، أخبرنا محمد بن الحسين الحَدَّادِي ، أخبرنا محمد بن يحيى ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا رَوْح ، حدَّثنا محمد عن أبيه ، عن عطاء :

__________________

[٢٤٧] بدون سند.

[٢٤٨] الكلبي ضعيف ، وقد مرت ترجمته في رقم (١٠)

[٢٤٩] مرسل.

١٢٧

أن المسلمين قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أَبَنُو إسرائيلَ أَكْرَمُ على الله منا؟ كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه : اجدع أذنك ، اجدع أنفك ، افعل كذا. فسكت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت :( وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا أخبركم بخير من ذلك؟ فقرأ هذه الآيات.

[١١٣]

قوله تعالى :( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا ) الآية. [١٣٩].

٢٥٠ ـ قال ابن عباس : انهزم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد ، فبيناهم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلو عليهم الجبل ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم لا يعلُون علينا ، اللهم لا قوة لنا إلا بك ، اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر. فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، وثاب نفر من المسلمين رماة ، فصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم ، فذلك قوله تعالى :( وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ) .

[١١٤]

قوله تعالى :( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ) الآية. [١٤٠].

٢٥١ ـ قال راشد بن سعد : لما انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كئيباً حزيناً يوم أحد ، جعلت المرأة تجيء بزوجها وابنها مقتولين وهي تَلْتَدِم فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أهكذا يُفعل برسولك؟ فأنزل الله تعالى :( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ ) الآية.

[١١٥]

قوله تعالى :( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) الآيات. [١٤٤].

__________________

[٢٥٠] أخرجه ابن جرير (٢ / ٦٧) من طريق العوفي ـ والعوفي هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي قال الحافظ في التقريب [٢ / ٢٤] : صدوق يخطئ كثيراً كان شيعياً مدلساً.

الدر (٢ / ٧٨) وعزاه لابن جرير من طريق العوفي.

[٢٥١] مرسل.

١٢٨

٢٥٢ ـ قال عطية العَوْفِي : لما كان يوم أحد انهزم الناس ، فقال بعض الناس : قد أصيب محمد فأعطوهم بأيديكم ، فإنما هم إخوانكم. وقال بعضهم : إن كان محمد قد أصيب ، ألا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به؟ فأنزل الله تعالى في ذلك :( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) إلى( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا ) لقتل نبيهم ، إلى قوله :( فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا ) .

[١١٦]

قوله تعالى :( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ) الآية. [١٥١].

٢٥٣ ـ قال السدي : لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين إلى مكة ، انطلقوا حتى بلغوا بعض الطريق ، ثم إنهم ندموا وقالوا : بئس ما صنعنا! قتلناهم حتى إذا لم يبق منهم إلَّا الشريد تركناهم ، ارجعوا فاستأصلوهم. فلما عزموا على ذلك ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما عزموا ، وأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١١٧]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ ) الآية. [١٥٢].

٢٥٤ ـ قال محمد بن كَعْب القُرَظي : لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى المدينة وقد أصيبوا بما أصيبوا يوم أُحد ، قال ناس من أصحابه : من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله النصر؟ فأنزل الله تعالى :( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ ) الآية إلى قوله :( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا ) يعني الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد.)

__________________

[٢٥٢] عطية العوفي : مرت ترجمته في رقم (٢٥٠) وذكره ابن حبان في المجروحين (٢ / ١٧٦) وقال : لا يحل الاحتجاج به.

وذكر أنه كنى الكلبي بأبي سعيد حتى يتوهم الناس أنه أبا سعيد الخدري.

[٢٥٣] مرسل. الدر (٢ / ٨٣) وعزاه لابن جرير.

[٢٥٤] مرسل.

١٢٩

[١١٨]

قوله تعالى :( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ) الآية. [١٦١].

٢٥٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، أخبرنا أبو يعلى ، حدَّثنا أبو عبد الله [بن عمر] بن أبان ، حدَّثنا ابن المبارك ، حدَّثنا شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين ، فقال أناس : لعلّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذها ، فأنزل الله تعالى :( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ) قال خصيف : فقلت لسعيد بن جبير : ما كان لنبي أن يُغَلّ؟ فقال : بل يُغَلّ ويُقْتَل.

٢٥٦ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار ، حدَّثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبراني ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن يزيد النَّرْسِي ، [حدَّثنا أبو عمر حفص بن عمر الدُّورِي ، عن أبي محمد اليزيدي ، عن أبي عمرو] بن العَلاء ، عن مجاهد ، عن ابن عباس :

أنه كان ينكر على من يقرأ( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ) ويقول كيف لا يكون له أن يُغَلّ وقد كان يقتل؟ قال الله تعالى :( وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ ) ولكن المنافقين اتهموا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في شيء من الغنيمة ، فأنزل اللهعزوجل :( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ) ).

٢٥٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني ، [أخبرنا عبد الله بن

__________________

[٢٥٥] إسناده حسن. أخرجه أبو داود في كتاب الحروف والقراءات (٣٩٧١) والترمذي في كتاب التفسير (٣٠٠٩) وقال : حسن غريب وقد روى عبد السلام بن حرب عن خصيف نحو هذا ، وروى بعضهم هذا الحديث عن خصيف عن مقسم ولم يذكر فيه عن ابن عباس ، وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٠٢) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٥) ، وزاد نسبته في الدر (٢ / ٩١) لعبد بن حميد.

[٢٥٦] أبو عمرو بن العلاء : ثقة من علماء العربية [تقريب ٢ / ٤٥٤] وله ترجمة في سير أعلام النبلاء (٦ / ٤٠٧) ، ولم أجد ترجمة لشيخ الطبراني محمد بن أحمد بن يزيد النرسي. والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (١١ / ١٠١)

[٢٥٧] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٠٣) من نفس الطريق.

وعزاه في الدر (٢ / ٩١) لابن أبي شيبة وابن جرير.

١٣٠

محمد الأصفهاني حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا وكيع ، عن سلمة ، عن الضحاك ، قال :

بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم طلائع ، فغنم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم غنيمة ، وقسمها بين الناس ، ولم يقسم للطلائع شيئاً ، فلما قدمت الطلائع قالوا : قسم الفيء ولم يقسم لنا ، فنزلت( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ) .

قال : سلمة قرأها الضحاك : «يغَلَّ».

٢٥٧ م ـ وقال ابن عباس في رواية الضحاك : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما وقع في يده غنائم هَوَازِن يوم حُنَين ، غلَّه رجل بمخيط ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٥٨ ـ وقال قتادة : نزلت وقد غَلَّ طوائف من أصحابه.

٢٥٨م ـ وقال الكلبي ومقاتل : نزلت حين تركت الرماة المَرْكَزَ يوم أحد طلباً للغنيمة وقالوا : نخشى أن يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أخذ شيئاً فهو له ، وأن لا يقسم الغنائم كما لم يقسم يوم بدر. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ظننتم أنا نَغلُّ ولا نقسم لكم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٥٩ ـ وروي عن ابن عباس : أن أشرافَ الناس استدعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يخصصهم بشيء من الغنائم ، فنزلت هذه الآية.

[١١٩]

قوله تعالى :( أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ ) الآية. [١٦٥].

٢٦٠ ـ قال ابن عباس : حدَّثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء ، فقتل منهم سبعون ، وفر

__________________

[٢٥٧١] م الضحاك لم يسمع ابن عباس.

[٢٥٨] مرسل.

[٢٥٨١] م الكلبي متهم بالكذب.

[٢٥٩] بدون إسناد.

[٢٦٠] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لابن أبي حاتم.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٥) وعزاه لابن أبي حاتم.

١٣١

أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البَيْضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه ، فأنزل الله تعالى :( أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ ) إلى قوله :( قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ) قال : بأخذكم الفداء.

[١٢٠]

قوله تعالى :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً ) [١٦٩].

٢٦١ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي ، أخبرنا عبد الله بن زيدان [بن يزيد] البجلي ، حدَّثنا أبو كريب ، حدَّثنا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أبي أمية ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إِلى قناديل من ذهب معلّقة في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وَمقيلهم ، قالوا : من يبلَّغ إخواننا [عنا] أنّا في الجنة نرزق ، لئلا يزهدوا في الجهاد ولا يَنْكُلوا في الحرب؟ فقال اللهعزوجل : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) .

رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه من طريق عثمان بن أبي شيبة.

٢٦٢ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ، حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة ،

__________________

[٢٦١] إسناده صحيح : أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد (٢٥٢٠) والحاكم في المستدرك (٢ / ٨٨ ، ٢٩٧) وصححه ووافقه الذهبي في الموضعين. وأحمد في مسنده (١ / ٢٦٦) وأخرجه ابن جرير (٤ / ١١٣) ، وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

والسيوطي في لباب النقول (ص ٦٥).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٩٥) لهناد وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل.

[٢٦٢] انظر الحديث السابق.

١٣٢

حدَّثنا [عبد الله] بن إِدريس ، فذكره. رواه الحاكم عن علي بن عيسى الحيري ، عن مسدد ، عن عثمان بن أبي شيبة.

٢٦٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، أخبرنا أحمد بن الحسين الحذَّاء ، أخبرنا علي بن المديني ، حدَّثنا موسى بن إبراهيم بن بشير بن الفَاكه الأنصاري : أنه سمع طلحة ابن خِرَاش قال :

سمعت جابر بن عبد الله قال : نظر إِليَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ما لي أراك مهتماً؟ قلت : يا رسول الله ، قتل أبي وترك دَيناً وعيالاً ، فقال : ألا أخبرك ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب ، وإنه كلم أباك كِفَاحاً فقال : يا عبدي سلني أعطك ، قال : أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتلَ فيك ثانية ، فقال : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال : يا رب ، فأبلغ مَنْ ورائي. فأنزل الله تعالى :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ ) الآية.

٢٦٤ ـ أخبرني أبو عمرو القنطري فيما كتب إليّ ، أخبرنا محمد بن الحسين قال : أخبرنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدَّثنا وكيع عن سفيان ، عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال :

لما أصيب حَمْزَة بن عبد المطلب ، ومُصْعَبُ بن عمير يوم أُحد ، ورأوا ما رزقوا من الخير ، قالوا : ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة ، فقال الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ ) إلى قوله :( لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

__________________

[٢٦٣] إسناده حسن : أخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٠١٠) وقال : حسن غريب ، وأخرجه ابن ماجة في السنة (١٩٠).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٩٥) لابن أبي عاصم في السنة وابن خزيمة والطبراني والحاكم والبيهقي في الدلائل وابن مردويه.

[٢٦٤] مرسل ، عزاه السيوطي في الدر (٢ / ٩٥) لابن أبي شيبة والطبراني عن سعيد بن جبير.

١٣٣

٢٦٥ ـ وقال أبو الضُّحَى : نزلت هذه الآية في أهل أحد خاصة.

٢٦٦ ـ وقال جماعة من أهل التفسير : نزلت الآية في شهداء بئر مَعُونَة. وقصتهم مشهورة ذكرها محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي.

٢٦٧ ـ وقال آخرون : إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا : نحن في النعمة والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور. فأنزل الله تعالى هذه الآية تنفيساً عنهم ، وإخباراً عن حال قتلاهم.

[١٢١]

قوله تعالى :( الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) الآية. [١٧٢].

٢٦٨ ـ أخبرنا أحمد بن إبراهيم المقري ، أخبرنا شعيب بن محمد ، أخبرنا مكي بن عبدان حدَّثنا أبو الأزهر ، حدَّثنا رَوْح ، حدَّثنا أبو يونس القشيري ، عن عمرو بن دينار :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، استنفر الناس بعد أحد حين انصرف المشركون ، فاستجاب له سبعون رجلاً ، قال : فطلبهم ، فلقي أبو سفيان عيراً من خُزَاعة فقال لهم : إن لقيتم محمداً يطلبني فأخبروه أني في جَمْعٍ كثير. فلقيهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسألهم عن أبي سفيان فقالوا : لقيناه في جمع كثير ، ونراك في قِلَّة ، ولا نأمنه عليك. فأبى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا أن يطلبه ، فسبقه أبو سفيان فدخل مكة ، فأنزل الله تعالى فيهم :( الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) حتى بلغ( فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) .

٢٦٩ ـ أخبرنا عمر بن أبي عمرو ، أخبرنا محمد بن مكي ، أخبرنا محمد بن

__________________

[٢٦٥] مرسل.

[٢٦٦] أخرج ذلك ابن جرير (٤ / ١١٥) من طريق محمد بن مرزوق قال ثنا عمر بن يونس قال ثنا إسحاق بن أبي طلحة قال ثني أنس بن مالك : وفيه : فأنزل الله( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً ) الآية.

[٢٦٧] بدون سند.

[٢٦٨] مرسل.

[٢٦٩] أخرجه البخاري في كتاب المغازي (٤٠٧٧).

١٣٤

يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا محمد ، حدَّثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشةرضي‌الله‌عنها ، في قوله تعالى :( الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) إلى آخرها ، قال :

قالت لعرْوَةَ : يا ابن أختي كان أبَوَاكَ منهم : الزبير وأبو بكر ، لمَّا أصاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحدٍ ما أصاب ، وانصرف عنه المشركون ، خاف أن يرجعوا ، فقال : من يذهب في أثرهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلاً ، كان منهم أبو بكر والزبير.

[١٢٢]

قوله تعالى :( الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ ) الآية. [١٧٣].

٢٧٠ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، أخبرنا أبو صالح شعيب بن محمد ، أخبرنا أبو حاتم التَّمِيمي ، أخبرنا أحمد بن الأزهر ، حدَّثنا رَوْح بن عبادة ، حدَّثنا سعيد عن قتادة ، قال :

ذاك يوم أحد بعد القتل والجراحة وبعد ما انصرف المشركون : أبو سفيان وأصحابه ، قال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : أَلَا عصابَةٌ تَشَدَّدُ لأمر الله فتطلبَ عدوّها ، فإنه أنكى للعدو ، وأبعد للسمع؟ فانطلق عصابة على ما يعلم الله تعالى من الجهد ، حتى إذا كانوا بذي الحُلَيْفَة جعل الأغراب والناس يأتون عليهم فيقولون : هذا أبو سفيان مائل عليكم بالناس ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فأنزل الله تعالى فيهم قوله :( الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ) إلى قوله تعالى :( وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) .

__________________

وابن ماجة في السنة (١٢٤) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ٢٩). وقال هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وأخرجه الحاكم (٣ / ٣٦٣) من طريق إسماعيل بن أبي خالد.

وأخرجه ابن جرير (٤ / ١١٨) من طريق هاشم به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ١٠٢) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

[٢٧٠] مرسل ، الدر (٢ / ١٠٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.

١٣٥

[١٢٣]

قوله تعالى :( ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ ) الآية. [١٧٩].

٢٧١ ـ قال السدي :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : عرضت عليَّ أمّتي في صورها كما عرضت على آدم ، وأعلمت من يؤمن بي ومن يكفر. فبلغ ذلك المنافقين ، فاستهزءوا وقالوا : يزعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر ، ونحن معه ولا يعرفنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٧٢ ـ وقال الكلبي : قالت قريش : تزعم يا محمد أن من خالفك فهو في النار والله عليه غضبان ، وأن من اتبعك على دينك فهو من أهل الجنة والله عنه راض ، فأخبرنا بمن يؤمن بك وبمن لا يؤمن بك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٧٣ ـ وقال أبو العالية : سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمن والمنافق فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٢٤]

قوله تعالى :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) الآية. [١٨٠]

[أجمع] جمهور المفسرين على أنها نزلت في مانعي الزكاة.

٢٧٤ ـ وروى عطية [العوفي] عن ابن عباس : أن الآية نزلت في أحبار اليهود

__________________

[٢٧١] مرسل.

[٢٧٢] الكلبي ضعيف.

[٢٧٣] مرسل.

[٢٧٤] عطية العوفي : قال الحافظ في التقريب : صدوق يخطئ كثيراً كان شيعياً مدلساً [تقريب ١ / ٢ / ٢٤] وانظر ترجمته في التعليق على رقم (٢٥٢).

والحديث عند ابن جرير (٤ / ١٢٦) بالإسناد الضعيف أي من طريق العوفي.

١٣٦

الذين كتموا صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونبوته ، وأراد بالبخل : كتمان العلم الذي آتاهم الله تعالى.

[١٢٥]

قوله تعالى :( لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ) الآية. [١٨١].

٢٧٥ ـ قال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق :

دخل أبو بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ذات يوم بيت مِدْرَاس اليهود ، فوجد ناساً من اليهود قد اجتمعوا على رجل منهم يقال له : فِنْحَاص بن عَازُورَا ، وكان من علمائهم ، فقال أبو بكر لفنحاص : اتق الله وأسلم ، فو الله إنك لتعلم أن محمداً رسول الله ، قد جاءكم بالحق من عند الله ، تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة ، فآمن وصدَّق ، وأقرض الله قرضاً حسناً يدخلك الجنة ، ويضاعف لك الثواب. فقال فنحاص : يا أبا بكر ، تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا ، وما يستقرض إلا الفقير من الغني ، فإن كان ما تقول حقاً فإن الله إذاً لفقير ونحن أغنياء ، ولو كان غنياً ما استقرضنا أموالنا ، فغضب أبو بكر ،رضي‌الله‌عنه ، وضرب وجه فِنْحاص ضربة شديدة ، وقال : والذي نفسي بيده لو لا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله. فذهب فِنْحاص إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمد انظر إلى ما صنع بي صاحبك؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي بكر : ما الذي حملك على ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله إن عدو الله قال قولاً عظيماً ، زعم أن الله فقير وأنهم [عنه] أغنياء ، فغضبتُ لله وضربت وجهه. فجحد ذلك فِنْحَاص ، فأنزل اللهعزوجل رداً على فِنْحاص وتصديقاً لأبي بكر :( لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ) الآية.

٢٧٦ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا جعفر بن الليث الزِّيادي ، حدَّثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، حدَّثنا شبل ، عن ابن أبي نُجَيح ، عن مجاهد ، قال :

__________________

[٢٧٥] أخرجه ابن جرير (٤ / ١٢٩) بإسناده عن ابن عباس.

وعزاه في الدر (٢ / ١٠٥) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر.

[٢٧٦] ابن جرير (٤ / ١٣٠) ـ الدر (٢ / ١٠٦)

١٣٧

نزلت في اليهود ، صَكَّ أبو بكررضي‌الله‌عنه ، وجه رجل منهم ، وهو الذي قال : إن الله فقير ونحن أغنياء. قال شبل : بلغني أنه فِنْحاص اليهودي ، وهو الذي قال : يد الله مغلولة.

[١٢٦]

قوله تعالى :( الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا ) الآية. [١٨٣].

٢٧٧ ـ قال الكلبي : نزلت في كعب بن الأشرف ، ومالك بن الضيف ، ووهب بن يهوذا ، وزيد بن تابوه ، وفنحاص بن عَازُورَا ، وحُييّ بن أخطب ، أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : تزعم أن الله بعثك إلينا رسولاً ، وأنزل عليك كتاباً ، وأن الله قد عهد إلينا في التوراة أن لا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله حتى يأتينا بِقُرْبان تأكله النار ، فإن جئتنا به صدقناك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٢٧]

قوله تعالى :( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً ) الآية. [١٨٦].

٢٧٨ ـ أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا أبو اليمان ، حدَّثنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ـ وكان من أحد الثلاثة الذين تِيبَ عليهم :

__________________

[٢٧٧] الكلبي ضعيف ـ وذكر السيوطي في الدر (٢ / ١٠٦) مثله وعزاه لابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس ـ والعوفي ضعيف.

[٢٧٨] أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة والفيء (٣٠٠٠) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٧) وعزاه لابن أبي حاتم وابن المنذر.

وفي الدر (١ / ١٠٧) زاد نسبته للبيهقي في الدلائل.

قال الحافظ في الفتح (٨ / ٢٣١) : روى ابن أبي حاتم وابن المنذر بإسناد حسن عن ابن عباس أنها نزلت فيما كان بين أبي بكر وبين فنحاص اليهودي في قوله ( إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ ) تعالى الله عن قوله فغضب أبو بكر فنزلت.

١٣٨

أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعراً ، وكان يهجو النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويحرض عليه كفار قريش في شعره. وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قدم المدينة وأهلها أخْلَاطٌ : منهم المسلمون ، ومنهم المشركون ، ومنهم اليهود. فأراد النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يستصلحهم [كلهم] ، وكان المشركون واليهود يؤذونه ويؤذون أصحابه أشد الأذى ، فأمر الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالصبر على ذلك وفيهم أنزل الله تعالى :( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) الآية.

٢٧٩ ـ أخبرنا عمرو بن [أبي] عمرو المزَكَّي ، أخبرنا محمد بن مكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل [البخاري] ، أخبرنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير : أن أسامة بن زيد أخبره :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ركب على حمار على قطيفة فَدَكيَّة ، وأرْدَف أسامة بن زيد [وراءه] ، وسار يعود سعد بن عُبادة في بني الحارث بن الخزرج ، قبل وقعة بدر ، حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبيّ ، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي ، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود ، وفي المجلس عبد الله بن رواحة ، فلما غشيت المجلس عَجَاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبد الله بن أبيّ أنْفَه بردائه ثم قال : لا تغبروا علينا. فسلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم وقف ، فنزل ودعاهم إلى الله ، وقرأ عليهم القرآن ، فقال عبد الله بن أبي : أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول ، إن كان حقاً فلا تؤذنا به في مجالسنا ، ارجع إلى رحلك ، فمن جاءك فاقصص عليه ، فقال عبد الله بن رواحة : بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا ، فإنا نحب ذلك ، واستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يَتَسَاوَرُون ، فلم يزل

__________________

[٢٧٩] أخرجه البخاري في الجهاد (٢٩٨٧) مختصراً وفي التفسير (٤٥٦٦) وفي كتاب المرضى (٥٦٦٣) وفي كتاب اللباس (٥٩٦٤) وفي كتاب الأدب (٦٢٠٧) وفي الاستئذان (٦٢٥٤) وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (١١٦ / ١٧٩٨) ص ١٤٢٢.

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١٠٥) للنسائي في الطب في الكبرى. والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (١ / ١٦٣ ـ رقم ٣٨٩).

تنبيه : لفظ الحديث عند البخاري والطبراني قال الله عزوجل : ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ ) وليس لها ذكر عند مسلم.

ولفظ فأنزل الله عند الواحدي ، والله أعلم بالصواب.

١٣٩

النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُخَفِّضُهم حتى سكتوا ، ثم ركب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، دابته ، وسار حتى دخل على سعد بن عبادة ، فقال له : يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب ـ يريد عبد الله بن أبي ـ قال كذا وكذا؟! فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله اعف عنه واصفح ، فو الذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي نزل عليك وقد اصطلح أهل هذه البُحَيْرة على أن يتوجوه ويُعَصِّبُوه بالعصابة ، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شَرِقَ بذلك ، فذلك فَعَلَ به ما رأيت. فعفا عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى :( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً ) الآية.

[١٢٨]

قوله تعالى :( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ) الآية. [١٨٨].

٢٨٠ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا أبو الهيثم المَرْوزِي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدَّثنا سعيد بن أبي مريم ، حدَّثنا محمد بن جعفر قال : أخبرنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخُدْرِي :

أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا إذا خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى الغزو تخلفوا عنه ، فإذا قدم اعتذروا إِليه وحلفوا وأحبوا أن يُحْمَدُوا بما لم يفعلوا ، فنزلت :( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ) الآية. رواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني ، عن ابن أبي مريم.

٢٨١ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن الشَّاذياخي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، أخبرنا محمد بن جهم ،

__________________

[٢٨٠] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٦٧).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٧ / ٢٧٧٧) ص ٢١٤٢ وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٣٦) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٨).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٠٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان.

[٢٨١] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لابن مردويه ، وعزاه السيوطي في اللباب (ص ٦٨) لعبد بن حميد في تفسيره وكذا في الدر (٢ / ١٠٨)

١٤٠