أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن0%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن

مؤلف: الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
تصنيف:

الصفحات: 591
المشاهدات: 408565
تحميل: 5700

توضيحات:

أسباب نزول القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 408565 / تحميل: 5700
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

مكة بما ينزل فيهم من القرآن ، فكتب الآية التي نزلت :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضَمْرَة اللَّيْثي لبنيه ، وكان شيخاً كبيراً : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق. فحمله بنوه على سرير متوجهاً إلى المدينة ، فلما بلغ «التَّنْعِيمَ» أشْرَفَ على الموت فصفّق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ومات حميداً. فبلغ خبره أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : لو وَافَى المدينة ، لكان أتم أجراً. فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.

٣٥٨ ـ أخبرنا أبو حسان المُزَنيُّ ، قال : أخبرنا هارون بن محمد بن هارون ، قال : أخبرنا إسحاق بن محمد الخُزَاعي ، قال : حدَّثنا أبو الوليد الأَزْرَقِي ، قال : حدَّثنا جدّي ، قال : حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة ، عن عَمْرِو بن دِينار ، عن عِكْرَمَة ، قال :

كان بمكة ناس قد دخلهم الإسلام ولم يستطيعوا الهجرة ، فلما كان يوم بدر وخُرِجَ بهم كَرْهاً قتلوا ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) إلى قوله تعالى :( عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) إلى آخر الآية. قال فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من بمكة ممن أسلم ، فقال رجل من بني بكر وكان مريضاً : / أخرجوني إلى «الرَّوْحَاء». فخرجوا به فخرج يريد المدينة ، فلما بلغ «الحَصْحَاص» مات ، فأنزل الله تعالى :( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ) .

[١٦٦]

قوله تعالى :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) [١٠٢].

٣٥٩ ـ أخبرنا الأستاذ أبو عثمان الزَّعْفَرَاني المقري سنة خمس وعشرين ،

__________________

[٣٥٨] مرسل ، عزاه في الدر (٢ / ٢٠٨) لابن جرير وسنيد ، وانظر البخاري (٤٥٩٦) ، وانظر السابق.

[٣٥٩] أخرجه أبو داود في الصلاة (١٢٣٦) والنسائي في الصلاة (٣ / ١٧٦) وأحمد في مسنده (٤ / ٥٩) والحاكم (١ / ٣٣٧) وصححه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن (٣ / ٢٥٦) وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٥٦ ، ١٦٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢١١) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني والطبراني وعبد بن حميد.

١٨١

قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السدي ، سنة ثلاث وستين ، قال : أخبرنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجزري بمكة في المسجد الحرام ، سنة أربع وثلاثمائة ، قال : أخبرنا علي بن زياد اللَّحجيّ ، قال : حدَّثنا أبو قُرَّة موسى بن طارق ، قال : ذكر سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : أخبرنا أبو عَيّاش الزُّرَقي ، قال :

صلينا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الظهر ، فقال المشركون : / قد كانوا على حال لو كنا أصبنا منهم غرة ، قالوا : تأتي عليهم صلاة هي أحبُّ إليهم من آبائهم. قال : وهي العصر. قال : فنزل جبريلعليه‌السلام بهؤلاء الآيات بين الأولى والعصر :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) وهم بِعُسْفَان ، وعلى المشركين خالد بن الوليد ، وهم بيننا وبين القبلة. وذكر صلاة الخوف.

٣٦٠ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضَّبِّي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، عن النَّضْر [أبي عمر] ، عن عِكْرَمَة ، عن ابن عباس ، قال :

خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلقي المشركين بِعُسْفان ، فلما صلى رسول اللهعليه‌السلام الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه ، قال بعضهم لبعض : كان هذا فرصة لكم ، لو أغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تُوَاقِعُوهُم. فقال قائل منهم : فإنّ لهم صلاة أخرى هي أحبّ إليهم من أهليهم وأموالهم ، فاستعدوا حتى تغيروا عليهم فيها. فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) إلى آخر الآية ، وأَعْلَمَ ما ائتمر به المشركون ، وذكر صلاة الخوف.

[١٦٧]

قوله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ) ...

__________________

[٣٦٠] إسناده ضعيف : النضر هو النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز قال الحافظ في التقريب : متروك تقريب [٢ / ٣٠٢].

١٨٢

الآية ، إلى قوله تعالى :( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً ) [١٠٥ : ١١٦].

٣٦١ ـ أنزلت كلها في قصة واحدة ، وذلك أن رجلاً من الأنصار يقال له : طعمة بن أُبَيْرق ، أحد بني ظفر بن الحارث ، سرق درعاً من جار له يقال له : قتادة بن النعمان ، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق ، فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب ، حتى انتهى إلى الدار وفيها أثر الدقيق. ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له : زيد بن السمين ، فالتمست الدرع عند طُعْمَة فلم توجد عنده ، وحلف لهم والله ما أخذها وما له به من علم. فقال أصحاب الدرع : بلى والله قد أَدْلَجَ علينا فأخذها ، وطلبنا أثره حتى دخل داره ، فرأينا أثر الدقيق. فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي ، فأخذوه فقال : دفعها إِليَّ طُعْمَةُ بن أُبَيْرِق ، وشهد له أناس من اليهود على ذلك ، فقالت بنو ظفر. وهم قوم طعمة ـ : انطلقوا بنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكلموه في ذلك وسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا : إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبريء اليهودي ، فهمَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يفعل ـ وكان هواه معهم ـ وأن يعاقب اليهودي ، حتى أنزل الله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ ) الآية كلها. وهذا قول جماعة من المفسرين).

[١٦٨]

قوله تعالى :( لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ ) . [١٢٣]

٣٦٢ ـ أخبرنا أبو بكر التميمي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل ، قال : حدَّثنا علي بن مسهر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، قال :

__________________

[٣٦١] بدون إسناد.

وأخرج الترمذي في التفسير (٣٠٣٦) في حديث طويل ما يؤيد ذلك وقال : هذا حديث غريب.

وأخرج الحاكم مثله (٤ / ٣٨٥) وصححه وأقره الذهبي.

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢١٥) وفي لباب النقول (ص ٩٢)

[٣٦٢] مرسل.

١٨٣

جلس أهل الكتاب ـ أهل التوراة وأهل الإنجيل ـ وأهل الأديان ، كل صنف يقول لصاحبه : نحن خير منكم. فنزلت هذه الآية.

٣٦٢١ م ـ وقال مَسْرُوق وقَتادَة : احتج المسلمون وأهل الكتاب ، فقال أهل الكتاب : نحن أهدى منكم : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، ونحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون : نحن أهدى منكم ، وأولى بالله : نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي على الكتب التي قبله. فأنزل الله تعالى هذه الآية. ثم أفْلَجَ الله حجةَ المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان ، بقوله تعالى :( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) ، وبقوله تعالى :( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ) الآيتين.

[١٦٩]

قوله تعالى :( وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) [١٢٥].

اختلفوا في سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلاً :

٣٦٣ ـ فأخبرنا أبو سعيد النَّضْرَوِبيّ قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين السّرّاج ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحضْرَمِيّ ، قال : حدَّثنا موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ ، قال : حدَّثنا ابن لَهيعَة عن أبي قَبِيل ، عن عبد الله ، عن عمر ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا جبريلُ لم اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟ قال : لإطعامه الطعامَ ، يا محمدُ].

٣٦٤ ـ وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبْزَى :

__________________

[٣٦٢١] م مرسل.

[٣٦٣] أبو قبيل اسمه حُيي بن هانئ : ذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان يخطئ وذكره الساجي في الضعفاء له وحكى عن ابن معين أنه ضعفه تهذيب التهذيب [٣ / ٦٤].

وله ترجمة في التاريخ الصغير (٢ / ١١) وقال الحافظ في التقريب [١ / ٢٠٩] : صدوق يهم.

والحديث عزاه في الدر (٢ / ٢٣٠) للبيهقي في الشعب.

[٣٦٤] بدون إسناد.

١٨٤

دخل إبراهيم منزله فجأة ، فرأى ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه ، قال له إبراهيم : بإذن من دخلت؟ فقال : بإذن رب المنزل. فعرفه إبراهيمعليه‌السلام ، فقال له ملك الموت : إن ربك اتخذ من عباده خليلاً ، قال إبراهيم : ومَن ذلك؟ قال : وما تصنع به؟ قال : أكون خادماً له حتى أموت ، قال : فإنه أنت.

٣٦٥ ـ وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : أصاب الناس سنة جهدوا فيها فحشروا إلى باب إبراهيمعليه‌السلام يطلبون الطعام ، وكانت الميرة لهم كل سنة من صديق له بمصر ، فبعث غلمانه بالإبل إلى خليله بمصر يسأله الميرة ، فقال خليله : لو كان إبراهيم إنما يريده لنفسه احتملنا ذلك له ، وقد دخل علينا ما دَخَلَ على الناس من الشدة. فرجع رُسُلُ إبراهيم فمروا ببطْحَاء فقالوا : لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنّا قد جئنا بميرة ، إنا لنستحيي أن نمر بهم وإبلنا فارغة. فملئوا تلك الغَرائرَ رملاً. ثم إنهم أتوا إِبراهيمعليه‌السلام وسَارَة نائمة ، فأعلموه ذلك ، فاهتم إبراهيمعليه‌السلام بمكان الناس ، فغلبته عيناه فنام ، واستيقظت سارة فقامت إلى تلك الغرائر ففتقتها فإذا هو [دقيق] أجود حُوَّارَى يكون ، فأمرت الخبازين فخبزوا وأطعموا الناس واستيقظ إبراهيمعليه‌السلام فوجد ريح الطعام ، فقال : يا سَارَةُ ، من أين هذا الطعام؟ قالت : من عند خليلك المصري ، فقال : بل من عند الله خليلي ، لا من عند خليلي المصري. فيومئذ اتخذ الله إبراهيم خليلاً.

٣٦٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكّي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد الجُوزي قال : حدَّثنا إبراهيم بن شريك ، قال : أخبرنا أحمد بن يونس قال : حدَّثنا أبو بكر بن عَيَّاش ، عن أبي المُهلَّب الكِنَانِي عن عُبَيْد الله بن زَمْر ، عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أُمَامَة ، قال :

__________________

[٣٦٥] إسناد ضعيف لضعف الكلبي ، انظر ترجمة الكلبي في رقم (١٠)

[٣٦٦] إسناده ضعيف جداً : أبو المهلب اسمه مُطَّرِح بن يزيد ضعيف [تقريب ٢ / ٢٥٣] وعبيد الله بن زحر : ضعيف [مجروحين ٢ / ٦٢] وعلي بن يزيد الألهاني : ضعيف [مجروحين ٢ / ١١٠].

والحديث أخرجه الطبراني [ج ٨ ص ٢٣٧ رقم ٧٨١٦] ـ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٤٥ وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.

١٨٥

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، وإنه لم يكن نبيّ إلا له خليل ، ألا وإن خليلي أبو بكر».

٣٦٧ ـ وأخبرني الشريف أبو إسماعيل بن الحسن النقيب ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن حماد ، قال : أخبرنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل التّرْمِذي ، قال : أخبرنا سعيد بن أبي مَرْيم ، قال : حدَّثنا مسلمة(١) ، قال : حدثني زيد بن وَاقِد ، عن القاسم بن مُخَيْمَرَة عن أبي هريرة ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتخذ الله إبراهيم خليلاً ، وموسى نجيّاً ، واتخذني حبيباً. ثم قال : وعزتي [وجلالي] لأوثِرَنّ حبيبي على خليلي ونَجِيِّي».

[١٧٠]

قوله تعالى :( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ ) الآية. [١٢٧].

٣٦٨ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدَّثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت :

__________________

[٣٦٧] إسناده ضعيف جداً : مسلمة بن علي الخشني : ذكره ابن حبان في المجروحين [٣ / ٣٣] وقال الحافظ في التقريب : متروك [تقريب ٢ / ٢٤٩] وعزاه في الدر (٢ / ٢٣١) للحكيم في نوادر الأصول والبيهقي في الشعب وضعفه وابن عساكر والديلمي.

وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

[١] في الأصل : سلمة والصواب مسلمة ، كما ورد في كتب الرجال.

[٣٦٨] أخرجه البخاري في النكاح (٥٠٦٤) مختصراً.

ومسلم في التفسير (٦ / ٣٠١٨) ص ٢٣١٣.

وأبو داود في النكاح (٢٠٦٨).

وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٩٤.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٥ / ١٩٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٣٢) لابن أبي حاتم.

١٨٦

ثم إن الناس استفتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [بعد هذه الآية فيهن] فأنزل الله تعالى هذه الآية :( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ ) الآية ، قالت : والذي يتلى عليهم في الكتاب الآية الأولى التي قال فيها :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى ) قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : وقال الله تعالى في الآية الأخرى :( وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ ) رغبةَ أحدكم عن يتيمته التي تكون في حِجْرِه حين تكون قليلة المال والجمال ، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقِسْط من أجل رغبتهم عنهن.

رواه مسلم عن حَرْمَلَة ، عن ابن وَهْب.

[١٧١]

قوله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ ) الآية. [١٢٨].

٣٦٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل ، قال : حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام ، عن عروة ، عن عائشة في قول الله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً ) إلى آخر الآية : نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلا يَسْتَكْثِرُ منها ويريد فراقها ، ولعلها أن تكون لها صحبة ، ويكون لها ولد ، فيكره فراقها ، وتقول له : لا تطلقني وأمسكني وأنت في حل من شأني. فأنزلت هذه الآية.

رواه البخاري عن محمد بن مقاتل ، عن ابن المبارك.

ورواه مسلم عن أبي كُريْب ، عن أبي أسامة ، كلاهما عن هشام.

__________________

[٣٦٩] أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٥٠) وأخرجه في الصلح (٢٦٩٤) وفي التفسير (٤٦٠١) وفي النكاح (٥٢٠٦) من طرق عن هشام بن عروة به وأخرجه مسلم في كتاب التفسير (١٤ / ٣٠٢١) ص ٢٣١٦ من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام به.

وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٩٧) وأخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٢٩٦) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٢٣٢) لابن أبي شيبة وابن المنذر.

١٨٧

٣٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر الحيري ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا الربيع ، قال : أخبرنا الشافعي ، قال أخبرنا ابن عُيَيْنَة ، عن الزُّهْرِي ، عن ابن المُسيِّب :

أن بنت محمد بن مَسْلَمَة كانت عند رَافِع بن خَديج فكره منها أمراً إما كبراً وإما غيره ، فأراد طلاقها ، فقالت : لا تطلقني وأمسكني واقسم لي ما بدا لك. فأنزل الله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ) .

[١٧٢]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ) الآية. [١٣٥].

٣٧١ ـ رَوَى أسباط عن السُّدِّي قال : نزلت في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اختصم إليه غني وفقير ، وكان ضِلَعُهُ مع الفقير ، رأى أن الفقير لا يظلم الغني ، فأبى الله تعالى ، إلا أن يقوم بالقسط في الغنيّ والفقير ، فقال :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ) حتى بلغ( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما ) .

[١٧٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ) الآية. [١٣٦]

٣٧٢ ـ قال الكلبي : نزلت في عبد الله بن سَلّام ، وأسد وأُسَيْد ابني كعب ، وثَعْلَبة بن قيس وجماعة من مُؤْمِني أهل الكتاب ، قالوا : يا رسول الله ، إنا نؤمن بك وبكتابك ، وبموسى والتوراة وعُزَيْر ، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل : فأنزل الله تعالى هذه الآية.)

__________________

[٣٧٠] مرسل ، وقد أخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٢٩٦) وعزاه في الدر (٢ / ٢٣٢) للشافعي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبيهقي. وذكره في لباب النقول ص ٩٥ ـ.

وله شاهد موصول عن رافع بن خديج أخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٨) وصححه ووافقه الذهبي.

[٣٧١] بدون إسناد.

[٣٧٢] الكلبي ضعيف.

١٨٨

[١٧٤]

قوله تعالى :( لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ) الآية. [١٤٨].

٣٧٣ ـ قال مجاهد : إن ضيفاً تضيّف قوماً فأساءوا قراه فاشتكاهم ، فنزلت هذه الآية رخصة في أن يشكو.

[١٧٥]

قوله تعالى :( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً ) الآية. [١٥٣].

٣٧٤ ـ نزلت في اليهود ، قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن كنت نبياً فائتنا بكتاب جملة من السماء ، كما أتى به موسى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٧٦]

قوله تعالى :( لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ ) الآية. [١٦٦].

٣٧٥ ـ قال الكلبي : إن رؤساء أهل مكة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : سألنا عنك اليهود فزعموا أنهم لا يعرفونك ، فائتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك إلينا رسولاً. فنزلت هذه الآية :( لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ ) .

[١٧٧]

قوله تعالى :( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) الآية. [١٧١].

٣٧٦ ـ نزلت في طوائف من النصارى حين قالوا : عيسى ابن الله ، فأنزل الله تعالى :( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) الآية.

__________________

[٣٧٣] مرسل ـ وعزاه في الدر (٢ / ٢٣٧) لابن جرير وابن المنذر وعبد الرزاق عن مجاهد.

وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٩٦) لهناد بن السري في كتاب الزهد.

[٣٧٤] بدون إسناد.

[٣٧٥] بدون إسناد.

[٣٧٦] بدون إسناد.

١٨٩

[١٧٨]

قوله تعالى :( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ ) الآية. [١٧٢].

٣٧٧ ـ قال الكلبي : إِن وفد نَجْران قالوا : يا محمد تعيب صاحبنا! قال : ومن صاحبكم؟ قالوا : عيسى ، قال : وأي شيء أقول فيه؟ قالوا : تقول : إنه عبد الله ورسوله ، فقال لهم : إنه ليس بعار لعيسى أن يكون عبداً لله ، قالوا : فنزلت :( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ) الآية.

[١٧٩]

قوله تعالى :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) الآية. [١٧٦].

٣٧٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، قال : حدَّثنا زاهر بن أحمد ، قال : حدَّثنا الحسين بن محمد بن مَصْعَب ، قال : حدَّثنا يحيى بن حَكيم ، قال : حدَّثنا ابن أبي عَدِيّ عن هِشَام بن [أبي] عبد الله ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال :

اشتكيت فدخل عليَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعندي سبع أخوات ، فنفخ في وجهي فأفقت ، فقلت : يا رسول الله ، أوصي لأخواتي بالثلثين قال : احبس فقلت : الشطر؟ قال : احبس. ثم خرج فتركني قال : ثم دخل عليّ وقال لي : يا جابر إني لا أراك تموت في وجعك هذا ، إن الله قد أنزل فبين الذي لأخواتك [جعل لأخواتك] الثلثين.

وكان جابر يقول : نزلت هذه الآية فيّ :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) .)

__________________

[٣٧٧] بدون إسناد.

[٣٧٨] أخرجه أبو داود في كتاب الفرائض (٢٨٨٧).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف (٢٩٧٧) لأبي داود والنسائي في الكبرى في كتاب الفرائض وفي كتاب الطب.

وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ٢٣١) وقد سبق برقم (٢٩٧)

١٩٠

سورة المائدة

[١٨٠]

قوله تعالى :( لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ ) الآية. [٢].

٣٧٩ ـ قال ابن عباس : نزلت في الحُطَم ـ واسمه شريح بن ضُبَيْعَة الكِندي ـ أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من اليمامة إلى المدينة ، فخلَّف خيلَه خارج المدينة ، ودخل وحده على النبيعليه‌السلام ، فقال : إِلَامَ تدعو الناس؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة. فقال : حسن ، إلا أن لي أمراء لا أقطع أمراً دونهم ، ولعلي أسلم وآتي بهم. وقد كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال لأصحابه : يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان. ثم خرج من عنده ، فلما خرج قال رسول اللهعليه‌السلام : «لقد دخل بوجه كافر ، وخرج بِعَقَبِي غادر ، وما الرجل بمسلم». فمر بِسَرْحِ المدينة فاستقاه ، فطلبوه فعجزوا عنه ، فلما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عام القَضِيَّةِ ، سمع تلبية حُجَّاج اليمامة فقال لأصحابه : هذا الحُطَم وأصحابه. وكان قد قلَّد ما نهب من سرح المدينة وأهداه إلى الكعبة. فلما توجهوا في طلبه ، أنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ ) يريد ما أُشْعِرَ لله ، وإِن كانوا على غير دين الإسلام.)

__________________

[٣٧٩] بدون إسناد.

١٩١

٣٨٠ ـ وقال زيد بن أسْلَم : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه بالحُدَيْبِيَةِ حين صدّهم المشركون عن البيت ، وقد اشتد ذلك عليهم ، فمر بهم ناس من المشركين يريدون العُمْرَة ، فقال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : نصد هؤلاء كما صدَّنا أصحابهم. فأنزل الله تعالى :( لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ ) أي ولا تعتدوا على هؤلاء العُمَّار ، أنْ صدَّكم أصحابهم.

[١٨١]

قوله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. [٣].

نزلت هذه الآية يوم الجمعة ، وكان يوم عرفة ، بعد العصر في حجة الوَدَاع ، سنة عشر والنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [واقف] بعرفات على ناقته العَضْبَاء.

٣٨١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدَان العَدْل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا جعفر بن عَوْن ، قال : أخبرني أبو عُمَيْس عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شِهاب قال :

جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً ، فقال : فأي آية هي؟ قال :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )

__________________

[٣٨٠] بدون إسناد.

[٣٨٠] مرسل.

[٣٨١] أخرجه البخاري في الإيمان (٤٥) وفي المغازي (٤٤٠٧) وفي التفسير (٤٦٠٦) وفي الاعتصام (٧٢٦٨)

وأخرجه مسلم في التفسير (٣ ، ٤ ، ٥ / ٣٠١٧) ص ٢٣١٢ ، ٢٣١٣. والترمذي في التفسير (٣٠٤٣) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في الإيمان (٨ / ١١٤) وفي الحج (٥ / ٢٥١).

وأخرجه عبد بن حميد (٣٠ منتخب) والبيهقي في سننه (٣ / ١٨١) وأحمد في مسنده (١ / ٢٨ ، ٣٩) وأخرجه ابن جرير (٦ / ٥٣)

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٥٨) للحميدي وابن حبان وابن المنذر.

١٩٢

فقال عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والساعة التي نزلت فيها على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عشية يوم عرفة ، في يوم جمعة. رواه البخاري عن الحسن بن صباح ، ورواه مسلم عن عَبْد بن حُمَيْد ، كلاهما عن جَعْفَر بن عَوْن.

٣٨٢ ـ أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشَّاذِيَاخي ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن مُصْعَب ، قال : حدَّثنا يحيى بن حَكِيم ، قال : حدَّثنا أبو قُتَيْبَة ، قال : حدَّثنا حمَّاد ، عن عمّار بن أبي عمّار ، قال :

قرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) فقال اليهودي : لو نزلت هذه [الآية] علينا في يوم لاتخذناه عيداً ، فقال ابن عباس : فإنها نزلت في عيدين اتفقا في يوم واحدٍ : يوم جمعة وافَقَ ذلك يوم عرفة.

[١٨٢]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ ) الآية. [٤].

٣٨٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثني [يحيى] بن أبي زائدَةَ ، عن موسى بن عُبَيدة ، عن أَبَان بن صالح ، عن القَعْقَاع بن حكيم ، عن سَلْمَى أُمِّ رافع ، عن أبي رَافِع قال

أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقتل الكلاب ، فقال الناس : يا رسول الله ما أُحِلَّ لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وهي :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا

__________________

[٣٨٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٤٤) وصححه.

والطبراني في الكبير (١٢ / ١٨٤ رقم ١٢٨٣٥) وأخرجه ابن جرير (٦ / ٥٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٥٨) للطيالسي وعبد بن حميد والبيهقي في الدلائل.

[٣٨٣] ضعيف : في إسناده موسى بن عبيدة وهو ضعيف.

وله طريق آخر أخرجه الحاكم (٢ / ٣١١) وصححه ووافقه الذهبي ، قلت : لكن في إسناد الحاكم محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه.

١٩٣

أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ) رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي بكر بن بَالَوَيْه ، عن محمد بن شاذان ، عن مُعَلّى بن منصور ، عن ابن أبي زائدة.

وذكر المفسرون شرح هذه القصة ، قالوا :

قال أبو رافع : جاء جبريلعليه‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : قد أذنا لك يا جبريل فقال : أجل يا رسول الله ، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه صورةٌ ولا كلبٌ. فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جَرُو.

قال أبو رافع : فأَمرني أن لا أدع كلباً بالمدينة إلا قتلته ، حتى بلغت «العَوَالي» فإذا امرأة عندها كلب يحرسها ، فرحمتها فتركته ، فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبرته ، فأمرني بقتله ، فرجعت إلى الكلب فقتلته. فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب ، جاء ناس فقالوا : يا رسول الله ، ما ذا يَحِلُّ لنا من هذه الأُمَّةِ التي تقتلها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في اقتناء الكلاب التي ينتفع بها ، ونهى عن إمساك ما لا تقع فيه منها ، وأمر بقتل الكَلْب الكَلِب والعَقُور وما يضر ويؤذي ، ورفع القتل عما سواهما ، وما لا ضرر فيه).

٣٨٤ ـ وقال سعيد بن جبير : نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم ، وزيد بن المُهَلْهِلْ الطائيين ـ وهو زيد الخيل الذي سماه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الخير [وذلك أنهما جاءا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] فقالا : يا رسول الله ، إنا قوم نصيد بالكلاب والبُزَاةِ ، وإن كلاب آل ذريح وآل [أبي] جُوَيْرِيَة تأخذ البقر والحُمُر والظباء والضّبّ ، فمنه ما ندرك ذكاته ، ومنه ما يقتل فلا ندرك ذكاته ، وقد حرم الله الميتة فما ذا يحل لنا منها؟ فنزلت :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ) يعني : الذبائح( وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ ) يعني : وصيد ما علمتم من الجوارح ، وهي الكَوَاسِبُ من الكلاب وسباع الطير.

__________________

[٣٨٤] عزاه في الدر (٢ / ٢٦٠) لابن أبي حاتم ، وذكره في لباب النقول (ص ١٠٠)

١٩٤

[١٨٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) الآية. [١١].

٣٨٥ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا أبو لُبَابَةَ محمد بن المهدي المِيهَنِي ، قال : حدَّثنا عمّار بن الحسن ، قال : حدَّثنا سَلَمَة بن الفضْل ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق ، عن عَمْرِو بن عبيد ، عن الحسن البصري ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري :

أن رجلاً من محارب ، يقال له : غَوْرَث بن الحارث ، قال لقومه من بني غطفان ومحارب : ألا أقتل لكم محمداً؟ قالوا : نعم وكيف تقتله؟ قال : أفتك به. قال : فأقبل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو جالس وسيفه في حِجْرِه ، فقال : يا محمد أَنْظُر إلى سيفك هذا؟ قال : نعم. فأخذت فاستله ، ثم جعل يَهُزُّهُ ويهم به فيكْبِتُه اللهعزوجل ، ثم قال : يا محمد أما تخافني؟ قال : لا ، قال : ألا تخافني وفي يدي السيف؟ قال : يمنعني الله منك. ثم أغمد السيف وردّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى :( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) .

٣٨٦ ـ أخبرنا أحمد بن إبراهيم الثّعَالبي ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عبد الرَّزَّاق ، عن مَعْمَر ، عن الزُّهْرِي ، عن أبي سلمة ، عن جابر :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل منزلاً ، وتفرق الناس في العِضَاه يستظلون تحتها ، فعلَّق النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سلاحه على شجرة ، فجاء أعرابي إلى سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أقبل عليه فقال : من يمنعك مني؟ قال : الله. قال الأعرابي مرتين أو ثلاثاً : [من يمنعك مني؟] والنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : الله فَشَامَ الأعرابي السيف ، فدعا النبيعليه‌السلام

__________________

[٣٨٥] إسناده ضعيف : محمد بن إسحاق مدلس والحسن البصري مدلس.

[٣٨٦] أخرجه البخاري في المغازي (٤١٣٩) ومسلم في الفضائل (١٣ / ٨٤٣) ص ١٧٨٦.

وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ٣١٩) من طريق أبي سلمة وسنان بن أبي سنان عن جابر.

تنبيه : هذا الحديث ليس فيه أنه سبب نزول الآية ، والله أعلم.

١٩٥

أصحابه ، فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه.

٣٨٧ ـ وقال مُجَاهِد ، والكَلْبي ، وعِكْرِمَة : قَتَلَ رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلين من بني سليم وبين النبيعليه‌السلام وبين قومهما مُوَادَعَةٌ ، فجاء قومهما يطلبون الدية ، فأتى النبيعليه‌السلام ومعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، فدخلوا على كعب بن الأشرف وبني النضير يستعينهم في عقلهما ، فقالوا : [نعم] يا أبا القاسم ، قد آن لك أن تأتينا وتسألنا حاجة ، اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا ، فجلس هو وأصحابه فخلا بعضهم ببعض وقالوا : إنكم لم تجدوا محمداً أقرب منه الآن ، فمن يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال عمر بن جِحَاش بن كعب : أنا ، فجاء إلى رحا عظيمة ليطرحها عليه ، فأَمسك الله تعالى يده ، وجاء جبريلعليه‌السلام ، وأخبره بذلك ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٨٤]

قوله تعالى :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) [٣٣].

٣٨٨ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المَخْلِدي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن نجيد ، قال : أخبرنا مسلم ، قال : حدَّثنا عبد الرحمن بن حماد ، قال : حدَّثنا سعيد بن أبي عَروبة ، عن قتادة ، عن أنس :

أن رهطاً من عُكْل وعُرَيْنَةَ أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا

__________________

[٣٨٧] بدون إسناد.

[٣٨٨] أخرجه البخاري في المغازي (٤١٩٢).

وفي الطب (٥٧٢٧).

وأخرجه مسلم في القسامة (١٣ م / ١٦٧١) ص ١٢٩٨ والنسائي في الطهارة (١ / ١٥٨).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١١٧٦) للنسائي في الحدود والطب في الكبرى ...

وقول قتادة : ذُكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم ليس عند البخاري ومسلم ولا عند النسائي وظاهره مبني للمجهول وأنه ليس من قول أنس.

وعلى ذلك يمكن القول : أن الحديث صحيح وأن سبب النزول ليس بصحيح ، والله أعلم.

١٩٦

أهل ضرْع ، ولم نكن أهل ريف ، فاسْتَوْخَمْنَا المدينة. فأَمر لهم رسول اللهعليه‌السلام بِذَوْد [وراع ، وأمرهم] أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها. [فلما صحوا ، وكانوا بناحية الحرّة] ، قتلوا راعي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستاقوا الذَّوْد ، فبعث رسول اللهعليه‌السلام في آثارهم ، فأتى بهم ، فَقَطَّعَ أيديَهم وأرجلهم ، وسَمَلَ أعينهم. فتركوا في الحَرَّة حتى ماتوا على حالهم.

قال قتادة : ذُكِرَ لنا أن هذه الآية نزلت فيهم :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً ) إلى آخر الآية. رواه مسلم [عن محمد بن المثنى] عن عبد الأَعْلَى ، عن سعيد ، إلى قول قتادة.

[١٨٥]

قوله تعالى :( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) [٣٨].

٣٨٩ ـ قال الكلبي : نزلت في طعمة بن أُبيْرق سارق الدرع. وقد مضت قصته.

[١٨٦]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) الآيات. [٤١ : ٤٧].

٣٩٠ ـ حدَّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيرِيّ إملاء ، قال : أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي ، قال : حدَّثنا محمد بن حماد الأَبيورْدِي ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مُرَّة ، عن البَرَاء بن عَازب ، قال :

__________________

[٣٨٩] سبق برقم (٣٦١)

[٣٩٠] أخرجه مسلم في كتاب الحدود (٢٨ / ١٧٠٠) ص ١٣٢٧ ، وأبو داود في الحدود (٤٤٤٧ ـ ٤٤٤٨) والنسائي في التفسير (١٦٤) وابن ماجة في الحدود (٢٥٥٨) وأحمد في مسنده (٤ / ٢٨٦) وابن جرير في تفسيره (٦ / ١٥٠) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٤٦) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٨٢) للنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه ـ وذكره في لباب النقول ص ١٠٦.

١٩٧

مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيهودي مُحَمَّماً مجلوداً ، فدعاهم فقال : أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا : نعم ، قال : فدعا رجلاً من علمائهم فقال : أَنْشُدُكَ الله الذي أنزل التوراة على موسى ، هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال : لا ، ولو لا أنك نَشَدْتَني لم أخبرك ، نجد حدّ الزاني في كتابنا الرّجم ، ولكنه كثر في أشرافنا ، فكنا إِذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحدّ ، فقلنا : تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع ، فاجتمعنا على التَّحْمِيمِ والجلد ، مكان الرجم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه. فأمر به فرجم. فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) إلى قوله :( إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ ) . يقولون : ائتوا محمداً ، فإن أفتاكم بالتَّحْمِيمِ والجلد فخذوا به ، وإن أفتاكم بالرجم فاحْذروا. إلى قوله تعالى :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) قال : في اليهود. إلى قوله :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) قال : في النصارى. إلى قوله :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) . قال : في الكفار كُلّهَا.

رواه مسلم عن يحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية.

٣٩١ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق ، قال : أخبرنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن غَوْث الكندي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعْمَش ، عن عبد الله بن مُرَّة ، عن البَرَاء بن عَازِب ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أنه رجم يهودياً ويهودية ثم قال :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) ،( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ،( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) ، قال : نزلت كلها في الكفار.

رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة.

__________________

[٣٩١] انظر السابق.

١٩٨

[١٨٧]

قوله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ ) [٤٤].

٣٩٢ ـ أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عبد الرّزاق ، قال : حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزُّهْرِي ، قال : حدَّثني رجل من مُزَيْنَةَ ، ونحن عند سعيد بن المُسَيِّب ، عن أبي هريرة ، قال :

زنى رجل من اليهود وامرأة ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي مبعوث للتخفيف ، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله ، وقلنا : فُتْيا نبي من أنبيائك! فأتوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو جالس في المسجد مع أصحابه ، فقالوا : يا أبا القاسم ، ما ترى في رجل وامرأة زنيا؟ فلم يكلمهم حتى أتى بيت مِدْرَاسِهِمْ فقام على الباب فقال : أنشدُكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، ما تَجِدُونَ في التوراة على مَنْ زنى إذا أُحْصِن؟ قالوا يُحَمَّمُ [وجهه] ويُجبَّهُ ويجلد ـ والتَّجْبِيةُ : أن يحمل الزانيان على حمار وتَقابَلَ أقفيتهما ويطاف بهما ـ قال : وسكت شاب منهم ، فلما رآه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سكت ، أَلَظَّ به في النَّشْدَة ، فقال : اللهم إذ أُنْشَدْتَنا ، فإنا نَجِدُ في التوراة الرَّجْم. فقال النبيعليه‌السلام : فما أول ما أرخصتم أمر اللهعزوجل ؟ قال : زنى رجل ذو قرابة مِنْ ملك من ملوكنا ، فأخر عنه الرجم ، ثم زنى رجل في أسْرَةٍ من الناس ، فأراد رجمه فحال قومه دونه فقالوا : لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه ، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فإني أحكم بما في التوراة ، فأمر بهما فرجما.

__________________

[٣٩٢] أخرجه أبو داود في الصلاة (٤٨٨) مختصراً.

وأخرجه في الأقضية (٣٦٢٤ ـ ٣٦٢٥) مختصراً.

وأخرجه في الحدود (٤٤٥٠ ـ ٤٤٥١) بتمامه.

وأخرجه ابن جرير (٦ / ١٦١).

والواضح من السياق أنه قول الزهري : «فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم» ليس من قول أبي هريرة ولم يذكر الزهري من بلَّغه ذلك.

وعلى ذلك فإنه لا يصلح للاحتجاج به كسبب نزول.

١٩٩

قال الزُّهْرِي : فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم :( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ) . فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم.

٣٩٣ ـ قال مَعْمَر : أخبرني الزُّهْرِي ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أمر برجمهما ، فلما رُجِمَا رأيته يَجْنَأُ بيده عنها ليقيها الحجارة.

[١٨٨]

قولهعزوجل :( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ) الآية [٤٩].

٣٩٤ ـ قال ابن عباس : إن جماعة من اليهود ، منهم كعب بن أسد وعبد الله بن صُورِيَا ، وشَأْس بن قيس ، قال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نَفْتِنُه عن دينه. فأتوه فقالوا : يا محمد ، قد عرفت أنّا أحبار اليهود وأشرافهم ، وأنا إِن اتبعناك اتبعنا اليهود ولن يخالفونا ، وإنّ بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ، ونحن نؤمن بك ونصدقك. فأبى ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى فيهم :( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ) .

[١٨٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ) الآية. [٥١].

٣٩٥ ـ قال عطية العَوْفي : جاء عُبَادَة بن الصَّامت ، فقال : يا رسول الله ، إن

__________________

[٣٩٣] أخرجه البخاري في المناقب (٣٦٣٥) وفي الحدود (٦٨٤١) وأخرجه مسلم في كتاب الحدود (٢٧ / ١٦٩٩) ص ١٣٢٦ وأبو داود في الحدود (٤٤٤٦) والترمذي في الحدود (١٤٣٦) مختصراً كلهم من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر.

وأخرجه مالك في الموطأ كتاب الحدود حديث رقم (١)

[٣٩٤] بدون إسناد.

[٣٩٥] مرسل. وأخرجه ابن جرير (٦ / ١٧٧) ، وزاد نسبته في الدر (٢ / ٢٩١) لابن أبي شيبة ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٠٧.

٢٠٠