أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن0%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن

مؤلف: الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
تصنيف:

الصفحات: 591
المشاهدات: 407988
تحميل: 5686

توضيحات:

أسباب نزول القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 407988 / تحميل: 5686
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

أخي ما تريد من قومك؟ قال : يا عم إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم [قال : وما الكلمة؟] قال : كلمة واحدة ، قال : ما هي؟ قال : لا إله إلا الله ، فقالوا : أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً؟ قال : فنزل فيهم القرآن :( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ* بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ) حتى بلغ( إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) .

قال المفسرون : لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون. قال الوليد بن المغيرة للملإ من قريش ـ وهم الصَّنادِيدُ والأشراف ـ : امشوا إلى أبي طالب. فأتوه فقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاه فقال [له :] يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك ذا السَّوَاء فلا تَمِلْ كلَّ الميل على قومك. فقال : وما ذا يسألوني؟ قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل : لله أبوك لنعطينكها وعشر أَمثالها ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قولوا لا إله إلا الله. فنفروا من ذلك وقاموا فقالوا : أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً كيف يسع الخلق كلهم إله واحد؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات [إلى قوله] :( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ) .

٣٨١

سورة الزمر

[٣٦٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ) الآية. [٩].

٧٢٣ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : نزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه .

وقال ابن عمر : نزلت في عثمان بن عفان.

وقال مقاتل : نزلت في عمار بن ياسر.

[٣٦٨]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها ) الآية. [١٧].

٧٢٤ ـ قال ابن زيد : نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله ، وهم زيد بن عمرو ، وأبو ذَر الغفاري ، وسلمان الفارسي.

[٣٦٩]

قوله تعالى :( فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) . [١٧ ، ١٨].

__________________

[٧٢٣] بدون إسناد.

[٧٢٤] مرسل.

٣٨٢

٧٢٤١ م ـ قال عطاء عن ابن عباس : إن أبا بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، آمن بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدَّقه ، فجاء عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص ، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا ، ونزلت فيهم :( فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ) . قال : يريد : من أبي بكر.( فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) .

[٣٧٠]

قوله تعالى :( أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) الآية. [٢٢].

٧٢٥ ـ نزلت في حمزة وعلي وأبي لهب وولده ، فعليّ وحمزة ممن شرح الله صدره ، وأبو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله ، وهو قوله تعالى :( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) ....

[٣٧١]

قوله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) الآية. [٢٣].

٧٢٦ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر البغدادي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيَابي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْه ، قال : حدَّثنا عمرو بن محمد القرشي ، قال : حدَّثنا خَلّاد الصّفّار ، عن عمرو بن قيس المُلَائي ، عن عمرو بن مُرّة ، عن مُصْعَب بن سعد ، عن سعد :

قالوا : يا رسول الله لو حدَّثتنا. فأنزل الله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً ) الآية.

[٣٧٢]

قوله تعالى :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) الآية. [٥٣].

__________________

[٧٢٤] م بدون إسناد.

[٧٢٥] بدون إسناد.

[٧٢٦] سبق برقم (٥٤٤)

٣٨٣

٧٢٧ ـ قال ابن عباس : نزلت في أهل مكة ، قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان ، وقتل النفس التي حرم الله. لم يغفر له ، فكيف نهاجر ونسلم ، وقد عبدنا مع الله إلهاً آخر ، وقتلنا النفس التي حرم الله؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٢٨ ـ وقال ابن عمر : نزلت هذه الآية في عياش بن [أبي] ربيعة ، والوليد بن الوليد ، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ثم فُتِنُوا وعُذَّبُوا فافتتنوا ، فكنا نقول : لا يقبل الله من هؤلاء صَرْفاً ولا عَدلاً أبداً ، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عُذَّبوا به. فنزلت هذه الآيات. وكان عمر كاتباً فكتبها إلى عَيّاش بن أبي ربيعة ، والوليد بن الوليد ، وأولئك النفر ، فأسلموا وهاجروا.

٧٢٩ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السراج ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن الكازري ، قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : أخبرنا القاسم بن سلام ، قال : حدَّثنا حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : حدَّثني يَعْلَى بن مسلم : أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس :

أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قَتُلوا فأكثروا ، وزَنَوْا فأكثروا ، ثم أتوا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إن الذي [تقول و] تدعو إليه لحسن [لو] تخبرنا [أن] لما عملناه كفارة. فنزلت هذه الآية :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ) الآية.

رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام بن يوسف ، عن ابن جُرَيج.

٧٣٠ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقرئ ، قال : أخبرنا [أبو عبد الله] الحسين بن محمد [الدينوري ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن خُرْجَةَ ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٧٢٧] ذكره المصنف بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ١٠) بإسناد فيه عطية العوفي وهو ضعيف.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣٠) لابن جرير وابن أبي حاتم.

[٧٢٨] ذكره المصنف بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ١١) بإسناد فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣١) لابن جرير ـ وانظر رقم (٧٣٠)

[٧٢٩] سبق برقم (٦٥٨)

[٧٣٠] منقطع : نافع لم يسمع عمر بن الخطاب.

لكن للحديث طريق آخر متصل أخرجه البيهقي (٩ / ١٣) من طريق نافع عن عبد الله بن عمر عن

٣٨٤

عبد الله بن سليمان ، قال : حدَّثنا محمد] بن العلاء ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدَّثنا نافع عن [ابن] عمر [عن عمر] أنه قال :

لما اجتمعنا إلى الهجرة اتعَدْت أنا وعَيّاش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص بن وائل ، فقلنا : الميعاد بيننا المنَاصِف ـ ميقات بني غِفَار ـ فمن حبس منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحبه. فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام وفتن فافتتن ، فقدمنا المدينة فكنا نقول : ما الله بقابل من هؤلاء توبة ، قوم عرفوا الله ورسوله ثم رجعوا عن ذلك لِبَلَاءِ أصَابهُمْ من الدنيا. فأنزل الله تعالى :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) إلى قوله :( أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ؟ ) قال عمر : فكتبتها بيدي ثم بعثت بها [إلى هشام] قال هشام : فلما قدمت عَليَّ خرجت بها إلى ذي طُوَى ، فقلت : اللهم فهمنيها ، فعرفت أنها أنزلت فينا ، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

٧٣٠١ م ـ ويروى : أن هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه ، وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان.

[٣٧٣]

قوله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية. [٦٧].

٧٣١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : حدَّثنا أبو الشيخ الحافظ ، قال :

__________________

عمر وفي إسناده محمد بن إسحاق ولكنه صرح بالتحديث.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣١) لابن مردويه والبيهقي في السنن.

[٧٣٠١] م عزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣٠) للطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب بسند فيه لين.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٠) وقال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي

[٧٣١] منقطع ، الأعمش لم يرو عن علقمة ، ولكنه روى عن إبراهيم عن علقمة.

ومن طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة :

أخرجه البخاري في التوحيد (٧٤١٥ ، ٧٤٥١)

٣٨٥

حدَّثنا ابن أبي عاصم ، قال : حدَّثنا ابن نمير ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من أهل الكتاب ، فقال : يا أبا القاسم ، بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع ، والأَرضِينَ على إصبع ، والشجر على إصبع ، والثرى على إصبع [ثم يقول : أنا الملك]؟ فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بدت نَوَاجِذُه ، فأنزل الله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية ، ومعنى هذا : أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا [على] ما يحمله بإصبعه ، فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم. ألا ترى أن الله تعالى قال :( وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) أي [إنه] يقبضها بقدرته.

__________________

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٢١ ، ٢٢ / ٢٧٨٦) ص ٢١٤٨ بلفظ « ثم قرأ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) وهنا اللفظ «فأنزل».

وأخرجه النسائي في التفسير ولم يذكر الآية.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٧٨) وابن جرير (٢٤ / ١٨) بلفظ : «فأنزل الله» ولكن في هذين الحديثين عنعنة الأعمش.

والخلاصة : أن الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وفيه تصريح الأعمش بالسماع بلفظ ثم قرأ.

والذي أخرجه أحمد وابن جرير ولم يصرح الأعمش فيه بالسماع بلفظ : فأنزل الله.

وقد أخرج الترمذي في التفسير (٣٢٤٠) وابن جرير (٢٤ / ١٨) من حديث ابن عباس بلفظ فأنزل ، ولكنه في إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط.

وقد تبين لي أن هذه الآية مكية والذي جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض الأحاديث حبر من أهل الكتاب وفي بعض الأحاديث جاء يهودي وسواء هذا أو ذاك كان ذلك في المدينة.

وعلى ذلك يمكن القول أن سبب النزول ليس بصحيح وأن الصحيح هو أن الآية نزلت قبل هذا الحوار الذي جرى بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واليهودي فلما أن قال اليهودي ما قال ضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قرأ الآية والله أعلم.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣٤) لسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، كلهم بلفظ ثم قرأ.

٣٨٦

سورة حم السجدة

[٣٧٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ ) الآية. [٢٢].

٧٣٢ ـ أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال : حدَّثنا أمية بن بسطام ، قال : حدَّثنا يزيد بن زُرَيع ، قال : حدَّثنا روح ، عن القاسم ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود] في هذه الآية :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ ) الآية. قال :

كان رجلان من [ثَقِيف] وخَتَنٌ لهما من [قريش] ، أو رجُلان من [قريش] وخَتَنٌ لهما من [ثَقِيف] ، في بيت فقال بعضهم : أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا؟ فقال

__________________

[٧٣٢] أخرجه البخاري في التفسير (٤٨١٦ ، ٤٨١٧) وفي التوحيد (٧٥٢١).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين (٥ ، ٥ مكرر / ٢٧٧٥) ص ٢١٤١ ، ٢١٤٢.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٤٨) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٤٨٨) وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ٦٩).

وأخرجه أحمد (١ / ٤٤٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٣٦٢) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.

٣٨٧

بعضهم : قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه ، قالوا : لئن كان يسمع بعضه لقد سمع كله ، فنزلت هذه الآية :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ ) الآية. رواه البخاري عن الحميدي. ورواه مسلم عن ابن أبي عمرو كلاهما عن سفيان ، عن منصور.

٧٣٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحِيرِي ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة قال : حدَّثنا محمد بن حازم قال : حدَّثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ، قال :

كنت مستتراً بأستار الكعبة ، فجاء ثلاثة نفر كَثِيرٌ شَحْمُ بطونهم ، قليلٌ فقْهُ قُلُوبهم ، قرشي وخَتَنَاه ثَقفيَّان ، أو ثَقَفِي وخَتَنَاهُ قرشيان، فتكلموا بكلام لهم أفهمه ، فقال بعضهم : أترون الله يسمع كلامنا هذا؟ فقال الآخر : إذا رفعنا أصواتنا سمع ، وإذا لم نرفع لم يسمع. وقال الآخر : إن سمع منه شيئاً سمعه كله. قال : فذكرت ذلك [للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] فنزل عليه :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) إلى قوله تعالى :( فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) .

[٣٧٥]

قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) الآية. [٣٠].

٧٣٤ ـ قال عطاء عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في أبي بكر [الصديق]رضي‌الله‌عنه ، وذلك أن المشركين قالوا : ربنا الله ، والملائكة بناته ، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فلم يستقيموا. وقالت اليهود : ربنا الله ، وعزير ابنه ، ومحمد ليس بنبي ، فلم يستقيموا. وقال أبو بكررضي‌الله‌عنه : ربنا الله وحده لا شريك له ، ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم عبده ورسوله ، فاستقام.

__________________

[٧٣٣] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٤٩) وقال : هذا حديث حسن صحيح. وانظر الحديث السابق.

[٧٣٤] بدون إسناد.

٣٨٨

سورة حمعسق

[٣٧٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) الآية. [٢٣].

٧٣٥ ـ قال ابن عباس : لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة كانت تَنُوبُه نوائب وحقوق ، وليس في يده لذلك سعة ، فقال الأنصار : إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به ، وهو ابن أختكم ، تنوبه نوائب وحقوق ، وليس في يده لذلك سعة ، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم ، فأْتوهُ به ليعينه على ما ينوبه. ففعلوا ثم أتوه به فقالوا : يا رسول الله ، إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك ، وتنوبك نوائب وحقوق وليس لك عندها سعة ، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا [شيئاً] فنأتيك به فتستعين [به] على ما ينوبك ، وها هوذا. فنزلت هذه الآية.

٧٣٦ ـ وقال قتادة : اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض : أترون محمداً يسأل على ما يتعاطاه أجراً؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧٣٥] أخرجه المصنف بدون إسناد.

وأخرجه الطبراني بإسناده (١١ / ٣٣) وقال الهيثمي في المجمع (٧ / ١٠٣) فيه عثمان بن عمير أبو اليقظان وهو ضعيف.

[٧٣٦] مرسل.

٣٨٩

[٣٧٧]

قوله تعالى :( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ) الآية. [٢٧].

٧٣٧ ـ نزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الدنيا والغنى.

قال خَبَّاب بن الأَرَتّ : فينا نزلت هذه الآية ، وذلك أنا نظرنا إلى أموال قُرَيْظَةَ والنَّضِير فتمنيناها ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

٧٣٨ ـ قال : أخبرني أبو عثمان المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا أبو محمد بن معاذ ، قال : أخبرنا الحسين بن الحسن بن حرب ، قال : أخبرنا ابن المبارك قال : حدَّثنا حَيْوَةُ ، قال : أخبرنا أبو هانئ الخولاني ، أنه سمع عمرو بن حُرَيث يقول

إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصُّفَّة :( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ ) وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا الدنيا فتمنوا الدنيا.

[٣٧٨]

قوله تعالى :( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ) الآية. [٥١].

٧٣٩ ـ وذلك أن اليهود قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا تكلِّم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً ، كما كلمه موسى ونظر إليه؟ فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك. فقال : لم ينظر موسى إلى اللهعزوجل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧٣٧] بدون إسناد.

[٧٣٨] أخرجه ابن المبارك في الزهد وقال ابن صاعد عقب روايته : عمرو هذا من أهل مصر ليست له صحبة وهو غير المخزومي [الإصابة ٢ / ٥٣١ ـ ترجمة عمرو بن حريث].

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٤) وعزاه للطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث علي أخرجه الحاكم (٢ / ٤٤٥) وصححه ووافقه الذهبي قلت في إسناده عند الحاكم : الأعمش وقد عنعنه وهو مدلس.

[٧٣٩] بدون إسناد.

٣٩٠

سورة الزخرف

[٣٧٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ) الآية. [٥٧].

٧٤٠ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النَّصْرَابَاذي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل ، حدَّثنا هشام بن عمار ، حدَّثنا الوليد بن مسلم ، حدَّثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي رزين عن أبي يحيى ، مولى ابن عفراء ، عن ابن عباس :

أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لقريش : يا معشر قريش لا خير في أحد يُعْبَدُ من دون الله.

قالوا : أليس تزعم أن عيسى كان عبداً نبياً وعبداً صالحاً؟ فإن كان كما تزعم فهو كالهتهم. فأنزل الله تعالى :( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ) الآية.

وذكرنا هذه القصة ومناظرة ابن الزِّبَعْرَى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في آخر سورة الأنبياء عند قوله تعالى :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) .

__________________

[٧٤٠] إسناده ضعيف : أبو يحيى مولى ابن عفراء اسمه مصرع : قال الحافظ في التقريب مقبول وذكره ابن حبان في المجروحين [المجروحين ٣ / ٣٩].

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٤) وقال : رواه أحمد والطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وثقه أحمد وغيره وهو سيِّئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح.

٣٩١

سورة الدخان

[٣٨٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) . [٤٩].

٧٤١ ـ قال قتادة : نزلت في عدو الله أبي جهل ، وذلك أنه قال : أيوعدني محمد؟ والله [إني] لأنا أعز مَنْ بَيْنِ جَبَلَيْهَا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤٢ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا عبد الله [بن محمد] بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرّازي ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا أسباط ، عن أبي بكر الهُذَلِي ، عن عكرمة ، قال :

لقي النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا جهل ، فقال أبو جهل : لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء ، وأنا العزيز الكريم. قال : فقتله الله يوم بدر وأذَلَّه وعيَّره بكلمته ، ونزل فيه :( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) .

__________________

[٧٤١] مرسل.

[٧٤٢] إسناده ضعيف : أبو بكر الهذلي : قال الحافظ في التقريب : متروك [تقريب ٢ / ٤٠١].

٣٩٢

سورة الجاثية

[٣٨١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم.

قوله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) الآية [١٤].

٧٤٣ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء :

يريد عمر بن الخطاب خاصة ، وأراد بالذين لا يرجون أيام الله : عبد الله بن أبَيّ وذلك أنهم نزلوا في غَزَاة بني المُصْطَلِق على بئر يقال لها : المُرَيْسِيع ، فأرسل عبد الله غلامه ليستقي الماء فأبطأ عليه ، فلما أتاه قال [له :] ما حبسك؟ قال : غلام عمر قعد على فم البئر فما ترك أحداً يستقي حتى ملأ قِرَب النبي وقِرَب أبي بكر ، وملأ لمولاه. فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل : سَمِّنْ كَلْبَكَ يأْكُلْك. فبلغ قوله عمررضي‌الله‌عنه فاشتمل بسيفه يريد التوجه إِليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤٣١ م ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن

__________________

[٧٤٣] بدون إسناد ، ولم أهتد إليه مسنداً.

[٧٤٣] م إسناده ضعيف : محمد بن زياد اليشكري ضعيف ، وقد كذبه بعض الأئمة منهم الإمام أحمد وعمرو بن علي ، وقال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث على الثقات [تهذيب التهذيب ٩ / ١٥١] و [المجروحين ٢ / ٢٥٠].

٣٩٣

عبد الله ، قال : حدَّثنا موسى بن محمد بن علي ، قال : أخبرنا الحسن بن علويه قال : حدَّثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن زياد اليَشْكُرِي ، عن ميمون بن مِهْران ، عن ابن عباس قال :

لما نزلت هذه الآية( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ) قال يهودي بالمدينة يقال له : فنحاص ـ : احتاج رب محمد [قال :] فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج في طلبه ، فجاء جبريلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن ربك يقول [لك] :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي. فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في طلبه ، فلما جاء قال : يا عمر ضع سيفك ، قال : صدقت يا رسول الله أشهد أنك أرسلت بالحق ، قال : فإن ربكعزوجل يقول :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) قال : لا جَرَم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.

٣٩٤

سورة الأحقاف

[٣٨٢]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) الآية [٩].

٧٤٤ ـ قال الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

لما اشتد البلاء بأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء ، فقصّها على أصحابه فاستبشروا بذلك ، ورأوا فيها فرجاً مما هم فيه من أذى المشركين. ثم إنهم مكثوا بُرْهَة لا يرون ذلك فقالوا : يا رسول الله متى تهاجر إلى الأرض التي رأيتها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنزل الله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) يعني لا أدري أخرج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أولا؟ ثم قال : إنما هو شيء رأيتُه في منامي ، وما أتبع إلا ما يوحى إليَّ.

[٣٨٣]

قوله تعالى :( حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) الآية [١٥].

٧٤٥ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : أنزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، وذلك أنه صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ، ورسول

__________________

[٧٤٤] الكلبي لم يسمع أبا صالح وأبا صالح لم يسمع ابن عباس.

[٧٤٥] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٦ / ٤١) لابن مردويه.

٣٩٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن عشرين سنة ، وهم يريدون الشام في التجارة ، فنزلوا منزلاً فيه سِدْرَة ، فقعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في ظلها ، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين ، فقال له : من الرجل الذي في ظل السِّدْرة؟ فقال : ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، قال : هذا والله نبي ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم إلا محمد نبي الله. فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق ، فكان لا يفارق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في أسفاره وحضوره ، فلما نُبِّىءَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو ابن أربعين سنة ، وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة ـ أسلم وصدّق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما بلغ أربعين سنة قال :( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) الآية.

٣٩٦

سورة الفتح

[٣٨٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

٧٤٦ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكَّي ، حدَّثنا والدي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني ، حدَّثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزُّهرِي ، عن عروة ، عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم ، قالا :

نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ، من أولها إلى آخرها.

[٣٨٥]

قوله تعالى :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) الآية. [١].

٧٤٧ ـ أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الفَامِي ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال حدثنا أبو الأشعث ،

__________________

[٧٤٦] في إسناده محمد بن إسحاق وهو ثقة مدلس وقد عنعنه.

وله شاهد عند الترمذي في التفسير (٣٢٦٣) من حديث أنس قال : نزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ) مرجعه من الحديبية وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفيه عن مجمع بن جارية

[٧٤٧] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ م / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

٣٩٧

قال : حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة ، عن أنس ، قال :

لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا ، فنحن بين الحزن والكآبة ـ أنزل اللهعزوجل :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لقد أنزلت عليّ آية هي أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها كلها.

٧٤٨ ـ وقال عطاء عن ابن عباس : إن اليهود شتموا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين لمَّا نزل قوله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) وقالوا : كيف نتبع رجلاً لا يدري ما يفعل به؟ فاشتد ذلك على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .

[٣٨٦]

قولهعزوجل :( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) الآية. [٥].

٧٤٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المقري قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد المديني ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن السَّقَطِي ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا همام عن قتادة عن أنس ، قال :

لما نزلت :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) قال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هنيئاً لك يا رسول الله ما أعطاك الله ، فما لنا؟ فأنزل الله تعالى :( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) الآية.

٧٥٠ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عمر بن أبي

__________________

[٧٤٨] بدون إسناد.

[٧٤٩] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ م / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

[٧٥٠] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

وعزاه في الدر (٦ / ٧١) لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.

٣٩٨

حفص قال : أخبرنا أحمد بن علي الموصلي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عمر ، قال : حدَّثنا يزيد بن زريع قال : حدَّثنا سعيد عن قتادة عن أنس ، قال :

أنزلت هذه الآية على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) عند مرجعه من الحُدَيبية. نزلت وأصحابه مخالطون الحزن ، وقد حيل بينهم وبين نسكهم ، ونحروا الْهَدْيَ بالحديبية. فلما أنزلت هذه الآية قال لأصحابه : لقد أنزلت عليَّ آية خير من الدنيا جميعها. فلما تلاها النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال رجل من القوم : هنيئاً مَرِيئاً يا رسول الله ، قد بَيَّن الله [لنا] ما يفعل بك ، فما ذا يفعل بنا؟ فأنزل الله تعالى( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي ) الآية.

[٣٨٧]

قولهعزوجل :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ) الآية. [٢٤].

٧٥١ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال : حدَّثنا إبراهيم بن محمد ، قال : أخبرنا مسلم ، قال : حدَّثني عمرو الناقد ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس :

أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من جبل التَّنْعِيم متسلحين يريدون غِرَّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، فأخذهم أسراء ، فاستحياهم وأنزل الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ) .

__________________

[٧٥١] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (١٣٣ / ١٨٠٨) ص ١٤٤٢.

وأبو داود في الجهاد (٢٦٨٨) والترمذي في التفسير (٣٢٦٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٥٣٠).

وأحمد في مسنده (٣ / ١٢٠ ، ١٢٤ ، ٢٩٠) ، وابن جرير (٢٦ / ٥٩) ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٧٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣٩٩

٧٥١ م ـ وقال عبد الله بن مغفل المُزَني : كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحُدَيْبِيَة في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن ، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح ، فثاروا في وجوهنا ، فدعا عليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ الله تعالى بأبصارهم وقمنا إليهم ، فأخذناهم ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل جئتم في عهد أحد؟ وهل جعل لكم أحد أماناً؟ فقالوا : اللهم لا ، فخلى سبيلهم ، فأنزل الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٧٥١١] م ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه النسائي في التفسير (٥٣١) وأخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٨٧).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٦٠ ـ ٤٦١) وصححه وأقره الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢٦ / ٥٨ ـ ٥٩) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١٤٥) وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

٤٠٠