أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن0%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن

مؤلف: الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
تصنيف:

الصفحات: 591
المشاهدات: 407982
تحميل: 5686

توضيحات:

أسباب نزول القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 407982 / تحميل: 5686
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

أن سَوْدَةَ بنت زَمْعَةَ كانت لها خُؤُولةٌ باليمن ، وكان يُهْدَى إليها العسلُ ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يأتيها في غير يومها يُصيبُ من ذلك العسل ، وكانت حفصةُ وعائشةُ متؤاخيتَيْن على سائر أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت إحداهما للأخرى : أما ترين إلى هذا؟ قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل! فإذا دخل [عليك] فخذي بأنْفِك ، فإذا قال : مالك؟ قولي : أجدُ منك ريحاً لا أدري ما هي؟ فإنه إذا دخل عليَّ قلتُ مثل ذلك. فدخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذتْ بأنفها فقال : مالك؟ قالت : ريحاً أجدُ منك ، وما أُراهُ إلا مَغَافِيرَ ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذا وجدها. ثم إذ دخل على الأخرى قالت له مثل ذلك ، فقال : لقد قالت لي هذا فلانة ، وما هذا إلا من شيء أصبتُه في بيت سَوْدَةَ ، وو الله لا أذوقه أبداً.

قال ابن أبي ملكية : قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في هذا :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ ) ؟!.

[٤٣٥]

قوله تعالى :( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) الآية. [٤]

٨٣٤ ـ أخبرنا أبو منصور المنصوري ، أخبرنا أبو الحسن الدَّارَقُطْنيُّ ، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدَّثنا عبد الله بن شَبيب ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز ، قال : وجدت في كتاب أبي ، عن الزُّهْري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال :

وجدتْ حفصةُ رسولَ الله ،صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع أم إِبراهيمَ في يوم عائشةَ ، فقالت : لأخبرَنَّها ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هي عليّ حرام إن قَرِبتُها فأخبرتْ عائشةَ بذلك ، فأعلم الله رسوله ذلك ، فَعَرَّف حفصة بعضَ ما قالت ، فقالت له : من أخبرك؟ قال :( نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) فآلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من نسائه شهراً ، فأنزل الله تبارك وتعالى :( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) الآية.

__________________

[٨٣٤] في إسناده عبد الله بن شبيب : ضعيف [مجروحين ٢ / ٤٧].

٤٦١

سورة الملك

[٤٣٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قولهعزوجل :( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ) الآية [١٣].

٨٣٥ ـ قال ابن عباس :

نزلت في (المشركين) ، كانوا ينالون من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخبَّره جبريلُعليه‌السلام بما قالوا فيه ونالوا منه ، فيقول بعضهم لبعض : أسِرُّوا قولَكم لئَلا يسمعَ إلهُ محمد).

__________________

[٨٣٥] بدون إسناد.

٤٦٢

سورة القلم

[٤٣٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قولهعزوجل :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) . [٤].

٨٣٦ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد بن حَيَّان ، حدَّثنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال ، حدَّثنا جرير بن يحيى ، حسين بن عُلْوانَ الكوفي ، حدَّثنا هشام بن عروةَ ، عن أبيه ، عن عائشةَ ، قالت :

ما كان أحدٌ أحسنَ خُلُقاً من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته ، إلا قال : لَبَّيْكَ ، ولذلك أنزل اللهعزوجل :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .

[٤٣٨]

قوله تعالى :( وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ ) الآية [٥١].

نزلت حين أَراد الكفار أن يَعينُوا رسولَ الله ،صلى‌الله‌عليه‌وسلم فُيصيبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش فقالوا : ما رأينا مثله ولا مِثل حُجَجِه ، وكانت العَيْنُ في بني أسد حتى إنْ كانت الناقة السمينة والبقرةُ السمينة تمرُّ بأحدهم فيُعايِنُها ثم يقول : يا

__________________

[٨٣٦] في إسناده : حسين بن علوان : قال ابن حبان في المجروحين : وضاع [المجروحين ١ / ٢٤٤].

٤٦٣

جاريةُ خذي المِكْتَل والدرهم فأْتينا بلحم من لحم هذه ، فما تَبَرحُ حتى تقع بالموت ، فَتُنْحَر

٨٣٧ ـ وقال الكلبي :

كان رجل [من العرب] يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ، ثم يرفعُ جانبَ خبائه فتمرُّ به النَّعَمُ ، فيقول : ما رُعِيَ اليومَ إبلٌ ولا غنمٌ أحسنُ من هذه ، فما تذهبُ إلا قريباً حتى يسقط منها طائفةٌ وعِدَّة. فسأل الكفارُ هذا الرجل أن يصيبَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك ، فعصم الله تعالى نبيه ، وأنزل هذه الآية.

__________________

[٨٣٧] الكلبي متهم بالكذب.

٤٦٤

سورة الحاقة

[٤٣٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) . [١٢].

٨٣٨ ـ حدَّثنا أبو بكر التَّمِيمي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا الوليد بن أبان ، حدَّثنا العباس الدَّوْرِي ، حدَّثنا بشر بن آدَمَ ، حدَّثنا عبد الله بن الزُّبير ، قال : سمعت صالح بن هَيْثَمَ يقول : سمعت بُرَيْدَة يقول :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : إن الله أمرني أن أُدْنيك ولا أُقصيكَ ، وأن أعلِّمَك وتَعِيَ ، وحق على الله أن تعيَ : فنزلت :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) .

__________________

[٨٣٨] إسناده ضعيف : عبد الله بن الزبير أبو محمد والد أبي أحمد الزبيري : ذكره الذهبي في الميزان (٢ / ٤٢٢) وقال : ضعفه أبو نعيم الكوفي وأبو زرعة.

وأخرجه ابن جرير (٢٩ / ٣٦) وفيه عبد الله بن الزبير ، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (٣٦٤٢٦) وعزاه لابن عساكر بسند ضعيف.

وقد أخرجه ابن عساكر في ترجمة علي بن أبي طالب (٢ / ٤٢٣) رقم الحديث ٩٣١ [طبعة مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر] ، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (١ / ٦٧) من طريق شيخ أبي نعيم محمد بن عمر بن سلم ، أبي بكر الجعابي وهو ضعيف ، له ترجمة في سير أعلام النبلاء (١٦ / ٨٨)

٤٦٥

سورة المعارج

[٤٤٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) الآيات [١].

٨٣٩ ـ نزلت في (النَّضْر بن الحارث) حين قال :( اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) الآية. فدعا على نفسه وسأل العذابَ ، فنزل به ما سأل يوم بدر فقُتل صبراً. ونزل فيه :( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) الآية.

[٤٤١]

قوله تعالى :( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلَّا ) . [٣٨]

٨٤٠ ـ قال المفسرون : كان المشركون يجتمعون حول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يَسْتَمِعون كلامَه ولا ينتفعون به ، بل يكذبون به ويستهزؤن ، ويقولون : لئن دخل هؤلاء الجنة لَندخُلَنَّها قبلهم ، وليكونَنّ لنا فيها أكثرُ مما لهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.)

__________________

[٨٣٩] أخرج النسائي في التفسير (٦٤٠) عن ابن عباس في قوله( سَأَلَ سائِلٌ ) قال : هو النضر بن الحارث.

[٨٤٠] بدون إسناد.

٤٦٦

سورة المدثر

[٤٤٢]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى : [( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) [١].

٨٤١ ـ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم المقرئ ، أخبرنا عبد الملك بن الوليد ، قال : أخبرني أبي ، حدَّثنا الأوْزَاعي ، حدَّثنا يحيى بن أبي كثِير ، قال : سمعت أبا سَلمةَ ، عن جابر ، قال :

حدَّثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «جَاوَرْتُ بحِرَاءَ شهراً ، فلما قضَيتُ جِوارِي نزلتُ فاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادي ، فنُودِيتُ فنظرتُ أمَامي وخَلْفي وعن يميني وعن شمالي ، فلم أر أحداً. ثم نُوديتُ فرفعتُ رأسي ، فإذا هو على العرش في الهواء ـ يعني جبريلَعليه‌السلام ـ فقلت : دَثِّرُوني دَثِّروني ، فصَبُّوا عليَّ ماء ، فأنزل اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ) .

رواه [مسلم عن] زُهير بن حرب ، عن الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي.

[٤٤٣]

قوله تعالى :( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ) [١١ : ٢٤]

__________________

[٨٤١] مر في أول كتاب برقم (٥)

٤٦٧

٨٤٢ ـ أخبرنا أبو القاسم الحذامي ، حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نُعيم ، أخبرنا محمد بن علي الصَّغَاني ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدِّبَرِيَّ ، حدَّثنا عبد الرزاق ، عن مَعْمَرٍ ، عن أيوبَ السِّختِياني ، عن عِكْرِمَةَ ، عن ابن عباس :

أن (الوليد بن المغيرة) جاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأ عليه القرآن ، وكأنه رَقَّ له ، فبلغ ذلك (أبا جهل) ، فقال له : يا عم إن قومك يُريدون أن يجمعوا لك مالاً. لِيُعْطُوكَهُ ، فإنك أتيتَ محمداً تتعرضُ لِمَا قِبَلَه. فقال : قد علمتْ قريشٌ أني مِنْ أكثرها مالاً. قال : فقل فيه قولاً يُبلغُ قومَك أنك منكرٌ له وكاره. قال : وما ذا أقول؟ فو الله ما فيكم رجلٌ أعلمُ بالأشعار مني ، ولا أعلمُ بِرَجَزِها وبقَصِيدِها مني ، والله ما يُشْبِهُ الذي يقول شيئاً من هذا ، والله إن لِقولِه الذي يقولُ حلاوةً ، وإن عليه لَطَلَاوة ، وإنه لَمُثْمِرٌ أعلاه ، مُغْدِق أسفلُه ، وإنه لَيَعْلُو وما يُعْلَى. قال : لا يرضَى عنك قومُك حتى تقولَ فيه. قال : فدَعْنِي حتى أفكرَ فيه ، فقال : هَذَا سِحْرٌ يُؤثَرُ يأثُرُه عن غيره. فنزلت :( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ) الآيات كلها.

٨٤٢ م ـ وقال مجاهد : إن (الوليد بن المُغِيرَة) كان يغَشَى النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر حتى حسبتْ قريشٌ أنه يُسلم ، فقال له أبو جهل : إن قريشاً تزعم أنك إنما تأتي محمداً وابنَ أبي قُحَافَةَ تُصِيبُ من طعامهما. فقال الوليد لقريش : إنكم ذَوُو أحساب ، وذُووا أحلام ، وإنكم تزعمون أن محمداً مجنون ، وهل رأيتموه يُجَنُّ قط؟ قالوا : اللهم لا. قال : تزعمون أنه كاهن ، وهل رأيتموه يتكَهَّنُ قطُّ؟ قالوا : اللهم لا قال : تزعمون أنه شاعر ، هل رأيتموه يَنطقُ بشعر قطُّ؟ قالوا : لا. قال : فتزعمون أنه كذاب ، فهل جَرَّبتم عليه شيئاً من الكذب؟ قالوا : لا. قالت قريش للوليد : فما هو؟ [فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس] ، فقال : ما هو إلا ساحرٌ ، وما يقولُه سحرٌ. فذلك قوله :( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ) إلى قوله تعالى :( إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) .

__________________

[٨٤٢] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٠٦) وصححه ووافقه الذهبي على شرط البخاري وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٢٨٢) للبيهقي في الدلائل.

[٨٤٢] م انظر السابق.

٤٦٨

سورة القيامة

[٤٤٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قولهعزوجل :( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟! ) [٣]

٨٤٣ ـ نزلت في (عَدِيّ بن رَبِيعةَ) ، وذلك : أنه أَتَى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : حدِّثني عن يومِ القيامة متى يكونُ؟ وكيف [يكون] أمرُها وحالها؟ فأخبره النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك ، فقال : لو عاينتُ ذلك اليومَ لم أصدقْك يا محمدُ ، ولم أُومِنْ به ، أو يَجْمَعُ اللهُ هذه العظامَ؟! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٨٤٣] بدون إسناد.

٤٦٩

سورة الإنسان

[٤٤٥]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ) الآية. [٨]

٨٤٤ ـ قال عطاء عن ابن عباس : وذلك أن (علي بن أبي طالب) نَوْبةً أَجَّرَ نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلةً ، حتى أصبح وقَبَض الشعيرَ وطَحن ثُلثَه ، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه ، يقال له : الخَزِيرَةُ. فلما تم إنضاجُه أتَى مسكينٌ فأخرجوا إليه الطعام. ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتَى يَتيمٌ فسأل فأطعموه. ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتَى أسيرٌ من المشركين فأطعموه ، وطَوَوْا يومهم ذلك. فأُنزلتْ فيه هذه الآيات.

__________________

[٨٤٤] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٦ / ٢٩٩) لابن مردويه.

٤٧٠

سورة عبس

[٤٤٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) [١ ـ ٢]

وهو ابن أم مَكْتُوم، وذلك أنه أتَى النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يُناجي عُتْبةَ بن ربيعةَ ، وأبا جهل بن هشام ، وعباس بن عبد المطلب ، وأُبَيَّاً وأُميةَ ابْنَيْ خلف ، ويدعوهم إلى الله تعالى ، ويرجو إسلامهم. فقام ابن أم مَكْتُوم وقال : يا رسول الله ، علمني مما علمك الله ، وجعل يُناديه ويكرر النداء ، ولا يدري أنه مشتغلٌ مقبلٌ على غيره ، حتى ظهرت الكَراهِيَةُ في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لِقطعِه كلامَه ، وقال في نفسه : يقول هؤلاء الصناديدُ : إنما أتباعُه العميانُ والسِّفْلَةُ والعبيدُ فعَبَس رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأعرض عنه ، وأقبل على القوم الذين يكلمهم. فأنزل الله تعالى هذه الآيات. فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعد ذلك ـ يكرِّمُه ، وإذا رآه قال : مرحباً بمن عاتبني فيه ربي.

٨٤٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المصاحِفِي ، أخبرنا أبو عمرو

__________________

[٨٤٥] أخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٣٣١) وقال : هذا حديث غريب ، وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه ولم يذكر فيه عن عائشة.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥١٤) عن عائشة ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة وقال الذهبي وهو الصواب ، أي المرسل.

٤٧١

محمد بن أحمد بن حمدان ، أخبرنا أبو يَعْلَى ، حدَّثنا سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدَّثنا أبي ، قال : هذا ما قرأنا على هشام بن عُروة ، عن عائشة ، قالت :

أنزلت( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) في (ابن أم مَكْتُوم الأعمى) ، أتَى إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني ، وعند رسول الله رجالٌ من عظماء المشركين ، فجعل النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُعرِضُ عنه ، ويُقْبِلُ على الآخَرين. ففي هذا أنزلتْ عَبَس وتَوَلَّى. رواه الحاكم في صحيحه ، عن علي بن عيسى الحِيرِي ، عن العتابي ، عن سعد بن يحيى.

[٤٤٧]

قوله تعالى :( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) [٣٧]

٨٤٦ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، أخبرنا الحسن بن أحمد الشَّيْبَاني ، حدَّثنا عبد الله بن محمد بن مسلم ، حدَّثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سِنَان ، حدَّثنا إبراهيم بن هراسة ، حدَّثنا عائد بن شُرَيح الكِنْدِي ، قال : سمعت أنس بن مالك ، قال :

قالت عائشة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أَنَحْشُرُ عُرَاةً؟ قال : نعم ، قالت : وا سَوْأَتَاهُ! فأنزل الله تعالى :( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )

__________________

[٨٤٦] إسناده ضعيف ، عائذ بن شريح الكندي ضعيف : قال ابن حبان : كان قليل الحديث ممن يخطئ على قلته [مجروحين ٢ / ١٩٣].

وفي إسناده إبراهيم بن هراسة قال عنه ابن حبان : كان أبو عبيد يطلق عليه الكذب [مجروحين ١ / ١١١].

٤٧٢

سورة التكوير

[٤٤٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) [٢٩]

٨٤٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثَعْلَبي ، أخبرنا أبو بكر بن عَبْدُوس ، أخبرنا أبو حامد بن هلال ، حدَّثنا أحمد بن يوسف السُّلَمي ، حدَّثنا أبو مِسْهَر ، قال : حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى ، قال :

لما أنزل اللهعزوجل :( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال [أبو جهل]: ذلك إلينا ، إن شئنا أسْتَقمْنَا ، وإن نَشأْ لم نَسْتَقِمْ ، فأنزل الله تعالى :( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) .

__________________

[٨٤٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ٣٢٢) لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

وهو عند ابن جرير (٣٠ / ٥٣).

وسليمان بن موسى : قال الحافظ في التقريب : صدوق في حديثه بعض لين وخلط قبل موته.

وسعيد بن عبد العزيز : قال الحافظ في التقريب : ثقة ولكنه اختلط في آخر عمره.

٤٧٣

سورة المطففين

[٤٤٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) [١].

٨٤٨ ـ أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النّقِيب ، أخبرنا جدي محمد بن الحسين. أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ ، حدَّثنا عبد الرحمن بن بَشير ، حدَّثنا علي بن الحسين بن واقِدٍ ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني يزيد النحوي ، أن عِكْرِمة حدثه عن ابن عباس ، قال :

لما قَدِم النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم (المدينة) ، كانوا من أخبث الناس كيلاً ، فأنزل الله تعالى :( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) الآية. فأحسنُوا الكيلَ بعد ذلك.

__________________

[٨٤٨] أخرجه النسائي في التفسير (٦٧٤).

وابن ماجة في التجارات (٢٢٢٣) وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٣) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه الطبراني في الكبير (١١ / ٣٧١).

وأخرجه ابن جرير (٣٠ / ٥٨)

٤٧٤

٨٤٩ ـ قال : القُرظيّ : كان بالمدينة تُجار يُطَفِّفُونَ، وكانت بياعاتُهم كَشبِه القِمَار : المُنَابذة ، والمُلامَسَة والمخاطرَة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى السوق ، وقرأها.

٨٥٠ ـ وقال السُّدِّي : قدم رسولُ الله المدينَة وبها رجلٌ يقال له أبو جُهَيْنَةَ ، ومعه صاعانِ يَكيلُ بأحدهما وَيَكْتَالُ بالآخر. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٨٤٩] مرسل.

[٨٥٠] مرسل.

٤٧٥

سورة الطارق

[٤٥٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ* وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) [١ ـ ٢ ـ ٣].

٨٥١ ـ نزلت في (أبي طالب) ، وذلك أنه أتَى النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم [فأتْحَفَه] بخبز ولبن ، فبينما هو جالس [يأكل] إذا انْحَطَّ نجم فامتَلأ ما ثمَّ ناراً ، ففزع أبو طالب ، وقال : أيُّ شيء هذا؟ فقال : هذا نجمٌ رُميَ به ، وهو آيةٌ من آيات الله ، فعجب أبو طالب. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٨٥١] بدون إسناد.

٤٧٦

سورة الليل

[٤٥١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

٨٥٢ ـ حدَّثنا أبو مَعْمَر بن إسماعيل الإسماعيلي إملاء بجُرْجانَ سنةَ إحدى وثلاثين وأربعمائة ، أخبرنا أبو الحسن عليُّ بن عُمَر الحافظ ، أخبرنا علي بن الحسن بن هارون ، حدَّثنا العباس بن عبد الله الترقفي ، حدَّثنا حفص بن عمر ، حدَّثنا الحكم بن أبان ، عن عِكْرِمة ، عن ابن عباس :

أن رجلاً كانت له نخلةٌ فرْعُها في دار رجل فقير ذي عِيالٍ ، وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار فصَعِد النخلة ليأخذَ منها التمر ، فرُبمَّا سقطتْ التمرةُ فيأخذها صِبْيانُ الفقير ، فينزلُ الرجل من نخلته حتى يأخذَ التمرةَ من أيديهم ، فإن وجَدَها في فم أحدِهم أدخل إصبعه حتى يُخرجَ التمرة من فيه. فشكا الرجلُ ذلك إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخبره بما يَلْقَى من صاحب النخلة ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اذهب ، ولَقي صاحبَ النخلة وقال : تُعطيني نخلتك المائلةَ التي فرعُها في دار فلان ، ولك بها نخلةٌ في الجنة؟ فقال له الرجل : [لقد أُعطيتُ] وإن لي نخلاً كثيراً ، وما فيها نخلة

__________________

[٨٥٢] في إسناده : حفص بن عمر بن ميمون العدني.

قال الحافظ في التقريب : ضعيف [تقريب ١ / ١٨٨] ، وقال ابن حبان : يروي عن مالك وأهل المدينة كان ممن يقلب الأسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

والحديث عزاه السيوطي في الدر (٢ / ٣٥٧) لابن أبي حاتم.

٤٧٧

أعجب إليَّ ثمرة منها ، ثم ذهب الرجل ، فَلقي رجلاً كان يسمع الكلام من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله أتُعطيني ما أعطيتَ الرجل ، نخلة في الجنة إنْ أنا أَخَذتُها؟ قال : نعم. فذهب الرجلُ فلَقي صاحبَ النخلة ، فساوَمَها منه ، فقال له : أشَعَرْتَ أن محمداً أعطاني بها نخلةً في الجنة ، فقلتُ : يُعجبني ثمرُها؟ فقال له الآخر : أتريدُ بيعَها؟ قال : «لا ، إلا أن أُعطَى بها ما لَا أظنُّه أُعطي. قال : فما مناك؟ قال : أربعون نخلة قال له الرجل : لقد جئت بعظيم ، تطلبُ بنخلتِك المائلة أربعين نخلة؟ ثم سكتَ عنه ، فقال له : أنا أعطيك أربعين نخلةً ، فقال له أَشْهِدْ لي إن كنت صادقاً. فمرّ ناسٌ فدعاهم ، فأشْهَدَ له بأربعين نخلةً ، ثم ذهب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إنّ النخلةَ قد صارت في ملكي ، فهي لك. فذهبَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى صاحب الدار ، فقال : إن النخلةَ لك ولعيالك ، فأنزل الله تبارك وتعالى :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى* وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) .

٨٥٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، أخبرنا الوليد بن أبان ، حدَّثنا محمد بن إدريسَ ، حدَّثنا منصور بن [أبي] مزاحم ، حدَّثنا ابن أبي الوَضَّاح عن يونُسَ ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الله :

أن أبا بكر اشتَرى بِلَالاً من أُميةَ بن خَلف بِبُرْدةٍ وعَشْرِ أَوَاقٍ [من ذهب] ، فأعتقه ، فأنزل الله تبارك وتعالى :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) إلى قوله :( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) : سَعْيَ أبي بكر وأُمية بن خلف.

[٤٥٢]

قوله تعالى :( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) الآيات. [٥ : ١٠]

٨٥٤ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن جعفر بن

__________________

[٨٥٣] عزاه في الدر (٦ / ٣٥٨) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.

[٨٥٤] أخرجه البخاري في الجنائز (١٣٦٢) وفي التفسير (٤٩٤٥ ـ ٤٩٤٩) وفي الأدب (٦٢١٧) وفي القدر (٦٦٠٥) وفي التوحيد (٧٥٥٢) وفي الحديث قصة.

وأخرجه مسلم في القدر (٦ ، ٧ / ٢٦٤٧) : ص ٢٠٣٩ ، ٢٠٤٠.

وأخرجه أبو داود في السنة (٤٦٩٤)

٤٧٨

الهَيْثَمْ الأنْبَارِيُّ ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن شاكر ، حدَّثنا قبيصةُ ، حدَّثنا سفيان الثَّوْري ، عن منصور والأعمش ، عن سعد بن عُبَيدةَ ، عن أبي عبد الرحمن السّلَمي ، عن علي ، قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما منكم مِنْ أحد إلا كُتِبَ مَقْعده من الجنة ، ومقعده من النار! قالوا : يا رسول الله ، أفلا نَتَّكِلُ؟ قال : اعملوا فكلٌ ميسر [لما خلق له] ثم قرأ :( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى )

رواه البخاري ، عن أبي نُعيم ، عن الأعمش ، ورواه مسلم عن أبي زهير بن حرب ، عن جرير ، عن منصور.

٨٥٥ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدَّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدَّثنا أحمد بن [محمد بن] أيوبَ ، حدَّثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عبد الله ، عن ابن أبي عَتِيق ، عن عامر بن عبد الله ، عن بعض أهله :

قال أبو قُحَافةَ لابنه أبي بكر : يا بُنيَّ ، أراك تعتق رقاباً ضِعافاً ، فلو أنك إذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ أعْتَقْتَ رجالاً جَلَدةً يمنعونك ويقومون دونك. فقال أبو بكر : يا أبت ، إني إنما أريد ما أريد قال : فتُحدِّثَ : ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قاله : أبوه :( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) إلى آخر السورة.

__________________

وأخرجه الترمذي في القدر (٢١٣٦) وفي التفسير (٣٣٤٤).

وأخرجه النسائي في التفسير (٦٩٨ ، ٦٩٩).

وأخرجه ابن ماجة في السنة (٧٨).

وابن أبي عاصم في السنة (١ / ٧٥).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٣٥٩) لأحمد وعبد بن حميد وابن مردويه وابن جرير.

تنبيه : هذا الحديث ليس فيه سبب نزول وهو يتضح من قوله : «ثم قرأ» ، وقد تتبعته عند البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة فوجدت اللفظ «ثم قرأ» والحديث عند أبي داود لم يذكر فيه الآية مطلقاً.

[٨٥٥] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٢٥) عن عبد الله بن الزبير ، وصححه وقد صرح محمد بن إسحاق بالتحديث.

وعزاه في الدر (٦ / ٣٥٩) للحاكم.

٤٧٩

٨٥٦ ـ وذكر من سمع ابنَ الزبير وهو على المنبر يقول : كان أبو بكر يبتاع الضَّعَفَةَ من العبيد فيعتقهم ، فقال له أبوه : يا بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك. قال [ما] مَنْعَ ظَهْرِي أريدُ. فنزلت فيه.( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ) إلى آخر السورة.

٨٥٧ ـ وقال عطاء عن ابن عباس :

إن بلالاً لما أسلم ذهب إلى الأصنام فَسَلَحَ عليها ، وكان عبداً لعبد الله بن جُدْعَانَ ، فشكا إليه المشركون ما فعل ، فوَهَبَه لهم ، ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم ، فأخذوه ، وجعلوا يعذبونه في الرَّمْضاء ، وهو يقول : أحَدٌ أحَدٌ. فمر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يُنجيكَ أحدٌ أحدٌ. ثم أخبر رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (أبا بكر) : أنّ بِلالاً يعذَّبُ في الله ، فحمل أبو بكر رِطلاً من ذهب ، فابتاعه به. فقال المشركون : ما فعل أبو بكر ذلك إلا ليد كانت لبلال عنده. فأنزل الله تعالى :( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى * إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى * وَلَسَوْفَ يَرْضى ) .

__________________

[٨٥٦] بدون إسناد.

[٨٥٧] بدون إسناد.

٤٨٠