الاختصاص

الاختصاص0%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 372
المشاهدات: 103964
تحميل: 8384

توضيحات:

الاختصاص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 103964 / تحميل: 8384
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

صاحبة الجمل الادب تنبحها كلاب الحوأب،(١) فرفعت يدي من الحشيش وقلت: أعوذ بالله أن أكونه، فقال: والله لابد لاحدكما أن يكونه، اتقي الله يا حميرا أن تكونيه أتذكرين هذا يا عائشة؟ قالت: نعم.

ويوم تبذلنا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) فلبست ثيابي ولبست ثيابك فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجلس إلى جنبك، فقال: أتظنين يا حميرا أني لا أعرفك أما إن لامتي منك يوما مرا أو يوما حمرا(٣) أتذكرين هذا يا عائشة؟ قالت: نعم.

ويوم كنت أنا وأنت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء‌ك أبوك وصاحبه يستأذن فدخلت الخدر فقالا: يا رسول الله إنا لا ندري قدر مقامك فينا فلو جعلت لنا إنسانا نأتيه بعدك، قال: أما إني أعرف مكانه وأعلم موضعه ولو أخبرتكم به لتفرقتم عنه كما تفرقت بنوا إسرائيل عن عيسى ابن مريم، فلما خرجا خرجت إليه أنا وأنت وكنت حزينة عليه، فقلت له: من كنت جاعلا لهم؟ فقال: خاصف النعل وكان علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يصلح نعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا تخرقت ويغسل ثوبه إذا اتسخ، فقلت: ما أرى إلا عليا، فقال: هو ذاك، أتذكرين هذا يا عائشة؟ قالت: نعم.

قالت: ويوم جمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيت ميمونة فقال: يا نسائي اتقين الله ولا يسفر بكن أحد(٤) أتذكرين هذا يا عائشة؟ قالت: نعم ما أقبلني لوعظك وأسمعني لقولك فإن أخرج ففي غير حرج وإن أقعد ففي غير بأس وخرجت فخرج رسولها فنادى في الناس من أراد أن يخرج فليخرج فإن أم المؤمنين غير خارجة فدخل عيها عبدالله بن الزبير فنفث في اذنها وقلبها في الذروة(٥) فخرج رسولها فنادى من أراد أن يسير فليسر فإن

__________________

(١) الادب: الجمل الكثير الشعر. وفى بعض النسخ [ الادبب ] بفك الادغام. والنبح: صوت الكلب.

والحوأب - بالفتح ثم السكون وهمزة مفتوحة وباء موحدة -: موضع في طريق البصرة. (المراصد)

(٢) التبذل: ترك التزين ولبس ثياب المهنة.

(٣) أى يوما صعبا شديدا وعبر عن الشدة بالحمرة.

(٤) سفرت المرأة: كشفت عن وجهها فهى سافر، وسفر يسفر سفورا: خرج إلى السفر ولعل ههنا بمعنى الثانى وإن كان الاول محتملا، قاله المجلسى.

(٥) في النهاية: في حديث الزبير: سأل عائشة الخروج إلى البصرة فأبت عليه فما زال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته. جعل فتل وبر ذروة البعير وغاربه مثلا لازالتها عن رأيها كما يفعل بالجمل النفور اذا اريد تأنيسه وازالة نفاره. انتهى.

١٢١

ام المؤمنين خارجة، فلما كان من ندمها أنشأت ام سلمة تقول: لو أن معتصما من زلة أحد * كانت لعائشة العتبى على الناس(١) - كم سنة لرسول الله تاركة * وتلو آي من القرآن مدراس - قد ينزع الله من ناس عقولهم * حتى يكون الذي يقضي على الناس - فيرحم الله ام المؤمنين لقد * كانت تبدل إيحاشا بإيناس - قال أبوالعباس ثعلب:(٢) قوله: " يقمؤ في بيتك " يعني يأكل ويشرب " وقد جمع القرآن ذيلك فلا تبذخيه " البذخ: النفخ والرياء والكبر " سكني عقيراك ": مقامك، و بذلك سمي العقار لانه أصل ثابت، وعقر الدار: أصلها، وعقر المرأة: ثمن بضعها.

" فلا تضحى بها " قال الله عزوجل:( وأنك لا تظمؤ فيها ولا تضحى ) (٣) لا تبرز للشمس، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لرجل محرم: " أضح لمن أحرمت له " أي اخرج إلى البراز والموضع الظاهر المنكشف من الاغطية والسقوف. " الفراطة في البلاد ": السعي والذهاب. " لاترأبه النساء ": لا تضمه النساء.

حمادي النساء: ما يحمد منهن. " غض بالاطراف " لا يبسطن أطرافهن في الكلام " قصر الوهادة " جمع وهد ووهاد والوهاد الموضع المنخفض(٤) " ناصة قلوصا " النص: السوق بالعنف ومن ذلك الحديث من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان إذا وجد فجوة نص أي أسرع ومن ذلك نص الحديث أي رفعه إلى أهله بسرعة.

__________________

(١) في بعض النسخ [ كانت لعائشة الرتبا على الناس ].

(٢) أبوالعباس أحمد بن يحيى بن زيد النحوى الشيبانى بالولاء، شيخ أديب بارع كان امام الكوفيين في النحو واللغة قرأ على ابن الاعرابى والزبير بن بكار وكان الشيوخ يقدمونه عليهم وهو حديث السن لعلمه وفضله وهو صاحب كتاب الفصيح في اللغة الذى نسب اليه الفصيحى لكثرة تكراره عليه ودرسه اياه وسمى الرجل ثعلب لانه كان اذا سئل عن مسألة أجاب من ههنا وههنا فشبهوه بثعلب اذا أغار، توفى سنة ٢٠١ من الهجرة ببغداد وله إحدى وتسعون سنة وكان سبب وفاته على ما يحكى انه خرج يوم جمعة بعد العصر من الجامع وفى يده كتاب ينظر إليه في الطريق فصدمته فرس فألقته في هوة كانت هناك فأخرجوه منها وهو كالمختلط فحمل إلى منزله وكان يتأوه من رأسه فمات بعد يومين ودفن في مقابر الشام في حجرة اشتريت له (الكنى للمحدث القمى).

(٣) ط: ١١٩.

(٤) قد مر أنه تصحيف وكان ذلك في نسخة أبى العباس أو نسخة المؤلف ولذا ذكره في كتاب الجمل أيضا مصحفا وفى لسان العرب في مادة " حمد " " حماديات النساء غض الطرف وقصر الوهادة " وهو أيضا تصحيف لانه لا مناسبة له بالكلام وقد مر.

١٢٢

" من منهل إلى آخر " المنهل: الذي يشرب فيه الماء.

" مهواك ": الموضع الذي تهوين وتستقرين فيه قال الله عزوجل:( والنجم إذا هوى (١) ) أي نزل.

" سدافته " من السدفة وهي شدة الظلمة.

" قاعة الستر " قاعة الدار: صحنها. السدة: الباب.(٢) وقال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: أخبرني العكلي الحرماري،(٣) عن صالح بن أسود بن صنعان الغنوي قال: حدثني مسمع بن عبدالله البصري(٤) عن رجل قال: لما بعث علي بن أبي طالب صلوات الله صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه؟ قال: نعم، قالوا: فأنت إذا مقلد عليا دينك، ارجع فلا دين لك، فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا اقلد من قلد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صديقا لم يزل أولم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا اشتدت الحرب قدمه في لهواتها فيطؤ صماخها بأخمصه(٥) ويخمد لهبها بحده، مكدودا في ذات الله عنه، يعبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمون فأنى تصرفون؟ وأين تذهبون؟ وإلى من ترغبون وعمن تصدفون؟ عن القمر الباهر، والسراج الزاهر، وصراط الله المستقيم، وحسان الاعد المقيم(٦) قاتلكم الله أنى تؤفكون؟ أفي الصديق الاكبر والغرض الاقصى ترمون، طاشت عقولكم وغارت حلومكم وشاهت وجوهكم،(٧) لقد علوتم القلة من الجبل وباعدتم العلة

__________________

(١) النجم: ٢.

(٢) رواه الصدوق في كتاب معانى الاخبار ص ١٠٦ والطبرسى في الاحتجاج ص ٧٣ من الطبعة الاولى وص ٨٨ من طبع النجف وأخرجه ابن أبى الحديد عن غريب الحديث لابى محمد عبدالله ابن مسلم بن قتيبة في المجلد الثانى من شرح النهج ص ٧٩ من الطبعة الاولى وص ١٢٣ من الطبعة الثانية وروى المؤلف شطرا منه في كتاب الجمل ص ١١٢. وأخرجه ابن قتيبة في الامامة والسياسة ج ١ ص ٤٥ وابن عبد ربه في العقد الفريد ج ٢ ص ٢٢٧ بعنوان كتاب ام سلمة إلى عائشة.

(٣) العكلى - بالعين المهملة المضمومة والكاف الساكنة واللام - نسبة إلى ابي قبيلة من العدنانية والرجل لم أتحقق من هو.

(٤) في بعض النسخ [ سبيع بن عبدالله ].

(٥) " يطؤ صماخها بأخمصه " الاخمص من باطن القدم مالم يبلغ الارض وهو كناية عن الاستيلاء على الحرب واذلال أهلها.

(٦) في بعض النسخ [ وسبيل الله المقيم ].

(٧) الطيش: الخفة. وشاهت الوجوه أى قبحت.

١٢٣

من النهل(١) أتستهدفون أمير المؤمنين صلوات الله عليه ووصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ لقد سولت لكم أنفسكم خسرانا مبينا.

فبعدا وسحقا للكفرة الظالمين، عدل بكم عن القصد الشيطان وعمى لكم عن واضح المحجة الحرمان، فقال له عبدالله بن وهب الراسبي(٢) : نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير وهدرت فأطنبت في الهدير، أبلغ صاحبك أنا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل، فقال عبدالله بن وهب أبياتا قال العكلي الحرماري:

ولا أدري أهي له أم لغيره:

نقاتلكم كي تلزموا الحق وحده

ونضربكم حتى يكون لنا الحكم

فإن تبتغوا حكم الاله نكن لكم

إذا ما اصطلحنا الحق والامن والسلم

وإلا فإن المشرفية محذم

بأيدي رجال فيهم الدين والعلم(٣)

فقال صعصعة: كأني أنظر إليك يا أخا راسب مترملا بدمائك، يحجل الطير بأشلائك،(٤) لا تجاب لكم داعية ولا تسمع لكم واعية، يستحل ذلك منكم إمام هدى، قال الراسبي:

سيعلم الليث إذا التقينا

دور الرحى عليه أو علينا

أبلغ صاحبك أنا غير راجعين عنه أو يقر لله بكفره أو يخرج عن ذنبه فإن الله قابل التوب، شديد العقاب، وغافر الذنب، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج. فقال صعصعة: " عند الصباح يحمد القوم السرى ".(٥) ثم رجع إلى علي صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثل عليعليه‌السلام :

أراد رسولاي الوقوف فراوحا

يدا بيد ثم اسهما لي على السواء

__________________

(١) العل: الشربة الثاني أو الشرب بعد الشرب تباعا. والنهل - محركة -: أول الشرب.

(٢) كان هو رأس الخوارج والراسبى منسوب إلى بنى راسب وهى قبيلة نزلت البصرة.

وانما هو رأس الخوارج لانه أول من بايعه الخوارج بعد التحكيم في الكوفة وذلك اول نبوغ الخوارج على وجه الارض.

(٣) المشرفى: المنسوب إلى مشارف الشام وقرى من ارض العرب تدنو من الريف، وسيف مشرفى باللفظ المفرد وسيوف مشرفية بهاء منسوبة إليها. والمحذم، والحذم - بفتح الحاء وكسر الذال - من السيوف: القاطع.

(٤) يقال: حجل الطائر اذا نزى في مشيته. والاشلاء: الاعضاء.

(٥) قال الميدانى: هو مثل يضرب للرجل يحتمل المشقة رجاء الراحة.

١٢٤

بؤسا للمساكين يا ابن صوحان، أما لقد عهد إلي فيهم وإني لصاحبهم وما كذبت ولا كذبت وإن لهم ليوما يدور فيه رحى المؤمنين على المارقين فيها فياويحها حتفا، ما أبعدها من روح الله، ثم قال:

إذا الخيل جالت في الفتى وتكشفت

عوابس لا يسألن غير طعان

فكرت جميعا ثم فرق بينها

سقى رمحه منها بأحمر قان

فتى لا يلاقي القرن إلا بصدره

إذا أرعشت أحشاء كل جبان

ثم رفع رأسه ويديه إلى السماء وقال: " اللهم اشهد - ثلاثا - قد أعذر من أنذر وبك العون وإليك المشتكى وعليك التكلان وإياك ندرء في نحورهم أبى القوم إلا تماديا في الباطل ويأبى الله إلا الحق، فأين يذهب بكم عن حطب جهنم وعن طيب المغنم.

وأشار إلى أصحابه وقال: استعدوا لعدوكم فإنكم غالبوهم بإذن الله، ثم تلا عليهم آخر سورة آل عمران.(١) حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: أخبرنا عبدالرحمن ابن أخي الاصمعي، عن عمه الاصمعي قال: حدثني بعض أصحابنا، عن عبدالرحمن بن خالد بن أبي الحسن جمهور مولى المنصور قال: أخرج إلي بعض ولد سليمان بن علي كتابا بخط عبدالمطلب وإذا شبيه بخط النساء(٢) بسمك اللهم ذكر حق عبدالمطلب بن هاشم من أهل مكة على فلان بن فلان الحميرى من أهل زول صنعاء(٣) عليه ألف درهم فضة طيبة كيلا بالجديد(٤) ومتى دعاه بها أجابه شهد الله والملكان(٥) .

حدثنا أبوالحسن علي بن زنجويه الدينوري قال: حدثنا أبوعثمان سعيد بن زياد في قرية رام قال: حدثني أبي زياد بن قيد، عن أبيه قيد بن زياد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبي هند الداري قال: اهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طبقا مغطى فكشف الغطاء عنه ثم قال: كلوا بسم الله نعم

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٦١٤ من الاختصاص.

(٢) في بعض النسخ [ بخط الصبيان ].

(٣) زول: مكان باليمن.

(٤) الجديد ضرب من المسكوكات.

(٥) نقله المجلسىرحمه‌الله في المجلد السادس من بحار الانوار ص ٣٦.

١٢٥

الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب بالوصب(١) ويطفئ الغضب ويرضى الرب ويذهب بالبلغم ويطيب النكهة ويصفي اللون(٢) .

حدثنا علي بن زنجويه قال: حدثنا سلمة بن مسيب قال: حدثنا عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه عن أبي هريرة أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من حلف فقال: إن شاء الله فقد استثنى.

وقال في الغربة:

يا غريبا يسير بين الجبال

يا جبال ترفقي بالغريب

يا غريبا من أهله والليالي

ردك الله سالما يا غريب

كتاب محمد بن أبى بكر إلى معاوية

من محمد بن أبي بكررضي‌الله‌عنه إلى معاوية بن أبي سفيان سلام على أهل طاعة الله ممن هو سلم لاهل ولاية الله.

أما بعد فإن الله بجلاله وعظمته وسلطانه وقدرته خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ولا من حاجة به إليهم ولكنه خلقهم عبيدا، فجعل منهم غويا ورشيدا وشقيا و سعيدا، ثم اختار على علم فاصطفى وانتخب محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانتجبه واصطفاه برسالاته وأرسله بوحيه وئتمنه (وائتمنه) على أمره وبعثه رسولا مصدقا ودليلا، فكان أول من أجاب وأناب وصدق وآمن وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب صدقه بالغيب المكتوم، وآثره على كل حميم، ووقاه كل هول وواساه بنفسه في كل خوف، حارب من حاربه وسالم من سالمه، ولم يزل باذلا نفسه في ساعات الخوف والجوع والجد والهزل(٣) حتى أظهر الله دعوته و أفلج حجته(٤) وقد رأيتك أيها الغاوي تسأميه وأنت أنت وهو هو المبرز السابق في كل حين

__________________

(١) الوصب: المرض والوجع الدائم.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في المجلد الرابع عشر من البحار ص ٨٤٥.

(٣) في بعض النسخ [ ولم يزل مبتذلا لنفسه في ساعات الازل ومقامات الروع حتى برز سابقا، لا نظير له فيمن اتبعه ولا مقارب له في فعله ] والازل: الضيق والشدة.

(٤) أفلج حجته أى أظفر حجته وبرهانه وغلبه على عدوه ونصره.

١٢٦

أول الناس إسلاما وأصدق الناس نية وأطيب الناس ذرية وخير الناس زوجة وأفضل الناس إخوة، وابن عمه ووصيه وصفيه وأخوه الشاري لنفسه يوم مؤتة وعمه سيد الشهداء يوم أحد وأبوه الذاب عن وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن حوزته وأنت اللعين بن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الغوائل وتجهدان على إطفاء نوره وتجمعان عليه الجموع وتؤلبان عليه القبائل(١) وتبذلان فيه المال، هلك أبوك على ذلك وعلى ذلك خلفك، والشاهد عليك بفعلك من يأوي ويلجأ إليك من بقية الاحزاب ورؤوس النفاق وأهل الشقاق لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته والشاهد لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام بفضله المبين وسبقه القديم أنصاره الذين معه الذين ذكروا بفضلهم في القرآن أثنى الله عليهم من المهاجرين والانصار، فهم معه كتائب وعصائب من حوله يجالدون بأسيافهم ويهريقون دماء‌هم دونه يرون الحق في اتباعه والشقاء في خلافه، فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعلي وعلي أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و وصيه وأبوولده وأول الناس له اتباعا وآخرهم به عهدا، يخبره بسره ويشركه في أمره وأنت عدوه، وابن عدوه، فتمتع ما استطعت بباطلك وليمددك ابن العاصي في غوايتك وكأن أجلك قد انقضى وكيدك قد وهى، ثم تستبين لمن تكون العاقبة العليا، واعلم أنك إنما تكايد ربك.

الذي قد أمنت كيده في نفسك، وأيست من روحه، وهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرور وبالله ورسوله وأهل رسوله عنك الغنى والسلام على من اتبع الهدى.

وكتب محمد بن أبي بكر - رضي الله - عنه بهذا الشعر إلى معاوية:

معوي ما أمسى هوى يستقيدني

إليك ولا اخفى الذي لا اعالن

ولا أنا في الاخرى إذا ما شهدتها

بنكس ولا هيابة في المواطن(٢)

حللت عقال الحرب جبنا وإنما

يطيب المنايا خائنا وابن خائن

فحسبك من إحدى ثلاث رأيتها

بعينك أو تلك التي لم تعاين

__________________

(١) أى تجمعان عليه القبائل. والالب - بكسر الهمزة - القوم تجمعهم عداوة واحد.

(٢) النكس - بكسر النون -: السهم الذى ينكسر فوقه فيجعل أعلاه اسفله.وأيضا: القصير، والرجل الضعيف، والدنى الذى لا خير فيه، والمقصر عن غاية النجدة والكرم.وهابه: خافه و اتقاه وهو هائب وهيوب وهيوبة وهياب وهيبان وهيبان وهيابة.

١٢٧

ركوبك بعد الامن حربا مشارفا

وقد دميت أظلافها والسناسن(١)

وقدحك بالكفين توري ضريمة

من الجهل أدتها إليك الكهائن(٢)

ومسحك أقراب الشموس كانها

تبس بإحدى الداحيات الحواضن(٣)

تنازع أسباب المروء‌ة أهلها

وفي الصدر داء من جوى الغل كامن

فلما قرأ معاوية كتاب محمد كتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية بن أبي سفيان إلى محمد بن أبي بكر الزاري على أبيه(٤) .

أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر فيه ما الله أهله من سلطانه وقدرته واصطفاه رسوله مع كلام ألفته ووضعته، لرأيك فيه تضعيف، ولابيك فيه تعنيف، وذكرت فضل علي بن أبي طالب وقديم سوابقه وقرابته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونصرته له ومواساته إياه في كل خوف وهول، فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك، فأحمد ربا صرف ذلك الفضل عنك وجعله لغيرك، فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نرى حق ابن أبي طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا حتى اختار الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما عنده، و أتم له وعده، وأظهر له دعوته وأفلج له حجته، ثم قبضه الله إليه فكان أول من ابتزه حقه أبوك وفاروقه،(٥) وخالفاه في أمره، على ذلك اتفقا واتسقا، ثم إنهما

__________________

(١) " مشارفا " حال من المضاف إليه في ركوبك بمعنى مفاخرا أو مقاربا أو مدانيا.وأظلاف جمع ظلف - بكسر الظاء - وهو لما اجتز من الحوانات كالبقرة والظبى بمنزلة الحافر للفرس.والسناسن جمع سنسن وسنسنة وهو طرف فقار الظهر ورأس المحالة وطرف الضلع التى في الصدر.

(٢) قدح واقتدح بالزند: حاول اخراج النار منه وروى الزند - كوعى - خرجت ناره ومنه قوله تعالى: " فالموريات قدحا ". والضريم: الحريق، وضرمت النار اشتعلت.

(٣) الاقراب جمع قرب - كاقفال وقفل - وقرب - بضم الراء ايضا - كاعناق وعنق بمعنى الخاصرة أو من الخاصرة إلى السرة، والشموس من الخيل: الشامس وهو الفرس الذى تمنع ان يمكن أحدا من امتطائه ومن اسراجه أو إلجامه وكاد لا يستقر. وقوله: " تبس " أى تسوق و الحواضن جمع حاضن يقال: حمامة حاضن وحمام حواضن اى جواثم. والداحيات هكذا في النسخ ولعل المراد بها الادحيات - والادحى ككرسى -: مبيض النعام.

(٤) زرى عليه: عابه.

(٥) " ابتزه حقه " أى سلبه اياه.

١٢٨

دعواه ليبايعهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما(١) ، فهما به الهموم، وأرادا به العظيم، ثم إنه بايع لهما وسلم فلم يشركاه في آمرهما ولم يطلعاه على سرهما حتى قبضا على ذلك، [ وانقضى أمرهما ] ثم قام ثالثهما من بعدهما عثمان بن عفان فاقتدى بهديهما [ وسار بسيرتهما ] فعتبه أنت وصاحبك حتى طمع فيه الاقاصى من أهل المعاصي وبطنتما له و أظهرتما له العداوة حتى بلغتما فيه منا كما، فخذ حذرك يا ابن أبي بكر وقس شبرك بفترك(٢) فكيف توازي من يوازن الجبال حلمه، ولا تعب من مهد له أبوك مهاده، وطرح لملكه وساده، فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك فيه أول، ونحن فيه تبع، وإن يكن جورا فأبوك أول من أسس بناه، فبهديه اقتدينا، وبفعله احتذينا، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا عليا ولسلمنا إليه ولكن عب أباك بما شئت أو دعه والسلام على من أناب ورجع عن غوايته.(٣) وروي عن زيد بن عليعليهما‌السلام أنه كان يقول في قول الله تبارك وتعالى:( وريشا ولباس التقوى (٤) ) : السيف. وروي عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام في قوله:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) قال نزلت فينا أهل البيت(٥) .

وروي عن أبي معمر قال: جاء كثير النوا فبايع زيد بن علي ثم رجع فاستقال فأقاله ثم قال:

للحرب أقوام لها خلقوا

وللتجارة والسلطان أقوام

__________________

(١) تلكأ عليه: اعتل. وعن الامر: أبطأ وتوقف.

(٢) الشبر - بكسر الشين -: ما بين طرف الابهام وطرف الخنصر ممتدين.والفتر - بالكسر أيضا -: مابين طرف الابهام وطرف السبابة اذا فتحتهما.

(٣) روى الكتاب دون الاشعار، والجواب أيضا نصر بن مزاحم في كتاب الصفين ص ٦٣. وابن ابى الحديد في شرح النهج ج ١ ص ٢٨٣ من ط مصر. و ٣٥٠ من ط بيروت. والطبرسى في الاحتجاج ونقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٦٥٤.

(٤) اعراف: ٢٦.

(٥) نقله البحرانى في التفسير عن كتاب ما انزل من القرآن في أهل البيتعليهم‌السلام تأليف الشيخ محمد بن العباس بن مروان بن الماهيار ابن عبدالله البزاز مسندا عن ابى الجارود عن أبى جعفرعليه‌السلام من الاختصاص ايضا. والاية في سورة العنكبوت: ٦٩.

١٢٩

خير البرية من أمسى تجارته

تقوى الاله وضرب يجتلي الهام(١)

وروي عن حكم بن جبير قال: قلت لابي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام : إن الشعبي يروي عندنا بالكوفة أن عليا قال: خير هذه الامة بعد نبيها أبوبكر وعمر، فقال: إن الرجل يفضل على نفسه من ليس هو مثله، حبا وتكرما، ثم أتيت علي بن الحسينعليهما‌السلام فأخبرته ذلك، فضرب على فخذي وقال: هو أفضل منهما كما بين السماء والارض.

وروي عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قلت لابي نعيم الفضل بن الدكين: كان زهير بن معاوية يحرس خشبة زيد بن علي؟ قال نعم وكان فيه شر من ذلك، وكان جده الرحيل فيمن قتل الحسينعليه‌السلام ، وكان زهير يختلف إلى قائده وقائده يحرس الخشبة وهو زهير بن معاوية بن خديج بن الرحيل(٢) .

وروي عن سعيد بن عبدالعزيز قال: كان الغالب على مكحول علم علي بن أبي طالبعليه‌السلام وكان إذا ذكر عليا لا يسميه ويقول: أبوزينب(٣) .

وروي عن ابن عباس أنه كان يقول: إن بني امية وطئوا على صماخ الدين و ذبحوا كتاب الله بشفرة(٤) .

وروي عن ابن كدينة الاودي(٥) قال: قام رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فسأله عن قول الله عزوجل:( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله (٦) ) فيمن نزلت قال: في رجلين من قريش.

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٥٠ من الاختصاص.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٥٠ من الاختصاص والمامقانى في التنقيح ج ١ ص ٤٥٣ وقال بعد نقل الرواية من الكتاب: أقول: كان أبوه معاوية بن خديج صاحب معاوية فهو قاتل محمد بن أبي بكر بمصر فيكون نسبه أعرق في الخبث.

(٣) قال المامقانى: مكحول غير مذكور في رجالنا وانما عده أبوموسى من الصحابة واصفا له بمولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر ابن أبى الحديد في شرح النهج أنه كان من المبغضين لامير المؤمنينعليه‌السلام وروى هو عن زهير بن معاوية عن الحسن بن الحسن قال: لقيت مكحولا فاذا هو مضليع يعنى مملوء بغضا لامير المؤمنينعليه‌السلام فلم أزل به حتى لان وسكن. انتهى

(٤) الشفرة: السكين العظيمة العريضة.

(٥) كذا والظاهر أنه أبوكريبة الازدى.

(٦) الحجرات: ٢ ونقله البحرانى في تفسير البرهان عن الكتاب.

١٣٠

وروي عن جابر الجعفي قال: كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفرعليه‌السلام فقرأت هذه الآية( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) (١) قال: فقالعليه‌السلام : مه يا جابر كيف قرأت؟ ! قال: قلت: " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله " قال: هذا تحريف يا جابر، قال: قلت: فكيف أقرء - جعلني الله فداك -؟ قال: فقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله " هكذا نزلت يا جابر لو كان سعيا لكان عدوا لما كرهه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلى الصلاة، يا جابر لم سميت يوم الجمعة جمعة؟ قال: قلت: تخبرني جعلني الله فداك، قال: أفلا اخبرك بتأويله الاعظم؟ قال: قلت: بلى جعلني الله فداك، قال: فقال: يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لان الله عزوجل جمع ذلك اليوم الاولين والآخرين وجميع ما خلق الله من الجن والانس وكل شئ خلق ربنا والسموات والارضين والبحار والجنة والنار وكل شئ خلق الله في الميثاق فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوة ولعليعليه‌السلام بالولاية وفي ذلك اليوم قال الله للسماوات والارض:( ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) (٢) فسمى الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الاولين والآخرين، ثم قال عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة " من يومكم هذا الذي جمعكم فيه والصلاة أمير المؤمنينعليه‌السلام يعني بالصلاة الولاية وهي الوالاية الكبرى ففي ذلك اليوم أتت الرسل والانبياء والملائكة وكل شئ خلق الله والثقلان الجن والانس والسماوات والارضون والمؤمنون بالتلبية لله عزوجل " فامضوا إلى ذكر الله " وذكر الله أمير المؤمنين " وذروا البيع " يعني الاول " ذلكم " يعني بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام وولايته " خير لكم " من بيعة الاول وولايته " إن كنتم تعلمون "، " فإذا قضيت الصلاة " يعني بيعة أمير المؤمنين " فانتشروا في الارض " يعني بالارض: الاوصياء، أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنينعليه‌السلام كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالارض " وابتغوا فضل الله " قال جابر: " وابتغوا من فضل الله " قال: تحريف هكذا انزلت وابتغوا فضل الله على الاوصياء " واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " ثم خاطب الله عزوجل في ذلك الموقفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد

__________________

(١) الجمعة: ٩.

(٢) فصلت: ١١.

١٣١

" إذا رأوا " الشكاك والجاحدون " تجارة " يعني الاول " أو لهوا " يعني الثاني انصرفوا إليها قال: قلت: " انفضوا إليها " قال: تحريف هكذا نزلت " وتركوك " مع علي " قائما، قل " يا محمد " ما عند الله " من ولاية علي والاوصياء " خير من اللهو ومن التجارة " يعني بيعة الاول والثاني للذين اتقوا، قال: قلت: ليس فيها للذين اتقوا، قال: فقال: بلى هكذا نزلت الآية وأنتم هم الذين اتقوا " والله خير الرازقين "(١) .

وروي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه سئل عن يوم الجمعة وليلتها فقال: ليلتها غراء ويومها أزهر وليس على الارض يوم تغرب فيه الشمس أكثر معتقا من النار من يوم الجمعة، فمن مات يوم الجمعة عارفا بحق أهل البيت كتب له براء‌ة من النار وبراء‌ة من عذاب القبر، ومن مات ليلة الجمعة اعتق من النار.(٢) وروى علي بن مهزيار رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من مات ليلة الجمعة عارفا بحقنا عتق من النار وكتب له براء‌ة من عذاب القبر(٣) .

الحمد لله وحده والصلاة على محمد وآله أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

قرن إسرافيل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث سنين يسمع الصوت ولا يرى شيئا ثم قرن به جبرئيلعليه‌السلام عشرين سنة وذلك حيث اوحي إليه فأقام بمكة عشر سنين، ثم هاجر إلى المدينة فأقا بها عشر سنين وقبضصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة(٤) .

ومات أبوبكر وهو ابن ثلاث وستين سنة وولي الامر سنتين وستة أشهر.(٥) وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين سنة وولي الامر عشر سنين وستة أشهر. وقتل عثمان وهو ابن إحدى وثمانين سنة وولي اثنى عشر سنة.(٦)

__________________

(١) نقله البحرانى من الكتاب في تفسير البرهان ج ٤ ص ٣٣٤.وفى جميع المواضع التى قالعليه‌السلام : " هكذا نزلت " أى نزلت بذلك التأويل نزلت كما هو الظاهر لمن تدبر او تتبع أخبار التحريف.

(٢) رواه الكلينى مسندا في الكافى ج ٣ ص ٤١٥ ونقله المجلسى من دعائم الاسلام في ج ١٨ ص ٧٤٧.

(٣) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد الثامن عشر ص ٧٤٧.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في المجلد السادس ص ٥٥٣.

(٥) نقله المجلسى في البحار ص ٢٧٢.

(٦) نقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٣٧٥.

١٣٢

وقتل أمير المؤمنين صلوات عليه عليه وهو ابن ثلاث وستين سنة، تزعم العامة انه قتل وهو ابن سبعة وخمسين سنة وولي الامر خمس سنين(١) .

وهلك معاوية لعنه الله وهو ابن ثمانية وسبعين سنة وولي الامر عشرين سنة.(٢) وهلك ابنه يزيد لعنه الله لعنا وبيلا وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وولي الامر أربعة سنين.

وهلك معاوية بن يزيد وهو ابن إحدى وعشرين سنة وولي الامر أربعين ليلة.(٣) مروان بن الحكم، عبدالملك بن مروان، الوليد بن عبدالملك، سليمان بن عبد الملك، عمر عبدالعزيز بن مروان، يزيد بن عبدالملك، هشام بن عبدالملك، الوليد بن يزيد بن عبدالملك، يزيد بن الوليد بن عبدالملك، إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك، مروان ابن محمد الحمار.(٤)

__________________

(١)قال الكلينى في المجلد الاول من الكافى ص ٤٥٢: ولد أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة وقتلعليه‌السلام في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الاحد سنة اربعين من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة، بقى بعد قبض النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثين سنة وقال المسعودى في اثبات الوصية ص ١١٨ من الطبع الحجرى وص ١٢٦ من طبع النجف: قبضعليه‌السلام في ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان فكان عمره خمسا وستين سنة وروى ثلاثا وستين سنة منها مع النبى خمس وثلاثون سنة وبعده ثلاثون سنة.

أقول: ذكر المجلسىرحمه‌الله اختلافات العامة في مدة حياتهعليه‌السلام في مرآة العقول ج ١ ص ٣٧٤ فليراجع.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٨ ص ٥٦٢.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٣٤.

(٤) كذا. والظاهر أن المؤلفرحمه‌الله عنون هذه الاسماء ليذكر تاريخهم ومدة خلافتهم بعد فانصرف أو نسى أو لم يمهله الاجل.

١٣٣

(أحاديث ووصايا النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلىعليه‌السلام )

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد قال: حدثنا عمرو بن حفص،(١) وأبونصر، عن محمد بن الهيثم، عن إسحاق بن نجيح، عن حصيب، عن مجاهد، عن الخدري قال: أوصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي بن أبي طالبعليه‌السلام : فقال: يا علي إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس واغسل رجليها و صب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين نوعا من الفقر، وأدخل سبعين نوعا من البركة، وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس(٢) حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص وأن لا تصيبها ما دامت في تلك الدار وامنع العروس في اسبوعها الاول من الالبان والخل والكزبرة والتفاحة الحامضة من هذه الاربعة الاشياء.

قال عليعليه‌السلام : يا رسول الله ولاي شئ أمنعها هذه الاربعة الاشياء؟ قال: لان الرحم يعقم ويبرد بهذه الاشياء عن الولد، والحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد.

قال عليعليه‌السلام : يا رسول الله فما بال الخل منع منه؟ قال: إذا حاضت على الخل لم تطهر أبدا بتمام، والكزبرة تبور الحيض(٣) في بطنها وتشد عليها الولادة، والتفاحة الحامضة تقطع حيضها فيصير ذلك داء عليها.

ثم قال: يا علي لا تجامع امرأتك في أول الشهر وفي وسطه وفي آخره فإن الجنون والجذام والبرص يسرع إليها وإلى ولدها.

__________________

(١) كذا في نسخة وفى الاخرى " احمد: قال: حدثنا عمر بن حفص ".

(٢) ترفرف أى تبسط.

(٣) بار يبور بورا وبوارا أى هلك. والسوق والسلعة: كسدت. والعمل: بطل. وفى بعض نسخ الحديث " تثير الحيض في بطنها ".

١٣٤

يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر فإنه إن قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول، والشيطان يفرح بالاحول من الانسان.

يا علي لا تتكلم عند الجماع فإنه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس ولا تنظر إلى فرج امرأتك وغض بصرك عند الجماع فإنه يورث العمى - يعنى للولد -.

يا علي لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك فإنه إن قضى بينكما ولد يكون مخنثا مؤنثا(١) متذللا.

يا علي إذا كنت جنبا في الفراش فلا تقرأ القرآن فإني أخشى أن تنزل عليكما نار من السماء فتحرقكما.

يا علي لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ولا تمسحا بخرقة واحدة فيقع الشهوة على الشهوة فإن ذلك يعقب العداوة ثم يؤديكما إلى الفرقة والطلاق.

يا علي لا تجامع امرأتك من قيام فإن ذلك من فعل الحمير وإن قضى بينكما ولد يكون بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان.

يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر فإنه إذا قضى بينكما ولد ينكث ذلك الولد(٢) ولا يصيب ولدا إلا على كبر السن.

يا علي لا تجامع في ليلة الاضحى فإنه إن قضى بينكما ولد أخشى أن يكون له ست أصابع أو أربع أصابع.

يا علي لا تجامع أهلك في وجه الشمس وتلالوئها إلا أن ترخي سترا فإنه إن قضى بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت.

يا علي لا تجامع أهلك تحت شجرة مثمرة فإنه إن قضى بينكما ولد يكون جلادا أو قتالا أو عريفا(٣) .

يا علي لا تجامع أهلك بين الاذان والاقامة، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حريصا على هراقة الدماء.

__________________

(١) المؤنث والمخنث كلاهما بمعنى.

(٢) في بعض النسخ [ ينكد ذلك الولد ]. وفى بعضها [ ينكب ذلك الولد ].

(٣) العريف - كامير -: رئيس القوم والقيم بامورهم ومن يتعرف الحاكم منه أحوالهم.

١٣٥

يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء فإنه إن قضى بينكما ولد(١) يكون أعمى القلب، بخيل اليد.

يا علي لا تجامع امرأتك في نصف من الشعبان فإنه إن قضى بينكما ولد يكون مشوما ذا شامة في شعره ووجهه.

يا علي لا تجامع أهلك في آخر الشهر - يعني إذا بقي يومان - فإنه إن قضى بينكما ولد يكون معدما(٢) .

يا علي لا تجامع أهلك في شهوة اختها فإنه إن قضى بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالم أو يكون هلاك فئام الناس على يده.(٣) يا علي إذا جامعت أهلك فقل: " اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان مما رزقتني " فإنه إن قضى بينكما ولد لم يضره الشيطان أبدا.

يا علي لا تجامع أهلك في سقوف البنيان فإنه إن قضى بينكما ولد يكون منافقا مرائيا مبتدعا.

يا علي إذا خرجت في السفر فلا تجامع أهلك تلك الليلة فإنه إن قضى بينكما ولد ينفق ماله في غير حق وقرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ".

يا علي لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن فإنه إن قضى بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم.

يا علي عليك بالجماع ليلة الاثنين فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله، راضيا بما قسم الله عزوجل.

يا علي إن جامعت أهلك في ليلة الثلثاء فقضى بينكما ولد يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولا يعذبه الله عز وجل مع المشركين ويكون طيب النكهة من الفم(٤) رحيم القلب، طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان.

__________________

(١) كذا ونسخ الحديث ايضا هكذا ولعل جملة " فانه ان قضى بينكما ولد " زائدة من النساخ.

(٢) المعدم: الفقير المحتاج.

(٣) فئام الناس: جماعة منهم.

(٤) النكهة: ريح الفهم.

١٣٦

يا علي وإن جامعت أهلك في ليلة الخميس فقضى بينكما ولد يكون حكيما من الحكماء أو عالما من العلماء وإن جامعتها في كبد الشمس(١) فقضى بينكما ولد فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون فقيها ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا، وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد يكون خطيبا قوالا مفوها(٢) ، وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر وقضى بينكما ولد يكون معروفا مشهورا عالما، وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فإنه يرجى أن يكون ولدك من الابدال إن شاء الله(٣) .

يا علي لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل فإنه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا، كاهنا، مؤثرا للدنيا على الآخرة(٤) .

يا علي احفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن جبرئيلعليه‌السلام ،(٥) كمل الحديث بحمد الله ومنه.

__________________

(١) كبدت الشمس السماء: صارت في كبيدانها اى وسطها وكبد الشئ وسطها ومعظمها.

(٢) المفوه: المنطيق، البليغ الكلام، يقال: " خطيب مفوه ".

(٣) البدل - بكسر الباء واسكان الدال - والبدل - بالتحريك - والبديل - بفتح الباء و كسر الدال -: الخلف، الكريم، الشريف يقال: " رجل بدل وبدل " الجمع أبدال وبدلاء.

(٤) آثره ايثارا: اكرمه واختاره وفضله وقدمه على غيره.

(٥) رواه الصدوق في الفقيه ص ٤٥٦.وفى العلل ص ١٧٤. وفى الامالى المجلس الرابع والثمانين.

١٣٧

حديث منطق بعض الحيوانات

بسم الله الرحمن الرحيم

قال: قال ابن عباس شهدنا مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فإذا نحن بعدة من العجم، فسلموا عليه فقالوا: جئناك لنسألك عن ست خصال فإن أنت أخبرتنا آمنا وصدقنا وإلا كذبنا وجحدنا، فقال عليعليه‌السلام : سلوا متفقهين ولا تسألوا متعنتين، قالوا: أخبرنا ما يقول الفرس في صهيله، والحمار في نهيقه، والدراج في صياحه، و القنبرة في صفيرها، والديك في نعيقه، والضفدع في نقيقه؟ فقال عليعليه‌السلام : إذا التقى الجمعان ومشى الرجال إلى الرجال بالسيوف يرفع الفرس رأسه فيقول: " سبحان الملك القدوس " و يقول الحمار في نهيقه: " اللهم العن العشارين ".

ويقول الديك في نعيقه بالاسحار: " اذكروا الله يا غافلين " ويقول الضفدع في نقيقه: " سبحان المعبود في لجج البحار ".

ويقول الدراج في صياحه: " الرحمن على العرش استوى ".

وتقول القنبرة في صفيرها: " اللهم العن مبغضي آل محمد ".

قال: فقالوا: آمنا وصدقنا وما على وجه الارض من هو أعلم منك، فقالعليه‌السلام : ألا افيدكم؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: إن للفرس في كل يوم ثلاث دعوات مستجابات تقول في أول نهاره " اللهم وسع على سيدي الرزق " وتقول في وسط النهار " اللهم اجعلني أحب إلى سيدي من أهله وماله " ويقول في آخر نهاره: " اللهم ارزق سيدى على ظهري الشهادة "(١) .

المسوخ وسبب مسخها

بسم الله الرحمن الرحيم

محمد بن أبي عاتكة الدمشقي قال: حدثني الوليد بن سلمة الازدي، عن عبدالرحمن القرشي، عن حذيفة بن اليمان قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار المجلد الرابع عشر ص ٦٦٠ من الاختصاص.

١٣٨

إذ قال: إن الله تبارك وتعالى مسخ من بني آدم اثنى عشر جزء‌ا، فمسخ منهم القردة، و الخنازير، والسهيل، والزهرة، والعقرب والفيل، والجري - وهو سمك لا يؤكل -، والدعموص، والدب، والضب، والعنكبوت والقنفذ.

قال حذيفة: بأبي أنت وامي يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسر لنا هذا كيف مسخوا؟ قال: نعم، أما القردة فمسخوا لانهم اصطادوا الحيتان في السبت على عهد داود النبيعليه‌السلام ، وأما الخنازير فمسخوا لانهم كفروا بالمائدة التي نزلت من السماء على عيسى ابن مريمعليهما‌السلام ، وأما السهيل فمسخ لانه كان رجلا عشارا فمر به عابد من عباد ذلك الزمان فقال العشار: دلني على اسم الله الذي يمشى به على الماء ويصعد به إلى السماء فدله على ذلك، فقال العشار: قد ينبغي لمن عرف هذا الاسم أن لا يكون في الارض بل يصعد به إلى السماء فمسخه الله وجعله آية للعالمين، وأما الزهرة فمسخت لانها هي المرأة التي افتتنت، هاروت وماروت الملكين، وأما العقرب فمسخ لانه كان رجلا نماما يسعى بين الناس بالنميمة ويغري بينهم العداوة وأما الفيل فإنه كان رجلا جميلا فمسخ لانه كان تنكح البهائم والبقر والغنم شهوة من دون النساء، وأما الجري فمسخ لانه كان رجلا من التجار وكان يبخس الناس بالمكيال والميزان، وأما الدعموص فمسخ لانه كان رجلا إذا حضر النساء لم يغتسل من الجنابة ويترك الصلاة فجعل الله قراره في الماء إلى يوم القيامة من جزعه على البرد، وأما الدب فمسخ لانه كان رجلا يقطع الطريق، لا يرحم غنيا ولا فقيرا إلا سلبه، وأما الضب فمسخ لانه كان رجلا من الاعراب وكانت خيمته على ظهر الطريق وكان إذا مرت القافلة يقول له: يا عبدالله كيف نأخذ الطريق إلى كذا وكذا، فإن أراد القوم المشرق ردهم إلى المغرب وإن أرادوا المغرب ردهم إلى المشرق وتركهم يهيمون(١) لم يرشدهم إلى سبيل الخير، وأما العنكبوت فمسخت لانها كانت خائنة للبعل، وكانت تمكن فرجها سواه، وأما القنفذ فإنه كان رجلا من صناديد العرب(٢) فمسخ لانه كان إذا نزل به الضيف رد الباب في وجهه ويقول

__________________

(١) هام يهيم هيما على وجهه: ذهب لا يدرى أين يتوجه.

(٢) الصناديد جمع الصنديد وهو السيد الشجاع.

١٣٩

لجاريته اخرجي إلى الضيف فقولي له: إن مولاي غائب عن المنزل فيبيت الضيف بالباب جوعا ويبيت أهل البيت شباعا مخصبين(١) .

كتاب معاوية إلى علىعليه‌السلام وجواب علىعليه‌السلام على يد الطرماح اليه

كتب معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا علي لاضربنك بشهاب قاطع لا يدكنه الريح(٢) ولا يطفئه الماء إذا اهتز وقع وإذا وقع نقب والسلام.

فلما قرأ عليعليه‌السلام كتابه دعا بدواة وقرطاس ثم كتب: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا معاوية فقد كذبت، أنا علي بن أبي طالب، وأنا أبوالحسن والحسين قاتل جدك وعمك وخالك وأبيك، وأنا الذي أفنيت قومك في يوم بدر ويوم فتح ويوم احد، وذلك السيف بيدي، تحمله ساعدي بجرأة قلبي كما خلفه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكف الوصي، لم أستبدل بالله ربا وبمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبيا وبالسيف بدلا والسلام على من اتبع الهدى.

ثم طوى الكتاب ودعا الطرماح بن عدي الطائي وكان رجلا مفوها طوالا(٣) ، فقال له: خذ كتابي هذا فانطلق به إلى معاوية ورد جوابه، فأخذ الطرماح الكتاب ودعا بعمامة فلبسها فوق قلنسوته، ثم ركب جملا بازلا فتيقا مشرفا عليا في الهواء(٤) ، فسار

__________________

(١) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد الرابع عشر من البحار ص ٧٨٦.

(٢) كذا وفى بعض النسخ [ لا يذكيه الريح ].

(٣) طرماح - بكسر الطاء وشد الميم - هوأخو حجر بن عدى كان من كبار أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام كما عده الشيخ تارة منهم قائلا رسولهعليه‌السلام إلى معاوية أو من اصحاب الحسينعليه‌السلام كما قاله الشيخ أيضا: والمفوه: المنطيق.

(٤) قال الجوهري: بزل البعير فطر نابه أى انشق فهو بازل ذكرا كان أو انثى وذلك في السنة التاسعة وربما بزل في السنة الثامنة.وقال: يقال: جمل فتيق اذا انفتق سمنا وفى بعض النسخ [ الفنيق ] بالنون وهو الفحل المكرم.

١٤٠