الاختصاص

الاختصاص0%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 372
المشاهدات: 103943
تحميل: 8384

توضيحات:

الاختصاص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 103943 / تحميل: 8384
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وإني والله ما انتجيته ولكن الله انتجاه قال معاوية: فعرضت الحديث على أبي عبداللهعليه‌السلام فقال: ذلك ليقال(١) .

علي بن محمد بن علي بن سعد، عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال: حدثني عبدالله بن محمد اليماني، عن منيع، عن يونس، عن علي بن أعين، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع قال: لما بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببراء‌ة مع أبي بكر أنزل الله تبارك وتعالى عليه تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم اناجه، فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخذ البراء‌ة منه ودفعها إلى عليعليه‌السلام فقال له عليعليه‌السلام : أوصني يا رسول الله فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله يوصيك ويناجيك فناجاه يوم البراء‌ة من قبل صلاة الاولى إلى صلاة العصر(٢) وروي بهذا الاسناد، عن أبي رافع أن الله ناجا علياعليه‌السلام يوم غسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن عروة، عن عاصم بن حميد، عن معاوية بن عمار، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله، قال: لما كان يوم الطائف انتجى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياعليه‌السلام فقال أبوبكر وعمر: انتجيته دوننا فقال: ما أنا انتجيته بل الله انتجاه(٤) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، والحسن ابن علي بن فضال، عن المثنى ابن الوليد الحناط، عن منصور بن حازم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انتجى علياعليه‌السلام يوم الطائف فقال أصحابه: يا رسول الله انتجيت عليا من بيننا وهو أحدثنا سنا فقال: ما أنا اناجيه بل الله يناجيه(٥) .

وعنه بهذا الاسناد، عن أبى عبداللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاهل الطائف: يا أهل الطائف لابعثن إليكم رجلا كنفسى، يفتح الله به الخير سيفه سوطه فيشرف الناس له، فلما أصبح دعا علياعليه‌السلام فقال: اذهب إلى الطائف ثم أمر الله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يرحل إليها بعد دخول عليعليه‌السلام فلما صار إليها كان عليعليه‌السلام على رأس الجبل.

__________________

(١ - ٥) رواه الصفاررحمه‌الله في البصائر الجزء الثامن الباب السادس عشر.ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٩ ص ٣٨٠ من الاختصاص.

٢٠١

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أثبت فثبت فسمعنا صوتا مثل صرير الزجل(١) ، فقال: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: إن الله عزوجل يناجي علياعليه‌السلام - تم الخبر - ](٢) .

ما روى في محمد بن مسلم

الطائفي الثقفي القصير الطحان الكوفي الاعور، عربي مات سنة خمسين و مائة.(٣) حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ياسين الضرير البصري، عن حريز، عن محمد بن مسلم قال: ما شجرني في قلبي شئ قط إلا سألت عنه أبا جعفرعليه‌السلام حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن ستة عشر ألف حديث(٤) .

جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان عن علي بن عطية الزيات الملقب بالبواب، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي جعفرعليه‌السلام : جعلت فداك أخبرني بركود الشمس(٥) ، قال: ويحك يا محمد ما أصغر جثتك وأعضل مسألتك، ثم سكت عني ثلاثة أيام، ثم قال لي في اليوم الرابع: إنك لاهل للجواب.- والحديث معروف -(٦) .

حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالله بن محمد الحجال، عن العلاء بن رزين، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : إني ليس كل ساعة ألقاك ولا يمكنني القدوم ويجيئ الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما يسألني عنه قال: فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فإنه قد

__________________

(١) أى صوت الرعد.

(٢) رواه الصفاررحمه‌الله في البصائر الجزء الثامن الباب السادس عشر.ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٩ ص ٣٨٠ من الاختصاص.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ١١ ص ٩٥ من الاختصاص.

(٤) رواه الكشى في رجاله ص ١٠٩. ونقله المجلسى من الاختصاص في البحار ج ١١ ص ٩٤.

(٥) الركود: السكون والثبات.

(٦) روى الصدوقرحمه‌الله تمام الحديث في الفقيه ص ٦٠.

٢٠٢

سمع من أبي وكان عنده مرضيا وجيها(١) .

وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال العبدي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: شهد أبو كريبة الازدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض فنظر في وجههما مليا ثم قال: جعفريان فاطميان، فبكيا.

فقال لهما: ما يبكيكما؟ فقالا له: نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن نكون من إخوانهم لما يرون من سخيف ورعنا ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا أن نكون من شيعته فإن تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل قديما، فتبسم شريك ثم قال: إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكم، يا وليد أجزهما هذه المرة ولا يعودا ثانية، قال: فحججنا فخبرنا أبا عبداللهعليه‌السلام بالقصة فقال: وما لشريك شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار(٢) .

وحدثنا أحمد بن هارون، وجعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن فضال، عن علي بن عقبة أو غيره، عن أبي كهمش قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقال: لي شهد محمد بن مسلم الواسطي القصير عند ابن أبي ليلي بشهادة فرد شهادته؟ فقلت: نعم، فقال: إذا صرت إلى الكوفة فائت ابن أبي ليلى وقل له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقل: قال أصحابنا، ثم سله عن الرجل يشك في الركعتين الاولتين من الفريضة وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصات فتسقط منها واحدة كيف يصنع؟ فإذا لم يكن عنده فيها شئ فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك وأعلم بسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منك.

__________________

(١) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ١٠٨ ونقله المجلسىرحمه‌الله من الاختصاص في المجلد الحادى عشر ص ٩٥ من البحار.

(٢) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ١٠٨ ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٢٢٤ من الاختصاص. والشراك: سير النعل على ظهر القدم أي جعل الله له يوم القيامة شراكين من النار.

٢٠٣

فقال أبوكهمش: فلما قدمت الكوفة أتيت ابن أبي ليلي قبل أن أصير إلى المنزل فقلت له: أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بالقياس ولا تقل: قال أصحابنا، قال: هات، قلت: ما تقول في الرجل يشك في الركعتين الاولتين من الفريضة؟ فأطرق ثم رفع رأسه إلي فقال: قال أصحابنا، فقلت له: هذاشرطي عليك أن لا تقول: قال أصحابنا، فقال: ما عندي فيها شئ، فقلت له: ما تقول في الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله؟ فأطرق ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: هذا شرطي عليك، فقال: ما عندي فيها شئ، فقلت: فرجل رمي الجمار بسبع حصيات فسقطت منه حصاة كيف يصنع؟ فطأطأ رأسه ثم رفع رأسه فقال: قال أصحابنا، فقلت: أصلحك الله هذا شرطي عليك، فقال: ليس عندي فيها شئ، فقلت: يقول لك جعفر بن محمدعليه‌السلام : ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام الله منك وأعرف بسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منك؟ فقال: ومن هو؟ فقلت: محمد بن مسلم الواسطي القصير، قال: فقال: الله، جعفر بن محمد قال لك هذا؟ قال: فقلت: الله، لقال لي جعفر بن محمدعليه‌السلام هذا، قال: فأرسل إلى محمد بن مسلم فدعاه فشهد عنده بتلك الشهادة فأجاز شهادته(١) .

أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: أقام محمد بن مسلم أربع سنين بالمدينة يدخل على أبي جعفرعليه‌السلام يسأله ثم كان يدخل بعده على أبي عبداللهعليه‌السلام يسأله، قال ابن أبي عمير: سمعت عبد الرحمن بن الحجاج وحماد بن عثمان يقولان: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم(٢) .

وعنه عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن محمد بن مسلم، قال: إني ذات ليلة لنائم على السطح إذ طرق الباب طارق، فقلت: من هذا؟ فقال: اشرف رحمك الله، فأشرفت فإذا امرأة، فقالت: لى ابنة عروس يضربها الطلق(٣) فما زالت تطلق حتى ماتت والولد يتحرك في بطنها ويذهب ويجيئ فما أصنع؟

__________________

(١) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ١٠٩ ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج الحادى عشر ص ٢٢٧.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله من الكتاب في البحار ج ١١ ص ٢٢٤.

(٣) الطلق: وجع الولادة. طلقت [ على المجهول ] المرأة طلقا: أصابها وجع الولادة.

٢٠٤

فقلت: لها يا أمة الله سئل محمد بن علي بن الحسين الباقرعليهم‌السلام عن مثل هذا فقال: يشق بطن الميت ويستخرج الولد، يا أمة الله افعلي مثل ذلك، يا أمة الله، إني رجل في ستر، من وجهك إلي؟ قالت لي: رحمك الله جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي فقال لي: ما عندي فيها شئ ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي فإنه يخبرك، فما أفتاك به من شئ فعودي إلي فأعلمينه، فقلت لها: امضي بسلام، فلما كان الغد خرجت إلى المسجد فإذا أبوحنيفة يسأل أصحابه عنها فتنحنحت، فقال: اللهم غفرا دعنا نعيش.(١)

أبوجعفر الاحول محمد بن النعمان مؤمن الطاق

محمد بن النعمان بن أبي طريقة أبوجعفر الاحول مولى لبجيلة وكان صيرفيا ولقبه الناس شيطان الطاق وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه فقال لهم: ستوق(٢) فقالوا: ما هو إلا شيطان الطاق وأصحابنا يلقبونه مؤمن الطاق، وكان من متكلمي الشيعة، مدحه أبو - عبداللهعليه‌السلام على ذلك.(٣)

جابر بن يزيد الجعفى صاحب التفسير

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت: أنا أسأل أبا عبدالله اللهعليه‌السلام ، فلما دخلت ابتدأني فقال: رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا(٤) .

__________________

(١) التنحنح: تردد الصوت في الصدر. وفى بعض النسخ " فتبحبحت " والغفر: الستر.والخبر رواه الكشى في رجاله ص ١٠٨ ونقل في البحار ج ١١ ص ٢٣٠ منه ومن الاختصاص.

(٢) الستوق: درهم زيف ملبس بالفضة.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٢٢٤. والكشىرحمه‌الله في رجاله ص ١٢٢.

(٤) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ١٢٦ ونقله المجلسىرحمه‌الله من الاختصاص في البحار ج ١١ ص ٩٧. والمغيرة بن سعيد مولى بجيلة عنونه العلامة في القسم الثانى من الخلاصة قائلا المغيرة بن سعيد بالدال مولى بجيلة خرج أبوجعفرعليه‌السلام فقال: انه كان كان يكذب علينا وكان يدعو إلى محمد ابن عبدالله بن الحسن في أول أمره. انتهى.

٢٠٥

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد ابن عيسى، عن يونس، عن جميل، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: ارتد الناس بعد الحسينعليه‌السلام إلا ثلاثة: أبوخالد الكابلي، ويحيى بن ام الطويل، وجبير بن مطعم، ثم إن الناس لحقوا وكثروا(١) .

وعنه، عن أحمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسينعليهما‌السلام وكان علي يثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الامر، وكان مستقيما وذكر أنه لما ادخل على الحجاج بن يوسف، فقال له: أنت شقي بن كسير؟ قال: امي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر أهما في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها [ ولو دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها ] قال: فما تقول في الخلفاء ! قال: ليست عليهم بوكيل، قال: فأيهم أحب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي، قال: فأيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم، قال: أبيت أن تصدقني؟ قال: بلى لم أحب أن أكذبك(٢) .

ما روى في حماد بن عيسى الجهنى البصرى

وكان أصله كوفيا ومسكنه البصرة وعاش نيفا وتسعين ولحق بأبي عبداللهعليه‌السلام ومات بوادي قناة بالمدينة وهو وادي يسيل من الشجرة إلى المدينة ومات سنة تسع ومائتين.

حدثنا جعفر بن الحسين المؤمنرحمه‌الله ، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى قال: دخلنا على أبي الحسن الاولعليه‌السلام فقلت له: جعلت فداك ادع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة فقال اللهم صلى على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة.

__________________

(١) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ٨٢ ونقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٤٢ من الاختصاص بزيادة وهى " وكان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقول: كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ".

(٢) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ٧٩ ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحارج ١١ ص ٣٩ عن روضة الواعظين لابن فتال النيسابورى.

٢٠٦

قال: حماد فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة، قال حماد: وحججت ثمان وأربعين حجة وهذه داري قد رزقتها وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي وهذا ابني وهذه خادمتي قد رزقت كل ذلك فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل(١) أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرقه الماء - رحمة الله عليه - وأتاه قبل أن يحج زيادة على خمسين عاش إلى وقت الرضاعليه‌السلام وتوفي سنة تسع ومائتين وكان من جهينة(٢) .

حريز بن عبدالله وابن مسكان

وعنه، عن حيدر بن محمد بن نعيم، وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه، عن جعفر بن محمد بن مسعود جميعا، عن محمد بن مسعود العياشي قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، عن العمركي قال: حدثني أحمد بن شيبة(٣) ، عن يحيى بن المثنى، عن علي بن الحسن بن رباط، عن حريز قال: دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بينه وبيني فقال لي: هذه الكتب كلها في الطلاق واليمين فأقبل يقلب بيديه قال: فقلت: نحن نجمع هذا كله في كلمة واحدة في حرف قال: وما هو؟ قلت: قوله:( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة (٤) ) فقال لي: فأنت لا تعمل شيئا إلا برواية؟ قلت: أجل، فقال لي: ما تقول في مكاتب كانت مكاتبته ألف درهم وادى تسعمائة وتسعة وتسعين ثم أحدث يعني الزنا كيف تحده؟ فقلت: عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام أن علياعليه‌السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر استحقاقه فقال لي: أما إني أسألك عن مسألة لا يكون عندك فيها شئ ما تقول في جمل اخرج من البحر؟ فقلت: إن شاء فليكن

__________________

(١) الزميل: الرفيق.

(٢) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ٢٠٤ ونقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٢٨٦ من الاختصاص وفى ص ٢٤٤ من قرب الاسناد للحميرى. وفى ص ١٣٧ من المناقب لابن شهر آشوب والخرائج للراوندى.

(٣) في بعض النسخ [ احمد بن بشير ] وفى بعضها [ أحمد بن يسير ].

(٤) الطلاق: ٢.

٢٠٧

جملا وإن شاء فبقرة إن كانت عليه فلوس أكلناه وإلا فلا.(١) .

وذكر أبوالنضر محمد بن مسعود أن ابن مسكان كان لايدخل على أبي عبداللهعليه‌السلام شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله، فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالا له وإعظاما لهعليه‌السلام ، وذكر يونس بن عبدالرحمن أن ابن مسكان كان رجلا مؤمنا وكان يتلقى أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم(٢) . وحريز بن عبدالله انتقل إلى سجستان وقتل بها وكان سبب قتله أنه كان له أصحاب يقولون بمقالته، وكان الغالب على سجستان الشراة(٣) وكان أصحاب حريز يسمعون منهم ثلب(٤) أمير المؤمنينعليه‌السلام وسبه فيخبرون حريزا ويستأمرونه في قتل من يسمعون منه ذلك، فأذن لهم فلا يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل، فلا يتوهمون على الشيعة لقلة عددهم ويطالبون المرجئة ويقاتلونهم فلا يزال الامر هكذا حتى وقفوا عليه فطلبوهم فاجتمع أصحاب حريز إلى حريز في المسجد فعرقبوا(٥) عليهم المسجد وقلبوا أرضه -رحمهم الله-(٦) .

في اثبات امامة الائمة الاثنى عشرعليهم‌السلام

أبوجعفر محمد بن أحمد العلوي قال: حدثني أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن جده إبراهيم بن هاشم، عن حماد بن عيسى، عن أبيه، عن الصادقعليه‌السلام قال: قال سلمان الفارسي - رحمة الله عليه -: رأيت الحسين بن علي صلوات الله عليهما في حجر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقبل عينيه ويلثم شفتيه(٧) ويقول: أنت سيد بن سيد أبوسادة، أنت حجة

__________________

(١) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ٢٤٤. ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٢٢٩.

(٢) رواه الكشى، رحمه الله - في رجاله ص ٢٤٣. بتقديم وتأخير ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٢٢٤ من الاختصاص.

(٣) الشراة: الخوارج.

(٤) الثلب: الطعن والسب.

(٥) عرقب الرجل: احتال.

(٦) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٢٢٤.

(٧) أى يقبل شفتيه.

٢٠٨

ابن حجة أبوحجج، أنت الامام ابن الامام ابوالائمة التسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم(١) .

قال: حدثنا أبوالحسن محمد بن معقل القرميسيني(٢) قال: حدثنا محمد بن عبدالله البصري قال: حدثنا إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اثنا عشر من أهل بيتي من أعطاهم الله فهمي وعلمي، خلقوا من طينتي، فويل للمنكرين حقهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي(٣) .

وحدثنا أبوالحسن محمد بن معقل قال: حدثنا محمد بن عاصم قال: حدثني علي بن الحسين، عن محمد بن مرزوق، عن عامر السراج، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: سمعت حذيفة يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين وولي الامر خير امة محمد فالحقوا بمكة، فيخرج النجباء من مصر والابدال من الشام وعصائب العراق، رهبان بالليل ليوث بالنهار، كأن قلوبهم زبر الحديد، فيبايعونه بين الركن و المقام، قال عمران بن الحصين: يا رسول الله صف لنا هذا الرجل، قال: هو رجل من ولد الحسين كأنه من جرال شنوء‌ة(٤) ، عليه عباء‌تان قطوانيتان، اسمه اسمي فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها والحيتان في بحارها، وتمد الانهار، وتفيض العيون وتنبت

__________________

(١) اخرجه الاربلى في كشف الغمة ونقله المجلسى - في البحار ج ٩ ص ١٥٨ من الاختصاص.

(٢) القرميسينى - بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان و كسر السين بعدها ياء ثانية ثم نون - هذه النسبة إلى قرميسين وهى مدينة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند الدينور ويقال لها: كرمانشاهان. (اللباب).

(٣) رواه الصدوق بهذا السند في كمال الدين ص ١٦٤ الباب الرابع والعشرون وفى العيون ص ٣٨ الباب السادس. ونقله المجلسى في البحار ج ٩ ص ١٣١.

(٤) قال الجوهري: الشنوء‌ة على فعولة: التفرز وهو التباعد من الادناس. تقول: رجل فيه شنوء‌ة، ومنه ازد شنوء‌ة. وهم حى من اليمن ينسب إليهم شنئى.وقال: قال ابن السكيت: ربما قالوا: أزد شنوة - بالتشديد غير مهموز.وينسب إليها شنوى وقال:

نحن قريش وهم شنوة

بنا قريشا ختم النبوة

٢٠٩

الارض ضعف اكلها، ثم يسير مقدمته جبرئيل وساقيه إسرافيل فيملا الارض عدلا و قسطا كما ملئت جورا وظلما(١) .

قال: حدثنا محمد بن قولويه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن خالد الطيالسي عن المنذر بن محمد، عن النصر بن السندي(٢) ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الاصبغ بن نباتة، قال سعد بن عبدالله: وحدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي قال: حدثنا الحسن ابن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنينعليه‌السلام فوجدته متفكرا ينكت في الارض(٣) ، فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الارض، أرغبة منك فيها؟ قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي(٤) هو المهدي الذي يملاها(٥) عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، يكون له حيرة وغيبة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون(٦) ، فقلت: إن هذا لكائن؟ قال: نعم كما أنه مخلوق فأنى لك بهذا الامر يا أصبغ، اولئك خيار هذه الامة مع خيار أبرار هذه العترة، قلت: وما يكون بعد ذلك؟ قال: الله يفعل ما يشاء فإن لله إرادات وبداء‌ات وغايات ونهايات(٧) .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في المجلد الثالث عشر من البحار ص ١٧٩ من الاختصاص.

(٢) في بعض النسخ [ النضر بن السدى ].

(٣) النكت أن يضرب في الارض بقضيب ونحوه فيؤثر فيها.

(٤) قوله: " من ولدى " ليس بيانا للحادى عشر فان المهدىعليه‌السلام هو ابن التاسع من ولدهعليه‌السلام بل " من " تبعيضية أى ان الامام الحادى عشر هو من ولدى (كذا في هامش كتاب الغيبة للطوسى -رحمه الله-) وفى بعض نسخ الحديث " يكون من ظهرى الحادى عشر من ولدى ".

(٥) الضمير راجع إلى الارض.

(٦) زاد في الكافى هنا " فقلت: يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ".

(٧) رواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٣٧. وقولهعليه‌السلام " له ارادات " اى له تعالى في اظهار أمره واخفائه ارادات وله تعالى أيضا في ذلك امور بدائية في امتداد غيبته وزمان ظهوره ونهايات مختلفة في ظهوره وغيبته عجل الله فرجه.

٢١٠

حدثنا محمد بن معقل قال: حدثنا أبي، عن عبدالله بن جعفر الحميري عند قبر الحسينعليه‌السلام في الحائر سنة ثمان وتسعين ومائتين قال: حدثنا الحسن بن ظريف بن ناصح، عن بكر بن صالح، عن عبدالرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال أبي محمد لجابر بن عبدالله الانصاري: إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ قال له جابر: في أي وقت شئت يا سيدي فخلا به أبي في بعض الايام فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة صلوات الله عليها وما أخبرتك امي أنه مكتوب في اللوح؟ فقال جابر: اشهد بالله أني دخلت على فاطمة امك صلوات الله عليها في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهنيتها بولادة الحسينعليه‌السلام ، فرأيت في يدها لوحا أخضر، فظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وامي ما هذا اللوح؟ قالت: هذا لوح أهداه الله تبارك وتعالى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه اسم أبي واسمي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليسرني به، قال جابر: فأعطتنيه امك فقرأته واستحسنته فقال أبيعليه‌السلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال: نعم، فمشى معه أبي حتى أتى منزل جابر فأخرج أبي من كمه صحيفة من رق(١) فقال: يا جبار انظر في كتابك لاقرأ أنا عليك فنظر(٢) في نسخته فقرأه عليه فما خالف حرف حرفا، فقال جابر اشهد بالله أني كذا رأيته في اللوح مكتوبا:

__________________

(١) الرق - بالفتح والكسر -: الرقيق الذي يكتب فيه.

(٢) هذا يدل على أن جابر الانصارى لم يكن أعمى في ايام الباقرعليه‌السلام خلافا للمشهور حيث قالوا: انه كان اعمى يوم الاربعين ويؤيد ذلك تبليغه سلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أبى جعفرعليه‌السلام على ما رواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٤٦٩ في حديث طويل قال: " فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة اذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن على فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فادبر ثم قال: شمائل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و الذى نفسى بيده يا غلام ما اسمك قال: اسمى محمد بن على بن الحسين فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول بأبى أنت وامى ابوك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرئك السلام. الحديث "

٢١١

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نبيه وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين، عظم يا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين ومديل المظلومين(١) وديان يوم الدين، إني أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا اعذب به أحدا من العالمين، فإياي فاعبد وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا قط فأكملت أيامه وأنقضت مدته إلا وجعلت له وصيا وقد فضلتك على الانبياء وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك(٢) الحسن والحسين، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء عندي درجة، جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده، بعترته اثيب واعاقب، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين، وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، انتجبت بعده موسى واتيحت(٣) فتنة عمياء صماء حندس لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأن أوليائي يسقون بالكأس الاوفى، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي وويل للمكذبين الجاحدين بعد انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي، فإن المكذب لاحدهم المكذب

__________________

(١) في بعض نسخ الحديث " مذل الظالمين ".والادالة: اعطاء الدولة والغلبة والمراد بالمظلومين أئمة المؤمنين وشيعتهم الذين ينصرهم الله في آخر الزمان.

(٢) " بشبليك " أى بولديك في القاموس الشبل - بالكسر -: ولد الاسد اذا ادرك الصيد انتهى وشبههما بولد الاسد في الشجاعة.

(٣) " اتيحت " بالمثناة الفوقية ثم التحتية ثم الحاء المهملة - من الاتاحة بمعنى تهية الاسباب وفى بعض نسخ الحديث " ابيحت " وفى بعضها " انبحت " والحندس - بالكسر -: المظلم و انما كانت الفتنة بهعليه‌السلام عمياء حندس لخفاء أمره اكثر من اخفاء أمر آبائهعليهم‌السلام لشدة الخوف الذى كان من جهة طاغى زمانه.

٢١٢

لكل أوليائي، وعلي وليي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها(١) يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها الغبد الصالح(٢) إلى جنب شر خلقي لاقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه فهو معدن علمي وموضع سري و حجتي على خلقي، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار، وختمت بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب، سيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الارض بدمائهم ويفشوا الويل والرنة في نسائهم، هؤلاء أوليائي حقا، بهم أدفع كل بلية وفتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الاصار والاغلال(٣) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.

قال عبدالرحمن بن سالم: قال أبوبصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله(٤) .

حدثنا محمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان الاحمر قال: قال الصادقعليه‌السلام : يا أبان كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(١) أعباء جمع عب‌ء - بالكسر - وهى الاثقال وقال العلامة المجلسىرحمه‌الله : المراد بها هنا العلوم التى أوحى بها الانبياء، أو الصفات المشتركة بين الانبياء والاوصياءعليهم‌السلام من العصمة والعلم والشجاعة والسخاوة وأمثالها وفى القاموس الضلاعة القوة وشدة الاضلاع، وهو مضلع لهذا الامر ومضطلع اى قوى عليه.

(٢) المراد به ذو القرنين لان طوس من بنائه وقد صرح به في رواية النعمانى.

(٣) المراد بالزلازل رجفات الارض او الشبهات المزلزلة المضلة.والاصار: الاثقال أى الشدائد والبلايا العظيمة والفتن الشديدة اللازمة في اعناق الخلق كالاغلال.

(٤) رواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٥٢٧ والصدوق في كمال الدين ص ١٧٨ وفى العيون ص ٢٥ والنعمانى في الغيبة ص ٢٩ وأمين الدين الطبرسى في اعلام الورى ص ٢٢٥ وأبومنصور الطبرسى في الاحتجاج طبع النجف ص ٤١ وطبع طهران ص ٣٦، ونقله المجلسى في البحار ج ٩ ص ١٢١.

٢١٣

لما قال: " لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره " ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل أن يرتد إليه طرفه، أليس نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الانبياء ووصيهعليه‌السلام أفضل الاوصياء، أفلا جعلوه كوصي سليمان، حكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا.(١) أحمد بن عبدالله، عن عبدالله بن محمد العبسي قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن الاعمش، عن زياد بن وهب، عن عبدالله بن مسعود قال: أتيت فاطمة صلوات الله عليها، فقلت لها: أين بعلك؟ فقالت: عرج به جبرئيلعليه‌السلام إلى السماء، فقلت: فيماذا؟ فقالت: إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين فأوحى الله تعالى إليهم أن تخيروا، فاختاروا علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٢) .

محمد بن علي قال: حدثنا أبي، عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن موسى، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن عثمان، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: إن الانبياء وأولاد الانبياء وأتباع الانبياء خصوا بثلاث خصال: السقم في الابدان، و خوف السلطان، والفقر(٣) .

محمد بن أحمد العلوي قال: حدثنا أحمد بن زياد، عن علي بن إبراهيم، عن محمد ابن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن قول الله عزوجل:( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ) الآية(٤) فقال: إن للشمس أربع سجدات كل يوم وليلة قال: فأول سجدة إذا صارت [ في طرف الافق حين يخرج الفلك من الارض إذا رأيت البياض المضئ ](٥) في طول [ السماء ] قبل أن يطلع الفجر، قلت: بلى جعلت فداك، قال: ذاك الفجر الكاذب لان الشمس تخرج ساجدة وهي في

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٥ ص ٣٦٠ وج ٧ ص ٣٦٤.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار المجلد التاسع ص ٣٧٩ من الاختصاص.

(٣) رواه الصدوقرحمه‌الله في الخصال. ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب شدة ابتلاء المؤمن.

(٤) الحج: ١٨.

(٥) ما بين القوسين كان في احدى النسختين ولم تكن في منقوله في البحار.

٢١٤

طرف الارض، فإذا ارتفعت من سجودها طلع الفجر ودخل وقت الصلاة، وأما السجدة الثانية فإنها إذا صارت [ في وسط القبة وارتفع النهار ركدت قبل الزوال فإذا صارت ] بحذاء العرش ركدت وسجدت، فإذا ارتفعت من سجودها زالت عن وسط القبة فيدخل وقت صلاة الزوال، وأما السجدة الثالثة أنها إذا غابت من الافق خرت ساجدة، فإذا ارتفعت من سجودها زال الليل كما أنها حين زالت وسط السماء دخل وقت الزوال، زوال النهار(١) .محمد بن علي، عن أبيه، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن علي بن جميل الغنوي، عن أبي حمزة الثمالي قال: كان رجل من أبناء النبيين له ثروة من مال وكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة وأهل الحاجة فلم يلبث أن

__________________

(١) نقله العلامة المجلسىرحمه‌الله في المجلد الربع عشر من البحار ص ١٢٩ وقال بعده بيان: السجود في الاية بمعنى غاية الخضوع والتذلل والانقياد، سواء كان بالارادة والاختيار أو بالقهر والاضطرار، فالجمادات لما لم يكن لها اختيار وارادة وهى كاملة في الانقياد والخضوع لما اراد الرب تعالى منها، فهى على الدوام في السجود والانقياد للمعبود والتسبيح والتقديس له سبحانه بلسان الذل والامكان والافتقار وكذا الحيوانات العجم واما ذووا العقول فلما كانوا ذوى ارادة و اختيار فهم من جهة الامكان والافتقار والانقياد للامور التكوينية كالجمادات في السجود والتسبيح ومن حيث الامور الارادية والتكليفية منقسمون بقسمين منهم الملائكة وهم جميعا معصومون الساجدون منقادون من تلك الجهة أيضا، ولعل المراد بقوله: " من في السموات والارض " وهم اما الناس فهم قسمان قسم مطيعون من تلك الجهة أيضا ومنهم عاصون من تلك الجهة وان كانوا مطيعين من الجهة الاخرى فلم يتأت منهم غاية ما يمكن منهم من الانقياد فلذا قسمهم سبحانه إلى قسمين فقال: " وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب " فاذا حققت الاية هكذا لم تحتج إلى ما تكلفه المفسرون من التقديرات والتأويلات وسيأتى بعض ما ذكروه في هذا المقام واما الخبر فلعله كان ثلاث سجدات أو سقط الرابع من النساخ ولعله بعد زوال الليل إلى وقت الطلوع أو قبل زوال الليل كما في النهار، وانما خصعليه‌السلام السجود بهذه الاوقات لانه عند هذه الاوقات تظهر للناس انقيادها لله لانها تتحول من حالة معروفة إلى حالة اخرى ويظهر تغير تام في أوضاعها، وأيضا انها أوقات معينة يترصدها الناس لصلاتهم وصيامهم وسائر عباداتهم ومعاملاتهم، وأيضا لما كان هبوطها وانحدارها وافولها من علامات امكانها وحدوثها كما قال الخليلعليه‌السلام : " لا احب الافلين " خص السجود بتلك الاحوال أو بما يشرف عليها والله يعلم أسرار الايات والاخبار وحججه الابرارعليهم‌السلام .

٢١٥

مات، فقامت امرأته في ماله كقيامه، فلم يلبث المال أن نفد ونشأ له ابن فلم يمر على أحد إلا ترحم على أبيه ويسأل الله أن يخيره، فجاء إلى امه فقال: ما كان حال أبي؟ فإني لا أمر على أحد إلا يرحم عليه ويسأل الله أن يخيرني، فقالت: إن أباك كان رجلا صالحا وكان له مال كثير فكان ينفق على أهل الضعف وأهل المسكنة وأهل الحاجة، فلما أن مات قمت في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد، قال لها: يا امه إن أبي كان مأجورا فيما ينفق وكنت آثمة، قالت: ولم يا بني؟ فقال: كان أبي ينفق ماله وكنت تنفقين مال غيرك، قالت: صدقت يا بني وما أراك تضيق علي، قال: أنت في حل وسعه، فهل عندك شئ نلتمس به من فضل الله؟ قالت: عندي مائة درهم، فقال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك فيه فأعطته المائة الدرهم فأخذها، ثم خرج يلتمس من فضل الله عزوجل، فمر برجل ميت على ظهر الطريق من أحسن ما يكون هيئة فقال: ما اريد تجارة بعد هذا أنا آخذه واغسله واكفنه واصلي عليه واقبره، ففعل فأنفق عليه ثمانين درهما وبقيت معه عشرون درهما، فخرج على وجهه يلتمس به من فضل الله، فاستقبله شخص فقال: أين تريد يا عبدالله؟ فقال: اريد ألتمس، قال: وما معك شئ تلتمس به من فضل الله؟ قال: نعم معي عشرون درهما، قال: وأين يقع منك عشرون درهما ! قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يبارك في شئ بارك فيه، قال: صدقت، ثم قال له: فارشدك وتشركني؟ قال: نعم قال: فإن أهل هذه الدار يضيفونك ثلاثا فاستضفهم، فإنه كلما جاء‌ك الخادم معه هر أسود، فقل له: تبيع هذا الهر وألح عليه فإنك ستضجره، فيقول لك: أبيعكه بعشرين درهما فإذا باعكه فأعطه العشرين درهما وخذه فاذبحه وخذ رأسه فأحرقه، ثم خذ دماغه ثم توجه إلى مدينة كذا وكذا فإن ملكهم أعمى فأخبرهم أنك تعالجه ولا يرهبنك ما ترى من القتلى والمسلوبين فإن اولئك كان يخبرهم على علاجه فإذا لم ير شيئا قتلهم فلا تهولنك وأخبر بأنك تعالجه واشترط عليه فعالجه ولا تزده أول يوم من كحلة فإنه سيقول لك: زدني فلا تفعل ثم اكحله من الغد اخرى فإنك سترى ما تحب، فيقول لك: زدني، فلا تفعل فإذا كان الثالث فاكحله فانك سترى ما تحب، فيقول لك: زدني، فلا تفعل، فلما أن فعل ذلك برئ، فقال:

٢١٦

أفدتني ملكي ورددته علي وقد زوجتك ابنتي، قال: إن لي اما، قال: فأقم معي ما بدالك، فإذا أردت الخروج فاخرج، قال: فأقام في ملكه سنة يدبره بأحسن تدبيره و أحسن سيرة، فلما أن حال عليه الحول قال له: إني اريد الانصراف فلم يدع شيئا إلا زوده من كراع وإبل وغنم وآنية ومتاع، ثم خرج حتى انتهى إلى الموضع الذي رأى فيه الرجل فإذا الرجل قاعد على حاله فقال: أما وفيت؟ فقال الرجل: فاجعلني في حل مما مضى، قال: ثم جمع الاشياء ففرقها فرقتين، ثم قال: تخير فتخير أحدهما، ثم قال: وفيت؟ قال: لا قال: ولم؟ قال: المرأة مما أصبت، قال: صدقت فخذ ما في يدي لك مكان المرأة، قال: لا ولا آخذها ما ليس لي ولا أتكثر به، قال: فوضع على رأسها المنشار، ثم قال: أجذ(١) ، فقال: قد وفيت وكلما معك وكلما جئت به فهو لك وإنما بعثني الله تبارك وتعالى لاكافيك عن الميت الذي كان على الطريق فهذا مكافاتك عليه(٢) .

حديث المفضل وخلق أرواح الشيعة من الائمةعليهم‌السلام

محمد بن علي قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي أحمد الازدي(٣) ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام إذ دخل المفضل بن عمر، فلما بصر به ضحك إليه، ثم قال: إلي يا مفضل، فوربي إني لاحبك واحب من يحبك، يا مفضل لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان، فقال له المفضل: يا ابن رسول الله لقد حسبت أن أكون قد انزلت فوق منزلتي، فقالعليه‌السلام : بل انزلت المنزلة التي أنزلك الله بها، فقال: يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟ قال: منزلة المقداد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: ثم أقبل علي فقال: يا عبدالله بن لفضل إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور عظمته وصنعنا برحمته وخلق أرواحكم منا، فنحن نحن إليكم وأنتم تحنون إلينا، والله لو جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا أو ينقصوا

__________________

(١) المنشار آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه. والجذ: القطع.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١١٧.

(٣) المراد به محمد بن ابى عمير.

٢١٧

منهم رجلا ما قدروا على ذلك وأنهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم، يا عبدالله بن الفضل ولو شئت لاريتك اسمك في صحيفتنا، قال: ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة، فقلت: يا ابن رسول الله ما أرى فيها أثر الكتابة، قال: فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ووجدت في أسفلها اسمي فسجدت لله شكرا(١) .

علي بن إسماعيل بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن حمزة [ بن عبدالمطلب ] ابن عبدالله الجعفي(٢) قال: دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ومعي صحيفة أو قرطاس فيه عن أبي عبداللهعليه‌السلام : أن الدنيا تمثل لصاحب هذا الامر في مثل فلقة الجوز، فقال: يا حمزة ذا والله حق فانقلوه إلى أديم.(٣) محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي عن سماعة بن مهران قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إن الدنيا لتمثل للامام في مثل فلقة الجوز، فلا يعزب عنه منها شئ وإنه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء.(٤) .

وعنه، عن عبدالله بن محمد، عمن حدثه، عن محمد بن خالد البرقي، عن حمزة ابن عبدالله الجعفري قال: كتبت في ظهر قرطاس أن الدنيا ممثلة للامام كفلقة الجوزة فدفعته إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت له: إن أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته غير أني احب أن أسمعه منك، قال: فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت قد شق عليه، ثم قالعليه‌السلام : هو حق فحوله في أديم(٥) - تم الخبر وكمل -. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٢٢٤. وشطرا منه في ج ٧ ص ٣٠٧.

(٢) كذا والظاهر أنه حمزة بن عبدالله الجعفرى كما في الخبر الاتى.

(٣) رواه الصفاررحمه‌الله في البصائر الجزء الثامن باب قدرة الائمةعليهم‌السلام وما اعطوا من ذلك ونقله المجلسىرحمه‌الله منه ومن الاختصاص في البحار ج ٧ ص ٢٦٩.

(٤) مروى في البصائر ومنقول في البحار كما في الخبر السابق

(٥) كالخبر السابق.

٢١٨

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر ومصادقة الاخيار وجمع الشر في الاذاعة ومؤاخاة الاشرار(١) .

وقالعليه‌السلام : الصبر صبران: فالصبر عند المصيبة حسن جميل وأكبر من ذلك ذكر الله عندما حرم الله فيكون ذلك حاجزا(٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إياكم وكثرة النوم فإن كثرة النوم يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة(٣) .

حديث في اوقات المكروهة للجماع

محمد بن علي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أسلم الجبلي، عن عبدالرحمن بن سالم الاشل، عن أبيه، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: أيكره الجماع في وقت من الاوقات وإن كان حلالا؟ قال: نعم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس، وفي الليلة التي ينكسف فيها القمر، وفي اليوم والليلة اللذين يكون فيهما الريح السوداء، أو الريح الحمراء، أو الريح الصفراء، واليوم والليلة اللذين يكون فيهما الزلزلة، ولقد بات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر ولم يكن منه في تلك الليلة ما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح، فقالت له بعض نسائه: يا رسول الله ألبغض كان هذا منك في هذه الليلة؟ قال: لا ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها، وقد عير الله عزوجل أقواما، فقال في كتابه: " و إن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم * فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون(٤) " ثم قال أبوجعفرعليه‌السلام : وأيم الله لا يجامع أحد فيرزق ولدا في شئ

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ باب فضل كتمان السر وذم الاذاعة ص ١٣٧.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الصبر واليسر بعد العسر.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ باب ذم كثرة النوم.

(٤) الطور: ٤٤. وقوله تعالى: " كسفا " أى قطعة.وقوله تعالى " مركوم " أى تراكم بعضها على بعض.

وقوله تعالى: " يصعقون " اى يهلكون بوقوع الصاعقة.

٢١٩

من هذه الاوقات التي نهى عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد انتهى إليه الخبر فيرى في ولده ذلك ما يحب(١) .

عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن هشام بن سالم، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أباعبداللهعليه‌السلام يقول: الدعاء يرد ما قدر ومالم يقدر، قال: قلت أما ما قدر فقد عرفته فكيف مالم يقدر؟ فقال: حتى لايكون(٢) وعنه، عن هشام بن سالم، عن حسن بن الجلال قال أخبرني جدي قال: سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليه يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلم يقول: إبدء بمن تعول، امك وأباك واختك وأخاك.

ثم أدناك فأدناك: وقال: لا صدقة وذو رحم محتاج(٣) .

صفوان، عن أبي الصباح الكناني زعم أن أبا سعد عقيصا حدثه أنه سار مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه نحو كربلاء وأنه أصابنا عطش شديد وأن عليا صلوات الله عليه نزل في البرية فحسر عن يديه، ثم أخذ يحثو التراب ويكشف عنه حتى برز له حجر أبيض، فحمله فوضعه جانبا وإذا تحته عين من ماء من أعذب ما طعمته وأشده بياضا، فشرب وشربنا، ثم سقينا دوابنا، ثم سواه ثم سار منه ساعة ثم وقف، ثم قال: عزمت عليكم لما رجعتم فطلبتموه، فطلبه الناس حتى ملوا فلم يقدروا عليه، فرجعوا إليه فقالوا: ما قدرنا على شئ(٤) .

أبوجعفر، عن أبيه، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة قال: قال الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : من لم يبال بما

__________________

(١) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٥ ص ٤٩٨ والبرقى في المحاسن ص ٣٠١ ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٢٣ ص ٦٧ من المحاسن والاختصاص

(٢) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ج ٢ ص ٤٦٩ عن عمر بن يريد عن ابى الحسنعليه‌السلام والضمير في " لا يكون " راجع إلى التقدير اى لا يحصل التقدير

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٠ ص ٣٩.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٩ ص ٥٧٥ من الاختصاص.

٢٢٠