الاختصاص

الاختصاص0%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 372
المشاهدات: 103993
تحميل: 8384

توضيحات:

الاختصاص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 103993 / تحميل: 8384
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان(١) ، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان.

ثم قالعليه‌السلام : إن لولد الزنا علامات، أحدها بغضنا أهل البيت، وثانيها أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه، وثالثها الاستخفاف بالدين، ورابعها سوء المحضر للناس ولا يسيئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت به امه في حيضها(٢) .

وبهذا الاسناد قال: قال الصادقعليه‌السلام : إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنة، فمتى أذنب ذنبا كبيرا رفع عنه جنة فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشئ يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه ويبقى مهتوك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة، وفي الارض على ألسنة الناس، ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه ويقول الملائكة الموكلون به: يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر وقد أمرتنا بحفظه، فيقول عزوجل: ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته فارفعوا أجنحتكم عنه فو عزتي لا يؤول بعدها إلى خير أبدا(٣) .

__________________

(١) رواه الصدوقرحمه‌الله عن جعفر بن محمد بن مسرور في معانى الاخبار ص ١١٣ وزاد هنا " ومن لم يبال أن يراه الناس فهو شرك شيطان ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة فهو شرك شيطان " وقوله:" شغف بمحبة " أولع بها. ونقل في البحار ج ١٥ باب جوامع مساوى الاخلاق.

(٢) رواه الصدوقرحمه‌الله في الخصال باب خصال الاربعة عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر الخ. وفى المعانى ص ١١٣ ايضا. ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الذنوب وآثارها.

(٣) الجنة - بالضم -: السترة وجمعها جنن بضم الجيم وفتح النون - وقال العلامة المجلسىرحمه‌الله : كان المراد بالجنن ألطافه سبحانه التى تصير سببا لترك المعاصي وامتناعه فبكل كبيرة - كانت من نوع واحد او أنواع مختلفة - يستحق منع لطف من ألطافه او رحماته تعالى وعفوه وغفرانه فلا يفضحه الله بها، فاذا استحق غضب الله سلبت عنه لكن يرحمه سبحانه ويأمر الملائكة بستره ولكن ليس سترهم كستر الله تعالى.

أو المراد بالجنن ترك الكبائر فان تركها موجب لغفران الصغائر عند الله وسترها عن الناس فاذا عمل بكبيرة لم يتحتم على الله مغفرة صغائره وشرع الناس في تجسس عيوبه.او اراد بالجنن الطاعات التى هى مكفرة لذنوبه عند الله وساترة لعيوبه عند الناس ويؤيده ما ورد عن الصادقعليه‌السلام الصلاة سترة وكفارة لما بينها من الذنوب فهذه ثلاثة وجوه خطر بالبال على سبيل الامكان والاحتمال. انتهى وقال الفيضرحمه‌الله : كان الجنن كناية عن نتائج أخلاقه الحسنة وثمرات اعماله الصالحة التى تخلق منها الملائكة واجنحة الملائكة كناية عن معارفه الحقة التى بها يرتقى في الدرجات وذلك لان العمل اسرع زوالا من المعرفة.انتهى والحديث نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الذنوب وآثارها من الاختصاص.

٢٢١

قال أبوجعفر: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن عبدالكريم بن عمرو، عن أبي الربيع الشامي قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : من أعجب بنفسه هلك، ومن أعجب برأيه هلك، وإن عيسى ابن مريمعليه‌السلام قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله وأبرأت الاكمه والابرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله وعالجت الاحمق فلم أقدر على إصلاحه، فقيل يا روح الله وما الاحمق؟ قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا فذاك الذي لا حيلة في مداواته(١) .

محمد بن علي قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثني عبدالله بن جعفر قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه قال: حدثني أبوأحمد الازدي،(٢) عن أبان الاحمر، عن أبان بن تغلب قال: حدثني سعد الخفاف، عن الاصبغ بن نباتة قال: سألت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن سلمان الفارسيرحمه‌الله وقلت: ما تقول فيه؟ فقال: ما أقول في رجل خلق من طينتنا، وروحه مقرونة بروحنا، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها، وظاهرها وباطنها، وسرها وعلانيتها، ولقد حضرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلمان بين يديه فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس فيه فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى در العرق بين عينيه واحمرتا عيناه، ثم قال: يا أعرابي أتنحى رجلا يحبه الله تبارك وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الارض، يا أعرابي أتنحى رجلا ما حضرني جبرئيل إلا أمرني عن ربي عزوجل أن أقرئه السلام، يا أعرابي إن سلمان مني، من جفاه فقد جفاني، ومن آذاه فقد آذاني، ومن باعده فقد باعدني ومن قربه فقد قربني، يا أعرابي لا تغلظن في سلمان فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن اطلعه على علم المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب، قال: فقال الاعرابي يا رسول الله ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت أليس كان مجوسيا ثم أسلم؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أعرابي اخاطبك عن ربي وتقاولني، إن سلمان ما كان

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ١٥ باب استكثار الطاعة والعجب بالاعمال من الاختصاص.

(٢) المراد به محمد بن أبى عمير.

٢٢٢

مجوسيا ولكنه كان مظهرا للشرك مصمرا للايمان، يا أعرابي أما سمعت الله عزوجل يقول:( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (١) ) أما سمعت الله عزوجل يقول:( ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا (٢) ) يا أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ولا تجحد فتكون من المعذبين وسلم لرسول الله قوله تكن من الآمنين(٣) .

سلمان وابى ذر والمقداد وعمار

وعنه قال: حدثنا محمد بن علي، عن عمه محمد بن أبي القاسم(٤) قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثني ابن أبي نجران، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام قال: سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن سلمان الفارسي فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه، سلمان مخصوص بالعلم الاول والآخر.

أبغض الله من أبغض سلمان، وأحب من أحبه، قلت: فما تقول في أبي ذر؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه، قلت: فما تقول في المقداد؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه، قلت: فما تقول في عمار؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب من أحبه، قال جابر: فخرجت لابشرهم فلما

__________________

(١) النساء ٦٥

(٢) الحشر ٧.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٦ باب أحوال سلمان

(٤) أراد به ما جيلويه القمى صهر احمد بن أبى عبدالله البرقى - رحمة الله عليهما -.

٢٢٣

وليت، قال: إلي إلي يا جابر وأنت منا أبغض الله من أبغضك وأحب من أحبك، قال، فقلت: يا رسول الله فما تقول في علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فقال: ذاك نفسي، قلت: فما تقول في الحسن والحسينعليهما‌السلام ؟ قال: هما روحي وفاطمة امهما ابنتي، يسوؤني ما ساء‌هما ويسرني ما سرها، اشهد الله أني حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنها أحب الاسماء إلى الله عزوجل(١) .

حديث في الدعاء وأوقاتها

عن محمد بن مسلم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان جديعليه‌السلام يقول: تقدموا في الدعاء فإن العبد إذا كان دعاء فنزل به البلاء قيل: صوت معروف، وإذا لم يكن دعاء فنزل به البلاء قيل: أين كنت قبل اليوم(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : من لم يسأل الله من فضله افتقر(٣) .

وقال: يستجاب الدعاء في أربعة مواطن: في الوتر وبعد طلوع الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب(٤) .

حديث في الائمةعليهم‌السلام

عنه(٥) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن سالم، عن أبيه، [ عن سالم ابن دينار ]، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٦ ص ٧٨٤.

(٢) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٤٧٢.

(٣) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٤٦٧ مسندا.

(٤) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٤٧٧ مسندا.

(٥) يعنى الصدوق.

٢٢٤

ذكر الله عزوجل عبادة، وذكري عبادة، وذكر علي عبادة، وذكر الائمة من ولده عبادة، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إن وصيي لافضل الاوصياء وإنه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه ومن ولده الائمة الهداة بعدي، بهم يحبس الله العذاب عن أهل الارض، وبهم يمسك السماء أن تقع على الارض إلا بإذنه، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، اولئك أولياء الله حقا وخلفائي صدقا، عدتهم عدة الشهور وهي اثنا عشر شهرا وعدتهم عدة نقباء موسى بن عمران، ثم تلاعليه‌السلام هذه الآية " والسماء ذات البروج " ثم قال: أتقدر يا ابن عباس إن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها، قلت: يا رسول الله فما ذاك؟ قال: أما السماء فأنا وأما البروج فالائمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين(١) .

حديث في زيارة المؤمن لله

عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام قال: استأذن ملك ربه أن ينزل إلى الدنيا في صورة آدمي فأذن له فمر برجل على باب قوم يسأل عن رجل من أهل الدار فقال الملك: يا عبدالله أي شئ تريد من هذا الرجل الذي تطلبه؟ قال: هو أخ لي في الاسلام أحببته في الله جئت لاسلم عليه، قال: وما بينك وبينه رحم ماسة ولا يرغبنك إليه حاجة؟ قال: لا إلا الحب في الله عزوجل جئت لاسلم عليه، قال: فإني رسول الله إليك وهو يقول: قد غفرت لك بحبك إياه في(٢) .

عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال الصادقعليه‌السلام : أيما مسلم سئل عن مسلم فصدق فأدخل على ذلك المسلم مضرة كتب من الكاذبين ومن سئل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة كتب عند الله من الصادقين(٣) .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٩ ص ١٦١.

(٢) رواه الصدوقرحمه‌الله في الامالى على ما في المجلد السادس عشر من البحار ص ١٠١.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الصدق ولزوم اداء الامانة.

٢٢٥

وقال الصادقعليه‌السلام : حدثني أبي، عن أبيهعليهما‌السلام قال: إن رجلا من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسن بن عليعليهما‌السلام يا سيدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة، فكتب صلوات الله عليه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله امور الناس ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام(١) .

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في قول الله عزوجل: " هل جزاء الاحسان إلا الاحسان " قال: سمعنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول إن الله عزوجل يقول: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة(٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنكم إن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم(٣) .

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الاخلاق منائح من الله عزوجل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا و إذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا(٤) .

وقال: نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى رجل يغتاب رجلا عند الحسن ابنهعليه‌السلام فقال: يا بني نزه سمعك عن مثل هذا فإنه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفزعه في وعائك(٥) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين وتتبعوا عوراتهم(٦) فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته(٧) .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب اداء الفرائض واجتناب المحارم.

(٢) رواه الصدوقرحمه‌الله في التوحيد باب ثواب الموحدين.

(٣) رواه الصدوقرحمه‌الله في العيون والامالى ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب حسن الخلق.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الحلم والعفو وكظم الغيظ.

(٥) نقله المجلسىرحمه‌الله : في البحار ج ١٦ ص ١٨٩.

(٦) التتبع: التطلب شيئا فشيئا في مهلة. والعورة كل امر قبيح والمراد بتتبع الله سبحانه عورته منع لطفه وكشف ستره ومنع الملائكة عن ستر ذنوبه وعيوبه فهو يفتضح في السماء والارض ولو اهتم باخفائها في بيته قاله المجلسىرحمه‌الله .

(٧) رواه الكلينىرحمه‌الله : في الكافى ج ٢ ص ٣٥٤. ونقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ١٨٩.

٢٢٦

عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: من عرف من عبد من عبيدالله كذبا إذا حدث، وخلفا إذا وعد، وخيانة إذا ائتمن، ثم ائتمنه على أمانة كان حقا على الله أن يبتليه فيها ثم لا يخلف عليه ولا يأجره(١) .

عن رفاعة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال: في التوراة أربع مكتوبات وأربع إلى جانبهن: من أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا.

ومن شكى مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه، ومن أتى غنيا فتضعضع له لشئ يصيبه منه ذهب ثلثا دينه، ومن دخل من هذه الامة النار ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزؤا، والاربعة إلى جانبهن: كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر يندم، والفقر هو الموت الاكبر(٢) .

عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود يرفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من أوقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده، وكل حديث جاوز اثنين فشا، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوء‌ا وأنت تجد بها في الخير محملا، وعليك بإخوان الصدق فكثر في اكتسابهم، عدة عند الرخاء، و جندا عند البلاء، وشاور حديثك الذين يخافون الله وأحبب الاخوان على قدر التقوى، واتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن حتى لا يطمعن في المنكر.(٣) وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الغيبة أشد من الزنا، فقيل: ولم ذلك يارسول الله: فقال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحلله(٤) .

__________________

(١) نقله المجلسيرحمه‌الله في البحار ج ٢٣ ص ٢٣.

(٢) نقله المجلسيرحمه‌الله في البحار ١٧ ص ١٧٠ عن امالي الشيخقدس‌سره عن المفيد عن الكليني عن علي بن ابراهيم - رحمهم الله - مسندا عن رفاعة قال سمعت ابا عبداللهعليه‌السلام يقول: اربع في التوراة وساق مثل ما في المتن.

(٣) كذا. ونقله المجلسيرحمه‌الله في البحار ج ١٧ ص ١٢٥.

(٤) رواه الصدوقرحمه‌الله في الخصال ونقله المجلسيرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٨٧.

٢٢٧

وقال الصادق أو الباقرعليهما‌السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما(١) .

عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول لحمران بن أعين: ياحمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فإن ذلك أنفع لك مما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك عزوجل، واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله عزوجل من العمل الكثير على غير يقين.

واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله عزوجل والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم.

ولا عيش أهنؤ من حسن الخلق.

ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي.

ولاجهل أضر من العجب(٢) .

عن الباقرعليه‌السلام قال: وجدنا في كتاب عليعليه‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال على المنبر: والله الذي لا إله إلا هو ما أعطى مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله عزوجل والكف عن اغتياب المؤمن، والله الذي لا إله إلا هو لا يعذب الله عزوجل مؤمنا بعذاب بعد التوبة والاستغفار له إلا بسوء ظنه بالله عزوجل واغتيابه للمؤمنين(٣) .

وقال الصادقعليه‌السلام : من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من الذين قال الله عزوجل: " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم(٤) ".

__________________

(١) رواه الكلينيرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٣٥٤.ونقله المجلسي في البحار ج ١٦ ص ١٧٦ قائلا بعده: بيان (أقرب) مبتدء، و (ما) مصدرية، و (يكون) من الافعال التامة، و (إلى) متعلق بأقرب، و (أن) مصدرية وهو في موضع ظرف الزمان، مثل رأيته مجئ الحاج وهو خبر المبتدء: والعثرة: الكبوة في المشى استعير للذنب مطلقا او الخطأ منه وقريب منه الزلة ويمكن تخصيص أحدهما بالذنوب والاخرى بمخالفة العادات والاداب.والتعنيف: التعيير واللوم وهذا من اعظم الخيانة في الصداقة والاخوة.

(٢) نقله المجلسيرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب جوامع المكارم من الاختصاص وايضا في المجلد السابع عشر ص ١٧١.

(٣) نقله المجلسيرحمه‌الله في البحار ١٦ ص ١٨٩.

(٤) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٣٥٧.

٢٢٨

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أكل بأخيه المؤمن أوشرب أو لبس به ثوبا أطعمه الله بها أكلة من نار جهنم وسقاه سقية من حميم جهنم وكساه ثوبا من سرابيل جهنم، ومن قام بأخيه المسلم مقاما شانئا أقامه الله مقام السمعة والرياء، ومن جدد أخا في الاسلام بنى الله له برجا في الجنة من جوهرة(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن شرار الناس يوم القيامة المثلث، قيل: وما المثلث يا رسول الله؟ قال: الرجل يسعى بأخيه إلى إمامه فيقتله فيهلك نفسه وأخاه وإمامه(٢) .

وقال: الغيبة أسرع في جسد المؤمن من الآكلة في لحمه(٣) .

قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا خطب قال في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من كلامه وأنصف الناس من نفسه(٤) .

عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر، وعلي بن الحسينعليهم‌السلام قالا: إن أفضل العبادة عفة البطن والفرج وليس شئ أحب إلى الله من أن يسأل.

والدعاء يرد القضاء الذي أبرم إبراما، وأسرع الخير البر وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من عيوب غيره ما يعمي عنه من عيب نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه(٥) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أكثر ما يرد به امتي النار البطن والفرج، وأكثر ما يلج به امتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق(٦) .

وقال الصادقعليه‌السلام : أربع من علامات النفاق: قساوة القلب، وجمود العين، و الاصرار على الذنب، والحرص على الدنيا(٧) .

__________________

(١ نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٨٩.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٩١.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٨٩ من الاختصاص.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب جوامع المكارم وآفاتها.

(٥) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٧٩ و ٤٦٠ و ٤٧٠ ورواه المؤلفرحمه‌الله في المجالس ص ٤١ ونقله المجلسىرحمه‌الله من المجالس في البحار ج ١٦ ص ١٧٦ ومن الخصال ج ١٧ ص ٣٩.

(٦) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الطاعة والتقوى من كمال الدين للصدوق.

(٧) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب النفاق.

٢٢٩

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصيامهم وكثرة الحج والزكاة وكثرة المعروف وطنطنتهم بالليل انظروا إلى صدق الحديث وأداء الامانة(١) .

عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية: و اعلم أن اللسان كلب عقور إن خليته عقر، ورب كلمة سلبت نعمة، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك(٢) .

من سيب عذاره قاده إلى كل كريهة(٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحم الله عبدا استحيى من ربه حق الحياء، فحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وذكر القبر والبلى وذكر أن له في الآخرة معادا.(٤) وقال الصادقعليه‌السلام : من روى على أخيه رواية يريد بها شينه وهدم مروء‌ته أوقفه الله في طينة خبال حتى يبتعد مما قال(٥) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أذاع فاحشة كان كمبتدئها، ومن عير مؤمنا بشئ لم يمت حتى يرتكبه(٦) .

وقال الصادقعليه‌السلام : إذا وقع بينك وبين أخيك هنة فلا تعيره بذنب(٧) .

وقال الباقرعليه‌السلام : من كف عن أعراض الناس أقاله الله نفسه يوم القيامة.

ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة(٨) .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٤٩ من الاختصاص وفى ص ١٤٨ عن الامالى والعيون للشيخ الصدوقرحمه‌الله .

(٢) نقله المجلسيرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكوت والكلام وموقعهما.

(٣) كذا.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكينة والوقار من الاختصاص.

(٥) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٨٩ من الاختصاص.

والخبال: عصارة أهل النار وفى الاصل الفساد ويكون في الافعال والابدان والعقول. (النهاية).

(٦) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٣٥٦.

ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٧٦ من ثواب الاعمال للصدوق والمحاسن للبرقى وص ١٨٩ من الاختصاص.

(٧) كذا ولم نعثر عليه في أحد من المآخذ ولا في البحار.

(٨) رواه الصدوقرحمه‌الله في ثواب الاعمال ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب ذم الغضب.

٢٣٠

عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا ويناشدونه ويقولون: إنما نثاب بك ونعاقب بك.(١) معاوية بن وهب قال: قال الصادقعليه‌السلام : كان أبيعليه‌السلام يقول: قم بالحق ولا تعرض لما نابك واعتزل عما لا يعنيك وتجنب عدوك، واحذر صديقك من الاقوام إلا الامين الذي خشي الله، ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرك.(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : إياك وعداوة الرجال فإنها تورث المعرة وتبدي العورة(٣) .

وقال: كثرة المزاح يذهب بماء الوجه وكثرة الضحك يمحو الايمان محوا(٤) .

وعن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام قال: قال سلمان الفارسيرحمه‌الله : عجبت لست ثلاثة أضحكتني وثلاثة أبكتني: فأما التي أبكتني ففراق الاحبة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) وهول المطلع، والوقوف بين يدي الله عزوجل، وأما التي أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك ملا فيه لا يدري أرضي له ربه أم سخط(٦) .

وقال الصادقعليه‌السلام لاسحاق بن عمار: يا إسحاق صانع المنافق بلسانك واخلص ودك للمؤمن وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته.(٧) .

__________________

(١) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ١١٥ ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكوت والكلام وموقعهما من الاختصاص.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ٥٣ من الاختصاص.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٧٦ من الاختصاص.

(٤) روى نحوه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٦٦٥، ونقله المجلسىرحمه‌الله من الاختصاص ج ١٦ ص ٢٥٩.وقال الشاعر وأجاد:

أفد طبعك المصدود بالجد راحة

يصم وعلله بشئ من المزح

ولكن اذا أعطيته المزح فليكن

بقدار ما يعطى الطعام من الملح

(٥) زاد هنا في الخصال (وحزبه).

(٦) رواه الصدوقرحمه‌الله في الخصال باب الستة. ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٧ ص ٢٤٨ من الاختصاص.

(٧) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ٤٣ من الاختصاص.

٢٣١

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية: لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلما تعلم(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام : لا يغرنك الناس من نفسك فإن الامر يصل إليك دونهم، ولا تقطع عنك النهار بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك، ولا تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا بحيث يسرك، ولا تستقل قليل الشر فإنك تراه غدا بحيث يسوؤك، وأحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا ولا أسرع دركا من حسنة لذنب قديم، إن الله عزوجل يقول:( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) (٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : استمعوا مني كلاما هو خير من الدراهم المدقوقة: لا تكلمن بما لا يعنيك، ودع كثيرا من الكلام فيما يعنيك حتى تجد له موضعا، فرب متكلم بحق في غير موضعه فعنت ولا تمارين سفيها ولا حليما فإن الحليم يغلبك والسفيه يرديك واذكر أخاك إذا تغيب عنك بأحسن مما تحب أن يذكرك به إذا تغيبت عنه واعلم أن هذا هو العمل، واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالاحسان مأخوذ بالاجرام(٣) .

الحسن بن محبوب قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : يكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم، قال: قلت: فيكون جبانا؟ قال: نعم، قلت: فيكون كذابا؟ قال لا ولا جافيا، ثم قال: يجبل المؤمن على كل طبيعة إلا الخيانة والكذب(٤) .

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر، والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرة، وسكوته فكرة، وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته، وأمن الناس شره(٥) .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكوت والكلام وموقعهما.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب صفات الشيعة من كتابى الحسين بن سعيد الاهوازى والاختصاص في باب تضاعف الحسنات وتأخير اثبات الذنوب من مجالس المفيدرحمه‌الله .

والاية في سورة هود: ١١٤.

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكوت والكلام وموقعهما ورواه ابن شعبة في التحف.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٦٤ من الاختصاص.

(٥) رواه الصدوقرحمه‌الله في الخصال باب الثلاثة.

٢٣٢

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه وأصل السخرية الطمأنينة إلى أهل الكذب(١) .

عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال عيسى ابن مريم: طوبى لمن كان صمته فكرا، ونظره عبرا، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته وسلم الناس من يديه ولسانه(٢) .

وقال الرضاعليه‌السلام : ما أحسن الصمت لا من عي والمهذار له سقطات(٣) .

داود الرقي قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: الصمت كنز وافر وزين الحليم و ستر الجاهل.

وقال الرضاعليه‌السلام : الصمت باب من أبواب الحكمة، وإن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير(٤) .

وقالعليه‌السلام من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت(٥) .

فرات بن أحنف قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : تبذل لا تشهر، ووار شخصك لاتذكر وتعلم واكتم، واصمت تسلم، قال: وأومأ بيده إلى صدره فقال: يسر الابرار ويغيظ الفجار(٦) .

وقال الصادقعليه‌السلام : لا يزال الرجل المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الرجل الصالح يجيئ بخبر صالح و الرجل السوء يجيئ بخبر سوء(٧) . عن داود الرقي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال: ياداود لان تدخل يدك في فم

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الاعراض عن الحق.

(٢، ٣، ٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكوت والكلام وموقعهما.

وأهذر في كلامه: أكثر.

(٥) رواه الحميرىرحمه‌الله في قرب الاسناد ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكوت والكلام.

(٦) نقله المجلسى في المجلد الاول من البحار باب صفات العلماء.وقال الجزرى في حديث الاستسقاء: (فخرج متبذلا) التبذل ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة على جهة التواضع. انتهى والايماء إلى الصدر لتعيين المصداق الكامل من المراد.

(٧) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب السكوت والكلام وموقعهما.

٢٣٣

التنين إلى المرفق خير لك من طلب الحوائج ممن لم يكن فكان(١) .

عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره(٢) .

عن أبي حمزة قال: سمعت فاطمة بنت الحسينعليهما‌السلام تقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاث من كن فيه استكمل خصال الايمان الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، و إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له(٣) .

عن عبدالعزيز القراطيسي قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : الائمة بعد نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثنا عشر نجباء مفهمون، من نقص منهم واحدا [ أ ] وزاد فيهم واحدا خرج من دين الله ولم يكن من ولايتنا على شئ(٤) .

عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أسبغ وضوء‌ه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لاهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الايمان وأبواب الجنة مفتحة له(٥) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اطلبوا الخيرات عند حسان الوجوه(٦) .

عن الحارث، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : للمسلم على المسلم ست.

__________________

(١) رواه الحسن بن علي بن شعبةرحمه‌الله في تحف العقول ص ٣٦٥.ونقله المجلسى في البحار ج ٢٣ ص ٢٣ من الاختصاص.والتنين - كسكيت: الحوت والحية العظيمة كنيته ابو مرداس وقيل: إنه شر من الكوسج وفى فمه أنياب مثل أسنة الرماح وهو طويل كالنخلة السحوق، احمر العينين مثل الدم، واسع الفم والجوف، براق العينين.

(٢) رواه الحسن بن علىرحمه‌الله في التحف ص ٤٩.

(٣) رواه الصدوقرحمه‌الله في الخصال باب الثلاثة، ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٢٥.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب كفر المخالفين والنصاب.

(٥) رواه البرقيرحمه‌الله في المحاسن ص ١١ وص ٢٩٠ ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب صفات الشيعة من مشكاة الانوار والمحاسن.

(٦) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٢٣ ص ٢٣ من امالى الصدوق والاختصاص.

٢٣٤

يسلم عليه إذا لقيه ويشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض ويجيبه إذا دعاه و يشهده إذا توفي ويحب له ما يحب لنفسه وينصح له بالغيب(١) .

عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام أن الله عزوجل يعذب ستة بستة: العرب بالعصبية والدهاقين بالكبر والامراء بالجور والفقهاء بالحسد والتجار بالخيانة وأهل الرساتيق بالجهل(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : حسب البخيل من بخله سوء الظن بربه، من أيقن بالخلف جاد بالعطية(٣) .

أبوحمزة الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال: والله ما برء الله من برية أفضل من محمد ومني ومن أهل بيتي وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطلبة العلم من شيعتنا(٤) .

قال: سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام أي ذنب أعجل عقوبة لصاحبه؟ فقال: من ظلم من لا ناصر له إلا الله وجاور النعمة بالتقصير واستطال بالبغي على الفقير(٥) .

وقال الصادقعليه‌السلام : إذا كان عند غروب الشمس وكل الله بها ملكا ينادي أيها الناس أقبلوا على ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى وملك موكل بالشمس عند طلوعها ينادي ياابن آدم لد للموت وابن للخراب واجمع للفناء(٦) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما(٧) .

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ٦٣.

(٢) رواه الصدوق في الخصال باب الستة ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب جوامع مساوى الاخلاق وأيضا في باب درجات الايمان وحقائقه من امالى الصدوقرحمه‌الله .

(٣) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٥ باب الذنوب وآثارها.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله ج ١ باب العلم ووجوب طلبه حديث ٦٩.

(٥) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ٢٥ من الاختصاص.

(٦) روى نحوه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ١٣١.

(٧) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٨٦ من أمالى الصدوق وج ٢٠ ص ٧٦ من الاختصاص.

٢٣٥

عن الصادق، عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله فإنه كفارة له(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام : أوحى الله إلى موسى بن عمرانعليه‌السلام قل للملاء من بني إسرائيل: إياكم وقتل النفس الحرام بغير حق فإن من قتل نفسا في الدنيا قتلته في النار مائة ألف قتلة مثل قتلة صاحبه(٢) .

علي بن محمد الشعراني، عن الحسن بن علي بن شعيب، عن عيسى بن محمد العلوي، عن محمد بن العباس بن بسام، عن محمد بن أبي السري، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن يونس(٣) ، عن سعد الكناني، عن الاصبغ بن نباتة قال: لما جلس أمير المؤمنينعليه‌السلام في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لابسا بردة رسول الله، متنعلا نعل رسول الله، متقلدا سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصعد المنبر فجلس عليه متكئا، ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثم قال: يامعشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هذا مازقني رسول الله فاسألوني فإن عندي علم الاولين و الآخرين، أما والله لوثنيت لي وسادة وجلست عليها لافتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الانجيل بإنجيلهم حتى ينطق الانجيل فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأنتم تتلون الكتاب ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه، ولولا آية في كتاب الله عزوجل لاخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وهي آية( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (٤) ) .

ثم قالعليه‌السلام : سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة لو سألتموني عن أية آية في ليل انزلت أو في نهار انزلت مكيها ومدنيها، سفريها وحضريها، ناسخها ومنسوخها محكمها ومتشأبهها، وتأويلها وتنزيلها لاخبرتكم به.

__________________

(١) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٣٣٤. ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ٢٠٥.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٢٤ ص ٣٨.

(٣) في الامالى والتوحيد والبحار (أحمد بن أبي عبدالله بن يونس).

(٤) الرعد: ٣٩.

٢٣٦

فقام إليه رجل يقال له: ذعلب وكان ذرب اللسان، بليغا في الخطب، شجاع القلب فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لاخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه، فقال: ياأمير المؤمنين هل رأيت ربك؟ فقال: ويلك ياذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره، قال: فكيف رأيته صفه لنا، قالعليه‌السلام : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك ياذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون، ولا بقيام - قيام انتصاب - ولا بجيئة؟ ولا بذهاب، لطيف اللطافة، لا يوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسة(١) ، قائل لا بلفظ، هو في الاشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شئ ولا يقال: شئ فوقه، أمام كل شئ ولا يقال: له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، خارج منها لا كشئ من شئ خارج، فخر ذعلب مغشيا عليه: ثم قال: بالله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت إلى مثلها أبدا.

ثم قالعليه‌السلام : سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه الاشعث بن قيس فقال: ياأمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ قال: بلى ياأشعث قد أنزل الله تعالى عليهم كتابا وبعث إليهم نبيا وكان لهم ملك سكر ذات ليلة، فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا [ إلى بابه ] فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا فأهلكته فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد، فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا كلامي فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت وإلا فشأنكم، فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم أن الله عزوجل لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حواء؟ قالوا: صدقت أيها الملك قال: أو ليس قد زوج بنيه بناته وبناته

__________________

(١) المجسة: موضع اللمس، أي مدرك لا بالحواس.

٢٣٧

من بنيه؟ قالوا: صدقت هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة(١) يدخلون النار بغير حساب والمنافقون أشد حالا منهم فقال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لا عدت إلى مثلها أبدا.

ثم قالعليه‌السلام : سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عكازه، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنى منه فقال: ياأمير المؤمنين دلني على عمل إن أنا عملته نجاني الله تعالى من النار، فقال له: اسمع ياهذا ثم افهم، ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لا يبخل بما له عن أهل دين الله وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله، أن الدار قد رجعت إلى بدئها - أي إلى الكفر بعد الايمان -.

أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى إنما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه بما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أو من حرام قال: ياأمير المؤمنين وما علامات المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه، وينظر إلى ما خالف فيتبرء منه وإن كان حبيبا قريبا، قال: صدقت والله ياأمير المؤمنين، ثم غاب الرجل ولم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه فتبسمعليه‌السلام على المنبر، ثم قال: مالكم هذا أخي الخضرعليه‌السلام .

ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني فلم يقم إليه أحد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال للحسنعليه‌السلام : ياحسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي، فيقولون: إن الحسن لا يحسن شيئا، قال: ياأبه كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى؟ فقال: بأبي أنت وامي أواري نفسي منك وأسمع وأرى ولا تراني.

فصعد الحسنعليه‌السلام المنبر فحمد الله.

__________________

(١) انما كان فعل المجوس بعد مجئ الحكم بالتحريم كما في رواية الحميرى عن ابن عيسى عن البزنطى عن أبى الحسن الرضاعليه‌السلام في قرب الاسناد ص ١٦١ قال سألته عن الناس كيف تناسلوا عن آدمعليه‌السلام قال: حملت حواء هابيل واختا له في بطن ثم حملت في البطن الثانى قابيل واختا له في بطن فزوج هابيل التى مع قابيل وتزوج قابيل التى مع هايبل ثم حدث التحريم بعد ذلك انتهى وكما نص عليه على بن الحسينعليهما‌السلام على ما في الاحتجاج ص ١٧١ طبع النجف.

٢٣٨

بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاة موجزة، ثم قال: أيها الناس سمعت جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل يدخل المدينة إلا من الباب ثم نزلعليه‌السلام فوثب عليعليه‌السلام فتحمله و ضمه إلى صدره، ثم قال للحسينعليه‌السلام : يابني قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي، فيقولون: إن الحسين لا يبصر شيئا وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك.

فصعد الحسينعليه‌السلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاة موجزة، ثم قال: يامعاشر الناس سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو يقول: إن عليا هو مدينة هدى، فمن دخلها نجى ومن تخلف عنها هلك، فوثب عليعليه‌السلام فضمه إلى صدره فقبله، ثم قال: معاشر الناس إنهما فرخا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووديعته التي استودعنيها وأنا أستودعكموها معاشر الناس ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سائلكم عنها(١) .

عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: الذنوب التي تغير النعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل، والذنوب التي تنزل النقم الظلم، والذنوب التي تهتك الستر شرب الخمر، والذنوب التي تحبس الرزق الزنا، والذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم، والذنوب التي تظلم الهواء وتحبس الدعاء عقوق الوالدين(٢) .

__________________

(١) رواه الصدوقرحمه‌الله في التوحيد ص ٣١٩ والامالى المجلس الخامس والخمسون.

ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٤ ص ١٧١.

(٢) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٤٤٨. ونقله المجلسى في البحار ج ١٥ باب علل المصائب والمحن من الاختصاص والمعانى.

٢٣٩

وقال الصادقعليه‌السلام : من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فلم يصبه فهو في النار ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار(١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من بالغ في الخصومة ظلم ومن قصر ظلم ولا يستطيع أن يبقى لله من يخاصم(٢) .

وقالعليه‌السلام : خير الناس للناس خيرهم لنفسه.

عن محمد بن مسلم، عن الصادق عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام : يابني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم، ولا ترافقهم في طريق فقال: ياأبه من هم؟ عرفنيهم، قال: إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بايعك باكلة أو أقل من ذلك، وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الاحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع قال الله عزوجل:( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض و تقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله ) إلى - آخر الآية -(٣) وقال عزوجل:( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار (٤) ) وقال في البقرة:( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون ) (٥) .

__________________

(١) رواه الصدوقرحمه‌الله في ثواب الاعمال. ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٥٧.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٦ ص ١٥٧.

(٣) محمد: ٢٣.

(٤) الرعد: ٢٥.

(٥) البقرة: ٢٧ والحديث رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٦٤١. ونقله المجلسىرحمه‌الله من الاختصاص في البحار ج ١٦ ص ٥٣.

٢٤٠