الاختصاص

الاختصاص0%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 372
المشاهدات: 103936
تحميل: 8384

توضيحات:

الاختصاص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 103936 / تحميل: 8384
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

محمد بن عبدالله الرازي الجاموراني، عن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن عبدالصمد بن علي قال: دخل رجل على علي بن الحسينعليهما‌السلام فقال له علي بن الحسينعليهما‌السلام : من أنت؟ قال: أنا رجل منجم قائف عراف، قال: فنظر إليه ثم قال: هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه؟ قال من هو؟ قال: أنا وإن شئت أنبأتك بما أكلت وما ادخرت في بيتك(١) .

حدثني محمد بن حسان الرازي قال: حدثني علي بن خالد - وكان زيديا - قال: كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا اتي به من ناحية الشام مكبولا(٢) وقالوا: إنه تنبأ قال علي بن خالد فأتيت الباب وداريت البوابين حتى وصلت إليه، فإذا رجل له فهم(٣) فقال: كنت عند رأس قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال لي: قم بنا، فقمت معه فبينا أنا معه إذ أنا معه في مسجد الكوفة، فقال: تعرف هذا المسجد؟ فقلت له: نعم هذا مسجد الكوفة: قال: فصلى وصليت معه، فبينا أنا معه إذا نحن في مسجد المدينة فصلى وصليت معه وصلى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعا له، فبينا أنا معه إذا نحن بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه، فبينا أنا معه إذ أنا بموضعي الذي كنت أعبدالله فيه بالشام ومضى الرجل، فلما كان في العام المقبل أيام الموسم إذ أنا به ففعل بي مثل فعلته الاولى فلما فرغنا من مناسكنا وردني إلى الشام وهم بمفارقتي قلت له: سألتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت إلا ما أخبرتني من أنت؟ قال: فأطرق طويلا ثم نظر إلي فقال: أنا محمد بن علي بن موسى، قال: فتراقى الخبر حتى انتهى إلى محمد بن عبدالملك الزيات فبعث إلي فأخذني وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبسني قال: فقلت له: فارفع قصتك إلى محمد بن عبدالملك؟ فقال: ومن لي يأتيه بالقصة؟ قال: فأتيته بدواة وقرطاس فكتب قصته إلى محمد بن عبدالملك وذكر في قصته ما كان، فوقع في قصته قل:

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثانيعشر، ومنقول في البحار ج ١١ ص ٩ منه ومن الاختصاص.

(٢) أى مقيدا.

(٣) في البصائر والكافى والخرائج والارشاد " له فهم وعقل.فقلت له: ما قصتك؟ قال انى كنت بالشام اعبدالله في الموضع الذى يقال: انه نصب فيه رأس الحسينعليه‌السلام ".

٣٢١

للذي أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة وردك من مكة إلى المكان الذي كنت فيه أن يخرجك من حبسك، قال علي بن خالد: فغمني أمره ورققت له وأمرته بالعزاء والصبر، ثم بكرت عليه يوما فإذا الجند وصاحب الحرس وصاحب السجن وخلق الله قد اجتمعوا، فقلت: ما هذا؟ فقال: المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة ولا ندري خسفت به الارض أو اختطفته الطير في الهواء(١) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن حفص الابيض التمار قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام أيام قتل معلى بن خنيس وصلبهرحمه‌الله فقال لي: ياحفص إني أمرت المعلى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلى بالحديد، وإني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين فقلت: مالك يامعلى كأنك ذكرت أهلك ومالك وعيالك؟ فقال: أجل، فقلت: ادن مني فدنى مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ فقال: اراني في بيتي، هذه زوجتي وهؤلاء ولدي فتركته حتى يملا منهم واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله ثم قلت له: ادن مني فدنى مني فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة وهذا بيتك فقلت له: يامعلى إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله عليه دينه ودنياه يامعلى لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤوا أمنوا عليكم وإن شاؤوا قتلوكم، يامعلى إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه ورزقه الله العزة في الناس ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت كبلا، يامعلى وأنت مقتول فاستعد(٢) .

الحسن بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي، عن الحسن بن علي بن بقاح، عن عبدالله بن جبلة، عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن الحوض فقال لي: هو حوض ما بين بصرى إلى صنعاء، أتحب أن تراه؟ فقلت له: نعم، قال: فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة،

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثالث عشر، والكافى ج ١ ص ٤٩٢، والخرائج الباب العاشر ورواه المؤلف في الارشاد أيضا، ومنقول في البحار ج ١٢ ص ١٠٨.

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٢٤٠ والصفار في البصائر كالخبر السابق، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٧٢ من الاختصاص وج ١١ ص ١٢٩ منه ومن البصائر والرجال.

٣٢٢

ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجري من جانبه هذا ماء أبيض من الثلج، ومن جانبه هذا لبن أبيض من الثلج، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء، فقلت له: جعلت فداك من أين يخرج هذا ومن أين مجراه؟ فقال: هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر يجري في هذا النهر ورأيت حافتيه عليهما شجر فيهن جوار معلقات برؤوسهن، ما رأيت شيئا أحسن منهن، وبأيديهن، آنية ما رأيت أحسن منها، ليست من آنية الدنيا، فدنى من إحداهن فأومأ إليها بيده لتسقيه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر فاغترفت ثم ناولته فشرب ثم ناولها وأومأ إليها فمالت الشجرة معها فاغترفت ثم ناولته فناولني فشربت، فما رأيت شرابا كان ألين منه ولا ألذ وكانت رائحته رائحة المسك، ونظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط وما كنت أرى الامر هكذا فقال: هذا من أقل ما أعده الله تعالى لشيعتنا، إن المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر، ورعت في رياضه، وشربت من شرابه، وإن عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت، فأخلدت في عذابه، واطعمت من زقومه وسقيت من حميمه فاسعيذوا بالله من ذلك الوادي(١) .

معجزة لابى جعفر الباقرعليه‌السلام

وعنه، عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل:( وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين (٢) ) قال: وكنت مطرقا إلى الارض فرفع يده إلى فوق، ثم قال: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفرج حتى خلص بصري إلى نور ساطع، وحار بصري دونه، ثم قال لي: رأى إبراهيم ملكوت السموات والارض هكذا، ثم قال لي: أطرق فأطرقت، ثم قال: ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله، ثم أخذ بيدي فقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتا آخر فخلع

__________________

(١) مروى مع زيادة البصائر كالخبر السابق، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٧٢ من الاختصاص وج ١١ ص ١٢٩ منه ومن البصائر.

(٢) الانعام: ٧٥. ولعل الارض في قراء‌تهمعليه‌السلام بالنصب كما هو ظاهر من ذيل الخبر فتأمل.

٣٢٣

ثيابه التي كانت عليه ولبس غيرها، ثم قال لي: غض بصرك فغضضت بصري فقال: لا تفتح عينيك، فلبثت ساعة ثم قال لي: تدري أين أنت؟ قلت: لا، قال: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين، فقلت له: جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني فأراك؟ فقال لي: افتح فإنك لا ترى شيئا، ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي، ثم سار قليلا ووقف، فقال: هل تدري أين أنت؟ فقلت: لا أدري، فقال: أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضرعليه‌السلام ، وسرنا فخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا هذا في بنائه ومساكنه وأهله، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الاول والثاني حتى وردنا على خمسة عوالم، قال: ثم قال لي: هذه ملكوت الارض ولم يرها إبراهيمعليه‌السلام وإنما رأى ملكوت السموات وهي اثنا شر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت، كلما مضى منا إمام سكن إحدى هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه ثم قال لي: غض بصرك، ثم أخذ بيدي فإذا في البيت الذي خرجنا منه فنزع ذلك الثياب ولبس ثيابه التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا، فقلت له: جعلت فداك كم مضى من النهار فقال: ثلاث ساعات(١) .

معجزة للصادقعليه‌السلام مع معلى بن خنيس

أحمد بن الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى بن خنيس قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام في بعض حوائجه فقال لي: مالي أراك كئيبا حزينا؟ فقلت: ما بلغني من أمر العراق وما فيها من هذه الوباء فذكرت عيالي فقال: أيسرك أن تراهم؟ فقلت: وددت والله قال: فاصرف وجهك فصرفت وجهي، ثم قال: أقبل بوجهك فإذا داري متمثلة نصب عيني، فقال لي: ادخل دارك فدخلت فإذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا ولا كبيرا إلا وهو في داري بما فيها فقضيت وطري ثم خرجت، فقال: اصرف وجهك فصرفته فلم أر شيئا(٢) .

__________________

(١) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج ١١ ص ١٢٩ وتفسير البرهان ج ١ ص ٥٣٢ من البصائر والاختصاص.

(٢) مروى في البصائر ومنقول في البحار كالخبر السابق.

٣٢٤

أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن حمران، عن الاسود بن سعيد قال: قال لي أبوجعفرعليه‌السلام : ياأسود بن سعيد إن بيننا وبين كل أرض ترا مثل تر البناء فإذا أمرنا في الارض بأمر جذبنا ذلك التر فأقبلت الارض إلينا بقليبها وأسواقها ودورها حتى ننفذ فيها ما نؤمر به من أمر الله تبارك وتعالى(١) .

إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عمرو بن سعيد الثقفي، عن يحيى بن الحسن بن فرات عن يحيى بن المساور، عن أبي الجارود المنذر بن الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الغار طلبه علي بن أبي طالبعليه‌السلام وخشي أن يغتاله المشركون، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حراء وعليعليه‌السلام بثبير(٢) فبصر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: مالك ياعلي؟ فقال: بأبي أنت وامي خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ناولني يدك ياعلي، فرجف الجبل حتى يخطى برجله إلى الجبل الآخر، ثم رجع الجبل إلى قراره(٣) .

المعلى بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن محمد بن يحيى، عن صالح ابن سعيد قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام (٤) فقلت له: جعلت فداك في كل الامور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الاشنع خان الصعاليك، فقال: ههنا أنت ياابن سعيد(٥) ؟ ! ثم أومأ بيده وقال: انظر، فنظرت فإذا أنا بروضات أنقات وروضات ناضرات، فيهن خيرات(٦) عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وأنهار تفور، فحار بصري والها وحسرت عيني، فقال: حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك(٧) .

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثالث عشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٦٩ وقال: وفى الخرائج مثله. والتر - بالضم -: الخيط الذى يقدر به البناء ويقال له بالفارسية: (ريسمانكار) والقليب: البئر أو العادية القديمة منها.

(٢) ثبير جبل بمكة.

(٣) مروى في البصائر كالخبر المتقدم.

(٤) يعنى الثالث.

(٥) أى أنت في هذا المقام من معرفتنا؟.

(٦) خيرات مخفف خيرات لان الخير الذى بمعنى أخير لا يجمع. (البحار)

(٧) مروى في الكافى ج ١ ص ٤٩٨، وفى البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار مع بيان مفصل له ج ١٢ ص ١٣٠ والعتيد أى الحاضر والمهيأ.

٣٢٥

معجزة لابي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام

وعنه، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن علي بن محمد، عن إسحاق الجلاب قال: اشتريت لابي الحسن غنما كثيرة فدعاني وأدخلني من اصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه، فجعلت افرق تلك الغنم فيمن أمرني به، فبعث إلى أبي جعفر(١) وإلى والدته وغيرهما ممن أمرني، ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي وكان ذلك يوم التروية، فكتب إلي تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال: فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده وبت ليلة الاضحى في رواق له فلما كان في السحر أتاني فقال: ياإسحاق قم، قال: فقمت وفتحت عيني فإذا أنا على بابي بغداد فدخلت على والدي وأتاني أصحابي، فقلت لهم: عرفت بالعسكر وخرجت ببغداد إلى العيد(٢) .

جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن أحمد بن المؤدب من ولد الاشتر، عن محمد بن عمار الشعراني، عن أبيه، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام وعنده رجل من أهل خراسان وهو يكلمه بلسان لا أفهمه ثم رجع إلى شئ فهمته، فسمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: اركض برجلك الارض فإذا بحر تلك الارض على حافتيها فرسان قد وضعوا رقابهم على قرابيس سروجهم، فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : هؤلاء أصحاب القائمعليه‌السلام (٣) .

الحسن بن علي الزيتوني.

، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن الحسن ابن محبوب، عن الحسن بن عطية قال: كان أبوعبداللهعليه‌السلام واقفا على الصفا فقال له عباد البصري: حديث يروى عنك، قال: وما هو؟ قال: قلت: حرمة المؤمن أعظم من حرمة هذه البنية، قال: قد قلت ذلك إن المؤمن لو قال لهذه الجبال: أقبلي أقبلت قال: فنظرت إلى الجبال قد أقبلت فقال لها: على رسلك إني لم أردك(٤) .

__________________

(١) هذا هو ابنه المرجو الامامة.

(٢) مروى في الكافى والبصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج ١٢ ص ١٣٠، وقوله: " عرفت " أى أمضيت العرفة، قوله: " إلى العيد " أى إلى صلاته.

(٣) منقول في البحار ج ١ ١ ص ١٢٩.

(٤) كالخبر السابق وقوله: " على رسلك " أى على مهلك وتأن: والرسل: التمهل والتؤدة والرفق.

٣٢٦

معجزة وكرامة لامير المؤمنينعليه‌السلام

الحسين بن الحسن بن أبان قال: حدثني الحسين بن سعيد وكتبه لي بخطه بحضرة أبي الحسن بن أبان قال: حدثني محمد بن سنان، عن حماد البطحي، عن زميله - وكان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام - قال: إن نفرا من أصحابه قالوا: ياأمير المؤمنين إن وصي موسى كان يريهم العلامات بعد موسى وإن وصي عيسى كان يريهم العلامات بعد عيسى فلو أريتنا؟ فقال: لا تقرون، فألحوا عليه وقالوا: ياأمير المؤمنين(١) فأخذ بيد تسعة وخرج بهم قبل أبيات الهجريين حتى أشرف على السبخة فتكلم بكلام خفي، ثم قال بيده: اكشفي غطاء‌ك، فإذا كل ما وصف الله في الجنة نصب أعينهم مع روحها وزهرتها فرجع منهم أربعة يقولون: سحرا سحرا وثبت رجل منهم بذلك ما شاء الله، ثم جلس مجلسا فنقل منه شيئا من الكلام في ذلك فتعلقوا به فجاؤوا به إلى أمير المؤمنين وقالوا: يا أمير المؤمنين اقتله ولا تداهن في دين الله قال: وما له؟ قالوا: سمعناه يقول: كذا وكذا، فقال له: ممن سمعت هذا الكلام؟ قال: سمعته من فلان بن فلان فقال أمير المؤمنين: رجل سمع من غيره شيئا فأداه، لا سبيل على هذا، فقالوا.

داهنت في دين الله والله لنقتلنه، فقال: والله لا يقتله منكم رجل إلا أبرت عترته(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبدالملك بن عبد الله القمي قال: حدثني أخي إدريس بن عبدالله قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إن منا أهل البيت لمن الدنيا عنده مثل هذه - وعقد بيده عشرة(٣) -.

محمد بن هارون، عن أبي يحيى سهيل بن زياد الواسطي، عمن حدثه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال: إن الله تبارك وتعالى خير ذا القرنين السحابتين الذلول والصعب فاختار الذلول وهو ما ليس فيه برق ولا رعد ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك لان الله ادخره للقائمعليه‌السلام (٤) .

__________________

(١) كذا.

(٢) منقول في مدينة المعاجز ص ٨٨.

(٣) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الرابع عشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٦٩.وقال العلامة المجلسىرحمه‌الله : عقد العشرة بحساب العقود هو أن تضع رأس ظفر السبابة على مفصل أنملة الابهام ليصير الاصبعان معا كحلقة مدورة أى الدنيا عند الامامعليه‌السلام كهذه الحلقة في أن له أن يتصرف فيها باذن الله تعالى كيف شاء أو في علمه بما فيها وإحاطته بها.

(٤) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الخامس عشر.

٣٢٧

إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير - أو غيره - عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إن علياعليه‌السلام حين خير ملك ما فوق الارض وما تحتها عرضت له سحابتين إحداهما صعبة والاخرى ذلول، وكانت الصعبة ملك ما تحت الارض وفي الذلول ملك ما فوق الارض فاختار الصعبة على الذلول فركبها فدارت به سبع أرضين فوجد فيه ثلاثا خرابا وأربعا عوامر(١) .

المعلى بن محمد البصري(٢) ، عن سليمان بن سماعة، عن عبدالله بن القاسم، عن سماعة ابن مهران قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام فأرعدت السماء وأبرقت فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم قلت: من صاحبنا؟ قال: أميرالمؤمنينعليه‌السلام . أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أديم بن الحر، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : بلغني أن الرب تبارك وتعالى قد ناجى علياعليه‌السلام ، فقال: أجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل(٣) .

إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : إن سلمه بن كهيل يروي في علي أشياء كثيرة قال: ما هي؟ قلت: حدثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان محاصرا أهل الطائف وإنه خلا بعليعليه‌السلام يوما، فقال رجل من أصحابه: عجبا لما نحن فيه من الشدة وإنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أنا بمناجيه إنما يناجي ربه، فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : نعم إنما هذه أشياء يعرف بعضها من بعض(٤) .

__________________

(١) مر نحوه ص ١٩٩.

(٢) مضطرب الحديث والمذهب (صه)

(٣) منقول في البحار ج ٩ ص ٣٨٠.

(٤) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب السادس عشر، ومنقول في البحار ج ٩ ص ٣٨٠ منه ومن الاختصاص وقال العلامة المجلسىرحمه‌الله : لعل مراده أن فضائله ومناقبه يشهد بعضها لبعض بالصحة ففيه تصديق مع برهان أو المعنى أن هذه المناقب تدل على امامته.

٣٢٨

علي بن محمد بن علي بن سعد، عن حمدان بن سليمان النيشابوري قال: حدثني عبدالله ابن محمد اليماني، عن منيع، عن يونس، عن علي بن أعين، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع قال: لما دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياعليه‌السلام يوم خيبر فتفل في عينيه قال له: إذا أنت فتحتها فقف بين الناس، فإذ الله أمرني بذلك، قال أبورافع: فمضى عليعليه‌السلام وأنا معه فلما أصبح بخيبر وافتتحها وقف بين الناس فأطال الوقوف فقال اناس: إن عليا يناجي ربه، فلما مكث ساعة أمر الناس بانتهاب المدينة التي فتحها، فأتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت يارسول الله: إن عليا وقف بين الناس كما أمرته فسمعت قوما منهم يقولون: إن الله ناجاه، فقال: نعم، إن الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة تبوك ويوم خيبر(١) .

الفرق بين النبي والرسول والمحدث

أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه.، ومحمد بن خالد البرقي.، والعباس بن معروف، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام (٢) عن الرسول والنبي والمحدث فقال: الرسول الذي تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه عن الله تعالى، و النبي الذي يرى في منامه فما رأى فهو كما رأى.

، والمحدث الذي يسمع الكلام - كلام الملائكة - وينقر في اذنيه وينكت في قلبه(٣) .

وعنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عزوجل:( وكان رسولا نبيا (٤) ) علمنا الرسول ومن النبي؟ فقال: النبي هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك والرسول يعاين الملك ويكلمه، قلت: فالامام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي (ولا محدث) ) (٥) .

__________________

(١) كالخبر المتقدم.

(٢) في البحار من البصائر " سألت أبا عبداللهعليه‌السلام " وفى الكافى ج ١ ص ١٧٧ عنهماعليهما‌السلام .

(٣) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الخامس، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٩٣.

(٤) مريم: ٥٤.

(٥) مروى في البصائر كالخبر السابق، ومنقول في تفسير البرهان ج ٣ ص ١٦ من الاختصاص ومروى نحوه في الكافى ج ١ ص ١٧٦ ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٩٣.

٣٢٩

الهيثم بن أبي مسروق النهدي. وإبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مهران قال: كتب الحسن بن العباس المعروفي إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والامام فكتب إليه - أو قال له -: الفرق بين الرسول والنبي و الامام أن الرسول هو الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويكلمه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما اوتي في منامه نحو رؤيا إبراهيم. والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع الكلام. والامام يسمع الكلام ولا يرى الشخص(١) .

إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني إسماعيل بن يسار(٢) ، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن قوله تعالى: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي (ولا محدث) " فقال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه. وأما النبي فهو الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يرى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومنهم من يجتمع له الرسالة والنبوة وكان محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ممن جمعت له الرساله والنبوة، وأما المحدث فهو الذي يسمع كلام الملك ولا يراه و لا يأتيه في المنام(٣) .

وعنه قال: حدثني إسماعيل بن يسار قال: حدثني علي بن جعفر الحضرمي، عن سليم بن قيس الشامي أنه سمع علياعليه‌السلام يقول: إني وأوصيائي من ولدي أئمة مهتدون كلنا محدثون، قلت: ياأمير المؤمنين من هم؟ قال: الحسن والحسين، ثم ابني علي بن الحسين - قال: وعلي يومئذ رضيع - ثم ثمانية من بعده واحد بعد واحد وهم الذين أقسم الله بهم فقال: " ووالد وما ولد " أما الوالد فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما ولد يعني هؤلاء الاوصياء فقلت: ياأمير المؤمنين أيجتمع إمامان؟ فقال: لا إلا واحدهما مصمت لا ينطق حتى يمضي الاول قال سليم: سألت محمد بن أبي بكر فقلت: أكان عليعليه‌السلام محدثا؟ فقال: نعم، قلت: ويحدث الملائكة الائمة؟ فقال: أوما تقرء " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي (ولا محدث) " قلت: فأمير المؤمنين محدث؟ فقال: نعم وفاطمة كانت محدثة ولم تكن نبية(٤) .

__________________

(١) كالخبر السابق.

(٢) في بعض النسخ [ بشار ] وهكذا فيما يأتى.

(٣) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٩٤.

(٤) كالخبر السابق.

٣٣٠

أحمد بن محمد بن عيسى، وأخوه عبدالله بن محمد، عن أبيهما محمد بن عيسى، عن عبدالله بن سنان، عن موسى بن أشيم قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فسألته عن مسألة فأجابني فيها بجواب: فأنا جالس إذ دخل رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني، فدخل رجل آخر فسأله بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني وخلاف ما أجابه به صاحبي، ففزعت من ذلك وعظم علي فلما خرج القوم نظر الي وقال: ياابن أشيم كأنك جزعت فقلت: جعلت فداك إنما جزعت في ثلاثة أقاويل في مسألة واحدة، فقال: ياابن أشيم إن الله فوض إلى داود أمر ملكه فقال: هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب وفوض إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر دينه فقال: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وإن الله فوض إلى الائمة منا وإلينا ما فوض إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا تجزع(١) .

وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابه، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، وحدثني محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال لان الائمة منا مفوض إليهم فما أحلوا فهو حلال وما حرموا فهو حرام(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إن الله أدب نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على محبته فقال: " إنك لعلى خلق عظيم " ثم فوض إليه فقال " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وقال: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوض إلى عليعليه‌السلام وائتمنه فسلمتم وجحد الناس ونحن فيما بينكم وبين الله، ما جعل الله لاحد من خير في خلاف أمرنا فإن أمرنا أمر الله عزوجل(٣) .

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء الثامن لباب الخامس.

(٢) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٦٠ منه ومن الاختصاص.

(٣) مروى في البصائر كالخبر المتقدم مع زيادة.

٣٣١

محمد بن عيسى بن عبيد، عن النضر بن سويد، عن علي بن صامت، عن اديم بن الحر قال: سأل موسى بن أشيم أبا عبداللهعليه‌السلام وأنا حاضر عن آية من كتاب الله فخبره بها، فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها فخبره بخلاف ما خبر به موسى ابن أشيم، ثم قال ابن أشيم: فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كان قلبي يشرح بالسكاكين وقلت: تركنا أبا قتاده بالشام لا يخطئ في الحرف الواحد الواو وشبهها وجئت ثم يخطئ هذا الخطأ كله، فبينا أنا في ذلك إذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الآية بعينها فخبره بخلاف ما خبرني وخلاف الذي خبر به الذي سأله بعدي فتجلى عني وعلمت أن ذلك تعمدا، فحدثت نفسي بشئ فالتفت إلي أبا عبداللهعليه‌السلام فقال: ياابن أشيم لا تفعل كذا وكذا، فبان حديثي عن الامر الذي حدثت به نفسي، ثم قال: ياابن أشيم إن الله فوض إلى سليمان بن داود فقال: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وفوض إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " فما فوض إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد فوضه إلينا، ياابن أشيم " من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " أتدري ما الحرج؟ قلت: لا، فقال بيده وضم أصابعه كالشئ المصمت الذي لا يخرج منه شئ ولا يدخل فيه شئ(١) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن مسكان قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : لا والله ما فوض الله عزوجل إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلى الائمةعليهم‌السلام فقال في كتابه: " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أريك الله " وهي جارية في الاوصياء(٢) .

__________________

(١) مروى في البصائر كالخبر السابق، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٦٠.

(٢) كالخبر السابق وفيه عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن سنان، عنهعليه‌السلام ، وقال العلامة المجلسىرحمه‌الله : ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد بقوله تعالى: " بما اريك الله " بما عرفك الله وأوحى به إليك، ومنهم من زعم أنه يدل على جواز الاجتهاد عليهعليه‌السلام ولا يخفى ضعفه، وظاهر الخبر أنهعليه‌السلام فسر الاراء بالالهام وما يلقى الله في قلوبهم من الاحكام لتدل على التفويض ببعض معانيه.

٣٣٢

محمد بن خالد الطياليسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن رفيد مولى ابن هبيرة قال: قال: أبوعبداللهعليه‌السلام : إذا رأيت القائم قد أعطى رجلا مائة ألف درهم و أعطاك درهما فلا يكبرن ذلك في صدرك فإن الامر مفوض إليه(١) .

محمد بن خالد الطيالسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار ابن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد قال: تلوت على أبي جعفرعليه‌السلام هذه الآية من قوله الله تعالى: " ليس لك من الامر شئ " قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرص أن يكون علي ولي الامر من بعده وذلك الذي عنى الله " ليس لك من الامر شئ " وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض إليه فقال: ما أحل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو حلال وما حرم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو حرام(٢) .

وروي أن لله عزوجل ضنائن من عباده يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية، ويدخلهم الجنة في عافية(٣) .

وفي الدعاء اللهم لا تجعلنا من الذين تقدموا فمرقوا ولا من الذين تأخروا فمحقوا واجعلنا من النمرقة الاوسط(٤) .

في خلق آدمعليه‌السلام وذريته

هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إن الله لما أخرج ذرية آدمعليه‌السلام من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية له وبالنبوة لكل نبي كان أول من أخذ عليهم الميثاق بالنبوة نبوة محمد بن عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قال الله تعالى لآدمعليه‌السلام : انظر ماذا ترى، قال: فنظر آدم إلى ذريته وهم ذر قد ملؤوا السماء، فقال آدم: يارب ما أكثر ذريتي ولامر ما خلقتهم فما تريد منهم بأخذ الميثاق عليهم؟ قال الله تعالى: يعبدونني ولا يشركون بي شيئا

__________________

(١) مروى في البصائر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٦١.

(٢) منقول في تفسير البرهان ج ١ ص ٣١٤ من الاختصاص.

(٣) ضنائن الله: خواص خلقه.

(٤) منقول في البحار ج ٧ ص ٢٥٨ من الاختصاص.

٣٣٣

ويؤمنون برسلي ويتبعونهم، قال آدم: يا رب مالي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس له نور؟ قال الله عزوجل: كذلك خلقتهم لابلوهم في كل حالاتهم، قال آدم: يارب فتأذن لي في الكلام فأتكلم؟ قال جل جلاله له: تكلم فإن روحك من روحي وطبيعتك من خلاف كينونتي، قال آدم: يارب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وأعمار واحدة وأرزاق سوي لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف في شئ من الاشياء، فقال الله: ياآدم بوحيي نطقت ولضعف طبعك تكلفت مالاعلم لك به وأنا الله الخالق العليم، بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيتي يمضي فيهم أمري، وإلى تقديري وتدبيري هم صائرون لا تبديل لخلقي وإنما خلقت الجن والانس ليعبدوني و خلقت الجنة لمن عبدني وأطاعني منهم واتبع رسلي ولا ابالي [ وخلقت النار لمن عصاني ولم يتبع رسلي ولا ابالي ] وخلقتك وخلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك وإليهم، وإنما خلقتك وخلقتهم لابلوك وأبلوهم أيكم أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم، و كذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنة والنار و كذلك أردت في تقديري وتدبيري، وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم و أعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم فجعلت منهم السعيد والشقي والبصير والاعمى و القصير والطويل والجميل والقبيح والعالم والجاهل والغني والفقير والمطيع والعاصي والصحيح والسقيم ومن به الزمانة ومن لا علة به فينظر الصحيح إلى ذوي العاهة فيحمدني على ما عافيته، وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني العافية أو يصبر على بلائي فآتيته جزيل عطائي، وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته فلذلك خلقتهم لابلوهم في السراء والضراء وفيما عافيتهم وفيما ابتليتهم وفيما أعطيتهم وفيما منعتهم وأنا الله الملك القادر ولي أن أمضي جميع ما قدرت على ما دبرت، ولي أن أغير من ذلك ما شئت إلى ما شئت وأقدم من ذلك ما أخرت واؤخرمن ذلك ما قدمت، وأنا الله الفعال لما اريد لا اسأل عما أفعل وأنا أسأل خلقي عما هم فاعلون(١) .

__________________

(١) مروى في علل الشرايع، ومنقول في البحار ج ٣ ص ٦٢ منه ومن الاختصاص.

٣٣٤

هشام، عن يزيد الكناسي، قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام : ابنك أولى بك من ابن ابنك وابن ابنك أولى بك من أخيك، قال: وأخوك لابيك وامك أولى بك من أخيك لابيك، قال: وأخوك من أبيك أولى بك من أخيك من امك، قال: وابن أخيك من أبيك وامك أولى بك من ابن أخيك من أبيك، قال: وابن أخيك من أبيك أولى بك من عمك، قال: وعمك أخو أبيك من أبيه وامه أولى بك من عمك أخي أبيك من أبيه، قال: وعمك أخو أبيك لابيه أولى بك من بني عمك، قال: وابن عمك أخي أبيك لابيه وامه أولى بك من ابن عمك أخي أبيك من أبيه، قال: وابن عمك أخي أبيك من أبيه وامه أولى بك من ابن عمك أخي أبيك لامه(١) .

من جحد حق الائمةعليهم‌السلام كان بمنزلة إبليس

عمرو بن ثابت قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله (٢) ) قال: فقال: هم والله أولياء فلان وفلان و فلان اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما فذلك قول الله تعالى:( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرء الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأو العذاب وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا: لو أن لنا كرة فنتبرء منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (٣) ) ثم قال أبوجعفرعليه‌السلام : هم والله ياجابر أئمة الظلمة وأشياعهم(٤) .

أبوالقاسم الشعراني يرفعه، عن يونس بن ظبيان، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا قام القائم أتى رحبة الكوفة فقال(٥) برجله هكذا وأومأ بيده إلى موضع ثم قال: احفروا ههنا، فيحفرون فيستخرجون اثنى عشر ألف درع واثنى عشر ألف سيف واثنى عشر ألف بيضة لكل بيضة وجهين، ثم يدعو اثنى عشر ألف رجل من الموالي من العرب والعجم فيلبسهم ذلك، ثم يقول: من لم يكن عليه مثل ما عليكم فاقتلوه(٦) .

__________________

(١) منقول في البحار ج ٢٤ ص ٢٤. وفيه سقط راجع لتمامه الكافى ج ٧ ص ٧٦.

(٢) البقرة: ١٦٠.

(٣) البقرة: ١٦١ إلى ١٦٣.

(٤) رواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٧٤ ونقله البحرانى في التفسير ج ١ ص ١٧٢ منه ومن الاختصاص.

(٥) اى اشار.

(٦) منقول في البحار ج ١٣ ص ١٩٧.

٣٣٥

وقال الصادقعليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى جعلنا حججه على خلقه وامناء علمه، فمن حجدنا كان بمنزلة إبليس في تعنته على الله حين أمره بالسجود لآدم ومن عرفنا و اتبعنا كان بمنزلة الملائكة الذين أمرهم الله بالسجود لآدم فأطاعوه.

بعض الحكم والمواعظ

وقال موسى بن جعفرعليه‌السلام : محادثة العالم على المزبلة خير من محادثة الجاهل على الزرابي.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تجلسوا عند كل عالم يدعوكم إلا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الريا إلى الاخلاص، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة إلى الزهد.

وقال الحكيم: من لم ينتفع بيسير الحكمة ضره كثيرها وإنما منزلة من يسمع باذنيه ما لا يعي قلبه بمنزلة من يقدح النار في الماء فلا ينال منه حاجته أبدا.

وقال: قوت الاجساد المطاعم، وقوت العقول الحكمة، فإذا فقدت العقول قوتها من الحكمة هلكت هلاك الاجساد عند فقد الطعام.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا البلاء بالدعا فإنه لن يهلك مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة.

وقال الحكيم: مثل الذي يطلب الدواء يستغني فيها كمثل الذي يطفئ النار بالحلفاء لا يزداد عليه إلا اشتعالا.

وقال بعض الحكماء: إن البدن إذا سقم لم ينجع بطعام ولا شراب ولا راحة وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم ينجع فيه المواعظ.

وقال الله لداود: يا داود احذر القلوب المعلقة بشهوات الدنيا، عقولها محجوبة عني.

وقال سلمان رضي الله عنه: إني أخشى عليكم ثلاثا: زلة العالم، وجدال المنافق، ودنيا مطغية.

وقال بعض الحكماء: من خصال أهل الجنة أربعة: وجه منبسط، ولسان لطيف وقلب رحيم، ويد معطية.

٣٣٦

بعض وصايا لقمان الحكيم لابنهعليهما‌السلام

(بسم الله الرحمن الرحيم)

عن الاوزاعي أن لقمان الحكيمرحمه‌الله لما خرج من بلاده نزل بقرية بالموصل يقال لها: كومليس(١) قال: فلما ضاق بها ذرعه واشتد بها غمه ولم يكن بها أحد يعينه على أمره، أغلق الباب وأدخل ابنه يعظه فقال: يابني إن الدنيا بحر عميق هلك فيها بشر كثير، تزود من عملها واتخذ سفينة حشوها تقوى الله ثم اركب لجج الفلك تنجو وإني لخائف أن لا تنجو.

يابني السفينة إيمان وشراعها التوكل وسكانها الصبر ومجاذيفها(٢) الصوم و الصلاة والزكاة.

يابني من ركب البحر من غير سفينة غرق.

يابني أقل الكلام واذكر الله عزوجل في كل مكان فإنه قد أنذرك وحذرك و بصرك وعلمك.

يابني اتعظ بالناس قبل أن يتعظ الناس بك.

يابني اتعظ بالصغير قبل أن ينزل بك الكبير.

يابني أملك نفسك عند الغضب حتى لا تكون لجهنم حطبا.

يابني الفقر خير من أن تظلم وتطغى.

يابني إياك أن تستدين فتخون من الدين.

يابني إياك أن تستذل فتخزي.

يابني إياك أن تخرج من الدنيا فقيرا وتدع أمرك وأموالك عند غيرك قيما، فتصيره أميرا.

يابني إن الله تعالى رهن الناس بأعمالهم فويل لهم مما كسبت أيديهم و أفئدتهم.

يابني لا تأمن الدنيا والذنوب والشيطان فيها.

يابني إنه قد افتتن الصالحون من الاولين فكيف ينجو منه الآخرون.

يابني اجعل الدنيا سجنك فتكون الآخرة جنتك.

__________________

(١) في بعض النسخ [ كوماس ].

(٢) المجذاف: ما تدفع به السفينة كالمجذاف.

٣٣٧

يابني إنك لم تكلف أن تشيل الجبال(١) ولم تكلف مالا تطيقه، فلا تحمل البلاء على كتفك ولا تذبح نفسك بيدك.

يابني إنك كما تزرع تحصد وكما تعمل تجد.

يانبي لا تجاورن الملوك فيقتلوك ولا تطيعهم فتكفر.

يابني جاور المساكين واخصص الفقراء والمساكين من المسلمين.

يابني كن لليتيم كالاب الرحيم وللارملة كالزوج العطوف.

يانبي إنه ليس كل من قال: اغفر لي غفر له، إنه لا يغفر إلا لمن عمل بطاعة ربه.

يابني الجار ثم الدار.

يابني الرفيق ثم الطريق.

يابني لو كانت البيوت على العجل ما جاور رجل سوء أبدا.

يابني الوحدة خير من صاحب السوء.

يابني الصاحب الصالح خير من الوحدة.

يابني نقل الحجارة والحديد خير من قرين السوء.

يابني إني نقلت الحجارة والحديد فلم أجد شيئا أثقل من قرين السوء.

يابني إنه من يصحب قرين السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم.

يابني من لا يكف لسانه يندم.

يابني المحسن تكافي بإحسانه والمسيئ يكفيك مساويه، لو جهدت أن تفعل به أكثر مما يفعله بنفسه ما قدرت عليه.

يابني من ذا الذي عبدالله فخذله، ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده.

يابني ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره، ومن ذا الذي توكل على الله فوكله إلى غيره، ومن ذاالذي تضرع إليه جل ذكره فلم يرحمه.

يابني شاور الكبير ولا تستحيي من مشاورة الصغير.

__________________

(١) أشال الشئ: رفعه وحمله.

٣٣٨

يابني إياك ومصاحبة الفساق، هم كالكلاب إن وجدوا عندك شيئا أكلوه وإلا ذموك وفضحوك، وإنما حبهم بينهم ساعة.

يابني معاداة المؤمنين خير من مصادقة الفاسق.

يابني المؤمن تظلمه ولا يظلمك، وتطلب عليه فيرضى عنك، والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك.

يا بني استكثر من الاصدقاء ولا تأمن من الاعداء فإن الغل في صدورهم مثل الماء تحت الرماد.

يابني إبدء الناس بالسلام والمصافحة قبل الكلام.

يابني لا تكالب الناس فيمقتوك، ولا تكن مهينا فيذلوك، ولا تكن حلوا فيأكلوك، ولا تكن مرا فيلفظوك، - ويروى ولا تكن حلوا فتبلع - ولا مرا فترمى.

يابني لا تخاصم في علم الله فإن علم الله لا يدرك ولا يحصى.

يابني خف الله مخافة لاتيأس من رحمته وارجه رجاء لا تأمن من مكره.

يابني انه النفس عن هواها فإنك إن لم تنه النفس عن هواها لم تدخل الجنة ولم ترها.

- ويروى انه نفسك عن هواها فإن في هواها رداها -.

يابني إنك منذ يوم هبطت من بطن امك استقبلت الآخرة واستدبرت الدنيا فإنك إن نلت مستقبلها أولى بك أن تستدبرها.

يابني إياك والتجبر والتكبر والفخر فتجاور إبليس في داره يابني دع عنك التجبر والكبر ودع عنك الفخر، واعلم أنك ساكن القبور.

يابني اعلم أنه من جاور إبليس وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيى.

يابني ويل لمن تجبر وتكبر، كيف يتعظم من خلق من طين وإلى طين يعود ثم لا يدري إلى ماذا يصير إلى الجنة فقد فاز، أو إلى النار فقد خسر خسرانا مبينا وخاب ، -ويروى كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول مرتين-.

يابني كيف ينام ابن آدم والموت يطلبه، وكيف يغفل ولا يغفل عنه.

يانبي إنه قد مات أصفياء الله عزوجل وأحباؤه وأنبياؤه صلوات الله عليهم فمن ذا بعدهم يخلد فيترك.

يابني لا تطأ أمتك ولو أعجبتك وانه نفسك عنها وزوجها.

٣٣٩

يابني لا تفشين سرك إلى امرأتك ولا تجعل مجلسك على باب دارك.

يابني إن المرأة خلقت من ضلع أعوج إن أقمتها كسرتها وإن تركتها تعوجت، ألزمهن البيوت فإن أحسن فاقبل إحسانهن وإن أسأن فاصبر إن ذلك من عزم الامور.

يابني النساء أربعة: ثنتان صالحتان وثنتان ملعونتان فأما إحدى الصالحتين فهي الشريفة في قومها الذليلة في نفسها، التي إن اعطيت شكرت وإن ابتليت صبرت، القليل في يديها كثير الصالحة في بيتها، والثانية الودود الولود، تعود بخير على زوجها، هي كالام الرحيم تعطف على كبيرهم وترحم صغيرهم وتحب ولد زوجها وإن كانوا من غيرها، جامعة الشمل، مرضية البعل، مصلحة في النفس، والاهل والمال والولد، فهي كالذهب الاحمر طوبى لمن رزقها، إن شهد زوجها أعانته وإن غاب عنها حفظته، وأما إحدى الملعونتين فهي العظيمة في نفسها، الذليلة في قومها، التي إن اعطيت سخطت وإن منعت عتبت وغضبت، فزوجها منها في بلاء وجيرانها منها في عناء، فهي كالاسد إن جاورته أكلك وإن هربت منه قتلك، و الملعونة الثانية فهي عند زوجها وميلها في جيرانها، فهي سريعة السخطة، سريعة الدمعة إن شهد زوجها لم تنفعه وإن غاب عنها فضحته، فهي بمنزلة الارض النشاشة(١) إن اسقيت أفاضت الماء وغرقت، وإن تركتها عطشت، وإن رزقت منها ولدا لم تنتفع به.

يابني لا تتزوج بأمة فيباع ولدك بين يديك وهو فعلك بنفسك.

يابني لو كانت النساء تذاق كما تذاق الخمر ما تزوج رجل امرأة سوء أبدا.

يابني أحسن إلى من أساء إليك ولا تكثر من الدنيا فإنك على غفلة(٢) منها وانظر إلى ما تصير منها.

يانبي لا تأكل مال اليتيم فتفتضح يوم القيامة وتكلف أن ترده إليه.

يانبي إنه إن أغنى أحد عن أحد لاغنى الولد عن والده.

يابني إن النار تحيط بالعالمين كلهم فلا ينجو منها أحد إلا من رحمه الله و قربه منه.

يابني لا يغرنك خبيث اللسان فإنه يختم على قلبه وتتكلم جوارحه وتشهد عليه.

يابني لا تشتم الناس فتكون أنت الذي شتمت أبويك.

__________________

(١) كذا وفي بعض النسخ [ النسوان ].

(٢) كذا وفي بعض النسخ [ على رحلة ].

٣٤٠