الاختصاص

الاختصاص0%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 372
المشاهدات: 103958
تحميل: 8384

توضيحات:

الاختصاص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 103958 / تحميل: 8384
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

في الجماعة أربعة وعشرون ركعة كل ركعة أحب إلى الله من عبادة أربعين سنة، وأما يوم الجمعة فهو يوم جمع الله فيه الاولين والآخرينن يوم الحساب، ما من مؤمن مشى بقدميه إلى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة بعدما يخطب الامام وهي ساعة يرحم الله فيه المؤمنين والمؤمنات، وأما الاجهار فما من مؤمن يغسل ميتا إلا يتباعد عنه لهب النار(١) ويوسع عليه الصراط بقدر ما يبلغ الصوت ويعطي نورا حتى يوافي الجنة، وأما الرخصة فإن الله يخفف أهوال القيامة على من رخص من امتي كما رخص الله في القرآن، وأما الصلاة على الجنائز فما من مؤمن يصلي على جنازة إلا يكون شافعا أو مشفعا، وأما شفاعتي في أصحاب الكبائر من امتي ما خلا الشرك والمظالم.

قال: صدقت يا محمد، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين.

ثم أخرج ورقا أبيض من كمه مكتوب عليه جميع ما قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقا، فقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا ما استنسختها إلا من الالواح الذي كتب الله لموسى ابن عمران فقد قرأت في التوراة مائة ألف آية فما من آية قرأتها إلا وجدتك مكتوبا فيها و قد قرأت في التوراة فضيلتك حتى شككت فيها، يا محمد فقد كنت أمحي اسمك في التوراة أربعين سنة فكلما محوت وجدت اسمك مكتوبا فيها ولقد قرأت في التوراة هذه المسائل لا يخرجها غيرك وإن ساعة ترد جواب هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري.

وصلى الله على محمد وآله [ وسلم تسليما ].(٢)

__________________

(١) كذا في النسختين وفيه تصحيف وفى أمالى الصدوق " واما الاجهار فانه يتباعد لهب النار منه بقدر ما يبلغ صوته ".

(٢) رواه الصدوق في أماليه المجلس الخامس والثلاثين بأدنى تفاوت في اللفظ وزيادات وزاد فيه بعد قوله: " وميكائيل عن يسارك " " ووصيك بين يديك " وزاد بعد قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " وميكائيل عن يسارى " " ووصيى على بن ابى طالب بين يدى ". وأيضا رواه في مطاوى العلل والخصال والمعانى.

٤١

قال: قال عبدالله بن المبارك رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: سيدي لئن طالبتني بذنوبي لاطالبنك بكرمك ولئن ناقشتني في الحساب لاطالبنك بعفوك ولئن حبستني في النار لاخبرن أهل النار بحبي لك سيدي، قال عبدالله بن المبارك(١) : فدخلت على الفضيل بن عياض فأخبرته بذلك، فقال لي: يا أبا عبدالرحمن عرفت الرجل؟ قلت: اللهم لا، فقال: ذاك من قوم خدموا الله فتذللوا.

__________________

(١) عبدالله بن المبارك هو ابوعبدالرحمن بن واضح المروزى مولى بنى حنظلة عامى كان فيهم من كبار العلماء واجلاء الزهاد اخذ الفقه عن سفيان الثورى ومالك بن أنس وروى عنه الموطأ.وكان شديد التورع، كثير الانقطاع يحكى عن أبيه انه كان يعمل في بستان لمولاه وأقام فيه زمانا ثم ان مولاه جاء‌ه يوما وقال له: اريد رمانا حلوا فمضى إلى بعض الشجر واحضر منها رمانا فكسره فوجده حامضا فحرد عليه وقال: اطلب الحلو فتحضر لى الحامض هات حلوا فمضى وقطع من شجرة اخرى فلما كسره وجده أيضا حامضا فاشتد حرده عليه وفعل ذلك دفعة ثالثة فقال له بعد ذلك: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟ فقال: لا، فقال: كيف ذلك؟ قال: لاني ما اكلت منه شيئا حتى أعرفه.فقال ولم لم تأكل؟ قال: لانك ما اذنت لى فكشف عن ذلك فوجده حقا فعظم في عينه وزوجه ابنته و يقال: ان عبدالله رزق من تلك الابنة فنمت على بركة ابيه.

وفضيل بن عياض ايضا عامى زاهد بصرى كوفى ثقة روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام ويحكى انه كان في اول امره يقطع الطريق بين ابيورد وسرخس وعشق جارية، فبينما يرتقى الجدران اليها سمع تاليا يتلو " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " فقال: يا رب قد آن فرجع وأوى إلى خربة فاذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فان فضيلا على الطريق يقطع علينا فتاب الفضيل وأمنهم.

٤٢

مسائل عبدالله بن سلام(١)

بسم الله الرحمن الرحيم

عن ابن عباس أنه لما بعث محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر أن يدعو الخلق إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فأسرع الناس إلى الاجابة وأنذر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخلق فأمره جبرئيل بأن يكتب إلى أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى ويكتب كتابا وأملى جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابه وكان كاتبه يومئذ سعد بن أبي وقاص فكتب إلى يهود خيبر: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبدالله الامي رسول الله إلى يهود خيبر: أما بعد فإن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم وجه الكتاب إلى يهود خيبر فلما وصل الكتاب إليهم، حملوه وأتوا به رئيسا لهم يقال له: عبدالله بن سلام إن هذا كتاب محمد إلينا فتقرأه علينا، فقرأه فقال لهم: ما ترون في هذا الكتاب؟ قالوا: نرى علامة وجدناها في التوراة فإن كان هذا محمدا الذي بشر به موسى وداود وعيسىعليهم‌السلام سيعطل التوراة ويحل لنا ما حرم علينا من قبل، فلو كنا على ديننا كان أحب إلينا، فقال عبدالله بن سلام: يا قوم اخترتم الدنيا على الآخرة والعذاب على الرحمة؟ قالوا: لا، قال: وكيف لا تتبعون داعي الله؟ قالوا: يا ابن سلام ما علمنا أن محمدا صادق فيما يقول، قال: فإذا نسأله عن الكائن والمكون والناسخ والمنسوخ فإن كان نبيا كما يزعم فإنه سيبين لنا كما بين الانبياء من قبل، قالوا: يا ابن سلام سر إلى محمد حتى تنقض كلامه وتنظر كيف يرد عليك الجواب، فقال: إنكم قوم تجهلون لو كان هذا محمدا الذي بشرنا به موسى وداود وعيسى ابن مريم فكان خاتم النبيين فلو اجتمع الثقلان الانس والجن

__________________

(١) عبدالله بن سلام من بنى قينقاع وكان من أحبارهم وعلمائهم واسمه الحصين فلما اسلم سماه النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبدالله. وذلك في السنة الثانية من الهجرة.

٤٣

على أن يردوا على محمد حرفا واحدا أو آية ما استطاعوا بإذن الله، قالوا: صدقت يا ابن سلام فما الحيلة؟ قال: علي بالتوراة، فحملت التوراة إليه فاستنسخ منها ألف مسألة و أربع مسائل ثم جاء بها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى دخل عليه يوم الاثنين بعد صلاة الفجر، فقال: السلام عليك يا محمد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وعلى من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته، من أنت؟ فقال: أنا عبدالله بن سلام من رؤساء بني إسرائيل وممن قرأ التوراة وأنا رسول اليهود إليك مع آيات من التوراة تبين لنا ما فيها نراك من المحسنين، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحمد لله على نعمائه يا ابن سلام أجئتني سائلا أو متعنتا؟ قال: بل سائلا يا محمد، قال: على الضلالة أم على الهدى؟ قال: بل على الهدى يا محمد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فسل عما تشاء، قال: أنصفت يا محمد، فأخبرني عنك أنبي أنت أم رسول؟ قال: أنا نبي ورسول وذلك قوله في القرآن:( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك (١) ) قال: صدقت يا محمد فأخبرني كلمك الله قبلا؟ قال: ما لعبد أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني تدعو بدينك أم بدين الله؟ قال: بل أدعو بدين الله ومالي بدين إلا ما ديننا الله، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني إلى ما تدعو؟ قال: إلى الاسلام والايمان بالله، قال: وما الاسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني كم دين لرب العالمين؟ قال: دين واحد والله واحد لا شريك له، قال: وما دين الله؟ قال: الاسلام، قال: وبه دان النبيون [ و ] من قبلك؟ قال: نعم، قال: فالشرائع؟ قال: كانت مختلفة وقد مضت سنة الاولين، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن أهل الجنة يدخلون فيها بالاسلام أو بالايمان أو بالعمل؟ قال: منهم من يدخل بالثلاثة يكون مسلما مؤمنا عاملا فيدخل الجنة بثلاثة أعمال أو يكون نصرانيا أو يهوديا أو مجوسيا فيسلم بين الصلاتين ويؤمن بالله ويخلع الكفر من قلبه فيموت على مكانه ولم يخلف من الاعمال شيئا فيكون من أهل الجنة فذلك إيمان بلا عمل ويكون يهوديا أو نصرانيا يتصدق وينفق في غير ذات الله فهو على الكفر والضلالة، يعبد المخلوق

__________________

(١) المؤمن: ٧٩.

٤٤

من دون الخالق فإذا مات على دينه كان فوق عمله في النار يوم القيامة لان الله لا يتقبل إلا من المتقين، قال: صدقت يا محمد، فأخبرني هل أنزل عليك كتابا؟ قال: نعم، قال: وأي كتاب هو؟ قال: الفرقان، قال: ولم سماه ربك فرقانا؟ قال: لانه متفرق الآيات والسور انزل في غير الالواح وغير الصحف، والتوراة والانجيل والزبور انزلت كلها جملا في الالواح والاوراق، فقال: صدقت يا محمد، فأخبرني أي شئ مبتدأ القرآن وأئ شئ مؤخره؟ قال: مبتدؤه بسم الله الرحمن الرحيم ومؤخره..............(١) أبجد، قال: فما تفسير أبجد؟ قال: الالف آلاء الله و الباء بهاء الله والجيم جمال الله والدال دين الله وإدلاله على الخير وهوز الهاوية وحطى حطوط الخطايا و الذنوب.(٢) سعفص صاعا بصاع حقا بحق فصا بفص يعني جورا بجور، قرشت سهم الله المنزلة في كتابه المحكم(٣) .

__________________

(١) كذا بياض في الاصل ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٤ ص ٩٠ من الكتاب ونحوه في ج ١٤ ص ٣٤٦ عن بعض الكتب القديمة رآه وايضا وجده في كتاب ذكر الاقاليم والبلدان والجبال والانهار والاشجار مع اختلاف يسير في المضمون وتباين كثير في الالفاظ.فمن اراد الاطلاع فليراجع هناك.

(٢) كذا في النسختين والبحار ج ٤ ص ٩٠.

(٣) وروى الصدوق المجلس الثاني والخمسين من اماليه مسندا عن الاصبغ عن امير المؤمنينعليه‌السلام قال: سأل عثمان بن عفان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن تفسير أبجد فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما الالف فآلاء الله حرف من اسمائه واما الباء فبهجة الله واما الجيم فجنة الله وجلال الله وجماله واما الدال فدين الله واما هوز فالهاء هاء الهاوية فويل لمن هوى في النار واما الواو فويل لاهل النار واما الزاى فزاوية في النار فنعوذ بالله مما في الزاوية يعنى زوايا جهنم واما حطى فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر واما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب وهى شجرة غرسها الله عزوجل ونفخ فيها من روحه وان اغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلى والحلل متدلية على افواههم واما الياء فيد الله فوق خلقه سبحانه وتعالى عما يشركون واما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحدا واما اللام فالمام اهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام وتلاوم اهل النار فيما بينهم واما الميم فملك الله الذى لا يزول ودوام الله الذى لا يغنى واما النون فنون والقلم وما يسطرون فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون وكفى بالله شهيدا واما سعفص فالصاد صاع بصاع وفص بفص يعنى الجزاء بالجزاء وكما تدين تدان ان الله لا يريد ظلما للعباد واما قرشت يعنى قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة فقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون.

٤٥

بسم الله الرحمن الرحيم

سنة الله سبقت رحمة الله غضبه قال: لما عطس آدمعليه‌السلام قال: الحمد لله رب العالمين فأجابه ربه: يرحمك ربك يا آدم فسبقت له ذلك الحسنى من ربه من قبل أن يعصي الله في الجنة، فقال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن أربعة أشياء خلقهن الله بيده، قال: خلق الله جنات عدن بيده، ونصب شجرة طوبى في الجنة بيده، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، قال: صدقت يا محمد، قال: فمن أخبرك بهذا؟ قال: جبرئيل، قال: جبرئيل عمن؟ قال: عن ميكائيل، قال: ميكائيل عمن؟ قال: عن إسرافيل، قال: إسرافيل عمن؟ قال: عن اللوح المحفوظ، قال: اللوح عمن؟ قال: عن القلم، قال: القلم عمن؟ قال: عن رب العالمين.(١)

قال: صدقت يا محمد.

قال: فأخبرني عن جبرئيل في زي الاناث أم في زي الذكور؟ قال: في زي الذكور ليس في زي الاناث، قال: فأخبرني ما طعامه وشرابه؟ قال: طعامه التسبيح وشرابه التهليل، قال: صدقت يا محمد، قال: فأخبرني ما طول جبرئيل؟ قال: إنه على قدر بين الملائكة ليس بالطويل العالي ولا بالقصير المتداني، له ثمانون ذؤابة وقصة جعدة وهلال بين عينيه، أغر أدعج محجل ضوؤه بين الملائكة كضوء النهار عند ظلمة الليل، له أربع وعشرون جناحا خضرا مشبكة بالدر والياقوت، مختمة باللؤلؤ وعليه وشاح(٢) ، بطانته الرحمة، أزراره الكرامة، ظهارته الوقار، ريشه الزعفران، واضح الجبين، أقنى الانف، سائل الخدين مدور اللحيين، حسن القامة، لا يأكل ولا يشرب ولا يمل ولا يسهو قائم بوحي الله إليه إلي يوم القيامة.

__________________

(١) هكذا بياض في النسختين.

(٢) الوشاح شبه القلادة من نسيج عريض يرصع بالجوهر.

٤٦

قال: صدقت يا محمد(١) .

قال: فأخبرني ما الواحد وما الاثنان وما الثلاثة وما الاربعة وما الخمسة وما الستة وما السبعة وما الثمانية وما التسعة وما العشرة وما الاحد عشر وما الاثنى عشر وما الثلاثة عشر وما الاربعة عشر وما الخمسة عشر وما الستة عشر وما السبعة عشر و ما الثمانية عشر وما التسعة عشر وما العشرون وما الاحد والعشرون وما الاثنان والعشرون وثلاثة وعشرون وأربعة وعشرون وخمسة وعشرون وستة وعشرون وسبعة وعشرون وثمانية وعشرون وتسعة وعشرون وما الثلاثون وما الاربعون وما الخمسون وما الستون وما السبعون وما الثمانون وما التسعة والتسعون وما المائة؟ قال: نعم يا ابن سلام أما الواحد فهو الله الواحد القهار لا شريك له ولا صاحبة له ولا ولد له، يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، وأما الاثنان فآدم وحواء كانا زوجين في الجنة قبل ان اخرجا منها، وأما الثلاثة فجبرئيل وميكائيل و إسرافيل وهم رؤساء الملائكة وهم على وحي رب العالمين وأما الاربعة فالتوراة والانجيل والزبور والفرقان في كتب أكمل وفيه الاحكام، وأما الخمسة انزل علي وعلى امتى خمس صلوات لم تنزل على من قبلي ولا تفترض على امة بعدي لانه لا نبي بعدي، وأما الستة خلق الله السماوات والارض في ستة أيام وأما السبعة فسبع سماوات شداد وذلك قوله:( وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) (٢) وأما الثمانية( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) (٣)

__________________

(١) نقل المجلسىرحمه‌الله هذه القطعة اعنى من قوله: " فمن أخبرك هذا؟ قال: جبرئيل " إلى هنا في المجلد الرابع عشر من البحار ص ٢٤٥.وقال في بيانه: القصة - بالضم - شعر الناصية. والغرة - بالضم -: بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم، يقال: فرس أغر، و الاغر: الابيض، ورجل أغر أى شريف. والدعج: شدة سواد العين مع سعتها والادعج من الرجال الاسود.والتحجيل: بياض في قوائم الفرس أو في ثلاث منها أو في رجليه قل أو كثر بعدان يجاوز الارساغ ولا يجاوز الركبتين والعرقوبين لانها مواضع الاحجال وهى الخلاخيل والقيود، يقال: فرس محجل.والوشاح ينسج من اديم عريضا ويرصع بالجواهر وتشده المرأة بين عاتقها وكشحها (إلى هنا نقله عن الجوهرى) ثم قال: والمراد بالوشاح اما المعنوى فالصفات ظاهرة أو الصورى فالمعنى ان بطانته علامة رحمة الله له ا وللعباد وكذا الباقيتان. والقنى احد يداب في الانف. انتهى.

(٢) النباء: ١٢.

(٣) الحاقة: ١٧.

٤٧

وأما التسعة( آتينا موسى تسع آيات بينات (١) ) ، وأما العشرة( تلك عشرة كاملة ) (٢) وأما الاحد عشر قول يوسف: لابيه( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا (٣) ) ، وأما الاثنا عشر فالسنة تأتي كل عام اثنى عشر شهرا جديدا وهو أيضا قول يوسف: " والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "، وأما الثلاثة عشر فهم إخوة يوسف فأما الشمس والقمر فالام والاب(٤) ، وأما الاربعة عشر فهي أربعة عشر قنديلا من نور معلق بين العرش و الكرسي طول كل قنديل مسيرة مائة سنة، وأما الخمسة عشر فإن الفرقان انزل على آيات مفصلات في خمسة عشر يوما خلا من شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وأما الستة عشر فستة عشر صفا من الملائكة حافين من حول العرش وذلك قوله تعالى:( حافين من حول العرش (٥) ) ، وأما السبعة عشر فسبعة عشر اسما من أسماء الله تعالى مكتوبا بين الجنة والنار ولولا ذلك لزفرت جهنم زفرا فتحرق من في السماوات ومن في الارض وأما الثمانية عشر فثمانية عشر حجابا من نور معلق بين الكرسي والحجب ولولا ذلك لذابت صم الجبال الشوامخ فاحترقت الجن والانس من نور الله.

قال: صدقت يا محمد، قال: وأما التسعة عشر فهي سقر( لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر (٦) ) ، وأما العشرون انزل الزبور على داود في عشرين يوما خلون من شهر رمضان(٧) وذلك قوله في القرآن:( وآتينا داود زبورا (٨) ) وأما أحد وعشرون ميلاد سليمان بن داود وسبحت معه الجبال واما الاثنان والعشرون تاب الله على داود وغفر له ذنبه ولين له الحديد، يتخذ منه السابغات وهي

__________________

(١) الاسراء: ١٠٠.

(٢) البقرة: ١٩٥.

(٣) يوسف: ٣.

(٤) تفسير للاية.

(٥) الزمر ٧٥. ونقل المجلسىرحمه‌الله من الكتاب هذه القطعة والتى يأتى في الثمانية عشر في المجلد الرابع عشر ص ١٠٠. والسبعة عشر في المجلد الثالث من البحار ص ٣٨٢.

(٦) المدثر ٢٨ إلى ٣١.

(٧) في الكافى ج ٤ ص ١٥٧ في حديث " نزل الزبور في ليلة ثمانى عشرة مضت من شهر رمضان ".

(٨) الاسراء: ٥٥.

٤٨

الدروع، وأما الثلاثة والعشرون ميلاد عيسى ابن مريم وتنزيل المائدة(١) ، وأما الاربعة والعشرون كلم الله موسى تكليما، وأما الخمسة والعشرون فلق البحر لموسى ولبني إسرائيل وأما الستة والعشرون أنزل الله على موسى التوراة، وأما السبعة والعشرون ألقت الحوت يونس بن متى من بطنها، وأما الثمانية والعشرون رد الله بصر يعقوب عليه، و أما التسعة والعشرون رفع الله إدريس مكانا عاليا، وأما الثلاثون( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة (٢) ) ، وأما الخمسون يوما كان مقداره خمسين ألف سنة، وأما الستون فالارض لها ستون عرقا والناس خلقوا على ستين لونا، وأما السبعون اختار موسى قومه سبعين رجلا، وأما الثمانون فشارب الخمر يجلد بعد تحريمه ثمانين سوطا، وأما التسعة والتسعون آتينا داود تسعة وتسعين نعجة وأما المائة( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة (٣) ) .

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن آدم كيف خلق ومن أي شئ خلق؟ قال: نعم إن الله سبحانه وتعالى وبحمده وتقدست أسماؤه ولا إله غيره خلق آدم من الطين والطين من الزبد والزبد من الموج والموج من البحر والبحر من الظلمة والظلمة من النور والنور من الحرف والحرف من الآية والآية من الصورة والصورة من الياقوتة والياقوتة من كن وكن من لا شئ.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني كم للعبد من الملائكة، قال: لكل عبد ملكان ملك عن يمينه وملك عن شماله، الذي عن يمينه يكتب الحسنات والذي عن شماله يكتب السيئات.

قال: فأين مقعد الملكان وما قلمهما وما دواتهما وما لوحهما؟ قال: مقعدهما كتفاه وقلمهما لسانه ودواتهما حلقه ومدادهما ريقه ولوحهما فؤاده يكتبون أعماله إلى مماته وقال سبحانه:( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (٤) ) . قال: صدقت يا محمد.

__________________

(١) في البحار ج ٤ ص ٩١ " فاما ثلاثة والعشرون أنزل المائدة فيه من شهر الصيام على عيسىعليه‌السلام ".

(٢) اعراف: ١٤١.

(٣) النور: ٣.

(٤) الاسراء: ١٤.

٤٩

صفة القلم واللوح المحفوظ

قال: فأخبرني ما خلق الله بعد ذلك؟ قال: ن والقلم.

قال: وما تفسير ن والقلم؟ قال: النون اللوح المحفوظ والقلم نور ساطع وذلك قوله:( ن والقلم وما يسطرون ) (١) قال: صدقت يا محمد، قال: فأخبرني وما طوله وما عرضه وما مداده وأين مجراه؟ قال: طول القلم خمس مائة سنة وعرضه مسيرة ثمانين سنة له ثمانون سنا يخرج المداد من بين أسنانه يجرى في اللوح المحفوظ بأمر الله وسلطانه، قال: صدقت يا محمد فأخبرني عن اللوح المحفوظ مما هو؟ قال: من زمردة خضراء، أجوافه اللؤلؤ، بطانته الرحمة، قال: صدقت يا محمد، قال: فأخبرني كم لحظة لرب العالمين في اللوح المحفوظ في كل يوم وليلة؟ قال: ثلاثمائة وستون لحظة(٢) [ يمضى ويرفع ].........(٣) قال: خمسة حبات.

قال: وما كان صفة حبة؟ قال: كان بمنزلة البيض الكبار.

قال: الحبة التي بقيت من آدم ما صنع بها؟ قال: انزلت مع آدم من الجنة وفركت ست مائة قطعة، فزرع تلك الحبة فنسل البر والحبوب كلها من تلك الحبة وبزر القطاع.

قال: فأين هبط آدم؟ قال: بالهند، قال: حواء؟ قال: بجدة، قال: إبليس؟ قال: باصفهان والحية بسقطرى،(٤) قال: فما كان لباس آدم حيث انزل من الجنة؟ قال: ثلاث ورقات من ورق الجنة كان متزرا بواحدة ومرتديا بالاخرى ومعتما بالثالث.

قال: فما كان لباس حواء؟ قال: شعرها كان يبلغ الارض، قال: فأين اجتمعا؟ قال: بعرفات، قال: صدقت يا محمد.

__________________

(١) القلم: ٢.

(٢) نقل المجلسىرحمه‌الله في المجلد الرابع عشر من البحار ص ٩٠ هذه القطعة من الكتاب اعنى من قوله: " قال: فاخبرنى ما خلق الله بعد ذلك؟ قال ن والقلم " إلى هنا.

(٣) هكذا بياض في النسختين ومن هنا إلى قوله: " فأين هبط آدم " مسقوط في البحار ج ٤ ص ٩١ واما في ج ١٤ ص ٣٤٦ موجود لكن لا يسعنا تصحيحه وان عثرنا على الحديث موافقا لما في الكتاب نورده بتمامه في آخر الكتاب.

(٤) سقطرى - بضمتين وطاء ساكنة وراء والف مقصورة ويروى بالمد -: جزيرة عظيمة كبيرة فيها عدة قرى ومدن يناوح عدن جنوبية وهى إلى بر العرب أقرب من بر الهند والسالك إلى بلاد الزنج يمر عليها واكثر أهلها نصارى عرب، يجلب منها الصبر ودم الاخوين وهو صمغ شجر لا يوجد الا في هذه الجزيرة ويسمونه القاطر. قيل: طولها ثمانون فرسخا.

٥٠

قال فأخبرني عن أول ركن وضع الله تعالى في الارض: قال: الركن الذي بمكة وذلك قوله في القرآن:( إن أول بيت وضع للناس للذي بمكة مباركا ) (١) قال: صدقت يا محمد.

قال: فأخبرني عن آدم خلق من حواء أو حواء خلقت من آدم؟ قال: بل خلقت حواء من آدم ولو أن آدم خلق من حواء لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن بيد الرجال، قال: من كله أو من بعضه؟ قال: بل من بعضه ولو خلقت حواء من كله لجاز القضاء في النساء كما يجوز في الرجال، قال: فمن ظاهره أو من باطنه؟ قال بل من باطنه ولو خلقت من ظاهره لكشفت النساء عما ينكشف الرجال فلذلك النساء مستترات، قال: من يمينه أو من شماله؟ قال بل من شماله ولو خلقت من يمينه لكان حظ الذكر والانثى واحدا فلذلك للذكر سهمان وللانثى سهم وشهادة امرأتين برجل واحد، قال: فمن أي موضع خلقت من آدم؟ قال: من ضلعه الايسر.

قال: من سكن الارض قبل آدم؟ قال: الجن، قال: وقبل الجن؟ قال: الملائكة قال: وقبل الملائكة؟(٢) قال: آدم، قال: فكم كان بين الجن وبين الملائكة؟ قال: سبعة آلاف سنة، قال: فبين الملائكة وبين آدم؟ قال: ألفي ألف سنة، قال: صدقت يا محمد.

قال: فأخبرني عن آدم حج البيت؟ قال: نعم، قال: من حلق رأس آدم، قال: جبرئيل قال: من ختن آدم؟ قال: اختتن بنفسه، قال: ومن اختتن بعد آدم؟ قال:

إبراهيم خليل الرحمنعليه‌السلام قال: صدقت يا محمد.

قال: فأخبرني عن رسول لا من الانس ولا من الجن ولا من الوحش؟ قال: " بعث الله غرابا يبحث في الارض" قال: صدقت يا محمد.

__________________

(١) آل عمران: ٩٦.

(٢) في بعض النسخ وفى البحار [ قال: وبعد الجن؟ قال: الملائكة، قال وبعد الملائكة؟ قال: آدم ] وما في المتن أصح وان كان المعنى على النسختين واحد والخبر يدل على كون الارض مسكنا لبنى آدم قبل الملائكة ويؤيده قول الملائكة حيث قال الله تعالى " اذ قال ربك للملائكة إنى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء الاية " لانه يعلم منه أن الملائكة عالمون بكيفية سلوك بنى آدم في الارض وافسادهم فيها وهذا لا يمكن الا أن يسبقوا الملائكة و ان كانوا من نسل آدم اخرى غير أبونا.

٥١

قال: فأخبرني عن بقعة أضاء‌ته الشمس مرة ولا تعود اخرى إلى يوم القيامة؟ قال: لما ضرب موسى البحر بعصاه انفلق البحر باثنى عشر قطعة وأضاء‌ت الشمس على أرضه فلما اغرق الله فرعون وجنوده أطبق البحر ولا تضيئ الشمس إلى تلك البقعة إلى يوم القيامة، قال: صدقت يا محمد.

قال فأخبرني عن بيت له اثنا عشر بابا اخرج منه اثنى عشر رزقا لاثنى عشر ولدا؟ قال: لما دخل موسى البحر مر بصخرة بيضاء مربعة كالبيت فشكا بنو إسرائيل العطش إلى موسى فضربها بعصاه فانفجر منها اثنا عشر عينا من اثنى عشر بابا.

وحدثني جعفر بن محمد بن قولويه، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال: سألت عبدالله بن محمد بن خالد عن محمد بن مسلم قال: كان رجلا شريفا موسرا فقال له أبوجعفرعليه‌السلام : تواضع يا محمد، فلما انصرف إلى الكوفة أخذ قوصرة تمر مع الميزان وجلس على باب مسجد الجامع وجعل ينادي عليه فأتاه قومه فقالوا له: فضجتنا، فقال: إن مولاي أمرني بأمر فلن اخالفه ولن أبرح حتى افرغ من بيع ما في هذه القوصرة فقال له قومه: أما إذا أبيت إلا أن تشتغل ببيع وشراء فاقعد في الطحانين فهيأ رحى و جملا وجعل يطحن.(١) وذكر أبومحمد عبدالله بن محمد بن خالد البرقي أنه كان مشهورا في العبادة وكان من العباد في زمانه. وحدثني جعفر بن محمد، عن أحمد بن شاذان بن نعيم، عن الفضل بن شاذان قال: أخبرني أبي عن غير واحد من أصحابنا، وحدثني هارون بن موسى، عن علي بن محمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن أبيه محمد بن حكيم وصاحب له قال أبومحمد: قد كان درس اسمه في كتاب أبي قالا: رأينا شريكا واقفا في

__________________

(١) رواه الكشى في رجاله ص ١١٠ ونقله المجلسىرحمه‌الله في ج ١١ ص ٢٢٣.

٥٢

حائط من حيطان فلان قال أحدنا لصاحبه: هل لك في خلوة من شريك فاتيناه فسلمنا عليه فرد السلام فقلنا: يا أبا عبدالله مسألة، قال: في أي شئ؟ فقلنا: في الصلاة قال: سلوا عما بدا لكم فقلنا: لا نريد أن تقول قال فلان وقال فلان إنما نريد أن تسنده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أليس في الصلاة؟ قلنا: بلى، فقال: سلوا عما بدا لكم، فقلنا: في كم يجب التقصير؟ قال: كان ابن مسعود يقول: لا يغرنكم سوادنا هذا وكان يقول فلان، فقلنا: إنا قد استثنينا عليك أن لا تحدثنا إلا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: والله إنه لقبيح لشيخ يسأل عن مسألة في الصلاة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يكون عنده فيها شئ وأقبح من ذلك أن أكذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قلنا: فمسألة اخرى، فقال: أليس في الصلاة؟ فقلنا: بلى قال: فسلوا عما بدا لكم فقلنا: على من تجب الجمعة؟ قال: عادت المسألة خدعة ما عندي في هذا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شئ، قال: فأردنا الانصراف، فقال: إنكم لم تسألوا عن هذا إلا وعندكم منه علم قال: قلنا: نعم أخبرنا محمد بن مسلم الثقفي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: الثقفي الطويل اللحية؟ قلنا: نعم فقال: أما إنه لقد كان مأمونا على الحديث ولكن كانوا يقولون: إنه خشبي ثم قال: ماذا رووا؟ قلنا: رووا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن التقصير تجب في بريدين فإذا اجتمع خمسة أحدهم الامام فلهم أن يجمعوا(١) .

وحدثني عدة من أصحابنا، عن محمد بن جعفر المؤدب، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن مدلج، عن محمد بن مسلم قال: خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل فقيل له: محمد بن مسلم وجع ثقيل فأرسل إلي أبوجعفرعليه‌السلام بشراب مع الغلام مغطى بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فأنه قد أمرني أن لا أرجع حتى تشربه فتناولت فاذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيب الطعم بارد فلما شربته قال لي الغلام يقول لك إذا شربت فتعال إلي، ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك

__________________

(١) رواه الكشىرحمه‌الله في رجاله ص ١١١ ونقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٢٢٧ وقوله: " انه خشبى " قال في اللباب: الخشبى - بفتح الخاء والشين المعجمتين وفى آخرها الباء الموحدة - هذه النسبة إلى الخشبية وهم طائفة من الشيعة يقال لكل واحد منهم: خشبى وقال منصور بن المعتمر إن كان من يحب على بن أبي طالب خشبى فاشهدوا انى ساجه.وفى النهاية: في حديث ابن عمر انه كان يصلى خلف الخشبية، هم اصحاب المختار.

٥٣

على رجلي فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما انشطت من عقال(١) فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت بي صحيح الجسم ادخل ادخل فدخلت وأنا باك فسلمت وقبلت يده ورأسه فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت: جعلت فداك أبكى على اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك، فقال لي: أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياء‌نا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ما ذكرت من الغربة فلك بأبي عبداللهعليه‌السلام اسوة بأرض ناء عنا بالفرات صلى الله عليه(٢) ، وأما ما ذكرت من بعد الشقة فإن المؤمن في هذا الدنيا غريب وفي هذا الخلق منكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وإنك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه(٣) - مختصر -.

حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير أن هشام بن سالم قال له: ما اختلفت أنا وزرارة قط فأتينا محمد بن مسلم فسألناه عن ذلك إلا قال لنا: قال أبوجعفرعليه‌السلام فيها كذا وكذا وقال أبوعبداللهعليه‌السلام فيها كذا كذا.(٤) (٥) ....... اسري بن إلى السماء فسح لي في بصري غلوة كمثال ما يرى الراكب خرق

__________________

(١) نشطت العقدة: عقدتها. وأنشطتها: حللتها ومنه كانما انشط من عقال اى حال (الدر النثير)

(٢) ناء عنا اى بعيد عنا.

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ١١٢ وايضا ابن شهر آشوب في المناقب ونقله المجلسىرحمه‌الله من الكتاب في ج ١١ ص ٩٦.

(٤) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١١ ص ٢٢٢ من الكتاب.

(٥) هكذا بياض في الاصل ونقله المجلسى من كتاب الاستدراك في البحار ج ٤ ص ١٤١ ورواه الصدوق في المجلس التاسع والثمانين من الامالى باسناده عن جعفر بن عبدالله النما عن عبدالجبار عن داود الشعيرى عن الربيع صاحب المنصور عن أبي عبداللهعليه‌السلام في حديث طويل أن المنصور قال للصادقعليه‌السلام : حدثني عن فضائل جدك حديثا لم تروه العامة، فقال الصادقعليه‌السلام حدثني أبى عن ابيه عن جده قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما اسرى بى الخ.وروى نحوه المؤلف في اماليه والشيخ ايضا في مجالسه وعلى بن عيسى الاربلى في كشف الغمة ص ١١٧.

٥٤

الابرة مسيرة يوم وعهد إلى ربي في علي كلمات فقال: يا محمد قلت: لبيك ربي، فقال: إن عليا أمير المؤمنين وإمام المتقين قائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة وهي الكلمة التي ألزمتها المتقين فكانوا أحق بها وأهلها فبشره بذلك، قال: فبشره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك فقال علي: يا رسول الله فإني اذكر هناك؟ فقال: نعم إنك لتذكر في الرفيع الاعلى، فقال المنصور: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

حديث داود الرقى مع الخارجى

محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، والحسن بن متيل، عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن محمد الهمداني، عن السلمي، عن داود الرقي قال: سألني بعض الخوارج عن قول الله تبارك وتعالى: " ومن الضأن اثنين ومن المعز اثنين - إلى قوله -:( ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين ) - الآية(١) " ما الذي أحل الله من ذلك؟ وما الذي حرم الله؟ قال: فلم يكن عندي في ذلك شئ فحججت فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت: جعلت فداك إن رجلا من الخوارج سألني عن كذا وكذا، فقالعليه‌السلام : إن الله عزوجل: أحل في الاضحية بمنى الضأن والمعز الاهلية وحرم فيها الجبلية وذلك قوله عزوجل: " ومن الضأن اثنين ومن المعز اثنين " وإن الله عزوجل أحل في الاضحية بمنى الابل العراب وحرم فيها البخاتي وأحل فيها البقر الاهلية وحرم فيها الجبلية فذلك قوله: " ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين " قال: فانصرفت إلى صاحبي فأخبرته بهذا الجواب، فقال هذا شئ حملته الابل من الحجاز.(٢)

حديث ابى الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام

محمد بن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني الشيخ قال: قال أبوالحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام : لما أمرهم هارون الرشيد بحملي دخلت عليه فسلمت فلم يرد السلام وأريته

__________________

(١) الانعام: ١٤٣.

(٢) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٤٩٢: والعراب: الابل العربية. والبخت - بالضم - الابل الخراسانية والجمع البخاتى.

٥٥

مغضبا فرمى إلي بطومار فقال: اقرأه فإذا فيه كلام قد علم الله عزوجل براء‌تي منه وفيه: أن موسى بن جعفر يجبى إليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بإمامته يدينون الله بذلك ويزعمون أنه فرض عليهم إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ويزعمون أنه من لم يوهب إليه العشر ولم يصل بإمامتهم ويحج بإذنهم ويجاهد بأمرهم ويحمل الغنية إليهم ويفضل الائمة على جميع الخلق ويفرض طاعتهم مثل طاعة الله وطاعة رسوله فهو كافر حلال ماله ودمه وفيه كلام شناعة مثل المتعة بلا شهود، واستحلال الفروج بأمره ولو بدرهم، و البراء‌ة من السلف ويلعنون عليهم في صلاتهم، ويزعمون أن من يتبرء منهم فقد بانت امرأته منه، ومن أخر الوقت فلا صلاة له لقول الله تبارك وتعالى:( أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (١) ) ، يزعمون أنه واد في جهنم.

والكتاب طويل وأنا قائم أقرأ وهو ساكت فرفع رأسه وقال: قد اكتفيت بما قرأت فكلم بحجتك بما قرأته، قلت: يا أمير المؤمنين والذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوة ما حمل إلي قط أحد درهما ولا دينارا من طريق الخراج لكنا معاشر آل أبي طالب نقبل الهدية التي أحلها الله عزوجل لنبيهعليه‌السلام في قوله " لو أهدي إلي كراع لقبلته ولو دعيت إلى ذراع لاجبت ".

وقد علم أمير المؤمنين ضيق ما نحن فيه، وكثرة عدونا وما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب فضاق بنا الامر وحرمت علينا الصدقة وعوضنا الله عزوجل منها الخمس فاضطررنا إلى قبول الهدية وكل ذلك مما علمه أمير المؤمنين، فلما تم كلامي سكت، ثم قلت: إن أرى أمير المؤمنين أن يأذن لابن عمه في حديث عن آبائه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكأنه اغتنمها فقال: مأذون لك هاته، فقلت: حدثني أبي، عن جدي يرفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن الرحم إذا مست رحما تحركت واضطربت فإن رأيت أن تناولني يدك فأشار بيده إلي، ثم قال: ادن فدنوت فصافحنى وجذبني إلى نفسه مليا، ثم فارقني وقد دمعت عيناه، فقال لي: اجلس يا موسى فليس عليك بأس صدقت وصدق جدك وصدق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقد تحرك دمي واضطربت عروقي واعلم أنك لحمي ودمي وأن الذي حدثتني به صحيح وأني اريد أن أسألك عن مسألة فإن أجبتني أعلم أنك قد صدقتني وخليت عنك ووصلتك ولم اصدق ما قيل فيك، فقلت: ما كان علمه عندي أجبتك فيه.

__________________

(١) مريم: ٥٩.

٥٦

فقال: لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم: " يا ابن رسول الله " وأنتم ولد علي وفاطمة إنما هي وعاء والولد ينسب إلى الاب لا إلى الام؟.

فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل.

فقال: لست أفعل أو أجبت.

فقلت: فأنا في أمانك ألا تصيبني من آفة السلطان شيئا؟ فقال: لك الامان، قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى (١) ) فمن أبوعيسى؟ فقال: ليس له أب إنما خلق من كلام الله عزوجل وروح القدس.

فقلت: إنما الحق عيسى بذراري الانبياءعليهم‌السلام من قبل مريم والحقنا بذراري الانبياء من قبل فاطمةعليها‌السلام لا من قبل عليعليه‌السلام .

فقال: أحسنت يا موسى زدني من مثله.

فقلت: اجتمعت الامة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المباهلة لم يكن في الكساء إلا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، فقال الله تبارك وتعالى:( فمن حاجك فيه من بعد ما جاء‌ك من العلم فقل تعالوا ندع أبناء‌نا و أبناء‌كم ونساء‌نا ونساء‌كم وأنفسنا وأنفسكم (٢) ) فكان تأويل أبنائنا الحسن والحسين و نسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

فقال: أحسنت، ثم قال: أخبرني عن قولكم: ليس للعم مع ولد الصلب ميراث؟ فقلت: أسألك يا أمير المؤمنين بحق الله وبحق رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تعفيني من تأويل هذه الآية وكشفها وهي عند العلماء مستورة.

فقال: إنك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسألك ولست أعفيك.

فقلت: فجدد لي الامان، فقال: قد أمنتك.

__________________

(١) الانعام: ٨٤.

(٢) آل عمران: ٥٥.

٥٧

فقلت: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر وإن عمي العباس قدر على الهجرة فلم يهاجر وإنما كان في عدد الاسارى عند النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجحد أن يكون له الفداء فأنزل الله تبارك وتعالى على النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره بدفين له من ذهب فبعث علياعليه‌السلام فأخرجه من عند ام الفضل، أخبر العباس بما أخبره جبرئيل عن الله تبارك وتعالى فأذن لعلي وأعطاه علامة الموضع الذي دفن فيه فقال العباس عند ذلك: يا بان أخي ما فاتني منك أكثر وأشهد أنك رسول رب العالمين، فلما أحضر علي الذهب فقال العباس: أفقرتني يا ابن أخي فأنزل الله تبارك وتعالى:( إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم ) (١) وقوله: " والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا " ثم قال:( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر (٢) ) ، فرأيته قد اغتم.

ثم قال: أخبرني من أين قلتم: إن الاسنان يدخله الفساد من قبل النساء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله؟ فقلت: اخبرك يا أمير المؤمنين بشرط أن لا تكشف هذا الباب لاحد ما دمت حيا و عن قريب يفرق الله بيننا وبين من ظلمنا وهذه مسألة لم يسألها أحد من السلاطين غير أمير المؤمنين.

قال: ولا تيم ولا عدي ولا بنو امية ولا أحد من أبائنا؟ قلت: ما سئلت ولا سئل أبوعبدالله جعفر بن محمد عنها.

قال: الله، قلت: الله.

قال: فإن بلغني عنك أو عن أحد من أهل بيتك كشف ما أخبرتني به رجعت عما أمنتك منه.

فقلت: لك علي ذلك.

__________________

(١) الانفال: ٧١.

(٢) الانفال: ٧٣.

٥٨

فقال: أحب أن تكتب لي كلاما موجزا له اصول وفروع يفهم تفسيره ويكون ذلك سماعك من أبي عبداللهعليه‌السلام ؟ فقلت: نعم وعلى عيني يا أميرالمؤمنين قال: فإذا فرغت فارفع حوائجك، وقال: و كل بي من يحفظني وبعث إلي في كل يوم بمائدة سرية فكتبت: بسم الله الرحمن جميع امور الدنيا أمران: أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الامة على الضرورة التي يضطرون إليها وأخبار المجمع عليها المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها على كل حادثة، وأمير يحتمل الشك والانكار وسبيله استيضاح(١) أهل الحجة عليه فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها ووجب عليه قبولها والاقرار والديانة بها ومالم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الامة وعامها الشك فيه والانكار له كذلك هذان الامران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخدش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته وما غمض عنك ضوء‌ه نفيته ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته فأخبره فخرج وعرضت عليه فقال: أحسنت هو كلام موجز جامع فارفع حوائجك يا موسى فقلت: يا أمير المؤمنين أول حاجتي إليك أن تأذن لي في الانصراف إلى أهلي فإني تركتهم باكين آئسين من أن يروني، فقال: مأذون لك ازدد، فقلت: يبقى الله أمير المؤمنين لنا معاشر بني عمه، فقال: ازدد، فقلت: علي عيال كثير وأعيننا بعد الله تعالى ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين وعادته فأمر لي بمائة ألف درهم وكسوة وحملني وردني إلى أهلي مكرما.(٢)

__________________

(١) في بعض النسخ [ وسبيله استنصاح اهل الحجة عليه ].

(٢) رواه الحسن بن على بن شعبة في كتاب تحف العقول ص ٤٠٦ بزيادة وادنى اختلاف في اللفظ ونقله المجلسىرحمه‌الله عن الاختصاص في ج ١١ ص ٢٦٨.وقال في بيانه: رواه في كتاب الاستدراك أيضا عن هارون موسى التلعكبرى باسناده إلى على بن حمزة عنهعليه‌السلام بالاختصار وأدنى تغيير.

٥٩

حديث أبى الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام وهارون الرشيد والفضل بن الربيع

حمدان بن الحسين النهاوندي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثني أحمد بن إسماعيل أبوعمر قال: حدثني عبدالله بن صالح قال: حدثني الفضل بن الربيع قال: كنت في فراشي وقد خلوت في بعض المقاصير مع جاريتي فسمعت وقعا فقلت: من هذا؟ قالت: الريح فتحركت له إذا دخل مسرور الكبير وقال: أجب أمير المؤمنين(١) فبرزت إليه مرعوبا فقال لي: يا فضل أطلق موسى بن جعفر الساعة وهب له ثمانون ألف درهم واخلع عليه خمسة خلع وأحمله على خمسة من الظهر، فقلت: يا أميرالمؤمنين موسى ابن جعفر؟ قال: نعم ويلك تريد أن أنقض العهد، فقلت: يا أمير المؤمنين وما العهد؟ قال: بينا أنا في مرقدي إذ ساورني أسود(٢) ما رأيت في السودان أعظم منه فقعد على صدري وقبض على حلقي وقال: أحبست موسى بن جعفرعليهما‌السلام ظالما له؟ قلت: أنا أطلقه الساعة فأخذ علي عهد الله عزوجل أن أطلقه ثم قام من صدري وكادت نفسي أن تخرج، قال الفضل: فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفرعليهما‌السلام في مصلاه فأبلغته سلام أمير المؤمنين وأعلمته ما أمرني به فقال: لا حاجة في المال والخلع والحملان(٣) إذا كان فيه حقوق الامة فقلت: أنشدك الله أن ترده فيغتاظ عليك، فقال: افعل ما شئت فأخذت بيده فأخرجته من الحبس وقلت له: يا ابن رسول الله قد وجب حقي عليك لمشاركتي إياك ولما أجراه الله عزوجل على يدي فقال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في النوم ليلة الاربعاء فقال لي: يا موسى محبوس مظلوم، قلت: نعم يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محبوس مظلوم فكرر علي ثلاث مرات ثم قال: لعله فتنة لهم ومتاع إلى حين، وأصبح غدا صائما وأتبعه بصيام الخميس والجمعة فإذا كان وقت إفطارك فصل اثنى عشر ركعة تقول في كل ركعة: " الحمد " و " قل هو الله أحد " اثنى عشر مرة وكذلك في الركعة الثانيه فإذا انصرفت من صلاتك فقل: " اللهميا ساتر العيوب وسامع كل صوت ".(٤)

__________________

(١) يعني هارون الرشيد.

(٢) ساورني أى واثبنى.

(٣) الحملان: المتاع واسباب السفر.

(٤) رواه الصدوقرحمه‌الله في العيون بأدنى تغيير في اللفظ وفيه " قال لى: سر إلى حبسنا فاخرج موسى بن جعفر بن محمد وادفع اليه ثلاثين ألف درهم واخلع عليه خمس خلع واحمله على ثلاثة مراكب وخيره بين المقام معنا او الرحيل عنا إلى أى بلد اراد واحب " ورواه المجلسى في البحار ج ١١ ص ٣٩٦.

٦٠