آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف0%

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
ISBN: 964-5841-65-8
الصفحات: 388

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

مؤلف: السيد مرتضى العسكري
تصنيف:

ISBN: 964-5841-65-8
الصفحات: 388
المشاهدات: 48165
تحميل: 5426

توضيحات:

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 388 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48165 / تحميل: 5426
الحجم الحجم الحجم
آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

مؤلف:
ISBN: 964-5841-65-8
العربية

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

١

بسم الله الرحمن الرحیم

٢

٣
٤

تقديم

الاستاذ سليم الحسني

خضعت مؤلفات العلاّمة السيد مرتضى العسكري ، للكثير من البحث والدراسة ، وأثارت آراؤه التي بدأ بنشرها منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن ، ضجة واسعة في الأوساط العلمية والثقافية ، وذلك عندما أصدر الطبعة الأولى من كتابه ( عبدالله بن سبأ ـ المدخل ) عام ١٣٧٥ ه‍ ثم أعاد طبعه ثانية تحت عنوان ( عبدالله بن سبأ وأساطير أخرى ) ، في مجلدين كبيرين.

وفيما الكتاب لا يزال موضوع نقاش وحوار في الأوساط العلمية ، قدّم العلاّمة العسكري كتابه الثاني ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) ولاقى هذا الكتاب من الاهتمام والانتشار ما لاقاه سابقه.

وتكرر الأمر نفسه عندما أصدر العلاّمة العسكري الجزء الأول من كتابه ( أحاديث أم المؤمنين عائشة ).

ورغم أن مؤلفات الاستاذ العسكري عميد كلية أصول الدين ، تواصلت بشكل مستمر ، وابتعد الزمن عن كتابيه الأولين ، إلاّ أن الاهتمام بهما ظل متواصلاً ، وبقي النقاش والحوار يدور حول الآراء التي طرحها فيهما وكأنهما قد

٥

صدرا حديثاً ، فتكررت طبعات الكتابين في عدة دول إسلامية منها العراق ومصر ولبنان وايران ، والسبب في ذلك يعود إلى خطورة المواضيع التي بحثها ، وأهمية النتائج التي تفرّد في التواصل إليها.

لقد واجه الكثير من الباحثين والعلماء صدمة عنيفة عندما قرأوا ما كتبه السيد العسكري ، لأنه برهن من خلال البحث العلمي أن الكثير من ثوابت كتب التاريخ الإسلامي لا حقيقة لها أصلاً ، وأن الأحكام التي ترتبت عليها ، بحاجة إلى إعادة نظر من جديد(١) ، وهذه هي نقطة الخطورة التي صدمت الكثير من المهتمين والمتخصصين في مجال التراث الإسلامي وعلومه المختلفة.

ومن الطبيعي أن تتوزع المواقف تجاه آراء العلاّمة العسكري بين مؤيد ومعارض ، ولا تزال هذه المواقف ممتدة طوال العقود الأربعة الماضية ، لأن آراؤه ظلت مطروحة للنقاش ومتداولة في الأوساط العلمية.

والملفت للنظر أن قسماً من المؤيدين وكثيراً من المعارضين لم يستوعبوا حقيقة المشروع الفكري للعلاّمة العسكري ، ولم يدركوا ما رام إليه من خدمة للتراث الاسلامي ولوحدة الصف ، بحيث يمكن القول أنهم لم يقرأوا مؤلفاته قراءة تامة ، إنما كانت قراءتهم تجزيئية ناقصة ، وكانت هذه القراءة

__________________

(١) تجدر الاشارة إلى أن العلامة العسكري ، برهن في كتبه الأخرى على أن هناك الكثير من الآراء التي طرحها قسم من العلماء غير صحيحة ، وهذا ما يجده الباحث في كتابه عقائد الاسلام من القرآن الكريم ، وكذلك في كتابه القرآن الكريم وروايات المدرستين الذي صدر منه الى الآن مجلدان ، وقد تفضل سماحته وأطلعني على مخطوطة المجلد الثالث ، وفيها نتائج هي الأخطر مما نشره من أبحاث في كتابيه السابقين في مجال الدراسات القرآنية.

٦

الناقصة هي واحدة من أسباب اتخاذ الموقف المعارض ، وربما كانت هناك أسباب أخرى منطلقة من دوافع خاصة لا علاقة لها بالبحث العلمي والحوار الفكري الموضوعي ، كالتعصب الطائفي وتقديس التاريخ المدوّن ، وهي من المشاكل.

ملاحظات عامة حول مؤلفات العلاّمة العسكري

أولاً : ان السيد العسكري لم ينشر كل مؤلفاته كاملة ، فهناك مجلدات لا تزال قيد الانجاز والطبع ، ومنها المجلد الثالث من كتابه القرآن الكريم وروايات المدرستين ، وبقية أجزاء كتابه قيام الأئمة بإحياء السنّة.

ثانياً : ان الآراء التي نشرها العلاّمة العسكري حول عبدالله بن سبأ والاسطورة السبئية ، والتي صدرت في مجلدين ، ليست هي النتائج كلها التي توصل إليها ، فهناك مجلد ثالث مخطوط ، حدّد السيد العلاّمة اسمه بالعنوان التالي : ( عبدالله بن سبأ والاسطورة السبئية ) ، كما ورد ذلك في قائمة مؤلفاته المدرجة في نهاية الجزء الأول من الكتاب. ويتناول العلامة في المجلد الثالث حقيقة الاسطورة السبئية بتفصيل واسع. أما المقدمة الموجودة في بداية المجلّد الأول ، فهي لا تعدوا أن تكون إشارة مختصرة ، ومدخلاً للكتاب أثبتها العلامة المؤلف جرياً على المنهج العلمي الأكاديمي في تسجيل النتائج بإختصار في مقدمة الكتاب.

وعلى هذا فان الذين يعتقدون أن السيد العسكري قد نشر كل أفكاره ونتائج دراساته حول هذا الموضوع ، ولم يصيبوا الحقيقة ، فدراساته حول عبدالله بن سبأ والاسطورة السبئية ، تنتظر النشر ، ولو نشرت بعونه تعالى ، فانها ستزيد

٧

النقاش والجدل سخونة حول هذا الموضوع.

ثالثاً : ان مؤلفات العلامة العسكري ليست مختصة بالجانب التاريخي فحسب ، كما رأي الكثير من المثقفين والباحثين ، بل انها تتوزع على ثلاثة أقسام ضمن مشروع واحد :

أ ـ مؤلفات في سبيل تمحيص سنّة الرسول (ص) : وتشمل كتب : عبدالله بن سبأ ، خمسون ومائة صحابي مختلق ، أحاديث أم المؤمنين عائشة ، وكتب مخطوطة أخرى سندرجها في نهاية هذه الملاحظات.

ب ـ المؤلفات العقائدية : وتشمل كتب : عقائد الاسلام من القرآن الكريم ، معالم المدرستين ، سلسلة على مائدة الكتاب والسنّة ، وبحوث متفرقة أخرى.

ج ـ المؤلفات القرآنية : صدر منها إلى الآن المجلّدان الأول والثاني من كتاب القرآن الكريم وروايات المدرستين ، ودراسات متفرقة في بعض كتبه ومحاضراته وندواته.

إن هذه الأقسام الثلاثة تندرج كلها ضمن مشروعه الأساس الذي يهدف إلى تنقية السنّة والتراث الإسلامي مما لحق به من تحريف ، نتيجة الظروف المعقدة التي شهدتها الحياة الاسلامية بعد وفاة الرسول (ص) ، ومحاولة العودة به إلى أصالته الحقيقية كما كانت على عهد الرسول (ص).

ومن أجل أن تتضح الصورة أكثر ، ندرج هنا ثبتا بمؤلفات السيد العلامة المخطوطة ، أما المطبوعة فهي أشهر من أن نذكرها :

١ ـ عبدالله بن سبأ والاسطورة السبأية ( الجزء الثالث ).

٢ ـ خمسون ومائة صحابي مختلق ( الجزء الثالث ).

٨

٣ ـ وراة مختلقون.

٤ ـ أنواع الاختلاق وأصناف المختلقين.

٥ ـ الروايات الاسرائيلية وروايات الزنادفة والغلاة.

٦ ـ من سيرة الرسول (ص) وأهل بيته (ع).

٧ ـ تراجم الصحابة ( من رأى الرسول (ص) وروى عنه ).

٨ ـ تراجم الصحابة ( من رأى الرسول (ص) ولم يرو عنه ).

٩ ـ تراجم الصحابة ( من عدّ من الصحابة ولم ير الرسول (ص) ولم يرو عنه ).

١٠ ـ القرآن الكريم وروايات المدرستين ـ الجزء الثالث ( تحت الطبع ).

١١ ـ بحوث ودراسات متفرقة ، في المجالات العقائدية والقرآنية والحديثية ، تفضل سماحة السيد العلاّمة وأطلعني على مخطوطاتها.

ومن هنا يمكن القول أن المخطوط من مؤلفات السيد العسكري لاتقل أهميّة عن المطبوع منها ، بل أن النتائج والآراء الموجودة في مؤلفاته المخطوطة تفوق أهمية وحساسية مما هو منشور في مؤلفاته المطبوعة.

وعلى هذا فإن دراسة آراء العسكري ، وفهم مشروعه الفكري بصورة صحيحة ، لايمكن أن تكتمل إلاّ بدراسة منظومة مؤلفاته الكثيرة التي صدرت خلال فترة طويلة تقرب من نصف قرن. مع ملاحظة أن ما أصدره السيد العسكري كان يخضع لمنهجية دقيقة في النشر ، حرص على الالتزام بها في كل مؤلف من مؤلفاته.

وذكرنا آنفاً أنّ مؤلفات السيد العسكري خضعت لإهتمام الأوساط الفكرية في العالم الاسلامي ، بل أنها شملت حتى دائرة المستشرقين المهتمين

٩

بتراث الاسلام. ونذكرها هنا ما كتبه استاذ الفقهاء والمجتهدين السيد الخوئي في موسوعته الكبيرة ( معجم رجال الحديث ) حول كتابا عبدالله بن سبأ وخمسون ومائة صحابي مختلق :

« إنّ اسطورة عبدالله بن سبأ وقصص مشاغباته الهائلة موضوعة مختلقة اختلقها سيف بن عمر الوضّاع الكذّاب ، ولا يسعنا المقام الاطالة في ذلك والتدليل عليه ، وقد أغنانا العلاّمة الجليل والباحث المحقّق السيّد مرتضى العسكري في ما قدّم من دراسات عميقة دقيقة عن هذه القصص الخرافية وعن سيف موضوعاته في مجلّدين ضخمين طبعا باسم ( عبدالله بن سبأ ) وفي كتابه الآخر ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) »(١) .

ثم نعرض في ما يأتي المعركة الصحفية الساخنة التي دارت بين العديد من علماء واساتذة الجامعات السعودية حول الموضوعات التي أثارها العلاّمة العسكري. وفيها توزع الحوار بين طرفين متقابلين : الأول يتبنى أفكار السيد العسكري حول بعض الشخصيات المختلقة أبرزها عبدالله بن سبأ والقعقاع بن عمرو التميمي. والثاني يقف في الاتجاه المعاكس ، محاولاً إسدال الستار بأي وسيلة عن هذا الماضي وعن الخوض فيه ، لأنه يرى فيه التهديد الحقيقي للكثير من المرتكزات والثوابت التي حوتها أمهات المصادر التاريخية والحديثية والرجالية.

__________________

(١) معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ١١ / ٢٠٧ ط. الخامسة ١٤١٣ ه‍.

١٠

مقتطفات مصورة

عن الصحف السعودية

ـ الدكتور الهويمل : في صحيفة الرياض

الدكتور العودة : في صحيفتي الرياض

والمسلمون

الدكتور العزام : في صحيفة الرياض

الدكتور المالكي : في صحيفة الرياض

١١
١٢

قال د. الهويمل

لأن في نسف هذه الشخصية نسفاً لأشياء كثيرة وتفريغاً لكتب تراثية لكبار العلماء من أمثال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن حجر والذهبي وغيرهما ، فابن سبأ أو ابن السوداء يشكل مذهباً عقدياً ويشكل مواقف أخرى لو تداعت لكنا أمام زلزلة تمس بنايات كثير (١) .

__________________

(١) انظر صفحة ٤٣ و ٤٧ و ١٠٦ من هذا الكتاب.

١٣

قال د. العودة

ففي هذا الرأي نسف لكتب بأكملها تعد من مفردات كتب التراث ، ويعتمد عليها في النقل والتوثيق من قرون متطاولة ، فكتاب منهاج السنّة ـ مثلاً ـ لشيخ الاسلام ابن تيمية ينطلق من اعتبار عبدالله بن سبأ أصل الرافضة ، فهو أول من قال بالوصية والرجعة وغيرها من معتقدات وانكار هذه الشخصية أو التشكيك فيها تشكيك في الكتاب كله ، ونسف له من اصوله ، بل ربما تجاوز الامر ذلك إلى التشكيك في اصول الرافضة وتاريخ نشأتهم (١) .

__________________

(١) انظر صفحة ٤٣ و ٦١ و ٣٣٠ من هذا الكتاب.

١٤

وقال د. العودة أيضاً :

لقد كان سيف بن عمر التميمي ـ يرحمه الله ـ مشجباً ، علق عليه السابقون واللاحقون مسألة انكار ابن سبأ ، بل زاد بعضهم ، وحمله اختلاق عدد من الصحابة ، ليس ( القعقاع بن عمرو رضي الله عنه ) إلاّ واحداً من هؤلاء ، فقد ألف ( السيد مرتضى العسكري ) ـ وهو رافضي المذهب والهوى ـ كتابا بعنوان ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) والكتاب مؤلف قبل ما يزيد على عقدين ) من الزمن ! ويعتمد مؤلفه اتهام ( سيف ) باختلاق هذه الشخصيات حداثها ، ليس في هذا الكتاب فحسب ، بل وفي كتابين قبله احدهما بعنوان ( عبدالله بن سبأ بحث حول ما كتبه المؤرخون والمستشرقون ابتداء من القرن الثاني الهجري ، ط النجف ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٦ م ).

والآخر بعنوان : ( عبدالله بن سبأ واساطير اخرى ، ط دار الغدير ، بيروت ، طهران ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م )(١)

__________________

(١) انظر صفحة ٤٣ و ٥٠ و ١٨٦ من هذا الكتاب.

١٥

قال الدكتور العزام :

ولقد كان العسكري صريحاً بعض الشيء ، فلم يحذف شيئاً من المسائل التاريخية التي يرى ان سيف ابن عمر قد افسدها ، ومنها حديث السقيفة وما وقع لفاطمة رضى الله عنها وحروب الردة والشورى. ومعلوم أن هذه المسائل من ضروريات مذهبه ، فلا يستغرب منه بحثها. أما الاستاذ المالكي فأخذ من هذه المسائل وترك ، ومن الممكن ان ياخذ غداً ما تركه اليوم. فليس في ابحاثه ما يسوع الجزم بانه يختلف عن العسكري ، ولم يخالفه في شيء واضح. فالعسكري طبق نظريه اولاً على قضايا خلافية ذات صبغة عقايدية اخطر بكثير من مسئلة القعقاع واهمها بيعة ابي بكر الصديق رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة (١)

__________________

(١) انظر صفحة ٥٣ و ٢٤٦ من هذا الكتاب.

١٦

قال الدكتور حسن المالكي :

اولاً : لم اثن على دراسة الهلابي والعسكري بسبب نفيهما لعبدالله بن سبأ ونما لتواصلهما لتضيف سيف بن عمر ( تاريخياً ) بعيداً عن ( منهج المحدثين ) فاتفاقهما مع ( منهج المحدثين ) بالمنهج التاريخي فيه دلالة على قوة منهج المحدثين وهذا ما ابنته بكل وضوح ( في كتاب الرياض ص ٧٥ ) فليرجع اليها من شاء. وان كان نفيهما لابن سبأ فيه مباحث علميه قوية. ثانياً : أنا بينت انني اخالفهما في بعض النتائج وان لي ملاحظات على الدراستين ( انظر كتاب الرياض ص ٨١ ) لكن الدكتور العودة تعمد اخفاء هذا الاستثناء لاسباب معروفة للتأمل. (١)

__________________

(١) انظر صفحة ٥٩ و ٢١٩ من هذا الكتاب.

١٧

١٨

نصوص من كتاب المالكي :

أما بين الخاصة : فلم تنتشر روايات سيف على مدى قرن ونصف القرن من موته ( ١٨٠ ه‍ ) فكان أول من أشهرها ـ كما أشهر غيرها ـ هو الطبري ( ت : ٣١٠ ه‍ ) وكانت روايات سيف قبل ذلك خاملة جداً فاحتاجها الناس بعد الطبري للرد على الشيعة !! لان روايات سيف كما سبق تمجد بني امية وتدافع عنهم !! فلما غلا الشيعة في ذم عثمان وولاة عثمان وبني امية وجد المدافعون في روايات سيف كنزاً مخفياً في الدفاع عن العنصر الاموي !! ثم صار بعد ذلك دفاعا لكثير من أهل السنة ضد الشيعة ! هكذا دون تأمل ولا بحث ولا نظر في اتهامه بالكذب والزندقة !! فبسبب هذا إزداد الانتشار لروايات سيف واعتمد عليها المعاصرون للسبب نفسه تقريباً !!. فالمؤرخون بل وأهل السنّة المعاصرون عامة احتاجوا للرد على هجمات الشيعة والمستشرقين على التاريخ الاسلامي خصوصاً عهد عثمان وبني أمية فلذلك اتجه المدافعون يتسلمون الدفاع سواء كان الدفاع بحق أو بباطل !! فاتجهوا للطبري فوجدوا في روايات سيف منهلا فائضا للدفاع عن بني امية وولاتهم !! فلهذا أكثروا من النقل عنه ثم وثقوه !! مخالفين اجماع المحدثين بل ولم يكتفوابهذا فنسب بعضهم الى المحدثين ( توثيق سيف ) ! وزعم آخرون أن سيفا راوي أهل السنّة !! كأنه يقصد راوي بني أمية !! ولله في خلقه شؤون !!

ثم إن توثيق المؤرخين في هذه الأيام لسيف بن عمر لأجل الدفاع عن بني امية ضد الشيعة والمستشرقين وأحياناً ضد عمار وابي ذر وهذا يعني بكل بساطة ان مقياس التوثيق والتضعيف لم يعد الصدق والكذب وانما ( المصالح ) و ( الظروف الراهنة ) و ( الحاجة الملحة ) !! وهذا المنهج ـ للأسف ـ منهج انهزامي ، ولو علم

١٩

هؤلاء اننا نستفيد من أخطاء سلفنا مثلما نستفيد من صوابهم لما فعلوا هذا الفعل !!(١)

وقد يأخذ عليّ الدكتور انني نقلت بعض النتائج التي توصل إليها بعض الباحثين كالهلابي والعسكري ! وهذا غير صحيح لأنني رجعت للمصادر نفسها وتأكدت من تلك النتائج بنفسي وخالفتهما في بعض النتائج التي لم أعلن عنها وأضفت مما لو أجده عندهما مع امتناني لصاحب السبق في سبقه الى تلك النتائج أو بعضها لكن لنتأكد من المعلومات بأنفسنا ونضيف غير مقلدين ليأتي بعدنا من يضيف ويبني على نتائجنا وهكذا.(٢)

__________________

(١) نحو انقاذ التاريخ الاسلامي ص ٧٧ ـ ٧٨.

(٢) نفس المصدر السابق ص ٨١ ـ ٨٢.

٢٠