آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف0%

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
ISBN: 964-5841-65-8
الصفحات: 388

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

مؤلف: السيد مرتضى العسكري
تصنيف:

ISBN: 964-5841-65-8
الصفحات: 388
المشاهدات: 48101
تحميل: 5420

توضيحات:

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 388 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48101 / تحميل: 5420
الحجم الحجم الحجم
آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

مؤلف:
ISBN: 964-5841-65-8
العربية

تحقيق الاستاذ عمر العمروي. فثناء ابن عساكر على القعقاع انما هو تلخيص لما رآه في روايات سيف بن عمر التي ساقها في تاريخه وعلى هذا فلا يجوز ان نقول ان ابن عساكر اثبت وجود القعقاع أو اثنى عليه بعيدا عن سيف !!

الملاحظة العشرون

قول الأخ المدخلي ص ٧٤ ( ولم يذكر المؤرخون شيئا عن مولد القعقاع ونشاته قبل اسلامه )

أقول : يقصد لم يذكر ذلك سيف !! فالأخ المدخلي ـ سامحه الله ـ إذا ذكر رواية من طريق سيف في اثبات القعقاع نجده يقول ( ذكر المؤرخون !! ) هكذا بالتعميم !! وإذا لم يذكر سيف شيئا نجده يقول ( لم يذكر المؤرخون !! ) وتجنب المدخلي لكلمة ( سيف بن عمر ) يحقق بها مطلبين :

المطلب الأول : إهمالاً لذكر سيف لأنه المصدر الوحيد الذي بنى عليه المدخلي رسالته.

المطلب الثاني : لما في التعميم من ايحاء بان المدخلي استقصى وأنه لا يعتمد على سيف فقط بل كل ( المؤرخين !! ).

الملاحظة الحادية والعشرون

نقل الأخ المدخلي ص ٧٥ قول أبي بكر في مدح القعقاع عندما قال ( لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل ) !!

وقول أبي بكر ( لا يهزم جيش فيهم مثل هذا !! )

ونسب المدخلي الرواية الأولى للحافظ في الاصابة ( ٣ / ٢٣٩ ) والثانية

٨١

للطبري (٣ / ٣٤٧) مع ان الحافظ والطبري انما نقلا ذلك عن سيف !!

ثم هل يعقل أن يقول أبو بكر مثل هذا الكلام في القعقاع إذا كان لا يهزم جيش فيه مثل القعقاع !! فهل القعقاع بهذه النصرة التي لم تتحقق حتى للأنبياء !! فقد هزم المسلمون يوم أحد وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأبطال كحمزة وعلي وعمر وغيرهم فهل القعقاع أفضل من هؤلاء ! هذا ما أراد سيف اثباته بنسبة هذه الرواية المكذوبة على أبي بكر رضي الله عنه.

الملاحظة الثانية والعشرون

قال المدخلي ص ٧٥ ( هل وصفه أبوبكر الصديق رضي الله عنه بهذه الأوصاف المجيدة بدون سابق معرفة به وببطولاته !! وبمكانته في قومه !! )

أقول : بل هل يعقل أن رجلاً كهذا لا يكون معروفاً على مدى ثلاثة قرون من الزمان ! هذه الأوصاف التي ألصقها سيف بالقعقاع والتي لا تتوفر في الأنبياء !! هل يعقل أن توجد في رجل لم يذكره أحد قبل سيف بن عمر !!

الملاحظة الثالثة والعشرون

قول المدخلي ص ٧٧ ( وقد تقصيت أكثر المصادر التي وقعت تحت يدي فلم أجد ذكراً أو ترجمة لحياة القعقاع ) !!

أقول : هذا القول غريب لا أدري كيف قاله المدخلي !! فان في تلك المصادر أخبار كثيرة لكنها كلها تنقل من سيف بن عمر !!

٨٢

الملاحظة الرابعة والعشرون

ذكر المدخلي ص ٧٨ انه ( شدّ الرحال ) !! لزيارة قبر القعقاع في مدينة المنزلة بمصر فوجد بالفعل قبراً ومسجداً باسم القعقاع بن عمرو التميمي !! ثم أرفق ذلك بصور فوتوغرافية للمسجد والقبر !!

أقول : هذا كله ليس دليلاً على صحة نسبة هذا القبر للقعقاع فكم قبر منسوب كذباً إلى مشهور أو مغمور أو معدوم.

ولعل قصة ( قبر الحسين ) ووجوده في اكثر من أرض دليل على هذا ، وكذلك قبر زينب وكذلك العوام تجدهم ينسبون كثيرا من القبور إلى أبي زيد الهلالي وعزيز بن خاله !!

ومن الطرائف ان قبر ( عزيز بن خاله ) تجده في أكثر من مكان في الجنوب ( عندنا ) وفي بلاد بني الحارث بالطائف وفي نجد ومصر وتونس وهكذا ! مع انه قد لا يوجد رجل اسمه ( عزيز بن خاله ) وهذا الأخير يزعمون انه ابن لأبي زيد الهلالي وقصصه على ألسنة العوام في كثير من الأماكن فاستدلال المدخلي بالقبر المنسوب للقعقاع ليس دليلاً صحيحاً ولا مقنعا ، بسبب ما انتشر بين الناس من نسبة قبور لغير أصحابها.

الملاحظة الخامسة والعشرون

قول المدخلي ص ٧٨ : ( ولم أجد مصدراً واحداً يتحدث عن جهاد القعقاع في مصر أو انه سكن مصر ما عدا الواقدي في كتابه فتوح الشام ) !!

أقول : الكتاب مكذوب على الواقدي والسلام !! ثم ان ذلك الكتاب انما ذكر فتوح القعقاع هناك قبل فتوحه في العراق واستقراره بها !!

٨٣

الملاحظة السادسة والعشرون

قوله ( كما انه لم يذكر لنا المؤرخون ان القعقاع اشترك في معركة أو نشاط حربي بعد معركة صفين ) !!

أقول : بل ليس له ذكر في صفين أيضاً لسبب بسيط وهو أن سيف بن عمر لم يكتب عن وقعة صفين وانما انتهى كتابه إلى موقعة الجمل فقط !! أما قول الأخ ( المؤرخون ) فهذا تضخيم لرواية سيف فقط !!

والخلاصة في هذا الفصل الذي خصصه المطالب عن ( نسب القعقاع ونشأته ) لم يثبت فيه نسب القعقاع ولا نشأته ولا وجوده أصلاً وكل ما أحال عليه الطالب ـ باحتيال ـ تم اكتشافه وانه كله عن سيف بن عمر أو عن كتب منسوبة كذباً وزوراً لغير أصحابها.

٨٤

د. حسن بن فرحان المالكي

القعقاع بن عمرو حقيقة أم اسطورة (٥)

صحيفة الرياض ـ ٢٥ صفر ـ ١٤١٨ ه‍

ينسب إلى أحد الفلاسفة أنه قال ( إذا شرحت فكرتك عشرين مرة ثم ظننت أنه قد فهمك الآخرون فأنت متفائل أكثر من اللازم !! ).

وفي ظني ان ذلك الفيلسوف كان متفائلاً ( أكثر من اللازم ) لأن المصيبة اليوم ليس في ( عدم فهم الآخرين ) بقدر ما تكون المصيبة في تعمدهم ( إساءة الفهم ) ومحاربتهم للحقائق بطرق ملتوية وبتر لكلام الخصوم وتحميل الكلام ما لا يحتمل ، فمثل هولاء لن يفيد أن نشرح لهم عشرين مرة ولا مئة مرة ..!!

٨٥

ما دام أن النية مبيتة لتحريف المقاصد واساءة الفهم واتهام النيات إلى آخر المعزوفة.

أقول هذا حتى لا يمل بعض الأخوة القرّاء إن كررنا بعض الإيضاحات والأقوال وشرحناها بطريقة تمكن من وصول الحقيقة مجردة إلى أكبر قدر ممكن من الناس ثم بعد هذا من أراد أن يسيء القراءة والفهم فإنه يستطيع ذلك بسهولة ولذة أيضاً ..!!

وقبل أن أستطرد في سرد بعض الملاحظات على رسالة الأخ المدخلي عن ( القعقاع بن عمرو ) أود هنا أن أشكر كل الأخوة الذين شاركوا في الحوار سواء من وافقني منهم أو خالفني ، فاشكر الأخ حسام الماجد والأخ خالد البكر وهذا الشكر لا أقوله منة أو مجاملة وإنما واجب ، لأن القارئ ( الإيجابي ) الذي يقرأ الموضوع ثم يتفضل ويكتب عنه نقداً أو تأييداً أو إضافة ثم يرسل للصحيفة ويتابع موضوعه فهذا أفضل ( إيجابية ) من القارئ الذي يقرأ الموضوع بلا إيجابية ، مع أن القارئ للموضوع أفضل ( إيجابية ) من الذي لا يقرأ أصلاً.

فالإخوة الذين شاركوا بإثراء الموضوع لهم فضل يجب أن يذكر ويشاد به بغض النظر عن الصواب والخطأ فكلنا خطاؤون والخطأ بداية التصحيح ، ومن لا يعمل لا يخطىء وكذلك من لا يبحث ولا يكتب فلن يأخذ عليه الناس خطأً ولا صواباً ..!! وهذه سبيلة لا يرضاها عاقل.

( منهج أمثل في الردود )

لكن الإخوة الذين يكتبون الردود والتعقيبات ( مؤيدة أو معارضة ) هم بحاجة إلى معرفة المنهج الأمثل والآلية الصحيحة قبل كتابة المقال وبعثه إلى

٨٦

الصحيفة ولعل من أبرز ملامح هذا المنهج التركيز على ثلاثة أمور هي :

(١) القراءة قبل النقد فمن العيب العلمي أن يحكم القارئ على الكاتب أو على رأيه في المسألة قبل أن يقرأ المقال نفسه ..!!

وللأسف أن كثيراً من الناس ما أن يسمعوا نقداً لأحد الكتّاب حتى يسارعوا في الموافقة وتبني ذلك النقد بما فيه قبل أن يفرأ الفرد منهم ثم يتخذ القرار عن قناعة تامة. فنحن مصابون بالعقل ( الجمعي ) والتفكير ( الجماهيري ) ..!!

فإذا وجدنا المجلس يذم الكاتب الفلاني ذممناه ..!! وإذا وجدنا ذلك المجلس يمدح مدحنا ..!! ونحن في الحالتين لم نقرأ ولم نتبين ..!! وهذا يذكرني بما ذكره بعض الإخوة من أن رئيساً خطب في حفل كبير وذكر بانه سيشن حربا على دولة أخرى ..!! فصفق له الحاضرون ..!! فاستدرك قائلا ( لكن الحرب لا تعطي نتيجة سنحاربهم بالسلام والمفاوضات ) ..!! فصفق له الحاضرون أيضاً ..!! فنحن مع أول من تكلم ولا نعارض الأخير ...!! وهذه سلبية ينبغي أن نعالجها.

ونحن في مجالسنا قريبون إلى حد كبير من ( المصفقين ) لذلك الرئيس ، فإذا ( حَشَّ ) أحد الحاضرين في كاتب ( تتبعناه ) وإن مدح ( تبعناه ) فنحن بحاجة قبل ( موافقة الآخرين ) أو مخالفتهم أن نستأذنهم ونقول لهم إننا لا نستطيع الآن ( اتخاذ موقف ) لسبب بسيط وهو ( اننا لم نقرأ ما قرأتموه ) فإذا قرأنا ذلك المقال سنخبركم بموقفنا ..!! سيقول ذلك المتكلم ألا تثقفون فيَّ ..! أنا قرأت المقال وهو موجود وو إلخ.

قولوا له : إذا كان بعض كبار المحدثين قد أخطاوا ونقلوا بعض الأحاديث

٨٧

مبتورة وفهموا بعض الأحاديث على غير وجهها فمن باب أولى أن ـ تفهموا خطأ أو تنقلوا خطأ ..! وهكذا نستطيع بالإسلوب السهل المتعقل أن نقنع من في المجلس بصحة موقفنا مع الإصرار عليه بل ندعوهم إلى هذا وتنقد طريقتهم في اتخاذ المواقف.

(٢) الفهم بعد القراءة إذا استطعنا أن نقرأ المقال لكاتب من الكتاب فمن العيب العلمي أيضاً ألا نفهم ما كتبه الكاتب ..!! فقد قامت الحجّة علينا إن أسأنا الفهم. وللأسف إنّ بعض القرّاء ـ بعد قراءته لمقال ما ـ لا يحسن فهم المقال ثم يعمم هذا السوء ـ سوء الفهم ـ وينقله للناس أو ينقد وهو لم يفهم الموضوع فلذلك نجده يكرر بعض الشبهة والاعتراضات التي سبق للمقال أن ناقشها ..!! إذن فالقارىء قبل أن يحكم للكاتب أو عليه مطالب بان يقرأ ما كتبه الكاتب ثم يفهمه.

(٣) العدل بعد الفهم والقراءة : بعض القرّاء قد يقرأ المقال ـ وهذا جيد ـ ويفهمه ـ وهذا أجود ـ لكنه لا يستطيع أن يعدل لأن المقال أو الأفكار لا تتفق مع ما قد كان يراه مسبقا ..!!

فهو يحاكم حقائق المقال إلى المقياس خاص به وهذا مقياس قد يكون ظالماً أو غير منضبط ولا تحكمه المعايير فلذلك نجد القارئ ـ أحيانا ـ يظلم الكاتب ويتعمد تحريف أقواله وتفتيحها وبتر الاستدراكات والتوضيحات وربط أفكار الكاتب بامور لم تخطر له على بال ..!! فهذا من نشر أنواع الظلم وهو يفوق ـ في نظري ـ ظلم الذي يحكم ولا يفهم أو ظلم الذي يحكم قبل أن يقرأ.

إذاً فنحن بحاجة إلى تذكير أنفسنا بانه قبل النقد والاعتراض يجب أن نقرأ ثم نفهم ثم نعدل في الحكم. أما ما هو سائد من ظلم قبل القراءة وقبل الفهم

٨٨

فهذا محرم شرعاً ومذموم عقلاً وفطرة.

ثم لا يستطيع أحد أن يجبر القارئ على حسن القراءة وحسن الفهم والعدل ولذلك يستطيع القارئ أن يعبث كما يشاء ويرسله للصحيفة أو ينشره في مجلس من المجالس ..!! ولعل من أخطاء القارئ التي يجب التنبيه عليها أنه يفهم أحيانا ( بفهم الآخرين ) ويقرأ ( بعيونهم ) ..!! ويسمع ( بآذانهم ) ..! وينطق ( بألسنتهم ) ..!! ويظلم ( بظلمهم ) ..!! فلذلك سيأثم ( باثامهم ) أيضاً ..!! لأنه ارتضى لنفسه المتابعة ولو على باطل لأن هذه المتابعة توفر له جواً ( اجتماعياً ) جيداً أو خدمة مؤقتة ..!! أو مجاملة ( وظيفية ) تفيده عند اللزوم ..!! وينسى هذا القارئ المسكين انه محاسب على عمله وأن غيره لا يستطيع تحمل الآثام عنه.

إذا فالقارىء مطالب باتخاذ الموقف عن قناعة ولن يستطيع اتخاذ هذا الموقف إلاّ بمعرفة ( الآلية الصحيحة ) التي توصله لهذا ( الموقف ) وقد سبق شرح أبرز جوانب هذه الالية وهي ( القراءة + الفهم + العدل ).

ولو طبق القرّاء هذه الالية بدقة لاتفقنا في كثير من الأمور التي يجب أن نتفق فيها ولأصبحنا من المجتمعات المثالية في ( فهم الحوار ) و ( فهم الاخرين ) هذا الفهم الذي لن ننهض بدونه لأنه ( أي الفهم ) مفتاح كل حسنة وعنوان كل إيجابية من إيجابيات العلم والفكر والمواقف أيضاً.

( رسالة المدخلي أيضا )

بعد هذا الايضاح الذي شجعنا عليه مقولة الفيلسوف التي سقناها في بداية المقال نعود للأخ عبد الباسط المدخلي وأحب أن أوضح أيضاً بان المدخلي صاحب الرسالة المنتقدة يبقى أخاً في الله لا أكن لشخصه الكريم إلاّ كل

٨٩

خير ودعاء. أقول هذا لأن بعض الناس ـ بغير هذا التوضيح ـ قد يظن أن بيني وبين من أتحاور معهم عداوات شخصية ..!! كما أن بعض الاخوة لا يستوعب أنني أثني على أحد ثم أرد عليه ..!! فهم يربطون بين الرد والقدح في الأشخاص وهذا ربط يفعله العامة ويتابعهم عليه بعض الخاصة.

إذن فكوني أكن لأخي عبد الباسط المدخلي أو غيره التقدير لا يعني هذا ( تعطيل النقد الذاتي ) ولا يعني إقراره على ما ذهب إليه كما ان الأخ عبد الباسط أو غيره لا أطلب منه الموافقة مطلقاً على كل ما أقول فله الحق أن يرد ويبدي وجهة نظر مدعمة بالأدلة والبراهين. ولعل أخشى ما أخشاه على الأخ المدخلي التأثر بالوسط الذي هو فيه فكثير من الزملاء والأصدقاء يشجعون المنقود على الاصرار على الخطأ وتبرئة الساحة وارجاع الكيل كيلين ..!! فتضيع الحقائق وسط ركام الردود والمجادلات ، ويساعد في ضياع الحقائق ان أكثر القرّاء عندنا أو كثيرا منهم عندهم ضعف ظاهر ولا يستطيعون اتخاذ قرار ولا معرفة الصواب والخطأ فيقعون لقمة سائغة ( لآخر صيحة ..!! ).

أرجوا أن يفهم القرّاء أنني لم أعمم وانما قلت ( اكثر أو كثير ).

على أية حال : نحن نجد في تاريخنا الاسلامي أروع الأمثلة للرجوع إلى الحق رغم مخالفة الاتباع والرعاع وغوغاء المؤيدين فان لم يتنبه العاقل لهذا فسيجد نفسه متبنيا لموقف خاطىء لا يرتضيه لنفسه.

نحن نرفع شعار ( كل يؤخذ من قوله ويرد ) لكن عند التطبيق لا نأخذ الأقوال إلاّ ممن نحب ولا نرد أقوال إلاّ من نكره ..!! وهذا الحب والبغض ليس مبنياً على أساس صحيح من دين أو عقل وانما مبني على المصالح والآراء الجماهيرية ومجاراة السائد بما فيه من تقليد وركود وتلقين.

٩٠

نعم إن النظريات الجملية موجودة لكن نظريات وقد حل مكانها نظريات أخرى جاهلة لها واقعها التطبيقي مثل من أنت ..!! غير ممكن ..!! ما ترك الأول وللآخر إلخ ). وكان لهذه النظريات الجاهلة أثرها المدمر على النظريات القرآنية والحديثية التي تنهى عن التقليد وتأمرنا بالتدبر والتفكر والتعقل والتفقه فأصبح التقليد علامة التسنن والاتباع وأصبح البحث الجاد علامة المخالفة والابتداع ..!!

وقد عانى كثير من نوابغ السلف الصالح من هذه النظريات المستحدثة وتستطيعون استعراض أئمة الإسلام الكبار الذين كان لهم أثرهم الطيب على العلم والمعرفة هل تجدون واحد منهم لم يتهم في نيته أو عقيدته أو دينه ..! هل تجدون أحداً منهم لم ينله الأذى من أفعال وألسنة العوام والمقلدين ..! كلكم تذكرون ماذا حدث لسعيد بن المسيب والشافعي وأحمد وأبي حنفية ومالك وابن تيمية وابن القيم والمزي وغيرهم هكذا تجد المحاولات ( الماكرة ) لإسكات العلم النافع الذي لا يدرك منفعته إلا أجيال من العصور التالية.

أيضاً هذه إيضاحات التي أقولها الآن دفعنا إليها كلمة الفيلسوف فلا تسأموا من التكرار فالكاتب أو المؤلف أو صاحب الرأي في أمس الحاجة إلى التوضيح ثم التوضيح ثم التوضيح.

( عودة إلى الرسالة ومصادرها )

رأينا في الحلقة الماضية ان الأخ المدخلي عقد أول فصول كتابه بعنوان ( القعقاع بن عمرو ومكانته في بني تميم ) ثم تكلم عن نسب القعقاع ونشأته وأحال في هذا الفصل على أحد عشر مصدراً كلها نقلت من سيف بن عمر ..!

٩١

وسبق أن قلنا إنه في هذا الفصل لم يثبت وجود القعقاع فضلا عن نسبه ونشاته ومكانته إلخ.

والغريب أن الأخ المدخلي لم يذكر ( سيفا ) في المصادر البتة ..! وهذا ـ كما قلت سابقاً ـ يظهر أنه هدف أساسي من أهداف الأخ المدخلي حتى لا يتهم بانه اعتمد على مصدر واحد غير موثوق ..!!

( مصادر المدخلي ١١٦ مصدرا ..!! )

وأغرب من هذا كله ان مدخلي في رسالته قد أحال على مائة وستة عشر مصدراً ومرجعاً ..!! سردها في نهاية الرسالة في ثلاث وعشرين صفحة ..!! كلها نقلت أخبار القعقاع من سيف بن عمر وليس هناك مصدر من تلك المصادر ذكرت القعقاع استقلالا ..!! فو أراحنا المدخلي وأراح نفسه بذكر مصدر واحد فقط وهو سيف لكان أفضل وأصدق وأقل تكلفة وجهدا من كتابة ذلك ( الثبت ) الطويل الذي بدأ بالقرآن الكريم وانتهى بمحمد عمارة ..!! والغريب ان المدخلي لم يذكر ( سيف بن عمر ) في هذه المصادر والمراجع البتة ..!! وهذا فيه استغفال للقراء والمناقشين يصلح لأن يسجل نادرة من نوادر الرسائل الجامعية في هذا العصر.

كل هذه المصادر ـ سوى القرآن الكريم ـ نقلت أخبار القعقاع عن سيف بن عمر الكذاب الذي يعترف المدخلي بانه ( متروك الرواية ) لكن ( لم يترك ) رواياته ..!!

أما عن سبب ورود القرآن الكريم هنا فقد ذكره المدخلي لأنه زعم ـ تبعاً لسيف ـ ان القعقاع صحابي ..!! ثم جاء وصب آيات الثناء على الصحابة على

٩٢

هذا الصحابي الذي ليس له وجود ..!!

والغريب في القعقاع انه يزحف بقوة فهو لم يكن موجوداً أصلاً فزعم سيف انه شهد وفاة النبي (ص) ثم توقع أحمد كمال انه ( أسلم في السنة التاسعة ) وزاد الفقيهي بان القعقاع ( وفد على النبي (ص) في السنة التاسعة ) وتوقع عبد الله صقر ( انه شهد الخندق ) ..!! وقد يأتي آخر وينقل هذه ( التوقعات ) على انها حقائق مثلما نقلنا تخيلات سيف بن عمر ( القصصية ) على انها حقائق وألفنا في ذلك المؤلفات والرسائل الجامعية ..!! وقد يأتي آخر ويتوقع أن القعقاع شهد بدراً وأنه خامس الخلفاء الراشدين وهكذا نجد أن أكاذيب سيف بن عمر قد سرت في دمائنا من حيث لا نشعر وأصبح لها فعل المخدر ..!! ولكثرة إدماننا على قراءة مرويات سيف أصبحنا نستلذ الكذب ونسير غير مبالين بمنهج علمي ولا أصول تحقيق ولا إثم الكذب لأننا نشعر إننا أصحاب ( نيات حسنة ) وهذا الشعور نجعله مبرراً لنا لمخالفة المعايير والضوابط البحثية ، إضافة إلى مخالفة ما نعد الناس به من التزام بهذا المنهج وتلك الضوابط.

وأخيرا فقد حاولت أن أخصص هذه الحلقة لهذه الإيضاحات لأننا بحاجة من وقت لأخر لتذكير الناس بما ننادي به وما نتبناه من آراء نزعم أن لها أدلتها العلمية ، وما دام أن هذه الإيضاحات متعلقة بموضوع ( القعقاع ) فقد جعلناه في السلسلة نفسها لهذا السبب ولسبب آخر ذكرناه وهو مصادر ترجمة القعقاع التي نقلها لنا المدخلي.

في النور :

الأستاذ شاكر محمود عبدالمنعم ، إن دراستكم عن (ابن حجر العسقلاني

٩٣

مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة ) دراسة تستحق الاشادة ولعل مما يهمنا في هذا الموضوع ما كتبه الأستاذ شاكر في الباب الثالث عن ( منهج الحافظ في الاصابة ..!! ) فهو مفيد لمن يتكلم بلسان ابن حجر وهو لا يعرف منهجه ..!!

٩٤

د. حسن بن فهد الهويمل

المالكي والتاريخ

صحيفة الرياض ـ ٤ ربيع الأول ـ ١٤١٨ ه‍

كنت منهمكاً في تصحيح طبعة محاضرتي عن « وعي الأنا ووعي الآخر طريق الفاعلية » في مكتبي بنادي القصيم الأدبي فإذا بي أفاجأ بشاب يقدم نفسه أخوك حسن فرحان المالكي وسعدت برؤيته بين يدي دون سابق وعد. وتلك كانت أول مرة أراه فيها وجهاً لوجه ، وما كنت أحسب هذا الكاتب المثير إلى حد الإزعاج بهذا السن ، وتذكرت نرجسية ابن أبي ربيعة : ( أهذا المغيري الذي كان يذكر ) ونبذت ما في يدي ، وأقبلت على الشاب ، أجادله في بعض ما

٩٥

يشغلني حول اطروحاته ، وأثير معه بعض القضايا ، واستعرض أطراف المحاذير حول تناولاته التي شغلت البعض.

ولما لم يكن اللقاء المتاح كافياً لاستكمال الحوار ، رتبنا لقاء آخر ، مساء اليوم نفسه ، وفيه كانت مطارحات شيقة ، ومفيدة ، وتساؤلات كثيرة ، أكدت لي أن المالكي تنحصر رسالته في فترة تاريخية وإزاء قضية أو قضايا متجانسة. ولكن ـ وبسبب حداثة السن ـ تنقصه أشياء ، ما كنت سعيداً بفقدها عند من يشتغل في مناطق حساسة ، فأنا حريص على أن يستكمل مثلها مثله.

وإذا كنت أختلف معه في بعض ما يذهب اليه ، أتمنى أن تكون تناولاته مثيرة ، وحافزة لأخواننا ، وزملائنا في أقسام التاريخ في جامعاتنا التي تتوفر فيها مثل هذه الأقسام ، ليعيدوا النظر في أمور كثيرة ثم ليخوضوا مع الرجل ، ومع غيره ، معترك الجدل حول القضايا التي اختار لنفسه الخوض فيها ، وألح في طرحها ، وخرج فيها على السائد ، وعلى النمط فإما أن يقلموا أظفاره ، ويضعوه في حجمه الطبيعي ، وإما أن يتشايلوا معه المهمة وليس من اللائق أن يصول ، ويجول وحده في تلك الفجاج ، إذ من واجب المتخصصين ايقاف هدمياته ، لا حقاق الحق ، والدخول في واحد من ثلاثة مستويات فإما أن يكونوا معه وأما أن يكونوا ضده في كل ما ذهب اليه وإما ان يكونوا وسطاً يقبلون الحق ويردون ماسواه إن كان يخلط وأما ان يتوقفوا فيما لا يعرفون وجه الحق فيه وهو قليل. وإذا كان الرجل الذي يكتب من خلال آليات التخصصية اين هم من هذا الطرح المثير الذي سيكون له اثر في الموقف من التاريخ الإسلامي ، أين هم من قبل أن ياتي ومن بعد ما جاء اقول ابتداء : ان اندهاشي من مغامراته الجرئية

٩٦

لا يعني موافقتي ، ولا مخالفتي له على الاطلاق ، ولا يعني ارتياحي من بعض تناولاته ، كما لا يعني رغبتي في احترام التاريخ ، وعدم المساس به ومع كل هذه التحفظات أجد بعض الرغبة في التناولات المثيرة ، والمحركة للركود ، فالساحة الفكرية ، والثقافية بحاجة إلى تحريك ما ينتابها من الركود. واختلافي معه وترددي في قبول كل رؤاه لا يضيره بشيء ، ان كان ما يطرحه ، ويثيره عن علم ، وحسن نية. فالبشر عرضة للخطأ ، وعرضة للجهل ، وإذا كان التاريخ الاسلامي مظنة للمساءلة ، والمحاكمة ، والإقرار ، والنفي فان له حرمته ، ومكانته في نفوس المسلمين ، ولا يليق المساس به إلاّ بقدر ما يخدم النص والحدث من اسقاط ، أو تصحيح ، أو تأييد ، او دفاع ، ووفق منهج ، وآليات معتبرة ، وفي ظل نتائج لا تؤدي إلى سحب الثقة به كتراث نعتز به والتاريخ الإسلامي يرتبط قوة وضعفا بالمؤرخ وبمنهجه ، ومصادره ، فالبعض يتسع للأساطير ، واللامعقول ، وآخرون يرونه للمتعة والتسلية ، وطائفة منهم يرونه للاعتبار ، وقليل منهم من يمحص الروايات ويحاكم الأخبار ، ولا يدون إلاّ ما وافق العقل والواقع وأيدته الرواية المستفيضة ولا يعول على كل المصادر. وفي ظل الفعل ، ورد الفعل ، لم أجد الحوار الموضوعي الذي يدع شخص الكاتب جانبا ، ويمسك بكلامه موضوعاً ، حتى يتبين الحق ، ومن ثم يحكم القرّاء على الكاتب كل الذي اقرؤه ـ مع الأسف ـ تلاسن واتهام ، والقضايا مازالت بعيدة عن الحوار.

والمالكي الذي طبق منهج المحدثين على الرواية التاريخية تأسياً بسلف صالح ، وطالح ، سيجد نفسه يوما « ما » أمام ركام مخيف من المبالغات ، والأكاذيب ، قد يخدم بعضها التاريخ نفسه. ولكن التسرع في اصدار الأحكام على ضوء تلك الآليات سيؤثر في النهاية على المسلمات. ومنهج المحدثين واحد

٩٧

من المناهج التي طبقت في قراءة التاريخ ، كمنهج الشك مثلاً عند أسد رستم الذي يرى ان شك المؤرخ رائع حكمته ، وهو يذهب اليه انجلو وسينويوس من أن نقطة الابتداء للباحث هي ( الشك المنهجي ) بحيث يرتاب المؤرخ في كل الأقوال ، وهو ما يذهب اليه أيضاً حسن عثمان ، وقد علل عبد الرحمن بدوي أسباب الكذب في التاريخ من خلال رؤية عقلية أو حدسية ، وفقاعة المالكي واحتدام مشاعره في سياق الفعل الكتابي أدى اليه دأبه ، وتقصيه للقضايا القابلة للتداول وغير القابلة ، وهو ما لا نجده عند كثير من لداته ، وشيء آخر أرجو أن يتقبله المؤرخون المعاصرون ، وهو تخوفهم وترددهم ، وضعف آلياتهم ونميطتهم في تناول الأشياء والأحداث ، وقلة بضاعة البعض منهم ولو أن أحداً منهم كشف عن ساقه ودعى بقلمه ومحبرته ونازل الرجل من خلال علمية متفوقة ومنهجية منضبطة ، لكان بالامكان حفظ التوازن بين داخل بآليات صارمة ، ومدافع من خلال آليات متسامحة.

وأنا أتحفظ على جرأة المالكي ، ومحدودية تناوله والتي يأتي في ذروتها « البيعة » و « ابن سبأ » و « سيف بن عمر » وأتمنى لو أنه حد من اندفاعه ، وخفف من حدته ، وعدل من أحكامه ، وبحث في قضايا غير مطروقة ، وغير مثيرة للتساؤل والشك ، ثم ـ بعد تناوله ـ أرجأ اصدار الأحكام ، وترفع عن التحدي ، وطلب المبارزة ، فالأمر ليس من السهولة بحيث تتلاحق فيه الأحكام بهذه الحدة ، وبتلك الجرأة. ولنأخذ على سبيل المثال موقفه من ظاهرة « عبد الله بن سبأ » بعد اتفاقنا معه فيما يتعلق بالبيعة لعلي ، وضعف ابن عمر في الحديث وهشاشة بعض الرسائل العلمية في منهجها ، ومادتها ، ونتائجها.

لقد تساوق مع غيره من مذهبيين ومستشرقين ، وعقلانيين ، في انكار

٩٨

هذه الشخصية ، واعتبارها مختلقة ، وحمل سيف بن عمر مسؤولية ذلك ، وهذه الشخصية دار حولها جدل طويل قبل أن يثيرها المالكي ، بل قبل ان يثيثرها قدوته الهلابي ولعل أكثر الأطروحات اثارة ، وازعاجا على المستوى الخليجي ، وعلى مستوى جامعة الرياض ، ما قام به زميلنا وصديقنا الصامت إلى حد السكون الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الهلابي. وذلك عندما نشر بحثه المحكم في حوليات كلية الآداب بجامعة الكويت ( الحولية الثامنة ، الرسالة الخامسة والأربعون عام ١٤٠٧ / ١٤٠٨ ه‍ بعنوان « عبدالله بن سبأ دراسة للمرويات التاريخية عن دوره في الفتنة ». وهذا البحث المثير هو الذي حفز المالكي ، وفتق حلقه ، وحمله على اهداء كتابه ( نحو انقاذ الإسلامي ـ قراءة نقدية لنماذج من الأعمال والدراسات الجامعية ) الذي قامت مؤسسة اليمامة الصحفية مشكورة بطباعته ضمن سلسلة ( كتاب الرياض ) لأستاذه ومعلمه الذي لم يتلق على يده الدراسة ، ولكنه تلقى على بحوثه وكتبه الثقافية.

والدكتور الهلابي توخى واسطة العقد في منظومة اشكاليات التاريخ الإسلامي ، ومارس فيها حفرياته المعرفية. وما أعده إلاّ كاتباً يتلقط في كتاباته الأشياء الحساسة والمثيرة ، ولا يعنيه بعد ذلك ، ما إذا كان أرضى الناس ، أو أسخطهم وأذكر أنه أهداني قبل سنوات « مستلة » من بحثه عن القرّاء ، ودورهم في معركة ( صفين ) وكان بحثه هذا ، وآخر لا أذكره الآن ، مثار اعجابي به ، وتساؤلي عن مصداقية النتائج التي توصل إليها ، ولما لم أكن إذ ذاك مهتما بالتاريخ وقضاياه المثارة على كل المستويات ، فقد صرفت النظر عن مساءلة الباحث القدير عن تلك الآراء المخالفة للسائد وأحسب أنها مرت بسلام فالأجواء يوم ذاك طبيعية ، والحالة هادئة لا توتر فيها.

٩٩

ومن قبل ومن بعد أخذت الأقلام المشبوهة تتجه صوب التاريخ الاسلامي ، وتراثه ، تنقب عن هفواته ، وتنفخ في هناته لأغراض دنيئة ، هذه القنافذ الهداجة حفزتني على الاهتمام بالتاريخ ، وبما يدور حوله من دراسات باقلام عربية وغربية منصفة او متحاملة مربية او مستريبة في هذه الأجواء الملوثة ، والمشبوهة استكملت الدراسات حول تفسير التاريخ كالتفسير الاشتراكي كما يصفه انجلز مردريك ، ومناهجه عند الغرب وعند العرب كما يجليه الدوري وعبد الغني حسين وعثمان حسن وأسد رستم وشوقي الجمل ، وحسين نصار ومن ثم عرفت شيئا عن مدارسه وخصائصها وصلة التاريخ بالعلوم الأخرى ومصادره المشروعة وغير المشروعة ، والموثوقة وغير الموثوقة ومستويات نقد التاريخ لقد سعدت حين عدت إلى مكتبتي فوجدت فيها العشرات من هذه الأنواع.

وزاد اهتمامي بالتاريخ الإسلامي بعد أن أوغل فيه العلمانيون ، والحداثيون ، وقرؤوا بعض الأحداث واتخذوها سلما للطعن في التجربة الاسلامية في الحكم. ومازلت أنحي باللائمة على اخواننا المؤرخين ، الأكاديميين ، الذين يمرون بهذه الأشياء وكأنها لا تعنيهم وانحي باللائمة ـ أيضاً ـ على أقسامنا العلمية المتخصصة ، التي لم تتخلص من نمطيتها ، وأسلوب تناولها المعتق وأتحسر على ضحالة الأكثرية منهم ، وارتجالهم الأشياء ، أو التسطح عليها واعجب كل العجب من ضعف التقي وجلد المنافق.

ومما زاد استيائي وصعد من حرصي على قراءة التاريخ الإسلامي ما تتابع من مناهج غربية تسابق المؤرخون على تطبيقها في دراسة التاريخ الاسلامي وتعمد البعض محاكمة الإسلام فيما كتبه بعض الاسلاميين كفعل المستشرقين مع

١٠٠