إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ٢

إعلام الورى بأعلام الهدى0%

إعلام الورى بأعلام الهدى مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
ISBN: 964-319-011-0
الصفحات: 551

إعلام الورى بأعلام الهدى

مؤلف: أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (أمين الإسلام)
تصنيف:

ISBN: 964-319-011-0
الصفحات: 551
المشاهدات: 76915
تحميل: 6613


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 551 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 76915 / تحميل: 6613
الحجم الحجم الحجم
إعلام الورى بأعلام الهدى

إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء 2

مؤلف:
ISBN: 964-319-011-0
العربية

ورواه حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عبد الله. وزاد فيه : قال : كنّا جلوسا عند عبد الله يقرئنا القرآن فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كم يملك أمر هذه الامّة من خليفة بعده؟

فقال له عبد الله : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق ، نعم سألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : « اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل »(1) .

وروى عبد الله بن أبي أميّة مولى [ بني ] مجاشع ، عن يزيد الرقّاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش ، فإذا مضوا ساخت(2) الأرض بأهلها »(3) وساق الحديث.

ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن عليّ بن جعد ، عن زهير بن معاوية ، عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد الهمدانيّ قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » ، فقالوا له : ثمّ يكون ما ذا؟ قال : « ثمّ يكون الهرج »(4) .

__________________

(1) الغيبة للنعماني : 118 / 5 ، ورواه ابن شهرآشوب في المناقب 1 : 290 ، والجوهري في مقتضب الأثر : 3 وأحمد في مسنده 1 : 398 و 406 ، وأبو يعلى الموصلي في مسنده 8 : 444 / 5031 و 9 : 222 / 5322 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5 : 190.

(2) في نسختي « ق » و « ط » : ماجت.

(3) الغيبة للنعماني : 119 / 6 ، ورواه الجوهري في مقتضب الأثر : 4.

(4) الغيبة للنعماني : 102 / 31 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 127 / 90 ، وابن شهرآشوب في المناقب 1 : 290 ، وأحمد في مسنده 5 : 92 ، والطبراني في المعجم الكبير 2 : 253 / 2059.

١٦١

ورواه سمّاك بن حرب ، وزياد بن علاقة ، وحصين بن عبد الرحمن ، عن جابر بن سمرة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(1) .

ورواه سليمان بن أحمر قال : حدّثنا ابن عون ، عن الشعبي ، عن جابر ابن سمرة ؛ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة » فجعل الناس يقومون ويقعدون ، وتكلّم بكلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي ـ أو لأخي ـ : أيّ شيء قال؟ قال : قال : « كلّهم من قريش »(2)

ورواه فطر بن خليفة ، عن أبي خالد الوالبيّ ، عن جابر بن سمرة ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(3)

ورواه سهل بن حمّاد ، عن يونس بن أبي يعفور قال : حدّثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : كنت عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعمّي جالس بين يديه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يزال أمر أمّتي صالحا حتّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش »(4) .

اسم أبي جحيفة وهب بن عبد الله.

__________________

(1) الغيبة للنعماني : 103 / 32 ، و 123 / 14 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 128 / 91 ، وابن شهرآشوب في المناقب 1 : 290 ، وأحمد في مسند 5 : 92 ، والطبراني في المعجم الكبير 2 : 254 / 2063.

(2) الغيبة للنعماني : 103 / 33 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 129 / 93 ، وابن بطريق في العمدة : 418 / 865 ، والطبراني باختلاف يسير في المعجم الكبير 2 : 195 ـ 196 / 1791 و 1795.

(3) الغيبة للنعماني : 106 / 36 و 107 / 38 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 132 / 96.

(4) الغيبة للنعماني : 125 / 21 ، ورواه ابن شهرآشوب في المناقب 1 : 291 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5 : 190.

١٦٢

وروى الليث بن سعد ، عن خالد بن زيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف قال : كنّا عند شقيق(1) الأصبحي فقال : سمعت عبد الله ابن عمر يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « يكون خلفي اثنا عشر خليفة »(2) .

ورواه حمّاد بن سلمة عن أبي الطفيل قال : قال لي عبد الله بن عمر : يا أبا الطفيل أعدد اثني عشر خليفة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ يكون النقف والنقاف(3) (4) .

وممّا ذكره الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستيرحمه‌الله في كتابه في الردّ على الزيديّة قال : أخبرني أبي قال : أخبرني الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد الأسدي ، عن

__________________

(1) كذا في نسخنا وهو تصحيف صوابه : شفى بن ماتع الأصبحي ، من التابعين.

أرسل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة.

وثّقه النسائي وابن حبّان والعجلي وابن يونس وغيرهم.

قيل : توفي عام ( 105 ه‍ ).

انظر : تهذيب التهذيب 4 : 315 ، الثقات لابن حبّان 4 : 371 ، طبقات ابن سعد 7.

513 ، اسد الغابة 2 : 374 / 2443 ، تهذيب الكمال 12 : 543 / 2764.

(2) الغيبة للنعماني : 104 / 34 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 130 / 94 ، وابن شهرآشوب في المناقب 1 : 291.

(3) قال ابن الأثير في النهاية ( 5 : 109 ) : وفي حديث عبد الله بن عمر : « اعدد اثني عشر.

ثم يكون النقف والنقاف » أي القتل والقتال ، والنقف : هشم الرأس. أي تهيج الفتن والحروب بعدهم.

(4) الغيبة للنعماني : 105 / 35 و 127 / 24 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 131 / 95 ، وابن شهرآشوب في المناقب 1 : 291.

١٦٣

الأعمش ، عن عباية بن ربعيّ ، عن ابن عبّاس قال : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين حضرته وفاته فقلت : يا رسول الله إذا كان ما نعوذ بالله منه فإلى من؟

فأشار إلى عليّعليه‌السلام فقال : « إلى هذا ، فإنّه مع الحقّ والحقّ معه ، ثمّ يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته »(1) .

قال : وأخبرني المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرني محمد بن عليّ قال : حدّثني حمزة بن محمد العلوي ، حدّثنا أحمد ابن يحيى الشحّام ، حدّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين ، حدّثنا سويد بن سعيد الأنباريّ ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن شردين الصنعاني ، عن ابن مثنّى ، عن أبيه ، عن عائشة قال : سألتها كم خليفة يكون لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقالت : أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة.

قال : فقلت لها : من هم؟ فقالت : أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقلت لها : فاعرضيه ، فأبت(2) .

قال : وأخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو بشر أحمد ابن إبراهيم بن أحمد العمّي قال : أخبرنا محمد بن زكريّا بن دينار الغلابي حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس قال :

__________________

(1) كشف الغمة 2 : 504 ، وروى قطعة منه الخزاز في كفاية الأثر : 18 و 20 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 36 : 300 / 136.

(2) كشف الغمة 2 : 505 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 6 : 300 / 137.

١٦٤

حدّثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهديّ وما ذكر من عدله ، فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد : إنّي أحسبكم تحسبونه أبي ، ( إنّ أبي )(1) المهدي. حدثني عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عبّاس ، عن أبيه العبّاس بن عبد المطّلب : أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : « يا عمّ ، يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثمّ تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثمّ يخرج المهديّ من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثمّ يخرج الدجال »(2) .

هذا بعض ما جاء من الأخبار من طرق المخالفين ورواياتهم في النصّ على عدد الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام ، وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك ـ كما نقلته الشيعة الإمامية ـ ولم تنكر ما تضمّنه الخبر فهو أدلّ دليل على أنّ الله تعالى هو الذي سخّرهم لروايته ، إقامة لحجّته ، وإعلاء لكلمته ، وما هذا الأمر إلاّ كالخارق للعادة ، والخارج عن الامور المعتادة ، ولا يقدر عليه إلاّ الله تعالى الذي يذلّل الصعب ، ويقلّب القلب ، ويسهّل العسير ، وهو على كلّ شيء قدير.

__________________

(1) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و « م » وكذا في نسخة البحار والمصادر المذكورة ، ولكنّا اثبتناه من نسخة « ق » لضرورة السياق.

(2) مناقب ابن شهرآشوب 1 : 292 ، فرائد السمطين 2 : 329 / 579 ، ودون صدره في كشف الغمة 2 : 505 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 36 : 300 / 138.

١٦٥

( الفصل الثاني )

في ذكر بعض الأخبار التي جاءت من طرق الشيعة

الإمامية في النصّ على إمامة الاثني عشر

من آل محمّدعليهم‌السلام

وهذه الأخبار على ضربين : أحدهما يتضمّن النصّ على عدد الاثني عشر على الجملة ، والثاني : يتضمّن النصّ على أعيان الأئمّة الاثني عشر على التفصيل.

فأمّا الضرب الأول منهما فنحو ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمةعليها‌السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها ، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم عليّ(1) .

وعنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إنّ الله تعالى أرسل محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجنّ والإنس ، وجعل من بعده اثني عشر وصيّا ، منهم من سبق ومنهم من بقي ، وكلّ وصيّ جرت به

__________________

(1) الكافي 1 : 447 / 9 ، وكذا في : كمال الدين : 269 / 13 و 311 / 3 و 313 / 4 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 46 / 6 و 47 / 7 ، الفقيه 4 : 132 / 459 ، الخصال : 477 / 42 ، ارشاد المفيد 2 : 346 ، الغيبة للطوسي : 139 / 103 ، وفي بعضها « وثلاثة منهم علي » بدل « وأربعة منهم علي ».

١٦٦

سنّة ، والأوصياء الذين من بعد محمد على سنّة أوصياء عيسى ، وكانوا اثني عشر ، وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام على سنّة المسيحعليه‌السلام »(1) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبد الله ومحمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنت حاضرا لمّا هلك أبو بكر واستخلف عمر ، إذ أقبل رجل من عظماء يهود يثرب يزعم يهود المدينة أنّه أعلم [ أهل ] زمانه ، حتّى رفع إلى عمر فقال له : يا عمر ، إنّي جئتك أريد الإسلام ، فإن أخبرتني عمّا أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنّة وجميع ما أريد أن أسأل عنه.

قال : فقال له عمر : إنّي لست هناك ولكنّي أرشدك إلى من هو أعلم أمّتنا بالكتاب والسنّة وجميع ما قد تسأل عنه ، وهو ذاك. وأومأ إلى عليّعليه‌السلام .

وساق الحديث إلى أن قال : قال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : « سل عمّا بدا لك(2) ».

فقال : أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة.

فقال له عليّعليه‌السلام : « لم لم تقل : عن سبع »؟

فقال له اليهوديّ : إنّك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقيّة وإلاّ كففت.

__________________

(1) الكافي 1 : 447 / 1 ، وكذا في : كمال الدين : 326 / 4 ، الخصال : 478 / 43 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 55 / 2 ، الامامة والتبصرة : 134 / 146 ، ارشاد المفيد 2 : 345 ، الغيبة للطوسي : 141 / 105 ، اثبات الوصية : 228.

(2) في الكافى زيادة : اخبرك ان شاء الله

١٦٧

[ فقال له : « سل عما بدا لك يا يهوديّ » ](1) .

قال : أخبرني عن أوّل حجر وضع على وجه الأرض ، وأوّل شجرة غرست على وجه الأرض ، وأوّل عين نبعت على وجه الأرض.

فأخبره أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ قال له اليهوديّ : أخبرني عن هذه الامّة كم لها من إمام هدى؟ وأخبرني عن نبيّكم محمد أين منزله في الجنّة؟ وأخبرني من معه في الجنّة؟

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ لهذه الامّة اثني عشر إماما من ذرّيّة نبيّها وهم منّي ، وأمّا منزل نبيّنا في الجنّة ففي أفضلها وأشرفها جنّة عدن ، وأمّا من معه في منزله فهؤلاء الاثنا عشر من ذرّيّته وأمّهم وجدّتهم وأمّ أمّهم وذراريهم لا يشركهم فيها أحد ». الخبر بتمامه(2) .

وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن القاسم ، عن حيّان السراج ، عن داود بن سليمان الكناني ، عن أبي الطفيل قال : شهدت جنازة أبي بكر يوم مات ، وشهدت عمر حين بويع وعليّ جالس ناحية ، فأقبل يهوديّ جميل عليه ثياب حسان ـ وهو من ولد هارون ـ حتّى قام على رأس عمر بن الخطّاب فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت أعلم هذه الامّة بكتابهم وأمر نبيّهم؟ فطأطأ عمر رأسه ، فأعاد عليه القول ، فقال له عمر : ولم ذلك؟ فقال له : إنّي جئت مرتادا لنفسي ، شاكّا في ديني ، أريد الحجّة ، وأطلب البرهان.

فقال له عمر : دونك هذا الشابّ ، وأشار إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(1) ما بين المعقوفين أثبتناه من الكافي ، وكذا ما سبقه.

(2) الكافي 1 : 446 / 8 ، وكذا في : الغيبة للطوسي : 152 / 113 ، ونحوه في : كمال الدين : 300 / 8 ، وعيون أخبار الرضا : 52 / 19 ، والخصال : 476 / 40 ، والاحتجاج 1 : 226.

١٦٨

فقال الغلام : ومن هذا؟

قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، ابن عمّ رسول الله ، وأبو الحسن والحسين ابني رسول الله ، وزوج فاطمة بنت رسول الله ، وأعلم الناس بالكتاب والسنّة.

قال : فأقبل الغلام إلى عليّعليه‌السلام فقال له : أنت كذلك؟ فقال له عليّ : « نعم ».

قال الغلام : أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.

فتبسّم أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال : « يا هاروني ، ما منعك أن تقول : سبعا »؟

قال : أريد أسألك عن ثلاث ، فإن علمتهنّ سألتك عمّا بعدهنّ ، وإن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس فيكم عالم.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « فإنّي أسألك بالإله الذي تعبده ، لئن أنا أجبتك عن كل ما تسأل لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني؟ » قال : ما جئت إلاّ لذاك.

قال : « فسل ».

قال : فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أيّ قطرة هي؟

وأوّل عين فاضت على وجه الأرض أيّ عين هي؟ وأوّل شجر اهتزّ على وجه الأرض أيّ شجر هو؟

( فقالعليه‌السلام : « يا هاروني ، أمّا أنتم فتقولون : أوّل قطرة قطرت على وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم ، وليس كذلك ، ولكنّه حيث طمثت حواء وذلك قبل أن تلد ابنيها.

وأمّا أنتم فتقولون : إنّ أول عين فاضت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس ، وليس هو كذلك ، ولكنّها عين الحياة التي وقف عليها موسى

١٦٩

وفتاه ومعهما النون المالح فسقط فيها فحيي وهذا الماء لا يصيب ميّتا إلاّ حيي.

وأمّا أنتم فتقولون : إنّ أوّل شجر اهتزّ على وجه الأرض الشجرة التي كانت منها سفينة نوحعليه‌السلام ، وليس هو كذلك ، ولكنّها النخلة التي اهبطت من الجنّة وهي العجوة ومنها تفرع كلّ ما ترى من أنواع النخل ».

فقال : صدقت والله الذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لأجد هذا في كتب أبي هارونعليه‌السلام كتابته بيده وإملاء عمّي موسىعليه‌السلام » )(1) .

ثمّ قال : أخبرني عن الثلاث الأخر عن أوصياء محمد كم بعده من أئمّة عدل؟ و( أين )(2) منزله في الجنّة؟ ومن يكون ساكنا معه في منزله؟

فقال : « يا هاروني ، إنّ لمحمّد اثني عشر وصيّا أئمّة عدل ، لا يضرّهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم ، وإنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسيّ في الأرض ، ومسكن محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في جنّة عدن التي ذكرها الله عزّ وجل وغرسها بيده ، ومعه في مسكنه أولئك الاثني عشر العدول ».

فقال : صدقت والله الذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لأجد ذلك في كتب أبي هارون كتابته بيده وإملاء عمّي موسىعليه‌السلام .

قال : فأخبرني عن الواحدة : كم يعيش وصيّ محمد بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟

فقال : « يا هاروني ، يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص

__________________

(1) ما بين القوسين لم يرد في الكافي ضمن الرواية المذكور سندها ، بل ورد عوضا عنه : فأجابه أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(2) في نسختي « ط » و « ق » : عن ، وأثبتنا ما في نسخة « م » وهو الموافق لما في الكافي.

١٧٠

يوما ، ثمّ يضرب ضربة هاهنا » ووضع يده على قرنه ، وأومأ إلى لحيته « فتخضب هذه من هذا ».

قال : فصاح الهاروني وقطع كستيجه(1) وقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّك وصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ينبغي أن تفوق ولا تفاق وأن تعظّم ولا تستضعف قال : ثمّ مضى به عليّعليه‌السلام إلى منزله فعلّمه معالم الدين(2) .

وقد روي هذا الخبر من طرق أخر تركناها خوف الإطالة.

وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي سعيد العصفوريّ ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي حمزة قال : سمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول : « إنّ الله تعالى خلق محمدا واثني عشر من أهل بيته من نور عظمته ، وأقامهم أشباحا في ضياء نوره ، يعبدونه ويسبّحونه ويقدّسونه ، وهم الأئمّة من بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله »(3) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد ، عن الخشّاب ، عن الحسن بن سماعة ، عن عليّ بن الحسين بن رباط ، عن ابن اذينة ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « من آل محمد اثنا عشر إماما كلّهم محدّث من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وولد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فرسول الله وعليّ هما الوالدان »(4) .

__________________

(1) الكستيج ( بالضم ) : خيط غليظ يشدّه الذمّي فوق ثيابه دون الزنار. « القاموس المحيط 1 : 205 ».

(2) الكافي 1 : 444 / 5 وكذا في : كمال الدين : 229 / 6 ، الغيبة للنعماني : 97 / 29.

(3) الكافي 1 : 446 / 6.

(4) الكافي 1 : 448 / 14 ، وكذا في : الغيبة للطوسي : 151 / 112 ، وباختلاف يسير في

١٧١

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد ابن أبي عبد الله ؛ ومحمد بن حمزة ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن الحسن ابن العبّاس بن الحريش ، عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال : إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال لابن عبّاس : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة ، وإنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

فقال ابن عبّاس : من هم؟

قال : « أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدّثون »(1) .

وبهذا الإسناد قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه : « آمنوا بليلة القدر أنّها تكون من بعدي لعلّي بن أبي طالب وولده وهم أحد عشر من بعده »(2) .

الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن زياد الهمدانيّ ، عن محمد بن معقل القرميسينيّ ، عن محمد بن عبد الله البصريّ ، عن إبراهيم ابن مهزم ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن عليّعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحكمتي ، وخلقهم من طينتي ، فويل للمتكبّرين عليهم بعدي ، القاطعين فيهم صلتي ، مالهم لا أنالهم الله شفاعتي »(3) .

__________________

ارشاد المفيد 2 : 347.

(1) الكافي 1 : 447 / 11 ، وكذا في : الخصال : 479 / 47 ، ارشاد المفيد 2 : 346 ، الغيبة للنعماني : 60 / 3 ، الغيبة للطوسي : 141 / 106.

(2) الكافي 1 : 448 / 12 ، وكذا في : الخصال : 480 / 48 ، ونحوه في ارشاد المفيد 2 : 346.

(3) كمال الدين : 281 / 33.

١٧٢

وعنه ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبّار ، عن محمد بن زياد الأزديّ ، عن أبان بن عثمان ، عن ثابت بن دينار ، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّهعليهم‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الأئمّة بعدي اثنا عشر ، أوّلهم أنت يا عليّ ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله تعالى على يده مشارق الأرض ومغاربها »(1) .

وعنه ، حدّثنا عليّ بن أحمد ، حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جدّهعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الأئمّة بعدي اثنا عشر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمّتي بعدي ، المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر »(2) .

وعنه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين ابن محمد بن عامر ، عن المعلّى بن محمد البصريّ ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر ، أوّلهم أخي وآخرهم ولدي » قيل : يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : « عليّ بن أبي طالب » قيل : فمن ولدك؟ قال : « المهديّ الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحقّ بشيرا

__________________

(1) كمال الدين : 282 / 35.

(2) كمال الدين : 259 / 4.

١٧٣

لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب »(1) .

والأخبار من هذا الفنّ أكثر ممّا ذكرناه ، فلنقتصر على ما أوردناه ، ففيه كفاية ومقنع فيما نحوناه.

وأما الضرب الثاني ـ وهو ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام ـ فمن ذلك : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله قال : حدّثنا أبي ، ومحمد بن موسى بن المتوكّل ، ومحمد بن عليّ ماجيلويه ، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه ، وأحمد بن موسى بن زياد الهمدانيّ قالوا : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن بكر بن صالح.

وحدّثنا أبي ، ومحمد بن الحسن قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميريّ جميعا ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد ، والحسن بن طريف ، جميعا ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « قال أبيعليه‌السلام لجابر بن عبد الله الأنصاريّ : إنّ لي إليك حاجة ، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر : في أيّ الأوقات شئت.

فخلا به أبي فقال له يا جابر : أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمّي فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما أخبرتك به أمّي أنّ في ذلك اللوح مكتوبا.

قال جابر : أشهد بالله أنّي دخلت على أمّك فاطمةعليها‌السلام في

__________________

(1) كمال الدين : 280 / 27.

١٧٤

حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أهنّئها بولادة الحسين ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنّه زمرّد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمّي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله عزّ وجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرّني(1) بذلك.

قال جابر : فأعطتنيه أمّك فاطمة فقرأته واستنسخته.

فقال أبيعليه‌السلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ.

قال : نعم.

فمشى معه أبيعليه‌السلام حتّى انتهى إلى منزل جابر وأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ.

قال جابر : فأشهد بالله أنّي رأيته هكذا في اللوح مكتوبا :

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نوره وسفيره ، وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين.

عظّم يا محمّد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ، قاصم الجبّارين ، ومذلّ الظالمين(2) ، وديّان يوم الدين ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين ، فإيّاي فاعبد ، وعليّ فتوكّل ، إنّي لم أبعث نبيّا فأكملت أيّامه وانقضت مدّته(3) إلاّ جعلت له وصيّا ، وإنّي فضّلتك على

__________________

(1) في نسختي « ط » و « ق » : ليبشرني ، وأثبتنا ما في نسخة « م » وهو موافق لما في كمال الدين.

(2) في نسخة « م » : ومبير المتكبرين.

(3) في نسختي « ط » و « ق » : عهده ، وأثبتنا ما في نسخة « م » وهو الموافق لما في كمال الدين.

١٧٥

الأنبياء وفضّلت وصيّك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين.

فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه.

وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التّامة معه ، والحجّة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب.

أوّلهم سيّد العابدين وزين أوليائي الماضين.

وابنه شبيه جدّه المحمود محمّد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي.

سيهلك المرتابون في جعفر ، الرادّ عليه كالرادّ عليّ ، حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر ولاسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه.

وانتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس(1) ، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع ، وحجّتي لا تخفى ، وأنّ أوليائي لا يشقون ، ألا من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي.

إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي ، وعليّ وليّي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوّة وامتحنه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح(2) إلى جنب شرّ خلقي.

حقّ القول منّي لأقرنّ عينه بمحمّد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ، ومعدن حكمي ، وموضع سرّي ، وحجّتي على خلقي ، جعلت الجنّة مثواه ، وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار.

__________________

(1) الحندس : الليل الشديد الظلمة. « الصحاح ـ حدس ـ 3 : 916 ».

(2) في كمال الدين زيادة : ذو القرنين.

١٧٦

وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي.

أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن.

ثمّ أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيّوب ، سيذلّ أوليائي في زمانه ، ويتهادون رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقّا ، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأرفع الآصار والأغلال ،( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (1) .

قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلاّ عن أهله(2) .

قال : وحدّثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلويّ قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن درست السرويّ ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن عمران الكوفيّ ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : « يا إسحاق ، ألا ابشّرك؟ »

قلت : بلى جعلني الله فداك يا ابن رسول الله.

فقال : « وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخطّ

__________________

(1) البقرة 2 : 157.

(2) كمال الدين : 308 / 1 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 41 / 2 ، وكذا في : الكافي 1 442 / 3 ، الغيبة للطوسي : 143 / 8 ، وباختلاف يسير في الغيبة للنعماني : 62 / 5.

١٧٧

أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها : « بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم » وذكر الحديث مثله سواء إلاّ إنّه قال في آخره : ثمّ قال الصادقعليه‌السلام : « يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل ، فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح شأنك » ثمّ قال : « من دان بهذا أمن عقاب الله عزّ وجلّ »(1) .

قال : وحدّثنا عليّ بن الحسين المؤدّب وأحمد بن هارون الفاميّ قالا : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ابن مالك الفزاريّ الكوفي ، عن مالك السلوليّ ، عن درست بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال : دخلت على فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار ، فيه اثنا عشر اسما : ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه وثلاثة اسماء في آخره وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر ، فقلت : أسماء من هؤلاء؟ قالت : « هذه أسماء الأوصياء ، أوّلهم ابن عمّي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم ».

قال جابر : فرأيت فيها محمّدا ، محمّدا ، محمّدا في ثلاثة مواضع ، وعليّا ، وعليّا ، وعليّا ، وعليّا ، في أربعة مواضع(2) .

قال : وحدّثنا أبو العبّاس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل قال : حدّثنا سعيد بن محمد القطّان قال : حدّثنا عبد الله بن موسى الروياني ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن عليّ

__________________

(1) كمال الدين : 312 / ضمن حديث 3

(2) كمال الدين : 311 / 2 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 46 / 5.

١٧٨

ابن الحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : حدّثني عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدهعليهم‌السلام : أنّ محمد بن عليّعليهما‌السلام باقر العلم جمع ولده ـ وفيهم عمّهم زيد بن عليّ ـ ثمّ أخرج إليهم كتابا بخطّ عليّعليه‌السلام وإملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكتوب فيه : « هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم » حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه : « وأولئك هم المهتدون » ثمّ قال في آخره : قال عبد العظيم : العجب كلّ العجب لمحمد ابن جعفر وخروجه وقد سمع أباه يقول هذا ويحكيه ، ثم قال : هذا سرّ الله ودينه ودين ملائكته فصنه إلاّ عن أهله وأوليائه(1) .

قال : وحدّثنا أبي قال حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عبد الله بن جعفر الطيّار يقول : كنّا عند معاوية أنا والحسن والحسين وعبد الله بن عبّاس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد. فذكر حديثا جرى بينه وبينه ، وأنّه قال لمعاوية بن أبي سفيان : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ أخي عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني الحسين بن عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا عليّ ، ثمّ ابنه محمد بن عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا حسين ، ثمّ تكملة اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين ».

__________________

(1) كمال الدين : 312 / ذيل حديث 3.

١٧٩

قال عبد الله : ثمّ استشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عبّاس ، وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية.

قال سليم بن قيس الهلالي : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذرّ والمقداد وأسامة بن زيد أنّهم سمعوا ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (1) .

وحدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي قال : دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : « أنت سيّد ابن سيّد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم »(2) .

قال : وحدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادقعليه‌السلام ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ ، عن أبيه الحسينعليهم‌السلام قال : « سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن معنى قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم

__________________

(1) كمال الدين : 270 / 15 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 47 / 8 ، الخصال :477 / 41 ، وكذا في : الكافي 1 : 444 / 4 ، والغيبة للنعماني : 95 / 27 ، والغيبة للطوسي : 137 / 101.

(2) كمال الدين : 262 / 9.

١٨٠