رسالته التي ألّفها في أحوال أُستاذه السيّد عبد الله ابن السيد محمد رضا شُبَّر، ووصفه بقوله: سلالة العالم المحقّق، والماهر المُدقّق، مُستنبط الفروع من الأصول، ومرجع الدليل إلى المدلول، علاّمة الزمن، وحجّة الإسلام، مُحيي الليل بالعبادة.
ثمّ أضاف قائلاً:... قد شاهدتُ له فضيلة تفوق الفضائل: في سَنَة مُجدبة من السنين أمر الوالي سعيد باشا جميع أهل بغداد أن يصوموا ثلاثة أيام ويخرجوا للاستسقاء وطلب المطر، ففعلوا ذلك وخرجوا، وكان بعضُ السحاب في الجو، فلمّا دعوا انجلى السحاب وأشمست، وحُجبوا ورجعوا في خيبة وخجل.
وأمر السيّد محمّد رضا شبّرقدسسره
أهل بلد الكاظمين بالصيام ثلاثة أيام فصاموا، وخرج مع جميع أهل البلد إلى مسجد (براثا) حافي الأقدام، مُبتهلاً إلى الله تعالى، ولم يركب دابّة مع أنّه عاجز عن المسير؛ حيث إنّه كان بديناً جسيماً حتّى دخل المسجد المذكور، وصلّى ودعا وبكى، فما أتمّ دعاءه حتّى انسدّ الفضاء بالسحاب، وأرعدت وأبرقت وصبّتْ مطراً سقتْ جميع أراضي العراق من نواحي بغداد وغيرها
.
هاجررحمهالله
من النجف إلى الكاظميّة، فكان عَلَماً يُشار إليه في كلّ فضيلة، ورأس فيها، واشتغل بالتدريس والإفادة، وتخرّج عليه جماعةٌ منهم ولده الجليل السيّد عبد الله، وتوفي في حدود سنة 1230 هـ، فدُفن في رواق الكاظمينعليهماالسلام
في الحجرة المشهورة بالخزانة الواقعة على يمين الداخل للرواق من جهة القبلة، ودُفن معه من بعده ولده السيّد عبد الله المتوفّى سنة 1242 هـ.
أمّا السيّد عبد الله شبّر فقد استحوذ ذِكْرُه على بقيّة أعلام الأُسرة ورجالاتها، ولمع نَجْمُهُ واشتهر أمره، وبلغ صيته الآفاق الواسعة، ورزقه الله من العلم والمعرفة الشيء الكثير، وما تزال الأجيال ترفد منه وتنتهل من معينه الثّر رغْم مضي ما يزيد على قرنين من الزّمان على وفاته
.
ولدرحمهالله
عام 1188 هـ في النجف الأشرف، وهو من أعاظم علماء عصره، وأحد علماء الشيعة الأكابر، وفقهاء الطائفة الأعلام، وحجج العلم وأساطين الشريعة الأجلاّء، ومن المؤلّفين المكثرين؛ ولكثرة ما صنّف وألّف فقد اشتهر بـ «المجلسي الثاني».
هاجر بصحبة والده إلى الكاظميّة، فتربّى على يديه وتلقّى العلم عنه، وعن المقدّس الكاظمي السيّد محسن الأعرجي صاحب (المحصول)، وغيره من شيوخ العلم وأساطين الدين، واُجيز من الشيخ الأكبر الشيخ
____________________