(( بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليّ إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سلامٌ عليكم، فإنّي أحمد إليكم الله الّذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يُخبرني فيه بحُسْنِ رأيكم، واجتماع مَلَئكم على نصرنا والطّلب بحقّنا، فسألت الله أنْ يُحْسِن لنا الصُّنْع، وأن يُثيبكم على ذلك أعظم الأجر.
وقد شخصت إليكم من مكّة يوم الثُّلاثاء لثمان مضَيْن من ذي الحجّة يوم التّروية، فإذا ورد عليكم رسولي فانكمشوا
في أمركم وجِدّوا؛ فإنّي قادمٌ عليكم في أيّامي هذه إن شاء الله، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ))
.
ولمّا بلغ عبيد الله بن زياد خروج الحسينعليهالسلام
من مكّة، وأنّه توجّه نحو العراق بعث الحُصين بن نُمير صاحب شرطته؛ فنظّم الخَيْلَ من القادسيّة إلى خَفّان، وما بين القَطْقُطانة إلى جبل لَعْلَع
، وقال النّاس: هذا الحسين يُريد العراق.
ووصل قيس بن مسهّر الصيداوي إلى القادسيّة يحمل كتاب الحسينعليهالسلام
، فاعترضه الحُصين بن نُمير ليُفتّشه، فبادر قيس ومزّق الكتاب؛ لأنّ فيه أسماء جماعة من شيعة الحسين بالكوفة؛ منهم سليمان بن صَرْد الخُزاعي، والمُسيّب بن نُجْبَة، ورِفاعة بن شدّاد، فوضع عليه خَفَراً ثمّ حمله إلى الكوفة.
فلمّا مَثُلَ بين يدي ابن زياد قال له: مَنْ أنت؟
قال: أنا رجلٌ من شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وابنه.
قال: فلماذا مزّقْت الكتاب؟
قال: لئلاّ تَعْلَم ما فيه.
قال: ممّن الكتاب، وإلى مَنْ؟
قال: من الحسينعليهالسلام
إلى جماعة لا أعرف أسماءهم.
فغضب ابن زياد وقال: والله لا تُفارقني حتّى تُخبرني بأسماء هؤلاء القوم، أو تصعد المنبر فتسبّ الحسين بن
____________________