فهُمْ كما قال القائلُ:
لَـوْ كُنْتَ ساعة بَيننا ما بَينَنا
|
|
وَشَـهِدْتَ كَيْفُ تَكَرَّر التّوديعا
|
أيْـقَنْتَ أنّ من الدّموع تحدّثاً
|
|
وعَلِمْتَ أنّ من الحديثِ دموعا
|
تقدّم عليُّ بن الحسين الأكبرعليهالسلام
، واُمّه ليلى بنتُ عُروةِ بن مسعودِ الثّقفي عَظيم القَريتَين، الذي قالتْ قُريشٌ فيه:(
لَولا نُزِّلَ هذا القُرآنُ عَلى رَجُل مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظيمٌ
)
، وكان عليّ بن الحسينعليهالسلام
من أصبحِ النّاس وَجْهاً، وأحسنهم خُلُقاً، فاستاذنَ أباهُ في القتال فأذِنَ له، ثمّ نظر إليه نَظَرَ آيس منه، وأرخىعليهالسلام
عَيْنَهُ وبكى
.
وروي أنّهعليهالسلام
رفع شيْبَتَهُ نحْوَ السّماء وقال: (( اللّهمّ اشْهَدْ على هؤلاء القومِ فقد بَرَزَ إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاسِ خَلْقَاً وخُلُقاً ومَنْطِقاً برسولك، وكُنّا إذا اشْتَقْنا إلى نبيّك نَظَرْنَا إلى وَجْهِهِ. اللّهمّ امْنَعْهُمْ بركاتِ الأرضِ، وفَرِّقْهُمْ تفريقاً، ومزّقْهُم تَمزيقاً، واجْعَلْهُمْ طرائقَ قِدَداً، ولا تُرْضِ الوُلاةً عنهم أبداً؛ فإنّهم دَعَونا ليَنصُرونا ثمّ عَدَوا علينا يُقاتلونا )).
ثمّ صاح بعمر بن سعد: (( ما لك؟! قطع اللهُ رَحِمَك، ولا بارك الله لك في أمركَ، وسلّطَ عليك مَنْ يَذبحُك بعدي على فراشك كما قَطَعْتَ رَحِمي، ولم تَحفظْ قرابتي من رسول الله )).
ثمّ رفع صوته وتلا:(
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
)
.
ثمّ حمل عليُّ بن الحسينعليهالسلام
على القوم وهو يقول:
أنَا عليُّ بنُ الحُسَين بنُ علي
|
|
نَحْنُ وبَيتِ اللهِ أوْلى بالنَّبي
|
تاللهِ لا يَحْكُمُ فينا ابنُ الدّعي
|
|
أضْرِبُكُمْ بالسّيف حتّى يَنْثَني
|
ضَرْبَ غُلامٍ هاشميٍّ علوي
وشدّ على النّاس مِراراً، وقتل منهم جمعاً كثيراً حتّى ضجّ النّاس من كَثْرة مَنْ قُتِل
____________________