قرب الاسناد

قرب الاسناد0%

قرب الاسناد مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 540

قرب الاسناد

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ الجليل ابي العباس عبدالله بن جعفر الحميري
تصنيف: الصفحات: 540
المشاهدات: 47880
تحميل: 5765

توضيحات:

قرب الاسناد
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 540 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 47880 / تحميل: 5765
الحجم الحجم الحجم
قرب الاسناد

قرب الاسناد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

 « أتم الصلاة ، ولو صلاة واحدة »(1) .

1182 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : جعلت فداك ، رجل أكل فالوذج فيه زعفران بعدما رمى الجمرة ولم يحلق. قال :

« لا بأس »(2) .

1183 ـ قال : وسألته يحرم عليّ في حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما يحرم في حرم الله عز وجل؟ قال :

« لا »(3) .

1184 ـ علي بن سليمان بن رشيد ، عن مالك بن أشيم ، عن إسماعيل ابن بزيع قال : قلت لأبي الحسن الأول عليعليه‌السلام : إن لنا فتاة وقد ارتفع حيضها. فقال لي :

« اخضب رأسها بالحناء ، فإنه سيعود حيضها إلى ما كان ».

قال : ففعلت فعاد الحيض إلى ما كان(4) .

1185 ـ محمد بن عبد الحميد قال : أخبرني عبد السلام بن سالم ، عن الحسن بن سالم قال : بعثني أبو الحسن موسىعليه‌السلام إلى عمته يسألها شيئاً كان لها تعين به محمد بن جعفر في صداقه. فلما قرأت الكتاب ضحكت ثم قالت لي : قل له : بأبي أنت وأمي ، الأمر إليك فاصنع به ما تريد.

__________________

(1) رواه الكليني في الكافي 4 : 524| 2 ، والشيخ في التهذيب 5 : 425| 1477 وفي الاستبصار 2 : 330| 1173 ، ونقله المجلسي في البحار 89 : 80| 7.

(2) نقله المجلسي في البحار 99 : 167| 3.

(3) نقله المجلسي في البحار 99 : 375| 1.

(4) نقله المجلسي في البحار 81 : 89| 9.

٣٠١

فقلت لها : فديتك ايش كتب إليك؟ فقالت تهدي إليك قدر برام(1) ، أخبرك به؟ قلت : نعم. فاعطتني الكتاب فقرأته ، فإذا فيه : « إن لله ظلاً تحت يده يوم القيامة ، لا يستظل تحته إلاّ نبي أو وصي نبي ، أو مؤمن أعتق عبداً مؤمناً ، أو مؤمن قضى مغرم مؤمن ، أو مؤمن كف أيمة(2) مؤمن »(3) .

1186 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن أبي جميلة ، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال : « لا تختضب الحائض »(4) .

1187 ـ احمد بن محمد ، عن عبد الرحمن بن عمر بن أسلم قال : رأيت أبا الحسن موسىعليه‌السلام احتجم يوم الأربعاء وهو محموم ، فلم تتركه الحمى ، فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمى(5) .

1188 ـ محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن إبراهيم بن مفضل بن قيس قال : سمعت أبا الحسن الأولعليه‌السلام وهو يحلف أن لا يكلم محمد ابن عبد الله الأرقط أبداً ، فقلت في نفسي : هذا يأمر بالبر والصلة ، ويحلف أن لا يكلم ابن عمه أبداً.

قال : فقال : « هذا من برّي به ، هو لا يصبر ان يذكرني ويعيبني ، فإذا علم الناس أني لا اُكلمه لم يقبلوا منه ، أمسك عن ذكري ، فكان خيراً له »(6) .

1189 ـ محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن أبي جرير القمي

__________________

(1) البرام : حجر تصنع منه القدور انظر « مجمع البحرين ـ برم ـ 6 : 16 ».

(2) الأيمة : عدم الزواج ، انظر « الصحاح ـ أيم ـ 5 : 1868 ».

(3) نقله المجلسي في البحار 74 : 356| 1.

(4) رواه الشيخ في التهذيب 1 : 182| صدر الحديث 521 والاستبصار 1 : 116| صدر الحديث 388 ، ونقله المجلسي في بحاره 81 : 89| 9.

(5) رواه الصدوق في الخصال : 386| 71 ، ونقله المجلسي في بحاره 59 : 43| 3.

(6) روى الصفار في بصائر الدرجات : 256| 7 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 48 : 159| 1.

٣٠٢

قال : كتبت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام أسأله عن المحرم يكون به الجرح فيكون فيه المدّة ، وهويؤذي صاحبه يجدفيه حرقة.

قال : فأجابني : « لا بأس أن يفتحه »(1) .

1190 ـ أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب قال : سمعت أبا الحسن موسىعليه‌السلام يقول : « إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة ، وبقاع الارض التي كان يعبد الله عليها ، وأبواب السماء التي كان يصعد بأعماله فيها ، وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء ».

قال : « لأن المؤمنين حصون المسلمين كحصن سور المدينة لها »(2) .

1191 ـ وبهذا الإسناد عن علي بن رئاب قال : سئل أبو الحسن موسى ابن جعفرعليه‌السلام ـ وأنا حاضر ـ عن رجل تزوج امرأة على مائة دينار وعلى أن تخرج معه إلى بلاده ، فان لم تخرج معه الى بلاده فإن مهرها خمسون ديناراً ، أرأيت إن لم تخرج معه إلى بلاده؟

قال : فقال : « إن أراد أن يخرج بها الى بلاد الشرك فلا شرط له عليها في ذلك ، ولها مائة دينار التي أصدقها إياها ، وإن اراد أن يخرج بها إلى بلاد المسلمين ودار الإسلام فله ما شرط عليها ، والمسلموق عند شروطهم ، وليس له أن يخرج بها إلى بلاده حتى يؤدي إليها صداقها ، أو ترضى منه من ذلك ، فما رضيته جائز له »(3) .

__________________

(1) نقله الحر العاملي في الوسائل 9 : 159| 1.

(2) رواه الكليني في الكافي 1 : 30 | 3 ، والصدوق في علل الشرائع : 462| 2 ، ونقله المجلسي في بحار 82 : 177| 18.

(3) رواه الكليني في الكافي 5 : 404| 9 ، والشيخ في التهذيب 7 : 373| 1507 ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 355| 41.

٣٠٣

1192 ـ محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان قال : كتب معي عطية المدائني إلى أبي الحسن الأولعليه‌السلام يسأله ، قال : قلت : امرأتي طالق على السنة إن أعدت الصلاة ، فأعدت الصلاة ، ثم قلت : امرأتي طالق على الكتاب والسنة إن أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي طالق طلاق ال محمد على السنة إن اعدت صلاتي ، فأعدت. قال : فلما رأيت استخفافي بذلك قلت : امرأتي عليّ كظهر اُمي إن أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي عليَّ كظهر أمي ان أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي عليَّ كظهر امي ان أعدت الصلاة ، فاعدت ، وقد اعتزلت أهلي منذ سنين.

قال : فقال أبو الحسنعليه‌السلام : « الأهل أهله ولا شيء عليه ، إنما هذا وأشباهه من خطوات الشيطان »(1) .

1193 ـ عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي نجران ، عن صالح بن عبد الله الخثعمي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام أسأله عن اُم ولد لي ذكرت أنها أرضعت جارية لي فقال :

« لا تقبل قولما ولا تصدقها »(2) .

1194 ـ وبهذا الإسناد عن صالح بن عبد الله الخثعمي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام أسأله عن الصلاة في المسجدين أقصّر أو اُتم؟

فكتب إليّ : « أي ذلك فعلت لا بأس ».

قال : وكتبت إليه أسأله عن خصي لي في سن رجل مدرك ، يحل للمرأة أن يراها وتكشف بين يديه؟ قال : فلم يجبني فيها.

__________________

(1) نقله المجلسي في البحار 104 : 167| 4.

(2) رواه الكليني في الكافي 5 : 446| 17 ، والشيخ في التهذيب 7 : 323| 1329 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 322| 4.

٣٠٤

قال : فسألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عنها مشافهة ، فأجابني بمثل ما أجابني أبوه ، إلا أنه قال في الصلاة : « قصر »(1) .

1195 ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لأبي الحسن الأولعليه‌السلام : جعلت فداك ، إن رجلا من مواليك عنده جوار مغنيات قيمتهن اربعة عشر ألف دينار وقد جعل لك ثلثها. فقال :

« لا حاجة لي فيها ، إن ثمن الكلب والمغنية سحت »(2) .

1196 ـ الحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل ومحمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى قال : رأيت أبا الحسن موسىعليه‌السلام صلى الغداة ، فلما سلّم الإمام قام فدخل الطواف ، فطاف اُسبوعين بعد الفجر قبل طلوع الشمس ، ثم خرج من باب بني شيبة ، ومضى ولم يصل(3) .

1197 ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى قال : قلت لأبي الحسن الأولعليه‌السلام : إن الحسن بن محمد له إخوة من أبيه ، وليس يولد له ولد إلّا مات ، فادع الله له.

فقال : « قضيت حاجته ».

فولد له غلامان(4) .

1198 ـ محمد بن عيسى ، عن علي بن يقطين. أوعن زيد ، عن علي بن يقطين ، أنه كتب إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام : إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان ـ وكان وزيراً لهارون ـ فإن أذنت لي ـ جعلني الله فداك ـ

__________________

(1) نقله المجلسي في البحار 89 : 80| 7.

(2) روى الكليني في الكافي 5 : 120| 7 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 79 : 242| 10.

(3) نقله المجلسي في البحار 83 : 147| 2 و 99 : 215| 7.

(4) نقله المجلسي في البحار 48 : 43| 20.

٣٠٥

هربت منه.

فرجع الجواب : « الا آذن لك بالخروج من عملهم ، واتق الله » أو كما قال(1) .

1199 ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن الأول ، قال : كتبت إليه أساله عن هذه المسالة ـ وعرفت خطه ـ : عن أم ولد لرجل كان ابو الرجل وهبها له ، فولدت منه اولاداً ، فقالت له بعد ذلك : إن أباك قد كان وطأني قبل أن يهبني لك.

قال : « لاتصدفغ إنما تفر من سوء خلق »(2) .

1200 ـ محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : أخبرني من رأى أبا الحسن الأولعليه‌السلام بمنى ، وهو يمسح ظهر قدمه من أعلى القدم إلى الكعب ، ومن الكعب إلى أعلى القدم(3) .

1201 ـ محمد بن عيسى ، عن بعض من ذكره ، أنه كتب أبو الحسن موسىعليه‌السلام إلى الخيزران أم أمير المؤمنين يعزيها بموسى ابنها ، ويهنؤها بهارون ابنها.

« بسم الله الرحمن الرحيم

للخيزران أم امير المؤمنين من موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين.

أما بعد : اصلحك الله وأمتع بك ، وأكرمك وحفظك ، وأتم النعمة والعافية في الدنيا والآخرة لك برحمته. ثم إن الأمور ـ اطال الله بقاءك ـ كلها بيد الله

__________________

(1) نقله المجلسي في البحار 48 : 158| 32.

(2) رواه الكليني في الكافي 5 : 566| 44 ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 16| 5.

(3) رواه الكليني في الكافي 3 : 31| صدر الحديث 7 ، والشيخ في التهذيب 1 : 57| 160 وفي الاستبصار 1 : 58| 170 ، ونقله المجلسي في بحاره 80 : 258| 5.

٣٠٦

عزوجل يمضيها ويقدّرها بقدرته فيها والسلطان عليها ، توكل بحفظ ماضيها وتمام باقيها ، فلا مقدم لما أخر منها ولا مؤخر لما قدم ، استأثر بالبقاء وخلق خلقه للفناء ، أسكنهم دنيا سريع زوالها قليل بقاؤها ، وجعل لهم مرجعاً إلى دار لا زوال لها ولآ فناء. وكتب الموت على جميع خلقه ، وجعلهم اُسوة فيه ، عدلاً منه عليهم عزيزاً وقدرة منه عليهم ، لا مدفع لأحد منه ولا محيص له عنه ، حتى يجمع الله تبارك وتعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه ، ويرث به أرضه ومن عليها ، وإليه يرجعون.

بلغنا ـ أطال الله بقاءك ـ ما كان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى صلوات الله عليه ورحمته ومغفرته ورضوانه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، إعظاماً لمصيبته وإجلالا لرزئه(1) وفقده ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون ، صبراً لأمر الله عزوجل وتسليماً لقضائه ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون لشدة مصيبتك علينا خاصة ، وبلوغها من حر قلوبنا ونشوز أنفسنا.

نسأل الله أن يصلي على أمير المؤمنين وأن يرحمه ، ويلحقه بنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبصالح سلفه ، وأن يجعل ما نقله إليه خيراً مما أخرجه منه ، ونسأل الله أن يعظّم أجرك ـ أمتع الله بك ـ وأن يحسن عقباك ، وأن يعوضك من المصيبة بأمير المؤمنين صلوات الله عليه أفضل ما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه.

ونسأل الله أن يربط على قلبك ، ويحسن عزاءك وسلوتك ، والخلف عليك ، ولايريك بعده مكروهاً في نفسك ولا في شيء من نعمته عليك.

وأسأل الله أن يهنيك خلافة أمير المؤمنين أمتع الله به وأطال بقاءه ومد في عمره وانسأ في أجله ، وأن يسوغكما بأتم النعمة وافضل الكرامة ، وأطول العمر ،

__________________

(1) لرزيته : ح ل.

٣٠٧

وأحسن الكفاية ، وأن يمتعك وإيانا خاصة والمسلمين عامة بأمير المؤمنين ، حتى نبلغ به أفضل الأمل فيه لنفسه ومنك ـ أطال الله بقاءه ـ ومنا له.

لم يكن ـ أطال الله بقاءك ـ أحد من أهلي وقومك وخاصتك وحرمتك كان أشد لمصيبتك إعظاماً وبها حزناً ولك بالاجر عليها دعاءً وبالنعمة التي احدث الله لامير المؤمنين ـ اطال الله بقاءه ـ دعاء بتمامها ودوامها وبقائها ، ودفع المكروه فيها ، مني.

والحمد لله لما جعل الله عليه بمعرفتي بفضلك والنعمة عليك ، وشكري بلاءك ، وعظيم رجائي لك ، أمتع الله بك وأحسن جزاءك إن رأيت ـ أطال الله بقاءك ـ أن تكتبي إلي بخبرك في خاصة نفسك ، وحال جزيل هذه المصيبة وسلوتك عنها ، فعلتِ ، فإني بذلك مهتم إلى ما جاءني من خبرك وحالك فيه متطلع ، أتم الله لك أفضل ما عودك من نعمه ، واصطنع عندك من كرامته ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ».

وكتب يوم الخميس لسبع ليال خلون من شهر ربيع الاخر سنة سبعين ومائة(1) .

1202 ـ محمد بن الحسين ، عن أحمد بن الميثم ، عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسن موسىعليه‌السلام في المسجد الحرام في شهر رمضان ، وقد أتاه غلام له أسود ـ بين ثوبين أبيضين ـ ومعه قلة وقدح ، فحين قال المؤذن : الله أكبر ، صب له فناوله وشرب(2) .

1203 ـ محمد بن الحسين ، عن احمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسنعليه‌السلام بمنى وعليه نقبة ، ورداء ، وهو

__________________

(1) نقله المجلسي في البحار 48 : 134| 7.

(2) نقله المجلسي في البحار 83 : 62| 25 و 96 : 313| 9.

٣٠٨

متكئ على جواليق سود ، متكىء على يمينه ، فأتاه غلام أسود بصحفة فيها رطب فجعل يتناول بيساره فيأكل وهو متكىء على يمينه ، فحدثت بهذا الحديث رجلاً من أصحابنا قال : فقال لي : أنت رأيته يأكل بيساره؟ قال : قلت : نعم. قال : أما والله لحدثني سليمان بن خالد انه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول :

« صاحب هذا الأمر كلتا يديه يمين »(1) .

1204 ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن الأول قال : سمعته يقول لرجل : « لاتمكن الناس من قيادك فتذل »(2) .

1205 ـ أيوب بن نوح ، عن صالح بن عبد الله ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام ، قال : ابتدأني فقال : « ماء الحمام لا ينجسه شيء »(3) .

1206 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن الاولعليه‌السلام : صليت بقومي ملاة فقمت ولم اسلّم عليهم ، نسيت ، فقالوا : ما سلمت علينا.

قال : « الم تسلم وأنت جالس؟ » قلت : بلى. قال : « فلا شيء عليك ، ولو شئت حين قالوا لك استقبلتهم بوجهك فقلت : السلام عليكم »(4) .

1207 ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : صلى أبو الحسن الاولعليه‌السلام صلاة الليل في المسجد الحرام وأنا خلفه ، فصلى الثمان

__________________

(1) نقله المجلسي في البحار 48 : 119| 37.

(2) نقله المجلسي في البحار 75 : 394| 7.

(3) نقله المجلسي في البحار 80 : 34| 2.

(4) رواه الشيخ في التهذيب 2 : 348| 1442 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 85 : 303| 7.

٣٠٩

وأوتر ، وصلى الركعتين ، ثم جعل مكان الضجعة سجدة(1) .

1208 ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : دخلت على أبي الحسن الأولعليه‌السلام في بيته الذي كان يصلي فيه ، فإذا ليس في البيت شيء إلّا خصفة وسيف معلق ومصحف(2) .

1209 ـ محمد بن عيسى قال : حدثني إبراهيم بن عبد الحميد قال : سالت أبا الحسنعليه‌السلام ، عن الرجل يشتري الجارية وهي حبلى ، أيطؤها؟

قال : « لا يقربها »(3) .

1210 ـ محمد بن عيسى قال : حدثني حماد بن عيسى قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام بالبصرة فقلت له : جعلت فداك ، ادع الله تعالى أن يرزقني داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج في كل سنة. قال : فرفع يده ثم قال :

« اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزق حماد بن عيسى داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج خمسين سنة ».

قال حماد : فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة.

قال حماد : وقد حججت ثمانية وأربعين سنة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذه خادمي ، وقد رزقت كل ذلك.

__________________

(1) رواه الكليني في الكافي 3 : 448| 26 ، والشيخ في التهذيب 2 : 137| 531 ، ولم يرد فيهما : « وانا خلفه ، فصلى الثمان وأوتر وصلى الركعتين » ، ونقله المجلسي في بحاره 87 : 198| 5.

(2) نقله المجلسي في البحار 48 : 100| 1.

(3) رواه الشيخ في التهذيب 8 : 176| 619 و 177| 620 وفي الاستبصار 3 : 362| 1301 و 1302 ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 131| 3.

٣١٠

فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، ثم خرج بعد الخمسين حاجاً فزامل أبا العباس النوفلي ، فلما صار في موضع الإحرام دخل يغتسل ، فجاء الوادي فحمله فغرق فمات ، رحمنا الله وإياه ، قبل أن يحج زيادة على الخمسين وقبره بسيالة(1) (2) .

1211 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام عن العقيقة ، الجارية والغلام فيها سواء؟

قال : « نعم »(3) .

1212 ـ أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن جندب قال : كتبت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام أساله عن الرجل يريد ان يجعل أعماله من الصلاة والبر والخير أثلاثاً : ثلثاًله ، وثلثين لأبويه ، أو يفردهما من اعماله بشيء مما يتطوع به ، بشيء معلوم ، وإن كان أحدهما حياً والآخر ميتا.

فكتب إلي « أما للميت فحسن جائز وأما للحي فلا إلا البر والصلة »(4) .

1213 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : أرأيت إن احتجت إلى طبيب وهو نصراني ، اُسلّم عليه وأدعو له؟ قال :

__________________

(1) السيالة : اول مرحلة لاهل المدينة اذا قصدوا مكة المكرمة. معجم البلدان 3 : 292.

(2) رواه الشيخ في رجال الكشي 2 : 604| 572 ، والمفيد في الاختصاص : 205 ، والطبري في دلائله : 162 ، واورد نحوه الراوندي في الخرائج 1 : 304| 8 ، ونقله المجلسي في بحاره 48 : 47| 36.

(3) روى الكليني في الكافي 6 : 26| 1 ، 2 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 108| 7.

(4) نقله المجلسي في البحار 74 : 67| 39.

٣١١

 « نعم ، لأنه لا ينفعه دعاؤك »(1) .

1214 ـ وعنه ، عن علي بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة قال : سألت أبا الحسن موسىعليه‌السلام قلت : المرأة تقعد عند رأس المريض وهي حائض ، وهو في حد الميت؟ قال : فقال :

« لا بأس أن تمرضه ، فإذا خافوا عليه وقرب من ذلك تنحت عنه وتتجنب قربه ، فإن الملائكة تتأذى بذلك »(2) .

1215 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن أبي جرير الرقاش قال : قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : كيف أتوضأ للصلاة؟ قال : فقال :

« لا تغمس في الوضوء ، ولا تلطم وجهك بالماء لطماً ، ولكن اغسله من أعلى وجهك إلى أسفله بالماء مسحاً ، وكذلك فامسح بالماء على ذراعيك ورأسك وقدميك »(3) .

1216 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن المفضل عن الكاتب قال : سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن رجل من أصحابنا يموت ولم يترك ما يكفن به ، أفأشتري له كفنه من الزكاة؟.

قال : فقال : « اعط عياله من الزكاة قدر ما يجهزونه به فيكونون هم الذين يجهزونه ».

قلت : فإن لم يكن له ولد ، ولا أحد يقوم بأمره ، فاُجهزه أنا من الزكاة؟

قال : فقال : « كان أبيرضي‌الله‌عنه يقول : إن حرمة عورة المؤمن وحرمة بدنه

__________________

(1) رواه الكليني في الكافي 2 : 475| 7 ، 8 ، والصدوق في علل الشرائع : 600| 53 ، وابن ادريس في المستطرفات : 48| 8 ، والطبرسي في المشكاة : 330 ، ونقله المجلسي في بحاره 75 : 389| 4.

(2) رواه الكليني في الكافي 3 : 138| 1 ، والشيخ في التهذيب 1 : 428| 1361 ، ونقله المجلسي في بحاره 81 : 230| 1.

(3) نقله المجلسي في البحار 80 : 257| 4.

٣١٢

وهو ميت كحرمته وهو حي ، فوار عورته وبدنه وجهزه وكفنه وحنطه ، واحتسب بذلك من الزكاة ».

قلت : فإن اتجر عليه بعض اخوانه بكفن آخر ، وكان عليه دين ، ايكفن بواحد ويقضي بالآخر دينه؟

قال : فقال : « هذا ليس ميراث تركه ، وأنما هذا شيء صار إليهم بعد وفاته ، فليكفنوه بالذي اتجر عليهم به ، وليكن الذي من الزكاة يصلحون به شأنهم »(1) .

1217 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس قال : سألت أبا الحسن موسىعليه‌السلام قلت : المرأة ترى الطهر قبل غروب الشمس ، كيف تصنع بالصلاة؟

قال : فقال : « إذا راًت الطهر بعدما يمضي من زوال الشمس أربعة أقدام فلا تصل إلّا العصر ، لأن وقت الظهر دخل عليها وهي في الدم وخرج عنها الوقت وهي في الدم ، فلم يجب عليها أن تصلي الظهر ، وما طرح الله عنها من الصلاة وهي في الدم أكثر ».

قال : « وإذا رأت المرأة بعدما مضى من زوال الشمس أربعة اقدام ، فلتمسك عن الصلاة ، فإذا طهرت من الدم فلتقض صلاة الظهر ، لأن وقت الظهر دخل عليها وهي طاهر وخرج عنها وقت الظهر وهي طاهر ، فضيعت صلاة الظهر ، فوجب عليها قضاؤها »(2) .

1218 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس قال : سألت أبا الحسن موسىعليه‌السلام قلت : تكون معي الجواري وأنا بمكة ، فآمرهن أن

__________________

(1) رواه الشيخ في التهذيب 1 : 445| 1440 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 96 : 61| 19.

(2) رواه الكليني في الكافي 3 : 102| 1 ، والشيخ في التهذيب 1 : 389| 1199 وفى الاستبصار 1 : 142| 485 ، ونقله المجلسي في بحاره 83 : 27| 5.

٣١٣

يقعدن بالحج يوم التروية ، فأخرج بهن فيشهدن المناسك أو أخلفهن بمكة؟

قال : فقال لي : « إن خرجت بهن فهو أفضل ، وان خلفتهن عند ثقة فلا بأس ، فليس على المملوك حج ولا عمرة حتى يعتق »(1) .

1219 ـ احمد بن إسحاق ، قال : حدثني بكر بن محمد الأزدي ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، قال : كان يقول :

« اللهم إنك أخذت بناصيتي وقلبي فلم تملّكني منهما شيئاً ، فإذ فعلت ذلك بهما فأنت وليهما فاهدهما إلى سواء السبيل ، يارب يارب يارب ، ما أقدرك ما أقدرك ما أقدرك على تعويض كل من كانت له قبلي تبعة ، وتغفر لي فإن مغفرتك للظالمين »(2) .

1220 ـ السندي بن محمد ، عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن اخصاء الغنم. قال :

« لا بأس »(3) .

1221 ـ السندي بن محمد ، عن يونس بن يعقوب قال : أرسلت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام : إن أخي اشترى حماماً من المدينة ، فذهبنا بها معنا إلى مكة ، فاعتمرنا وأقمنا ثم أخرجنا الحمام معنا من مكة إلى الكوفة ، علينا في ذلك شيء؟

فقال للرسول : « اظنهن كنّ فرّها(4) قل له يذبح مكان كل طير شاة »(5) .

__________________

(1) رواه الصدوق في الفقيه 2 : 264| 1285 ، ونقله المجلسي في بحاره 99 : 114| 4.

(2) نقله المجلسي في البحار 95 : 341| 1.

(3) نقله المجلسي في البحار 64 : 222| 2.

(4) فُرَّه : جمع فارِه ، وهي الشيء الحسن الجيد في بابه « الصحاح ـ فره ـ 6 : 2242 ».

(5) رواه الكليني في الكافي 4 : 235| 16 ، والصدوق في الفقيه 2 : 168| 733 ، والشيخ في التهذيب 5 : 349| 1214 ، وفي الاخير نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 99 : 151| 17.

٣١٤

1222 ـ هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد قال : سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول لأبيه : « يا أبة ، إن فلاناً يريد اليمن ، أفلا اُزود ببضاعة ليشتري لي لما عصب اليمن؟

فقال له : يا بني ، لأتفعل ».

قال : ولم؟

قال : لأنها إن ذهبت لا تؤجر عليها ولم تخلف عليك ، لأن الله تبارك وتعالى يقول :( وَلاَ تُؤتُوا السُّفَهاءَ أموالَكمُ الّتي جَعَل الله لَكُم قِياماً ) (1) فأي سفيه أسفه ـ بعد النساء ـ من شارب الخمر؟!

يا بني إن أبي حدثني عن آبائه ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من ائتمن غير أمين ، فليس له على الله ضمان ، لأنه قد نهاه أن يأتمنه »(2) .

1223 ـ محمد بن عيسى بن عبيد وأحمد بن اسحاق جميعاً ، عن سعدان ابن مسلم قال : قال بعض اصحابنا : خرج أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام في بعض حوائجه ، فمر على رجل وهو يحد في الشتاء. فقال :

« سبحان الله ، ما ينبغي هذا ، ينبغي لمن حد أن يستقبل به دفء النهار ، فإن كان في الصيف أن يستقبل به برد النهار »(3) .

1224 ـ محمد بن عيسى وأحمدبن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : كنت في الحمّام في البيت الأوسط ، فدخل أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام وعليه النورة. قال : فقال : « السلام عليكم » فرددت عليه وتأخرت ، فدخل

__________________

(1) النساء 4 : 5.

(2) نقله المجلسي في البحار 79 : 127| 10 و 103 : 178| 3.

(3) رواه البرقي في المحاسن : 274| 379 ، باختلاف في الفاظه ، وروى الكليني في الكافي 7 : 217| 3 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 79 : 97| 3.

٣١٥

البيت الذي فيه الحوض ، فاغتسلت وخرجت(1) .

1225 ـ محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : كتبت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام في خصي يبول فيلقى من ذلك شدة ، ويرى البلل بعد البلل. قال :

« يتوضأ ثم ينضح في النهار مرة واحدة »(2) .

1226 ـ محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : رأيت ابا الحسن موسىعليه‌السلام استلم الحجر ثم طاف حتى إذا كان اسبوع التزم وسط البيت ، وترك الملتزم الذي يلتزم أصحابنا ، وبسط يده على الكعبة فمكث ما شاء الله ، ثم مضى إلى الحجر فاستلمه وصلى خلف مقام ابراهيمعليه‌السلام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ، ثم مضى حتى إذا بلغ الملتزم في اخر السبوع التزم وسط البيت وبسط يده ، ثم استلم الحجر وصلى ركعتين خلف مقام ابراهيمعليه‌السلام ، ثم استلم الحجر وطاف حتى إذا كان اخر السبوع التزم وسط البيت ، ثم استلم الحجر ، ثم صلى ركعتين خلف مقام ابراهيمعليه‌السلام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلم ما بين الحجر إلى الباب ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم أتى الحجر فصلى ثماني ركعات ، فكان آخر عهده بالبيت تحت الميزاب ، وبسط يده ودعا ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم خرج من باب الحّناطين حتى أتى ذا طوى(3) ،

__________________

(1) رواه الصدوق في الفقيه 1 : 65| 251 ، والشيخ في التهذيب 1 : 374| 1147 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 76 : 71| 4.

(2) رواه الكليني في الكافي 3 : 20| 6 ، والصدوق في الفقيه 1 : 43| 168 ، والشيخ في التهذيب 1 : 353| 1051 و 424| 1349. وفي الاخيرين : ينضح ثوبه ، ونقله المجلسي في بحاره 80 : 365| 4.

(3) ذو طوى : واد بمكة. « معجم ما استعجم » 3 : 896.

٣١٦

وكان وجهه إلى المدينة(1) .

1227 ـ الحسن بن ظريف ، عن أبيه ظريف بن ناصح قال : كنت مع الحسين بن زيد ومعه ابنه علي ، إذ مر بنا ابو الحسن موسى بن جعفر صلّى الله عليه فسلم عليه ثم جاز

فقلت : جعلت فداك ، يعرف موسى قائهم آل محمد؟

قال : فقال لي : إن يكن أحد يعرفه فهو.

ثم قال : وكيف لايعرفه وعنده خط علي بن أبي طالب صلّى الله عليه وإملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال : علي ابنه : يا أبه كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن علي؟

فقال : يا بني ، إن علي بن الحسين ومحمد بن علي سيدا الناس وإمامهم ، فلزم يا بني اباك زيد أخاه فتأدب بأدبه وتفقه بفقهه.

قال : فقلت : فاريه يا أبه إن حدث بموسى حدث يوصى إلى أحد من أخوته؟

قال : لا والله ما يوصي إلّا إلى ابنه ، أما ترى ـ أي بني ـ هؤلاء الخلفاء لا يجعلون الخلافة إلّا في أولادهم(2) .

1228 ـ الحسن بن ظريف ، عن معمر ، عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفرعليه‌السلام . قال :

« كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسي ـ إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الامة ، والحجة على أهل الارض؟

__________________

(1) نقله المجلسي في بحاره 99 : 194| 1.

(2) نقله المجلسي في بحاره 48 : 160| 4.

٣١٧

قال لهم : نعم.

قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيمعليه‌السلام وولده الكتاب والحكم والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ذرية الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة والوصية ، فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ونلقاكم مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمة نبيكم؟!

فدمعت عينا أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثم قال : نعم لم تزل امناء(1) الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عباد الله الشكور.

قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، واُوتوا العلم تلقيناً ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل اُوتيتم ذلك؟

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اُدن يا موسى. فدنوت فمسح يده على صدري ثم قال : اللهم أيده بنصرك ، بحق محمد وآله. ثم قال : سلوه عما بدا لكم.

قالوا : وكيف نسأل طفلاً لا يفقه؟

قلت : سلوني تفقهاً ودعوا العنت.

قالوا : أخبرنا عن الايات التسع التي أُوتيها موسى بن عمران.

قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر.

قالوا : صدقت ، فما اُعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من اُرسل إليه.

قلت : ايات كثيرة ، أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا.

أمّا أول ذلك : انتم تقرّون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه ، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة.

__________________

(1) في نسخة « م » : انبياء.

٣١٨

ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوته. واجتماع العدو والولي على صدق لهجته وصدق امانته. وعدم جهله أيام طفوليته. وحين أيفع وفتىً وكهلاً. لا يعرف له شكل ، ولا يوازيه مثل(1) .

ومن ذلك : ان سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه وفد قريش ، فيهم عبد المطلب ، فساًلهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعا بأن هذا الصفة في محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها(2) .

ومن ذلك : ان ابرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه ، قبل مبعثه ، فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت رباً يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها(3) .

ومن ذلك : أن أبا جهل ، عمرو بن هشام المخزومي ، أتاه ـ وهو نائم خلف جدار ـ ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه(4) .

ومن ذلك : ان أعرابياً باع ذوداً(5) له من أبي جهل فمطله بحقه ، فأتى قريشا وقال : اعدوني على أبي الحكم فقد لوى حقي ، فأشاروا إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يصلي في الكعبة ، فقالوا : ائت هذا الرجل فاستعده عليه ، وهم يهزؤون بالأعرابي.

__________________

(1) رواه الرواندي في الخرائج والجرائح 1 : 115| 191 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 226| 1.

(2) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 114| 90 ، والطبرسي في اعلام الورى : 40 بتفصيل في الرواية ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 226| 1.

(3) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 114| 189 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 226| 1.

(4) روى نحوه ابن شهراشوب في المناقب 1 : 75 ، والطبرسي في اعلام الورى : 56 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 227| 1.

(5) الذود من الإبل : ما بين الثلاث الى العشر. « الصحاح ـ ذود ـ 2 : 471 ».

٣١٩

فأتاه فقال له : يا عبد الله اعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي.

قال : نعم فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه ، فخرج اليه متغيراً. فقال له : ما حاجتك؟ قال : اعط الاعرابي حقه. قال : نعم.

وجاء الأعراب إلى قريش فقال : جزاكم الله خيرا ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه ، فأخذ حقي.

فجاء أبو جهل ، فقالوا : اعطيت الأعرايي حقه؟ قال : نعم. قالوا : إنما أردنا أن نغريك بمحمد ، ونهزأ بالأعرابي. قال : يا هؤلاء دق بابي فخرجت إليه ، فقال : اعط الأعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه كأنه يريدني ، فقال : أعطه حقه ، فلو قلت : لا ، لابتلع رأسي ، فأعطيته(1) .

ومن ذلك : أن قريشاً ارسلت النضر بن الحارث وعلقمة(2) بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود ، وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وهما قد سألوهم عنه فقالوا : صفوا لنا صفته ، فوصفوه. وقالوا : من تبعه منكم؟ قالوا : سفلتنا. فصاح حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة ، ونجد قومه أشد الناس عداوة له(3) .

ومن ذلك : أنّ قريشاً ارسلت سراقة بن جعشم حتى خرج إلى المدينة في طلبه ، فلحق به فقال صاحبه : هذا سراقة يا نبي الله ، فقال : اللهم اكفنيه ، فساخت قوائم ظهره(4) ، فناداه : يا محمد خل عني بموثق اُعطيكه أن لا اُناصح غيرك ، وكل من عاداك لا اُصالح فقال النبيعليه‌السلام : اللهم إن كان صادق

__________________

(1) روى نحوه الطبرسي في اعلام الورى : 56 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 227| 1.

(2) في هامش « م » : جشعم.

(3) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 114| 188 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 227| 1.

(4) الظهر : الحيوان الذي يركب. « الصحاح ـ ظهر ـ 2 : 730 ». نحوه ،

٣٢٠