بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام0%

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 96

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

مؤلف: محمد عبدالله نجم
تصنيف:

الصفحات: 96
المشاهدات: 38403
تحميل: 3945

توضيحات:

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 96 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38403 / تحميل: 3945
الحجم الحجم الحجم
بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

مؤلف:
العربية

محمد بن ناجية(1) ، ثنا حميد بن الربيع(2) ، ثنا أبو نعيم.

وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي(3) ، ثنا عبدالله بن إبراهيم البزار(4) ، ثنا كثير بن محمد أبو أنس الكوفي(5) ، ثنا أبو نعيم قال :

__________________

العترة المطهرة. قال الخطيب : كان أبو محمد السبعي ثقة حافظاً مكثراً عسراً في الرواية.

(1) ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد 10 / 104 وقال : كان ثقة ثبتاً ، سمعت البرقاني يقول : عبدالله بن ناجية أجل شيخ لأبي القاسم ولأبي الحسين ابني مظفر. وقال أبو بكر أبو محمد الشيخ الثبت الفاضل ، وقرئ على ابن المنادى فقال : كان أبو محمد محمد بن ناجية أحد الثقات المشهورين بالطلب والمكثرين في تصنيف المسند.

(2) اللخمي طعن فيه ابن معين وكان أحمد بن حنبل يحسن القول فيه. قال أبو بكر البرقاني : كان الدارقطني يحسن القول فيه. وقال ابن أبي حاتم : ما كان أحمد بن حنبل يقول في حميد إلا خيراً ، وكذلك أبو زرعة. قال أبو بكر المروذي : سألت أحمد بن حنبل عن حميد فقلت له : إن يحيى يتكلم فيه؟ قال : ما علمته إلا ثقة.

وعن المروذي قال : سألت أبا عبدالله عن حميد ، قال : كنا نزلنا عليه أنا وخلف أيام أبي أُسامة ، وكان أبو أُسامة يكرمه. قلت : يكتب عنه؟ قال : أرجو. وأثنى عليه. قلت : إني سألت يحيى عنه فحمل عليه حملاً شديداً وقال : رجل سرق كتاب يحيى بن آدم من عبيد بن يعيش ثم ادعاه! قلت : يا أبا زكريا أنت سمعت عبيد بن يعيش يقول هذا؟ قال : لا ، ولكن بعض أصحابنا أخبرني ، ولم يكن عنده حجة غير هذا. فغضب أبو عبدالله وقال : سبحان الله ، يقبل مثل هذا عليه ، يسقط رجل مثل هذا! قلت : يكتب عنه؟ قال : أرجو. وسئل الدارقطني عن حميد ، فقال : تكلم فيه يحيى وقد حمل الحديث عنه الأئمة ورووا عنه ، ومن تكلم فيه لم يتكلم فيه بحجة. راجع تاريخ بغداد 8 / 162. قلت : فأقل الاحتمالات حديثه بمرتبة الحسن بذاته.

(3) ذكره الخطيب في تاريخه 4 / 357 قال : تقلّد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف ، وكان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر وأيام الناس وتواريخ أصحاب الحديث. روى عنه الدارقطني والمرزباني وغيرهما من قدماء الشيوخ. قال ابن رزقويه : لم تر عيناي مثله. قال الدارقطني : كان متساهلاً وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه ، وأهلكه العجب ، فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء الأئمة أصلاً. وقال الذهبي : لينه الدارقطني وقال : كان متساهلاً ، ومشاه غيره ، وكان من أوعية العلم ، وكان يعتمد على حفظه فيهم. قلت : فحديثه على أقل التقادير حسن بذاته ، بل قوي قريب من الصحة.

(4) أبو محمد البزار ، ذكره الخطيب في تاريخه 9 / 406 ووثقه.

(5) ذكره الخطيب في تاريخه 12 / 484 قال : قدم بغداد وحدث. روى عنه محمد بن مخلد وأبو

٨١

وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثني يوسف بن سهل التمار ، ثنا القاسم بن إسماعيل العزرمي ، ثنا أبو نعيم.

وأخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيقي العلوي(1) في كتاب النسب ، ثنا جدي ، ثنا محمد ابن يزيد الآدمي ، ثنا أبو نعيم.

وأخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي من كتاب التاريخ ، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع ، ثنا الحسين بن عمرو العنقزيى والقاسم بن دينار ، قالا : حدثنا أبو نعيم.

حدثني عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) ، قال : أوحى الله إلى محمد (صلى الله عليه وآله) :« أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً ، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً » .

هذا لفظ حديث الشافعي. وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل : إني قتلت على دم يحيى بن زكريا إني قاتل على دم ابن ابنتك هذا حديث صحيح الإسناد(2) .

__________________

القاسم المروزي وأبو العباس بن عقدة وغيرهم ، ولم يقدح فيه ، كما لم يذكر في كتب الضعفاء فحديثه في مرتبة الحسن.

(1) ذكره الخطيب في تاريخه 7 / 421 ولم يقدح فيه أصلا وإنما روى عنه قوله (صلى الله عليه وآله) : « علي خير البشر فمن أبى فقد كفر » وقال : هذا حديث منكر لا أعلم رواه سوى هذا العلوي بهذا الإسناد. وظلمه الذهبي بذكره في الميزان.

(2) المستدرك على الصحيحين 3 / 178 ووافقه الذهبي على شرط مسلم ، ورواه ابن أبي جرادة في بغية الطلب 6 / 2644 بسنده عن أبي بكر الشافعي ، وتاريخ بغداد 1 / 152 ، وتهذيب الكمال 6 / 431 ، وسير أعلام النبلاء 4 / 342 عن أبي بكر الشافعي عن محمد بن شداد الحديث. قال الذهبي : هذا حديث نظيف الإسناد ، منكر اللفظ ، وعبدالله وثقه ابن معين وخرج له مسلم ، ونقله ابن كثير عن المسمعي ، ثم قال : هذا حديث غريب جداً. ولم يقدح في سنده.

٨٢

فالحديث مستفيض عن أبي نعيم ، رواه عنه أكثر من سبعة : منهم : محمد ين يزيد الادمي(1) ، القاسم بن دينار(2) ، محمد بن شداد المسمعي ، حميد بن الربيع ، الحسين بن حميد بن الربيع ، القاسم بن اسماعيل العزرمي ، كثير بن محمد ابو أنس ، الحسين بن عمرو العنقري ، القاسم بن ابراهيم بن علي الهاشمي الكوفي.

والحاكم النيسابوري يرويه عن خمسة من مشايخه(3) .

__________________

(1) قال ابن حجر في التقريب رقم 834 : ثقة عابد روى عنه النسائي.

(2) الظاهر انه بن زكريا بن دينار ، قال المزي وربما نسب الى جده ، وثقه النسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : ثقة ، روى عنه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

(3) السند : أبو نعيم هو الفضل بن دكين الاحول ، قال ابن شيبة : أبو نعيم ثقة ثبت صدوق ، وقال أحمد : أثبت من وكيع ، الحجة الثبت ، صدوق ثقة موضع للحجة في الحديث ، وقال ابن معين : مارأيت اثبت من رجلين : أبي نعيم ، وعفان ، وقال أحمد بن صالح : ما رأيت محدثاً أصدق من أبي نعيم ، وقال ابن أبي شيبة : حدثنا الاسد ، فقيل له من هو؟ فقال : الفضل بن دكين ، وقال العجلي : ثقة ثبت في الحديث ، وقال يعقوب بن سفيان : أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الاتقان ، ووثقه ابو حاتم وابن سعد ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان أتقن أهل زمانه ، قال النسائي : أبو نعيم ثقة مأمون ، وقال ابن حجر : ثقة ثبت وهو ، روى له الستة وغيرهم.

عبدالله بن حبيب ، أبو عبدالرحمن السلمي من أصحاب الصحاح الستة ، وثقه العجلي والنسائي وابن سعد وابن عبدالبر ، وقال ابن حجر : ثقة ثبت ، ولم يقدح فيه أصلا وإنما اختلف في انه سمع من بعض الصحابة أم لا.

حبيب بن ابي ثابت أبو يحيى ، من أصحاب الصحاح الستة ، المجمع على ثقته ، قال العجلي : تابعي ثقة وكان مفتي الكوفة قبل حماد ، ثبتاً في الحديث ، وقال القتات : قدمت الطائف مع حبيب وكأنما قدم عليهم نبي ، وقال ابن معين : ثقة حجة ثبت ، وقال أبو حاتم : صدوق ثقة ، راجع تهذيب الكمال : 23 / 197 ، 14 / 408 ، 5 / 358 على التوالي.

٨٣

فقه الروايات

حاصل الروايات :

والمُتحَصَّل من كل هذه الروايات : أن بكاءه (صلى الله عليه وآله) على سبطه الحسين (عليه السلام) ، ومجيء جبرئيل (عليه السلام) أو غيره من الملائكة بقبضة من تراب كربلاء ، لم يكن في زمان ومكان واحد ، وإنما كان ذلك في أزمنة مختلفة وأماكن متعددة وأُناس مختلفين.

فالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) أقام المأتم(1) ، وبكى على الحسين في يوم ولادته ، وعند حضانته ، وحينما أخذ يحبو ، وحينما كَبُرَ ، وفي يوم مقتله. وتارة كان هذا البكاء في بيت أُم سلمة ، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة في بيت زينب بنت جحش ، ومرة جبرائيل هو الذي يخبره بذلك ، وأُخرى ملك المطر ، وثالثة غيرهما من الملائكة المقربين.

من كل ذلك يعلم مدى اهتمام السماء والنبي المصطفى بمقتل الحسين (عليه السلام) ، وأنّ له خصوصية زائدة على غيره من الشهداء والصحابة الأخيار ، إذ لا نجد في الروايات بكاءه المستمر والمتكرر والمتعدد على أحد من أصحابه كما هو الشأن في الحسين (عليه السلام) ، فلقد أُخبر عن مقتل عدة من أصحابه ولم يبك عليهم وقت الإخبار ، كما لم يتكرر إخباره بذلك ويتعدد.

نعم أخبر (صلى الله عليه وآله) بمقتل وشهادة الامام علي (عليه السلام) بشكل متكرر وقال : أن قاتله

__________________

(1) المأتم هو المكان الذي يقع فيه البكاء وتذكر فيه المصيبة ، كما هو عند العرب ، فبيت أُم سلمة كان مأتماً للحسين (عليه السلام) ، وبيت عائشة كذلك.

٨٤

أشقى الآخرين ، كما أن عاقر ناقة صالح (عليه السلام) كان أشقى الاولين(1) ، ودمعت عيناه لذلك.

ونحن لو قمنا بمقارنة بمن بكى عليهم النبي (صلى الله عليه وآله) لرأينا أن بكاءه (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) يفوق من حيث الكم والعدد ، فلقد بكى على عمّه حمزة (عليه السلام) ، وبكى على ابن عمه جعفر (عليه السلام) ، وبكى على عمّه أبي طالب (عليه السلام) ، وبكى على زوجته خديجة (عليها السلام) وبكى على الصحابي الجليل عثمان بن مظعون ، وبكى على الصحابي العظيم سعد بن معاذ ، وعلى عدة ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وأكثر بكائه من حيث الكيف كان على عمّه حمزة (عليه السلام) ، فإنه كما عن مسعود : ما رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) باكياً أشد من بكائه على حمزة. وعن جابر : أنه (صلى الله عليه وآله) لما رأى جبهة حمزة بكى ، ولما رأى ما مُثّل به شهق(2) . وبكى على زوجته خديجة الكبرى (عليها السلام) وكان كثيراً ما يذكرها حتى غارت منها عائشة.

ولكن لم يصل بكاؤه على المُنتجَبين من أهل بيته إلى مستوى البكاء والحزن على سبطه الإمام الحسين (عليه السلام) ، إذ عادة ما يكون البكاء والحزن عليهم

__________________

(1) روي ذلك بأسانيد صحيحة عن عدة من الصحابة.

(2) المستدرك على الصحيحين 2 / 130 ، 3 / 219 ، الاستيعاب 1 / 374 ، ومجمع الزوائد 6 / 118 ، وقال : رواه البزار ، وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه.

قلت : بل لا ضعف فيه. قال الترمذي ويعقوب : صدوق. وقال العجلي تابعي جائز الحديث. وقال البخاري : كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه ، وهو مقارب الحديث. وقال العقيلي : كان فاضلاً خيّراً موصوفاً بالعبادة. وقال الساجي : كان من أهل الصدق. وقال ابن عبدالبر : هو أوثق من كل من تكلم فيه. وعن ابن بشر : خيّر فاضل عابد. وقال أحمد شاكر في حاشيته على مسند الإمام أحمد ج1 ، الرقم 6 : ثقة لا حجة لمن تكلم فيه. راجع تهذيب التهذيب 6 / 3. تهذيب الكمال : 6 / 54.

٨٥

من قِبَل الرسول (صلى الله عليه وآله) حين وفاتهم وشهادتهم ، وهذا بخلاف ما جرى مع الإمام الحسين (عليه السلام) فإن بكاء الرسول الإعظم (صلى الله عليه وآله) قبل استشهاده وبعده ، مما يجعل لشهادته (عليه السلام) خاصية تفوق غيره من الشهداء والصالحين ، ويكشف هذا الأمر أن قضية الحسين (عليه السلام) ومقتله على درجة من الأهمية في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله).

أضف إلى ذلك : أن ثمّة اهتمام من قبل الوحي بتذكير الرسول الإكرم (صلى الله عليه وآله) بمقتل الحسين ، ومن ثمّ بكاؤه (صلى الله عليه وآله) تعداداً ومراراً ، ولعلّ من غايات تعداد تذكير الرسول (صلى الله عليه وآله) بمصيبة ولده الحسين والبكاء عليه مراراً حتى لا يتسنى لأحد من الأُمة أن ينفي خصوصية واستحباب البكاء والحزن على الحسين وإقامة المأتم عليه.

فهو (صلى الله عليه وآله) بعد أن أتعب نفسه الزكية ، وبيَّن سنته بقوله وفعله فيما يخص البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) والحزن عليه ، مع ذلك نجد العقائر والحناجر ترتفع بأن : لا خصوصية للبكاء على الحسين عن غيره من الصحابة ، وأن خروج الحسين (عليه السلام) استلزم منه الفساد الكبير والشر العظيم! وأن الحسين (عليه السلام) خرج عن حده فقتل بسيف جده! وأن لا نقبل جعل شهر محرم الحرام شهر أحزان! وأن وأن وأن ...!! فتركوا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وشنّوا الغارة على من التزم بها تحت شعار البدعة والغلو في الحسين وآل الحسين (عليهم السلام)(1) .

كما ويستفاد أيضا من هذه الروايات المتواترة اهتمام بالغ من قبل السماء بتربة كربلاء ، ففي كل موقف يبكي فيه الرسول (صلى الله عليه وآله) على الحسين يأتي جبرئيل أو غيره من الملائكة المقربين بقبضة من تراب كربلاء ، فيشمّها الرسول

__________________

(1) فقبل أن يتهموا الطرف الآخر المغالاة في الدين فلابدّ من أن يتهموا أنفسهم أولاً التقصير في فهم الدين ، كما نطقت به السنّة النبوية الشريفة.

٨٦

فتنبجس عيناه بالدموع ، وهذا كاشف عن مدى قدسية وشرافة هذه التربة التي ضمت جسد الحسين (عليه السلام) وأصحاب الحسين (عليهم السلام).

ومن دلالة هذه الروايات نستحصل ما يلي :

1 / استحباب البكاء والحزن على الحسين (عليه السلام) ، اقتداءً بالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) ، ومن يرغب عن سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) فقد سفّه الحق ، ومن سفّه الحق ، فقد تكبّر( وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ) (1) .

2 / تكرار البكاء على الحسين (عليه السلام) وإدامته ، ومواصلة الحزن عليه مدى الأيام والليالي والسنين ، اتباعاً للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، إذ لم نجد في الروايات والأحاديث الصحيحة من أدمن الرسول البكاء والحزن عليه وكرّره وكثَّره كما هو الشأن في الحسين (عليه السلام).

فهذا الاستمرار ـ الذي يراه المسلم ـ لدى المؤمنين في إقامة المآتم والبكاء على الحسين (عليه السلام) ، وهذا الحماس المتجدد كل عام ، والحزن العميق الذي لا نهاية له إلى الأبد ـ إن شاء الله ـ ما هو إلا مصداق من مصاديق الاقتداء والسير على خطى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).

فلقد بكى (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) في موارد متعددة ، وأماكن مختلفة ، وأزمنة كثيرة ، كما انكسف باله وخارت نفسه ، وفاضت عيناه بالدموع على ما يحل بأهل بيته (عليهم السلام) في صحراء كربلاء.

__________________

(1) النساء : 172 ـ 173.

٨٧

فمن كان يؤمن بالله ويرجو الثواب يوم المعاد فليبك على الحسين كما بكى الرسول (صلى الله عليه وآله) عليه مراراً ، وليحزن عليه كما حزن الرسول (صلى الله عليه وآله) عليه تكراراً ، وليتغيّر لونه كما تغيّر لون الرسول عليه كثيراً ، ولينكسف باله كما انكسف بال الرسول عليه تعداداً.

وهذا هو مقتضى قوله تعالى :( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) (1) . وقال تعالى :( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (2) .

ومتابعة لقول الحجة من آل محمد (صلى الله عليه وعليهم أجمعين) : «فلأندبنّك صباحاً ومساءً ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً » ، ونحن نقول : أبا عبدالله« إن لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك ، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ، لبيك أبا عبدالله » .

فقول البعض : (لا نقبل أن نجعل شهر محرم شهر أحزان) قول يخالف فعل وقول الرسول (صلى الله عليه وآله) وبكاءه وحزنه على الحسين مراراً وتكراراً في موارد مختلفة وأزمنة متعددة ، منها يوم عاشوراء كما عن ابن عباس في الأثر الصحيح.

فإذا كان عبدالله بن عمر بن الخطاب يقتدي به (صلى الله عليه وآله) حتى في موضع قضاء الحاجة ، ويسعى في أن يقع خف بعيره في الموضع الذي وقع فيه خف بعير رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فالاقتداء به في البكاء على الحسين (عليه السلام) والحزن عليه أولى وأهم وأصدق.

فعن ابن سيرين قال : كنت مع ابن عمر بعرفات فلما كان حين راح رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأُولى والعصر ، ثم وقفت معه أنا وأصحاب لي ،

__________________

(1) الأحزاب : 21.

(2) آل عمران : 31.

٨٨

حتى أفاض الإمام فأفضنا معه حتى انتهينا إلى المضيق دون المأزمين ، فأناخ وأنخنا ونحن نحسب أنه يريد أن يصلي فقال غلامه الذي يمسك راحلته : إنه ليس يريد الصلاة. ولكنه ذكر أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو يحب أن يقضي حاجته(1) .

وعن نافع قال : رأيت ابن عمر إذا ذهب إلى قبور الشهداء على ناقته ردها هكذا وهكذا. فقيل له في ذلك ، فقال : إني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الطريق على ناقته فقلت : لعل خفّي يقع على خفّه(2) .

قال الحجة العلامة الأميني (قدس سره) : رزية أبكت نبينا طيلة حياته ، وأبكت أُمهات المؤمنين والصحابة الأولين ، ونَغّصت عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فتراه (صلى الله عليه وآله) تارة يأخذ حسيناً ويضمّه إلى صدره ، ويخرجه إلى صحابته كاسف البال وينعاهم بقتله ، وأُخرى يأخذ تربته بيده ويشمها ويقلّبها ويقبّلها ويأتي بها إلى المسجد ـ مجتمع الصحابة ـ وعيناه تفيضان ، ويقيم مأتماً وراء مأتم في بيوت أُمهات المؤمنين ، وذلك قبل وقوع تلك الرزية الفادحة ، فكيف به (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك؟!

فحقيق على كل من استنّ بسنته (صلى الله عليه وآله) صدقاً أن يبكي على ريحانته جيلاً بعد جيل ، وفينةً بعد فينة ، مدى الدهر ، فعلى الأُمة أن تبكي مدى الدهور حتى تغسل دَرَن ذلك الخزي القاتم ، وتزيل دنس تلك المنقصة المخزية بدمعة العين ، وتسلي بها نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) عن المصاب الفادح(3) .

فأين هذا من قول بعضهم : (إنا لا نقبل من أن يكون شهر محرم الحرام شهر

__________________

(1) مسند أحمد 2 / 131 قال : حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا عبدالملك عن أنس بن سيرين ، ومجمع الزوائد 1 / 174 قال : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح.

(2) البيهقي السنن الكبرى ، 5 / 249.

(3) سيرتُنا وسنّتا / 156.

٨٩

أحزان)؟! وجوابه قوله تعالى :( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَد اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ ) .

3 / اتخاذ يوم عاشوراء على نحو الخصوص يوم حزن وبكاء ، ففي هذا اليوم رُؤي النبي (صلى الله عليه وآله) أشعث أغبر حزيناً باكياً لِمَا حلّ على أهل بيته (عليهم السلام) في كربلاء ، فهل الاقتداء به وبسنّته من اتخاذ يوم عاشوراء ومحرم الحرام شهر أحزان وبكاء أمر غير مقبول؟!

4 / جعل رزيّة الإمام الحسين (عليه السلام) أعظم الرّزايا ، لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) جعلها كذلك واهتم بها أكثر من غيرها من الرّزايا ، ولقد جاء في زيارة عاشوراء المروية عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) : « مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيّتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض »(1) .

5 / الاهتمام بتلك التربة الطاهرة ، التي تناولها وحملها جبريل (عليه السلام) مراراً والملائكة المقربون ، والتي قلّبها وقبّلها سر العالمين (صلى الله عليه وآله) ، والاستشراف لشمها وتقبيلها واستحباب ذلك ، فلا يعلم الإنسان أي سر مُودع فيها ، إذ كان بإمكان السماء والأمين جبرئيل (عليه السلام) إخبار الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن الحسين (عليه السلام) سيقتل في كربلاء ، فَلِمَ هذا الحمل المستمر والمتكرر من قِبَل جبرئيل وغيره من الملائكة المقرّبين لهذه التربة المقدّسة ، أفلا يكفي أن يأتي بها جبرئيل مرة واحدة؟!

لكن قداسة هذه التربة يأبى إلا أن يكون مقروناً بالحسين (عليه السلام) ، فَذِكر الحسين (عليه السلام) ذِكر لهذه التربة المقدسة الطاهرة ، وَذِكر هذه التربة ذِكر للحسين.

__________________

(1) والشاهد على أنها كذلك تواتر وتتابع إخبار الوحي بمقتل الحسين (عليه السلام) ومجيء الأمين جبرئيل وغيره من الملائكة مراراً وتعداداً بقبضة من تراب كربلاء.

٩٠

وليست مصيبة الحسين (عليه السلام) والاهتمام بتربته قضيّة عاطفية من قبل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إزاء ولده الحسين (عليه السلام) ، وإنما القضية قبل ذلك وحي وإيحاء واهتمام السماء والأمين جبرئيل (عليه السلام) بالبكاء على الحسين وبتربته المقدسة ، قال تعالى :( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) . وقال :( إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) .

فالاهتمام المتكرر بهذه التربة من قبل السماء ، والشمّ المستمر لها من قبل النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) وصحابته الكرام ، حتى لا يأتي ـ دكتور أو شيخ ـ ويدعي عدم الخصوصية لهذه التربة أو للبكاء والحزن على الحسين ويقول : (ولكن لا نقبل أن نجعل شهر محرم شهر أحزان). إذ السؤال لِمَ لم تذكر التربة التي قُتل فيها جعفر الطيار (عليه السلام) بشكل مستمر ومتكرر؟! وكذلك لِمَ لم تذكر تربة سيد الشهداء حمزة (عليه السلام)؟! وهذا لا يعني أن تربة حمزة وجعفر (عليهما السلام) لا خصوصية لهما ، لهما الخصوصية لكن تربة أبي عبدالله الحسين لها النصيب الأكبر من الاهتمام والعناية من قبل السماء لها ، والروايات المتقدمة تنادي بصوت عال ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولكن( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) !!!

فتربة يحملها جبريل

من حقها التبجيل والتفضيل

فللبكاء على الحسين (عليه السلام) خصوصية ، ولتربته المقدسة خصوصية أيضاً.

ومن هنا يعلم أن خروجه (عليه السلام) إلى كربلاء كان بتخطيط من جده (صلى الله عليه وآله) ، كما كانت حروب أبيه (عليه السلام) الثلاثة(1) بتخطيط

__________________

(1) حرب الجمل وصفين والنهروان ، أي قتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

وحديث (أمر علياً بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين) رواه البزار في مسنده 2 / 27 ، وأبو يعلى في المسند 3 / 194 ، والطبراني في المعجم الكبير / الرقم 4049 ، 10053 ، 10054 ، والحاكم

٩١

وأمر من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).

والشاهد على ذلك أن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب لما كتب إلى الحسين (عليه السلام) كتاباً يحذّره فيه أهل الكوفة ويناشده الله أن يشخص إليهم ، كتب إليه الحسين (عليه السلام) :

« إنّي رأيتُ رؤياً ، ورأيتُ فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأمرني بأمر أنا ماضٍ له ، ولست بمخبر بها أحداً حتى أُلاقي عملي » (1) .

__________________

في المستدرك 3 / 139 ، وابن أبي عاصم في السنة 2 / 425 مختصراً وصححه الألباني ، وابن عساكر بطرق كثيرة جداً عن علي وأبي أيوب الأنصاري وابن مسعود وأبي سعيد الخدري ، وقد أطال الحافظ ابن كثير في سرد طرقه في البداية والنهاية 7 / 338 ، والحديث بجميع طرقه وصل إلى حدّ الاستفاضة.

(1) رواه ابن سعد بعدة أسانيد :

قال : أنبأنا محمد بن عمر ، أنبأنا ابن أبي ذئب ، حدثني عبدالله بن عمير مولى أُم الفضل.

قال : وأنبأنا عبدالله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه.

قال : وأنبأنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي ، عن أبيه.

قال : وحدثني عبدالرحمن بن أبي الزناد ، عن أبي وجزة السعدي ، عن علي بن حسين.

قال : وأخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر ، عن أبيه.

وعن لوط بن يحيى الغامدي ـ أبو مخنف ـ عن محمد بن بشر الهمداني وغيره.

وعن هارون بن عيسى ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه.

وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن مجالد عن الشعبي.

قال : وغير هؤلاء أيضاً قد حدثني في هذا الحديث بطائفة.

راجع : تاريخ دمشق 14 / 209 ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي البزاز ، أنبأنا الحسن بن علي الشاهد ، أنبأنا محمد بن العباس الخزاز ، انبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن فهم الفقيه ، انبأنا محمد بن سعد الحديث ، ونقله عن ابن سعد بأسانيده المزي في تهذيب الكمال 6 / 412 ، 418 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 297 ، وابن أبي جرادة في تاريخ حلب 6 / 2605.

ورواه الإمام الطبري عن الحارث بن كعب الوالبي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، راجع استشهاد الحسين للإمام الطبري / 79.

ورواه المؤرخ الكبير ابن أعثم الكوفي في الفتوح 2 / 36 ، تحقيق الدكتور سهيل زكار ، بأسانيد

٩٢

ومن رآه (صلى الله عليه وآله) فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به(1) . فكيف إذا كان الرائي سبطه الحسين ريحانته في الدنيا وسيد شباب أهل الجنة؟! ولذلك لما قتل الحسين (عليه السلام) الْتقط (صلى الله عليه وآله) دمه ودم أصحابه.

فعن ابن عباس قال : رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة من دم ، فقلت : « بأبي وأُمي يارسول الله ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم. فأحصينا ذلك فوجدناه قتل في ذلك اليوم »(2) .

وعن أُم سلمة ـ روحي فداها ـ أنها جلست تبكي فقيل لها : ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : « ما لك يارسول الله؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً »(3) .

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)

__________________

تزيد على أسانيد ابن سعد فراجع.

(1) قال (صلى الله عليه وآله) : « من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ». رواه مسلم والبخاري ، راجع شرح مسلم للنووي 15 / 24 ، وفتح الباري 13 / 339 ، والترمذي : من حديث ابن مسعود ، وقال : وفي الباب عن أبي هريرة وأبي قتادة وابن عباس وأبي سعيد وجابر وأنس وأبي مالك الأشجعي عن أبيه وأبي بكرة وأبي جحيفة ، والمصنف لعبدالرزاق 11 / 216 ، والمصنف لابن أبي شيبة 7 / 233 ، ومسند أبي يعلى 6 / 41 ، 9 / 162 ، وغيرهم كثير.

(2) مسند أحمد بن حنبل 1 / 283 ، وفي طبعة شاكر 4 / 26 ، ورواه أيضاً في فضائل الصحابة / الرقم 1380 ، 1381 ، وصححهما محقق الكتاب ، ورواه الحاكم والذهبي في التلخيص 4 / 397 ، وصحّحاه على شرط مسلم ، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية 8 / 218 وقال : إسناده قوي ، وفي مجمع الزوائد 9 / 194 قال : رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح ، وغيرها من المصادر.

(3) صحيح الترمذي 13 / 193 ، المستدرك 4 / 19 ، وغيرهما عدة.

٩٣

زيارة الجامعة الصغيرة

« السَّلاَمُ عَلى أَوْلِيَاءِ اللهِ وَأَصْفِيَائِهِ ، السَّلاَمُ عَلى أُمَنَاءِ اللهِ وَأَحِبَّائِهِ ، السَّلاَمُ عَلى أَنْصَارِ اللهِ وَخُلَفَائِهِ ، السَّلاَمُ عَلى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلى مَسَاكِنِ ذِكْرِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلى مُظْهِرِي أَمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ ، اَلسَّلاَمُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُسْتَقِرِّينَ فِي مَرْضَاةِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُخْلِصِينَ فِي طَاعَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَى الأدِلاَّءِ عَلَى اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَى الَّذِينَ مَنْ وَالاَهُمْ فَقَدْ وَالَى اللهَ ، وَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللهَ ، وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَأُشْهِدُ اللهَ أَنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلاَنِيَتِكُمْ ، مُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّد مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنْهُمْ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ ».

٩٤

الفهرس

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام.................................. 1

أولاً : ما وري عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)...................... 3

1 / رواية نجي الحضرمي الكوفي :........................................... 3

2 / رواية شيبان بن مخرمة :.................................................. 5

3 / رواية أبي هرثمة :........................................................ 6

4 / هانئ بن هانئ :......................................................... 9

5 / مالك بن صحار ومخنف بن سليم :.................................... 10

6 / كدير الضبي وهو من الصحابة :........................................ 13

7 / أصبغ بن نباتة :....................................................... 14

8 / أبو حبرة :............................................................ 14

9 / غرفة الأزدي :......................................................... 15

10 / كثير بن يسار الأحمسي :............................................ 15

11 / الشعبي :........................................................... 15

12 / محمد بن سيرين :................................................... 16

ثانياً : ما روي عن أُم المؤمنين أُم سلمة...................................... 16

1 / سعيد بن أبي هند :.................................................... 16

2 / عبدالله بن وهب بن زمعة :............................................. 19

3 / عبدالمطلب بن عبدالله بن حنطب :.................................... 27

4 / أبو جعفر الباقر عليه السلام :.......................................... 29

5 / صالح بن أربد :....................................................... 30

6 / أبو وائل شقيق بن سلمة :.............................................. 31

7 / سلمى :.............................................................. 31

8 / شهر بن حوشب :..................................................... 32

9 / داود :................................................................ 33

٩٥

ثالثاً : ما روي عن حبر الأُمة ابن عباس....................................... 34

1 / عمار بن أبي عمار :................................................... 34

2 / علي بن زيد بن جدعان :.............................................. 35

3 / عكرمة :.............................................................. 35

4 / أبو الضحى :......................................................... 37

5 / معاوية بن ابي سفيان :................................................. 37

رابعاً : ما روي عن أُم الفضل بنت الحارث................................... 38

خامساً : ما روي عن أم المؤمنين عائشة...................................... 42

1 / أبي سلمة :........................................................... 42

2 / عروة بن الزبير :....................................................... 47

3 / سعيد بن أبي هند :.................................................... 49

4 / سعيد بن أبي سعيد المقبري :.......................................... 50

سادساً : ما روي عن الصحابي أُمامة......................................... 51

سابعاً : ما روي عن زينب بنت جحش........................................ 52

ثامناً : ما روي عن أنس بن مالك............................................ 53

تاسعاً : ما روي عن أبي الطفيل.............................................. 56

عاشراً : ما روي عن معاذ بن جبل............................................ 56

الحادي عشر : ما روي عن الشهيد أنس بن الحارث.......................... 57

الثاني عشر : ما روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري.......................... 59

الثالث عشر : ما روي عن سيد الشهداء..................................... 60

ما رفع حجر يوم قتل الحسين............................................... 65

بكاء السماء وظهور الحمرة فيها............................................ 69

قال الله تعالى إني قاتلٌ بالحسين سبعين ألفاً.................................. 80

فقه الروايات............................................................... 84

الفهرس.................................................................... 95

٩٦