بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام0%

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 96

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

مؤلف: محمد عبدالله نجم
تصنيف:

الصفحات: 96
المشاهدات: 38406
تحميل: 3945

توضيحات:

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 96 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38406 / تحميل: 3945
الحجم الحجم الحجم
بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

مؤلف:
العربية

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

إعداد

محمد عبدالله نجم

إشراف

سماحة الشيخ أحمد الماحوزي

١

بسم الله الرحمن الرحيم

الروايات عن طريق أهل السنّة والجماعة في بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على الإمام الحسين عليه السلام كثيرة جداً ومتواترة بلا ريب ، وتُعدُّ من القضايا الغيبيّة التي أخبر بها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الدالة على صدقه وأنه (صلى الله عليه وآله) أصدق من برأ الله تعالى.

ولم يقتصر بكاؤه (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) بموقف وزمان واحد ، بل بملاحظة مجموع ما روي عن الصحابة يستكشف على نحو القطع أن بكاءه (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) كان في أزمنة مختلفة وأمكنة متعددة ومواقف متكررة ، فمرة بكى على الحسين في بيت أُم سلمة ، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة في بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) ، ومرة كان الذي يخبره بقتل الحسين جبرئيل (عليه السلام) ، وأُخرى ملك المطر ، وثالثة غيره من الملائكة المقربين.

كما أنه (صلى الله عليه وآله) قد عقد المأتم والبكاء على الحسين قبل ولادته ، وفي يوم ولادته ، وعند حضانته ، وحينما أخذ يحبو ، وحينما كَبُرَ ، وفي يوم مقتله.

نكتفي في هذا المختصر بذكر جملة من هذه الروايات المروية عن عدة من الصحابة الكرام ، مع تقييم بعض أسانيدها.

والحمدُ لله ربّ العالمين

محمد عبد الله نجم

الكويت 6 / 1 / 2005

٢

بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله)

على ابن البتول (عليهما السلام)

أولاً : ما وري عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)

والرواية عنه (عليه السلام) متعددة عن جماعة من التابعين ، نذكر بعضاً منهم :

1 / رواية نجي الحضرمي الكوفي :

الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا شرحبيل بن مدرك ، حدثنا عبدالله بن نجي ، عن أبيه : أنه سار مع علي (عليه السلام) وكان صاحب مطرته(1) ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين ، فنادى علي (عليه السلام) : « اصبر أبا عبدالله ، اصبر أبا عبدالله بشط الفرات. قلت : وماذا؟ قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يانبي الله أغضبك أحد! ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : بلى ، قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال : فقال : هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟ قال : قلت : نعم. فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا »(2) .

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله ثقات.

__________________

(1) أي حامل ماء وضوئه.

(2) المسند 1 / 85 ، والمصنف لابن أبي شيبة 8 / 632 ، الرقم 259 ، ومسند أبي يعلى 1 / 298 ، الحديث 363 ، والآحاد والمثاني 1 / 308 ، الحديث 427 ، والمعجم الكبير الرقم 2811 ، وبغية الطلب 6 / 2596 ، وتهذيب الكمال 6 / 406 ، وتاريخ دمشق 14 / 187 ، 188 ، ومصادر عدة.

٣

قال نور الدين الهيثمي : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني. ورجاله ثقات ، ولم ينفرد نجي بهذا (1) .

* محمد بن عبيد : هو بن أبي أمية. وثقه أحمد بن حنبل وابن معين والنسائي والدارقطني وابن سعد. وقال ابن عمار : أولاد عبيد كلهم ثبت ؛ أحفظهم يعلي وأبصرهم بالحديث محمد. وقال العجلي : كوفي ثقة وكان عثمانياً ، روى له الستة وغيرهم(2) .

* شرحبيل بن مدرك : هو الجعفي الكوفي ، وثقه ابن معين وابن شاهين وابن خلفيون وكذا الحافظ ابن حجر ، وذكره ابن حبان في الثقات. ولم يقدح فيه أحد(3) .

* عبد الله بن نجي : الحضرمي الكوفي وثقه النسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ ابن حجر : صدوق. وقال البخاري وابن عدي : فيه نظر. وقال الدارقطني : ليس بقوي في الحديث. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه(4) .

* نجي : هو ابن سلمة الكوفي الحضرمي ، قال العجلي : ثقة تابعي من خيار التابعين. وذكره ابن حبان في الثقات وقال : لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وقد أغرب الحافظ الذهبي حينما قال : لا يدرى من هو. وقد ظلمه الحافظ ابن حجر فقال : مقبول. فبعد توثيق العجلي وتصريحه أنه من خيار التابعين ، وذكر ابن حبان له في الثقات ، ومع عدم القدح فيه أصلاً ، كيف يقال عنه : إنه مقبول!!! فهذا غريب جداً من الحافظ ابن حجر. وقد قُتل سبعة من أبنائه مع

__________________

(1) مجمع الزوائد 9 / 187

(2) تهذيب الكمال 26 / 54 ، الرقم 5440.

(3) تهذيب الكمال 12 / 428 ، الرقم 2720.

(4) تهذيب الكمال 16 / 219 ، الرقم 3614.

٤

علي (عليه السلام) في صفين. روى له النسائي وأبو داود وابن ماجه. واحتج به ابن خزيمة في صحيحه ، وكذا ابن حبان(1) .

2 / رواية شيبان بن مخرمة :

ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن فهيم ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا يحيى بن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن ميمون عن شيبان بن مخرم ـ قال ميمون : وكان عثمانياً يبغض علياً ـ قال : رجعنا مع علي من صفين ، قال : فانتهينا إلى موضع ، قال : فقال : « ما يسمى هذا الموضع؟ قال : قلنا : كربلا. قال : كرب وبلاء. قال : ثم قعد على رابية وقال : يقتل هاهنا قوم هم أفضل شهداء على ظهر الارض لا يكون شهداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ». قال : قلت : بعض كذباته وربّ الكعبة! قال : فقلت لغلامي ـ وَثَمَّ حمار ميت ـ : جئني برجل هذا الحمار. فجاءني به ، فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعداً ، فلما قتل الحسين قلت لأصحابي : انطلقوا ننظر. فانتهينا معهم إلى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار ، وإذا أصحابه ربضة حوله.

الطبراني : حدثنا الحضرمي ، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، عن عطاء فقال : « يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر »(2) .

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله موثقون.

__________________

(1) تهذيب الكمال 29 / 332 ، الرقم 6388.

(2) المعجم الكبير 3 / 111 ، الرقم 2826 ، وتاريخ دمشق 14 / 221 عن ابن سعد والطبراني.

٥

قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني وفيه عطاء وهو ثقة ولكنه اختلط ، وبقية رجاله ثقات (1) . وبما أنه لم ينفرد بالحديث فيعلم أنه أخذ منه وقت الضبط والتثبت.

3 / رواية أبي هرثمة :

ابن أبي شيبة : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش ، عن سلام أبي شرحبيل ، عن أبي هرثمة قال : بعرت شاة له فقال لجارية له : يا جرداء ، لقد أذكرني هذا البعر حديثاً سمعته من أمير المؤمنين ، وكنت معه بكربلاء ، فمرّ بشجرة تحتها بعر غزلان ، فأخذ منه قبضة فشمها ، ثم قال : « يحشر من هذا الظهر سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب »(2) .

الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن سلام(3) .

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله موثقون.

قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني ، ورجاله ثقات(4) .

* أبو معاوية : هو محمد بن خازم ، ثقة بالاتفاق. قال الحافظ ابن حجر : ثقة ، أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره ، روى له الستة(5) .

* الأعمش : هو سليمان بن مهران ، أعظم الرواة على الإطلاق ، ثقة إمام عين ثبت. قال الحافظ ابن حجر : الإمام ، شيخ الإسلام ، شيخ المقرئين والمحدثين ،

__________________

(1) مجمع الزوائد 9 / 191.

(2) المصنف 8 / 633 ، الرقم 260.

(3) * المعجم الكبير 3 / 111 ، الرقم 2825.

(4) مجمع الزوائد 9 / 191.

(5) تقريب التهذيب 2 / 70.

٦

أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الحافظ(1) . قد ترستْ رواياتُه الصحاحَ الستة وغيرها.

* سلام بن شرحبيل : أبو شرحبيل روى عن عبيد أبي هريم ، وعنه الأعمش. ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه في صحيحه. ذكره البخاري وابن أبي حاتم بلا قدح ولا مدح. وقال الحافظ الذهبي : ما روى عنه سوى الأعمش ، ووثق. روى له البخاري في الأدب وابن ماجه ، وظلمه ابن حجر بقوله : مقبول(2) . لعدم القدح فيه أصلا.

* أبو هرثمة : لعله أبو هريم ، ذكره البخاري وابن أبي حاتم فقالا : عبيد ، أبو هريم ، سمع علياً (رضي الله عنه) قوله بكربلاء. قاله ابن فضيل عن الأعمش في الكوفيين. وذكره ابن حبان في الثقات(3) . وسلام بن شرحبيل أبو شرحبيل قد سمع منه الرواية قبل مقتل الحسين (عليه السلام).

سند آخر :

محمد بن سعد : أنبأنا يحيى بن حماد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن سليمان قال : أنبأنا أبو عبد الله الضبي قال : دخلنا على أبي هرثم ـ كذا ـ الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي ـ وهو جالس على دكان له ـ وله أمرأة يقال لها : جرداء ، وهي أشد حباً لعلي وأشد لقوله تصديقاً ، فجاءت شاة له فبعرت ، فقال : لقد ذكّرني بعرُ هذه الشاة حديثاً لعلي. قالوا : وما علم علي بهذا؟ قال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلا ، فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثم أخذ كفاً من بعر الغزلان فشمه ، ثم قال : « أوه أوه ، يقتل بهذا الغائط قوم

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 6 / 226

(2) تهذيب الكمال 12 / 292 ، وميزان الاعتدال 2 / 179 ، وتقريب التهذيب 1 / 406.

(3) الثقات 5 / 139 ، والجرح والتعديل 6 / 6 ، والتاريخ الكبير 6 / 6.

٧

يدخلون الجنة بغير حساب ». قال أبو عبيد : قالت جرداء : وما تُـنكر من هذا؟! هو أعلم بما قال منك. نادت ذلك وهي في جوف البيت(1) .

المزي : قال أبو الحسن الدارقطني : أنبأنا محمد بن نوح الجيديسابوري ، أنبأنا علي بن حرب الجنديسابوري ، أنبأنا إسحاق بن سليمان الرازي ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد أبي حيان ، عن قدامة الضبي(2) ، عن جرداء بنت سمير ، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال : خرجنا مع علي ، فسار حتى انتهى إلى كربلا ، فنزل إلى شجرة فصلى إليها ، فأخذ تربة من الأرض فشمها ، ثم قال : « واهاً لك تربة! ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ». قال : فقفلنا من غزاتنا وقُتل علي ونسيت الحديث. قال : فكنت في الجيش الذي ساروا إلى الحسين ، فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجة فذكرت الحديث ، فتقدمت على فرس لي ، فقلت : أُبشرك ابن بنت رسول الله وحدثته الحديث. « قال : معنا أو علينا ، قلت : لا معك ولا عليك ، تركت عيالاً وتركت مالاً ، قال : أما لا فولِّ في الأرض هارباً ، فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم ». قال : فانطلقت هارباً مولياً في الأرض حتى خفي عليّ مقتله(3) .

ابن أبي الحديد : نصر : حدثنا منصور بن سلام التميمي ، حدثنا ـ أبو ـ(4) حيان التميمي ، عن أبي عبيدة ، عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع علي (عليه

__________________

(1) رواه في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ وعنه بسند متصل ابن عساكر في تاريخ دمشق 14 / 198 ، والمزي في تهذيب الكمال 6 / 411 ، وإبن حجر في تهذيب التهذيب 2 / 301.

(2) ورجال السند إلى هنا ثقات ، وقدامة هو بن حماطة الضبي على الظاهر ذكره البخاري وابن أبي حاتم ووثقه ابن حبان.

(3) تهذيب الكمال 6 / 410 ، وتاريخ دمشق 14 / 222 بسند متصل إلى الدارقطني ، وبنفس السند في بغية الطلب لابن أبي جرادة ، وتهذيب التهذيب 2 / 348.

(4) وهو يحيى بن سعيد بن حيان أبو حيان التميمي.

٨

السلام) صفين ، فلما نزل بكربلاء صلى بنا ، فلما سلم رفع إليه من تربتها ، ثم قال : واهاً لك يا تربة!!! ليحشرن منك قوم يدخول الجنة بغير حساب.

قال : فلما رجع هرثمة من غزاته إلى امرأته جرداء بنت سمير ـ وكانت من شيعة علي (عليه السلام) ـ حدثها هرثمة فيما حدث ، فقال لها : ألا أُعجبك من صديقك أبي حسن! قال : نزل كربلاء ، وقد أخذ حفنة من تربتها فشمها ، وقال : « واهاً لك أيتها التربة! ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب » : وما علمه بالغيب؟ فقالت المرأة له : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقل إلا حقاً.

قال : فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين (عليه السلام) كنت في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى الحسين (عليه السلام) وأصحابه ، عرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع علي (عليه السلام) ، والبقعة التي رفع إليه من تربتها والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين (عليه السلام) فسلمت عليه ، وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحسين (عليه السلام) : « أمعنا أم علينا؟ » فقلت : يا بن رسول الله ، لا معك ولا عليك ، تركت ولدي وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد. فقال الحسين (عليه السلام) : « فول هرباً حتى لا ترى مقتلنا ، فوالذي نفس حسين بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحد ثم لا يعيننا إلا دخل النار ». قال : فأقبلت في الأرض أشتد هرباً ، حتى خفي علي مقتلهم(1) .

4 / هانئ بن هانئ :

ابن أبي شيبة : حدثنا عبيدالله قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن

__________________

(1) شرح نهج البلاغة 3 / 169.

٩

هانئ ، عن علي قال : « ليقتلن الحسين ظلماً ، وإني لأعرف بتربة الأرض التي يقتل فيها ، قريباً من النهرين »(1) .

مرتبة الحديث :

صحيح ، رجاله ثقات.

قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات(2)

5 / مالك بن صحار ومخنف بن سليم :

الطبراني : حدثنا أحمد ، حدثنا محمد بن بشار بندار ، حدثنا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمر بن سعيد بن مسروق ، عن أبيه ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن مالك بن صحار ومخنف بن سليم ، عن علي قال : « هل بكم ثقل من ثقل النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فويل لكم منهم ، وويل لكم عليهم »(3) .

ابن عساكر : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو الغنائم عبدالصمد بن علي ، أنبأنا أبو القاسم عبيدالله بن محمد بن إسحاق ، أنبأنا عبدالله بن محمد البغوي ، حدثني محمد بن ميمون الخياط ، أنبأنا سفيان ، أنبأنا عبدالجبار بن العباس ، أنه سمع عون بن أبي جحيفة قال : إنّا لجلوس عند دار أبي عبدالله الجدلي ، فأتانا مالك بن صحار الهمداني ، فقال : دلوني على منزل فلان. قال : قلنا : ألا ترسل إليه فيجيء؟ قال : وكنا في الكلام إذ جاء ، فقال له ابن صحار : أتذكر إذ بعثنا أبو مخنف إلى أمير المؤمنين وهو بشاطئ الفرات فقال : « ليحلّن ها هنا ركب من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) يمّر بهذا المكان فتقتلوهم ، فويل لكم منهم

__________________

(1) المصنف 7 / 276 ، الرقم 157 ، 8 / 632 ، الرقم 257 ، والمعجم الكبير 3 / 110 ، الرقم 2824 ، وبغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2603.

(2) مجمع الزوائد 9 / 190.

(3) المعجم الأوسط 2 / 85.

١٠

وويل لهم منكم »(1) .

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله موثقون.

* أبو غالب أحمد بن الحسن : هو ابن أحمد بن البناء البغدادي الحنبلي. قال الحافظ الذهبي : أبو غالب الشيخ الصالح الثقة ، مسند بغداد ، سمع أبا الغنائم وغيره ، ولد سنة (445) ، وحدث عنه ابن عساكر وغيره ، مات سنة (527)(2) .

* أبو الغنائم عبد الصمد بن علي : هو العباسي البغدادي. قال الحافظ الذهبي : ابن المأمون الشيخ الإمام الثقة الجليل المعمر أبو الغنائم ، شيخ المحدثين ببغداد. قال السمعاني : كان ثقة صدوقاً نبيلاً مهيباً كثير الصمت تعلوه سكينة ووقار ، وكان رئيس آل المأمون وزعيمهم ، طعن في السن ورحل إليه الناس ، وانتشرت روايته في الآفاق ، سمع الدراقطني والسكري والملاحمي وعبيد الله بن حبابة ، ولد سنة (376 وقيل : 374) ، ومات سنة (465)(3) .

* أبو القاسم عبيد الله بن محمد : هو ابن حبابة. قال الحافظ الذهبي : الشيخ المسند العالم الثقة أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق البغدادي البزار ، ولد سنة ثلاثمئة. قال الخطيب : كان ثقة. مات سنة تسع وثمانين وثلاثمئة(4) .

* عبد الله بن محمد البغوي : هو الحافظ الثبت الثقة المشهور المعروف. قال الحافظ الذهبي : الحافظ الإمام الحجة المعمر مسند العصر أبو القاسم البغوي الأصل البغدادي الدار والمولد ، ولد سنة (213). قال الرامهرمزي : لا

__________________

(1) تاريخ دمشق 14 / 198.

(2) سير أعلام النبلاء 19 / 603.

(3) سير أعلام النبلاء 18 / 221.

(4) سير أعلام النبلاء 16 / 548.

١١

يعرف في الإسلام محدث وازى البغوي في قدم السماع. قال الدارقطني : ثقة جبل ، إمام من الائمة ، ثبت ، أقل المشايخ خطأ ، وكلامه في الحديث أحسن من ابن صاعد ، مات سنة (317)(1) .

* محمد بن ميمون الخياط : هو أبو عبد الله المكي. قال أبو حاتم : كان أمياً مغفلاً. قال النسائي في مشيخته : أرجو أن لا يكون به بأس. وقال مسلمة : لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ ابن حجر : صدوق ربما وهم. روى له النسائي والترمذي وصحح أحاديثه ، وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما(2) .

* سفيان : هو الحافظ المعروف ابن عيينة. قال الحافظ ابن حجر : ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بآخره ، وكان ربما يدلس ولكن عن الثقات(3) . وقد ترست رواياتُه الكتبَ الستة وغيرها.

* عبد الجبار بن العباس : هو الشبامي. قال أحمد : أرجو أن لا يكون به بأس وكان يتشيع. وقال أبو داود وابن معين : ليس به بأس. ووثقه أبو حاتم يعقوب بن سفيان. وقال العجلي : لا بأس به يتشيع. وقال البزار : أحاديثه مستقيمة إن شاء الله. وقال الحافظ ابن حجر : صدوق يتشيع(4) .

* عون بن أبي جحيفة : ثقة بالاتفاق من رجال الصحاح الستة. وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم(5) .

* مالك بن صحار الهمداني. ذكره ابن حبان في الثقات. وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يقدحا فيه. وهو من الصحابة. وقد ذكره ابن حجر في

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 14 / 44.

(2) تهذيب الكمال 26 / 539 ، الرقم 5649.

(3) تقريب التهذيب 1 / 371.

(4) تهذيب الكمال 16 / 384 ، الرقم 3694.

(5) تهذيب الكمال 22 / 447 ، الرقم 4549.

١٢

الإصابة. وروى الحافظ الإصبهاني بسند متصل عنه قال : غزونا بلنجر في خلافة عثمان ، فقال حذيفة : لا تفتحوها قابلاً ، ولا تفتحوها في سلطان بني أمية ، ولا يفتح بلنجر وجبل الديلم والقسطنطينية إلا هاشمي ، بهم فتح هذا الأمر وبهم ختم(1) .

* مخنف بن سليم : بن الحارث بن عوف الأزدي الغامدي ، من خيار صحابة النبي (صلى الله عليه وآله).

ابن أبي الحديد : قال نصر : حدثنا مصعب ، حدثنا ألاجلح بن عبد الله الكندي ، عن أبي جحيفة قال : جاء عروة البارقي إلى سعد بن وهب ، فسأله فقال : حديث حدثتانه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ قال : نعم ، بعثني مخنف بن سليم إلى علي عند توجهه إلى صفين ، فأتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ، ويقول : « ها هنا ها هنا! فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال : ثقل لآل محمد ينزل ها هنا ؛ فويل لهم منكم وويل لكم منهم! فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال : ويل لهم منكم تقتلونهم ، وويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلكم النار »(2) .

6 / كدير الضبي وهو من الصحابة :

ابن عساكر : أخبرنا أبو طالب علي بن عبدالرحمن ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا محمد بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن هاشم الأسدي النحاس ، أنبأنا منصور بن واقد الطنافسي ، أنبأنا عبدالحميد الحماني ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن كدير

__________________

(1) ذكر أخبار إصبهان :2/359 بسندين* المصنف لا بن أبي شيبة : 8/26 بسندين أيضاً.

(2) شرح نهج البلاغة:3/171.

١٣

الضبي قال : بينا أنا وعلي بكربلا بين أشجار الحرمل إذ أخذ بعرة فشمها ، ثم قال : « ليبعثن الله من هذا الموضع قوماً يدخلون الجنة بغير حساب »(1) .

7 / أصبغ بن نباتة :

أبو نعيم : حدثنا محمد بن عمر بن سليم ، حدثنا علي بن العباس ، حدثنا جعفر بن محمد بن حسين ، حدثنا حسين العرني ، عن ابن سلام ، عن سعد بن طريف ، عن أصبغ بن نباتة قال : أتينا مع علي (عليه السلام) موضع قبر الحسين (عليه السلام) ، فقال : هاهنا مناخ ركابهم ، وموضع رحالهم ، هاهنا مهراق دمائهم ؛ فتية من آل محمد (صلى الله عليه وآله) يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض(2) .

8 / أبو حبرة :

الطبراني : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا سعد بن وهب الواسطي ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن شبيل بن غزرة ، عن أبي حبرة قال : صحبت علياً (عليه السلام) حتى أتى الكوفة فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « كيف أنتم إذا نزل بذرية نبيكم بين ظهرانيكم؟ قالوا : إذن نبلى الله فيهم بلاءً حسناً. فقال : والذي نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن إليهم فلتقتلنهم. ثم أقبل يقول :

هم أوردوهم بالغرور وعردوا

وأحبوا نجاة لا نجاة ولا عذرا(3)

__________________

(1) تاريخ دمشق:* بغية الطلب:6/2603.

(2) دلائل النبوة / 509 ، والخصائص الكبري للسيوطي 2 / 126 ، وينابيع المودة 2 / 186 ، قال : أخرجه الملا في سيرته.

(3) المعجم الكبير 3 / 110 ، الرقم 2823 ، ومجمع الزوائد 9 / 191 قال : رواه الطبراني وفيه سعد بن وهب متأخر ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

١٤

9 / غرفة الأزدي :

قال غرفة : دخلني شك من شأن علي فخرجت معه على شاطئ الفرات فعدل عن الطريق ووقف حوله ، فقال بيده : « هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم ، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلا الله ». فلما قتل الحسين خرجت حتى أتيت المكان الذي قُتلوا فيه فإذا هو كما قال ما أخطأ شيئاً. قال : فاستغفرت الله مما كان مني من الشك وعلمت أن علياً (عليه السلام) لم يقدم إلا بما عهد إليه فيه(1) .

10 / كثير بن يسار الأحمسي :

ابن أبي الحديد : قال نصر(2) : حدثنا سعيد بن حكيم العبسي(3) ، عن الحسن بن كثير ، عن أبيه(4) ، أن علياً (عليه السلام) أتى كربلاء ، فوقف بها ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء. فقال : « كرب وبلاء ، ثم أومأ بيده إلى مكان ، فقال : هاهنا موضع رحالهم ، ومناخ ركابهم. ثم أومأ إلى مكان آخر ، فقال : هاهنا مراق دمائهم ». ثم مضى إلى ساباط(5) .

11 / الشعبي :

ابن عساكر : بسند متصل عن ابن سعد ، بسنده عن الشعبي قال : قال علي (عليه السلام) وهو على شاطئ الفرات : « صبراً أبا عبدالله. ثم قال : دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيناه تفيضان ، فقلت : أحَدَث حدث؟ قال : أخبرني

__________________

(1) أسد الغابة 4 / 169 قال : أخرجه ابن الدباغ مستدركاً على أبي عمر ، وغرفة يقال له صحبة.

(2) هو نصر بن مزاحم الكوفي ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقدح فيه البعض لتشيعه ، وقال عنه ابن أبي الحديد : وهو ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى.

(3) ذكره ابن حبان في الثقات.

(4) ذكرهما ابن حبان في الثقات.

(5) شرح نهج البلاغة 3 / 171 ، ووقعة صفين / 142 ، تحقيق عبد السلام محمد هاورن.

١٥

جبرئيل (عليه السلام) أن حسيناً يقتل بشاطئ الفرات. ثم قال : أتحب أن أُريك من تربته؟ قلت : نعم. فقبض قبضة من تربتها فوضعها في كفي ، فما ملكت عيني أن فاضتا »(1) .

12 / محمد بن سيرين :

ابن عساكر : أنبأنا أبو محمد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، أنبأنا أبو بكر جعفر بن سليمان ، عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن بعض أصحابه ، قال : قال علي لعمر بن سعد : « كيف أنت إذا قمت مقاماً تُخيّر فيه بين الجنة والنار ، فتختار النار »(2) ؟!

أبو بكر بن أبي خيثمة : حدثنا عبدالسلام بن صالح ، حدثنا ابن عيينة ، عن عبد الله بن شريك قال : أدركت أصحاب الأردية المعلمة وأصحاب البرانس من أصحاب السواري إذا مرّ بهم عمر بن سعد ، قالوا : هذا قاتل الحسين. وذلك قبل أن يقتله(3) .

ثانياً : ما روي عن أُم المؤمنين أُم سلمة

1 / سعيد بن أبي هند :

عبد بن حميد : أخبرنا عبدالرزاق ، أخبرنا عبدالله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، قالت أُم سلمة : كان النبي (صلى الله عليه وآله) نائماً في بيتي فجاء حسين

__________________

(1) تاريخ دمشق 14 / 189.

(2) تاريخ دمشق 45 / 49 * وتهذيب الكمال 21 / 359.

(3) تاريخ دمشق : 45 / 48 * تهذيب الكمال : 21 / 359.

١٦

يدرج ، قالت : فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت : ثم غفلت في بيتي فدبّ فدخل فقعد على بطنه. قالت : فسمعت نحيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فجئت فقلت : والله يارسول الله ما علمت به. فقال : « إنما جاءني جبرئيل (عليه السلام) وهو على بطني قاعد ، فقال لي : أتحبه؟ فقلت : نعم. قال : إن أُمتك ستقتله. ألا أُريك التربة التي يقتل بها؟ قال : فقلت : بلى. قال : فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة. قالت : وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ، ويقول : ياليت شعري من يقتلك بعدي »(1) ؟

ابن عساكر : أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي وأبو القسام الحسين بن علي الزهري وأبو الفتح المتار بن عبدالحميد وأبو بكر مجاهد بن أحمد البوشنجيان وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق ، قالوا : أخبرنا أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا عبدالله بن أحمد بن حمويه ، أخبرنا إبراهيم بن خريم الشاشي ، أخبرنا عبد بن حميد ، أخبرنا عبد الرزاق(2) .

مرتبة الحديث :

صحيح ، رجاله ثقات.

* عبدالرزاق : هو ابن همام أبو بكر الصنعاني الإمام الحافظ الثقة الثبت المشهور المعروف ، الذي ملأ حديثه الصحاح الستة وغيرها من مدونات السّنة. قال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبدالرزاق؟ قال : لا. وقال ابن معين : كان عبدالرزاق في حديث معمر أثبت من

__________________

(1) المسند / 442 الرقم 1533 * وبغية الطلب / 2599 ، بسند متصل إلى عبد بن حميد ، ورواه أيضا بسند متصل الى وكيع عن عبدالله بن سعيد بن أبي هند.

(2) تاريخ دمشق 14 / 194.

١٧

هشام بن يوسف ، وكان هشام في حديث ابن جريح أثبت منه(1) ، وقال : لو ارتدّ عبدالرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه. وقد صحح حديثه كل من حقق مدونات السنّة وكتب الحديث ، ولم نجد من أنزل حديثه ـ من المحققين ـ إلى مرتبة الحَسَن ، فالكل مجمع على أن حديثه صحيح أعلائي ؛ له كتاب (المصنف) كبير ، وقد طبع حديثاً بتحقيق حبيب الرحمان الأعظمي ، في اثني عشر مجلداً ، فيه علم كثير.

* عبدالله بن سعيد بن أبي هند : قال أحمد : ثقة ثقة ، ثقة مأمون. ووثقه ابن معين وأبو داود والعجلي وابن سعد والمديني وابن البرقي وابن عبدالرحيم ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث. وقال ابن سعيد : كان صالحاً تعرف وتنكر. وقال النسائي : ليس به بأس. وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات ، وقال الحافظ الذهبي : صدوق ، ثقة. وقال الحافظ ابن حجر : صدوق ربما وهم. روى عنه الستة وغيرهم(2) .

* أبوه : هو سعيد بن أبي هند الفزاري ، قال ابن سعد : له أحاديث صالحة. ووثقه العجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، روى له الستة وغيرهم(3) . وقال الحافظ ابن حجر في التقريب : ثقة من الثالثة.

وسند ابن عساكر صحيح أيضاً.

* أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد الداودي : ذكره السمعاني فقال : الإمام أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن المظفر الفوشنجي وجه مشايخ خراسان فضلا عن ناحيته ، والمشهور في أصله وفضله وسيرته وورعه له قدم راسخ في

__________________

(1) تهذيب الكمال 18 / 52.

(2) تهذيب الكمال 15 / 37 ، الرقم 3307.

(3) تهذيب الكمال 11 / 93 ، الرقم 2371.

١٨

التقوى(1) . وقال الحافظ الذهبي : الإمام العلامة الورع القدوة جمال الإسلام مسند الوقت ، أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد الداوودي البوشنجي ، سمع الصحيح ومسند عبد بن حميد وتفسيره من أبي محمد بن حمويه السرخسي ببوشنج ، وتفرد في الدنيا بعلو ذلك. قال ابن النجار : كان من الأئمة الكبار في المذهب ، ثقة ، عابداً ، محققاً ؛ درس وأفتى ، وصنّف ووعظ(2) .

* عبدالله بن أحمد بن حمويه : ذكره الحافظ الذهبي فقال : الإمام المحدث الصدوق المسند أبو محمد ، عبدالله بن أحمد بن حمويه خطيب سرخس ، سمع المسند الكبير والتفسير لعبد بن حميد من إبراهيم بن خريم ، قال أبو ذر : قرأت عليه وهو ثقة ، صاحب أصول حسان ، مات سنة (381)(3) .

* إبراهيم بن خريم الشاشي : هو أبو إسحاق. قال الحافظ الذهبي : المحدث الصدوق ، المروزي الأصل ، سمع من عبد بن حميد تفسيره ومسنده سنة تسعة وأربعين ومئتين ، وحدث بهما وطال عمره(4) .

2 / عبدالله بن وهب بن زمعة :

الطبراني : حدثنا إبراهيم بن دحيم(5) ، حدثنا موسى بن يعقوب ، حدثني هشام بن هاشم ، عن وهب بن عبدالله بن زمعة قال : أخبرتني أُم سلمة : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ وهو خاثر النفس ، فاضطجع فرَقدَ فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبّلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله؟

__________________

(1) الأنساب 2 / 449.

(2) سير أعلام النبلاء 18 / 222.

(3) سير أعلام النبلاء 16 / 492.

(4) سير أعلام النبلاء 14 / 486.

(5) هو الحافظ إبراهيم بن الحافظ المشهور عبدالرحمن بن إبراهيم دحيم ، عقد له ابن عساكر ترجمة في تاريخه ، ولقّبه ابن كثير بالحافظ في تفسيره 1 / 534 ، وهو من مشايخ الطبراني وابن عدي وأبي زرعة وغيرهم.

١٩

قال : « أخبرني جبرئيل أن هذا يقتل بأرض العراق ـ للحسين ـ ، فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل فيها. فهذه تربتها »(1) .

الحاكم : أخبرنا أبو الحسين علي بن عبدالرحمن الشيباني بالكوفة ، ثنا أحمد بن حازم الغفاري ، ثنا خالد بن مخلد القطواني قال : حدثني موسى بن يعقوب الزمعي ، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن عبدالله بن وهب بن زمعة ، عن أُم سلمة (رضي الله عنها) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو خاثر ، ثم اضطجع فرَقدَ ، ثم استيقظ وهو خاثر دون مارأيت به المرة الأُولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبّلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال : أخبرني جبرئيل (عليه السلام) : « أن هذا يقتل بأرض العراق ـ للحسين ـ فقلت لجبرئيل ، أرني تربة الأرض التي يقتل بها ، فهذه تربتها »(2) .

وقال الطبراني : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، أخبرنا جعفر بن مسافر التنسي ، أخبرنا ابن أبي فديك ، أخبرنا موسى بن يعقوب الزمعي ، أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن عبدالله بن وهب بن زمعة قال : أخبرتني أُم سلمة(3) .

ابن عساكر : أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين بمرو ، أخبرنا محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله.

__________________

(1) المعجم الكبير 23 / 308.

(2) المستدرك 4 / 398 قال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ورواه ابن سعد في الطبقات ـ القسم غير المطبوع ـ عن خالد بن مخلد ومحمد بن عمر قالا : حدثنا موسى بن يعقوب ، وعنه كنز العمال 12 / 126 ، الرقم 34313 ، ودلائل النبوة 6 / 468 عن جماعة عن الزمعي.

(3) المعجم الكبير 3 / 109 ، الرقم 2821.

٢٠