الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية20%

الصحيفة الصادقية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 294

الصحيفة الصادقية
  • البداية
  • السابق
  • 294 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 170485 / تحميل: 8349
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة الصادقية

الصحيفة الصادقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وَجْهَكَ ، وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، مَرْهُوباً وَمَرْغُوباً إلَيْكَ فِيهِ ، فَأَحْيني ما أَحْيَيْتَني عَلَيْهِ ، وَابْعَثْني إذَا بَعَثْتَني عَلَيْهِ ، وَإنْ كَاَنَ مِنِّي تَقْصيرٌ فِيمَا مَضَى ، فَإنِّي أَتُوبُ ، إلَيْكَ مِنْهُ ، وَأَرْغَبُ إلَيْكَ فِيمَا عِنْدِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني مِنْ مَعَاصيكَ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي ، طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، ما أَحيَيْتَني لا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ، وَلا أَكْثَرَ ، إنْ النَّفْسَ لَأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إلاَّ مَا رَحِمْتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْصِمَني بِطَاعَتِكَ ، حَتَّى تَتَوَفَّاني عَلَيْهَا ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنْ تَخْتِمَ لي بِالسَّعَادَةِ ، وَلا تُحَوِّلْني عَنْهَا أَبَداً ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِكَ »(١) .

وحمل هذا الدعاء الجليل تعظيم الامامعليه‌السلام ، لآبائه أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، هداة هذه الامة ، وقادتها وسفن نجاتها ، وعدلاء القرآن الكريم كما أعلن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك.

٧ ـ دعاؤه بعد صلاة الظهر

روى الفقيه الكبير ، معاوية بن عمار ، أن الامام الصادقعليه‌السلام ، كان إذا فرغ من صلاة الظهر دعا بهذا الدعاء :

« يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، ويا أَسْرَعَ الحَاسِبِينَ ، وَيا أَجْودَ الَأجْوَدِينَ ، ويا أَكْرَمَ الَأكْرَمِينَ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ وَأَجْزَلِ وَأَوْفَى ، وَأَحْسَنِ ، وَأَجْمَلِ ، وَأَكْمَلِ ، وَأَطْهَرِ ، وَأَزْكَى وَأَنْوَرِ ، وَأَعْلى ، وَأَبْهَى ، وَأَسْنَى ، وَأَنْمَى ، وَأَدْوَمِ ، وَأَعَمِّ ، وَأَبْقَى ما صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَمَنَنْتَ ، وَسَلَّمْتَ وَتَرْحَّمْتَ على إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

__________________

١ ـ الاقبال ( ص ١٨٣ ).

٢٠١

اللّهُمَّ ، أُمْنُنْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ على مُوسى وَهَارُونَ ، وَسَلِّمْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا سَلَّمْتَ على نُوحٍ في العَالَمِينَ ، اللّهُمَّ ، وَأَوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ ذُرِيَّتِهِ ، وَأَزْوَاجِهِ ، وَأَهْل بَيْتِهِ ، وَأَصْحَابِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، مَنْ تقرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ ، وَمِمَّنْ تَسْقِيِهِ بكأسِهِ ، وَتُورِدُهُ حَوْضَهُ ، وَاحْشُرْنَا في زُمْرَتِهِ ، وَاجْعَلْنا تَحْتَ لِوَائه ، وَأَدْخِلْنَا في كُل خَيْرٍ ، أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَأَخْرِجْنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ ، وَلَا أَكْثَرَ.

اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلَاءٍ ، وَأجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ أَمْنٍ وَخَوْفٍ ، وَاجْعَلْني مَعَهُمْ في كُلِّ مَثْوىَ وَمُنْقَلَبٍ ، اللّهُمَّ ، أحْيني مَحْيَاهُمْ ، وَأَمِتْني مِمَاتَهُمْ ، وَأجْعَلْني مَعَهُمْ في المَوَاقِفِ كُلِّهَا وَأجْعَلْني بِهِمْ ، عِنْدَكَ وَجِيهاً في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.

اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاكْشِفْ عَنِّي بِهِمْ كُلِّ كَرْبٍ ، ونفِّسْ عنِّي بِهمْ كُلَّ هَمٍّ ، وَفَرِّجْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ غَمٍّ ، وَاكْفِنِي بِهمْ كُلَّ خوْف ، واصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ ، وَسُوءَ القَضَاءِ ، وَدَرَك الشَّقَاءِ وَشماتةَ الأعْدَاءِ.

اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاغْفِر لي ذَنْبي ، وَطيِّبْ لي كَسْبِي ، وَقَنِّعْني بِمَا رَزَقْتَني ، وَبَارِكْ لي فِيهِ ، وَلا تُذْهِبْ بِنَفْسِي إلى شَيْءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي ، اللّهُمَّ ، إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُيْنَا تَمْنَعُ خَيْرَ الآخِرَةِ ، وَمِنْ عَاجِلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الآجِلِ ، وَحَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ المَمَاتِ ، وَأَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ

٢٠٢

العَمَلِ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْر على طَاعَتِكَ ، وَالصَّبْرَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَالقِيَام بِحَقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ حَقَائِقَ الإِيمَانِ ، وَصِدْقَ اليَقِين في المَوَاطِنِ كُلِّهَا ، وَأَسْأَلُكَ العَفْوَ ، وَالعَافِيَة ، والمُعافَاة في الدُّنْيَا والآخِرَةِ ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا مِنَ البَلَاءِ ، وَعَافِيَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقَاءِ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الفَوْزَ ، وَالسَّلَامَةَ ، وَحُلُولَ دَارِ الكَرَامَةِ.

اللّهُمَّ ، أنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةِ ، وَتَمَامَ العَافِيَةِ ، وَالشُّكرَ على العَافِيَةِ يا وَلِيَّ العَافِيَةِ.

اللّهُمَّ ، إجْعَلْ لي في صَلَاتي ، وَدُعَائِي ، رَهْبَةً مِنْكَ ، وَرَغْبَةً إلَيْكَ ، وَرَاحَةً تَمُنُّ بِهَا عَلَيَّ اللّهُمَّ ، لا تَحْرمْني سِعَةَ رَحْمتكَ ، وَسُبُوغَ نِعْمَتِكَ ، وشُمُول عافِيَتِكَ ، وَجزيلَ عَطاياكَ ، وَمنْح موَاهِبِكَ ، لسُوءِ ما عِنْدِي ، وَلا تُجازِني بِقَبِيحِ عَمَلِي ، وَلا تَصْرفْ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عنِّي ، اللّهُمَّ ، لا تَحْرِمْني وَأَنَا أَدْعُوكَ ، وَلا تُخَيِّبْني وَأَنَا أَرْجُوكَ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا إلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقك فَيَحْرمْني ويسَتْأَثِرُ علي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ ، وَتُثْبتُ ، وعنْدَكَ أُمُّ الكتَاب ، أَسْأَلُكَ بِآلِ « يَس » خِيرتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَأُقدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتي وَرغْبَتي إلَيْكَ.

اللّهُمَّ ، إنْ كُنْتَ كَتَبْتني عِنْدَكَ ، في أُمِّ الكِتَابِ شقِيَّاً مَحْروُماً ، مُقَتَّراً عَلَيَّ في الرِّزْق ، فامْحُ مِنْ أُمِّ الكتابِ شقائي ، وَحرْماني ، وإقْتار رِزْقي ، وَثَبِّتْني عِنْدَكَ سَعيداً مَرْزُوقاً ، فَإنَّك تَمْحُو ما تَشَاءُ ، وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ.

اللّهُمَّ ، إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرِ فَقِيرُ ، وَأَنَا مِنْكَ خَائِفٌ ، وَبِكَ

٢٠٣

مُسْتَجيرٌ ، وَأَنَا حقِيرٌ مِسْكِينٌ ، أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني ، فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، إنَّكَ لا تُخْلفُ الميعادُ. يا مَنْ قَالَ: « أُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ » نعْم المُجِيبُ أنْتَ ، يا سَيِّدي ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَنِعْمَ الرَبُّ ، وَنِعْمَ المَوْلَى ، وَبِئِسَ العَبْدُ أَنَا ، وَهَذا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ الغَمِّ ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّ ، وَرَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحيمَهُمَا إرْحَمْني رَحْمَةً تُغْنِينِي عَنْ رَحْمَةٍ مَنْ سوَاكَ ، وَادْخِلْني بِرَحْمَتِكَ ، في عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، الحَمْدُ لله الذي قَضَى عَنِّي صَلَاتي فَإنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ على المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً »(١) .

لقد اعتصم الامامعليه‌السلام بالله ، وأناب إليه ، فدعاه بإخلاص ، وناجاه بمعرفة وإيمان ، شأنه في ذلك ، شأن آبائه ، الائمة الطاهرين ، الذين أضاؤا الحياة الاسلامية ، بما نشروه من كنوز التوحيد ، والايمان.

٨ ـ دعاؤه بعد صلاة المغرب

روى سعيد بن يسار ، عن الامام الصادقعليه‌السلام ، أنه قال : إذا صليت المغرب فامرر يديك على جبهتك ، وقل :

« بِسْمِ اللهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هُوَ ، عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ »

وقل ثلاثا :

« اللّهُمَّ ، أَذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ وَالحُزْنَ »(٢) .

وبهذا الدعاء الموجز ، ينتهي بنا الحديث عن بعض أدعيته في الصلاة التي هي من أهم العبادات في الاسلام.

__________________

١ ـ البلد الامين ( ١٥٧ ـ ١٦ ).

٢ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٤٩.

٢٠٤

القسم السابع

دعاؤه للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولآله وشيعتهم

٢٠٥
٢٠٦

ونقل الرواة ، كوكبة من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، دعا ببعضها لجده ، الرسول الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مفجر العلو والوعي في الارض ، كما دعا ببعضها لخزنة علمه ، وحملة مشعل الفكر والهداية ، الائمة الطاهرين من ذريته ، ودعا ببعضها لشيعتهم ، الذين ساروا على منهجهم ، وتمسكوا بمحبتهم وولائهم ، وفي ما يلي ذلك :

١ ـ دعاؤه للنبي

من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، هذا الدعاء الجليل ، وقد أدلى به بما تميز به جده الرسول العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من سمو المنزلة ، وعظيم المكانة عند الله عزوجل ، وهذا نصه :

« اللّهُمَّ ، إنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كَمَا وَصَفْتَهُ في كِتَابِكَ حَيْثُ قُلْتَ : ـ وَقَوْلُكَ الحَقُّ ـ «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عِنِتُّمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ .. »(١) فَأَشْهَدُ أَنَّهُ كَذلِكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَأْمُرْنَا بالصَّلَاةِ عَلَيْهِ إلاَّ بَعْدَ أَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَمَلَائِكَتُكَ ،

__________________

١ ـ سورة التوبة ـ آية ١٢٨.

٢٠٧

فَأَنْزَلْتَ في فُرْقَانِكَ الحَكِيمِ : «إنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبيّ يا أيُّهَا الذِينَ آمَنوُا صَلُوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليِمَا »(٢) لا لِحَاجَةِ بِهِ إلى صَلَاةِ أَحَدٍ مِنَ الخَلْق بَعْدَ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ ، وَلا إلى تَزْكِيَتِهِمْ إيَّاهُ بَعْدَ تَزْكِيَتِكَ ، بَلِ الخَلْقُ جَمِيعاً ، هُمُ المُحَتَاجُونَ إلى ذلِكَ إلاَّ أَنَّكَ جَعَلْتَهُ بَابَكَ الذي لا يُقْبَلُ إلاَّ مَنْ أَتَاكَ مِنْهُ ، وَجَعَلْتَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ قُرْبَةً مِنْكَ ، وَوَسِيلَةً إلَيْكَ ، وَزُلْفَةً عِنْدَكَ ، وَدَلَلْتَ المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، لِيَزْدادُوا بِهَا إثْرَةً لَدَيْكَ ، وَكَرَامَةً عَلَيْكَ ، وَوَكَّلْتَ بِالمُصَلِّينَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتُكَ يُصَلُّوَن عَلَيْهِ ، وَيُبَلِّغُونَهُ بِصَلَاتِهِمْ وَتَسْلِيمِهِمْ.

اللّهُمَّ ، رَبَّ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا عَظَّمْتَ بِهِ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَأَوْجَبْتَ مِنْ حَقِّهِ ، أَنْ تُطْلقَ بِهِ لساني مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَبِمَا لَمْ تُطْلِقْ بِهِ لسان أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلْم تُعَلِّمْهُ إيَّاهُ ، ثُمَّ تُؤْتِيني على ذلِكَ مُرافقتهُ ، حَيْثُ أحْلَلْتهُ ، مِن مَحَلِ قُدْسِكَ ، وَجَنَّاتِ فِرْدَوْسِكَ ، وَلا تُفَرقْ بَيْني وَبَيْنَهُ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَبْدَأُ بِالشَّهَادَةِ ، ثُمَّ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، وَأنْ كُنْتُ لا أَبْلُغُ مِنْ ذلِكَ رِضَى نَفْسِي ، وَلا يُعَبِّرُ لِسَانِي عَنْ ضَمِيرِي ، وَلا أُلَامُ على التَّقْصِيرِ مِنِّي ، لِعَجْزِ قُدْرَتي عَنْ بُلُوغِ الوَاجِبِ عَلَيَّ مِنْهُ ، لَأنَّهُ خُطَّ عَلَيَّ ، وَحُقَّ عَلَيَّ لِمَا أَوْجَبْتَ لَهُ في عُنُقِي ، إنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسَالَتَكَ غَيْرَ مُفَرِّطٍ فِيمَا أَمَرْتَ ، وَلا مُجَاوِزٍ لِمَا نَهَيْتَ ، وَلا مُقَصِّرٍ فِيمَا أَرَدْتَ ، وَلا مُتَعَدٍّ لِمَا أَوْصَيْتَ وَتَلَا آيَاتِكَ على ما أَنْزَلْتَ إلَيْهِ مِنْ وَحْيِكَ ، وَجَاهَدَ في سَبِيِلِكَ ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ ، وَوَفَّى بِعَهْدِكَ ، وَصَدّقَ وَعْدَكَ ، وَصَدَعَ

__________________

١ ـ سورة الاحزاب ـ آية ٥٦.

٢٠٨

بِأَمْرِكَ ، لا يَخَافُ فِيكَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، وَبَاعَدَ فِيكَ الأقْرَبِينَ ، وَقَرَّبَ فِيكَ الأبْعَدِينَ ، وَأَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وَأئَتَمَرَ بِهَا سِرّاً وَعَلَانِيَةً ، وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَأنْتَهَى عَنْهَا سِرَّاً وَعَلَانِيَةً ، مَرْضِيّاً عِنْدَكَ ، وَدَلَّ على مَحَاسِنِ الَأخْلَاقِ وَأَخَذَ بِهَا ، وَنَهَى عَنْ مَسَاوِىءِ الَأخْلَاقِ وَرَغِبَ عَنْهَا ، وَوَالَى أَوْلِيَاءَكَ الذِينَ تُحِبُّ أَنْ يُوَالَوا قَوْلاً وَعَمَلاً ، وَدَعَا إلى سَبِيِلِكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ ، فَقَبَضْتَهُ إلَيْكَ ، نَقِيّاً تَقِيّاً زَكِيّاً ، قَدْ أَكْلَمْتَ بِهِ الدِّينَ ، وَأَتْمَمْتَ بِهِ النِعْمَه ، وَظَاهَرْتَ بِهِ الحُجَجَ ، وَشَرَعْتَ بِهِ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ ، وَفَصَّلْتَ بِهِ الحَلَالَ وَالحَرَامَ ، وَنَهَجْتَ بِهِ لِخَلْقِكَ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ ، وَبَنَيْتَ بِهِ العَلَامَاتِ وَالنُّجُومَ ، التي بِهَا يَهْتَدُونَ(١) وَلَمْ تَدَعْهُمْ بَعْدَهُ في عَمْيَاءَ يَعْمَهُونَ ، وَلا شُبْهَةٍ يَتيهُونَ ، وَلَمْ تَكِلْهُمْ إلى النَظَرِ لَأنْفُسِهِمْ ، في دِينِهِمْ بِآرائِهِمْ ، وَلا التَّخَيُّرِ مِنْهُمْ بِأَهْوَائِهِمْ ، فَيَتَشَعَّبُونَ في مُدْلَهِمَّاتِ البِدَعِ ، وَيَتَحَيَّروُنَ في مُطْبِقَاتِ الظُّلَمِ ، وَتَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُّبُلُ ، فِيمَا يَعْلَمُونَ ، وَفِيمَا لا يَعْلَمُونَ.

وَأَشْهَدُ ، أَنَّهُ تَوَلَّى مِنَ الدُّنْيَا رَاضِياً عِنْدَكَ ، مَرْضياً عِنْدَكَ ، مَحْمُوداً عِنْدَ مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ ، وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَأَنَّهُ كَانَ غَيْرَ لَئِيمٍ ، وَلا ذَمِيمٍ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَاحِراً ، وَلا يُسْحَرُ لَهُ ، وَلا شَاعِراً ، وَلا يُشْعَرْ لَهُ ، وَلا كَاهِناً ، وًلا يُكْهَنُ لَهُ ، وَلا مَجْنُونًا ، وَلا كَذَّاباً ، وَأَنَّهُ كَانَ رَسُولَ اللهٌصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ، وَسَيِّدَ المُرْسَلِينَ.

وَأَشْهَدُ ، أَنَّ الذِينَ كَذَّبُوهُ ذائقُوا العَذَابِ الأَليِم ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ بِهِ

____________

١ ـ اراد بالنجوم : أئمة أهل البيت هداة هذه الامة ، وقادتها في قضاياها الاسلامية.

٢٠٩

تُعَاقِبُ ، وَبِهِ تُثيبُ ، وَأَنَّ ما أَتَانَا بِهِ مِنَ عِنْدَكَ ، هُوَ الحَقُّ المُبِينُ ، لا رَيْبَ فِيهِ ، مِنْ رَبِّ العَالَمينَ ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبْدكَ وَرَسُولِكَ وَأَمِينِكَ ، وَنَجِيبِكَ ، وَصَفْوتِكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَدَلِيلِكَ مِنْ خَلْقِكَ الذي انْتَجْبْتَهُ لِرِسَالَاتِكَ ، وَاسْتَخْلَصْتَهُ لِدِينِكَ ، وَاسْتَرْعَيَْتُه عِبَادَكَ ، وَائْتَمَنْتَهُ على وَحْيِكَ ، وَجَعْلَتُه عَلَمَ الهُدَى ، وَبَابَ التُّقَى ، وَالحُجَّةَ الكُبْرَى ، وَالعُرْوَةَ الوُثْقَى ، فِيمِا بَينَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالشَّاهِدَ لَهُمْ ، وَالمُهَيْمِنَ عَلَيْهِمْ ، أَشْرَفَ وَأَزْكَى ، وَأَطْهَرَ ، وَأَطْيَبَ ، وَأَرْضَى ما صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَأَصْفِيَائِكَ ، وَاجْعَلْ صَلَوَاتَكَ وَغُفْرَانَكَ وَبَرَكَاتِكَ ، وَرِضْوَانَكَ ، وَتَشْرِيفَكَ ، وَإعْصَامَكَ ، وَصَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ ، وَعِبَادِكَ الصَّالِحينَ ، مِنَ الشُهَدَاءِ ، وَالصِّدِّيقِينَ وَحَسُنَ أولئِكَ رَفِيقاً ، وَأَهْلِ السَّموَاتِ وَالَأرْضِين وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الخَافِقَينِ ، وَمَا في الهَوَاءِ وَالشَّمْسِ ، وَالقَمَرِ ، وَالنُّجُومِ ، وَالجِبَالِ ، وَالشَجَرِ ، وَالدَّوَابِّ ، وَمَا سَبَّحَ لَكَ في البَرِّ وَالبَحْرِ ، وَالظُلْمَةِ ، وَالضِّيَاءِ ، بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ ، في آنَاءِ اللَّيْلَ ، وَسَاعَاتِ النهَارِ ، على مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِاللهِ ، سَيِّدِ المُرْسَلينَ ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَإمَامِ المُتَّقِينَ ، وَمَوْلَى المُؤْمِنينَ ، وَوَلِيِّ المُسْلِمِينَ ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، الشَّاهِدِ ، البَشِيرِ النَّذِيرِ ، الْأمينِ ، الدَّاعي إلَيْكَ بِإذْنِكَ السَّرَاجِ المُنِيرِ ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ في الَأوَّلِينَ ، وَصَلّ على مُحَمَّدٍ في الآخِرِينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ يَوْمَ الدِّين ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَاَلِمينَ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا ثَبَّتَّنَا بِهِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَنَا بِهِ وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا فَضَّلْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا كَرَّمْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا كَثَّرْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا عَصَمْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ على

٢١٠

مُحَمَّدٍ ، كَمَا أَنْعَشْتَنَا بِهِ وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ كَمَا أَعْزَزْتَنَا بِهِ.

اللّهُمَّ ، وَاجْزِ مُحَمَّداً أَفْضَلَ ما أَنْتَ جَازِيِهِ يَوْمَ القِيَامَةَ عَنْ أُمَّتِهِ رَسُولاً عَمَّا أَرْسَلْتَ إلَيْها. اللّهُمَّ ، وَأخْصُصْ مُحَمَداً بِأَفْضَلِ الفَضَائِلِ ، وَأَبْلِغْهُ أَشْرَفَ مَحَلِ المُكَرَّمِينَ ، مِنَ الدَّرَجَاتِ العُلى ، في أَعْلى عِلِّيينَ ، في جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، في مُقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ، وَاعطِهِ حَتَّى يَرْضَى ، وَزِدْهُ بَعْدَ الرِّضَى ، وَاجْعَلْهُ أَقْرَبَ خَلْقِكَ مَجْلِساً ، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً ، وَأَوُفَرَهُمْ عِنْدَكَ نَصِيباً ، وَأَجْزَلَهُمْ عِنْدَكَ حَظاً في كُلِّ خَيْرٍ أَنْتَ قَاسِمُهُ بَيْنَهُمْ.

اللّهُمَّ ، أَوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ ذُرِّيَتِهِ ، وَقَرَابَتِهِ ، وَأَزْوَاجِهِ ، وَأُمَّتِهِ ، ما تَقُرُّ بِهِ عَيْنُهُ ، وَتَقُرُّ عُيُونُنَا بِرُؤْيَتِهِ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَه ، اللّهُمَّ ، إعْطِهِ الوَسيلَةَ وَالفَضيلَةَ ، وَالشَّرَفَ وَالكَرَامَةَ ، يَوْمَ القِيَامَةِ ، ما يَغْبِطُهُ بِهِ المَلَائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وَالنَّبِيُّونَ وَالخَلْقُ أَجْمَعُونَ.

اللّهُمَّ ، بَيِّضْ وَجْهَهُ ، وَأَعْلِ كَعْبَهُ ، وَثَبِّتْ حُجَّتَهُ ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ وَأَظْهِرْ قَدْرَهُ ، وَابْعَثْهُ المَقَامَ المَحْمُودَ الذي وَعَدْتَهُ ، وَكَرِّمْ زُلْفَتَهُ ، وَأَحْسِنْ عَطِيَّتَهُ ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ ، وَأَعْطِهِ سُؤْلِهُ ، وَشَرِّف بُنْيَانَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ ، وَأَتِمَّ نُورَهُ ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ ، وَاسْقِنَا بِكَأسِهِ ، وَتَقَبَّلْ صَلَوَاتِ أُمَّتِهِ عَلَيْهِ ، وَاقْصُصْ بِنَا أَثَرَه ، وَاسْلُك بِنَا سُبُلَهُ ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِسُنَّتِهِ ، وَتَوَفَّنَا على مِلَّتِهِ ، وَابْعَثْنَا على مِنْهَاجِهِ ، وَاجْعَلْنَا مِنْ شِيعَتِهِ وَمَوَالِيهِ ، وَأَوْلِيَائِهِ وَأَحِبَّائِهِ ، وَخَيَارِ أُمَّتِهِ وَمَقَدَّمِ زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوَائِهِ.

اللّهُمَّ ، إجْعَلْنَا نَدِينُ بِدِينِهِ ، وَنَهْتَدِي بِهُدَاهُ ، وَنَقْتَدِي بِسُنَّتِهِ ، وَنُوالِي وَلِيَّهُ ، وَنُعَادِي عَدَوَّهُ ، حَتَّى تُورِدَنَا بعْدَ المَمَاتِ مَوْرِدَهُ ، غَيْرَ خزايا ، وَلا نَادِمِينَ ، وَلا نَاكِثينَ ، وَلا جَدِلِينَ.

٢١١

اللّهُمَّ ، إعْطِ مُحَمَداً ، مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً ، وَمَعَ كُلِّ قُرْبَةٍ قُرْبَةً ، وَمَعَ كُلِّ فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً ، وَمَعَ كُلِّ وَسِيلَةٍ وَسِيلَةً ، وَمَعَ كُلِّ شَفَاعَةٍ شَفَاعَةً ، وَمَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً ، وَمَعَ كُلِّ خَيْرٍ خَيْرَاً ، وَمَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً ، وَاشْفَعْهُ في كُلِّ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَمِنْ سِوَاهُمْ مِنَ الُأمَمِ ، حَتَّى لا تُعْطِيَ مَلَكاً مُقَرَّباً وَلا نَبِيَّاً مُرْسَلاً ، وَلا عَبْداً مُصْطَفَى إلاَّ دُونَ ما أَنْتَ مُعْطيهِ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَبَارِكْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ على إبْرَاهِيَم وَآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ ، وَسَلِّمْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا سَلَّمْتَ على نُوحٍ في العَالَمِينَ ، وَعلى أَزْوَاجِهِ وَذُرِيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَيِّبينَ الطَّاهِرِينَ ، الهُدَاةِ المُهْدِيِّينَ ، غَيْرِ الضَّالِّينَ وَلا المُضِلِّينَ.

اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، الذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ، اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ في الَأوَّلِينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ في الآخِرِينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في العَالَمِينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في الرَّفِيقِ الَأعْلَى ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَبَدَ الآبِدِينَ ، صَلَاةً لا مُنْتَهَى لَهَا وَلا أَمَدَ ، آمِينَ يا رَبَّ العَالَمِينَ »(١) .

لقد حمل هذا الدعاء ، التقييم الكامل للنبي العظيم ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مفجر العلم ، وباعث النهضة الفكرية للانسان ، والمحرر لشعوب العالم ، من ربقة الجهل ، والباني لصروح الفضيلة ، والاخلاق في الارض ، كما حمل هذا الدعاء الثناء العاطر ، على أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ،

__________________

١ ـ بحار الانوار ح ١ / ٧٥ ـ ١٧٦ الطبعة الاولى ، المصباح ( ص ٤٢٧ ـ ٤٣١ ). مع اختلاف بينهما ، وهناك زيادة في المصباح على هذا الدعاء لم نذكرها.

٢١٢

الذين هم أعلام هذه الامة ، وسفن نجاتها في الدارين.

٢ ـ دعاؤه لاهل البيت (ع)

من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، دعاؤه لاهل البيتعليهم‌السلام ، الذين هم مركز الوعي الاجتماعي في الاسلام ، وقد أعرب الامامعليه‌السلام ، عن مدى أهميتهم ، وسمو مكانتهم في الامة ، وهذه بعض فصول دعائه :

« اللُّيُوثُ الَأبطَالُ ، عِصْمَةٌ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ ، وَأجَارَةٌ لِمَنْ اسْتَجَارَ بِهِمْ ، وَالكُهُفُ الحَصِينَةُ ، وَالفُلُكُ الجَارِيَةُ ، في اللُّجَجِ الغَامِرَةِ ، الرَّاغِبُ عَنْهُمْ مَارِقٌ ، واَلمُتَأَخِّرٌ عَنْهُمْ زَاهِقٌ ، وَاللَّازِمُ لَهُمْ لَاحِقٌ ، رِمَاحُكَ في أَرْضِكَ ، وَصَلٌ على عِبَادِكَ ، في أَرْضِكَ ، الذِينَ أَنْقَذْتَ بِهِمْ مِنَ الهَلَكَةِ ، وَأَنَرْتَ بِهِمُ الظُلْمَةَ ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ، وَمُوْضِعِ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفِ المَلَائِكَةِ ، وَمَعْدِنِ العِلْمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ آمِينَ ، آمِينَ يا رَبَّ العَالَمِينَ.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ المِسْكِينِ ، وَأَبْتَغِي إليْكَ ، إبْتِغَاءَ البَائِسِ الفَقِير ؛ وَأَتَضَرَّعُ إلَيْكَ ، تَضَرُعَ الضَعِيفِ الضَّرِيرِ ، وَأبْتَهِلُ إلَيْكَ ، إبْتِهَالَ المُذنِبِ الخَاطِىءِ ، مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَفْسُهُ ، وَرَغَمَ لَكَ أَنْفُهُ ، وسفعتْ لَكَ نَاصِيَتُهُ وَانْهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ ، وَفَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ ، وَاعْتَرَفَ لَكَ بِخَطِيئَتِهِ ، وَقَلَّتْ عَنْهُ حِيلَتُهُ ، وَأَسْلَمَتْهُ ذُنُوبُهُ ، أَسْأَلُكَ الصَّلَاةَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَوَّلاً وَآخِراً ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ المَعيشَةِ ما أَبْقَيْتَني ، مَعِيشَةً أَقْوَى بهَا في جَمِيعِ حَالَاتِي ، وَأَتَوصَّلُ بِهَا في الحَيَاةِ الدُّنْيَا إلى آخِرَتِي ، عَفْواً لا تُتْرِفْني فَأَطْغَى ، وَلا تُقَتَّرْ عَلَيَّ فأَشْقَى ، أَعْطِنِي مِن ذلِكَ غِنىً عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ ، وَبَلَّغْهُ إلى رِضَاكَ ، وَلا تَجْعَل الدُّنْيَا عَلَيَّ سِجْناً ، وَلا تَجْعَلْ

٢١٣

فِرَاقَهَا عَلَيَّ حُزْناً ، أخْرجْني منْها ، ومنْ فتْنَتها مَرْضياً عَني ، مَقْبُولاً فِيهَا عَمَلي إلى دَار الحياة ، ومَسَاكن الأخْيَار.

اللّهُمَّ ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ إنْزَالِها وَزِلْزَالِها ، وَسَطَوَاتِ سُلْطَانِهَا ، وَسَلَاطِينِهَا ، وَشَرِّ شَيَاطينِهَا ، وَبَغْي مَنْ بَغَى عَلَيَّ فِيهَا ، اللّهُمَّ ، مَنْ أَرَادَنِيَّ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ ، وَافقأ عُيُونَ الكُفْرِ ، وَاعْصِمْني مِنْ ذلِكَ بِالسَّكِينَةِ ، وَأَلْبِسْني دِرْعَكَ الحَصِينَةَ ، وَاجْعَلْني في سِتْرِكَ الوَاقِي ، وَأَصْلِحْ لي حَالِي ، وَبارِكْ في أَهْلي ، وَمَالِي ، وَوَلَدِي ، وَحُزَانَتِي وَمَنْ أَحْبَبْتُ فِيكَ ، وَمَنْ أَحَبَّني.

اللّهُمَّ ، إغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ ، وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ ، وَمَا نَسِيتُ ، وَمَا تَعَمَّدْتُ ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ خَلَقْتَني كَمَا أَرَدْتَ ، فَاجْعَلْني كَمَا تُحِبُّ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ »(١) .

وقدم الامامعليه‌السلام ، في هذا الدعاء ، أروع صنوف التعظيم والتبجيل ، لآل البيتعليهم‌السلام ، الذين هم مصدر الشرف والكرامة في الاسلام ، كما طلب من الله تعالى ، أن تفيض عليه ، بنعمه وألطافه ، وأن يخرجه من هذه الدنيا مقبولا عنده راضيا عنه.

٣ ـ دعاؤه لشيعته

كان الامام الصادقعليه‌السلام يكن لشيعته أعمق الود ، وخالص الحب ، وقد دعا لهم بالمغفرة ، والرضوان ، في كثير من أدعيته ، ومنها هذا الدعاء :

« يا دَيَّانُ غَيْرَ مُتَوَانٍ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إجْعَلْ لِشِيعَتِي مِنَ النَّار

__________________

١ ـ المصباح ( ص ٤٣١ ـ ٤٣٢ ).

٢١٤

وَقَاءاً ، وَعِنْدكَ رِضَى ، وَاغْفِرْ ذُنُوبَهُمْ ، وَيَسِّرْ أُمُورَهُمْ ، وَاقْضِ دُيُونهُمْ ، وَاسْتُر عَوْرَاتِهِمْ ، وَهَبْ لَهُمُ الكَبَائر التي بَيْنك وَبَيْنهُمْ ، يا مَنْ لا يخافُ الضَّيْمَ ، وَلا تَّأْخُذَهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ، إجْعلْ لي مِنْ كُلِّ غَمٍّ فَرَجَاُ وَمَخْرَجَاً »(١) .

وحكى هذا الدعاء ، مدى تعاطف الامامعليه‌السلام ، مع شيعته ، فقد دعا لهم بجميع مفاهيم الخير في دنياهم وآخرتهم.

__________________

١ ـ المصباح ( ص ٣٠٥ ).

٢١٥
٢١٦

القسم الثامن من أدعيته

عند تلاوته للقرآن وغيره من الادعية الجامعة

٢١٧
٢١٨

ونقل الرواة ، مجموعة من أدعية الامام الصادقعليه‌السلام ، يتعلق بعضها ، عند تلاوته للقرآن الكريم ، وبعضها بعد فراغه ، من قراءة القرآن المجيد ، كما نقلوا عنه بعض الادعية الجامعة التي حفلت بمهام الامور ، والتي تعد من ذخائر التراث الروحي في الاسلام ، وفيما يلي ذلك :

١ ـ دعاؤه الاول عند تلاوته للقرآن

وقبل أن يقرأ الامام الصادقعليه‌السلام ، القرآن الكريم ، يدعو بهذا الدعاء الجليل : الذي ينم عن نظراته العميقة ، وتأملاته الواعية ، لكتاب الله العظيم ، فمعجزة الاسلام الخالدة ، وفي ما يلي دعاؤه :

« اللّهُمَّ ، رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ ، أَنْتَ المُتَوَحِّدُ بِالقُدْرَةِ ، وَالسُّلْطَانِ المَتِين ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ المُتَعَالي ، بِالعِزِّ وَالكِبْرِيَاءِ ، وَفَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَالعَرْشِ العَظِيمِ ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ ، أَنْتَ المُكْتَفِي بِعِلْمِكَ ، وَالمُحْتَاجُ إلَيْكَ ، كُلُّ ذي عِلْمٍ ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ يا مُنْزِّلَ الآيَاتِ ، وَالذِّكْرِ العَظِيمِ ، رَبَّنَا ، فَلَكَ الحَمْْدُ بِمَا عَلَّمْتَنَا ، مِنَ الحِكْمَةِ وَالقُرْآنِ العَظِيمِ المُبِين.

اللّهُمَّ ، أَنْتَ عَلَّمْتَناَ قَبْلَ رَغْبَتِنَا في تَعَلُّمِهِ ، وَاخْتَصَصْتَنَا بِهِ قَبْلَ رَغْبَتِنَا

٢١٩

بِنَفْعِهِ ، اللّهُمَّ ، فَإذَا كَانَ مَنًّا مِنْكَ وَفَضْلاً وَجُوداً ، وَلُطْفاً بِنَا ، وَرَحْمَةً لَنَا ، وَامْتِنَاناً عَلَيْنَا ، مِنْ غَيْرِ حَوْلِنَا وَلا حِيلَتِنَا وَلا قُوَّتِنَا ، اللّهُمَّ ، فَحَبِّبْ إلَيْنَا حُسْنَ تِلَاوَتِهِ ، وَحِفْظَ آيَاتِهِ ، وَإيمَاناً بِمُتَشَابِهِهِ ، وَعَمَلاً بِمُحْكَمِهِ ، وَسَبَباً في تَأْوِيلِهِ ، وَهُدىً في تَدَبُّرِهِ ، وَبَصيرَةً بِنُورِهِ ، اللّهُمَّ ، وَكَمَا أَنْزَلْتَهُ شِفَاءٌ لأوْلِيَائِكَ ، وَشَقَاءً على أَعْدَائِكَ ، وَعَمىً على أَهْلَ مَعْصِيَتِكَ ، وَنُوراَ لَأهْلِ طَاعَتِكَ ، فَاجْعَلْهُ لَنَا حِصْناً مِنْ عَذَابِكَ ، وَحِرْزاً مِنْ غَضَبِكَ ، وَحَاجِزاً عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَعِصْمَةً مِنْ سُخْطِكَ ، وَدَلِيلاً على طَاعَتِكَ ، وَنُوراً يَوْمَ نَلْقَاكَ ، نَسْتَضِىءُ بِهِ في خَلْقِكَ ، وَنَجُوزُ بِهِ على صِرَاطِكَ ، وَنَهْتَدِي بِهِ إلى جَنَّتِكَ ، اللّهُمَّ ، إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّقْوَةِ في حَمْلِهِ ، وَالعَمَى عَنْ عَمَلِهِ ، وَالجَوْرِ عَنْ حُكْمِهِ ، وَالغُلُوِّ عَنْ قَصْدِهِ ، وَالتَقْصِيرِ دُونَ حقِّهِ ، اللّهُمَّ ، إحْمِلْ عَنَّا ثِقْلَهُ ، وَأَوْجِبْ لَنَا أجَرْهَُ ، وَأَوْزِعْنَا شُكْرَهُ ، وَاجْعَلْنَا نُرَاعِيهِ وَنَحْفَظُهُ.

اللّهُمَّ إجْعَلْنَا نَتَّبعُ حَلَالَهُ ، وَنَجْتَنِبُ حَرَامَهُ ، وَنُقِيمُ حُدُودَهُ ، وَنُؤَدِّي فَرائِضَهُ ، اللّهُمَّ ارْزُقْنَا حَلَاوةً في تِلَاوَتِهِ ، وَنَشَاطاً في قِيَامِهِ(١) وَوَجَلاً في تَرْتِيلِهِ ، وَقُوَّةً في اسْتِعْمَالِهِ ، في آنَاءِ الليْلِ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ ، اللّهُمَّ ، وَاسْقِنَا مِنَ النَّوْمِ بِاليَسِير(٢) وَأَيْقِظْنا في سَاعَةِ اللَّيْلِ ، مِنْ رُقَادِ الرَّاقِدِينَ ، وَنَبِّهْنَا عند الَأحَائِينَ(٣) التي يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ من سُنَّةِ الوَسْنَانِينَ(٤)

__________________

١ ـ أي في القيام بتلاوته أفي في القيام به لاداء الصلاة.

٢ ـ شبه السهر بالعطش والنوم بالماء ، وهذا من بديع الاستعارة.

٣ ـ الاحائين : جمع احيان ، وهو جمع حين.

٤ ـ الوسنانين : جمع وسنان وهو الذي لا يستغرق في نومه جاء ذلك في النهاية.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294