نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 507
المشاهدات: 279687
تحميل: 6913


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 279687 / تحميل: 6913
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ب - تحقيق حول الموضوعات لابن الجوزي

وألف الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي كتاب الموضوعات ولكن كم من حديث صحيح أو غير موضوع أدرجه في هذا الكتاب وهذا ما نص عليه جماعة كبيرة من الأكابر

قال ابن الصلاح: « ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر الموضوعات في نحو مجلدين، فأودع فيها كثيراً مما لا دليل على وضعه، وانما حقه أن يذكر في مطلق الأحاديث الضعيفة ».

وقال ابن جماعة الكناني: « وصنف الشيخ ابو الفرج ابن الجوزي كتابه في الموضوعات فذكر كثيراً من الضعيف الذي لا دليل على وضعه ».

وقال الطيبي: « وقد صنف ابن الجوزي في الموضوعات مجلدات قال ابن الصلاح: أودع فيها كثيراً مما لا دليل على وضعه ».

وقال ابن كثير: « ادخل فيه ما ليس منه، واخرج عنه ما كان يلزمه ذكره فسقط عليه ولم يهتد اليه ».

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري بعد اثبات حديث سدوا الأبواب الا باب علي:

« وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وأخطأ في ذلك خطأ شنيعاً، فانه سلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة ».

وقال في القول المسدد بعد الحديث المذكور: « قول ابن الجوزي في هذا الحديث: انه باطل وانه موضوع. دعوى لم يستدل عليها الا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين. وهذا اقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم ».

وقال السخاوي: « ربما أدرج فيها الحسن والصحيح مما هو في أحد الصحيحين فضلا عن غيرهما ولذا انتقد العلماء صنيعه ».

وقال السيوطي: أكثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحط الى رتبة الوضع، بل ومن الحسن ومن الصحيح ».

١٠١

وقال محمد بن يوسف الشامي: « قد نص ابن الصلاح في علوم الحديث وسائر من تبعه على ان ابن الجوزي تسامح في كتابه الموضوعات ».

ج - كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة

أثبت السيدرحمه‌الله صحة نسبة كتاب ( الامامة والسياسة ) الى ( ابن قتيبة ) بنقل جماعة من مشاهير القوم عن الكتاب المذكور قائلين: وفي الامامة والسياسة لابي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. أو: قال ابو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة، ومنهم:

عمر بن فهد المكي في كتاب اتحاف الورى بأخبار أم القرى.

وعز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام.

وتقي الدين محمد بن احمد بن علي الفاسي في العقد الثمين في أخبار البلد الامين.

وأبو الحجاج يوسف بن محمد البلوى في كتاب ألف باء.

ومحمد محبوب العالم في تفسيره المشهور بتفسير شاهي، الذي اعتمد عليه صاحب التحفة ومن تبعه.

د - كتاب سر العالمين للغزالى

ونقل السيد في قسم حديث الغدير كلاماً لابي حامد الغزالي في الحديث المذكور عن كتابه ( سر العالمين ).

ثم أورد نص الكلام عن كتاب ( تذكرة الخواص الامة ) لسبط ابن الجوزي حيث نقله عن سر العالمين للغزالي وبذلك أثبت كون الكتاب للغزالي وأن الكلام المذكور هو للغزالي في سر العالمين.

ثم أضاف الى ذلك ما جاء في ( ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي )

١٠٢

بترجمة الحسن بن الصباح، حيث قال: « قال أبو حامد الغزالي في كتاب سر العالمين: شاهدت قصة الحسن بن الصباح ».

فيكون الكتاب المذكور لابي حامد الغزالي قطعاً.

٨ - تحقيق حول انتشار العلوم في البلاد الإسلامية

لقد زعم ابن تيمية في كلام له في القدح في حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » أن العلوم انتشرت في البلاد الإسلامية من غير عليّعليه‌السلام قال: « فان جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من غير علي، أما أهل المدينة ومكة فالأمر فيهم ظاهر، وكذلك الشام والبصرة، فان هؤلاء لم يكونوا يروون عن علي الا شيئاً قليلا، وانما كان غالب علمه في الكوفة. ومع هذا فأهل الكوفة كانوا تعلموا القرآن والسنة قبل ان يتولى عثمان فضلا عن علي وفقهاء أهل المدينة تعلموا الدين في خلافة عمر. وتعليم معاذ بن جبل لأهل اليمن ومقامه فيهم اكثر من علي، ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ بن جبل اكثر مما رووا عن علي. وشريح وغيره من أكابر التابعين انما تفقهوا على معاذ بن جبل. ولما قدم علي الكوفة كان شريح فيها قاضياً، وهو وعبيدة السلماني تفقها على غيره. فانتشر علم الإسلام في المدائن قبل أن يقدم علي الكوفة ».

فانبرى السيد للرد على هذه الدعوى محققاً لهذا الموضوع تحقيقاً شاملا ومثبتاً لانتشار علوم الإسلام في البلاد الإسلامية بواسطة باب مدينة العلم وأمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، فقال في الجواب ما ملخصه:

اما المدينة المنورة فقد قضى فيها الامام الشطر الأعظم من حياته المباركة وعمره الشريف، وقد كان فيها المرجع الوحيد لكبار الصحابة في المسائل والمعضلات وهذه حقيقة اعترف بها أعلام الحفاظ قال النووي: « وسؤال كبار الصحابة له ورجوعهم الى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور ».

١٠٣

وأما مكة المكرمة فقد عاش فيها الامام منذ ولادته حتى الهجرة، وسافر إليها بعد الاستيطان بالمدينة مرات عديدة، ولا ريب في أخذ أهل مكة العلم منه في خلال هذه المدة.

على أن تلميذه الخاص - وهو عبد الله بن العباس - كان بمكة مدة مدية ينشر العلم، ويفسر القرآن، ويعلم المناسك، ويدرس الفقه:

قال الذهبي بترجمته من ( تذكرة الحفاظ ): « الأعمش عن أبي وائل قال: استعمل علي ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها ».

وفي ( طبقات ابن سعد ) عن عائشة: « انها نظرت الى ابن عباس ومعه الخلق ليالي الحج وهو يسأل عن المناسك. فقالت: هو اعلم من بقي بالمناسك ».

وفي ( الاستيعاب ) بترجمته: « روينا ان عبد الله بن صفوان مرّ يوماً بدار عبد الله بن عباس بمكة فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه ».

وقد اعترف ابن تيمية نفسه بهذه الحقيقة ففي ( الإتقان للسيوطي ): « قال ابن تيمية: اعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم اصحاب ابن عباس رضي الله عنهما كمجاهد وعطاء بن ابى رباح وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وغيرهم ».

وأما الشام: فقد انتشر العلم فيه عن أبي الدرداء، وهو تلميذ عبد الله بن مسعود، وابن مسعود من تلامذة الامام، فانتهى اليهعليه‌السلام علم أهل الشام روى الحافظ محب الدين الطبري في ( الرياض النضرة ): « عن أبي الزعراء عن عبد الله قال: علماء الأرض ثلاثة: عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق فأما عالم أهل الشام فهو أبو الدرداء، وأما عالم أهل الحجاز فعلي بن ابى طالب، وأما عالم اهل العراق فأخ لكم. وعالم اهل الشام وعالم اهل العراق يحتاجان الى عالم أهل الحجاز، وعالم أهل الحجاز لا يحتاج إليهما. أخرجه الحضرمي ».

١٠٤

وأما البصرة فقد ورد إليها الامامعليه‌السلام بنفسه وتلك خطبه ومواعظه فيها مدونة في كتب التاريخ.

وأيضاً فقد أخذ أهل البصرة وتفقهوا على ابن عباس حيث كان والياً على البصرة من قبل الامام، وهو من أشهر تلاميذه وملازميه بلا كلام ...قال الحافظ ابن حجر في ( الاصابة ): « ان ابن عباس كان يعشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة، فما ينقضي الشهر حتى يفقههم ».

وأماالكوفة فقد تعلم أهلها القرآن والسنة منهعليه‌السلام مباشرة مدة بقائه بها ولو كانوا قد تعلموا شيئاً من ذلك قبل وروده إليها فمن عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وهما من تلامذته عليه الصلاة والسلام.

وأمااليمن فقد روى الكل أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بعثه الى اليمن قاضياً - والقضاء هو الفقه، فهو أفقه الامة لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما رواه الفريقان: أقضاكم عليّ - فهو الذي فقه أهل اليمن وعلمهم، و قد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين بعثه: « اللهم اهد قلبه وثبت لسانه » فهذا بعث عليّعليه‌السلام الى اليمن، وهذا شأنه في العلم والفقه فانتشر العلم في تلك البلاد عنهعليه‌السلام .

واما معاذ فقد بعثه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى طائفة من اليمن « ليجبره » بعد أن « اغلق ما له من الدين فباع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما له كله في دينه حتى قام معاذ بغير شيء » رواه الحافظ ابن عبد البر في ( الاستيعاب ). وهذا بعث معاذ الى طائفة من اليمن. وأما شأنه في العلم والفقه فلا يقاس بالإمامعليه‌السلام - كما لا يقاس به غيره - بل في نفس خبر بعثه الى اليمن ما يدل على فسقه أو جهله بأدنى الاحكام الشرعية فراجع الاستيعاب وغيره.

وبهذا عرفت انه قد انتشر علم الإسلام في جميع المدائن عن عليّعليه‌السلام .

١٠٥

٩ - تحقيق حول سلاسل الصوفية

( الى من تنتهي؟ عليّ أو أبى بكر؟ ) اعترف عبد العزيز الدهلوي بانتهاء سلاسل الصوفية الى الامام عليّ المرتضىعليه‌السلام وأنكر ذلك والده الدهلوي تبعاً لابن تيمية الحراني.

وقد انتصر المولوي حسن زمان صاحب كتاب ( القول المستحسن في فخر الحسن ) للحق، فرد على ابن تيمية الرد القاطع وأثبت انتهاء سلاسل الصوفية ورجال الطريقة الى سيد الأولياء أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

وان شئت تفصيل ذلك فراجع قسم حديث التشبيه من كتاب ( عبقات الأنوار ).

الباب الخامس

( كتاب عبقات الأنوار )

١ - في سبيل التأليف

ان إخراج كتاب مثل « عبقات الأنوار » الى عالم الوجود يتطلب بذل جميع الطاقات بشتى أشكالها في سبيل توفير المصادر الاصلية للبحوث، ثم استخراج المواضيع المطلوبة وتنسيقها فان هذين العنصرين أهم العناصر المتوقف عليها انجاز هذه المهمة.

وبالفعل فان السيد المؤلف لم يدخر شيئاً مما كان بوسعه، فلم يأل جهداً في طريق تحصيل المصادر اللازمة، من مختلف المكتبات العامة والخاصة، في داخل الهند وخارجه.

فمن المصادر ما كان في مكتبة والده الموقوفة، مثل كتاب ( زاد المسير للسيوطي ). ومن هنا يعلم أن والده العلامة السيد محمد قلي هو المؤسس الاول لمكتبة الاسرة المعروفة ب- ( المكتبة الناصرية ) التي سنتحدث عنها.

ومنها: ما اشتراه في بعض أسفاره، مثل ( كتاب ألف باء في

١٠٦

المحاضرات للبلوي ) قال: اشتريته من ( الحديدة ) ونسخة من كتاب ( تهذيب الكمال للمزي ) نسخت من خط المزي وقرئت عليه، قال: اشتريتها في ( الحديدة ) يوم الأربعاء ٨ محرم سنة ١٢٨٣ لدى رجوعي من الحج.

ومنها: ما أرسل اليه من البلاد المختلفة بطلب منه، ( كالاربعين في فضائل أمير المؤمنين لابي عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي ) قال: حصلت عليه بعد جهد بذله بعض العلماء الاعلام أدامهم الله المنعام. و ( استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف للمزي ) قال: نسخة عتيقة حصلت عليها بسعي من أحد العلماء.

ومنها: ما رآه واستفاد منه في المكتبات العامة وغيرها في بعض أسفاره ففي الحجاز استفاد من مكتبة الحرم النبوي الشريف من عدة من الكتب ( كالنور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس ) قال: هي نسخة الأصل، وعليها خط المصنف وتصحيحه، رآها ونقل منها، ثم ذكر أنه قد حصل على نسخة عتيقة منه بعد سعي كثير وكتاب ( سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للمرادي ).

ومن مكتبة الحرم المكي الشريف كتاب ( عجالة الراكب وبلغة الطالب لعبد الغفار بن ابراهيم العلوي ) و ( كنز البراهين الكسبية والأسرار الوهبية الغيبية لشيخ بن علي الجفري باعلوي ) قال: وهو مطبوع بمصر. و ( الاعلام بأعلام بيت الله الحرام ) قال: رأيته في الهند أيضاً، وهو مطبوع بلندن. و ( رسالة الأسانيد للشيخ أحمد النخلي ) وذكر أنه قد حصل على نسخة منه بعد ذلك.

وفي العراق حصل على كتب منها ( المجالس لابي الليث نصر بن محمد ) وكتاب ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للكنجي الشافعي ) و ( التبر المذاب في بيان ترتيب الاصحاب لأحمد بن محمد الحافي الحسيني الشافعي ) و ( الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة للمطيري ) رآه في النجف الأشرف سنة ١٢٨٣.

١٠٧

ومنها: ما وقف عليه في بعض المكتبات الخاصة ومن له أقل إلمام بنفسيات أصحاب المكتبات الخاصة يعلم مدى صعوبة الاستفادة من كتب المكتبات الخاصة، لا سيما إذا كان صاحبها من المخالفين وهناك قضايا نادرة تنقل حول كيفية أستاذة السيّد المؤلف من هذه المكتبات.

فهذا طرف من متاعبه وجهوده في سبيل تحصيل مصادر كتابه.

وأما ما تحملهرحمه‌الله في سبيل استخراج مطالبه من المصادر، وتأليف كتابه وكتابته فلسنا مبالغين ان قلنا بأنه قد ضحى بنفسه الشريفة في هذا السبيل فقد كتب بيده اليمنى حتى عجزت عن الكتابة، فأضحى يكتب باليسرى، وكان إذا تعب من الجلوس اضطجع وكتب، وإذا تعب استلقى على ظهره ووضع الكتاب على صدره وأملى.

لقد كان هذا دأبه ليلاً ونهاراً ولا يقوم عن مقامه الا لحاجة ملحة، ولا يأكل ولا ينام الا بقدر الضرورة وحتى العبادات والاعمال الشرعية لم يعمل الا بالفرائض منها الى أن مرض فلم يتمكن الا من الاملاء ولم يتركه حتى آخر لحظة من حياته.

وقد حكى لنا آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله نقلا عن السيد ناصر حسين أنه لما وضع السيد على المغتسل لوحظ أثر عميق على شكل خط افقى على صدره الشريف كان موضع الكتاب الذي اعتاد على وضعه على صدره للاملاء.

٢ - أثر الكتاب

أ - في أوساط الهند

ان الغرض من تأليف هذا الكتاب هو الرّد على كتاب ( التحفة الاثنا عشرية ) الذي ألفه ( المولوي عبد العزيز الدهلوي )، محاولة منه للحيلولة دون تطور المذهب الشيعي، وفي ظروف قام الشيعة فيها بالنشاط الفكري من جديد في بلاد الهند، وأسسوا فيها مراكز علمية جعلوها منطلقاً لترويج

١٠٨

مذهبهم ونشر عقائدهم حتى كادت تتشيع سائر الفرق.

وكتاب التحفة - وان كان في الأغلب تكراراً لما قاله أبناء تيمية وحجر وروزبهان وكثير والجوزي والفخر الرازي وغيرهم من متعصبي أهل السنة السابقين، في مؤلفاتهم التي رد عليها علماء الشيعة المعاصرون لهم أو المتأخرون عنهم الا أن من الطبيعي أن يحدث فتنة عظيمة بين المسلمين في تلك الأقطار، وأن يحسب العوام والجهلة من أهل السنة أن قد نجح هذا الكتاب في الهدف الذي لأجله ألف، وهو الصد عن تقدم المذهب الشيعي.

لكن الشيعة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر وبقلوب مطمئنة صدور الرد بل الردود العديدة عليه من قبل فطاحل العلماء الذين قيضهم الله عز وجل للذب عن الدين الحنيف والدفاع عن المذهب الحق.

حتى انبرى له جماعة من فحول الطائفة - سيأتي ذكر أسمائهم - وكتبوا ردودهم عليه لا سيما الباب السابع منه المتعلق بمباحث الامامة والخلافة.

وان من يقف على كتاب ( عبقات الأنوار ) الذي ألف في النصف الثاني من القرن الثالث عشر يمكنه - بسهولة - تقدير الأثر الذي تركه هذا الكتاب في زمن صدوره وانتشاره في الاوساط العلمية وغيرها من بلاد الهند.

لقد شفى هذا الكتاب غليل الشيعة، ورفع رءوسهم، وأثلج صدورهم، فكان برهاناً لامعاً لاعلان الحق، والدعوة الى سبيل الله، وتبليغ رسالاته، وسيفاً قاطعاً على الأعداء والخصوم وأصبح نبراساً يضيء طريق الحق للسائرين ورائداً لمن جاء بعده من الباحثين وان في ما ذكرناه في ( الدراسات ) في الدلالة على ما قلناه كفاية والحمد لله رب العالمين.

ب - في الاوساط الأخرى

١٠٩

وقد ترك هذا الكتاب آثاراً بالغة في الاوساط الإسلامية الأخرى

يتجلى ذلك بوضوح لمن يدقق النظر في التقاريظ والرسائل الموجهة الى المؤلف وأسرته وكبار رجالات الطائفة في الهند فقد جاء في رسالة لاية الله المازندراني أنه يهتدي ببركة هذا الكتاب في كل عام جمع كثير وجم غفير من أهل السنة في بغداد ومكة وشام وحلب بالاضافة الى بلاد الهند نفسها.

وفي رسالة للسيد المجدد الشيرازي الحكم بلزوم قراءة هذا الكتاب على كل مسلم، والأمر بوجوب نشره وترويجه بكل طريق ممكن.

وفي رسائل عديدة من جماعة من أعلام علماء الوقت طلب المزيد من نسخ الكتاب لأجل استفادة العلماء والفضلاء منه في الحوزات العلمية، والتأكيد على السيد المؤلف في مواصلة العمل لأجل انجاز بقية مجلدات الكتاب.

ومن هنا فقد صدر الحكم من آية الله الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري الى مقلديه في الهند بالمبادرة في أسرع وقت الى طبع أجزاء الكتاب بمجرد خروجها من السواد الى البياض، وأن من الواجب المحتم عليهم أن يضعوا كافة قدراتهم المالية وغيرها تحت تصرف السيد ممتثلين جميع أوامره

٣ - تقاريظ الكتاب

ولما وصل كتاب ( عبقات الأنوار ) الى الأقطار الإسلامية كالعراق وايران واطلع عليه كبار الفقهاء، ووقف عليه رجالات الحديث والكلام، والعلماء في مختلف العلوم الإسلامية أكبروه غاية الإكبار، وأثنوا عليه وعلى مؤلفه الثناء البالغ والمدح العظيم، وأرسلوا الى السيد المؤلف رسائل التقريظ والتبجيل شاكرين الله تعالى على هذه النعمة، ومعبرين عن غاية سرورهم واعتزازهم بهذه الموهبة.

وقد جمعت نصوص لك التقاريظ في كتاب سمي بـ ( سواطع الأنوار

١١٠

في تقريظات عبقات الأنوار ) حوى المختار منه(١) ، منها ٢٧ تقريضاً، وهي من كبار فقهاء ومحدثي عصر المؤلف قد وجه بعضها الى المؤلف في حياته وبعضها الآخر الى نجله السيد ناصر حسين ونحن نكتفي هنا بذكر نصوص بعضها:

*(١)*

تقريظ سيد الطائفة في عصره المجدد السيد الميرزا الشيرازي (٢)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أبدع بقدرته على وفق إرادته فطرة الخليفة، وأولى كلا بحسب قابليته ما يليق به من صبغة الحقيقة، فعلم آدم الأسماء، واصطفى أكابر ذريته، وخلص صفوته للبحث عن حقائق الأشياء، والاطلاع على ما في بطون الأنبياء فألهمهم علوم حقائقه، وأعلمهم نوادر دقائقه، وجعلهم مواضع ودائع اسراره وطالع طوالع أنواره، فاستنبطوا وافادوا، واستوضحوا واجادوا، والصلاة والسلام على من حبه خير وأبقى، وآله الذين من تمسك بهم فقد استمسك بالعروة الوثقى.

____________________

(١). طبع في الهند سنة ١٣٥٩. ذكر صاحب كتاب ( علماء معاصرين: ٣٠ ) « أنّ العالم الجليل الشيخ عباس الهندي الشروانى ألّف كتاباً باسم سواطع الأنوار في تقريظات عبقات الأنوار، وأنّى قد طبع مع كتاب زينة الإنشاء بمطبعة بستان مرتضوى ببلدة لكهنو سنة ١٣٠٣ ».

(٢). هو السيد الميرزا محمد حسن الحسيني الشيرازي النجفي، أعظم علماء عصره وأشهرهم وأعلى مراجع الامامية في الأقطار الإسلامية في زمانه، حضر على الشيخ محمد تقى صاحب حاشية المعالم والسيد حسن المدرس والشيخ محمد ابراهيم الكلباسي في أصفهان وفي النجف الأشرف على الشيخ صاحب الجواهر والشيخ الأنصاري والشيخ حسن آل كاشف الغطاء وكان أيام زعامته مقيماً في سامراء المشرفة، وقصة ( التنباك ) وفتواه بتحريمه مشهورة.

ولد سنة ١٢٣٠ وتوفى سنة ١٣١٢ ( اعلام الشيعة ).

١١١

أما بعد: فلم وقفت بتأييد الله تعالى وحسن توفيقه على تصانيف ذي الفضل الغزير، والقدر الخطير، والفاضل النحرير، والفائق التحرير، والرائق التعبير، العديم النظير، المولوي السيد حامد حسين، أيده الله في الدارين وطيب بنشر الفضائل أنفاسه، وأذكى في ظلمات الجهل من نور العلم نبراسه.

رأيت مطالب عالية، تفوق روائح تحقيقها الغالية، عباراتها الوافية دليل الخبرة واشاراتها الشافية محل العبرة، وكيف لا؟ وهي من عيون الأفكار الصافية مخرجة، ومن خلاصة الإخلاص منتجة، هكذا هكذا والا فلا، العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من الأخيار، وفي الحقيقة افتخر كل الافتخار، ومن دوام العزم وكمال الحزم وثبات القدم وصرف الهمم في اثبات حقية أهل بيت الرسالة بأوضح مقالة أغار، فانه نعمة عظمى وموهبة كبرى، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

أسأل الله أن يديمك لإحياء الدين ولحفظ شريعة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله أجمعين.

فليس حياة الدين بالسيف والقنا

فأقلام أهل العلم امضى من السيف

والحمد لله على ان قلمه الشريف ماض نافع، ولا لسنة أهل الخلاف حسام قاطع، وتلك نعمة منّ الله بها عليه، وموهبة ساقها اليه.

واني وان كنت اعلم ان الباطل فاتح فاه من الحنق الا ان الذوات المقدسة لا يبالون في أعلاء كلمة الحق، فأين الخشب المسندة من الجنود المجندة، وأين ظلال الضلالة من البدر الأنور، وظلام الجهالة من الكوكب الأزهر.

أسأل الله ظهور الحق على يديه، وتأييده من لديه، وان يجعله موفقاً منصوراً مظفراً مشكوراً، وجزاه الله عن الإسلام خيراً.

١١٢

والرجاء منه الدعاء مدى الأيام، بحسن العاقبة والختام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حرره الأحقر محمد حسن الحسيني

في ذي الحجة الحرام سنة ١٣٠١

( الختم المبارك )

*(٢)*

تقريظ خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خصنا من بين الفرق بالفلج، وأيدنا ما دونهم بأوضح الحجج والصلاة على من اصطفاه لدين قيم غير ذي عوج، وعلى آله الذين نشروا لواء الحق ولو بسفك المهج، وأحضوا على العلم ولو بخوض اللجج، عجل الله لهم النصر والفرج، وصلى الله عليهم ما مدحت الثغور بالبلج، ووصفت الحواجب بالزجج.

وبعد: فان العلم مشرع سلسال، لكن على أرجائه ضلال، وروض مسلوف لكن دونه قلل الجبال، دونهن حتوف، وان من أجل من اقتحم موارده، وارتاد آنسه وشارده، وعاف في طلابه الراحة، ورأى في اجتلاء أنواره مروحة وراحة، حتى فاز منه بالخصل، بل وأدرك الفرع منه والأصل: السيد السديد والركن الشديد، سباح عيالم التحقيق، سياح عوالم التدقيق،

____________________

(١). هو امام أئمة الحديث والرجال في الاعصار المتأخرة، مؤلفاته تربو على العشرين أشهرها وأهمها ( المستدرك ) استدرك فيه على كتاب ( وسائل الشيعة ) وهو أحد المجاميع الثلاثة المتأخرة، في ثلاثة مجلدات كبار تشتمل على زهاء (٢٣٠٠٠) حديث، وقد ختمها بخاتمة ذات فوائد جليلة، وله في بعض مؤلفاته آراء لم يوافقه عليها سائر العلماء.

ولد سنة ١٢٥٤ وتوفى سنة ١٣٢٠ ( أعلام الشيعة ).

١١٣

خادم حديث أهل البيت، ومن لا يشق غباره الاعوجي الكميت، ولا يحكم عليه لو ولا كيت سائق الفضل وقائده وأمير الحديث ورائده، ناشر ألوية الكلام، وعامر أندية الإسلام، منار الشيعة، مدار الشيعة، يافعة المتكلمين، وخاتمة المحدثين، وجه العصابة وثبتها، وسيد الطائفة وثقتها، المعروف بطنطنة الفضل بين ولايتي المشرقين، سيدنا الأجل حامد حسين، لا زالت الرواة تحدث من صحاح مفاخره بالأسانيد مما تواتر من مستفيض فضله المسلسل كل معتبر عال الأسانيد.

ولعمري لقد وفي حق العلم بحق براعته، ونشر حديث الإسلام بصدق لسان يراعته، وبذل من جهده في إقامة الأود وابانة الرشد ما يقصر دونه العيوق فأنى يدرك شأوه المسح السابح السبوق!! فتلك كتبه قد حبت الظلام وجلت الأيام، وزينت الصدور واخجلت المدور، ففيها ( عبقات ) أنوار اليقين و ( استقصاء ) شاف في تقدير نزهة المؤمنين، وظرائف طرف في إيضاح خصائص الإرشاد هي غاية المرام من مقتضب الأركان، وعمدة وافية في ابانة نهج الحق لمسترشد الصراط المستقيم الى عماد الإسلام ونهج الايمان، وصوارم في استيفاء احقاق الحق هي مصائب النواصب، ومنهاج كرامة كم له في اثبات الوصية بولاية الإنصاف من مستدرك مناقب، ولوامع كافية لبصائر الانس في شرح الاخبار، تلوح منها أنوار الملكوت، ورياض مونقة في كفاية الخصام من أنوارها المزرية بالدر النظيم تفوح منها نفحات اللاهوت.

فجزاه الله عن آبائه الأماجد خير ما جزى به ولداً عن والد، وأيد الله اقلامه في رفع الأستار عن وجه الحق والصواب، وأعلى ذكره في الدين ما شهد ببارع فضله القلم والكتاب، وملأت بفضائله صدور المهارق وبطون الدفاتر، ونطقت بمكارمه ألسنة الأقلام، وأفواه المحابر.

آمين آمين لا أرضى بواحدة

حتى أضيف إليها ألف أمينا

وصلى الله على سيدنا محمد والميامين من عترته وسلم تسليماً.

١١٤

كتب بيمناه الدائرة الخاثرة العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي.

في ليلة الثاني عشر من شهر الصيام،

في الناحية المقدسة سر من رأى،

سنة ١٣٠٣ حامداً مصلياً

*(٣)*

تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري (١) .

« چون متدرجاً مجلدات كتب مؤلفات ومصنفات آن جناب سامي صفات كه عبارت از ( استقصاء الافحام ) و ( عبقات ) بوده باشد در اين صفحات به دست علماء وفضلاى اين عتبات عرش درجات ملحوظ ومشاهد افتاد به اضعاف مضاعف آنچه شنيده مى شد ديده شد( كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) از صفحاتش نمودار( كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) از اوراقش پديدار، از عناوينش( آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) پيدا، واز مضامينش( هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ) هويدا، از فصولش عالمى را تاج تشيع واستبصار بر سر نهاده، واز ابوابش بسوى( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) بابها گشاده، كلماتش( وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ) كلامش( أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، مفاهيمش( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) مضامينش در لسان حال اعدا( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) دلائلش( هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) براهينش

____________________

(١). من كبار الفقهاء ومراجع التقليد، درس في النجف الأشرف ثم انتقل الى كربلاء المقدسة واشتغل بالتدريس والتصنيف حتى توفى في ١٦ ذى القعدة سنة ١٣٠٩ ودفن في الصحن الحسيني الشريف.

١١٥

( كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

براى دفع يأجوج ومأجوج مخالفين دين مبين سدّى است متين، واز جهت قلع وقمع زمره معاندين مذهب وآئين چون تيغ أمير المؤمنين، سيمرغ سريع النقل عقل از طيران بسوى شرف اخبارش عاجز، هماى تيز پاى خيال از وصول بسوى غرف آثارش قاصر. كتبي به اين لياقت ومتانت واتقان تا الآن از بنان تحرير نحريرى سر نزده، وتصنيفي در اثبات حقيّت مذهب وايقان تا اين زمان از بيان تقرير حبر خبيرى صادر وظاهر نگشته.

از عبقاتش رائحه تحقيق وزان، واز استقصايش استقصا بر جميع دلائل قوم عيان، ولله در مؤلفها ومصنفها:

( أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ ) .

*(٤)*

تقريظ سماحة العلامة الحجة الفقيه السيد محمد حسين الشهرستاني (١).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نصر الدين المبين بالعلماء الراسخين، ونفى بهم عنه بدع المبتدعين وانتحال المبطلين، وفضل مدادهم على دماء الشهداء في الدين، ولم يخل الأرض منهم في آن ولا حين، والصلاة على سيد العالمين والنبي قبل الماء والطين، وآله الذين هم لمعات أنواره، وعبقات أزهاره، سيما وصيه ومعدن

____________________

(١). من أئمة العلم ومراجع التقليد في كربلاء المقدسة، وقد انتهت اليه الرياسة في التدريس والزعامة في الأمور بعد وفاة أستاذه المحقق الأردكاني، الى أن توفى ليلة الخميس الثالث من شوال سنة ١٣١٥. وخلف آثاراً جليلة تنيف على الثمانين.

١١٦

اسراره، الذي شبهه النبي صلى الله عليه بالأنبياء فكان موجباً لافتخارهم لا لافتخاره، وبعد:

فاني قد نظرت في كتاب عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار عليهم صلوات الله وسلامه ما بقي الليل والنهار، للمولى الجليل والعالم النبيل، الذي علا علاه الفرقدين، وسما سناؤه النيرين، المبرأ من كل شين والمحلى بكل زين، مجمع البحرين جامع الفضلين المولوي السيد حامد حسين لا زال محبوراً بكل ما يقربه العين، مشكور السعي في النشأتين، فرأيته كتابا متينا متقنا حاويا للتحقيقات الرشيقة التي يهتز لها الناظر، جامعاً للتدقيقات التي يطرب بها الخاطر كم من عنق من الباطل به مكسور، وكم من عرق للضلالة به مبتور، قد أدحض به أباطيل المبطلين، وأوضح به الحجج والبراهين على الحق المبين وأرغم أنوف المعاندين، فلله دره من فاضل ما أفضله، وعالم ما أكمله، وبارع ما أفهمه ودقيق ما أتقنه، قمع رؤس المشككين بمقامع الحديد، وأذاب قلوبهم بشراب الصديد، ولم يدع لهم ركناً الّا هدمه، ولا باباً الّا ردمه، ولا عرقاً الّا قلعه، ولا شكاً الّا رفعه، ولا ريبا الّا منعه، ولا دليلا الّا صدعه، ولا قولا الاّ دفعه، ولا قرنا الاّ صرعه، ولا مذهبا الاّ نقضه، ولا رئيسا الاّ رفضه، ولا كيدا الاّ دمره ولا نقضا الّا سمره.

فجزاه الله عن الدين وأهله خير جزاء الصالحين، وأعطاه بكل حرف بيتاً في الجنة كما وعد به على لسان الصادقين، وحشره مع المجاهدين في زمن أجداده الطاهرين.

ونرجو من المؤلف دام بقاه أن يمن على أهل هذه النواحي ببعث سائر المجلدات من هذا الكتاب المبارك، ونشره في هذه الأصقاع، عسى أن ينفع به من طابت سريرته وحسنت سيرته، وسبقت له من الله العناية بسعادته، ولم يستحق الخذلان والحرمان بشقاوته. والله المستعان وعليه التكلان. وان لا ينسانا من الدعوات في مظان الاجابة وموارد الاستجابة، والسلام هو الختام. وقد قلت مرتجلا:

١١٧

عبقات فاحت من الهند طيباً

عطست منه معطس الحرمين

فأشار الحسين بالحمد منه

ودعا شاكراً لحامد حسين

حرره الجاني الفاني محمد حسين الشهرستاني عفي عنه وعن والديه بالنبي والوصي

٢٦ جمادى الاولى سنة ١٣٠٣

في أرض كربلاء المشرفة على مشرفها ألف ألف سلام وتحية

آمين والحمد لله رب العالمين

٤ - بعض ما قيل في الكتاب

ثم ضع يدك على أي كتاب شئت من كتب التراجم وفهارس المصنفات وغير ذلك تجد فيه كلمات جليلة من أكابر العلماء في حق كتاب العبقات ونحن نكتفي كذلك بذكر بعض تلك الكلمات، وعليها فقس ما سواها:

١ - الميرزا أبو الفضل الطهراني:

« عبقات الأنوار تصنيف السيد الجليل، المحدث العالم العامل، نادرة الفلك وحسنة الهند، ومفخرة لكهنو وغرة العصر، خاتم المتكلمين، المولوي الأمير حامد حسين المعاصر الهندي اللكهنويقدس‌سره وضوعف بره، الذي اعتقد أنه لم يصنف مثل هذا الكتاب المبارك منذ بداية تأسيس علم الكلام حتى الآن في مذهب الشيعة، من حيث اثبات الاتفاق في النقل، وكثرة الاطلاع على كلمات الأعداء، والإحاطة بالروايات الواردة

١١٨

من طرقهم في باب الفضائل. فجزاه الله عن آبائه الا ماجد خير جزاء ولد عن والده، ووفق خلفه الصالح لإتمام هذا الخير الناجح »(١) .

٢ - السيد محسن الامين العاملي:

« عبقات الأنوار في امامة الأئمة الاطهار بالفارسية، لم يكتب مثله في بابه في السلف والخلف، وهو في الرد على باب الامامة من ( التحفة الاثني عشرية ) للشاه عبد العزيز الدهلوي، فان صاحب التحفة أنكر جملة من الأحاديث المثبتة امامة أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، فأثبت المترجم تواتر كل واحد من تلك الأحاديث من كتب من تسموا بأهل السنة، وهذا الكتاب يدل على طول باعه وسعة اطلاعه وهو في عدة مجلدات، منها مجلد في حديث الطير، وقد طبعت هذه المجلدات ببلاد الهند، وقرأت نبذاً من أحدها فوجدت مادة غزيرة وبحراً طامياً، وعلمت منه ما للمؤلف من طول الباع وسعة الاطلاع.

وحبذا لو انبرى أحد لتعريبها وطبعها بالعربية، ولكن الهمم عند العرب خادمة »(٢) .

٣ - وقال شيخنا الحجة الطهراني:

« وهو أجل ما كتب في هذا الباب من صدر الإسلام الى الآن »(٣) . وقال أيضاً:

« هو من الكتب الكلامية التاريخية الرجالية، أتى فيه بما لا مزيد

____________________

(١). شفاء الصدور ٩٩ - ١٠٠.

(٢). أعيان الشيعة ١٨ / ٣٧١. والحمد لله الذي وفقنا لتلبية هذا النداء.

(٣). أعلام الشيعة ١ / ٣٤٨.

١١٩

لاحد من قبله »(١) .

٤ - وقال المحدث الكبير الشيخ القمي ما تعريبه:

« لم يؤلف مثل كتاب ( العبقات ) من صدر الإسلام حتى يومنا الحاضر، ولا يكون ذلك لاحد الا بتوفيق وتأييد من الله تعالى ورعاية من الحجةعليه‌السلام »(٢) .

٥ - وقال المحقق الشيخ محمد على التبريزي ما تعريبه:

« ويظهر لمن راجع كتاب ( عبقات الأنوار ) انه لم يتناول أحد منذ صدر الإسلام حتى عصرنا الحاضر علم الكلام - لا سيما باب الامامة منه - على هذا المنوال وظاهر لكل متفطن خبير أن هذه الإحاطة الواسعة لا تحصل لاحد الا بتأييد من الله تعالى وعناية من ولي العصر عجل الله فرجه »(٣) .

٥ - الأحاديث التي تم البحث عنها

قد ذكرنا أن المؤلف جعل كتابه في منهجين:

( الاول ) في الآيات التي تعرض لها صاحب التحفة وهي ستة، ذكرناها سابقاً. وهذا المنهج - كما في بعض مجلدات الكتاب - مؤلف كلا أو بعضاً لكن في الذريعة: ان هذا المنهج تام ومخلوط في المكتبة الناصرية، ويوجد في غيرها أيضا(٤) .

____________________

(١). مصفى المقال في مصنفي علم الرجال ١٤٩.

(٢). هدية الأحباب في المعروفين بالكنى والألقاب ١٧٧. وانظر الفوائد الرضوية ٩١ - ٩٢.

(٣). ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب ٣ / ٤٣٢.

(٤). الذريعة الى تصانيف الشيعة ١٥ / ٢١٤.

١٢٠