الصحيفة السجادية

الصحيفة السجادية0%

الصحيفة السجادية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 309

الصحيفة السجادية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: للإمام السجاد عليه السلام
تصنيف: الصفحات: 309
المشاهدات: 94102
تحميل: 7305

توضيحات:

الصحيفة السجادية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 309 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94102 / تحميل: 7305
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة السجادية

الصحيفة السجادية

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وَمَنْعِهَا غَيْرَ أَهْلِهَا قَالَ عُمَيْرٌ: قَالَ أَبِي: فَقُمْتُ إلَيْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ إنِّي لأدين اللّه بِحُبِّكُم وَطَاعَتِكُمْ، وَإنِّي لأرجو أَنْ يُسْعِدَنِيْ فِي حَيَاتِي وَمَمَاتِي بِوَلاَيَتِكُمْ، فَرمَى صَحِيفَتِي الَّتِي دَفَعْتُهَا إلَيْهِ إلَى غُلام كَانَ مَعَهُ وَقَالَ: اكْتُبْ هذَا الدُّعآءَ بِخَطٍّبَيِّن حَسَن وَاعْرِضْهُ عَلَيَّ لَعَلِّي أَحْفَظُهُ; فَإنِّي كُنْتُ أَطْلُبُهُ مِنْ جَعْفَرً حَفِظَهُ اللَّهُ فَيَمْنَعُنِيهِ، قَالَ مُتَوَكِّلٌ: فَنَدِمتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ وَلَمْ أَدْرِ مَا أَصْنَعُ، وَلَمْ يَكُنْ أبُو عَبْدِ اللّهِعليه‌السلام تَقَدَّمَ إليَّ أَلاَّ أَدْفَعَهُ إلَى أَحَد، ثُمَّ دَعَا بِعَيْبَة، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِيفَةً مُقْفَلَةً مَخْتُومَةً، فَنَظَرَ إلَى الْخَاتَمِ وَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ فَضَّهُ وَفَتَحَ الْقُفْلَ، ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِيفَةَ وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَأَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ لَوْلاَ مَا ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمِّيْ إنَّنِيْ أُقْتَلُ وَاُصْلَبُ لَمَا دَفَعْتُهَا إلَيْكَ، وَلَكُنْتُ بِهَا ضَنِيناً وَلَكِنّي أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ أَخَذَهُ عَنْ آبائِهِ وَأَنَّهُ سَيَصِحُّ

٢١

فَخِفْتُ أَنْ يَقَعَ مِثْلُ هَذَا العِلْمِ إلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَيَكْتُمُوهُ وَيَدَّخِرُوهُ فِي خَزَائِنِهِمْ لاِنْفُسِهِمْ فَأَقْبِضْهَا وَأَكْفِنِيهَا وَتَرَبَّصْ بِهَا فَإذَا قَضَى اللّهُ مِنْ أَمْرِي وَأَمْرِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاض فَهِيَ أَمَانَةٌ لِي عِنْدَكَ حَتَّى تُوصِلَها إلَى ابْنَيْ عَمِّي مُحَمَّد وَإبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِاللّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّعليهما‌السلام فَإنَّهُمَا الْقَائِمَانِ فِي هَذَا الامْرِ بَعْدِيَ:

قَالَ الْمُتَوَكِّلُ: فَقَبَضْتُ الصَّحِيفَةَ فَلَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْد صِرْتُ إلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيتُ أبَا عَبْدِ اللَّهِعليه‌السلام فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيْثَ عَنْ يَحْيى فَبَكَى وَاشْتَدَّ وَجْدُهُ بِهِ وَقَالَ:) رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ عَمِّىَ وَأَلْحَقَهُ بِآبائِهِ وَأَجْدَادِهِ، وَاللّهِ يَا مُتَوَكِّلُ مَا مَنَعَنِي مِنْ دَفْعِ الدُّعَآءِ إلَيْهِ إلاّ الَّذِي خَافَهُ عَلَى صَحِيفَةِ أَبِيهِ، وَأَيْنَ الصَّحِيفَةُ؟( فَقُلْتُ هَا هِيَ، فَفَتَحَهَا وَقَالَ:) هَذَا وَالِّله خَطُّ عَمِّي زَيْد وَدُعَآءُ جَدِّي عليِّ بنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ( ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ:) قُمْ يَا إسْماعِيلُ

٢٢

فَأْتِنِي بِآلدُّعَاءِ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِحِفْظِهِ وَصَوْنِهِ(، فَقَامَ إسْماعِيلُ فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً كَأَنَّهَا آلصَّحِيفَةُ الَّتِي دَفَعَهَا إلَيَّ يَحْيَى بْنُ زَيْد فَقَبَّلَهَا أبو عَبْدِ اللّهِ وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَقَالَ:)هذَا خَطُّ أبِيْ وَإمْلاَءُ جَدِّيْعليهما‌السلام بِمَشْهَد مِنّي(، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ إنْ رَأَيْتَ أَن أَعْرِضَهَا مَعَ صَحِيفَةِ زَيْد وَيَحْيَى؟ فَأَذِنَ لِي فِي ذَلِكَ وَقَالَ قَدْ رَأَيْتُكَ لِذَلِكَ أَهْلاً، فَنظَرَتُ وَإذَا هُمَا أَمْرٌ وَاحِدٌ وَلَمْ أَجِدْ حَرْفاً مِنْهَا يُخَالِفُ مَا فِي الصَّحِيفَةِ الأخرى، ثُمَّ اسْتَأذَنْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهعليه‌السلام في دَفْعِ الصَّحِيفَةِ إلَى ابْنيْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ:) (إنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الامَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا) نَعَمْ فَادْفَعْهَا إلَيْهِمَا(، فَلَمَّا نَهَضْتُ لِلِقَائِهِمَا قَالَ لِيْ:) مَكَانَكَ ( ثُمَّ وَجَّهَ إلَى مُحَمَّد وَإبْراهِيمَ فجاءا فَقَالَ:) هَذَا مِيْرَاثُ عَمِّكُما يَحْيَى مِنْ أَبِيهِ قَدْ خَصَّكُهمَا بِهِ دُونَ إخْوَتِهِ وَنَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَيْكُمَا فِيهِ شَرْطاً(، فَقَالاَ: رَحِمَكَ اللّهُ قُلْ فَقَوْلُكَ

٢٣

الْمَقْبُولُ فَقَالَ:) لاَ تَخْرُجَا بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ(، قَالاَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ:) إنَّ ابْنَ عَمِّكُمَا خَافَ عَلَيْهَا أَمْراً أَخَافُهُ أَنَا عَلَيْكُمَا(، قَالاَ: إنَّمَا خَافَ عَلَيْهَا حِينَ عَلِمَ أَنَّهُ يُقْتَلُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِعليه‌السلام :) وَأَنْتَُما فَلاَ تَأْمَنَا فَوَاللِّه إنِّي لأعْلَمُ أَنَّكُمَا سَتَخْرُجَانِ كَمَا خَرَجَ، وَسَتُقْتَلاَنِ كَمَا قُتِلَ(، فَقَامَا وَهُمَا يَقُولاَنِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لِي أَبُو عَبْد ِاللِّهعليه‌السلام :) يَا مُتَوَكِّلُ كَيْفَ قَالَ لَكَ يَحْيَى إنَّ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ دَعَوَا الناسَ إلَى الحَيَاةِ وَدَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ؟( قُلْتُ: نَعَم أَصْلَحَكَ اللّهُ قَدْ قَالَ لِي ابْنُ عَمِّكَ يَحْيَى ذَلِكَ. فَقَالَ:) يَرْحَمُ اللّهُ يَحْيَى إنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَن جَدِّهِ عَلِيّعليه‌السلام أَنَّ رَسُولَ اللِّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أَخَذَتْهُ نَعْسَةٌ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ فرأى في مَنَامِهِ رِجالاً يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ القهْقَرَى فَاسْتَوَى رَسُولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جَالِساً وَالْحُزْنُ

٢٤

يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِهَذِهِ الآية:( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً ) يَعْنِي بَنِي اُمَيَّةَ فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ أَعَلَى عَهْدِي يَكُونُونَ وَفِي زَمَنِي؟ قَالَ: لاَ ولكنْ تَدُورُ رَحَى الإسلام مِنْ مُهَاجِرِكَ، فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ عَشْراً ثُمَّ تَدُورُ رَحَى الإسلام عَلَى رَأْسِ خَمْس وَثَلاَثِينَ مِنْ مُهَاجِرِكَ، فَتَلْبَثُ بذَلِكَ خَمْساً ثُمَّ لاَ بُدَّ مِنْ رَحَى ضَلاَلَة هِيَ قَائِمَةٌ عَلَى قُطْبِهَا، ثُمَّ مُلْكُ الفَرَاعِنَةِ قَالَ: وأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ:( إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر ) تَمْلِكُهَا بَنُو اُمَيَّةَ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ: فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُعليه‌السلام أَنَّ بَنِي أمَيَّةَ تَمْلِكُ سُلْطَانَ هَذِهِ الاُمَّةِ وَمُلْكُهَا طُوْلَ هذِهِ الْمُدَّةِ، فَلَوْ طاوَلَتْهُمُ الْجِبَالُ لَطَالُوا عَلَيْهَا حَتّى، يَأْذَنَ اللّهُ تَعَالَى بِزَوَاْلِ مُلْكِهِمْ وَهُمْ فِي

٢٥

ذَلِكَ يَسْتَشْعِرُونَ عَدَاوَتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَبُغْضَنَا، أَخْبَرَ اللّهُ نَبِيَّهُ بِمَا يَلْقَى أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّد وَأَهْلُ مَوَدَّتِهِمْ وَشِيعَتُهُمْ مِنْهُمْ فِي أَيَّامِهِمْ وَمُلْكِهِمْ قالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيْهِمْ:( أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) وَنِعْمَةُ اللّهِ مُحَمَّدٌ وَأَهْلُ بَيْتِهِ حُبُّهُمْ إيمانٌ يُدْخِلً الْجَنَّةَ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ يُدْخِلُ، النَّارَ، فَأَسَرَّ رَسُولُ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ذَلِكَ إلَى عَلِيّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ(، قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اْللَّهِعليه‌السلام :) مَا خَرَجَ وَلاَ يَخْرُجُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إلَى قِيَامِ قَائِمِنَا أَحَدٌ لِيَدْفَعَ ظُلْماً أَوْ يَنْعَشَ حَقّاً إلاَّ اصْطَلَمَتْهُ الْبَلِيَّةُ، وَكَانَ قِيَامُهُ زِيَادَةً فِيْ مَكْرُوهِنَا وَشِيعَتِنَا.)

قَالَ الْمُتَوَكِّلُ بْنُ هارُونَ: ثُمَّ أمْلَى عَلَيَّ أبُو عَبْدِ اللَّهِعليه‌السلام الادْعِيَةَ; وَهِيَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ بَاباً سَقَطَ عَنّيْ مِنْهَا أَحَدَ عَشَرَ باباً، وَحَفِظْتُ مِنْهَا نَيِّفاً وَسِتِّينَ

٢٦

باباً.

وَحَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ روزْبِهْ أبُو بَكْر الْمَدَائِنِيُّ الْكَاتِبُ نَزِيلُ الرَّحْبَةِ فِي دَارِهِ قَالَ: حَدَّثنِي مُحَمَّدُ بنُ أحْمَدَ بْنِ مُسْلِم الْمُطَهَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِيْ عَنْ عُمَيْرِ بنِ مُتَوَكِّل الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِيهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هارُونَ قالَ: لَقِيتُ يَحْيى بْنَ زَيْدِ بنِ عَلِيّعليهما‌السلام فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمامِهِ إلَى رُؤْيَا النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله الَّتِي ذَكَرَهَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّد عَنْ آبائِهِ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ، وَفِي رِوَايةِ الْمُطَهَّرِيِّ ذِكْرُ الأبواب وَهِيَ:

١-التَّحْمِيدُ للِّه عَزَّ وَجَلّ.

٢-الصَّلاَةُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ.

٣-الصَّلاَةُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ.

٤-الصَّلاَةُ عَلَى مُصَدِّقي الرُّسُلِ.

٥-دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ وَخَاصّتِهِ.

٦-دُعَاؤُهُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ.

٢٧

٧-دُعَاؤُهُ فِي الْمُهِمَّاتِ.

٨-دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِعَاذَةِ.

٩-دُعَاؤُهُ فِي الاِشْتِيَاقِ.

١٠-دُعَاؤُهُ فِي اللَجَأ إلَى اللِّه تَعالى.

١١-دُعَاؤُهُ بِخَوَاتِمِ الْخَيْرِ.

١٢-دُعَاؤُهُ فِي الاِعْتِرَافِ.

١٣-دُعَاؤُهُ فِي طَلَبِ الْحَوَائِجِ.

١٤-دُعَاؤُهُ فِي الظُّلاَمَاتِ.

١٥-دُعَاؤُهُ عند المَرَضِ.

١٦-دُعَاؤُهُ في الاسْتِقَالَةِ.

١٧-دُعَاؤُهُ عَلَى الشَّيْطَانِ.

١٨-دُعَاؤُهُ فِي الْمحْذُورَاتِ.

١٩-دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِسْقَآءِ.

٢٠-دُعَاؤُهُ فِي مَكَارِمِ الاخْلاَقِ.

٢١-دُعَاؤُهُ إذَا حَزَنَهُ أمْرٌ.

٢٨

٢٢-دُعَاؤُهُ عِنْدَ الشِّدَّةِ.

٢٣-دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَة.

٢٤-دُعَاؤُه لاِبَويْهِعليهما‌السلام .

٢٥-دُعَاؤُهُ لِوُلدِهِعليه‌السلام .

٢٦-دُعَاؤُهُ لِجِيْرَانِهِ وَأَوْلِيائِهِ.

٢٧-دُعَاؤُهُ لاِهْلِ الثُّغُورِ.

٢٨-دُعَاؤُهُ فِي التَّفَزُّعِ.

٢٩-دُعَاؤُهُ إذَا قُتِّرَ عَلَيْهِ الرِّزقُ.

٣٠-دُعَاؤُهُ فِي الْمَعُونَةِ على قضاءِ الدَّينِ.

٣١-دُعَاؤُهُ بِالتَّوْبَةِ.

٣٢-دُعَاؤُهُ فِي صَلاَةِ اللّيلِ.

٣٣-دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِخَارَةِ.

٣٤-دُعَاؤُهُ إذَا ابْتُلَي أَو رَأى مُبْتَلَىً بِفَضِيحَة أوْ بِذَنْب.

٣٥-دُعَاؤُهُ فِي الرِّضَا بِالقَضَآء.

٢٩

٣٦-دُعَاؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الرَّعْدِ.

٣٧-دُعَاؤُهُ فِي الشُّكْرِ.

٣٨-دُعَاؤُهُ فِي الاعْتِذَارِ.

٣٩-دُعَاؤُهُ فِي طَلَب الْعَفْوِ.

٤٠-دُعَاؤُهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَوْتِ.

٤١-دُعَاؤُهُ فِي طَلَبِ السَّتْرِ وَالوِقايَةِ.

٤٢-دُعَاؤُهُ عِنْدَ خَتْمِهِ الْقُرْآنَ.

٤٣-دُعَاؤُهُ إذا نظرَ إلى الهِلال.

٤٤-دُعَاؤُهُ لِدُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ.

٤٥-دُعَاؤُهُ لِوَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَان.

٤٦-دُعَاؤُهُ لِلْعِيدِ الْفِطْرِ وَالْجُمُعَةِ.

٤٧-دُعَاؤُهُ في يومِ عَرَفَةَ.

٤٨-دُعَاؤهُ فِي يَوْمِ الأضحى وَالْجُمُعَةِ.

٤٩-دُعَاؤُهُ فِي دَفْعِ كَيْدِ الأعداء.

٥٠-دُعَاؤُهُ فِي الرّهْبَة.

٣٠

٥١-دُعَاؤُهُ فِي التَّضَرُّعِ والاسْتِكَانَةِ.

٥٢-دُعَاؤُهُ فِي الإلحاح.

٥٣-دُعَاؤُهُ فِي التَّذَلُّل للهِ عَزَّ وَجَلّ.

٥٤-دُعَاؤُهُ فِي اسْتِكْشافِ الْهُمُومِ.

وَبَاقِي الأبواب بِلَفْظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحَسَنيِّرحمه‌الله حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد ِالله جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد الْحَسَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَطَّاب الزَّيَّاتُ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالي عَلِيٌّ بنُ النُّعْمانِ الأعْلَمُ قَالَ: حدثني عُمَيْرُ بْنُ مُتَوَكِّل الثَّقَفِيُّ الْبَلَخِيُّ عَنْ أَبِيْهِ مُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ قَالَ أَمْلَى عَلَىَّ سَيِّدِي الصَّادِقُ أَبُو عَبْدِ اللهِ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّد قَالَ:) أَمْلَى جَدِّي عليٌّ بنُ الْحُسَيْنِ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلاَمُ بِمَشْهَد مِنّي:

٣١

الدّعاء الأول

وكان من دعائهعليه‌السلام إذ ابتدأ بالدعاء بالتحميد لله عز وجلّ والثناء عليه فقال:

(الْحَمْدُ للهِ الأوَّلِ بِلا أَوَّل كَانَ قَبْلَهُ، وَ الأخر بِلاَ آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ. الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ. ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً، وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إرَادَتِهِ، وَبَعَثَهُمْ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِهِ. لا يَمْلِكُونَ تَأخِيراً عَمَا قَدَّمَهُمْ إليْهِ، وَلا يَسْتَطِيعُونَ تَقَدُّماً إلَى مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ، وَ جَعَلَ لِكُلِّ رُوْح مِنْهُمْ قُوتَاً مَعْلُوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ لاَ يَنْقُصُ مَنْ زادَهُ نَاقِصٌ، وَلاَ يَزِيدُ مَنْ نَقَصَ منْهُمْ زَائِدٌ. ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِي الْحَيَاةِ أَجَلاً

٣٢

مَوْقُوتاً، وَ نَصَبَ لَهُ أَمَداً مَحْدُوداً، يتخطى إلَيهِ بِأَيَّامِ عُمُرِهِ، وَيَرْهَقُهُ بِأَعْوَامِ دَهْرِهِ، حَتَّى إذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ، وَ اسْتَوْعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ، قَبَضهُ إلَى ما نَدَبَهُ إلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوَابِهِ أَوْ مَحْذُورِ عِقَابِهِ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساءُوا بِمَا عَمِلُوا، وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى عَدْلاً مِنْهُ تَقَدَّسَتْ أسماؤه، وَتَظَاهَرَتْ آلاؤه، لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلاَهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ لَتَصرَّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ وَتَوَسَّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ، وَلَوْ كَانُوا كَذلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الإنسانية إلَى حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ، فَكَانُوا كَمَا وَصَفَ فِي مُحْكَم كِتَابِهِ: إنْ هُمْ إلا كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا وَالْحَمْدُ لله عَلَى مَا عَرَّفَنا مِنْ نَفْسِهِ وَأَلْهَمَنَا مِنْ شُكْرِهِ وَفَتَحَ لَنَا من أبوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِيّته وَدَلَّنَا عَلَيْهِ مِنَ الإخلاص لَهُ فِي تَوْحِيدِهِ وَجَنَّبَنا

٣٣

مِنَ الإلْحَادِ وَالشَّكِّ فِي أَمْرِهِ، حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ فِيمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَنَسْبِقُ بِهِ مَنْ سَبَقَ إلَى رِضَاهُ وَعَفْوِهِ حَمْداً يُضِيءُ لَنَا بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرْزَخِ وَيُسَهِّلُ عَلَيْنَا بِهِ سَبِيلَ الْمَبْعَثِ وَيُشَرِّفُ بِهِ مَنَازِلَنَا عِنْدَ مَوَاقِفِ الإشهاد يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ، حَمْداً يَرْتَفِعُ مِنَّا إلَى أَعْلَى عِلِّيِّينَ فِي كِتَاب مَرْقُوم يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ، حَمْداً تَقَرُّ بِهِ عُيُونُنَا إذَا بَرِقَت الأبْصَارُ وَتَبْيَضُّ بِهِ وُجُوهُنَا إذَا اسْوَدَّتِ الابْشَارُ، حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَلِيمِ نَارِ اللهِ إلَى كَرِيمِ جِوَارِ اللهِ، حَمْداً نُزَاحِمُ بِهِ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ وَنُضَامُّ بِهِ أَنْبِيآءَهُ الْمُرْسَلِيْنَ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ الَّتِي لا تَزُولُ وَمَحَلِّ كَرَامَتِهِ الَّتِي لاَ تَحُولُ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي اخْتَارَ لَنَا مَحَاسِنَ الْخَلْقِ، وَأَجرى عَلَيْنَا طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ وَجَعَلَ لَنَا الفَضِيلَةَ بِالْمَلَكَةِ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَكُلُّ خَلِيقَتِهِ مُنْقَادَةٌ لَنَا بِقُدْرَتِهِ، وَصَآئِرَةٌ

٣٤

إلَى طَاعَتِنَا بِعِزَّتِهِ. وَالْحَمْدُ لله الَّذِي أَغْلَقَ عَنَّا بَابَ الْحَّاجَةِ إلاّ إلَيْهِ فَكَيْفَ نُطِيقُ حَمْدَهُ أَمْ مَتَى نُؤَدِّي شُكْرَهُ؟!، لا، مَتى؟ وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَكَّبَ فِينَا آلاَتِ الْبَسْطِ، وَجَعَلَ لَنَا أدَوَاتِ الْقَبْضِ، وَمَتَّعَنا بأرواح الْحَياةِ، وَأثْبَتَ فِينَا جَوَارِحَ الأعْمَال، وَغَذَّانَا بِطَيِّبَاتِ الرِّزْقِ، وَأغْنانَا بِفَضْلِهِ، وَأقْنانَا بِمَنِّهِ، ثُمّ أَمَرَنَا لِيَخْتَبِرَ طاعَتَنَا، وَنَهَانَا لِيَبْتَلِيَ شُكْرَنَا فَخَالَفْنَا عَنْ طَرِيْقِ أمْرِهِ وَرَكِبْنا مُتُونَ زَجْرهِ فَلَم يَبْتَدِرْنا بِعُقُوبَتِهِ، وَلَمْ يُعَاجِلْنَا بِنِقْمَتِهِ بَلْ تَانَّانا بِرَحْمَتِهِ تَكَرُّماً، وَانْتَظَرَ مُراجَعَتَنَا بِرَأفَتِهِ حِلْماً. وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي دَلَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتِي لَمْ نُفِدْهَا إلاّ مِنْ فَضْلِهِ، فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إلاّ بِهَا لَقَدْ حَسُنَ بَلاؤُهُ عِنْدَنَا، وَ جَلَّ إحْسَانُهُ إلَيْنَا وَ جَسُمَ فَضْلُهُ عَلَيْنَا، فَمَا هكذا كَانَتْ سُنَّتُهُ فِي التَّوْبَةِ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَلَمْ يُكَلِّفْنَا إلاّ وُسْعاً، وَ لَمْ يُجَشِّمْنَا إلاّ يُسْراً وَلَمْ يَدَعْ لأحد مِنَّا حُجَّةً وَلاَ عُذْراً،

٣٥

فَالْهَالِكُ مِنَّا مَنْ هَلَكَ عَلَيْهِ وَ السَّعِيدُ مِنَّا مَنْ رَغِبَ إلَيْهِ. وَ الْحَمْد للهِ بِكُلِّ مَا حَمِدَهُ بِهِ أدْنَى مَلائِكَتِهِ إلَيْهِ وَ أَكْرَمُ خَلِيقَتِهِ عَلَيْهِ، وَأرْضَى حَامِدِيْهِ لَدَيْهِ، حَمْداً يَفْضُلُ سائر الْحَمْدِ كَفَضْلِ رَبِّنا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ. ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ مَكَانَ كُلِّ نِعْمَة لَهُ عَلَيْنَا وَ عَلى جَمِيعِ عِبَادِهِ الْمَاضِينَ وَالْبَاقِينَ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَمِيعِ الأشْيَآءِ، وَ مَكَانَ كُلِّ وَاحِدَة مِنْهَا عَدَدُهَا أَضْعافَاً مُضَاعَفَةً أَبَداً سَرْمَداً إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَمْداً لاَ مُنْتَهَى لِحَدِّهِ وَ لا حِسَابَ لِعَدَدِهِ وَ لاَ مَبْلَغَ لِغَايَتِهِ وَ لا انْقِطَاعَ لأمَدِهِ، حَمْدَاً يَكُونُ وُصْلَةً إلَى طَاعَتِهِ وَعَفْوِهِ، وَ سَبَباً إلَى رِضْوَانِهِ وَذَرِيعَةً إلَى مَغْفِرَتِهِ وَ طَرِيقاً إلَى جَنَّتِهِ، وَخَفِيْراً مِنْ نَقِمَتِهِ، وَ أَمْناً مِنْ غَضَبِهِ، وَ ظَهِيْراً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ حَاجِزاً عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَ عَوْناً عَلَى تَأدِيَةِ حَقِّهِ وَ وَظائِفِهِ، حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِي السُّعَدَاءِ مِنْ أَوْلِيَآئِهِ وَنَصِيرُ بِهِ فِي نَظْمِ الشُّهَداءِ بِسُيُوفِ أَعْدَائِهِ إنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيد).

٣٦

الدّعاء الثّاني

وكان من دعائهعليه‌السلام بعد هذا التّحميد الصّلاة على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

)وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ، وَ لا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ. اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَ لأمْرِكَ نَفْسَهُ، وَ عَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ

٣٧

بَدَنَهُ، وَكَاشَفَ فِي الدُّعَآءِ إلَيْكَ حَامَّتَهُ وَ حَارَبَ فِي رِضَاكَ أسْرَتَهُ وَقَطَعَ فِىْ إحْياءِ دِينِكَ رَحِمَهُ وأقصى الأدنين عَلَى جُحُودِهِمْ، وَقَرَّبَ الأقصين عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ وَ والَى فِيكَ الأبعدين، وَ عَادى فِيكَ الأقربين، وَأدْأبَ نَفْسَهُ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِكَ وَأَتْعَبَهَا بِالدُّعآءِ إلَى مِلَّتِكَ وَ شَغَلَهَا بِالنُّصْحِ لأهْلِ دَعْوَتِكَ، وَهَاجَرَ إلَى بِلاَدِ الْغُرْبَةِ وَمحَلِّ النَّأيِ عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ، وَمَوْضِعِ رِجْلِهِ وَمَسْقَطِ رَأسِهِ وَمَأنَسِ نَفْسِهِ إرَادَةً مِنْهُ لإعزاز دِيْنِكَ، واسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ بِكَ، حَتّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِكَ، وَاسْتَتَمَّ لَهُ مَا دَبَّرَ فِي أوْلِيآئِكَ، فَنَهَدَ إلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِكَ وَمُتَقَوِّياً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ، فَغَزَاهُمْ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ وَهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي بُحْبُوحَةِ قَرَارِهِمْ حَتّى ظَهَر أَمْرُكَ، وَعَلَتْ كَلِمَتُكَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. اللَهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ، حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَة وَلا

٣٨

يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَة وَلاَ يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ، وَعَرِّفْهُ فِي أهْلِهِ الطّاهِرِينَ وَاُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ أجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ يَا نَافِذَ الْعِدَةِ يَا وَافي الْقَوْلِ يَا مُبَدِّلَ السّيِّئات بِأضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ).

٣٩

الدعاء الثالث

وكان من دعائهعليه‌السلام في الصلاة على حملةِ العرشِ و كلِّ ملك مقرّب.

(اللَّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ، وَلا يَسْأَمُونَ مِنْ تَقْدِيْسِكَ، وَلا يَسْتَحسِرُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ، وَلا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إلَيْكَ. وَإسْرافِيْلُ صَاحِبُ الصُّوْرِ، الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الإذن وَحُلُولَ الأمْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ الْقُبُورِ. وَمِيكَآئِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ، وَالْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ. وَجِبْريلُ الأمِينُ عَلَى وَحْيِكَ، الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ، الْمَكِينُ

٤٠