تفسير ست سور

تفسير ست سور0%

تفسير ست سور مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 481

تفسير ست سور

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله حبيب الله الشريف الكاشانيّ (قدس سره)
تصنيف: الصفحات: 481
المشاهدات: 58309
تحميل: 5179

توضيحات:

تفسير ست سور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 58309 / تحميل: 5179
الحجم الحجم الحجم
تفسير ست سور

تفسير ست سور

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

جنب أمير المؤمنين وقال : يا عليّ : هذا النهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي(١) .

وفي الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعي عترتي [وسبطيّ](٢) على الحوض إلى أن قال : نذود(٣) عنه أعداءنا، ونسقي(٤) أحبّاءنا وأولياءنا، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. حوضنا [مترع](٥) فيه مثعبان(٦) ينصبّان من الجنّة ؛ أحدهما من تسنيم، والآخر من معين، على حافتيه الزعفران، وحصاه اللؤلؤ [والياقوت](٧) وهو الكوثر(٨) . انتهى.

وفي رواية أبي أيّوب الأنصاريّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله سئل عن الحوض فقال : إنّ الحوض أكرمني الله به، وفضّلني على من كان قبلي من الأنبياء، وهو ما بين أيلة(٩) وصنعاء إلى أن قال : يذود عنه يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب من إبله، من شرب منه لا

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسيّ رحمه الله : ٦٩، وأمالي الشيخ المفيد رحمه الله : ٢٩٤.

(٢) أضفناه من المصدر.

(٣) في المصدر : فإنّا نذود.

(٤) في المصدر زيادة : منه.

(٥) أضفناه من المصدر.

(٦) المثعب : مسيل المياه.

(٧) أضفناه من المصدر.

(٨) الخصال : ٦٢٤.

(٩) أيلة «بالفتح» جبل بين مكّة والمدينة و... بلد بين ينبع ومصر، ومنه حديث حوض رسول الله صلّى الله عليه وآله : «عرضه ما بين صنعاء إلى أيلة» وإيلة بالكسر : قرية بين مددين وطور. مجمع البحرين ٥ : ٣١٥. وأيضا : راجع منتهى الإرب ١ : ٤٨.

٤٢١

يظمأ أبدا(١) . انتهى.

وفي رواية أنس قال : بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثمّ رفع رأسه متبسّما فقلت : ما أضحكك يا رسول الله؟ قال : أنزلت عليّ آنفا سورة ؛ فقرأ سورة الكوثر، ثمّ قال : أتدرون ما الكوثر؟ قلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنّه نهر وعدنيه عليه ربّي(٢) خيرا كثيرا، وهو حوض ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج القرن منهم، فأقول : يا ربّ إنّهم من أمّتي؟ فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك(٣) . انتهى.

أقول : لا منافاة بين التفسير بالنهر الواقع في الجنّة وبالحوض الواقع في العرصات كما عرفته، وكذا لا منافاة بين التفاسير المتقدّمة، حيث إنّها من أفراد الخير الكثير، فهو كلمة جامعة لتمام ما قيل في المقام، وإنّما الفرق بالإجمال والتفصيل. ويؤيّد ذلك ما في الكشّاف من أنّ ابن عبّاس(٤) فسّر الكوثر بالخير الكثير، فقال له سعيد بن جبير : إنّ ناسا يقولون : هو نهر في الجنّة؟ فقال : هو من الخير الكثير(٥) . انتهى.

ومن هنا قال الطبرسيّ رحمه الله في مجمع البيان : واللفظ يحتمل للكلّ، فيجب أن يحمل على جميع ما ذكرنا من الأقوال، فقد أعطاه سبحانه

__________________

(١) بحار الأنوار ٨ : ٢١، أمالي الشيخ الطوسيّ رحمه الله : ٢٢٨.

(٢) في المصدر : ربّي عليه.

(٣) مجمع البيان ١٠ : ٥٤٩، وأيضا راجع : مسند أحمد بن حنبل ٣ : ١٠٢.

(٤) راجع تنوير المقباس في تفسير ابن عبّاس ؛ المطبوع بهامش الدرّ المنثور ٦ : ٤٠٠.

(٥) الكشّاف ٤ : ٢٩١.

٤٢٢

الخير الكثير في الدنيا، ووعده الخير الكثير في الآخرة، وجميع هذه الأقوال تفصيل للجملة الّتي هي الخير الكثير في الدارين(١) . انتهى.

هذا إلّا أنّ الظاهر إرادة كلّ من هؤلاء خصوص كلّ من هذه المعاني على انفراد، فالحمل على الجميع مستلزم لاستعمال اللفظة الواحدة في أكثر من معنى واحد، فتدبّر.

وللقائل بتجسّم الأعمال ـ كما هو ظاهر جملة من الآيات والروايات ـ أن يقول : إنّ المعاني المذكورة تتصوّر وتتمثّل في النشأة الآخرة بصورة النهر والحوض، فهي هما في الحقيقة، فلا منافاة بين ما تقدّم وبين التفسير بهما، فتأمّل.

قال الله سبحانه بعد أن امتنّ على رسوله النبيل بهذا العطاء الجزيل :( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) فالعقل السليم شاهد بوجوب شكر المنعم، فكلّما عظمت النعمة حكم العقل بعظم الشكر في مقابلته، ولمّا كانت العطيّة في المقام من أعظم العطايا أمر المنعم الحقيقيّ عبده بأداء شكره في ضمن ما هو من أعظم العبادات وهو الصلاة والنحر. ولعلّ المراد بهما على ما صرّح به في العرائس : الوصل بنور الربوبيّة ؛ بخالص العبوديّة، ونحر النفوس قربانا لكشف المشاهد.

قال : أي اتّصل بنور الربوبيّة بخالص العبوديّة وانحر نفسك قربانا لكشف مشاهدتي(٢) . انتهى.

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ : ٥٤٩.

(٢) عرائس البيان : ٣٨٦.

٤٢٣

فيحتمل أن يكون المراد بالصلاة المأمور بها في المقام هو الفناء في ساحة الحقّ بكمال الخضوع والخشوع، والإقبال بالكلّيّة على الحقّ، وبالنحر : الفناء الكلّيّ المعبّر عنه بالفناء عن الفناء، والاستغراق الكلّيّ في بحر الشهود ؛ بحيث لا يرى فيه سوى وجه الحقّ ؛ إذ كلّ شيء هالك إلّا وجهه.

قال في الكشّاف : والمعنى أعطيت ما لا غاية لكثرته من خير الدارين الّذي لم يعطه أحد غيرك، ومعطي ذلك كلّه أنا إله العالمين فاجتمعت لك الغبطتان السنيّتان ؛ إصابة أشرف عطاء وأوفره من أكرم معط، وأعظم منعم، فاعبد ربّك الّذي أعزّك بإعطائه، وشرّفك وصانك من منن الخلق مراغما لقومك الّذين يعبدون غير الله، وانحر لوجهه(١) وباسمه، مخالفا لهم في النحر للأوثان(٢) . انتهى.

واختلف المفسّرون في الصلاة والنحر المأمور بهما، فقيل : المراد بالصلاة : صلاة عيد الأضحى، وبالنحر نحر الهدي والأضحية.

وقيل : كان النبيّ صلّى الله عليه وآله ينحر قبل الصلاة، فأمر بأن يصلّي ثمّ ينحر.

وقيل : المراد بالصلاة : صلاة الصبح ؛ أمر بأن يصلّيهما بجمع، أي : بالمزدلفة، وينحر البدن بمنى.

وقيل : المراد بالصلاة : جنس الصلاة المفروضة، وبالنحر : استقبال القبلة بالنحر.

__________________

(١) في المصدر زيادة : إذا نحرت.

(٢) الكشّاف ٤ : ٢٩٠ ـ ٢٩١.

٤٢٤

وقيل : المراد بذلك : التكفير ؛ بوضع اليد اليمنى على اليسرى كما هو المعمول به عند العامّة، وقد غلط من نسبه إلى أمير المؤمنين عليه السلام. ويستفاد من جملة من رواياتنا أنّ المراد بالنحر : رفع اليدين حذاء الوجه للقنوت.

ومن هنا ربّما قيل بوجوبه لظاهر الأمر، ومن بعضها أنّ المراد به : أن يستقبل باليدين حذو الوجه عند افتتاح الصلاة بالتكبير.

ومن بعضها : أنّ رفع اليدين عند الافتتاح والركوع بعد رفع الرأس عنه والسجود كذلك(١) . وإذا عكست «صلّ ربّك» صار «كبّر لص» والصاد إشارة إلى الصلاة وتخصيص التكبير بالذكر مع اشتمال الصلاة على أفعال وأقوال كثيرة. فإنّ حقيقته استحقار جميع ما سوى الحقّ عند ذكره، والتوجيه إليه بالكلّيّة، بل المكبّر الحقيقيّ لا يرى شيئيّة حقيقيّة لغير الله، فمراده أنّه أكبر من كلّ موهوم الشيئيّة.

ولنعم ما قيل :

لو أقسم المرء بالرحمن خالقه

بأنّ كلّ الورى لا شيء ما حنثا

إن كان شيء فغير الله خالقه

الله أكبر من أن يخلق العبثا

قال سبحانه :( إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) .

الشانئ : المبغض، والأبتر : المقطوع الذنب، والمعدم، والخاسر، وكلّ أمر منقطع من الخير، ومن لا عقب ولا نسل له.

ولمّا كان العلّة الغائيّة للإيجاد والوجود الوصول إلى الفيض والجود،

__________________

(١) انظر : مجمع البيان ١٠ : ٥٤٩ ـ ٥٥٠.

٤٢٥

وكان ذلك متوقّفا على متابعة محمّد صلّى الله عليه وآله ومحبّته، انحصر كمال الوجود فيه وفي كلّ من أحبّه واتّبعه، فمبغضه لا محالة ناقص الوجود، عادم الفيض والجود، منقطع عن الوصول إلى مقام الكشف والشهود. فيكون محروما عن جميع خيرات الدارين، قد خسر الدنيا والآخرة ؛ ذلك هو الخسران المبين.

ولمّا كان الغرض المهمّ من بقاء النسل والعقب : بقاء الذكر ودوامه بعد الموت، فمبغضه لكونه منسيّ الذكر، أو مذكورا باللعن هو الأبتر، لا هو صلّى الله عليه وآله لأنّه مرفوع الذكر، مذكور الاسم إلى يوم القيامة. هذا مع أنّ ذرّيّته من ولد بنته فاطمة صلوات الله عليها قد ملأوا ما بين المشرق والمغرب.

وفي التفسير الصادقي : إنّه دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن العاص، فقال عمرو : أتانا الأبتر! وكان الرجل في الجاهليّة إذا لم يكن له ولد يسمّى(١) أبتر، ثمّ قال عمرو : لأشنأته(٢) ، أي أبغضته. فأنزل الله على رسوله :( إِنَّا أَعْطَيْناكَ ) إلى آخره ؛ أي مبغضك عمرو بن العاص هو الأبتر ؛ يعني لا دين [ولا نسب](٣) له(٤) .

تمّت النسخة الشريفة في السابع والعشرين

من شهر ذي الحجّة الحرام سنة ١٣٢٦ ه‍.

__________________

(١) في المصدر : سمّي.

(٢) كذا في الأصل، وفي المصدر : إنّي لأشنأ محمّدا.

(٣) أضفناه من المصدر.

(٤) تفسير عليّ بن إبراهيم ٢ : ٤٤٥، تفسير نور الثقلين ٥ : ٦٨٥.

٤٢٦

تفسير

سورة التوحيد

٤٢٧
٤٢٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[المقدّمة]

الحمد لله الواحد الأحد القيّوم الدائم الصمد، الّذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، والصلاة على محمّد عبده ورسوله المسدّد، المحمود الأحمد، وآله المعصومين، صلاة متّصلة بدوام الأبد.

أمّا بعد، فيقول العبد المفتاق إلى ربّه الصمد «حبيب الله بن علي مدد» : إنّ هذه عجالة وجيزة في تفسير سورة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) المسمّاة بـ «أسماء كبيرة» سنذكر وجه تسميتها بها في الخاتمة.

فاعلموا إخواني أنّ هذه السورة على مذهبنا معاشر الإماميّة خمس آيات، وإن عدّها من خالفنا أربعا ؛ على ما يقتضيه مذهبه.

الآية الأولى : البسملة

وتفسيرها محتاج إلى تدوين كتاب على حدة، ولكنّنا قد أشرنا إلى بعض ما يتعلّق بها في «تفسير الفاتحة»، وفي «التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام» أي أستعين على هذا الأمر بالله الّذي لا يستحقّ العبادة غيره، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي، «الرحمن» الّذي يرحم ببسط

٤٢٩

الرزق علينا، «الرحيم» بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا، خفّف الله علينا الدين، وجعله سهلا خفيفا، وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه.

الآية الثانية :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ )

وهذه الآية مشتملة على أربع كلمات من نوعي الكلمة على القراءة المشهورة من إثبات الأولى،أو ثلاث على الشاذّة من إسقاطها، واستيفاء البحث عنها في مقاصد أربعة :

[المقصد] الأوّل : في الأولى [وهي كلمة «قل»]

وهي مشتقّة من «القول» بالأصغر، وتقليباته ستّة بالأكبر كما في كلّ ثلاثيّ، فإنّها الحاصلة من ضرب الثلاثة في الاثنين، كما أنّها في الرباعيّ أربعة وعشرون، وفي الخماسيّ مائة وعشرون. فإنّ الأولى من الأربعة في الستّة، والثانية من الخمسة في الأولى، والموضوع في تقليبات الأخيرين ولا سيّما الأخير نزر ؛ بخلاف الأوّل لكثرة الموضوع فيه ؛ بل قد لا يوجد في تقليباته مهمل كما في قول المبحوث عنه.

أمّا «القول» فواضح.

و «القلو» بالكسر ؛ كما في القاموس(١) : «الخفيف من كلّ شيء» و «الحمار الفتيّ» وبهاء الدابّة تتقدّم بصاحبها. وفسّره الرازيّ بحمار الوحش.

__________________

(١) القاموس المحيط ٤ : ٣٨٢.

٤٣٠

و «الوقل» بالسكون : «شجرة المقل» أو «ثمره» أو «يابسه» ويقال : «وقل في الجبل» : إذا صعده. وربّما يفسّر «الوقل» بالوعل، وهو «تيس الجبل».

و «الولق» : السرعة، ويقال : «ولق» «يلق» : إذا أسرع.

و «الولقى» : الناقة السريعة.

و «اللوق» كاللوقة : الزبدة من اللّبن، ويقال : «لوّق طعامه» : إذا أصلحه بالزبد. ومنه الحديث : «لا آكل الطعام إلّا ما لوّق لي»(١) .

و «اللقو» كاللقوة : العقاب أو الأنثى منه، أو السريعة الخفيفة، وبالكسر : المرأة السريعة اللقاح.

وفي تفسير الرازيّ وكلّيّات أبي البقاء : إنّ تركيب «القول» في جميع تقاليبه يدلّ على الخفّة والسهولة(٢) . وفيه نظر، لانتقاضه بالنسبة إلى بعض المعاني وإن أمكن بالنسبة إلى أكثرها، فتدبّر.

وفي الثاني : إنّ «القول» و «الكلام» و «اللفظ» من حيث اللغة بمعنى ؛ يطلق على كلّ حرف من حروف المعجم، ومن حروف المعاني، وعلى أكثر منه مفيدا كان أو لا، لكنّ «القول» اشتهر في المفيد بخلاف «اللفظ» واشتهر «الكلام» في المركّب من جزئين فصاعدا. انتهى.

ومن خواصّ هذا الباب أنّ المفعول فيه لا تكون إلّا جملة، ومن هنا يكسر همزة «إنّ» في صدرها لئلّا تؤوّل بالمفرد، وهل هي حينئذ مفعول به أو مفعول مطلق نوعي لدلالتها على نوع خاصّ من القول؟ خلاف، والأصحّ

__________________

(١) النهاية، لابن الأثير ٤ : ٢٧٨.

(٢) انظر : التفسير الكبير ٣٢ : ١٧٤.

٤٣١

الأشهر هو الأوّل، لصحّة الإخبار عنها بأنّها مقولة، والمطلق النوعي ليس بهذه المثابة لكونه عين الفعل، والفعل والمفعول به متغايران كما لا يخفى.

المقصد الثاني : في الثانية : [وهي كلمة «هو»]

وهي بحر فيها اسم وضمير، مرجعه الغائب.

وفي كتاب سيبويه : وأمّا المضمر المحدّث عنه، فعلامته «هو» وإن كان مؤنثا فعلامته «هي». انتهى.

هذا مذهب البصريّين، والكوفيّون يزعمون أنّ الاسم هو «الهاء»، و «الواو» إشباع للحركة. وإذا جيء بها للفرق بين النعت والخبر فـ «هو» حرف عند غير الأخفش، وتسمّى فصلا وعمادا، وحينئذ فلا محلّ لها من الإعراب ؛ حتّى عنده، لكونها كـ «صه» و «نزال»، واللّام الداخلة على الوصف على تقدير اسميّتها.

ويستفاد من جملة من الروايات والأدعية استعمال هذه الكلمة اسما ظاهرا من أسماء الله الحسنى، يدخله حرف النداء.

ولكن في الكلّيّات : وليس «هو» من الأسماء الحسنى ؛ بل «هو» ضمير يجوز إرجاعه لكلّ شيء جوهر أو عرض لفظا أو معنى، إلّا أنّ بعض الطائفة يكنّون به عن الحقيقة المشهودة لهم والنور المطلق للمتجلّي لسرائرهم من وراء أستار الجبروت من حيث هي، من غير ملاحظة اتّصافها بصفة من صفاتها، ولذلك يضعونه موضع الموصوف ويجرون عليه الأسماء حتّى اسم الله. انتهى.

٤٣٢

وفيه نظر لما أشرنا إليه.

وقد روي عن عليّ عليه السلام أنّه قال : رأيت الخضر في المنام قبل بدر بليلة، فقلت له : علّمني شيئا انتصر به على الأعداء! فقال : [قل] «يا هو يا من لا هو إلّا هو» فلمّا أصبحت قصصتها على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال [لي] : يا عليّ، علّمت الاسم الأعظم! فكان على لساني يوم بدر(١) .

وروي أنّه قرأ يوم بدر( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فلمّا فرغ قال : يا هو! يا من لا هو إلّا هو! اغفر لي وانصرني على [القوم] الكافرين(٢) .

وروي أنّه كان يقول ذلك أيضا يوم صفّين وهو يطارد، فقال له عمّار بن ياسر : يا أمير المؤمنين، ما هذه الكنايات؟ فقال عليه السلام : اسم الله الأعظم، وعماد التوحيد [لله] (لا إله إلّا هو) [ثمّ قرأ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) ] وآخر الحشر، ثمّ نزل فصلّى أربع ركعات قبل الزوال(٣) .

وربّما يدّعى أنّ لفظ «هو» مخفّف عن لفظ «الله» ومجرّد عن زوائده، فإنّه إذا حذف منه الألف يبقى «لله» ؛ أي لله ملك السماوات والأرض وما بينهما، أو يسبّح لله ما في السماوات والأرض، وإذا حذف منه اللّام مع الألف الثانية يصير «له» ؛ أي له ما في الكون، وإذا حذف منه «اللّام» الثانية لم يبق سوى «الهاء» فإذا أشبعته صار «هو» فيكون إشارة إلى بساطة المسمّى وتقدّسه عن الاعتبارات والملاحظات والإضافات، لكونه موضوعا بإزاء الهويّة المطلقة الصرفة ؛ بل قد يقال : إنّه ليس باسم ؛ بل هو المسمّى مع قطع النظر عن ملاحظة الاسميّة ؛ فتدبّر.

__________________

(١) بحار الأنوار ٣ : ٢٢٢.

(٢) بحار الأنوار ٣ : ٢٢٢.

(٣) بحار الأنوار ٣ : ٢٢٢.

٤٣٣

ومن هنا قيل : إنّه أخصّ وأعلى من لفظ «الله» لدلالته على الهويّة الصرفة الّتي لا يتصوّر معها شوب إضافة أصلا، بخلاف لفظ «الله» فإنّه يدلّ على الألوهيّة الّتي لا تتصوّر إلّا بعد ملاحظة المألوه. ولذا صار «لا إله إلّا هو»، عماد التوحيد ؛ الّذي هو عبارة عن إسقاط الإضافات، فـ «هو» مع كونه أعمّ الأسماء حيث يطلق على جميعها، أخصّها حتّى من «الله»، ولذا قدّمه عليه في هذه الآية المباركة، كما قدّم «الله» على «الأحد» لكونه أخصّ منه، فافهم واغتنم وكن من الشاكرين.

ومن خواصّ هذه الكلمة أنّه لو بسط حرفاها ببسط الترفّع طوبق عددها مع عدد «عليّ» ولو بسط حروف «عليّ» ببسط التنزيل طوبق مع عدد هذه الكلمة فـ( هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) و( هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) و( إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) فكما أنّ هذه الكلمة دليل تدوينيّ على غيب الهويّة، كذلك «عليّ» دليل تكوينيّ عليه، ومرآة للوجود المطلق ؛ خلقه الله من نوره، واصطفاه بعد محمّد صلّى الله عليه وآله من خلقه ليكون دليلا على هويّته، فـ «سبحان الّذي دلّ على ذاته، بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته»(١) .

ومن خواصّها أنّ النطق بها لا يحتاج إلى اللسان عند انبساط النفس وانقباضه، وفي ذلك إشارة إلى أنّ هويّته بذاته ولذاته، وهويّة سائر الهويّات إنّما هي بهويّته، مفتقرة إليها في حدّ أنفسها.

وهذا معنى ما ذكره الشيخ الرئيس من أنّ «ألهو هو» المطلق هو الّذي لا يكون هويّته موقوفة على غيره، وكلّما كان هويّته لذاته سواء اعتبر غيره أو

__________________

(١) جاء هذا المقطع في دعاء الصباح : يا من دلّ على ذاته بذاته، وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته.

٤٣٤

لم يعتبر فـ «هو هو» لكن كلّ ممكن فوجوده من غيره، وكلّما كان وجوده من غيره فخصوصيّة وجوده منه، وذلك هو الهويّة ؛ فإذن كلّ ممكن فهويّته من غيره، والّذي يكون هويّته لذاته فهو واجب الوجود. انتهى.

وبالجملة : لا نعرف من ذاته تعالى إلّا أنّه هو ضرورة أنّ كلّ شيء فـ «هو هو»، فإذا قلت : إنّ الله هو هو، فلا مجال لأحد في تكذيب هذا القول ؛ حيث لا يتوقّف تصديقه على معرفته بالكنه والحقيقة الذاتيّة معرفة تفصيليّة لم يصل إليها أحد سواه، كيف وقد عجزت عن كنه ذاته عميقات مذاهب التفكير، وانحسر عن إدراكه بصر البصير.

فيك يا أعجوبة الكون غدا الفكر كليلا

أنت حيّرت ذوي اللّب وبلبلت العقولا

كلّما أقبل فكري فيك شبرا فرّ ميلا

وقد بان من هذا البيان أنّ «هو» هو الاسم الأعظم الأعلى المطابق للواقع ونفس الأمر الّذي كلّ الأسماء عنه ومنه وإليه وبه، ومنه وجد كلّما وجد، وبه ظهرت هويّة كلّ شيء، وقد( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) وكيفما كان فلفظ «هو» في هذه السورة محتمل لوجهين :

الأوّل : أن يكون اسما مضمرا، وهذا على وجهين :

أحدهما : أن يكون راجعا إلى ما سألوا عن صفته ونسبته، فقد ذكر عليّ بن إبراهيم القمّيّ في تفسيره أنّ سبب نزول هذه السورة أنّ اليهود جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت له : ما نسب ربّك؟ فأنزل الله هذه السورة(١) .

__________________

(١) تفسير القمّيّ ٢ : ٤٤٨.

٤٣٥

وفي الكافي والتوحيد عن الصادق عليه السلام قال : إنّ اليهود سألوا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا : انسب لنا ربّك، فلبث ثلاثا لا يجيبهم، ثمّ نزلت «قل هو الله»(١) .

وفي التوحيد عن الباقر عليه السلام [في قول الله عزّ وجلّ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ] قال : «قل» ؛ أي أظهر ما أوحينا إليك ونبّأناك [به] بتأليف الحروف الّتي قرأناها لك لتهتدي بها من ألقى السمع وهو شهيد، و «هو» اسم مشار ومكنّى إلى غائب فـ «الهاء» تنبيه على معنى ثابت، و «الواو» إشارة إلى الغائب عن الحواسّ، كما أنّ قولك «هذا» إشارة إلى الشاهد عند الحواسّ، وذلك أنّ الكفار نبّهوا عن آلهتهم بحرف إشارة إلى الشاهد المدرك فقالوا : هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالأبصار، فأشر أنت يا محمّد إلى إلهك [الّذي] تدعو إليه حتّى نراه وندركه ولا نأله فيه، فأنزل الله تبارك وتعالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فالهاء تثبيت للثابت، والواو إشارة إلى الغائب عن درك الأبصار ولمس الحواسّ، وأنّه تعالى عن ذلك ؛ بل هو مدرك الأبصار ومبدع الحواس(٢) .

ولعلّ المراد بتثبيت الثابت الحكم ثبوت ما هو ثابت في الواقع وموجود في الخارج ؛ إذ لا معنى للإرجاع إلى المعدوم في نفس الأمر. وأمّا قولهم : إنّ شريك الباري هو ممتنع حيث يرجع الضمير إلى ما ليس بثابت في الواقع، فمعناه أنّ هذا المفهوم الثابت لهذا اللفظ بحسب الدلالة عند الذهن ممتنع المصداق في الخارج، فالمرجع هو الثابت في الذهن خاصّة وإن لم يكن

__________________

(١) انظر : الكافي ١ : ٩١، التوحيد : ٩٣.

(٢) التوحيد : ٨٨.

٤٣٦

ثابتا في حاقّ الواقع الخارجيّ، فافهم.

ولكونه تعالى ثابتا بحقيقة الثبوت كان من أسمائه الحقّ.

وعن «المعلّم الثاني» : يقال «حقّ» للقول المطابق للمخبر عنه إذا طابق القول، ويقال «حقّ» للموجود الحاصل بالفعل، ويقال «حقّ» للموجود الّذي لا سبيل للبطلان إليه، والأوّل تعالى حقّ من جهة الخبر عنه، وحقّ من جهة الوجود، وحقّ من جهة أنّه لا سبيل للبطلان إليه، لكنّا إذا قلنا أنّه الحقّ فلأنّه الواجب الّذي لا يخالطه بطلان، وبه يجب وجود كلّ باطل.

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

[وكلُّ نعيم لا محالةَ زائلٌ]

ولعلّ المراد بقوله «والواو إشارة إلى الغائب» أنّ الواو لمـــّـا كانت في الأصل علامة للجمع الغائب فهو في هذه الكلمة إشارة إلى غيبته تعالى عن الأبصار، ومن هنا قد يقال : إنّ الواو إشارة إلى جامعيّة هذا المسمّى لجميع الأسماء والصفات الكماليّة، ولعلّه مراد من قال : إنّ بسيط الحقيقة كلّ الأشياء. فتأمّل.

وثانيهما : أن يكون ضمير الشأن والقصّة مفسّرا بما بعده من الجملة، وهذا الضمير قد يكون مرفوعا منفصلا ؛ كما في هذه الآية، وكما في قوله :

هي الدنيا تقول بملء فيها

[حذار حذار من بطشي وفتكي]

وقد يكون منصوبا متّصلا بارزا ؛ كما في قوله تعالى :( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ ) (١) .

وقد يكون مرفوعا مستترا ؛ كما في قوله :

__________________

(١) الحجّ : ٤٦.

٤٣٧

إذا متّ كان الناس صنفان إلى آخره.

وحذفه منصوبا نادر إلّا في باب «أنّ» المفتوحة المخفّفة، فإنّه لازم على ما صرّحوا به. وكيف كان فلا بدّ أن يكون المفسّر لهذا الضمير جملة.

قال الرضيّ : والمراد بهذا الضمير، الشأن والقصّة، فيلزمه الإفراد والبية، والمعود إليه إمّا يكون مذكّرا وهو الأغلب، أو مؤنّثا ؛ كما يجيء، وهذا الضمير كأنّه راجع في الحقيقة إلى المسئول عنه بسؤال مقدّر، يقول مثلا هو الأمير مقبل كأنّه سمع ضوضاء وجلبة فاستبهم الأمر فسأل ما الشأن والقصّة؟

فقلت : هو الأمير مقبل ؛ أي الشأن هذا، فلمّا كان المعود إليه الّذي تضمّنه السؤال غير ظاهر قيل اكتفى في التفسير بخبر هذا الضمير الّذي يتعقّبه بلا فصل، لأنّه معيّن للمسؤول عنه ومبيّن له، فبان لك بهذا أنّ الجملة بعد الضمير لم يأت بها لمجرّد التفسير ؛ بل هي كسائر أخبار المبتدءات ؛ لكن سمّيت تفسيرا لما بيّنته، والقصد بهذا الإبهام ثمّ التفسير : تعظيم الأمر، وتفخيم الشأن، فعلى هذا لا بدّ أن يكون مضمون الجملة المفسّرة شيئا عظيما يعتنى به، فلا يقال : هو الذباب يطير. انتهى.

الثاني : أن يكون اسما ظاهرا من أسمائه تعالى على التفصيل الّذي عرفته، فيكون الهاهوت مشتقّا منه، كما أنّه اللاهوت مشتقّ من لفظ «الله» وعلى جميع هذه الوجوه فـ «هو» مبتدأ خبره جملة «الله أحد» واتّحادهما معنى مغن عن الرابطة اللازمة في الجمل الخبريّة ؛ ومن المحتمل كون «أحد» خبرا بعد الخبر، وكونه بدلا عنه، فلا حاجة إلى الرابطة، لعدم الاشتقاق.

٤٣٨

المقصد الثالث : في الثالثة

والكلام فيها في مواضع ؛ أحدها في خصائصها، وهي كثيرة :

منها : أنّه لو قسّمت عدد هذه الكلمة ؛ أي عدد حروفها المكتوبة على القسمين كان كلّ قسم ثلاثة وثلاثين، فإذا ضربت هذا العدد في حروفها الأصليّة وهي ثلاثة طوبقت مع عدد «الأسماء الحسنى» وهو تسعة وتسعون، فيكون إشارة إلى جامعيّة هذا الاسم لمعاني جميع الأسماء، فمن دعا به فكأنّما دعا بجميعها، وهذه الخاصّة نقلها الكفعميّ رحمه الله عن محمّد بن طلحة(١) .

ومنها : ما ذكره أيضا من أنّه لو أخذت من طرفي الجلالة ستّة ثلاثة من الأوّل وثلاثة من الآخر وقسّمت على حروفها الأربعة كان لكلّ واحد ونصف، فإذا ضرب الواحد والنصف في عدد الجلالة وهو ستّة وستّون كان حاصل الضرب تسعة وتسعين عدد الأسماء الحسنى الّتي من أحصاها دخل الجنّة(٢) .

ومنها : أنّه لو عكست هذه الكلمة صارت «هللا» على صيغة الماضي ؛ أي هلّل محمّد وعليّ قبل المهلّلات ؛ كما ورد في بعض الروايات، أو على صيغة الأمر فالخطاب لهما عليهما السلام وآلهما.

ومنها : أنّ هذه الكلمة باقية بعد وضع المكرّرات من كلمة التهليل، كما أنّ هذه الكلمة مستخرجة بتمامها منها بعكس «الألف» و «اللّام» الأولى بصيرورتهما «لا» فإذا اجتمع ذلك مع الباقي صار «لا إله» ومع كسر الألف

__________________

(١ و ٢) مصباح الكفعميّ : ٣١٦.

٤٣٩

يصير «إلّا» فإذا جمع مع لفظ «الله» صار المجموع «لا إله إلّا الله».

ومنها : أنّه لو أخذ عدد أصل هذه الكلمة وهو «إله» (٣٦) مع عدد مكرّرها (٦٦) يصير مائة واثنين، وهو موافق مع عدد «أعلى» في قوله( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) (١) فيكون إشارة إلى كون هذه الكلمة : الاسم الأعظم الأعلى ؛ وهذه الخصائص قد ذكرناها مع زيادة في تفسيرنا على سورة الفاتحة.

الثاني : هل هذه الكلمة عربيّة أو عبرانيّة أو سريانيّة الحقّ هو الأوّل ؛ لقوله تعالى :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (٢) وقوله( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) (٣) وقد تكرّر ذكر هذه الكلمة في القرآن أكثر من ذكر سائر الأسماء، وعددها فيه ألفان وثمانمائة وسبعة.

الثالث : هل هي من أسماء الأعلام الشخصيّة أو من المشتقّات المبهمة الكلّيّة؟ الحقّ هو الأوّل، لما ذكره الرازيّ في تفسيره الكبير(٤) ، من أنّه لو كان مشتقّا لكان معناه معنى كلّيّا لا يمنع نفس مفهومه من وقوع الشركة فيه، قال : لأنّ لفظ المشتق لا يفيد إلّا أنّه شيء ما مبهم حصل له ذلك المشتقّ منه، وهذا المفهوم لا يمنع من وقوع الشركة فيه بين كثيرين. فثبت أنّ هذا اللفظ لو كان مشتقّا لم يمنع من وقوع الشركة فيه بين كثيرين، فلو كان كذلك لما كان قوله «لا إله إلّا الله» توحيدا حقّا مانعا من وقوع الشركة فيه بين كثيرين، لأنّ بتقدير أن يكون «الله» لفظا مشتقّا كان قولنا «الله» غير مانع من أن يدخل تحت أشخاص

__________________

(١) الأعلى : ١.

(٢) الزخرف : ٨٧.

(٣) مريم : ٦٥.

(٤) انظر : التفسير الكبير ٣٢ : ١٧٩.

٤٤٠