تفسير ست سور

تفسير ست سور0%

تفسير ست سور مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 481

تفسير ست سور

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله حبيب الله الشريف الكاشانيّ (قدس سره)
تصنيف: الصفحات: 481
المشاهدات: 58292
تحميل: 5178

توضيحات:

تفسير ست سور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 58292 / تحميل: 5178
الحجم الحجم الحجم
تفسير ست سور

تفسير ست سور

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

لمخالفته للأصل، والأشبه كما ذهب إليه الخليل وغيره أنّ العامل هو التبعيد، وهي معنويّ كالابتدائيّة في المبتدأ.

وأمّا( الْعالَمِينَ ) فمجرور بالإضافة أو بالمضاف على الاختلاف.

و( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) مجروران على كونهما صفتين بعد الصفة.

ولا يخفى أنّه قد اختلف في أنّه إذا تعدّدت الأوصاف، فهل الأخير وصف لسابقه المتلوّ أم للأسبق المتقدّم على الكلّ؟ وهو الأظهر، واللام فيهما ليست للتعريف، بل للتفخيم ؛ كما مرّ.

المرصد الثاني : في معنى «الربّ» وما يتعلّق به

فنقول : وقد يظهر من كتب اللغات والتفاسير أنّ للربّ معان كثيرة :

منها : وهو الأظهر أنّه من «التربية» و «التدبير»، فالحقّ ربّ أي مربّ للخلائق ومدبّرها ومصلحها ومصيّرها بحدّ الكمال تدريجا، وسيجيء بعض كيفيّات التربية عن قريب في حقّ بعضها.

ومنها : وهو القريب من الأوّل أنّه بمعنى «الخالق».

ومنها : وهو قريب أيضا أنّه بمعنى «المصلح للأمور».

ومنها : وهو قريب أيضا أنّه بمعنى «المحوّل للأوضاع والأحوال».

ومنها : وهو قريب أيضا أنّه بمعنى «الثابت».

ومنها : أنّه بمعنى «الدائم لطفه».

ومنها : أنّه بمعنى «السيّد المطاع» كما قال :( أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً ) (١) .

__________________

(١) يوسف : ٤١.

٦١

ومنها : أنّه بمعنى «المالك» كما قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : أربّ غنم أنت أم ربّ إبل(١) .

قال الطبرسيّ والكفعميّ : لا يطلق «الربّ» على غير «الله» إلّا مقيّدا فيقال : ربّ الدار، وربّ البيت.

خاتمة :

قيل : الربّ من أسماء الأعظم ؛ إذ به أسند استجابة الدعوات في القرآن في مواضع كثيرة ؛ كما قال :( ادْعُوا رَبَّكُمْ ) (٢) ( فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ) (٣) إلى آخره.

وخواصّه كثيرة :

منها : حفظ الأولاد ؛ إذا أدمن على ذكره.

منها : قضاء الحاجات والمطالب.

المرصد الثالث : في ذكر بعض كيفيّات تربيته تعالى لبعض الخلائق

فنقول : إنّه قد علمت أنّ الأظهر من معاني «الربّ» ما أخذ من التربية وهي على ما قاله البهائيّ رحمه الله والكفعميّ رحمه الله : تبليغ الشيء كماله شيئا فشيئا، أي على سبيل التدريج، ولا يخفى أنّ لله تعالى خلقا كثيرا لا يمكن عدّها وإحصاؤها، ولكلّ منها تربيته خاصّة من جانب الله، وفي الكلّ

__________________

(١) مصباح الكفعميّ : ٣٣٥.

(٢) الأعراف : ٥٥.

(٣) آل عمران : ١٩٥.

٦٢

تدبيرات لا يعلم أكثرها العارفون ولا يطّلع عليها الحكماء والعالمون، وما أتى الله علمها إلّا قليلا من عباده الصالحين، وليس في طاقة البشر إحصاء كيفيّات التدبير في جميع الخلق إلّا القليل منها كالإنسان مثلا، فلو نظر العاقل فيه بعين البصيرة لرأى فيه تدبيرات عجزت عن دركها أفهام السالكين وأوهام المجتهدين، مع أنّه كان في الأوّل من سلالة من طين، ثمّ صار نطفة، ثمّ علقة ـ وهي القطعة الجامدة من الدم ـ ثمّ مضغة بعد أربعين يوما، فكساها عظاما، فكسى العظام لحما، وجعل له أعضاء شريفة ظاهرة وباطنة، كان محتاجا إليها كالعين ليرى ويفرّق السهل من الجبل، والبئر من القفر، والسمع ليدرك بها الأصوات ويميّز خفيّها عن جليّها، وحسنها من كريهها، والدماغ ليدرك بقوّته الرياح الطيّبة والخبيثة، والذائقة ليدرك بها المرّ والحلو والحامض، واللامسة ليدرك بها البرودة والحرارة، والمتخيّلة ليتخيّل ويتفكّر بها، وكذلك سائر الأعضاء والجوارح الّتي تشاهدها والّتي لا تشاهدها، وفي كلّ منها لحكم كثيرة لا نعلمه ولا يعلمه إلّا هو.

وفي «توحيد المفضّل رحمه الله» : يا مفضّل، إنّ الشكّاك جهلوا الأسباب والمعاني في الخلقة، وقصرت أفهامهم عن تأمّل الصواب والحكمة فيما ذرأ الباري وبرأ من صنوف خلقه في البرّ والبحر، والسهل والوعر، فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود، وبضعف بصائرهم إلى التكذيب والعنود، حتّى أنكروا خلق الأشياء، وادّعوا أنّ كونها بالإهمال لا صنعة فيها ولا تقدير، ولا حكمة من مدبّر ولا صانع، تعالى الله عمّا يصفون، وقاتلهم الله أنّى يؤفكون، فهم في ضلالهم وعميهم وتحيّرهم بمنزلة عميان

٦٣

دخلوا دارا قد بنيت أتقن بناء وأحسنه، وفرشت بأحسن الفرش وأفخره، وأعدّ فيها ضروب الأطعمة والأشربة والملابس والمآرب الّتي يحتاج إليها ولا يستغنى عنها، ووضع كلّ شيء من ذلك موضعه على صواب من التقدير، وحكمة من التدبير، فجعلوا يتردّدون فيها يمينا وشمالا، ويطوفون بيوتها إدبارا وإقبالا، محجوبة أبصارهم عنها، لا يبصرون هيئة الدار وما أعدّ فيها، وربّما عثر بعضهم بالشيء الّذي قد وضع موضعه وأعدّ للحاجة إليه، وهو جاهل بالمعنى فيه، ولما أعدّ، ولما ذا جعل كذلك، فتذمّر وتسخّط وذمّ الدار وبانيها، فهذه حال هذا الصنف في إنكارهم ما أنكروا من أمر الخلقة وثبات الصنعة، فإنّهم لمـــّـا عزبت أذهانهم عن معرفة الأسباب والعلل في الأشياء صاروا يجولون في هذا العالم حيارى، ولا يفهمون ما هو عليه من إتقان خلقته، وحسن صنعته، وصواب تهيئته، وربّما وقف بعضهم على الشيء فجهل سببه والإرب فيه، فيسرع إلى ذمّه ووصفه بالإحالة والخطأ، كالّذي أقدمت عليه المانويّة الكفرة، وجاهرت به الملاحدة الماردة الفجرة، وأشباههم من أهل الضلال.

يا مفضّل، أوّل العبر والأدلّة على البارئ تهيئة هذا العالم، وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه. فإنّك إذا تأمّلت العالم بفكرك وميّزته بعقلك، وجدته كالبيت المبنيّ المعدّ فيه جميع ما يحتاج إليه عباده، فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة كالبساط، والنجوم منضودة كالمصابيح، والجواهر مخزونة كالذخائر، وكلّ شيء فيها لشأنه معدّ، والإنسان كالمملّك ذلك البيت، والمخوّل جميع ما فيه، وضروب النبات مهيّأة

٦٤

لمآربه، وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه.

ففي هذا دلالة واضحة على أنّ العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملاءمة، وأنّ الخالق له واحد، وهو الّذي ألّفه ونظمه بعضا إلى بعض، جلّ قدسه، وتعالى جدّه، وكرم وجهه، ولا إله غيره، تعالى عمّا يقول الجاحدون، وجلّ وعظم عمّا ينتحله الملحدون.

وسنبدأ يا مفضّل ؛ بذكر خلق الإنسان فاعتبر به، فأوّل ذلك ما يدبّر به الجنين في الرحم، وهو محجوب في ظلمات ثلاث : ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة ؛ حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء، ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة، ولا دفع مضرّة ؛ فإنّه ليجري إليه دم الحيض ما يغذوه كما يغذو الماء النبات، فلا يزال ذلك غذاءه حتّى إذا كمل خلقه، واستحكم بدنه، وقوي أديمه على مباشرة الهواء، وبصره على ملاقاة الضياء، هاج الطلق بأمّة فأزعجه أشدّ إزعاج، وأعنفه حتّى يولد، فإذا ولد صرف ذلك الدم الّذي كان يغذوه من دم أمّه إلى ثدييها، فانقلب الطعم واللون إلى ضرب آخر من الغذاء، وهو أشدّ موافقة للمولود من الدم، فيوافيه في وقت حاجته إليه، فحين يولد قد تلمّظ شفتيه طلبا للرضاع فهو يجد ثديي أمّه كالإداوتين المعلّقتين لحاجته، فلا يزال يغتذي باللبن مادام رطب البدن، رقيق الأمعاء، ليّن الأعضاء، حتّى إذا تحرّك واحتاج إلى غذاء فيه صلابة ليشتدّ ويقوى بدنه، طلعت له الطواحن من الأسنان والأضراس ليمضغ الطعام، فيلين عليه، ويسهل له إساغته، فلا يزال كذلك حتّى يدرك، فإذا أدرك وكان ذكرا

٦٥

طلع في وجهه الشعر، فكان ذلك علامة الذكر(١) إلى آخره.

أقول : حديث المفضّل طويل الذيل، لكنّه محتو لبعض التدبيرات الإلهيّة، والتربيات الربّانيّة المصنوعة في الإنسان والحيوانات من السباع والبهائم والطير والهوامّ وكلّ ذي روح من الأنعام والنبات والشجر والحبوب والبقول، وفي الصنائع السمائيّة، والبدائع الفلكيّة، والفوائد الفصوليّة، والخواصّ الأرضيّة، وغير ذلك، فعليك بالتدبّر.

المرصد الرابع : في بيان ( الْعالَمِينَ )

وفيه مقامان :

المقام الأوّل : في معناه وما يتعلّق به

فنقول : المشهور أنّ «العالمين» جمع «للعالم» وذلك لا يخلو عن إشكال ؛ إذ العالمين ـ على ما قيل ـ دالّ على العقلاء فقط، والعالم دالّ عليهم وعلى غيرهم، فلا يكون جمعا لاشتراط الزيادة في الجمع. فتأمّل.

والحقّ أنّه اسم جمع للعالم ؛ وهو ما سوى الباري على المشهور، والقول بأنّه اسم لكلّ صنف وأهل كلّ قرن منقول عن بعض.

وعن بعض أنّه خاصّ بما يعقل من الملائكة والجنّ والإنس.

وعن بعض أنّه خاصّ بالجنّ والإنس، لقوله :( لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً ) (٢)

__________________

(١) انظر خبر المفضّل بن عمر ؛ المشتهر بـ «توحيد المفضّل» في : بحار الأنوار ٣ : ٥٧ ـ ١٥٢.

(٢) الفرقان : ١.

٦٦

وفيه نظر لقوله : بعثت على كلّ أسود وأحمر.

وعن بعض أنّه الإنس خاصّة، لقوله :( أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ ) (١) وفيه إشكال لاحتمال التبعيض في كلمة «من».

وعن بعض أنّه هو الجسمانيّ المنحصر في الفلك العلويّ، والعنصر السفليّ، لقوله :( رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا ) (٢) في جواب قوله( وَما رَبُّ الْعالَمِينَ ) (٣) .

وقريب منه ما قيل : من أنّ العالم المصنوع اثنان : المادّيّات والمجرّدات، والكائن في الأوّل الجسم والفلك والعنصر، وفي الثانية الملائكة المسمّاة بالملأ الأعلى، والعقول والنفوس والأرواح البشريّة، نقله صفيّ الدين الطريحيّ النجفيّ في «مجمع البحرين».

وبالجملة : «العالم» ـ على ما قاله الطبرسيّ وغيره ـ جمع لا مفرد له من لفظه ؛ كالنفر والجيش، واشتقاقه من العلامة، لأنّه يدلّ على صانعه.

وقيل : إنّه من العلم، لأنّه اسم يقع على ما يعلم.

أقول : وهو الموافق لما قاله الغزاليّ في «الكشف» من أنّ العالم في الوضع اللغويّ اسم لما يعلم به شيء، ومشتقّ من العلم على الأظهر، كالخاتم لما يختم به، فعلى هذا كلّ موجود عالم، لأنّه ممّا يعلم به شيء. انتهى.

__________________

(١) الشعراء : ١٦٥.

(٢) مريم : ٦٥.

(٣) الشعراء : ٢٣.

٦٧

وقوله «العالم في الوضع اللغويّ إلى آخره» مخالف لما قاله الطبرسيّ من أنّ العالم في عرف اللغة عبارة عن جماعة من العقلاء، لأنّهم يقولون : جاء في عالم من الناس، ولا يقولون في عالم من البقرة. انتهى.

ويمكن الجمع بأن يقال مراد الغزاليّ بالوضع اللغويّ هو ما تعارف في لغات الناس وألسنتهم ؛ كما أشار إليه الطبرسيّ بقوله : وفي المتعارف بين الناس عبارة عن جميع المخلوقات. انتهى.

وبقي هنا كلام آخر، وهو أنّ العالم وضع للجميع، فكيف يطلق على نوع منه؟

ويجاب بأنّ إطلاق العالم على مجموع أجزاء الكون يكون من باب إطلاق القرآن على كلّ سورة منه، بل آية فيها، وكإطلاق الماء على البحر الخاصّ، فلذا يصحّ أن يقال في جمع «العالم» : «العوالم» كما يقال في «الماء» : «المياه».

فلو قيل : قد مرّ من كلام الطبرسيّ أنّه لا يقال جاء عالم من البقرة مع أنّها أيضا من أجزاء العالم، فلا يصحّ القياس المذكور في القرآن والماء.

قلنا : أوّلا إنّا لا نسلّم عدم ذلك الإطلاق في غير العاقل.

وثانيا : إنّ تغليب استعمال العالم في بعض الأفراد المعظمة لا ينافي عدم جواز الاستعمال في الآخر، كيف وقد نسب تربيته تعالى إلى العالمين وهم العقلاء على قول مع أنّ تربيته عامّة لجميع الممكنات، فالتخصيص إمّا لشرافتهم وأفضليّتهم على الغير، وإمّا للتغليب، وهو مطّرد عند الفصحاء، وإمّا لأنّ كلّا منهم بمنزلة العالم الكبير ؛ إذ كلّ ما اندرج فيه وجعل عليه فقد اندرج في العالم الصغير الّذي هو الإنسان الّذي كان نسخة للكبير، فلذا قال مولى السالكين أمير المؤمنين عليه السلام :

٦٨

أتزعم أنّك جرم صغير

وفيك انطوى العالم الأكبر(١)

وقال بعض :

آنچه در عالم كبير بود

همه در جبّه ورداى من است

فتخصيص التربية ببعض الأفراد لخصوصيّة لا ينافي تربيتها للجميع، فتخصيص إطلاق العالم على العقلاء غير مناف لصحّة إطلاقه على غيرهم على سبيل الحقيقة كالإنسان، فإنّ إطلاقه على الحيوان الناطق الّذي كان له رأسان غير شائع، مع أنّ إطلاق الإنسان عليه حقيقة.

وثالثا : بأنّ إطلاق «العالم» على ما يعقل إنّما هو خاصّ بالعرف وهو لا ينافي الوضع اللغويّ ؛ إذ هو فيه مستعمل لجميع الأجزاء على السويّة ؛ كما أنّ «الرحمن» موضوع في اللغة لكلّ من يرقّ قلبه، لكنّه في العرف لا يطلق على غير «الله» عزّ وجلّ.

المقام الثاني : في ذكر بعض العوالم وما يتعلّق بذلك إجمالا

فنقول : لله عزّ وجلّ عوالم كثيرة لا يحصي جزئيّاتها أحد من الخلائق، وإنّما علمه عند الله، لكنّ العالم ينقسم مجملا :

إلى «الغيب» وهو ما غاب عن مشاهدتنا.

وإلى «الشهادة» وهي ما يشاهد، وقد خلقها تعالى في ستّة أيّام عرفيّة على المشهور.

ونقل المجلسيّ في البحار عن بعض أنّه خلقها في ستّة آلاف عام ؛

__________________

(١) ديوان الإمام عليّ عليه السلام : ١٧٥.

٦٩

بدليل قوله( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) (١) .

وبالجملة : الأخبار في كثرة العوالم والخلائق متواترة كما في الوافي عن ابن عبّاس : إنّ لله عزّ وجلّ ثلاثمائة عالم وبضعة عشر عالما خلف قاف، وخلف البحار السبعة ؛ لم يعصوا الله طرفة عين قطّ، ولم يعرفوا آدم ولا ولده، كلّ عالم منهم يزيد على ثلاثمائة وثلاثة عشر آدم وما ولد(٢) .

وفيه : عنه قال : دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحن في المسجد حلق حلق، فقال لنا : فيم أنتم؟ قلنا : نتفكّر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت؟ قال : «أحسنتم كونوا هكذا، تفكّروا في المخلوق ولا تفكّروا في الخالق، فإنّ الله خلق ما شاء لما شاء، وتعجبون من ذلك أنّ وراء قاف سبعة بحار، كلّ بحر خمسمائة عام، ومن ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمّة خلقوا من ريح، وطعامهم من ريح، وشرابهم من ريح، وثيابهم من ريح، وآنيتهم من ريح، ودوابّهم من ريح، لا تستقرّ حوافر دوابّهم إلى الأرض إلى قيام الساعة، أعينهم في صدورهم، ينام أحدهم نومة واحدة وينتبه ورزقه عند رأسه، ومن وراء ظلّ العرش سبعون ألف أمّة ما يعلمون أنّ الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ؛ ولا ولد إبليس وهو قوله :( وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ ) (٣) (٤) .

وفيه : سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن القاف وما خلفه، قال :

__________________

(١) الحجّ : ٤٧.

(٢) تفسير القمّيّ ٢ : ٤٠٩.

(٣) النحل : ٨.

(٤) بحار الأنوار ٥٤ : ٣٤٨.

٧٠

خلفه سبعون أرضا من ذهب، وسبعون أرضا من فضّة، وسبعون أرضا من مسك ؛ خلفه سبعون أرضا كأنّها الملائكة، لا يكون فيها حرّ ولا برد، وطول كلّ أرض مسيرة عشرة آلاف سنة.

قيل : وما خلف الملائكة؟

قال : حجاب من ظلمة.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من ريح.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من نار.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من نور.

قيل : وما خلفه؟

قال : حيّة محيطة بالدنيا كلّها، تسبّح الله إلى يوم القيامة، وهي ملك الحيّات كلّها.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من نور.

قيل : وما خلفه؟

قال : علم الله وقضاؤه(١) .

وفيه : عن الحسن بن عليّ عليه السلام : إنّ لله مدينة في المشرق ومدينة

__________________

(١) جامع الأخبار : ١٢٦.

٧١

في المغرب، على كلّ واحد سور من حديد، وفي كلّ سور سبعون ألف مصراع، يدخل في كلّ مصراع سبعون ألف لغة آدميّ ليس منها إلّا لغة مخالفة الاخرى، وما منها لغة إلّا وقد علمناها، وما فيهما وما بينهما ابن نبيّ غيري وغير أخي، وأنا الحجّة عليهم(١) .

وفيه : عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ من وراء شمسكم هذه أربعين عين شمس، ما بين شمس إلى شمس أربعون عاما، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه، وإنّ من وراء قمركم هذا أربعين قمرا ما بين قمر إلى قمر مسيرة أربعين يوما، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه، قد ألهموا كما ألهمت النحل لعنة «الأوّل» و «الثاني» في كلّ وقت من الأوقات، وقد وكّل بهم ملائكة متى لم يلعنوهما عذّبوا(٢) .

وفيه : عن أبي الحسن عليه السلام : إنّ لله خلف هذا النطاق زبرجدة خضراء، فمن خضرتها اخضرّت السماء.

قيل : ما النطاق؟

قال : الحجاب، ولله وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الجنّ والإنس وكلّهم يلعن فلانا وفلانا(٣) .

وفيه : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ لله مدينة بالمشرق اسمها «جابلقا» لها إثنا عشر ألف باب من ذهب، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٩٢.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٩٣.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٩٢.

٧٢

فرسخ، وعلى كلّ باب برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل، يهلبون الخيل ويشحذون السيوف والسلاح ؛ ينتظرون قيام قائمنا، وإنّ لله بالمغرب مدينة يقال لها «جابرسا» لها اثنا عشر ألف باب من ذهب، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ، على كلّ باب برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل يهلبون الخيل ويشحذون السلاح ؛ ينتظرون قائمنا(١) .

أقول : وأمثال تلك الأخبار في كتب الآثار أكثر من رمل القفار، فمن يرجوها فليطلب من المفصّلات.

فائدة :

قالت الصوفيّة : العوالم أربعة ؛ عالم الشهادة المحسوسة، وعالم الغيب، وعالم الملكوت، وعالم الجبروت، وهو عالم الذات الأحديّة القديمة.

وقيل : تسمّى صفاتها بعالم الملكوت، وهنا أبحاث كثيرة ذكرت في المطوّلات، وذكرنا بعضها في بعض كتبنا العرفانيّة، فعليك بالرجوع إليها.

خاتمة : في بعض ما يتعلّق بـ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )

فنقول : قد مرّ تفصيلهما في «البسملة» فإن قيل ما وجه التكرار؟ لقلنا : لا تكرير ؛ إذ هما في «البسملة» كانا تاليين لعالم السبب المفاد من «الباء» والنسب المفاد من الإضافة، لكنّهما هنا ليسا كذلك، فهما على الأوّل من صفات الفعل، وعلى الثاني من صفات الذات. فليتأمّل.

ولو سلّم التكرار، فهو للمبالغة ـ على ما قاله الطبرسيّ رحمه الله في «المجمع».

__________________

(١) بحار الأنوار ٥٤ : ٣٣٤ الحديث رقم ١٩ نقلا عن «منتخب البصائر».

٧٣

ونقل عن الرمّانيّ أنّه قال : في الأوّل ذكر العبوديّة، فوصل ذلك بشكر النعم الّتي بها يستحقّ العبادة، وهاهنا ذكر الحمد، فوصله بذكر ما يستحقّ الحمد من النعم، فليس فيه تكرار.

أقول : هذا الوجه ليس بوجيه، لأنّه إن أراد من ذكر العبوديّة التصريح بذكرها فغير مسلّم قطعا، بل التصريح إنّما هو هنا لقوله :( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) وإن أراد من الذكر : الذكر التقديريّ، وهو ذكر الاستعانة بالتسمية نظرا إلى أنّها عبادة، فمسلّم، لكنّه معارض بالحمد، فإنّه أيضا عبادة. على أنّ الاستعانة مذكورة هنا أيضا صريحا كما في قوله :( إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، فتخصيص تقابل الرحمة بالعبادة في البسملة غير وجيه. فليتأمّل.

ويمكن أن يقال : إنّ المراد بالأوّل الرحمة القديمة الّتي هي من صفة الذات من دون وجود خلق يرحم بها، وذلك هو العدالة القديمة الذاتيّة المقابلة للظلم، وبالثاني الرحمة الحادثة الّتي حدثت بحدوث الخلق، فلذا تليها لقوله :( رَبِّ الْعالَمِينَ ) ليدلّ أنّه تعالى هو العدل الّذي وسعت رحمته كلّ شيء، بسبب تربيته للجميع بقدر القابليّة.

٧٤

الفصل الرابع

في بعض ما يتعلّق بتفسير قوله عزّ وجلّ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )

وفيه مقالات.

المقالة الأولى : في ما يتعلّق بإعرابه

فنقول : القراءة المشهورة جرّ «الكاف» من «مالك» بل نسبها الطبرسيّ إلى جميع القرّاء، ليكون صفة «لله» و «للرحيم» على الاختلاف.

ونقل الطبرسيّ عن الأعمش نصب «الكاف» أيضا ؛ إمّا لكونه من باب القطع وحذف الفعل، وإمّا لكونه منادى المضاف وحذف آلة النداء على حدّ قوله :( يُوسُفُ أَعْرِضْ ) (١) فتأمّل، وكذا في( رَبِّ الْعالَمِينَ ) .

فالمعنى : إنّ الحمد لله، ولك الحمد يا ربّ العالمين، ويا مالك يوم الدين.

و( يَوْمِ الدِّينِ ) مجرور بالإضافة، وقد ينصب على قراءة «ملك» فعلا ماضيا على المفعوليّة وعلى قراءة «مالك وملك» أيضا على الظرفيّة.

ويحتمل أن يقال إضافة «المالك» أو «الملك» إلى «يوم» هو إضافة الشيء

__________________

(١) يوسف : ٢٩.

٧٥

إلى المفعول به، على حدّ قوله :( وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) (١) أي يعلم الساعة ويعرفها، أو إلى الظرف بتقدير المفعول، أي هو مالك يوم الدين القضاء والحكم، ويؤيّده قوله :( وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) (٢) . انتهى.

وقد يقرأ «المالك» ملك بسكون «اللام» وهو نادر. قيل هو مخفّف «ملك» بكسر «اللام» كالفخذ في فخذ، وهل يمال مدّ «المالك» أم لا؟ قاعدة الإمالة يقتضيها ويعمّها، ولا يمنعها ما قاله الطبرسيّ من أنّه لم يمل أحد ألف «مالك». انتهى.

إلّا أن يحمل على وفاق الحجازيّين الّذين منعوا الإمالة مطلقا، وأمّا التميميّون فيجعلونها من المحسّنات مطلقا، لكنّ الاحتياط عدم الإمالة في «المالك» بل في القرآن، لأنّ ترك المحسّن الّذي يقابله القول بالمنع أولى. فليتأمّل.

المقالة الثانية : في معنى «المالك» و «الملك»

فنقول : يقال : ملكه يملكه أي سلّطه عليه بحيث لا ينبغي لغيره أخذه بدون إذنه، والحقّ مالك الملك أي الملك بيده يتصرّف فيه حيث يشاء، والملك هو السلطان ذو المجد والعظمة، له الكبرياء، وله تمام الملك الجامع لأصناف المملوكات من الأرضين والسماوات.

وقيل : أي القادر الواسع الّذي له السياسة العظمى والتدبير الأكبر.

__________________

(١) الزخرف : ٨٥.

(٢) الانفطار : ١٩.

٧٦

وقيل : أي المتصرّف بالأوامر والنواهي.

وقيل : أي المستغني في ذاته وصفاته عن الجميع مع احتياجه إليه.

قال الكفعميّ في «الرسالة الواضحة» : إن وصف الله أنّه ملك كان ذلك من صفات الذات، وإن وصف بأنّه مالك كان من صفات الأفعال.

أقول : لعلّ نظره في ذلك إلى أنّ المالك للملك يحتاج إلى وجوده، وليس في الأزل معه تعالى شيء حتّى يملكه.

وفيه : إنّ ذلك منقوض بالملك ؛ إذ معناه السلطان وسلطنة الشيء متوقّف على وجود الرعايا والأملاك، فتخصيص الأوّل بصفة الفعل دونه غير وجيه، والأشبه أنّ المالك أيضا من صفة الذات ؛ إذ معناه حينئذ القادر على التصرّف في ملكه، والقدرة من صفة الذات، وإلّا يلزم أن لا يكون تعالى عالما في الأزل، فكان العلم من صفة الفعل ؛ فالحقّ أنّ لجميع الصفات معنيين : معنى يرجع إلى الذات، ومعنى يعود إلى الفعل. فليتأمّل، فإنّه دقيق.

عائدة :

من أراد دوام الملك والسلطنة والغنى فليدمن على ذكر «المالك والملك»، قيل : ذلك لمن واظب على ذكره في كلّ يوم أربعة وستّين مرّة.

المقالة الثالثة : في أنّ الأحسن في القراءة هو مالك أو ملك، ويظهر من ذلك

الفرق بينهما أيضا

فنقول : قد اختلف في ذلك على قولين :

الأوّل : إنّ الأمدح في القراءة هو «الملك» بحذف «الألف» لوجوه :

٧٧

الأوّل : العموم، وتوضيحه أنّه ليس ملك إلّا وهو مالك، والعكس منتف بالضرورة.

الثاني : إنّ أمر الملك نافذ على المالك، بل هو رعيّته بالضرورة لا بالعكس ؛ كما لا يخفى.

الثالث : إنّ ما في تصرّف الملك وحيطة ملكه أكثر ممّا في يد المالك. فليتأمّل.

قال الطبرسيّ : من قرأ «ملك» قال : إنّ هذه الصفة أمدح، لأنّه لا يكون إلّا مع التعظيم والاحتواء على الجمع الكثير. واختاره ابن السرّاج، وقال : إنّ «الملك» الّذي يملك الكثير من الأشياء ويشارك غيره من الناس في ملكه بالحكم عليه، وكلّ ملك مالك وليس كلّ مالك ملكا، وإنّما قال تعالى( مالِكَ الْمُلْكِ ) (١) لأنّه يملك ملوك الدنيا وما ملكوا، فمعناه إنّه يملك ملك الدنيا، فيؤتي الملك فيها من يشاء، فأمّا يوم الدين، فليس إلّا ملكه، وهو ملك الملوك يملكهم كلّهم، وقد يستعمل هذا في الناس يقال : فلان ملك الملوك وأمير الأمراء. انتهى.

الرابع : قوله تعالى :( فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) (٢) . فليتأمّل.

الثاني : إنّ الأمدح والأحسن في القراءة «مالك» بالألف لوجوه :

منها : قوله تعالى :( مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ) (٣) وجوابه يظهر من كلام ابن السرّاج.

__________________

(١) آل عمران : ٢٦.

(٢) طه : ١١٤.

(٣) آل عمران : ٢٦.

٧٨

ومنها : إنّه يقال مالك الدراهم، ولا يقال ملك الدراهم.

والجواب أوّلا : إنّ ذلك العموم لا يكافي العموم في «ملك» وقد مرّ.

وثانيا بأنّ نسبة المالك إلى تلك الجزئيّات لا تدلّ على أمد حيّته في القراءة ؛ إذ الملك لا ينسب إلّا إلى المعظّم فيقال : ملك الدهر، ولا يقال : مالك الدهر، ويقال : ملك الزمان، ولا يقال : مالكه، ويوم الدين من الظروف الحقيقيّة، فنسبة الملك إليه أولى من نسبة المالك، على أنّ الملك أنسب بعد ذكر «الربّ» إذ هو بمعنى السيّد، يقال : سيّد القوم أي عظيمهم وملكهم، ومعنى السيّد هو الملك الّذي يجب طاعته ـ على ما قاله الكفعميّ وصاحب «العدّة».

فإرداف الملك للربّ المتقاربين في المعنى أولى من إردافه للمالك له، وذلك أوفق بالمعنى ؛ إذ قوله تعالى :( رَبِّ الْعالَمِينَ ) يدلّ على أنّه ملك أهل الدنيا وسلطانهم، فيفتقر إلى ما يدلّ على أنّه ملك في الآخرة أيضا، فأشار بقوله تعالى : ملك يوم الدّين إلى آخره.

فالأمدح في القراءة عندي هو «ملك» بدون الألف ولا «مالك» معها، وإن كانا في حقّ الله تعالى على سواء ؛ إذ مالكيّته عين ملكيّته على الأقوى ؛ وفاقا لابن حاتم أيضا ـ على ما نقل عنه الكفعميّ في «الرسالة الواضحة» ـ وذلك أي الأمدحيّة إنّما هي باعتبار المناسبة الظاهريّة وهو أحسن. فليتأمّل.

ومنها : إنّ المالك للشيء يلزم كونه مملوكا له، والملك قد لا يكون مالكا كما يقال هو ملك العرب أي سلطانهم غير كونهم في ملكه، فلو قرأ «ملك» لم يمحّض الدلالة على أنّ الخلق مملوكه.

٧٩

والجواب : إنّ ذلك معارض بما مرّ من أنّ المالك للشيء لا يلزم كونه ملكا له، فلو قرأ «مالك» يلزم محذوران : الأوّل عدم التمحيض للدلالة على أنّه سلطان في يوم الجزاء، والثاني ما مرّ من عدم التناسب للربّ، فارتكاب محذور واحد أولى من ارتكاب المحذورين، على أنّه قد مرّ أنّ الملك أملك في الأشياء، وأشدّ تصرّفا فيها من المالك، فالتمليك الملكيّة أقوى من التملّك المالكيّة، فلا يلزم الحذر أصلا.

فلو قيل : قراءة «المالك» أشهر فهي المتعيّن.

قلنا : أوّلا بمنع حجّيّة الشهرة، وثانيا بأنّ تلك القراءة ما قرأها إلّا عاصم والكسائيّ وخلف ويعقوب الحضرميّ، وقرأ الباقون كلّهم «ملك» بحذف الألف على ما نقل عنهم الطبرسيّ ؛ فقراءة الأشهر تعارض قراءة الأكثر. فليتأمّل.

المقالة الرابعة : في تفسير قوله( يَوْمِ الدِّينِ )

فنقول : قد اختلف في ذلك اليوم، فقيل : المراد به «الوقت» كما في قوله تعالى :( خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) (١) إلى آخره.

وقيل : المراد امتداد الضياء واستدامته.

واختلف في «يوم الدين» أيضا ففي «المجمع» عن الباقر عليه السلام أنّه يوم الحساب، أي يوم يحاسب العبد عند الله ويستقرّ كلّ من أهل الجنّة والنار فيهما.

__________________

(١) الأعراف : ٥٤.

٨٠