الفقه للمغتربين

الفقه للمغتربين0%

الفقه للمغتربين مؤلف:
الناشر: مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني
تصنيف: علم الفقه
ISBN: 964-319-145-1
الصفحات: 377

الفقه للمغتربين

مؤلف: عبد الهادي محمد تقي الحكيم
الناشر: مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني
تصنيف:

ISBN: 964-319-145-1
الصفحات: 377
المشاهدات: 57735
تحميل: 5606

توضيحات:

الفقه للمغتربين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 377 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57735 / تحميل: 5606
الحجم الحجم الحجم
الفقه للمغتربين

الفقه للمغتربين

مؤلف:
الناشر: مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني
ISBN: 964-319-145-1
العربية

جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى ، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد بعد القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم فإن فيه شفاءً من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله به وتوجّهوا اليه بحبه ولا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله ، واعلموا أنه شافع مشفع وقائل مصدّق وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة شُفّع فيه»(7) وأنه «من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل من السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة»(8) .

وهناك بعض المصاحف المفسرة الموجزة التي يسهل حملها ويكثر نفعها في الغربة.

2 ـ الالتزام بأداء الصلوات الوجبة في أوقاتها ، بل وغير الواجبة كلما أمكن ذلك(9) فقد ورد عن النبي محمد (ص) أنه قال لعبد الله بن رواحة في وصيته له حين خرج لحرب مؤتة «إنك قادم بلداً السجود فيه قليل فأكثروا السجود».

____________

(7) نهج البلاغة للإمام علي (ع) باعتناء صبحي الصالح ، ص 252.

(8) الأصول من الكافي للكليني : 2 | 603.

(9) أنظر باب استحباب المداومة على النوافل من كتاب تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 4| 87 ـ 105.

٢١

وروى زيد الشحام « عن أبي عبدالله (ع) قال : سمعته يقول : أحبُّ الأعمال الى الله عزوجل الصلاة ، وهي آخر وصايا الأنبياء»(10) .

كما أوصانا الإمام علي (ع) بالصلاة قائلاً «تعاهدوا أمر الصلاة وحافضوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فانها ( كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا ) ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ) وأنها لتحتّ الذنوب حتّ الورق وتطلقها إطلاق الربق ، وشبّهها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحمّة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن»(11) .

3 ـ قراءة ما تيسر من الأدعية والمناجاة والاذكار ، فهي مذكّرة بالذنوب حاثّة على التوبة ، داعية إلى اجتناب السيئات والتزود بالحسنات أمثال أدعية الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين (ع) ، ودعاء كميل بن زياد ، وأدعية شهر رمضان كدعاء أبي حمزة الثمالي وأدعية السحر ، وأدعية أيام الأسبوع ، وغيرها كثير.

إن هذا التطهر يحتاج إليه كل مسلم وبخاصة إذا كان في بلد غير

____________

(10) تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 4 | 38.

(11) نهج البلاغة للإمام علي ـ باعتناء صبحي الصالح ، ص 317.

٢٢

أسلامي.

4 ـ كثرة التردد على المراكز والمؤسسات الإسلامية التي تحيي الأعياد والمناسبات الدينية والمواليد والمآتم وبقية المناسبات الدينية الأخرى بالوعظ والارشاد والتوجية ، سواء أكان في شهر رمضان الكريم أم في شهري محرم وصفر أم في غيرهما من الشهور والأيام والأوقات الأخرى.

ثم المبادرة الى إحياء هذه المناسبات داخل البيوت في البلدان التي تفتقر الى وجود مثل هذه المراكز والمؤسسات الهادفة.

5 ـ حضور الندوات والمؤتمرات الإسلامية التي تقام في بلدان المهجر والمشاركة فيها.

6 ـ قراءة الكتب والمجلات والصحف الإسلامية للاستفادة منها ، وإثرائها بالنافع والممتع معاً في آن واحد.

7 ـ الاستماع الى أشرطة التسجيل المختلفة المتضمنة لمحاضرات إسلامية نافعة سهر على إعدادها أساتذة أفاضل وخطباء كبار فإن فيها موعظة وتذكيراً.

8 ـ إجتناب أماكن اللهو والفساد بما في ذلك مشاهدة البرامج التلفزيونية السيئة والقنوات الخاصة ببعض ما لا يتلائم مع عقيدتنا وديننا وقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا وتراثنا الفكري والحضاري الإسلامي.

9 ـ إتخاذ أصدقاء صالحين في الله ، يرشدهم ويرشدونه ،

٢٣

ويقوّمهم ويقوّمونه ، ويقضي معهم أوقات الفراغ بالمفيد ، ويتخلص بهم من قرناء السوء ، ومن العزلة وسلبياتها ، فقد روى الإمام الصادق (ع) عن آبائه : قال : «قال رسول الله 6 في حديث ، ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام مثل أخ يستفيده في الله»(12) ، وقال ميسرة : قال لي الإمام أبو جعفر الصادق (ع) «أتخلون وتتحدثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت : أي والله إنا لنخلو ونتحدث ، ونقول ما شئنا فقال : أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن ، أما والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم وأنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد»(13) .

10 ـ محاسبة الانسان نفسه كل يوم ، أو كل أسبوع ، عمّا فعله ، فإن كان خيراً شكر الله على ذلك واستزاد منه ، وإن كان شراً استغفر وتاب عنه ، وعزم أن لا يعود اليه كرة أخرى ، فقد أوصى النبي الكريم محمد (ص) أبا ذر بذلك قائلاً له «يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، فإنه أهون لحسابك غداً ، وزن نفسك قبل أن توزن ، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة

____________

(12) تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 12 | 233.

(13) الأصول من الكافي للكليني : 2 | 187 ، وأنظر باب زيارة الإخوان : 2| 175 ، وباب تذاكر الإخوان : 2 | 186 من كتاب نفسه.

٢٤

الشريك شريكه فيعلم من أين مشربه وملبسه أمن حلال أو من حرام»(14) ، وقال الإمام الكاظم (ع) « ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم ، فإن عمل حسنة استزاد الله تعالى ، وإن عمل سيئة استغفر الله منها وتاب اليه »(15) .

11ـ الاهتمام باللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة العديد من مصادر أحكام وآداب الشريعة الإسلامية إضافة لكونها لغة الآباء والأجداد بالنسبة للناطقين بها من المسلمين ، مع التركيز على الأبناء الذين يجب أن لا يتحدث معهم الأهل إلاّ بها ، وإذا كان الطلاب يتعلمون في هذه البلدان أكثر من لغة أجنبية ، فمن الجدير بهم أن يتعلموا لغة القرآن الكريم ليتواصلوا بها مع دينهم وتراثهم وقيمهم وتأريخهم وحضارتهم.

12 ـ الاهتمام بالجيل الجديد من خلال تربية الأولاد من الجنسين على حبّ كتاب الله وتلاوته بواسطة المسابقات والفعاليات المشوّقة الأخرى ، وترويضهم على أداء العبادات والتحلي بمكارم الأخلاق كالصدق والشجاعة والوفاء بالوعد وحبّ الآخرين ثم اصطحابهم الى المؤسسات والمراكز الإسلامية لتعويدهم على ارتيادها ، وتعريفهم بأعداء الاسلام ، وتركيز روح الأخوة الإسلامية فيهم ، والأخذ بيدهم للمشاركة في إحياء المناسبات والأعياد الإسلامية ،

____________

(14) أمالي الشيخ الطوسي : 2 | باب 19.

(15) جامع السعادات للنراقي : 3 | 94.

 

٢٥

تربية حبّ العمل والجدّ فيهم وغير ذلك ، مما يعينهم على فهم أفضل للاسلام وسلوك أفضل وفق قيمه ومبادئه في هذه الحياة.

أوقفتُ عند هذه النقطة انسيابية التأمل ، ونظرت الى السماء ، فأدهشتني تشكيلات من سحب بيضاء راحت تتجمع من هنا وهناك كأنها قطن مندوف يوضع بعناية على أرضية من مخمل زرقاء.

استهواني المنظر فاستغرقت فيه حتى امتليت.

كانت قطعان السحب المبثوثة تتجمع شيئاً فشيئاً متآلفة أو متعانقة أو مُتّحدة ، متخلّية عن خصوصياتها الذاتية ، مشرعة نوافذها للآخر ، مستجيبة له ، ذائبة فيه أو فانية.

عاودني الخاطر المؤرق مرة آخرى فسألت نفسي :

كيف يجب عليَّ أن أسلك في بلاد الغربة فأحتفظ بخصوصياتي الذاتية دون أن أفنى في ثقافة الآخرين أو أذوب ، ودون أن أنغلق على نفسي فأتقوقع؟ ثم سألتها : ترى كيف سيحكم عليّ الآخرون ممن سوف أعيش بين ظهرانيهم؟

لقد عودتني مدينتي المكتظة بالزائرين والسياح على مدار العام أن أحكم على سلوك شعب من خلال سلوك أبنائه ، أو دين من خلال تصرفات معتنقيه ، فإذا أحسن المعاملة زائر من بلد ما ، قلت : إن سكان ذلك البلد طيبون ، وإذا أساء التصرف سائح ما ، قلت : إن سكان ذلك البلد سيئون وهكذا.

 

٢٦

وطبيعي أن سكان بلاد الغربة حيث أسكن سيحكمون على الاسلام من خلال سلوكي أنا المسلم وسيعممون حكمهم ذاك على المسلمين.

فإذا صدقتُ في القول والفعل ، ووفيت بالوعد ، وأديت الأمانة ، وحسّنت خلقي ، وطبقت قوانين النظام العام ، وأعنت المحتاجين ، وعاملت جاري باحسان ، وتأسيت بالنبي محمد (ص) في سلوك ، وطبقت تعاليمه القائلة بأن ( الدين المعاملة ).

إذا فعلت ذلك كلّه قال من يتعامل معي من غير المسلمين : بأن الاسلام دين مكارم الأخلاق.

وإذا كذبت ، وأخلفت الوعد ، وأوحش خلقي من حولي ، وأخللت بالنظام العام ، وأسأت لجاري ، وغششت في المعاملة ، وخنت الأمانة ، ونحو ذلك قال المتعاملون معي : بأن الاسلام دين لا يعلّم أتباعه مكارم الأخلاق.

قطع عليَّ قائد الطائرة سلسلة أفكاري ، فأعلن عن أننا الآن نسير فوق الأراضي الألمانية متوجهين نحو لندن.

مددت يدي صوت حقيبتي ، فأخرجت منها كتاباً كنت جلبته لأستعين به ، فاستوقفتني روايات خمس وردت عن الإمام الصادق (ع).

يقول في الأولى مخاطباً أتباعه وشيعته : «كونوا لنا زيناً ولا

 

٢٧

تكونوا علينا شيناً ، حبّبونا الى الناس ولا تبغّضونا اليهم».

وينقل في الثانية عن أبيه (ع) قوله : « كونوا من السابقين بالخيرات وكونوا ورقاً لا شوك فيه ، فإن من كان قبلكم كانوا ورقاً لا شوك فيه وقد خفت أن تكونوا شوكاً لا ورق فيه ، وكونوا دعاة إلى ربكم وأدخلوا الناس في الاسلام ولا تخرجوهم منه وكذلك من كان قبلكم يدخلونهم في الاسلام ولا يخرجونهم منه».

ويقول (ع) في الثالثة بعد أن يبعث بسلامه الى من يأخذ بقوله من شيعته «أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد 9 أدّوا الأمانة الى من ائتمنكم عليها براً أو فاجراً ، فإن رسول الله 9 كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ، صلوا عشائركم واشهدوا جنائزكم وعودوا مرضاكم وأدّوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق في الحديث ، وأدى الأمانة ، وحسن خلقه مع الناس ، قيل هذا جعفري فيسرني ذلك ، ويدخل عليَّ منه السرور ، وقيل هذا أدب جعفر ، وإذا كان على غير ذلك ، دخل عليّ بلاؤه وعاره ، وقيل هذا أدب جعفر ، والله لقد حدثني أبي 7 ، أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (ع) فيكون زينها : أأداهم للأمانة ، وأقضاهم للحقوق ، وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، تسأل العشيرة عنه ، فتقول من

 

٢٨

مثل فلان ، إنه أأدانا للأمانة وأصدقنا للحديث».

ويقول في الرابعة «عليكم بالصلاة في المساجد ، وحسن الجوار للناس ، وإقامة الشهادة ، وحضور الجنائز ، وإنه لا بدّ لكم من الناس ، إنّ أحداً لا يستغني عن الناس حياته ، والناس لا بدّ لبعضهم من بعض».

ويجيب (ع) في الخامسة معاوية بن وهب عن سؤال له ، يقول معاوية : « قلت له : كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ فقال تنطرون الى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون ، فوالله إنهم ليعودون مرضاهم ، ويشهدون جنائزهم ، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ، ويؤدون الأمانة اليهم»(16) .

وما أن انتهيت من قراءة هذه الأحاديث حتى استرحت ، لقد خفّف عني كثيراً حديث الإمام الصادق (ع) هذا ووصيته لشيعته وأتباعه ، فقد رسم لي (ع) طريق عمل ، وحدّد لي قواعد سلوك ، فإذا ضممت اليها قراري بأن أدوّن في دفتر ملاحظاتي أهم المسائل الشرعية التي ستعترضني في بلاد الغربة ، مستعيناً بما في جعبتي من كتب فقهية ، فإذا جدّت إشكاليات جديدة لم أجل لها حلاً فيما معي كاتبت الفقيه أستفتيه ليجيبني عنها ، إذا ضممت اليها ذلك ،

____________

(16) تفصيل وسائل الشيعة للحر العاملي : 12 | 6 وما بعدها ، وأنظر الأصول من الكافي للكليني : 2 | 636.

٢٩

فسأكون قد عالجت مشكلتي ومشكلة المهاجرين الآخرين معي بشقيها الأخلاقي والفقهي.

هكذا بدأت أكتب مسائلي الشرعية مسألة مسألة ، وأستفتي الفقيه حول ما تعذّر عليّ تحصيل جوابه من رسالته العملية مسألة مسألة ، وشيئاً فشيئاً كان هذا الكتاب.

وقد تقاسم الكتاب بابان : باب لفقه العبادات ، وباب لفقه المعاملات ، وثلاثة ملاحق.

ضم الباب الأول الخاص بفقه المعبادات فصولاً سبعة ، قدّرت أنها تهمّ المغترب أكثر من غيرها ، وهي :

الاغتراب والهجرة والدخول الى البلدان غير الإسلامية ، والتقليد ، والطهارة ، والنجاسة ، والصلاة ، والصوم ، والحج ، وشؤون الميت.

يعرض كل فصل منها لمقدمة حوله ، ويتناول بعض أحكامه مما يكثر الاحتياج اليها في بلد الغربة ، ويستعرض أهمّ الاستفتاءات الخاصة به.

وتناول الباب الثاني الخاص بفقه المعاملات أحد عشر فصلاً هي على التوالي :

المأكولات والمشروبات ، والملابس ، والتعامل مع قوانين النافذة في دول المهجر ، والعمل وحركة رأس المال ، والعلاقات الاجتماعية ، والشؤون الطبية ، وشؤون النساء ، وشؤون الشباب ، وأحكام الموسيقى

٣٠

 

والغناء والرقص ، وفصل للمتفرقات.

يعرض كل فصل منها لمقدمة حوله ، ويعرّف ببعض أحكامه ، ويشير لأهم الاستفتاءات الخاصة به.

كما ضم الكتاب ثلاثة ملاحق ، عرض الملحق الأول لنماذج من استفتاءات الكتاب وأجوبة سماحة سيدنا ( دام ظله ) عنها.

وعرض الملحق الثاني للائحة بمواد أساسية تدخل كثيراً في صناعة الأغذية يحرم على المسلم تناولها.

وسرد الملحق الثالث قائمة بأسماء وصور بعض الأسماك من ذوات الفلس التي يحل أكلها للمسلم.

وختم الكتاب بخاتمة ، أعقبتها قائمة ضمت المصادر والمراجع ، ثم الفهرست التفصيلي للكتاب.

٣١

تـعريـف بـبـعض الـمصطلـحـات

الـواردة فـي الـفـتـاوى

٣٢

٣٣

فيما يأتي بيان لمداليل بعض المصطلحات الفقهية الواردة في أجوبة سماحة سيدنا (دام ظله) عن بعض أسئلة هذا الكتاب :

1 ـ « الإحتياط الإستحبابي » : هو الإحتياط الذي يجوز للمكلف تركه.

2 ـ « الإحتياط الوجوبي » : هو الإحتياط الذي يترك للمكلف الخيار بين فعله ، وبين تقليد مجتهد آخر ، الأعلم فالأعلم.

3 ـ « الإحرام بالنذر » : لا يجوز الإحرام إلا من الميقات أو ما يحاذيه ، فإذا أراد المكلّف أن يحرم قبل الميقات جاز له أن ينذر نذراً صحيحاً شرعياً بالصيغة ، كأن يقول : لله عليّ أن أحرم ويذكر اسم المكان ، ولا بدّ أن يكون قبل الميقات أو ما يحاذيه ، وبذلك يجوز الإحرام من ذلك الموضع.

4 ـ « الأحوط الأولى » : أي الاحتياط الاستحبابي.

5 ـ « الأحوط لزوماً » : أي الاحتياط الوجوبي.

6 ـ « الإستحالة » و« تغير الصورة النوعية » : هو تبدّل حقيقة

٣٤

الشيء إلى شيء آخر عرفاً ، كما يتبدل اللحم في الأرض تراباً.

7 ـ « الإستصحاب » : اعتبار الحكم أو العنوان السابق باقياً بعد الشك فيه ، كما لو علمنا بعدالة زيد ثم رأينا منه ما لم يتيقّن بكونه على وجه يوجب الفسق ، فتعتبر عدالته باقية.

8 ـ « الإستهلاك » : ذوبان مادة في أخرى بحيث لا يبقى لها وجود عرفاً.

9 ـ « أطراف شبهة الأعلمية » : الجماعة من المجتهدين الذين نعلم بأنّ أحدهم أعلم ، وليس الأعلم خارجاً عنهم.

10 ـ « الإطمئنان » : الظن القوي بحيث يكون الإحتمال المخالف فيه ضعيفاً الى درجة لا يعتني به العقلاء في شؤون حياتهم.

11 ـ « آلات اللهو المحرم » : المنتوجات الصناعية التي لا يناسب وضعها إلاّ للاستعمال في اللهو المحرم.

12 ـ « التدليس » : هو إظهار الشخص أو الشيء بصفة غير موجودة فيه ، ليرغّب فيه المشتري أو من يريد الزواج.

13ـ « التذكية » : طريقة شرعية لها شروطها ، يحلُّ معها أكل لحم كلّ حيوان مأكول اللحم إذا كان مما يقبل الذكية ، ويطهر معها لحم وجلد كل حيوان غير مأكول اللحم إذا كان مما يقبل التذكية ، وهي على أنواع ، منها : الإخراج من الماء حياً ، أو اصطياده حياً ، وإن مات في الشبكة ، أو الحظيرة كما في السمك ، ومنها : بواسطة

٣٥

الذبح وقطع الأوداج الأربعة ، كما في الغنم والبقر والدجاج وغيرها.

14ـ « التقصير في الصلاة » : أن يصلّي المصلّي الصلوات الرباعية ركعتين.

15ـ « التلذذ الجبّلي للبشر » : اللذة الطبيعية بمقتضى الغريزة.

16ـ « الجاهل القاصر » : من كان معذوراً في جهله ، كما إذا استند الى حجّة شرعية ، ثم تبيّن له خطؤه.

17ـ « الجاهل المقصر » : من لا يكون معذوراً في جهله ، كمن تهاون في معرفة الأحكام.

18ـ « الجاهل بالحكم » و« الجاهل بالموضوع » : الجاهل بالحكم من لا يعلم الحكم الشرعي العام بالنسبة لذلك الموضوع.

والجاهل بالوضوع من لا يعلم بانطباق موضوع الحكم الشرعي على أمر معيّن ، وهذا على قسمين : فتارة لا يعلم معنى الموضوع وسعة دائرته ، وهذه شبهة مفهومية ، كمن لا يعلم المراد بالغناء بدقة ، وتارة لا يعلم حالة المصداق المعين خارجاً ، كمن لا يعلم أنّ المائع المعين خمر مثلاً.

19ـ « الجرم الحائل » : المادة التي تمنع وصول الماء الى الجلد.

20ـ « الحرج » : وهو الضيق والمشقة التي لا تتحمل عادة.

21ـ « حق الإختصاص » : حق للشخص بالنسبة الى شيء لم

٣٦

يعترف الشارع بملكيته له ، أو بماليته.

22 ـ « الدية » : مال يجب دفعه للمجني عليه ، أو لورثة المقتول.

23 ـ « ردّ المظالم » : التصدق على الفقراء نيابة عن من له حقّ مالي متعلق بذمة الدافع ، ولا يمكن الوصول إليه.

24 ـ « الزوال » : لحظة بعد منتصف النهار.

25 ـ « الشبهة المفهومية » : عدم العلم بانطباق العنوان على المصداق الخارجي لعدم معرفة حدود العنوان ، كما لو لم نعلم صدق الغناء على صوت خاص ، لعدم علمنا بحدود الغناء.

26 ـ « الشرط الضمني » و« التعهد الضمني » : أي ما تتضمنّه المعاملة بحسب نظر العرف والعقلاء ، وإن لم يصرّح به في إنشاء المعاملة ، نظير ما نقول في البيع من أنّه يتضمّن تقارب مالية الثمن والمثمن ، فإن علم أحدهما بعد ذلك أن ما أخذه أقلّ مالية عمّا دفعه بكثير ، فإنّه يدّعي الغبن ، وينقض المعاملة ، أعتباراً بهذا الشرط الضمني في ارتكاز العقلاء.

27 ـ « الشك » : الترديد في الأمر بحيث يكون كلا الإحتمالين في الأمر مورداً لاهتمام العقلاء.

28 ـ « الصورة الصناعية التي بها قوام المالية » : الهيئة الخاصة التي من أجلها يبذل الناس المال.

29 ـ « ضرر معتد به » : أي ضرر مهمّ في نظر العرف.

٣٧

30ـ « الضرورة الرافعة للتكليف » : الأمر الذي يوجب تركه ضرراً بلغياً بالنفس أو المال أو العرض.

31ـ « العدة » : الوقت الذي لا يجوز للمرأة أن تتزوج لطلاق ، أو وفاة ، أو انتهاء مدة نكاح ، أو وطء شبة ، ونحو ذلك.

32ـ « الفتنة النوعية » : أن يوجب بصورة عامة افتتان الناس ووقوعهم في الحرام.

33ـ « الفسخ » : نقض العقد والمعاملة.

34ـ « في حدّ ذاته » : أي بقطع النظر عن العناوين الأخرى التي قد تستوجب حكماً آخر مغايراً لحكمه الأصلي.

35ـ « فيه إشكال » : أي أن الحكم المذكور إحتياط وجوبي.

36ـ « فيه تأمل » : أي أن الحكم المذكور إحتياط وجوبي كذلك.

37ـ « قصد البدلية » : أي بقصد أن يكون بدلاً عن شيء خاص.

38ـ « الكافر الذمي » : من يعقد عقد الذمة مع ولي المسلمين ، ولا يوجد اليوم.

39 ـ « الكافر المعاهد » : من يعاهد المسلمين أو بعضهم على عدم الإعتداء.

٣٨

40 ـ « الكافر المحترم المال » : الذمي والمعاهد والمستأمن.

41 ـ « اللحيان » : العظمان المقتنفان بالوجه اللذان تنبت عليهما اللحية.

42 ـ « ما يليق بشأنها بالقياس لزوجها» : أي ما يناسبها باعتبار كونها زوجة فلان ، فيلاحظ في ذلك مكانة زوجها في المجتمع.

43 ـ « ماء الغسالة » : الماء الذي ينفصل عن الشيء المتنجس عند غسله.

44 ـ « المؤنة السنوية اللائقة بالشأن » : مقدار المصرف المتعارف للشخص في طول السنة ، المناسب له بلحاظ حاجته ومكانته الإجتماعية.

45 ـ « المثقال الصيرفي » : المثقال المتعارف في السوق ، ويعرف كميته بائعو الذهب.

46 ـ « مجهول المالك » : المال الذي لا يعرف مالكه ، ولكنه ليس ضائعاً منه.

47 ـ « محاذاة الميقات » : إذا افترضنا خطين متقاطعين يشكّلان زاوية قائمة (90 درجة) ، وكان أحدهما بمكة المكرمة ، والآخر يمر بالميقات ، فإذا وقف الشخص في نقطة التقاطع مسقبلاً مكة المكرمة ، فهو واقف في المكان المحاذي لذلك الميقات ، والعبرة في هذا بالصدق العرفي ، ولا يعتبر فيه التدقيق العقلي.

٣٩

48 ـ « المشهور كذا » : أي أن الحكم المذكور إحتياط وجوبي.

49 ـ « الملاك » : المصلحة والمفسدة التي على أساسها تُشرّع الأحكام.

50 ـ « الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو والطرب» : ما يتعارف عزفة في مجالس اللهو.

51 ـ « النشوز » : عدم رعاية حقّ الغير ، ويطلق غالباً فيما بين الزوجين.

52 ـ « نية القربة المطلقة » : أن يقصد بعمله التقرّب إلى الله من دون تعرّض لكونه على وجه الأداء أو القضاء أو أية خصوصية أخرى.

53 ـ « وطء الشبة » : الممارسة الجنسية مع من لا تحل له ، غير متعمد ، بل بتوهم كونها حليلته ، أو بتوهم صحة العقد الفاسد.

54 ـ « الولي » : من يتولى شؤون الطفل ، أو القاصر ، أو المجتمع الإسلامي ، وفقاً للشريعة الإسلامية.

55 ـ « يجب على إشكال » : أي يجب على المكلف فعله ، فهو فتوى بالوجوب.

56 ـ « يجب على تأمل » : أي يجب على المكلف فعله ، فهو فتوى بالوجوب كذلك.

٤٠