ابن تيميه الجزء ١

ابن تيميه0%

ابن تيميه مؤلف:
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 432

ابن تيميه

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: حبيب طاهر الشمري
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: الصفحات: 432
المشاهدات: 117588
تحميل: 5803


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 432 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 117588 / تحميل: 5803
الحجم الحجم الحجم
ابن تيميه

ابن تيميه الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فمولانا عليٌّ: من الخلفاء الراشدين ...

وابناه: الحسن والحسين، فسبطا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سيّدا شباب أهل الجنّة، لو استُخْلِفا لكانا أهلاً لذلك.

وزين العابدين، كبيرُ القَدْر، ومن سادة العلماء العاملين، يَصلُحُ للإمامة! وكذلك ابنُه أبو جعفر الباقر: سيّدٌ، إمامٌ، فقيهٌ، يَصْلُحُ للخلافة!

وكذا ولدُه جعفرُ الصادق: كبيرُ الشأن، من أئمّة العلم، كان أوْلى بالأمر من أبي جعفر المنصور.

وكان ولدُه موسى كبيرَ القَدْر، جيّد العلم، وأوْلى بالخلافة من هارون.

وابنُه عليُّ بن موسى الرضا: كبيرُ الشأن، له عِلمٌ وبيان، ووقع في النفوس؛ صَيَّره المأمونُ وليَّ عهده، لجلالته.

وابنه محمّد الجواد: من سادة قومه.

وكذلك ولدُه الملقّب بالهادي: شريف جليل.

وكذلك ابنُه الحسن بن عليّ العسكريّ رحمهم الله تعالى. فلو لَزِمَ اتّباع أحدٍ، لكانوا همُ الأوْلَونَ، ولو استحقّ غيرُهم شيئاً فهمُ الأحْرَوْنَ.

وممّا لا ريب فيه أنّ إجماعهم على شيءٍ يُقدَّم على إجماع غيرهم لو خالفه، ومخالفتُهم لغيرِهم تزعزع كيانَ مخالفهم.

وتدوين الحديث ممّا قد اتّفق جميعُ أهل البيت على إباحته وجوازه، وعدم منعه، فهم في جواز التدوين على منهاج واحد. فقد أباحوه حيث منعه المانعون، ودأبوا على تبليغه وأدائه منذ عهد الرسالة المبكّر، فضبطوه في مؤلّفاتهم، وسَعَوا

٣٦١

في حفظه وأودعوه كلّ ثقةٍ أمين؛ ولذلك حُفظ الحديث الشريف عندهم وعند أصحابهم وأتباعهم مسجّلاً، مكتوباً، محفوظاً من الدسّ والتزوير والتحريف والتصحيف.

ما وردَ عن الإمام أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام

كان الإمامعليه‌السلام في طليعة المـُبيحين للتدوين(1) .

وقد علِمنا أنّه كتبَ بخطّه بإملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كتابة الكبير، الذي تحدّثنا عنه فيما مضى.

وقد قيل في ذلك الكتاب إنّه «أوّل كتاب في الإسلام»(2) . كما روى الإمامعليه‌السلام كثيراً من النصوص المرفوعة، الدالّة على إباحة التدوين، وقد سبقت كذلك.

لكن الإمامعليه‌السلام قد أظهرَ التزامَهُ بإباحة التدوين، بالقول والفعل، وتضافرت النصوص الموقوفةُ عليه في ذلك، وسنذكرها في مجموعتين:

1 - في مجال التصنيف والتأليف.

2 - الأقوال المرويّة عنه، والموقوفة عليه.

في مجال التصنيف:

____________________

(1) الإلماع 147، علوم الحديث، لابن الصلاح 181، تدريب الراوي 285، وانظر: معالم العلماء، لابن شهر آشوب 2، ومؤلّفوا الشيعة، لشرف الدين 13.

(2) انظر الذريعة 2/306.

٣٦٢

روى البحراني بسنده عن عبد الملك بن أعْيَن، قال: أراني أبو جعفرعليه‌السلام بعضَ كُتُب عليّعليه‌السلام ، ثمّ قال لي: لأيّ شيءٍ كَتبَ هذا الكتاب؟

قلتُ: ما أبين الرأيَ فيها!.

قال: هاتِ.

قلت: عَلِمَ أنّ قائِمَكم يقومُ يوماً فأحبَّ أنْ يعملَ بما فيها. قال: صدقتَ(1) .

وروى الرازي عن شُعبة (ت 160 هـ): أنّ روايَتَيْ التابعيَّيْن - عامر الشعبيّ عن عليّ، وعطاء بن أبي رباح عن عليّ - إنّما هي من كتاب(2) .

وقال: كان عند أبي هارون العَبْديّ (ت 134 هـ) كتابٌ عن عليّعليه‌السلام (3) . وقال أحمد: خلاس بن عَمرو البحري، روايتُه عن عليّعليه‌السلام ، من كتابٍ، ويُقال: وقعت عندَه صُحفٌ عن عليّعليه‌السلام .

وأمّا الكُتُب المنسوبة إليهعليه‌السلام بعناوينها الخاصّة، فهي:

1 - كتابٌ في علوم القرآن:

أمْلاه الإمام أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، فذكر فيه ستّين نوعاً من علوم القرآن؛ رواه الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، ابن عُقْدة الكوفيّ (ت 333 هـ) بسنده

____________________

(1) تدوين السنّة 136؛ عن عوالم العلوم والمعارف، للبحرانيّ.

(2) الجرح والتعديل، التقدمة، لابن أبي حاتم 1/130.

(3) سؤالات الحاكم للدار قطني 203 رقم 314. والمراسيل، للرازي: 41، جامع التحصيل للعلائي 173 رقم 175.

٣٦٣

عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام (1) .

ورواه جمعٌ من كبار الطائفة فنُسِب إليهم:

منهم: المحدّث أبو القاسم سَعْد بن عبد الله بن أبي خَلَف الأشعريّ القُمّيّ المتوفّى (سنة 301 - أو 299 هـ) بعنوان (تفسير سَعْد) و (ناسخ القرآن ومنسوخه)(2) .

ومنهم المحدّث محمّد بن إبراهيم بن أبي زينب الكاتب البغداديّ صاحب «الغَيْبة» تلميذ الكُلَيني؛ فقد نُسب إليه بعنوان (تفسير النُعْماني)(3) .

ومنهم السيّد الشريف المرتضى عليّ بن الحسين الموسوي (ت 436 هـ) فقد نُسِبَ إليه باسم (المحكم والمتشابه في القرآن)(4) .

وقد أورد المحدّث المجلسيّ نصّه بالكامل في كتاب (بحار الأنوار)(5) .

2 - كتاب السُنن والقضايا والأحكام:

كتابٌ كبير حوى أبواب العِلم، وفقه الشريعة المقدّسة، ومنها ما قضى به الإمام عليّعليه‌السلام في الحوادث الخاصّة. وكما يبدو من اسمه فإنّ فيه السنن والآداب الشرعيّة، والعبادات من الطهارة والصلاة والصوم ...، والأقضية، والحدود،

____________________

(1) لاحظ أعيان الشيعة ج 1 ق 1/321، بحار الأنوار 93/3.

(2) سؤالات الحاكم للدار قطني 203/314. والمراسيل، للرازي 41، وجامع التحصيل، للعلائي 173/175.

(3) بحار الأنوار 93/3، مستدرك الوسائل 3/365.

(4) الذريعة 20/154 - 155. وقد طُبع بهذا العنوان أيضاً.

(5) راجع بحار الأنوار - الطبعة الحديثة 93/1 - 97، و 84/71 - 72، أعيان الشيعة (ج 1 ق 1/318) وتأسيس الشيعة، للصدر 318.

٣٦٤

والدّيات، وأبواب المعاملات من البيوع، وغيرها. وقد روى هذا الكتاب جمعٌ من أصحاب الإمامعليه‌السلام ، تارةً بعنوانه العام، واُخرى بعنوان باب من أبوابه. ونورد هنا قائمة بأسماء مَن رواه، أو روى قسماً منه:

1 - عُمرُ ابنُ الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، روى عن أبيه هذا الكتاب كاملاً(1) .

2 - أبو رافع مولى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصاحب بيت مالِ الإمامعليه‌السلام . روى الكتاب عن أميرالمؤمنين كاملاً(2) ورواه عنه ابناه:

عُبيدُ الله بن أبي رافع، كاتب الإمام عليّعليه‌السلام ، كما يَظْهر من ترجمة أبيه وغيره(3) .

وعليّ بن أبي رافع، كاتب الإمامعليه‌السلام :

روى الكتاب عن أبيه كاملاً(4) .

3 - ربيعة بن سميع: روى قسم الزكاة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في كتاب كتبه له بخطّه لمّا بعثه على الصدقات(5) .

4 - محمّد بن قيس البَجَليّ:

____________________

(1) رجال النجاشي 7، ذيل رقم 2.

(2) نفسه 6، رقم (1)، تأسيس الشيعة 280، تاريخ بغداد 8/449.

(3) رجال النجاشي 6، رقم (1) و 7، رقم (2)، معرفة علوم الحديث، للحاكم 118.

(4) رجال النجاشي 6، رقم (6).

(5) رجال النجاشي 7 - 8 رقم 3. وانظر الكافي (كتاب الزكاة، باب أدب التصدّق) 3/539 وفيه (زمعة بن سبيع) وهو تصحيف، والجامع في الرجال، للزنجاني 1/770.

٣٦٥

روى قسم القضايا، وقد عُرِض كتابُه على الإمام الباقرعليه‌السلام فصدّق أنّه كتاب أميرالمؤمنينعليه‌السلام (1) .

5 - يَعْلى بن مُرّة الثقفيّ:

له نسخة عن الإمامعليه‌السلام (2) .

6 - الحارث بن عبد الله الهَمْداني:

روى الكتاب كاملاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام (3) .

7 - الأصبغ بن نُباتة المـُجاشعيّ:

روى قسم القضاء عن الإمامعليه‌السلام (4) !

8 - عبد الله بن عبّاس:

كان يتّخذ صُحفاً فيها قضاءُ عليّعليه‌السلام (5) .

9 - مِيثَم بن يَحيى التمّار:

له كتاب، كان متداولاً حتّى القرن السابع الهجريّ، حيث نقل عنه مباشرةً الطبريّ صاحب كتاب (بشارة المصطفى)(6) .

10 - عبيد الله بن الحُرّ الكوفي، الشاعر، الجعفيّ:

____________________

(1) تأسيس الشيعة 284 وانظر رجال النجاشي 323 رقم 881.

(2) رجال النجاشي 286 رقم 762، ترجمة عمر بن عبد الله بن يَعْلى بن مُرّة، تأسيس الشيعة 284.

(3) رجال النجاشي 7 ذيل الرقم 2، الفهرست، للطوسي 62 رقم 119.

(4) رجال النجاشي 8 رقم 5.

(5) تقييد العلم - التصدير 19، توجيه النظر 8، مقدمة صحيح مسلم 1/14.

(6) تأسيس الشيعة 283.

٣٦٦

روى عن الإمامعليه‌السلام نسخةً(1) .

11 - ومن أجزاء هذا الكتاب هو (كتاب الدّيات) الذي اشتهر باسم راويه ظريف بن ناصح(2) .

فقد عرضه الرواة على الأئمّة: جعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعليّ الرضاعليهم‌السلام ، فأقرّوا أنّه من إملاء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأنّه كتبه لعمّاله وأمراء الأجناد(3) .

ونصّه الكامل موجودٌ: فرّقه الكليني في جامعه (الكافي) وسمّاه (كتاب الفرائض عن عليّعليه‌السلام )(4) .

وأورده بتمامه الشيخ الصدوق في (كتاب الفقيه)(5) .

والذي يظهر من المصادر أنّ كلاًّ من هؤلاء الرواة قد ألّف ما يخصُّه، وجمع روايات كتابه عن الإمام عليّعليه‌السلام ، إلاّ أنّا نعتقد بأنّ الكتاب ليس إلاّ مجموعةً كبيرةً واحدةً من تأليف الإمام وإملائهعليه‌السلام ، وذلك لما يلي:

1 - انتهاء الأسانيد في تلك الكتب إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، بعنوان أنّ كلاًّ منها نسخةٌ منه، أو إملائه.

____________________

(1) رجال النجاشي 9 رقم 6.

(2) نفسه 209 رقم 553، الذريعة 2/159 - 161 بعنوان: أصل ظريف.

(3) الجامع للشرائع 608، الكافي 7/330.

(4) الكافي 7/330 - 363.

(5) من لا يحضره الفقيه 4/ 54 - 66 وهو تمام الباب (18) دية جوارح الإنسان.

٣٦٧

2 - لوجود نفس العناوين ضمن ما نُسب إلى غير الرواة المذكورين، الذين اعتُبروا كمؤلّفين للكتب.

فذلك يؤكّد أنّ الكتاب المذكور كان مجموعةً كبيرةً من تأليف الإمام نفسهعليه‌السلام ، رواه بعضُ أصحابه كاملاً، وروى بعضُهم أبواباً منه(1) . وقد وردت عن الإمام أميرالمؤمنينعليه‌السلام رواياتٌ حولَ ما وردَ في هذا الكتاب بطرق الرواة المذكورين وغيرهم، في كتب العامة، جمعَ أحمد بن حنبل مجموعةً كبيرةً منها في مسنده(2) .

3 - عَهْدُ الإمامعليه‌السلام للأشتر:

وهو العَهدُ الطويل المهمّ الذي كتبه الإمام عليّعليه‌السلام لمالك الأشْتر النَخَعيّ، لمّا ولاّه مِصَر، وتضمّنَ أصولَ إدارة البلاد، وتراتيبَ النُظُم السياسيّة لأمور العباد.

ونصُّه معروفٌ، ومطبوعٌ متداوَلٌ، وهو في نهج البلاغة وقد رواه الأصْبغ بن نُباتة(3) .

4 - التعليقة النحويّة:

التي ألقاها الإمامعليه‌السلام إلى أبي الأسْود الدُؤَليّ.

نقل خبرها السيوطي عن ابن عساكر أنّ بعض النحويّين كان يذكر أن عنده

____________________

(1) مرآة الكتب، لعليّ بن موسى التبريزي الشهيد (1320): 9.

(2) مسند أحمد بن حنبل 1/75 - 160، وانظر حول رواة آخرين لحديث الإمام عليّعليه‌السلام بشكل مكتوب في دلائل التوثيق المبكّر 420، معرفة النسخ 207.

(3) نهج البلاغة، بشرح صبحي الصالح 427 - 445.

٣٦٨

تعليقة أبي الأسود التي ألقاها إليه عليٌّعليه‌السلام (1) .

2 - في مجال العلم والآثار:

لقد نُقل عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام الكثير في مجال التأكيد على الكتابة والتدوين، وفيه ما هو صريحٌ في الأمر به، كما أنّ فيه ما هو دالٌّ بالملازمة العُرْفيّة، وهذا بعضها:

- عن الحارث عن عليّعليه‌السلام قال: «قيّدوا العِلم، قيّدوا العِلم» هكذا مرّتين(2) .

2 - عن علباء، عن عليّعليه‌السلام : أنّه خطب الناس، فقال: «مَن يشتري منّي عِلماً بدِرهَم»(3) .

قال أبو خيثمة زُهَير بن حرب - مفسّراً هذا الحديث: يشتري صحيفةً بدرهم ويكتب فيها العِلم(4) .

وفي بعض نصوص الحديث: أنّ الحارث الأعور اشترى صُحُفاً بدرهم، ثمّ جاء بها عليّاًعليه‌السلام ، فكتب له علماً كثيراً، ثمّ إنّ الإمامعليه‌السلام خطب الناس بَعْدُ، فقال:

____________________

(1) تقييد العلم 85، إنباه الرواة، للقفطي 1/39، وقال: رأيت بمصر في زمن الطلب بأيدي الورّاقين (جزءاً) فيه أبوابٌ من النحو، يجمعون على أنّها (مقدّمة عليّ بن أبي طالب) التي أخذها عنه أبو الأسود الدؤلي. وانظر سير أعلام النبلاء (4/84). الأشباه والنظائر، للسيوطي 1: 12 - 14، تاريخ الخلفاء له /143، طبقات النحويّين، للزبيدي 21.

(2) تقييد العلم 89.

(3) طبقات ابن سعد 6/116 من طبعة ليدن، تقييد العلم 90، تاريخ بغداد 8/357 كنز العمّال 5/261/29385.

(4) تقييد العلم 90.

٣٦٩

يا أهل الكوفة غلبكم نصفُ رجل(1) .

* عن الحارث، عن عليّعليه‌السلام ، قال: قراءتُك على العالِم وقراءةُ العالِم عليك سَواءٌ، إذا أقرَّ لك به(2) .

وروى نحوه أبو ظبيان، عنهعليه‌السلام (3) .

* عن هُبَيْرة بن يَرِيم، عن عليّعليه‌السلام ، قال: القراءةُ عليه بمنزلة السماع منه(4) .

وهذا يدلُّ على وجود الكتاب في عهد الإمامعليه‌السلام ، حيث إنّ قراءة الراوي على الشيخ لا تكون إلاّ من كتابٍ وبواسطة نصٍّ مكتوب، يقرأ منه الراوي على الشيخ.

ونقول أيضاً: قد يكون فيه بَعْثٌ على كتابة النصّ، ليكون الراوي مكتفياً بقراءته على الشيخ، لتحصيل عنصر الضَبْط والإشراف من الشيخ عليه.

* وقالعليه‌السلام لكاتبه عُبيد الله بن أبي رافع: «ألِقْ دواتَك، وأطِلْ جُلْفَةَ قلمِك، وفرِّج بين السطور، وقَرمِطْ بين الحروف، فإنّ ذلك أجْدَرُ بصبَاحة الخطّ»(5) .

* وكتبعليه‌السلام إلى عمّاله: «أدِقُّوا أقلامكم، وقارِبوا بين سُطوركم، واحذِفوا عنّي فُضولكم، واقصدوا قصد المعاني، وإيّاكم والإكثار، فإنّ أموال المسلمين

____________________

(1) طبقات ابن سعد 6/168، السنّة قبل التدوين 397، العلم، لزهير بن حرب 193.

(2) الكفاية في علوم الرواية، للخطيب 383.

(3) نفسه 399.

(4) نفسه 383.

(5) نهج البلاغة، قسم الحكمة، الحكمة رقم 315؛ تاج العروس (قرمط).

٣٧٠

لا تَحتمِلُ الإضرارَ»(1) .

* وعن أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، قال: «عقلُ الكاتب قلَمه»(2) .

* وقد روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يُعجبه أن يُروى شعر أبي طالب، وأن يُدَوّن(3) .

وأخبار أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام في هذا الميدان تطول، فنقتصر على ما ذكرناه، لنذكر شيئاً عن أئمّة الهدىعليهم‌السلام ، في هذا الأمر.

ما ورد عن الإمام الحسن السِبْطعليه‌السلام (استُشهد سنة 49 هـ).

1 - عن شرحبيل بن سعيد، قال: دعا الحسنُ بن عليّعليه‌السلام بنيه وبني أخيه، قال: «يا بُنيَّ، وبني أخي، إنّكم صِغارُ قومٍ، يُوشَكُ أن تكونوا كبار آخرين، فتعلّموا العِلمـَ، فمَن لم يستطعْ منكم أن يَرْويَه فليَكْتبه، وليضَعْه في بيته»(4) .

ما ورد عن الإمام الحسين السبط الشهيدعليه‌السلام (61 هـ).

قالعليه‌السلام ، في خطبةٍ له في مِنى، في جمع عظيم من الشيعة وبني هاشم والصحابة والتابعين: «أما بعدُ، فإنّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم

____________________

(1) الخصال 1/310.

(2) نور الحقيقة، حسين بن عبد الصمد الحارثيّ 108.

(3) الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، فخّار بن معدّ العلويّ 25.

(4) تاريخ اليعقوبي 2/227، سنن الدارمي 1/107 ح 517، الكفاية، للخطيب 229، جامع بيان العلم 1/82، كنز العمّال 5/229، بحار الأنوار 2/152 ح 37.

٣٧١

وعلمتم وشهدتم، وإنّي أريد أن أسألكم عن شيء، فإنْ صدقتُ فصدّقوني اسمعوا مقالي، واكتُبوا قولي، ثمّ ارجِعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمَن أمِنتم من الناس ووثِقتُم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقّنا، فإنّي أتخوّفُ أن يدرُس هذا الأمرُ، ويذهب الحقُّ»(1) .

والشاهد في هذا الكلام، قولهعليه‌السلام : «اكتبوا قولي» حيث أنّه أمَرَ بكتابة كلامهعليه‌السلام ، ودلالتُه على تدوين الحديث من جهات:

1 - لأنّا نحن الشيعة الإماميّة نؤمن أنّ ما يُحدِّثُ به الإمامعليه‌السلام فإنّما هو من السنّة التي يجبُ اتّباعها، لما ثبت عندنا من الأدلّة على أنّ الأئمّةعليهم‌السلام إنّما هُمُ الحُججُ المنصوبة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، على الأُمّة؛ حيث أمرها بالتمسّك بهم والأخذ منهم، وقد أسلفنا بعض ذلك في الاستدلال بحديث الثقلين.

2 - أنّ الأئمّةعليهم‌السلام قد صرّحوا بأنّ حديثهم إنّما هو حديث جدّهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو بحكمه في الحجّيّة.

3 - أنّ قوله الذي أمَرَ بكتابته لا يخلو من ذكر حقّهمعليهم‌السلام الذي أشار إليه، ولا يخفى أنّ حقهم إنّما يثبت بما أثبته لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقولُه الذي أمرَ بكتابته حاوٍ لحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا محالة.

4 - أنّ قوله «اكتبوا قولي» يكشف عن رضاه بكتابة سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا محالة وبالأوْلويّة المعلومة، خاصّة إذا كان الحديث يرتبط بأمرِ الدين.

____________________

(1) كتاب سليم بن قيس 165.

٣٧٢

ما ورد عن الإمام عليّ زين العابدينعليه‌السلام (ت 95 هـ).

قد أُثِرَتْ عنه المؤلّفات التالية:

1 - الصحيفة:

الكتاب العظيم، الذي جمع عيون أدعيتهعليه‌السلام ، ومناجاته التي أنشأها بمناسبات شتّى ولأغراضٍ متنوّعةٍ، وكانعليه‌السلام يدأب على تلاوتها وهي تحتوي على مضامين عالية رفيعة، من لُباب المعارف الإسلاميّة العالية وقد تواتر الإسناد إليه، وهو ممّا أجمع علماء الإسلام على قبوله. أملاه الإمامعليه‌السلام على ولديه الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام ، والشهيد زيد، وقد أملاه الإمام الباقر على ولده الإمام الصادقعليه‌السلام ، وأملاه الإمام الصادق على الرواة(1) .

2 - رسالة الحقوق:

الجامعة لآداب الدين والدنيا، ممّا يجب على الفرد في معاملته لنفسه، والآخرين ممّا حوله من الناس، وسائر الموجودات، من حقوق والتزامات من حقوق والتزامات، فهو أهمُّ كتاب يحتوي على أسس الأخلاق الفاضلة، ومباني السلوك الاجتماعيّ في الإسلام. ونسخها متوفّرة، شرحها عدّة من العلماء.

3 - مناسك الحجّ:

رسالة حاوية لجميع أحكام الحجّ الشرعيّة، في ثلاثين باباً، رواها عن

____________________

(1) الصحيفة الكاملة، بتقديم محمّد المشكاة، كفاية الأثر، للخزّاز 2 - 302، الفهرست للطوسيّ 199 و 768، رجال الطوسي 485 رقم 53، رجال النجاشي 426 رقم 1144، معالم العلماء، لابن شهر آشوب 1، الفوائد الطوسيّة 246.

٣٧٣

الإمامعليه‌السلام كلٌّ من أبنائه: الإمام محمّد الباقر، وزيد الشهيد، والحسين الأصغرعليهم‌السلام . (مطبوعة).

4 - صحيفة في الزهد:

قال أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي المقدام، قرأتُ صحيفةً فيها كلامُ زُهدٍ، من كلام عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وكتبتُ ما فيها، ثمّ أتيتُ عليَّ بن الحسين صلوات الله عليه فعرضتُ ما فيها عليه، فعرفه، وصحّحه(1) .

5 - الجامع في الفقه:

رواه أبو حمزة الثُمالي، عن الإمام السجّادعليه‌السلام (2) .

6 - كتاب حديثهعليه‌السلام :

جمعه داودُ بن يَحيى بن بشير، أبو سليمان الدهقان، الكوفي(3) .

7 - نسخة رواها عبد الله بن إبراهيم بن الحسين الأصغر بن الإمام السجّادعليه‌السلام ، عن آبائه(4) .

ما وردَ عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام (ت 114 هـ)

1 - في الأقوال:

1 - عن جابر الجُعْفي، قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أُقيّد الحديث، إذا سمِعتُ؟

____________________

(1) الكافي 8/14 - 17، الفهرست 67 رقم 138.

(2) رجال النجاشي 116 رقم 298، تأسيس الشيعة 300.

(3) رجال النجاشي 7 - 158 رقم 415.

(4) نفسه 224 رقم 587.

٣٧٤

قال: «إذا سمِعتَ حديثاً من فقهٍ خيرٌ ممّا في الأرض من ذَهَبٍ وفِضّةٍ»(1) . وقد أشار الإمامعليه‌السلام في هذا الجواب إلى ضرورة التدوين ولزوم الكتابة بنحوٍ دقيق، وبلاغة فائقة إذ جعل الكتابة خيراً من الذهب والفِضّة؛ فإذا كان الإنسان بطبعه يُحافظُ على الذهب والفِضّه بالإحراز والضَبْط، ولا يعرّضهما للتلفِ والضياع، فإنّ ما هو خيرٌ منهما - أعني الحديث - يكون أوْلى بالإحراز والحِفْظ، ومن الواضح أنّ أفضل طُرق ضَبْط الحديث وإحرازه كتابته وتدوينه.

2 - عن داود بن عَطاء المديني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: «عَرْضُ الكتاب، والحديث سواء»(2) . المراد بالعَرْض هنا هو قراءة الراوي الروايات على الشيخ، والمراد بالحديث هنا هو تحديث الشيخ وإلقاؤُه الروايات على الراوي.

والمراد بالعرض هنا هو ما يسمّى في علم المصطلح ودراية الحديث بالقراءة على الشيخ، والحديث هنا هو ما يسمّى في ذلك العلم بالسماع من الشيخ.

ومعنى هذا الخبر: أنّ القراءة على الشيخ، تُساوي في الحُجّيّة والاعتبار السماع منه.

4 - عن خالد بن طُهمان، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:

____________________

(1) أدب الإملاء، للسمعاني 55.

(2) سنن الدارمي 1: 123، الكفاية، للخطيب 386.

٣٧٥

«لا تُعِدَّ لهم سِفْراً، ولا تَخُطَّ لهم بقلم»(1) .

وهذا الحديث وإن كان نهياً عن إعداد السِفر - وهو الكتاب - والخطّ بالقلم، لكن من الواضح أنّ الإمامعليه‌السلام إنّما نهى عن الكتابة للوُلاة الظالمين كما يظهر من الحديث الذي أورده ابن أبي شيبة قبل هذا الحديث وفيه: النهي عن التولّي للسلطان.

وهو يدلّ بالإيماء على شرافة إعداد الكتب والخطّ بالقلم والرغبة فيهما للأخيار.

2 - في الكتب والمؤلّفات:

وقد نُقِلت عن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام مؤلّفات عديدة:

قال محمّد عجّاج الخطيب: كان عند الإمام محمّد بن عليّ بن الحسين، أبي جعفر الباقرعليه‌السلام (56 - 114) كتبٌ كثيرةٌ، سمِعَ بعضَها منه ابنُه جعفر الصادقعليه‌السلام وقرأ بعضَها(2) .

وقال عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب: كنتُ أختلف إلى جابر بن عبد الله، أنا، وأبو جعفر، معنا ألواحٌ، نكتُبُ فيها.

وفي بعض نُصوصه: فنسأله عن سنن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعن صلاته، فنكتبُ عنه(3) .

____________________

(1) المصنّف، لابن أبي شيبة 5/236.

(2) السنّة قبل التدوين 4/355.

(3) تقييد العلم 104، المحدّث الفاصل 370 رقم 335، وعنه في محاسن الاصطلاح 297.

٣٧٦

والمنقول من أسماء كتبه:

1 - تفسير القرآن: رواه زياد بن المنذر أبو الجارود العبدي(1) .

2 - نسخة أحاديث: رواها خالد بن أبي كريمة(2) .

3 - نُسخة: رواها خالد بن طهمان(3) .

4 - كتابٌ: رواه عبدُ المؤمن بن القاسم الأنصاريّ الكوفيّ(4) .

5 - كتابٌ: رواه زرارة بن أعْيَن الشيباني الكوفيّ(5) .

6 - رسالته إلى سَعْد الإِسكاف: رواها سَعْد بن طريف، الإسكاف الحنظليّ.(6)

7 - رسالته إلى سعد الخير: وهو سعد بن عبد الملك الأمويّ نسباً، وهو صاحب نهر سعد برحبة الكوفة، وقد رواها الكليني بسندين(7) .

ما ورد عن الشهيد زيد بن عليّعليه‌السلام (ت 122 هـ). نُقِلت عنه مؤلّفات عديدة:

1 - المجموع: سمعه منه أبو خالد الواسطيّ، وهو مطبوعٌ بروايته باسم «مُسْنَد زَيْد» وله شروح كثيرة، منها المطبوع باسم (الرَوْض النضير).

____________________

(1) الفهرست، للنديم 36، تأسيس الشيعة 327.

(2) رجال النجاشي 151 رقم 396.

(3) نفسه رقم 397.

(4) تأسيس الشيعة 285.

(5) نفسه/286.

(6) رجال النجاشي 178 رقم 468.

(7) الكافي 8/52 و 55.

٣٧٧

وتذكر بعضُ المصادر أنّ للشهيد زيد مجموعين فقهيّ وآخر حديثيّ.(1) وهو من جَمْع عبد العزيز البغداديّ، طُبع بالقاهرة سنة (1340 هـ) قال محمّد عجّاج الخطيب: المجموع من أجلِّ الوثائق التاريخيّة التي تُثْبِتُ ابتداءَ التصنيف والتأليف في أوائل القرن الثاني الهجريّ بعد أن استنتجنا هذا من خلال عَرْضنا لمصنّفات ومجاميع العلماء، من غير أن نرى نموذجاً ماديّاً يمثّل اُولى تلك المصنّفات، اللّهمّ، إلاّ موطّأ مالك الذي انتهى من تأليفه قبلَ منتصف القرن الهجري الثاني، فيكون المجموع قد صُنِّف قبلَه بنحو ثلاثين سنة(2) .

2 - الاحتجاج في القلّة والكَثرة:

ذكر ابن صفوان أنّ لزيد كتاباً في القلّة والجماعة. كان يستعمله في مُحاججة خصومه ويلجأ إليه.(3)

3 - الصَفْوة: رسالة كلاميّة صغيرة، تبحث عن الإمامة وأحقيّة أهل البيتعليهم‌السلام بها، معتمداً على آيات القرآن الكريم في بيان ذلك، مطبوعة.

4 - قراءة عليّعليه‌السلام :

نسبةً إلى زيد بن عليّ في تأسيس الشيعة(4) وقد ذكروا أنّ لزيد قراءة

____________________

(1) الروض النضير 1/82، السنّة قبل التدوين 369 و 371.

(2) السنّة قبل التدوين 371. وللمزيد عن المجموع انظر: تاريخ الفقه الجعفري، للسيّد الحسني 303 - 306.

(3) التُحَف شرح الزُلَف 30.

(4) تأسيس الشيعة 4/285.

٣٧٨

خاصّة(1) .

5 - غريب القرآن:

تفسيرٌ لمفردات ألفاظ القرآن الكريم، وسمّاه بعضُ المؤلّفين بـ (غرائب معاني القرآن)(2) .

وذكر له السّيد المؤيّدي مجدُ الدين تسعة مؤلّفات في علوم شتّى(3) .

ما ورد عن الإمام جعفر بن محمّد أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام (ت 148 هـ):

في الأحاديث:

* قالعليه‌السلام للمفضّل بن عُمر الجُعْفي: «اكتُبْ، وبُثَّ عِلْمَك في إخوانك، فإِن مُتَّ فأورِثْ كُتبُك بنيكَ، فإنّه يأتي على الناس زمانٌ هَرْجٌ، لا يأنَسونَ فيه إلاّ بكتبِهم»(4) .

* وفي كتاب عاصم بن حُمَيْد الحَنّاط، عن أبي بَصير، قال: دخلتُ على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: «دخلَ عليَّ أُناسٌ من أهل البصرة، فسألوني عن أحاديث، فكتبوها، فما يمنعُكُم من الكتاب؟.

أما إنّكم لنْ تحفَظُوا حتّى تكتبوا»(5) .

____________________

(1) ثورة زيد بن علي، الأستاذ ناجي حسن 34.

(2) التُحَف شرح الزُلَف 30.

(3) نفسه.

(4) الكافي 1/42 كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب، الحديث 11.

(5) الكافي 1/42 حديث 9، البحار 2/153.

٣٧٩

وعن حسين الأحمسيّ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال:

«القلبُ يتّكلُ على الكتاب»(1) .

وعن عُبيد بن زُرارة، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها»(2) .

* قال الإمام الصادقعليه‌السلام للمـُفَضَّل بن عُمر في كتاب التوحيد: «تأمّلْ يا مُفَضَّل - ما أنعم الله تقدّست أسماؤُه به على إنسان من هذا النُطق الذي يعبِّر به عمّا في ضميره، وما يخْطُر بقلبِه، ونتيجة فكره، وبه يفهمُ عن غيره ما في نفسه.

وكذلك الكتابةُ، التي بها تُقَيَّدُ أخبارُ الماضين للباقين، وأخبارُ الباقين للآتين، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرهما، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحسابات ولولاه لانقطع أخبارُ بعض الأزمنة عن بعض، وأخبار الغائبين عن أوطانهم، ودَرَسَت العلوم ...»(3) .

* ورُوي عنهعليه‌السلام - موقوفاً عليه - أنّه قال: «إذا كتبتم الحديثَ فاكتُبُوه بإسناده».

وهو الحديث الذي مرّ مرفوعاً مسنداً بطريق أهل البيتعليهم‌السلام .

* ومن حديث أبي بصير - لمّا استخبر الإمام الصادقعليه‌السلام عن أصحاب المهديعليه‌السلام وبلدانهم - فقالعليه‌السلام : «إنّك لا تَحفظُ، فأين صاحبُك الذي كان يكتُبُ

____________________

(1) الكافي 1/42 حديث 10، البحار 2/152 ح 40.

(2) الكافي 1م52، حديث 10.

(3) توحيد المفضّل 79 - 80، بحار الأنوار 3/82.

٣٨٠