ابن تيميه الجزء ٢

ابن تيميه0%

ابن تيميه مؤلف:
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 492

ابن تيميه

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: حبيب طاهر الشمري
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: الصفحات: 492
المشاهدات: 156058
تحميل: 5165


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 492 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156058 / تحميل: 5165
الحجم الحجم الحجم
ابن تيميه

ابن تيميه الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

والمباهلة، وحديث الثقلين وغير ذلك، ثمّ ينفي صحّة ذلك كلّه...

قال: قال الرّافضيّ: لمّا نزل قوله:( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (1) ، خطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الناسُ في غدير خمّ وقال للجمع: يا أيّها الناس ألستُ أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلى ؛ قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذلْ من خذله، فقال عمر: بخٍ بخٍ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة ؛ والمراد بالمولى هنا: الأولى بالتصرّف ؛ لتقدّم التقوى منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بقوله: ألستُ أولى منكم بأنفسكم».

ابن تيميه، قال «والجواب»: هذا كذب! وقوله( بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ ) نزل قبل حجّة الوداع بمدّة طويلة، ويوم الغدير إنّما كان ثامن عشر ذي الحجّة بعد رجوعه من الحجّ... وإنّ آخر المائدة نزولاً قوله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً ) (2) ، وهذه الآية نزلت بعرفة تاسع ذي الحجّة في حجّة الوداع، والنبيّ واقف بعرفة كما ثبت ذلك في الصّحاح والسُّنن...، فمن قال: إنّ المائدة نزل فيها [ منها ] يوم غدير خُمّ فهو كاذب ولم يذكر في حجّة الوداع ذكر إمامة عليّ، بل ولا ذكر عليّاً في شيء من خطبته... عُلم أنّ إمامة عليّ لم تكن من الدّين الذي أُمِر بتبليغه، ولا حديث المؤاخاة وحديث الثقلين ممّا يذكر في إمامته. والذي رواه مسلم بأنّه بغدير خمّ قال: «إنّي تارك فيكم

____________________

(1) المائدة: 67.

(2) المائدة: 3.

٣٤١

الثّقلين: كتاب الله، فذكر كتاب الله وحضّ عليه، ثمّ قال: وعترتي أهل بيتي أذكّركم الله «ثلاثاً»، وهذا ممّا انفرد به مسلم ولم يروه البخاريّ، وقد رواه الترمذيّ وزاد فيه: وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». وقد طعن غير واحد من الحفّاظ في هذه الزيادة... والذين اعتقدوا صحّتها قالوا: إنّما يدلّ على أنّ مجموع العترة الذين هم بنو هاشم لا يتّفقون على ضلالة، وهذا قد قاله طائفة من أهل السنّة... والحديث الذي في مسلم فليس فيه إلاّ الوصيّة باتّباع كتاب الله وهذا أمر قد تقدّمت الوصيّة به في حجّة الوداع قبل ذلك، وهو لم يأمر باتّباع العترة... ؛ لكنّ حديث المؤاخاة قد رواه الترمذيّ، وأحمد في مسنده عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، وأمّا الزيادة وهي قوله: «اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه» إلخ، فلا ريب أنّه كذب، وأمّا قوله «أنت أولى بكلّ مؤمن ومؤمنة» كذب أيضاً.

وأمّا قوله: «مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه» فليس في الصّحاح، لكن هو ممّا رواه العلماء وتنازع الناس في صحّته...، ونُقل عن أحمد بن حنبل أنّه حسّنه كما حسّنه الترمذيّ، وقد صنّف أبو العبّاس بن عقدة مصنّفاً في جميع طرقه، وقال ابن حزم: الذي صحّ من فضائل عليّ فهو قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»، وقوله: «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله»، وعهدهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنّ عليّاً لا يحبّه إلاّ مؤمن، ولا يبغضه إلاّ منافق»، قال: وأمّا «من كنت مولاه فعليّ مولاه» فلا يصحّ من طرق الثقات. ثمّ خاض طويلاً في معنى المولى في الحديث، من ذلك قال: «...، فمعنى كون الله

٣٤٢

وليّ المؤمنين ومولاهم، وكون الرسول وليّهم ومولاهم، وكون عليّ مولاهم ؛ هي ضدّ المعاداة...، وفي الجملة فرق بين الولي والمولى...»(1) .

وكلامه أطول بكثير ممّا ذكرناه، وما أوردناه إنّما للمفردات التي تضمّنها وما يجب من الردّ:

نقضُ النقض: لقد بدأ ابن تيميه ردّه فقال: هذا كذب! وهذا يعني أنّه كذّب الحديث جملةً وتفصيلاً، فلا حادثة ولا حديث، ولا شيء اسمه «غدير خمّ»!!

والغريب منه: أنّه لم يقل فيه ما عهدناه منه في إنكار الحقائق من قوله مثلاً «وهذا كذب بالإجماع» أو «وهذا كذب عند أهل المعرفة بالحديث»...، فلعلّه ممّا استيقنته نفسه وجحد به ظلماً وعلوّاً.

وبعد قوله: «هذا كذب» ذكر أنّ قوله تعالى:( بَلّغْ. .. ) نزل قبل حجّة الوداع، ويوم الغدير كان ثامن عشر ذي الحجّة، وأنّ آخر المائدة نزلت بعرفة تاسع ذي الحجّة... ؛ والحال: أنّ الآيتين نزلنا يوم الغدير ثامن عشر ذي الحجّة، تتمّم إحداهما الأخرى في المطلب، وسنأتي على تفصيل ذلك ومصادره في محلّه.

ثمّ رتّب على ذلك أثراً: «لم يذكر في حجّة الوداع ذكر إمامة عليّ، بل ولا ذكر عليّاً في شيء من خطبته...».

وهذا هو المطلوب في نضاله وعناده، كما هو شأنه في آية الولاية «التصدّق حال الرّكوع» وحديث الطّير، والمباهلة وغيرها ممّا هو ظاهر في إمامة

____________________

(1) منهاج السنّة 4: 84 - 87.

٣٤٣

عليّعليه‌السلام ؛ ويدلّك على ذلك أنه أردف كلامه السابق بقوله: ولا حديث المؤاخاة، وحديث الثّقلين ممّا يذكر في إمامته».

وقبل الانتقال إلى مطلب آخر، ننبّه على أمرين: فهو بعد بدأ كلامه بالحكم على حديث الغدير بالكذب، وجدناه يعترف من حيث لا يشعر ولا يريد بواقعة الغدير ويقرّر أنّها كانت يوم الثامن عشر من ذي الحجّة، مع تلاعبه بألفاظ الحديث... والمسألة الأخرى: نفيه لحديث المؤاخاة، ممّا يعني أهميّة الحديث وعلوّ شأن عليّعليه‌السلام ، ولذا نفاه في أكثر من موضع! وقد تكلّمنا حوله بما يكفي.

والذي يهمّنا التوقّف عنده، أنّه في كلامه حول حديث الغدير، وبعد نفيه حديث المؤاخاة، قال: «لكنّ حديث المؤاخاة قد رواه الترمذيّ، وأحمد في مسنده...».

وقد مرّ بنا كلامه في حديث الثقلين - ضمن حديث الغدير - قال: «والذي رواه مسلم بأنّه بغدير خمّ قال: «إنّي تارك فيكم الثّقلين...» الحديث، قال: وهذا ممّا انفرد به مسلم! ولم يروه البخاريّ.

وهذا هو دأبه، يلوذ بالبخاريّ إذا لم يرو ما رواه مسلم ؛ وإذا لم يكن الحديث عند البخاريّ ومسلم، فهي حجّته البالغة لأنّ أصحاب الصحاح - كذا - لم يذكراه، ولا نزيد هنا شيئاً على ما ذكرناه بشأن الصحيحين وذلك في كلامنا على حديث «ردّ الشمس» وذكرنا هناك الكمّ الهائل من الأحاديث التي استدركت عليهما.

ثمّ عاد فقال: وقد رواه الترمذيّ وزاد فيه:...» وعقّب أنّ بعض الحفّاظ

٣٤٤

طعنوا في هذه الزيادة والذين اعتقدوا صحّتها فسّروها في بني هاشم...».

فائدة: الذي نستفيده من كلامه أنّ الترمذيّ وهو من أصحاب الصّحاح قد ذكر حديث الغدير، وذكر فيه ما زعم ابن تيميه أنّه ممّا انفرد به مسلم! ؛ وأمّا تفسيره للعترة ببني هاشم فهو خطأ متعمّد، ففي (النهاية) لابن الأثير (3: 177، مادّة عتر): «خَلّفت فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي» عترة الرجل: أخصّ أقاربه، وعترة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أهل بيته الأقربون وهم أولادُه وعليّ وأولاده». وتفصيل ذلك في كلامنا حديث الثّقلين، وآية التطهير.

وقوله: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» فليس في الصحاح! لكن هو ممّا رواه العلماء، وتنازع النّاس في صحّته».

وجوابه مختصراً: قد ذكره شيوخ البخاريّ، ومسلم ؛ فهل لنا أن نعرض عن هؤلاء ونتمسّك بالبخاريّ؟

ومَن هم العلماء الذين ذكروه؟ إنّهم ابن أبي شيبة صاحب المصنّف، وأصحاب السّنن والتفاسير، وكتب التاريخ المعتبرة؟ من هم الناس الذين تنازعوا في صحّته؟ وفي أيّ قرن طلّ قرنهم؟ هل نترك العلماء وننعق مع الإمّع؟!

وبعد هذه الفقرة قال: «ونُقل عن أحمد بن حنبل أنّه حسّنه، كما حسّنه الترمذيّ». والأوّل إمام أهل السنّة وأحد أصحاب المسانيد، والثاني أحد أصحاب الصّحاح. ثمّ قال: «وقد صنّف أبو العباس بن عقدة مصنّفاً في جميع طرقه»، والعجب منه أن يذكر ابن عقدة في رتبة أولئك من غير تنقيص! وقد ذكره في حديث ردّ الشمس فضعّفه. وختم بالتفريق بين الوليّ والمولى، ومن ثمّ عدم

٣٤٥

ظهور المولى في الإمامة والخلافة! وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لو أراد ذلك لقال: من كنت واليه فعليّ واليه... وأمّا كون المولى بمعنى الوالي، فهذا باطل وإنّما هي تعني النّصرة التي هي ضدّ المعاداة ولعلّ شيخ الإسلام والإمام المطلق(1) لم يتيسّر له شيء من معاجم اللغة يستعين به لمعرفة معنى الوليّ، والمولى؛ ولعلّ ابن تيميه ليس عربيّاً أصالةً،(2) فقد وجدناه يقول في منهاج سنّته: الرافضيّ حمار وإذا قيل: مَن أحمرُ الناس؟ لقيل الرافضيّ!! وقوله هذا توكيد لما قيل في أصله.

وإلاّ متى كانت الأجناس موضعاً لصيغة المبالغة؟ فلو صح هذا الاستعمال ح جاز لنا أن نقول: فلان حصان مدينته، بل هو أحصن بلاده! وفلان أفيل من رأيت، وهذا أهرر جماعته...!!

ومن كان هذا شأنه في التّمييز واختيار الكلمات في تسمية الناس، فماذا نرجو أن نجده في عَيْبته بشأن العقيدة ومفرداتها، وفرق الإسلام وكلامها؟!

ولي، ومولى:

في النهاية لابن الأثير: «وقد تكرّر ذكر المولى في الحديث، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة ؛ فهو الربّ، والمالك، والسيّد والمـُنعِم، والمـُعتِق، والنّاصر،

____________________

(1) هكذا سمّاه أتباعه ويعنون به أنّه استقلّ بأفكاره وفتاواه عن أئمّة المذاهب الأخرى وصار له مذهبه الخاص به. أشرنا إلى هذا في المقدّمة.

(2) وقد ذكرنا في ترجمته: انّ أبا زهرة قد ذكر في كتابه «ابن تيميه حياته وعصره»، قال: ابن تيميه لم يكن عربيّاً، ولعلّه كان كرديّاً.

وعن أمّه قال: وهي في الغالب ليست عربيّة. (المصدر 18 و 19).

٣٤٦

والمحبّ، والتّابع، والجار، والحليف، والعقيد، والمـُنعَم عليه...، وأكثرها قد جاءت في الحديث ؛ فيُضاف كلّ واحدٍ إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه.

وكلّ من وَلِيَ أمراً أو قام به فهو مولاه ووليُّه. ومنه الحديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» يُحمَل على أكثر الأسماء المذكورة. قال الشافعيّرضي‌الله‌عنه : يعني بذلك ولاء الإسلام، كقوله تعالى:( ذلِكَ بِأَنّ اللّهَ مَوْلَى الّذِينَ آمَنُوا وَأَنّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى‏ لَهُمْ ) (1) .

وقول عمر لعليّ: «أصبحت مولى كلّ مؤمنٍ»، أي وليّ كلّ مؤمن.

وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعليّ: لستَ مولاي، إنّما مولاي رسول الله ؛ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه»(2) .

الرّاغب: الولاية تولّي الأمر. والوليّ والمولى يستعملان في ذلك، كلّ واحد يقال في معنى الفاعل أي المُوالي، وفي معنى المفعول أي المُوالى.(3)

قال: والمولى يقال للمُعتِقْ والمعُتَقْ والحَليف وابن العمّ والجار، وكلّ من ولي أمر الآخر، فهو وليّه. والموالاةُ بين الشيئين المتابعة.(4)

سبط ابن الجوزيّ: اتّفق علماء السّير على أنّ قصّة الغدير كانت بعد رجوع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجّة، جمع الصحابة وكانوا

____________________

(1) محمّد: 11.

(2) النهاية: ابن الأثير 5: 228.

(3) المفردات: الراغب الأصفهاني 547.

(4) نفسه: 549

٣٤٧

مائة وعشرين ألفاً، وقال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه» الحديث، نصّصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإرشارة.

فأمّا قوله: «من كنت مولاه» فقال علماء العربيّة: لفظة المولى ترد على وجوه «ثمّ ذكر من معاني المولى تسعة، نفى انطباقها على المطلوب في الحديث» وقال: والعاشر بمعنى الأولى، قال الله تعالى:( فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النّارُ هِيَ مَوْلكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (1) أي أولى بكم. والمراد من الحديث: الطّاعة المحضة المخصوصة، فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ؛ ومعناه: من كنت أولى به من نفسه، فعليّ أولى به. وقد صرّح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى ابن سعيد الثقفيّ الأصبهانيّ في كتابه المسمّى مرج البحرين، فإنّه روى هذا الحديث بإسناده إلى مشايخه وقال فيه: فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّعليه‌السلام فقال: «من كنتُ وليّه وأولى به من نفسه فعليّ وليّه»، فعُلم أنّ جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر، ودلّ عليه أيضاً قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» وهذا نصّ صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته. وكذا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وأدِرِ الحقّ معه حيث ما دار، وكيف ما دار» فيه دليل على أنّه ما جرى خلاف بين عليّ وبين أحد من الصحابة، إلاّ والحقّ مع عليّ، وهذا بإجماع الأمّة...(2) .

وهل يُعقل أن يجمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جموعَ الحجّاج القافلين من أداء فريضة الحجّ ليعُلمهم أنّ عليّاً نصيرُ مَن كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصيرَه؟!

____________________

(1) الحديد: 15.

(2) تذكرة الخواصّ، سبط ابن الجوزيّ: 37 - 39.

٣٤٨

ولِمَ عليّ دون غيره من الصّحابة على جلالتهم، أليسوا أنصاراً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

وما معنى قول عمر لعليّ بعد خُطبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «بخ بخ، أصبحتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة» ؛ فعليّ كان للمؤمنين كما كانوا له في النّصرة قبل هذا الموقف، فما معنى الصّيرورة الآن؟!

ومع هذا التلاعب بالألفاظ وصرفها عن معانيها التي استُعملت لها في مثل هذا الموقف، فهو توكيد لواقعة الغدير التي أنكرها أوّل كلامه ؛ فما هي حقيقة يوم الغدير؟

غدير خمّ:

كانت آخر حجّة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سنة (10 هـ) وهي حجّة الوداع إذ لم يلبث بعدها فتوفّي سنة (11 هـ)، ولما قفل راجعاً وبلغ غدير خمّ يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجّة أنزل الله تعالى عليه:( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (1) .

وسببها: أنّ الله تعالى أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن ينصب عليّاًعليه‌السلام وليّاً وخليفةً من بعده، فتخوّف رسول الله أن يطعنوا عليه في ذلك فيقولوا: حابى ابن عمّه! وهم ما زالوا حديثي عهدٍ بالإسلام، وقد اعترض بعضهم فطعنوا في إمارة زيد، واعترضوا على حكم الخَمْرة، وكتابة الكتاب يوم وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى طردهم من رحمة الله تعالى ؛ فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية، وطمأنه أنّ الله سبحانه يعصمه من

____________________

(1) المائدة: 67.

٣٤٩

النّاس، فعندها نادىصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصلاة جامعة، وخطب النبيّ خطبة بالغة ذكر فيها أمر الله تعالى بلزوم عليّ وموالاته، بعد أن ناشد الناس إن كان قد بلّغهم رسالة ربّه وأشهدهم إن كانوا يقرّون أنّه رسول الله، وهم في كلّ ذلك يشهدون ويقرّون ؛ فأخذ بيد عليّ ورفعها وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ من عاداه...».

فأنزل الله عزّ وجلّ:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً ) (1) .

فطلب النبيّ من المسلمين أن يُسلّموا على عليّ بالإمارة وكان من قول عمر بن الخطّاب لعليّ: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

شعرُ حسّان يومَ الغدير:

هزّت واقعة الغدير مشاعر حسّان بن ثابت، فاستأذن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنشد ما سألت به قريحتُه:

يناديهمُ يومَ الغدير نبيّهُمْ

بخُمٍّ، وأسْمعْ بالرسول مُناديا

يقولُ: فمن مولاكُم ووليّكمْ؟

فقالوا ولم يُبْدوا هناك التّعاميا:

إلهُك مولانا، وأنت وليُّنا

ولم تَرَ منّا في الولاية عاصيا

فقال له: قُمْ يا عليُّ فإنّني

رضيتُك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنتُ مولاه فهذا وليُّهُ

وكن للّذي عادى عليّاً مُعاديا

فيا ربّ انصُرْ ناصريه لنصرهمْ

إمامَ هدىً كالبدر يَجلوا الدَّياجيا

____________________

(1) المائدة: 3.

٣٥٠

رواة حديث الغدير:

عليّ بن أبي طالب، فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين ابنا عليّ ابن أبي طالب، عمر بن الخطّاب، عبد الله بن عبّاس، الفضل بن عبّاس، أبو أيّوب الأنصاريّ، زيد بن أرقم، أبو سعيد الخُدْريّ، خُزَيمة بن ثابت ذوالشهادتين، عمّار ابن ياسر، البَراء بن عازب الأوسيّ، أنس بن مالك، قيس بن سعد بن عُبادة، أبو ذرّ جُندَب بن جُنادَة الغِفاريّ، أبو رافع مولى رسول الله، أبو بكر بن أبي قحافة، أبيّ بن كعب، أبو هريرة، عبد الرحمان بن ابي ليلى، حذيفة بن اليمان، حبيب بن بُديَل بن ورقاء الخُزاعيّ، عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ، سعد بن أبي وقّاص، عبد الله بن عمر بن الخطّاب، أسماء بنت عميس الخثعميّة، أمّ سلمة زوجة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عثمان بن عفّان، جابر بن عبد الله الأنصاريّ، جرير بن عبد الله البجليّ، قيس بن ثابت بن شمّاس، أبو الهيثم، مالك بن التّيّهان الخزرجيّ، حُذيفة ابن أسيد الغفاريّ، أبو ليلى الأنصاريّ، زياد بن الحارث الصَدائيّ، أسعد بن زرارة الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو عَمْرةَ بن عمرو بن مِحْصَن الأنصاريّ الخزرجيّ، بُريدة ابن الحُصَيب الأسلميّ، حسّان بن ثابت، جُبَير بن مُطعم بن عديّ القرشيّ النوفليّ، عائشة بنت أبي بكر، سلمان الفارسيّ، سهل بن سعد الأنصاريّ الخزرجيّ الساعديّ، طلحة بن عبيد الله التيميّ - قُتل يوم الجمل - حَبّة بن جُوين البَجلي العُرَنيّ، حُبْشيّ بن جُنادة السلوليّ، زيد بن شراحيل الأنصاريّ، سعيد بن زيد القرشيّ العَدَويّ، أبو الطّفيل عامر بن واثلة اللّيثيّ، ثابت بن وديعة الأنصاريّ الخزرجيّ، أمّ هاني بنت أبي طالب، أبو فضالة الأنصاريّ - أستشهد

٣٥١

يوم صفّين - سَمُرة بن جُندب الفَزاريّ، الزبير بن العوّام، عِمران بن حصين الخزاعيّ، عمرو بن مرّة الجهنيّ، عديّ بن حاتم الطائيّ، عبد الله بن مسعود، سَهْل ابن حُنَيف، عمر بن أبي سَلمة المخزوميّ ربيبُ رسول الله، خويلد بن خالد الهُذليّ الشاعر، أبو زينب بن عوف الأنصاريّ، زيد بن ثابت الأنصاريّ، المقداد ابن عمرو الكِنْديّ، مالك بن الحويرث اللّيثيّ، عبيد بن عازب الأنصاريّ الأوسيّ، كعب بن عجزة الأنصاريّ، يعلى بن مرّة بن وَهْب الثقفيّ، عمرو بن الحمق الخزاعيّ، ناجية بن عمرو الخزاعيّ، نعمان بن عجلان الأنصاريّ، عقبة بن عامر الجهنيّ، عبد الرّحمان بن عوف الزُّهْريّ، أبو برزة الأسلميّ، العبّاس بن عبد المطّلب، عبد الله بن ثابت الأنصاريّ، عمرو بن العاص، عبد الله بن ياميل، جُنْدَع بن عمرو بن مازن، عبد الرّحمان بن عبد ربّ الأنصاريّ، عمارة الأنصاريّ الخزرجيّ، عامر بن ليلى بن ضَمْرة، أبو قُدَامة - أو سهل - بن الحارث الشهيد يوم صفّين...

هذه أمّة من الصّحابة من رواة حديث الغدير أقمناها دليلاً على صحّة الحديث.

ولم تنقطع سلسلة رواته، فقد رواها التابعون، وتابعوا التّابعين... وهكذا لم يخلُ قرن من مؤرّخين وأدباء وشعراء أشادوا وأنشدوا القصيد بيوم عيد الغدير الأغرّ.

فمن مشاهير التّابعين:

حبيب بن أبي ثابت الأسديّ، سعيد بن جُبير، سعيد بن المسيب، سَلَمة بن

٣٥٢

كُهيل الحضرميّ، عبد الرّحمان بن أبي ليلى، محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين، عبد الله بن شريك العامريّ، الضحّاك بن مزاحم الهلاليّ، سهم بن الحصين الأسديّ، عبد الله بن محمّد بن عقيل الهاشميّ، عديّ بن ثابت الأنصاريّ الخطميّ، عطيّة بن سعد بن جنادة، طاووس بن كَيْسان اليماني الجنديّ، سالم بن عمر بن الخطّاب، زيد بن يُثيع، زِرّ بن حُبيش الأسديّ، عبد الحميد بن المنذر بن الجارود العبديّ، عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عبد الله بن زياد الأسديّ، عبد الله ابن أسعد بن زرارة الأنصاريّ، عبد الله بن يعلى بن مرّة الثقفيّ، عمر بن عبد العزيز الخليفة الأمويّ، محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عليّ بن زيد بن جدعان البصريّ، مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، مهاجر بن مسمار الزّهريّ، ميمون البصريّ مولى عبد الرّحمان بن سمرة، المطّلب بن عبد الله بن حنطب القرشيّ المخزوميّ، نذير الضّبيّ الكوفيّ، الحسن بن الحكم النخعيّ الكوفيّ، فِطر بن خليفة المخزوميّ، يحيى بن جَعدة بن هُبَيرة المخزوميّ، عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيميّ، طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيميّ، مِسعَر بن كِدام الهلاليّ الرّواسيّ، مَعمر بن راشد الأزديّ البصريّ، حمّاد بن سَلمة البصريّ، مسلم بن صُبيح الهمْدانيّ الكوفيّ، أبو نُجَيح يَسَار الثّقفيّ، عبدالملك بن مسلم المـُلاّئيّ، يزيد بن أبي زياد الكوفيّ، هاني بن هاني الهمدانيّ الكوفيّ، يزيد بن حيّان التيميّ الكوفيّ، يزيد بن عبد الرّحمان الأوديّ، عمرو بن جَعدة بن هُبَيرة، أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعيّ، عمرو بن ميمون الأوديّ، عبد الرّحمان بن سابط الجُمَحيّ، عبد الله بن عبد الرحمان بن عوف، أصبغ بن نُباتة التميميّ، أبو ليلى

٣٥٣

الكِنْديّ، حُميد الطّويل أبو عبيدة ابن أبي حميد البصريّ، حميد بن عمارة الأنصاريّ، أبو صالح السمّان ذكوان المدنيّ، مولى جُوَيريّة الغطفانيّة، خَيْثمة بن عبد الرّحمان الجُعفيّ، ربيعة الجُرَشيّ، رياح بن الحارث النخعيّ، قَبيصة بن ذُؤَيب، يحيى بن سليم الفزاريّ الواسطيّ، شهر بن حَوْشب، سليمان بن مهران الأعمش.

المصادر:

- وقعة صفّين: نصر بن مزاحم (ت 212 هـ): 186.

- المصنّف: ابن أبي شيبة (ت 235 هـ): 7: 499، 495، 496، 499، 503، 504.

- مسند أحمد بن حنبل (ت 241 هـ): 1: 84 و 119 و 152 و 331 ؛ و 4: 370 ؛ و 5: 347 و 419 ؛ و 5: 366.

- صحيح مسلم بن الحجّاج القُشَيريّ (ت 261 هـ) 2: 325 و 15: 179. - سُنن ابن ماجة (ت 275 هـ): 1: 28.

- سنن الترمذيّ (ت 279 هـ) 2: 298، 5: 297.

- تفسير الحبريّ (ت 286 هـ): 262.

- المعارف: ابن قُتيبة (ت 270 هـ): 291 ؛ والإمامة والسياسة له: 93.

- أنساب الأشراف: البلاذريّ (ت 279 هـ): 2: 108 - 112.

- تفسير العيّاشيّ (ت القرن الثالث الهجريّ) 1: 331 - 334.

٣٥٤

- خصائص النّسائيّ (ت 303 هـ): 7، وغيرها.

- تفسير الطبريّ (ت 310 هـ) 3: 428.

- الكُنى والأسماء: محمّد بن أحمد الدّولابيّ (ت 310 هـ): 1: 349 / 1235؛ و 2: 172 / 1601.

- المعجم الكبير 3: 133؛ 4: 17 و16؛ 5: 193-195 والمعجم الصغير 1: 64-65، كلاهما للطّبرانيّ سليمان بن أحمد اللحميّ (ت 360 هـ).

- الأغانيّ: أبو الفرج الأصفهانيّ (ت 356 هـ): 7: 263 وغيرها.

- العقد الفريد: ابن عبد ربّه الأندلسيّ (ت 328 هـ): 2: 275، 3: 42.

- مروج الذّهب: المسعوديّ (ت 346 هـ): 2: 11.

- مشكل الآثار: أحمد بن محمّد الحنفيّ (ت 321 هـ): 2: 307.

- الكشف والبيان - تفسير الثعلبيّ -: أحمد بن محمّد الثعلبيّ (ت 427 هـ): 4: 92.

- المفردات: الراغب الأصفهاني (ت 425 هـ): 547، 549.

- النهاية: ابن الأثير الجزريّ (ت 606 هـ) 5: 228.

- محاضرات الأدباء: الرّاغب الأصفهانيّ (ت 425 هـ) 4: 463.

- كتاب الولاية: ابن عقدة: 152 و 169 و 173 و 175...

- تفسير فرات الكوفي (القرن الرابع الهجريّ): 38.

- المستدرك على الصّحيحين: الحاكم النيسابوريّ (ت 405 هـ). 3: 109، ومواضع منه كثيرة.

٣٥٥

- أسباب النّزول: الواحديّ النيسابوريّ (ت 468 هـ): 135.

- حلية الأولياء: أبو نعيم الأصبهانيّ (ت 430 هـ): 4: 23، 5: 364، 9: 64.

- تاريخ بغداد: الخطيب البغداديّ (ت 462 هـ): 5: 474، 7: 377، 8: 290، 12: 344، 14: 236.

- الاستيعاب: ابن عبد البرّ القرطبيّ المالكيّ (ت 463 هـ) 3: 36.

- مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب: ابن المغازليّ الشّافعيّ (ت 483 هـ): 16 - 27.

- الأمالي الخميسيّة: المرشد بالله العلويّ الشجريّ (ت 499 هـ): 5: 1، وغيرها.

- شواهد التنزيل: الحاكم الحسكانيّ الحنفيّ (ت 490 هـ): 1: 187 - 193، حديث 243 - 250.

- مصابيح السّنّة: الحسن بن مسعود البغويّ الشّافعيّ (ت 516 هـ): 2: 199، 4: 172.

- المناقب: الموفّق بن أحمد الخوارزميّ الحنفيّ (ت 568 هـ): 154 - 157.

- الشّفا: القاضي عياض اليَحْصُبيّ (ت 544 هـ): 31.

- مناقب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : محمّد بن سليمان الكوفيّ (ت القرن الرابع) 2: 495، 497.

- مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب: أحمد بن موسى بن مردويه الأصفهانيّ

٣٥٦

(ت 410 هـ): 340 حديث 573.

- صفة الصفوة: أبو الفرج ابن الجوزيّ (ت 597 هـ): 1: 121.

- التفسير الكبير (مفاتيح الغيب): الفخر الرازيّ: 3: 636.

- معجم الأدباء: ياقوت الحمويّ 18: 636.

- تذكرة الخواصّ: سبط ابن الجوزيّ الحنبليّ ثمّ الحنفيّ (ت 654 هـ): 35 - 40.

- شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد المعتزليّ 1: 289، 2: 273.

- سعد السعود: عليّ بن موسى الحسنيّ الحسينيّ (ت 664 هـ): 69 - 73.

- خصائص الوحي المبين: 210 ؛ والعمدة في عيون صحاح الأخبار: 152 ؛ كلاهما لابن البِطريق يحيى بن الحسن (ت 600 هـ).

- كفاية الطّالب: الگنجيّ الشّافعيّ (658 هـ): 56 - 62 هـ.

- الرّياض النّضرة: محبّ الدّين الطبريّ: 2: 161، وغيرها.

- ذخائر العقبى، له: 67.

- مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعيّ (ت 571 هـ).

- اختصار ابن منظور (ت 711 هـ): 17: 352 - 359.

- فرائد السّمطين: إبراهيم بن محمّد الجوينيّ الشافعيّ (ت 730 هـ) 1: 171.

- تهذيب الكمال في أسماء الرّجال: يوسف المزّيّ الشافعيّ المذهب السّلفيّ العقيدة (ت 742 هـ): 20: 484، 22: 396 ؛ وأجزاءه الأخرى.

٣٥٧

- التلخيص: الذهبيّ الحنبليّ (ت 748 هـ) هامش المستدرك على الصحيحين للحاكم 3: 109، والموارد الأخرى منه وقد وافقه فيها.

- ميزان الاعتدال: الذهبيّ 1: 115، 2: 303، 3: 224.

- البداية والنّهاية: ابن كثير (ت 774 هـ): 2: 246، 3: 340، 5: 209، 7: 347.

- تفسير الرازيّ النيسابوريّ (روض الجنان) 6: 194.

- مجمع الزّوائد: عليّ بن أبي بكر الهيتميّ (ت 807 هـ) 9: 103، ومواطن أخرى.

- أسنى المطالب في مناقب سيّدنا عليّ بن أبي طالب: محمّد بن محمّد الجزريّ الشافعيّ (ت 833 هـ) 48 - 51.

- تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلانيّ الشافعيّ (ت 852 هـ) 1: 391، 7: 337.

- الإصابة: ابن حجر 2: 509، والصّواعق المحرقة، له: 25 وغيرها.

- مجمع البيان في تفسير القرآن: الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت 548 هـ) 3: 223.

- مقتل الحسين: الموفّق بن أحمد الحنفيّ (ت 568 هـ): 47.

- الفصول المهمّة: ابن الصبّاغ المالكيّ (ت 855 هـ): 25.

- عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ: محمود بن أحمد العينيّ (ت 855 هـ) 8: 584.

٣٥٨

- مطالب السّؤول: ابن طلحة الشّافعيّ: 16، وغيرها.

- كنز العمّال: المتّقي الهنديّ 11: 608 - 610 ومواضع أخرى.

- تاريخ الإسلام: الذهبيّ الحنبليّ (ت 748 هـ) 3: 628.

- كنوز الحقائق: عبد الرؤوف المناويّ الشّافعيّ: 147.

- تاريخ الخلفاء: جلال الدّين السيوطيّ الشافعيّ (ت 910 هـ): 114 وغيرها ؛ والدرّ المنثور، له 2: 259، وغيرها.

- السّيرة الحلبيّة: عليّ بن برهان الدّين الحلبيّ 3: 302.

- شرح المواهب اللّدنيّة: الزرقانيّ المالكيّ 7: 13.

- ينابيع المودّة: القندوزيّ الحنفيّ: 30 - 34.

- نور الأبصار: مؤمن بن حسن الشبلنجيّ (القرن الثالث عشر): 159.

- المناقب الثلاثة: محمّد بن يوسف البلخيّ الشّافعيّ: 19 - 21.

- أسنى المطالب في مناقب سيّدنا عليّ بن أبي طالب: محمّد بن محمّد ابن محمّد الجزريّ الشّافعيّ (ت 833 هـ) 48، 49، 50.

لفظ الحديث:

- ابن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية(1) ووكيع عن الأعمش عن سعيد بن عبيد،

____________________

(1) هو محمّد بن خازم التميميّ السعديّ، أبو معاوية الضّرير، الكوفيّ. ثقة كثير الحديث. عَمِي وهو صغير. أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد رُميَ بالإرجاء. =

٣٥٩

عن ابن بُرَيدة عن أبيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَن كنتُ وليِّه، فعليّ وليُّه».(1)

مرّ بنا أنّ المعاني اللّغويّة لكلمة «وليّ» هي نفسها التي في كلمة «مولى».

والحديث الذي أورده ابن أبي شيبة قد جاء بلفظ «وليّ» ممّأ قطع الطريق على ابن تيميه وتأويلاته البعيدة عن القصد في معنى كلمة «مولى» وماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال؟!

- وابن أبي شيبة أيضاً: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن عديّ بن ثابت عن البراء - بن عازب - قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر، قال: فنزلنا بغدير خمّ قال: فنودي الصلاة جامعة، وكُسِحَ لرسول الله تحت شجرة فصلّى الظهر فأخذ بيد عليّ فقال: «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟! قالوا: بلى، قال ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟! قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد عليّ فقال: اللّهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه». قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً

____________________

= حدّث عنه أحمد وإسحاق وابن المديني ويحيى بن معين وأبو خيثمة... وروى عنه من شيوخه الأعمش وابن جريج.

تاريخ البخاري الكبير 3: 2 / 248، وتاريخ بغداد 3: 242، تاريخ الثقات للعجليّ 403 / 1450، الطبقات الكبرى 6: 364 / 2720 ؛ وذكر الدوري: قلت ليحيى بن معين: أيّما أعجب إليك في الأعمش: عيسى بن يونس أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية؟ فقال أبو معاوية. (تاريخ ابن معين 1: 198 / 1271).

توفّي أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة.

(1) المصنّف: ابن أبي شيبة (ت 235 هـ) 7: 235 هـ) 7: 494، فضائل عليّ، حديث 2.

٣٦٠