ارشاد القلوب الجزء ١

ارشاد القلوب0%

ارشاد القلوب مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: كتب الأخلاق
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381

ارشاد القلوب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381
المشاهدات: 84166
تحميل: 18566


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 381 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 84166 / تحميل: 18566
الحجم الحجم الحجم
ارشاد القلوب

ارشاد القلوب الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الباب الثالث والثلاثون : في الخشوع لله سبحانه والتذلّل له

قال الله تعالى :( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) (١) ، ثم فسّرهم سبحانه بتمام الآية في سورة المؤمنين .

فنقول : الخشوع الخوف الدائم اللازم للقلب ، وهو أيضاً قيام العبد بين يدي الله تعالى بهمّ مجموع ، وقلب مروع ، وروي أنّه من خشع قلبه لم يقربه الشيطان ، ومن علاماته غضّ العيون ، وقطع علائق الشؤون .

والخاشع من خمدت نيران شهوته ، وسكن دخان أمله ، وأشرق نور عظمة الله في قلبه ، فمات أمله ، وواجه أجله ، فحينئذ خشعت جوارحه ، وسالت عبرته ، وعظمت حسرته ، والخشوع أيضاً يذلّل البدن والقلب لعلاّم الغيوب ، قال الله تعالى :( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) (٢) ، يعني المتواضعين الخاشعين .

____________

(١) المؤمنون : ٢ـ١ .

(٢) الفرقان : ٦٣ .

٢٢١

وروي أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى رجلاً يعبث في صلاته بلحيته فقال :لو خشع قلبه لخشعت جوارحه (١) .

دلّ هذا الحديث على أنّ الخشوع من أفعال القلب ، تظهر آثاره على الجوارح ، وهو أيضاً ذبول القلوب عند استحضار عظمة الله تعالى ، وهو من مقدمات الهيبة ، ولا ينبغي للمرء أن يظهر من الخشوع فوق ما في قلبه ، ومن الخشوع التذلّل لله تعالى بالسجود على التراب ، وكان الصادقعليه‌السلام لا يسجد إلاّ على تراب من تربة الحسينعليه‌السلام تذلّلاً لله تعالى واستكانة إليه(٢) .

وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرقع ثوبه ، ويخصف نعله ، ويحلب شاته ، ويأكل مع العبيد ، ويجلس على الأرض ، ويركب الحمار ويردف ، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجة من السوق إلى أهله ، ويصافح الغني والفقير ، ولا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها هو ، ويسلّم على مَن استقبله من كبير وصغير وغني وفقير ، ولا يحقر ما دُعي إليه ولو إلى حشف التمر .

وكان خفيف المؤنة ، كريم الطبيعة ، جميل المعاشرة ، طلق الوجه ، بسّاماً(٣) من غير ضحك ، محزوناً من غير عبوس ، متواضعاً من غير ذلّة ، جواداً من غير سرف ، رقيق القلب ، رحيم بكل مسلم ، ولم يتجشّأ من شبع قط ، ولم يمد يده إلى طمع ، وكفاه مدحاً قوله تعالى :( وإنّك لعلى خلقٍ عظيم ) (٤) .

وأوحى الله إلى موسىعليه‌السلام :أتدري لم ناجيتك وبعثتك إلى خلقي ؟ قال : لا يا رب ، قال : لأنّي قلّبت عبادي واختبرتهم فلم أر أذلّ لي قلباً منك ،

____________

(١) راجع البحار ٨٤ : ٢٦٦ ح٦٧ ، عن دعائم الإسلام ، كنز العمال ٣ : ١٤٤ ح٥٨٩١ .

(٢) عنه البحار ٨٥ : ١٥٨ ح ٢٥ .

(٣) في ( ج ) : بشاشاً .

(٤) القلم : ٤ .

٢٢٢

فأحببت أن أرفعك من بين خلقي ، لأنّي عند المنكسرة قلوبهم (١) .

وينبغي للعاقل أن لا يرى لنفسه على أحد فضلاً ، والعز في التواضع والتقوى ، ومن طلبه في الكبر لم يجده وروي أنّ ملكي العبد الموكلين به إن تواضع رفعاه ، وإن تكبّر وضعاه(٢) والشرف في التواضع والعز في التقوى ، والغنا في القناعة ، وأحسن ما كان التواضع في الملوك والأغنياء ، وأقبح ما كان التكبر في الفقراء .

وقد أمر الله تعالى نبيّه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالعفو عن الناس ، والاستغفار لهم والتواضع ، بقوله تعالى :( ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم ) (٣) .

وأوحى الله تعالى إلى موسىعليه‌السلام :يا موسى ذكّر خلقي نعمائي ، وأحسن إليهم وحبّبني إليهم ، فإنّهم لا يحبّون إلاّ مَن أحسن إليهم .

____________

(١) الكافي ٢ : ١٢٣ ح ٧ ، عنه البحار ٧٥ : ١٢٩ ح ٢٩ باختلاف .

(٢) الكافي ٢ : ١٢٢ ح ٢ .

(٣) آل عمران : ١٥٩ .

٢٢٣

الباب الرابع والثلاثون : في ذمّ الغيبة والنميمة وعقابها وحسن كظم الغيظ(١)

قال الله تعالى :( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) (٢) ، فقد بالغ سبحانه في النهي عن الغيبة ، وجعلها شبه الميتة المحرّمة من لحم الآدميين .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :يأتي الرجل يوم القيامة وقد عمل الحسنات ، فلا يرى في صحيفته من حسناته شيئاً ، فيقول : أين حسناتي التي عملتها في دار الدنيا ؟ فيقال له : ذهبت باغتيابك الناس فهي لهم عوض اغتيابهم (٣) .

وأوحى الله إلى موسىعليه‌السلام :مَن مات تائباً من الغيبة فهو آخر مَن يدخل الجنّة ، ومَن مات مصرّاً عليها فهو أوّل مَن يدخل النار (٤) .

وروي أنّه َمن اغتيب غفرت نصف ذنوبه وروي أنّ الرجل يعطى كتابه

____________

(١) قوله ( النميمة وعقابها وحسن كظم الغيظ ) أثبتناه من ( ب ) و ( ج ) .

(٢) الحجرات : ١٢ .

(٣) عنه معالم الزلفى : ٣٢١ ، ونحوه في كنز العمال ٣ : ٥٩٠ ح ٨٠٤٧ .

(٤) عنه معالم الزلفى : ٣٢١ ، وفي مجموعة ورام ١ : ١١٦ .

٢٢٤

فيرى فيه حسنات لم يكن يعرفها ، فيقال : هذه بما اغتابك الناس(١) .

وقال بعضهم : لو اغتبت أحداً لم أكن لأغتاب إلاّ ولدي ، لأنّهم أحق بحسناتي من الغريب .

وبلغ الحسن البصري أنّ رجلاً اغتابه فأنفذ إليه بهدية ، فقال له : والله ما لي عندك يد ، فقال : بلى بلغني أنّك تهدي لي حسناتك فأحببت أن أُكافيك ، ومَن اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره فقد خان الله ورسوله .

وقال : إذا لم تنفع أخاك المؤمن فلا تضرّه ، وإذا لم تسرّه فلا تغمّه ، وإذا لم تدرجه بمدحة(٢) فلا تذمّه .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا يغتب بعضكم بعضاً ، وكونوا عباد الله إخواناً (٣) .

وقالعليه‌السلام :إيّاكم والغيبة ، فإنّها أشد من الزنا ؛ لأنّ الرجل يزني فيتوب فيتوب الله عليه ، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر له إلاّ إذا غفرها صاحبها (٤) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مررت ليلة أُسري بي إلى السماء على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم ، فسألت جبرئيل عليه‌السلام عنهم فقال : هؤلاء الذين يغتابون الناس (٥) .

وخطبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكر الربا وعظم خطره ، وقال :الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم من سبعين زنية بذات محرم ، وأعظم من ذلك عرض المسلم (٦) .

____________

(١) راجع كنز العمّال ٣ : ٥٩٠ ح ٨٠٤٦ نحوه .

(٢) في ( ب ) و ( ج ) : إذا لم تمدحه .

(٣) مجموعة ورام ١ : ١١٥ .

(٤) مجموعة ورام ١ : ١١٥ ، الترغيب ٣ : ٥١١ .

(٥) مجموعة ورام ١ : ١١٥ .

(٦) مجموعة ورام ١ : ١١٦ .

٢٢٥

وروي في تفسير قوله تعالى :( ويل لكلّ همزةٍ لمزة ) (١) أنّ الهمزة الطعن في الناس ، واللمزة أكل لحومهم ، وينبغي لمن أراد ذكر عيوب غيره أن يذكر عيوب نفسه فيقلع عنها ويستغفر منها ، وعليكم بذكر الله فإنّه شفاء ، وإيّاكم وذكر الناس فإنّه داء .

ومرّ عيسىعليه‌السلام ومعه الحواريّون بكلب جائف ، قالوا : ما أجيفه ، فقال : ما هو ، ما أبيض أسنانه(٢) ، يعني ما عوّد لسانه إلاّ على الخير .

والغيبة هو أن تذكر أخاك بما يكرهه لو سمعه ، سواء ذكرت نقصاناً في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو دينه أو دنياه حتّى في ثوبه ، وقالعليه‌السلام : حد الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه ، فإن قلت ما ليس فيه فذاك بهتان ، والحاضر في الغيبة ولم ينكرها شريك فيها ، ومَن أنكرها كان مغفوراً له .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن ردّ عن عرض أخيه كان حقّاً على الله أن يعتقه من النار(٣) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبى لمَن شغله عيبه عن عيوب الناس(٤) ومنشأ الغيبة في الصدور الحسد والغضب ، فإذا نفاهما الرجل عن نفسه قَلَّتْ غيبته للناس .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ للنّار باباً لا يدخله إلاّ مَن شفى غيظه (٥) .

وقال :مَن كظم غيظه وهو يقدر على إمضائه خيّره الله في أيّ الحور العين شاء أخذ منهنّ (٦) .

____________

(١) الهمزة : ١ .

(٢) مجموعة ورام ١ : ١١٧ .

(٣) مجموعة ورام ١ : ١١٩ .

(٤) مجموعة ورام ١ : ١٢٠ .

(٥) مجموعة ورام ١ : ١٢١ .

(٦) مجموعة ورام ١ : ١٢١ .

٢٢٦

وفي بعض الكتب المنزلة : ابن آدم اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي ، فلا أمحقك مع مَن امحقه(١) .

وللعاقل شغل فيما خلق له عن نفسه وماله وولده ، فكيف عن أعراض الناس ؟! وإذا كان اشتغال الإنسان بغير ذكر الله خسارة فكيف بالغيبة ؟! .

وقالعليه‌السلام :وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم (٢) .

وكفى بذلك قوله تعالى :( لا خير في كثير من نجواهم إلاّ مَن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) (٣) ، فنفى الخير في المنطق(٤) إلاّ في هذه الأُمور الثلاثة ، فسبحانه ما أنصحه لعباده وأشفقه عليهم وأحبّه لهم لو كانوا يعلمون .

وأمّا النميمة فإنّها أعظم ذنباً وأكبر وزراً ؛ لأنّ النمّام يغتاب وينقلها إلى غيره فيغويه بأذى من ينقلها عنه ، والنمّام يثير الشرّ ويدلّ عليه ، ولقد سدّ الله تعالى باب النميمة ومنع من قبولها بقوله :( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) (٥) ، وسمّى النمام فاسقاً ونهى عن قبول قوله إلاّ بعد البيان والبيّنة أو الإقرار ، وسمّى العامل بقوله جاهلاً .

وقال رجل لعلي بن الحسينعليهما‌السلام : إنّ فلاناً يقول فيك ويقول ، فقال له :والله ما حفظت حق أخيك إذ خنته وقد استأمنك ، ولا حفظت حرمتنا إذ سمعتنا ما لم يكن لنا حاجة بسماعه ، أما علمت أنّ نَقَلَةَ النميمة هم كلاب النار ، قل لأخيك : إنّ الموت يعمّنا ، والقبر يضمّنا ، والقيامة موعدنا ، والله يحكم بيننا (٦) .

____________

(١) مجموعة ورام ١ : ١٢١ ، وأورده في أعلام الدين : ١٨٤ .

(٢) الكافي ٢ : ١١٥ ح ١٤ ، عنه البحار ٧١ : ٣٠٣ ح ٧٨ .

(٣) النساء : ١١٤ .

(٤) في ( ج ) : النطق .

(٥) الحجرات : ٦ .

(٦) راجع الاحتجاج ٢ : ١٤٥ ، عنه البحار ٧٥ : ٢٤٦ ح ٨ باختلاف .

٢٢٧

وكتب رجل من عمّال المأمون يقول له : إنّ فلاناً العامل مات وخلف مائة ألف دينار وليس له إلاّ ولد صغير ، فإن أذن مولانا في قبض المال ، وإجراء ما يحتاج الصغير إليه قبضناه ، فإنّما احتقب هذا المال من أموالك ، فكتب إليه المأمون : المال نماه الله ، والولد حبرة(١) الله ، والساعي عليه لعنة الله .

____________

(١) لعلّه من الحَبرة بمعنى النعمة التامة ، كما في لسان العرب .

٢٢٨

الباب الخامس والثلاثون : في القناعة ومصالحها(١)

جاء في تفسير قوله تعالى :( فلنحيينّه حياة طيّبة ) (٢) قال : يعطيه القناعة(٣) .

وجاء في تفسير قوله تعالى حكاية عن سليمان :( ربّ اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ) (٤) قال : القناعة في بعض الوجوه ؛ لأنّه كان يجلس مع المساكين ويقول : مسكيناً مع المساكين .

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :القناعة كنز لا يفنى (٥) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبعض أصحابه :كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن قنعاً تكن أشكر الناس ، وحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً ،

____________

(١) قوله ( مصالحه ) أثبتناه من ( ب ) .

(٢) النحل : ٩٧ .

(٣) نهج البلاغة : قصار الحكم ٢٢٩ .

(٤) ص : ٣٥ .

(٥) راجع كنز العمال ٣ : ٣٨٩ ح ٧٠٨٠ ، وفيه : مال لا ينفد .

٢٢٩

وأحسن مجاورة مَن جاورك تكن مسلماً ، واقلل من الضحك فإنّ كثرة الضحك تميت القلب (١) .

والناس أموات إلاّ مَن أحياه الله بالقناعة ، وما سكنت القناعة إلاّ قلب من استراح ، والقناعة ملك لا يسكن إلاّ قلب مؤمن ، والرضى بالقناعة رأس الزهد ، ومعناها السكون عند عدم المشتهيات ، والرضى بقليل الأقوات ، وترك التأسّف على ما فات .

وجاء في تأويل قوله تعالى :( ليرزقنّهم الله رزقاً حسناً ) (٢) قال : القناعة ؛ لأنّ القناعة رضى النفس بما حضر من الرزق وإن كان قليلاً ، وقال بعضهم : إنّ الغنى والعز خرجا يجولان فوجدا القناعة فاستقرّا .

وروي أنّ علياًعليه‌السلام اجتاز بقصاب ومعه لحم سمين ، فقال : يا أمير المؤمنين هذا اللحم سمين اشتر منه ، فقال :ليس الثمن حاضراً ، فقال : أنا أصبر يا أمير المؤمنين ، فقال له :أنا أصبر عن اللحم .

وانّ الله سبحانه وضع خمسة في خمسة :

العز في الطاعة ، والذل في المعصية ، والحكمة في خلوّ البطن ، والهيبة في صلاة الليل ، والغنى في القناعة .

وفي الزبور : القانع غني ولو جاع وعرى ، ومن قنع استراح من أهل زمانه ، واستطال على أقرانه .

وجاء في قوله تعالى :( فكّ رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) (٣) قال : فكّها من الحرص والطمع ، ومَن قنع فقد اختار العز على الذل ، والراحة على التعب .

____________

(١) الترغيب والترهيب ٢ : ٥٦٠ ح١٣ ، وقطعة منه في مجموعة ورام ١ : ١٦٣ .

(٢) الحج : ٥٨ .

(٣) البلد : ١٣ ـ ١٤ .

٢٣٠

 [ حكاية داود مع متى ] (١)

قيل : إنّ داودعليه‌السلام قال : رب أخبرني بقريني في الجنّة في قصري ، فأوحى الله إليه أنّ ذلك متّى أبو يونس ، فاستأذن الله تعالى في زيارته فأذن له ، فأخذ بيد ولده سليمانعليهما‌السلام حتّى أتيا موضعه ، فإذا هما ببيت من سعف ، فسألا عنه فقيل : إنّه في الحطّابين يقطع(٢) الحطب ويبيعه .

فجلسا ينتظرانه إذ أقبل وعلى رأسه حزمة حطب ، فألقاها عنه ثم حمد الله وقال : من يشتري منّي طيّباً بطيّب ، فساومه واحد واشتراه آخر ، فدنيا منه وسلّما عليه ، فقال : انطلقا بنا إلى المنزل ، وابتاع بما كان معه طعاماً ، ثم وضعه بين حجرين قد أعدهما لذلك ، وطحنه ثم عجنه في نقير له ، ثم أجّج ناراً وأوقدها بالحطب ، ثم وضع العجين عليها ، ثم جلس يحدث(٣) معهم هنيئة .

ثم نهض وقد نضجت خبزته ، فوضعها في النقير وفلقها ، ووضع عليها ملحاً ووضع إلى جانبه مطهرة فيها ماء ، وجلس على ركبتيه وأخذ لقمة وكسرها ووضعها في فيه وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، فلمّا ازدردها قال : الحمد لله رب العالمين .

ثم فعل ذلك بأخرى وأخرى ، ثم أخذ الماء فشرب منه وحمد الله تعالى وقال : لك الحمد يا رب ، من ذا الذي أنعمت عليه وأوليته مثل ما أوليتني ، إذ أصححت بدني وسمعي وبصري وجوارحي ، وقوّيتني حتّى ذهبت إلى شجر لم أغرسه بيدي ، ولا زرعته بقوّتي ، ولم أهتمّ بحفظه ، فجعلته لي رزقاً ، وأعنتني على قطعه وحمله ، وسقت لي مَن اشتراه منّي ، واشتريت بثمنه طعاماً لم أزرعه ولم أتعنّى(٤) فيه ،

____________

(١) أثبتناه من ( ب ) .

(٢) في ( ب ) : يقلع .

(٣) في ( ب ) و ( ج ) : يتحدث .

(٤) في ( ج ) : أتعب .

٢٣١

وسخّرت لي حجراً طحنته وناراً نضجته ، وجعلت لي شهوة قابلة لذلك فصرت آكله بشهوة وأقوى بذلك على طاعتك ، فلك الحمد حتّى ترضى وبعد الرضا .

ثم بكى بكاءً عالياً ، فقال داودعليه‌السلام لابنه سليمان : يا بني يحق لمثل هذا العبد الشاكر أن يكون صاحب المنزلة الكبرى في الجنّة ، فلم أر عبداً أشكر من هذا(١) .

____________

(١) مجموعة ورام ١ : ١٨و١٩ ، عنه البحار ١٤ : ٤٠٢ ح ١٦ .

٢٣٢

الباب السادس والثلاثون : في التوكّل على الله تعالى

قال الله تعالى :( وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين ) (١) .

وقال :( وعلى الله فليتوكّل المتوكّلون ) (٢) .

وقال :( ومَن يتوكّل على الله فهو حسبه ) (٣) .

وقال :( إنّ الله يحب المتوكّلين ) (٤) .

فأعظم مقام موسوم بعظمة الله وبمحبة الله المتوكّل عليه ؛ لأنّه مضمون بكفاية الله ، لأنّ من يكن الله حسبه وكافيه ومحبه ومراعيه فقد فاز فوزاً عظيماً ، وقد قال :( أليس الله بكافٍ عبده ) (٥) ، فطالب الكفاية بغيره غير طالب التوكّل ، ومكذّب بالآية .

____________

(١) المائدة : ٢٣ .

(٢) إبراهيم : ١٢ .

(٣) الطلاق : ٣ .

(٤) آل عمران : ١٥٩ .

(٥) الزمر : ٣٦ .

٢٣٣

قال :( ومَن يتوكّل على الله فهو حسبه ) (١) .

وقال :( ومَن يتوكّل على الله فإنّ الله عزيز حكيم ) (٢) ، أيْ عزيز لا يذل من استجار به ، ولا يضيع من لجأ إليه ، حكيم لا يقصر عن تدبير من اعتصم به .

وعيّر من لجأ إلى غيره فقال :( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ) (٣) ، يعني عاجزون عن حوائجكم ، أنتم وهم محتاجون إلى الله تعالى فهو أحق أن تدعوه ، وكلّما ذكر سبحانه من التوكّل عليه عنى به قطع الملاحظة إلى خلقه والانقطاع إليه .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لو أنّ العبد يتوكّل على الله حق توكّله لجعله كالطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ، ومن انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤونة ، ومن انقطع إلى الدنيا وكّله الله إليها ، ومَن أراد أن يرزقه الله من حيث لا يحتسب فليتوكل على الله (٤) .

وأوحى الله إلى داود :ما من عبد يعتصم بي دون خلقي وتكيده السماوات (٥) والأرض إلاّ جعلت له مخرجاً (٦) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :أيّها الناس لا يشغلكم المضمون من الرزق عن المفروض عليكم من العمل ، والمتوكّل لا يسأل ولا يرد ولا يمسك شيئاً خوف الفقر .

وينبغي لمَن أراد سلوك طريق التوكّل أن يجعل نفسه بين يدي الله تعالى فيما يجري عليه من الأمور كالميت بين يدي الغاسل يقلّبه كيف يشاء ، كما قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

____________

(١) الطلاق : ٣ .

(٢) الأنفال : ٤٩ .

(٣) الأعراف : ١٩٤ .

(٤) مجموعة ورام ١ ٢٢٢ نحوه .

(٥) في ( ج ) : أهل السماوات .

(٦) مجموعة ورام ١ : ٢٢٢ .

٢٣٤

:عجبت للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلاّ كان خيراً له ، ويعني بذلك أنّه يرضى بقضاء الله له ، سواء كان شدّة أو رخاء .

والتوكّل هو الاعتصام بالله كما قال جبرئيلعليه‌السلام لإبراهيمعليه‌السلام وهو في كفّة المنجنيق : ألك حاجة يا خليل الله ؟ فقال : إليك لا ، اعتماداً على الله ووثوقاً به في النجاة ، فجعل الله تعالى عليه النار برداً وسلاماً ، وأرضها وروداً وثماراً ، ومدحه الله فقال :( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) (١) وما استوى حاله وحال يوسف في قوله للّذي معه في السجن :( اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربّه فلبث في السجن بضع سنين ) (٢) .

وقال لي رجل : من أين مؤنتك ؟ فقلت :( ولله خزائن السماوات والأرض ولكنّ المنافقين لا يفقهون ) (٣) .

ورأى بعضهم شيخاً(٤) في البريّة يعبد الله تعالى فقال : من أين قوتك ؟ فقال : من تدبير العزيز العليم ، ثم أومئ إلى أسنانه وقال : الذي خلق الرحى هو يأتيها بالهشل(٥) ، يعني الحب .

واعلموا أنّ التوكّل محلّه القلب ، والحركة في الطلب لا تنافي التوكل ؛ لأنّ الله تعالى أمر بها بقوله :( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) (٦) ، ولمّا دخل الأعرابي إلى مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :أعقلت ناقتك ؟ قال : لا قد توكّلت [على الله](٧) ، فقال :أعقلها وتوكل .

____________

(١) النجم : ٣٧ .

(٢) النجم : ٣٧ .

(٣) المنافقون : ٧ .

(٤) في ( ج ) : شخصاً .

(٥) في ( ب ) : بالعلس .

(٦) الملك : ١٥ .

(٧) أثبتناه من ( ج ) .

٢٣٥

وقال الله تعالى له ولأصحابه :( خذوا حذركم ) (١) يعني رسول الله وأصحابه .

ومن الكذب أن يقول الرجل : توكلت على الله وفي قلبه غيره ، أو يكون غير راض بصنعه إليه ؛ لأنّ التوكل الاستسلام إلى الله والانقطاع إليه دون خلقه ، فحقيقته الاكتفاء بالله تعالى والاعتماد عليه .

فللمتوكّل(٢) ثلاث درجات : الانقطاع إلى الله ، والتسليم إليه ، والرضى بقضائه ، فهو يسكن إلى وعده ، ويكتفي بتدبيره ، ويرضى بحكمه .

وقيل لبعضهم : لِمَ تركت التجارة ؟ فقال : وجدت الكفيل ثقة .

وروي أنّ الله تعالى يقول :من اعتصم بي دون خلقي ضمنت السماوات والأرض رزقه ، فإن دعاني أجبته ، وإن استعطاني أعطيته ، وإن استكفاني كفيته ، ومن اعتصم بمخلوق دوني قطعت أبواب (٣) السماوات والأرض دونه ، إن دعاني لم أجبه ، وإن سألني لم أعطه ، وإن استكفاني لم أكفه .

وقال محمد بن عجلان : نَزَلَت بي فاقة عظيمة ، ولزمني دين لغريم ملح وليس لمضيقي صديق ، فوجهت(٤) فيه إلى الحسن بن زيد ـ وكان أمير المدينة ـ لمعرفة كانت بيني وبينه ، فلقيني في طريقي محمد بن عبد الله بن الباقرعليه‌السلام ، فقال :قد بلغني ما أنت فيه من الضيق فمن أملت لمضيقك ؟

قلت : الحسن بن زيد ، فقال :إذن لا تقضى حاجتك ، فعليك بمَن هو أقدر الأقدرين وأكرم الأكرمين ، فإنّي سمعت عمّي جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول : أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه :

____________

(١) النساء : ٧١ .

(٢) في ( ب ) : فللتوكل .

(٣) في ( ب ) و ( ج ) : أسباب .

(٤) في ( ج ) : فتوجهت .

٢٣٦

( وعزّتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لأقطعنّ أمل كل مؤمّل غيري باليأس ، ولأكسونّه ثوب المذلّة في الناس ، ولابعدنّه من فرجي (١) وفضلي ، أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي ، ويرجو سواي وأنا الغني الجواد ، أبواب الحوائج عندي ، وبيدي مفاتيحها وهي مغلقة ، فما لي أرى عبدي معرضاً عنّي وقد غطّيته بجودي وكرمي ما لم يسألني ، فأعرض عنّي وسأل في حوائجه غيري ، وأنا الله لا اله إلاّ أنا ، أبتدئ بالعطيّة من غير مسألة ، أفأُسأل فلا أجود ؟! كلا ، أليس الجود والكرم لي ؟ أليس الدنيا والآخرة بيدي ؟ فلو أنّ كل واحد من أهل السماوات والأرض سألني مثل ملك السماوات والأرض فأعطيته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة ، فيا بؤساً لمَن أعرض عنّي ، وسأل في حوائجه وشدائده غيري ) .

قال : فقلت له : أعد علىّ هذا الكلام ، فعاد ثلاث مرّات فحفظته وقلت في نفسي : لا والله لا أسأل أحداً حاجة ، ثم لزمت بيتي فما لبثت أيّاماً إلاّ وأتاني الله برزق ، قضيت منه ديني ، وأصلحت به أمر عيالي ، والحمد لله ربّ العالمين(٢) .

____________

(١) في ( ب ) : روحي .

(٢) راجع أمالي الطوسي : ٥٨٤ ح١٣ مجلس : ٢٤ ، عنه البحار ٧١ : ١٥٤ ح ٦٧ ، ونحوه مجموعة ورام ٢ : ٧٣ .

٢٣٧

الباب السابع والثلاثون : في الشكر وفضل الشاكرين

قال الله تعالى :( واشكروا لي ولا تكفرون ) (١) .

وقال الله سبحانه :( لئن شكرتم لأزيدنّكم ) (٢) .

وقال :( ومَن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومَن كفر فإنّ الله غني حميد ) (٣) ، يريد به الجحود لنعمته ، وحقيقة الشكر الاعتراف بنعمة المنعم .

وأوحى الله إلى داودعليه‌السلام :اشكرني حق شكري ، فقال : الهي كيف أشكرك حق شكرك ، وشكري اياك نعمة منك؟! فقال : الآن شكرتني حق شكري (٤) .

وقال داود :يا رب وكيف كان آدم يشكرك حق شكرك ، وقد جعلته أبا أنبيائك وصفوتك ، وأسجدت له ملائكتك ؟! فقال :إنّه اعترف أنّ ذلك من عندي

____________

(١) البقرة : ١٥٢ .

(٢) إبراهيم : ٧ .

(٣) لقمان : ١٢ .

(٤) عنه البحار ١٤ : ٤٠ ح ٢٥ .

٢٣٨

فكان اعترافه بذلك حق شكري (١) .

وينبغي للعبد أن يشكر على البلاء كما يشكر على الرخاء ، وروي أنّ الله سبحانه قال :يا داود إنّي خلقت الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ، وجعلت سقوفها الزمرد ، وطليها (٢) الياقوت ، وترابها المسك الأذفر ، وأحجارها الدر واللؤلؤ ، وسكّانها الحور العين ، أتدري يا داود لمن أعددت هذا ؟ قال : لا وعزتك يا الهي ، فقال : هذا أعددته لقوم كانوا يعدّون البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة (٣) .

ولا شك أنّ البلاء من الأمراض وغيرها يوجب العوض على الألم والثواب على الصبر عليه ، ويكفّر السيئات ، ويذكر بالنعمة أيّام الصحّة ، ويحث على التوبة والصدقة ، وهو اختيار الله تعالى للعبد ، وقد قال سبحانه :( ويختار ما كان لهم الخيرة ) (٤) .

عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال :مثل المؤمن مثل كفتي الميزان ، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه ليلقى الله عزّ وجل ولا خطيئة له (٥) .

والنعم قد تكون استدراجاً فتكون أعظم المصائب ، وإن لم تكن استدراجاً فإنها توجب الشكر ، والشكر أيضاً نعمة توجب الاعتراف بالتقصير ، ولا شك أنّ زيادة النعم وكثرتها ملهية عن الله تعالى ، ولهذا اختار لأوليائه وعباده الصالحين الفقر ، وحبس الدنيا عنهم لأنّه قال في بعض وحيه :

( وعزّتي وجلالي لولا حيائي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يواري بها جسده ، وإنّي إذا أكملت إيمان عبدي المؤمن أبليته بفقر الدنيا في ماله أو مرض في

____________

(١) عنه البحار ١٤ : ٤٠ ح ٢٥ .

(٢) في ( ج ) : طينها .

(٣) عنه معالم الزلفى : ٤٣٣ .

(٤) القصص : ٦٨ .

(٥) أمالي الطوسي : ٦٣١ ح١ مجلس : ٢٥ ، عنه البحار ٦٧ : ٢٤٣ ح ٨٢ .

٢٣٩

بدنه ، فإن هو جزع أضعفت ذلك عليه ، وإن هو صبر باهيت به ملائكتي ) .

وتمام [هذا](١) الحديث :( إنّي جعلت علياً علماً للإيمان ، فمَن أحبّه واتبعه كان هادياً ، ومَن تركه وأبغضه كان ضالاً ، وأنّه لا يحبه إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ منافق ) (٢) .

ومَن شكر النعمة أن لا يتقوى به أحد على معصية الله تعالى ، وشكر العوام على المطعم والملبس ، وشكر الخواص على ما يختاره سبحانه من بأساء وضرّاء ومنع(٣) غيره .

وروي أنّ الصادقعليه‌السلام قال لشقيق :كيف أنتم في بلادكم ؟ فقال : بخير يا ابن رسول الله ، إن أعطينا شكرنا ، وإن مُنعنا صبرنا ، فقال له : هكذا كلاب حجازنا يا شقيق ، فقال له : كيف أقول : فقال له : هلا كنتم إذا أعطيتم آثرتم ، وإذا مُنعتم شكرتم وهذه درجته ودرجة آبائهعليهم‌السلام .

وروي أنّ سبب رفع إدريس إلى السماء أنّ ملكاً بشّره بالقبول والمغفرة فتمنّى الحياة ، فقال له الملك : لم تمنّيت الحياة ؟ قال : لأشكر الله تعالى ، فقد كانت حياتي لطلب القبول وهي الآن لبلوغ المأمول ، قال : فبسط الملك جناحه ورفعه إلى السماء(٤) .

والشاكر يلاحظ المزيد لقوله تعالى :( لئن شكرتم لأزيدنّكم ) (٥) ، والصابر مشاهد(٦) ثواب البلاء ، فهو مع الله لقوله تعالى :( إنّ الله مع الصابرين ) (٧) ، فهو

____________

(١) أثبتناه من ( ب ) .

(٢) راجع البحار ٨١ : ١٩٥ ح ٥٢ .

(٣) لم يرد في ( ج ) .

(٤) عنه معالم الزلفى : ٨٠ .

(٥) إبراهيم : ٧ .

(٦) في ( ج ) : يشاهد .

(٧) البقرة : ١٥٣ .

٢٤٠