ارشاد القلوب الجزء ١

ارشاد القلوب0%

ارشاد القلوب مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: كتب الأخلاق
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381

ارشاد القلوب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381
المشاهدات: 84175
تحميل: 18566


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 381 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 84175 / تحميل: 18566
الحجم الحجم الحجم
ارشاد القلوب

ارشاد القلوب الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

داراً عرف أحدهما أنّ المالك واقف على بعضها(١) يشرف عليه ، فأحسن أدبه ولم يحدث أمراً مستنكراً ، والآخر لم يعرف إشرافه عليه فأساء أدبه ، وفعل ما لا يليق أن يفعل بحضرة المالك .

وكذلك العارف بالله ، فإنّه مشاهده في كلّ حالاته وأسراره ، فهو معه متأدّب ومنه خائف وله مراقب ، والجاهل بالله خارج من هذه الحالة ، راكب للجهالة ، ولهذا نقول : إن كان العاصي حين يواقع المعصية يعتقد أنّ الله تعالى يراه فإنّه لجاهل حيث جعله أهون الناظرين ، وإن كان يعتقد أنّه لا يراه فإنّه لكافر ، فكلا الأمرين خطر عظيم وإثم جسيم ، ولا شك أنّ المعرفة توجب الخوف والحياء .

ومن علامات العارف أن يكون خاطره فارغاً من علق الدنيا ومهامّها ، مشغولاً بأخطار الآخرة وأهوالها ، والعارف لا يأسف على شيء فات إلاّ على ما فات من ذكر الله ، فإنّه أبداً لا يرى إلاّ الله فلا يأسف على شيء مع الله ؛ لأنّه يرى ما سوى الله بعين الفناء والزوال فكيف ينظر إلى شيء فان زائل ، كما قال تعالى :( كلّ شيء هالك إلاّ وجهه ) (٢) يعني إلاّ ذاته سبحانه .

والعارف لا يخرج من الدنيا متأسّفاً إلاّ على قلّة بكائه على ذنبه وتقصيره في ثنائه على ربّه ، ولكلّ شيء ثمرة وثمرة المعرفة الهيبة والمخافة والأُنس ، ولكلّ شيء عقوبة وعقوبة العارف فتوره عن الذكر وغفلته عن الفكر ، ومن علامات المعرفة شدّة المحبّة لله ، وإذا اشتدّت محبّة العارف بالله كان الله له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيّداً .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله إذا أحبّ عبداً قال لجبرئيل : إنّي أُحب فلاناً فأحبّوه (٣) ويوضع له القبول في الأرض ، والمحبّة حالة شريفة كما أثنى

____________

(١) في ( ب ) و ( ج ) : بابها .

(٢) القصص : ٨٨ .

(٣) البحار ٧١ : ٣٧٢ ح٥ عن نوادر الراوندي ، نحوه .

٣٢١

الله تعالى بها على قوم فقال :( فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه ) (١) ومحبّة الله للعبيد سبوغ نعمه عليهم في الدنيا مع طاعتهم له ، وإثابته لهم في الآخرة .

وأمّا إنعامه على الكفّار والعصاة فإنّما هو إملاء لهم واستدراج لم يصدر عن محبّة ، كما قال تعالى :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً ) (٢) .

وقال سبحانه :( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) (٣) .

وقال سبحانه :( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ ) (٤) .

ومحبّة الله تعالى لأهل طاعته إرادة نفعهم وثوابهم ، وتسمّى هذه المحبّة رحمة منه وثناء على العبيد ، كما أنّ ذمّه لمن غضب عليه بغض له ، ولقد ذهب المحبّون لله تعالى بشرف الدنيا والآخرة ، يقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :المرء مع مَن أحبّ (٥) ، وأيّ منزلة أشرف ، ودرجة أعلى ممّن يكون مع الله ؟! وليس بصادق مَن ادّعى محبّة الله ولم يحفظ حدوده .

ومن علامات محبّة العبد لله تعالى أن لا ينسى ذكره ، وذلك أنّ مَن أحبّ حبيباً تولّه بذكره يقظة ومناماً ، ولقد أحسن مَن قال :

عجبت لمَن يقول ذكرت ربّي

وهل أنسى فأذكر إذ (٦) نسيتُ

شربت الحبّ كأساً بعد كأسٍ

فما نفذ الشراب وما رويتُ

وإذا تردّد العبد بين الشوق إلى لقاء الله تعالى وبين البقاء رغبة في عبادته ،

____________

(١) المائدة : ٥٤ .

(٢) آل عمران : ١٧٨ .

(٣) الأعراف : ١٨٢ .

(٤) المؤمنون : ٥٥ـ٥٦ .

(٥) أمالي الطوسي : ٦٢١ ح١٧ مجلس ٢٩ ، عنه البحار ٦٨ : ٧٠ ح١٢٨ .

(٦) في ( ب ) : إن .

٣٢٢

يوكّل الأمر إلى الله ويقول : يا ربّ اختر لي أحد الأمرين إليك .

وروي أنّ داودعليه‌السلام خرج مصحراً متفرّداً ، فأوحى الله إليه :يا داود ما لي أراك وحدانياً ؟ فقال :إلهي اشتدّ الشوق منّي إلى لقائك فحال بيني وبينك خلقك ، فأوحى الله إليه :ارجع إليهم فإنّك إن تأتيني بعبد آبق أثبتك في اللوح حميداً (١) (٢) .

وينبغي أن يكون يتمنّى الموت في حالة الراحة والنعمة والعافية ، كيوسف لمّا أُلقي في الجبّ لم يقل توفّني ، ولا في السجن قال توفّني ، فلمّا دخل عليه أبواه وخرّوا له سجّداً ، وكان أعظم مسرّة بلقاء الأحبّة ، وتمام الملك وكمال النعمة قال : توفّني مسلماً .

وروي أنّ شعيباًعليه‌السلام بكى حتّى عمي ، فردّ الله تعالى عليه بصره ، ثمّ بكى حتّى عمي ، فردّ الله عليه بصره ، ثمّ بكى حتّى عمي فردّ الله تعالى عليه بصره ، ثمّ بكى حتّى عمي فأوحى الله إليه :يا شعيب إن كان هذا البكاء لأجل الجنّة فقد أبحتها لك ، وإن كان من أجل النار فقد حرّمتها عليك . فقال : لا بل شوقاً إليك ، فقال الله تعالى : لأجل هذا أخدمتك كليمي موسى عشر سنين ، ومن اشتاق إلى الله اشتاق إليه كلّ شيء (٣) .

وروي أنّ الله تعالى أنزل في بعض كتبه :عبدي أنا وحقّي لك محبّ ، فبحقّي عليك كن لي محبّاً .

والمحبّة تهيّج الشوق إلى لقاء الله تعالى ، وتبعث على العمل الصالح لقوله تعالى :( فمَن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً ) (٤) .

____________

(١) في ( ج ) : جميلاً .

(٢) عنه البحار ١٤ : ٤٠ ح٢٦ .

(٣) البحار ١٢ : ٣٨٠ ح١ عن علل الشرائع ، بتفصيل أكثر .

(٤) الكهف : ١١٠ .

٣٢٣

وممّا يستدلّ به على معرفة الله تعالى أيضاً أنّه لابدّ للعالم من صانع ؛ لأنّه لا يجوز أن يجتمع ألواح السفينة ومساميرها وقيرها مع بعضها ببعض بغير جامع ولا مؤلّف ، ولا تعبر الناس فيها بغير ملاّح ولا معبر ولا مدبّر لها ، ولا تمتلئ السفينة من نفسها متاعاً ثمّ تصعد وتنحدر في البلاد من غير مدبّر لها .

وإذا كان ذلك مستحيلاً في العقول كان ذلك في وجود هذا العالم العظيم أشدّ امتناعاً ، وما رأينا أيضاً دولاباً يدور بغير مدير ، ولا رحى تطحن بغير طاحن ، ولا سراجاً بغير مسرج ، فأيّ سراج أعظم من نور الشمس والقمر يضيئان لأهل السماوات والأرض ، وأهل المشارق والمغارب .

وأيّ دولاب أعظم من هذه الأفلاك التي تقطع في اليوم الواحد والليلة الواحدة أُلوفاً من السنين بشمسها وقمرها ونجومها ، تراها عياناً من غير مخبر يخبرك عنها ، كما قال تعالى :( رفع السماوات بغير عمد ترونها ) (١) وأشار بذلك إلى أنّها آية عظيمة تدلّ على عظم صانعها ، ومحكم تدبيره ، وواسع قدرته .

وقال تعالى :( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رُفعت * وإلى الجبال كيف نُصبت * وإلى الأرض كيف سُطحت ) (٢) .

وقال تعالى :( إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأُولي الألباب ) (٣) والآيات في ذلك كثيرة ، ولابدّ لها من صانع ومدبّر حكيم ، فتفكّروا واعتبروا تجدوا دلالات توحيده أضوأ من الشمس ، وأنور من القمر .

وكلّ مَن وصفه بتحديد فهو ملحد ، ومَن أشار إليه في جهة فهو كافر ، ومَن تصوّره فهو ضالّ ، ومَن شبّهه فهو جاحد ، وكلّما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه

____________

(١) الرعد : ٢ .

(٢) الغاشية : ١٧ـ٢٠ .

(٣) آل عمران : ١٩٠ .

٣٢٤

ممثلاً في نفوسكم ، ومصوّراً في أذهانكم فهو محدث مصنوع مثلكم ، فالعارف به هو الموحد له برفع هذه الأسباب المستحيلة عليه .

وممّا يستدلّ به على توحيد الله تعالى وعظم قدرته أمر الفيل وأصحابه ، الذين أخبر الله تعالى عنهم وما أصابهم ممّا ليس لأحد فيه حيلة بوجه من الوجوه ، ولا إلى إنكاره سبيل لاشتهاره ، فإنّه لا يجوز أن يقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقريش في وجوههم مع كثرة عنادهم ، وردّهم عليه :( ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل ) وقصّ عليهم قصصهم وما نزل بهم من العذاب ، إلاّ بعد أن رأوها وشاهدها كثير منهم .

وليس من الطبائع والعادات التي تحتج بها الملاحدة ما يوجب قصة أصحاب الفيل ، ولا علم في العادات قبلها ، ولا وقع في الآثار نظيرها ، وهو أن يجيء طير كثير وفي منقار كلّ واحد حجر يرسله على رأس كلّ واحد من مائة ألف ، فيخرج من دبره حتّى يعود كالعصف المأكول .

وكذلك كان في كلّ رِجْل من أَرْجُلِ الطير حجر يلقيه على رأس كلّ واحد من أصحاب الفيل فيخرج من دبره ، فيهلكهم جميعاً دون أهل الأرض ، وهذا لا يكون إلاّ من صانع حكيم عظيم ، وليس ذلك إلاّ من ربّ العالمين جلّ جلاله ، وتقدّست أسماؤه ، ولا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم .

٣٢٥

الباب الثاني والخمسون : في أخبار عن النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام

من كتاب ورام عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال :لأهل الجنّة أربع علامات : وجه منبسط ، ولسان منطلق (١) ، وقلب رحيم ، ويد معطية (٢) .

وعنهعليه‌السلام يقول :المؤمن أكرم على الله أن يمر عليه أربعون يوماً لا يمحّصه الله تعالى فيها من ذنوبه ، وإنّ الخدش والعثرة وانقطاع الشسع واختلاج العين وأشباه ذلك ليمحّص به وليّنا من ذنوبه ، وأن يغتمّ لا يدري ما وجهه ، فأمّا الحمّى فإنّ أبي حدّثني عن آبائه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : حمّى ليلة كفارة سنة (٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :السلطان [العادل] (٤) ظلّ الله في الأرض ، يأوي إليه كلّ مظلوم ، فمَن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر ، ومن

____________

(١) في ( ج ) : فصيح لطيف .

(٢) مجموعة ورام ١ : ٩١ .

(٣) أمالي الطوسي : ٦٣٠ ح١١ مجلس ٣٠ ، عنه البحار ٨١ : ١٨٧ ح٤٤ .

(٤) أثبتناه من ( ب ) و ( ج ) .

٣٢٦

جار كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر حتّى يأتيهم الأمر (١) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ في جهنّم وادياً يستغيث أهل النار كلّ يوم سبعين ألف مرّة منه ، وفي ذلك الوادي بيت من النار ، وفي ذلك البيت جب من النار ، وفي ذلك الجب تابوت من النار ، وفي ذلك التابوت حية لها ألف ناب ، كلّ ناب ألف ذراع ، قال أنس : قلت : يا رسول الله لمن يكون هذا العذاب ؟ قال :لشارب الخمر من أهل القرآن ، وتارك الصلاة (٢) .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :جاءني جبرئيل عليه‌السلام متغيّر اللون ، فقلت : يا جبرئيل ما لي أراك متغيّر اللون؟ قال : اطلعت في النار فرأيت وادياً في جهنّم يغلي ، فقلت : يا مالك لمن هذا؟ فقال : لثلاثة نفر ، للمحتكرين (٣) ، والمدمنين الخمر ، والقوّادين (٤) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين أعدائي ؟ فيقول جبرئيل : يا ربّ أعداؤك كثير فأيّ أعداؤك ؟ فيقول عزّ وجل : أين أصحاب الخمر ، أين الذين كانوا يبيتون سكارى ، أين الذين كانوا يستحلّون فروج المحارم ، فيقرنهم مع الشياطين (٥) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :أيّما امرأة رضيت بتزويج فاسق فهي منافقة وجلست في النار ، وإذا ماتت فتح لها في قبرها سبعون باباً من العذاب ، وإن قالت : ( لا إله إلاّ الله ) لعنها كلّ ملك بين السماء والأرض ، وغضب الله عليها في الدنيا والآخرة ، وكتب عليها في كلّ يوم وليلة سبعين خطيئة .

____________

(١) أمالي الطوسي : ٦٣٤ ح٩ مجلس ٣١ ، عنه البحار ٧٥ : ٣٤٥ ح٦٩ .

(٢) عنه الوسائل ٤ : ٨٣٨ ح٩ ، ومعالم الزلفى : ٣٣٧ .

(٣) في ( ب ) : للمتكبّرين .

(٤) عنه الوسائل ١٢ : ٣١٤ ح١١ ، ومعالم الزلفى : ٣٣٧ .

(٥) عنه معالم الزلفى : ٢٤٧ .

٣٢٧

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن زوّج كريمته بفاسق نزل عليه كلّ يوم ألف لعنة ، ولا يصعد له عمل إلى السماء ، ولا يستجاب دعاؤه ، ولا يقبل منه صرف ولا عدل (١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :أيّما امرأة وهبت صداقها لزوجها ، فلها بكلّ مثقال ذهب كأجر عتق رقبة (٢) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :أيّما امرأة كتمت سرّ زوجها ، فلم تطلع عليه أحداً فهي في درجات الحور العين ، فإن كان غير طاعة الله فلا يحلّ لها أن تكتم (٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :من شهد نكاح امرأة مسلمة كان خائضاً في رحمة الله تعالى ، وله ثواب ألف شهيد ، وله بكلّ خطوة يخطوها ثواب نبيّ ، وكتب الله تعالى له بكلّ كلمة يتكلّمها عبادة سنة ، ولا يرجع إلاّ مغفوراً ومن سعى فيما بينهما وكان دليلا أعطاه الله بكلّ شعرة على بدنه مدينة في الجنّة ، وزوّجه ألف حوراء ، وكأنّما اشترى أسرى اُمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأعتقهم ، وإن مات ذاهباً أو جائياً مات شهيدا ً(٤) .

وقالعليه‌السلام :لا تدخل الملائكة بيتاً فيه خمر أو دفّ أو طنبور أو نرد ، ولا يستجاب دعاؤهم ، ويرفع الله عنهم البركة (٥) .

وقالعليه‌السلام :أيّما امرأة أطاعت زوجها وهو شارب الخمر ، كان لها من الخطايا بعدد نجوم السماء ، وكلّ مولود تلد منه فهو نجس ، ولا يقبل الله تعالى منها صرفاً ولا عدلاً حتّى يموت زوجها ، أو تخلع عنه نفسها .

____________

(١) عنه مستدرك الوسائل ٥ : ٢٧٩ ح٥٨٥٢ .

(٢) عنه الوسائل ١٥ : ٣٦ ح٢ باب ٢٦ .

(٣) عنه معالم الزلفى : ٣٢١ .

(٤) عنه معالم الزلفى : ٣٢١ .

(٥) عنه الوسائل ١٢ : ٢٣٥ ح١٣ باب ١٠٠ ، ومستدرك الوسائل ٥ : ٢٧٩ ح٥٨٥٣ .

٣٢٨

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح ، وأيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيّام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار ، وفتح لها ثمانية أبواب الجنّة ، تدخل منها أيّها (١) شاءت (٢) .

وقالعليه‌السلام :مَن ضرب امرأة بغير حق فأنا خصمه يوم القيامة ، لا تضربوا نساءكم فمن ضربهنّ بغير حق فقد عصى الله ورسول الله .

وقالعليه‌السلام :مَن تزوّج امرأة لجمالها جعل الله جمالها وبالا عليه (٣) .

وقالعليه‌السلام :ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء إلاّ كان خيراً لها من عبادة سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، وبنا الله لها بكلّ شربة تسقي زوجها مدينة في الجنّة ، وغفر لها ستين (٤) خطيئة (٥) .

وقالعليه‌السلام :ثلاث من النساء يرفع الله عنهم عذاب القبر ، ويكون محشرهنّ مع فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيّما امرأة صبرت على غيرة زوجها ، وامرأة صبرت على سوء خلق زوجها ، وامرأة وهبت صداقها لزوجها ، يعطى الله تعالى لكلّ واحدة منهنّ ثواب ألف شهيد ، ويكتب لكلّ واحدة منهنّ عبادة سنة (٦) .

وعن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال :قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن ردّ عادية ماء أو عادية نار فله الجنّة البتّة (٧) .

وعنهعليه‌السلام :ما من أحد مرّ بمقبرة إلاّ وأهل القبور (٨) يقولون : يا غافل

____________

(١) في ( ب ) : من أيّ باب شاءت .

(٢) عنه الوسائل ١٤ : ١٢٣ ح٢ باب ٨٩ ، ومعالم الزلفى : ٣٢١ .

(٣) عنه الوسائل ١٤ : ٣٢ ح١١ باب ١٤ .

(٤) سبعين خ ل .

(٥) عنه الوسائل ١٤ : ١٢٣ ح٣ باب ٨٩ ، ومعالم الزلفى : ٣٢١ .

(٦) عنه الوسائل ١٥ : ٣٧ ح٣ باب ٢٦ ، ومعالم الزلفى : ٣٢١ .

(٧) الكافي ٢ : ١٦٤ ح٨ ، مشكاة الأنوار : ١٨٢ في محاسن الأفعال .

(٨) في ( ب ) و ( ج ) : المقبرة .

٣٢٩

لو علمت ما نعلم لذاب لحمك عن جسدك (١) .

وقالعليه‌السلام :مَن ضحك على جنازة أهانه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، ولا يستجاب دعاؤه ، ومَن ضحك في المقبرة رجع وعليه من الوزر مثل جبل أُحد ، ومَن ترحّم عليهم نجى من النار (٢) .

وقالعليه‌السلام :إذا تصدّق الرجل بنيّة الميّت أمر الله تعالى جبرئيل عليه‌السلام أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك ، في يد كلّ ملك طبق من نور ، فيحملون إلى قبره ويقولون : السلام عليك يا وليّ الله ، هذه هدية فلان بن فلان إليك فيتلألأ قبره ، وأعطاه الله ألف مدينة ، وزوّجه ألف حوراء ، وألبسه ألف حلّة ، وقضى له ألف حاجة (٣) .

وقالعليه‌السلام :إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل ثواب قراءته لأهل القبور جعل الله تعالى له من كلّ حرف ملكاً يسبّح له إلى يوم القيامة (٤) .

وقالعليه‌السلام :إذا مات شارب الخمر عرج بروحه إلى السماء السابعة ومعه الحفظة يقولون : ربّنا عبدك فلان مات وهو سكران ، فيقول الله تعالى : ارجعا إلى قبره والعناه إلى يوم القيامة ، وإذا مات وليّ الله عرج بروحه إلى السماء السابعة والحفظة معه فيقولون : ربّنا عبدك فلان مات ، فيقول الله عزّ وجل : ارجعا إلى قبره ، واكتبا له الحسنات (٥) إلى يوم القيامة (٦) .

وقالعليه‌السلام :مَن مات وميراثه الدفاتر والمحابر وجبت له الجنّة (٧) .

____________

(١) في ( ج ) : جسمك .

(٢) عنه الوسائل ٢ : ٨٨٦ ح٥ باب ٦٣ ، والبحار ٨١ : ٢٦٤ ح١٨ .

(٣) عنه الوسائل ٢ : ٦٥٦ ح٩ باب ٢٨ ، والبحار ٨٢ : ٦٣ ح٧ ، معالم الزلفى : ٣٢١ .

(٤) عنه الوسائل ٢ : ٨٦٢ ح٤ باب ٣٤ ، والبحار ٨٢ : ٦٣ ح٧ .

(٥) في ( ج ) : استغفرا له .

(٦) معالم الزلفى : ٣٥ .

(٧) معالم الزلفى : ٣٢١ .

٣٣٠

وقالعليه‌السلام :لا تسبوا الدنيا فنعم المطيّة للمؤمن ، عليها يبلغ الخير ، وبها ينجو من الشر ، إنّه إذا قال العبد : لعن الله الدنيا ، قالت الدنيا : لعن الله أعصانا لربّه (١) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :مَن زنا بامرأة خرج من الإيمان ، ومَن شرب الخمر خرج من الإيمان ، ومَن أفطر يوماً من شهر رمضان خرج من الإيمان (٢) .

وعن موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال :دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فلمّا سلّم وجلس تلا هذه الآية : ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ) (٣) وأمسك ، فقال له أبو عبد الله : ما أسكتك (٤) ؟ فقال : أحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزّ وجل .

فقال :نعم ، يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك بالله عزّ وجل ، قال الله تعالى : ( مَن يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ) (٥) وبعده اليأس من روح الله عزّ وجل ، قال الله تعالى : ( وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (٦) .

ثمّ الأمن لمكر الله عزّ وجل ، قال الله تعالى : ( فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون ) (٧) يعني يجازيهم بمكرهم له ، ومنها عقوق الوالدين ؛ لأنّ الله تعالى جعل العاق جبّاراً شقيّاً ، وقتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق ، قال تعالى : ( فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً ) (٨) .

____________

(١) عنه الوسائل ٥ : ١٦١ ح٤ باب ١٦ .

(٢) الكافي ٢ : ٢٧٨ ح٥ ، عنه البحار ٦٩ : ١٩٧ ح١٣ .

(٣) الشورى : ٣٧ .

(٤) في ( ب ) : أمسكك .

(٥) المائدة : ٧٢ .

(٦) يوسف : ٨٧ .

(٧) الأعراف : ٩٩ .

(٨) النساء : ٩٣ .

٣٣١

وقذف المحصنة ، قال الله تعالى : ( لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) (١) وأكل مال اليتيم ، قال الله تعالى : ( إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً ) (٢) .

والفرار من الزحف ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (٣) .

وأكل الربا ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) (٤) والسحر ، قال الله تعالى : ( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) (٥) والزنا ، قال الله تعالى : ( ومَن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً ) (٦) .

واليمين الغموس الفاجرة ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ ) (٧) والغلول ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (٨) ومنع الزكاة المفروضة ، قال الله تعالى : ( يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ) (٩) .

وشهادة الزور ، وكتمان الشهادة ، قال الله تعالى : ( ومَن يكتمها فإنّه آثم قلبه ) (١٠) وشرب الخمر لأنّ الله تعالى نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان ، وترك

____________

(١) النور : ٢٣ .

(٢) النور : ٢٣ .

(٣) النور : ٢٣ .

(٤) البقرة : ٢٧٥ .

(٥) البقرة : ١٠٢ .

(٦) البقرة : ١٠٢ .

(٧) آل عمران : ٧٧ .

(٨) آل عمران : ١٦١ .

(٩) آل عمران : ١٦١ .

(١٠) البقرة : ٢٨٣ .

٣٣٢

الصلاة أو شيء ممّا فرض الله ، لأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من ترك الصلاة فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله .

ونقض العهد ، وقطيعة الرحم ، قال الله تعالى : ( أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) (١) ، فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول : هلك مَن قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم(٢) .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :أوّل ما عصى به الله تعالى ست خصال : حبّ الدنيا ، وحبّ الرئاسة ، وحبّ الطعام ، وحبّ الراحة ، وحبّ النوم ، وحبّ النساء (٣) .

وقالعليه‌السلام :الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل (٤) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام :الغضب مفتاح كلّ شر (٥) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن كفّ نفسه عن أعراض المسلمين أقاله الله يوم القيامة عثراته ، ومَن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله تعالى عنه عذاب يوم القيامة (٦) .

وقالعليه‌السلام :إنّ في جهنّم لوادياً للمتكبّرين يقال له : سقر ، شكى إلى الله تعالى شدّة حرّه وسأله أن يأذن له أن يتنفّس ، فتنفّس فأحرق جهنّم (٧) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : كان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول لولده : اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير ، في كلّ جدٍّ وهزل ، فإنّ الرجل إذا كذب في

____________

(١) الرعد : ٢٥ .

(٢) الكافي ٢ : ٢٨٥ ح٢٤ باب الكبائر .

(٣) مجموعة ورام ٢ : ٢٠٥ .

(٤) الكافي ٢ : ٣٠٢ ح١ ، عنه البحار ٧٣ : ٢٦٧ ح٢٢ .

(٥) مجموعة ورام ١ : ١٢٢ ، الكافي ٢ : ٣٠٣ ح٣ .

(٦) الكافي ٢ : ٣٠٥ ح١٤ ، عنه البحار ٧٣ : ٢٨٠ ح٣٤ .

(٧) الكافي ٢ : ٣١٠ ح١٠ ، عنه البحار ٧٣ : ٢١٨ ح١٠ ، ومعالم الزلفى : ٣٣٧ .

٣٣٣

الصغير اجترأ على الكبير ، أما علمتم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ما يزال العبد يصدق حتّى يكتبه الله عزّ وجل صادقاً ، وما يزال العبد يكذب حتّى يكتبه الله كاذباً (١) .

وعنهعليه‌السلام قال :إنّ الكذب هو خراب الإيمان (٢) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال :لا تجد طعم الإيمان حتّى تترك الكذب جدّه وهزله (٣) .

وقال عيسى بن مريمعليه‌السلام :مَن كثر كذبه ذهب بهاؤه (٤) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :ينبغي للرجل المسلم (٥) أن يتجنّب مؤاخاة الكذّاب ، لأنّه لا يزال يكذب حتّى يجيء بالصدق فلا يصدّق (٦) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :مَن لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار (٧) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال :بئس العبد عبداً يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً ، إن أُعطي حسده ، وإن ابتلى خذله (٨) .

وقال الله تعالى :يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية لساناً واحداً وكذلك قلبك ، إنّي أُحذّرك لنفسك وكفى بي من خبير ، لا يصلح لسانان في فم واحد ، ولا سيفان في غمد واحد ، ولا قلبان في صدر واحد ، وكذلك الأذهان (٩) .

____________

(١) مجموعة ورام ٢ : ٢٠٧ ، الكافي ٢ : ٣٣٨ ح٢ .

(٢) الكافي ٢ : ٣٣٩ ح٤ ، عنه البحار ٧٢ : ٢٤٧ ح٨ .

(٣) المحاسن ١ : ٢٠٩ ح١٥٦ عقاب الكذب ، عنه البحار ٧٢ : ٢٦٢ ح٤١ .

(٤) الكافي ٢ : ٣٤١ ح١٣ ، عنه البحار ٧٢ : ٢٥٠ ح١٦ .

(٥) في ( ب ) و ( ج ) : المؤمن .

(٦) الكافي ٢ : ٣٤١ ح١٤ ، عنه البحار ٧٢ : ٢٥٠ ح١٧ .

(٧) الكافي ٢ : ٣٤٣ ح١ ، عنه البحار ٧٥ : ٢٠٤ ح١٢ .

(٨) الكافي ٢ : ٣٤٣ ح٢ ، عنه البحار ٧٥ : ٢٠٦ ح١٣ .

(٩) الكافي ٢ : ٣٤٣ ح٣ ، عنه البحار ٧٥ : ٢٠٦ ح١٤ .

٣٣٤

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام :لا يفترق رجلان عن الهجران إلاّ استوجب أحدهما البراءة واللعنة ، وربّما استوجب ذلك كلاهما (١) .

وعنهعليه‌السلام يقول :قال أبي عليه‌السلام : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلاّ كانا خارجين من الإسلام ، ولم يكن بينهما ولاية ، وأيّهما كان أسبق إلى كلام صاحبه كان السابق إلى الجنّة يوم الحساب (٢) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال :إنّ الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجع أحدهما عن ذنبه ، فإذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه وقال : فزت ، فرحم الله امرءً ألّف بين وليّين لنا ، يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا (٣) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنّة ، يوجد (٤) ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلاّ صنف واحد ، قلت : من هم ؟ قال : العاق لوالديه (٥) .

وعنهعليه‌السلام :أدنى العقوق أُف ، ولو علم الله شيئاً هو أهون منه لنهى عنه (٦) ، كما قال تعالى : ( فلا تقل لهما أُفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ) (٧) .

وقالعليه‌السلام :مَن نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما له ظالمان لم يقبل الله عزّ وجل له صلاة (٨) .

____________

(١) مجموعة ورام ٢ : ٢٠٧ ، الكافي ٢ : ٣٤٤ ح١ .

(٢) الكافي ٢ : ٣٤٥ ح٥ ، عنه البحار ٧٥ : ١٨٦ ح٥ ، معالم الزلفى : ٣٢١ .

(٣) الكافي ٢ : ٣٤٥ ح٦ ، عنه البحار ٧٥ : ١٨٧ ح٦ .

(٤) في ( ب ) : فوجد .

(٥) الكافي ٢ : ٣٤٨ ح٣ ، عنه البحار ٧٤ : ٦٠ ح٢٤ .

(٦) الكافي ٢ : ٣٤٩ ح٩ ، عنه البحار ٧٤ : ٥٩ ح٢٢ .

(٧) الكافي ٢ : ٣٤٩ ح٩ ، عنه البحار ٧٤ : ٥٩ ح٢٢ .

(٨) مجموعة ورام ٢ : ٢٠٨ ، الكافي ٢ : ٣٤٩ ح٥ .

٣٣٥

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال :قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلام له : إيّاكم وعقوق الوالدين ، فإنّ ريح الجنّة يوجد من مسيرة ألف سنة ، ولا يجدها عاق ، ولا قاطع رحم ، ولا شيخ زان (١) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول الله تبارك وتعالى : ( وعزّتي وجلالي وكبريائي ونوري وعظمتي وعلوّي وارتفاع مكاني ، لا يؤثر عبد هواه على هواي(٢) إلاّ شتّتت عليه أمره ، ولبست عليه دنياه ، وشغلت قلبه بها ، ولم أعطه منها إلاّ ما قدّرت له .

وعزّتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوّي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي(٣) على هواه إلاّ استحفظته ملائكتي ، وكفلت السماوات والأرضين رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر ، وأتته الدنيا وهي راغمة )(٤) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزّ وجل كان حامده من الناس ذاماً ، ومَن آثر طاعة الله عزّ وجل بما يغضب الناس كفاه الله عزّ وجل عداوة كلّ عدوّ ، وحسد كلّ حاسد ، وبغي كلّ باغ ، وكان الله عزّ وجل له ناصراً وظهيراً (٥) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال :إنّ عليّاً عليه‌السلام باب فتحه الله ، مَن دخله كان مؤمناً ، ومَن خرج منه كان كافراً (٦) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إنّ العبد ليذنب الذنب فيدخله الله عزّ وجل به الجنّة ، قلت : يا ابن رسول الله يدخله الله عزّ وجل بالذنب الجنّة ؟ قال :

____________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٩ ح٦ ، عنه البحار ٧٤ : ٦١ ح٢٧ .

(٢) في ( ج ) : أمري .

(٣) في ( ج ) : أمري .

(٤) الكافي ٢ : ٣٣٥ ح٢ ، عنه البحار ٧٠ : ٨٥ ح١٨ .

(٥) الكافي ٢ : ٣٧٢ ح٢ ، عنه البحار ٧٣ : ٣٩٢ ح٢ .

(٦) الكافي ١ : ٤٣٧ ح٨ ، عنه البحار ٣٢ : ٣٢٤ ح٣٠١ .

٣٣٦

نعم ، إنّه ليذنب فلا يزال منه خائفاً ماقتاً لنفسه ، ويرحمه الله عزّ وجل ويدخل الجنّة به (١) .

وقالعليه‌السلام :مَن أذنب ذنباً فعلم أنّ الله عزّ وجل مطّلع عليه ، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ، [غفر له] (٢) وإن لم يستغفر (٣) .

وعن عبد الله [بن] موسى بن جعفر ، عن أبيه قال : سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يعمله ، أو الحسنة ؟ فقال : ريح الكنيف وريح الطيب سواء ؟فقلت : لا ، قال : إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نفسه طيّب الريح ، فيقول صاحب اليمين لصاحب الشمال : قف فإنّه قد همّ بالحسنة ، فإذا هو عملها كان لسانه قلمه ، وريقه مداده ، فأثبتها له .

وإذا همّ بالسيّئة خرج نفسه منتن الريح ، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين : قف فإنّه قد همّ بالسيّئة ، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه ، وريقه مداده ، فأثبتها عليه في الدنيا والآخرة(٤) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إذا تاب العبد توبة نصوحاً لوجه الله عزّ وجل ، فإنّ الله عزّ وجل يستر عليه في الدنيا والآخرة ، فقلت : كيف يستر عليه ؟ قال :ينسي ملائكته ما كتبا عليه من الذنوب ، ثمّ يوحي الله إلى جوارحه : اكتمي عليه ذنوبه ، ويوحي الله إلى بقاع الأرض : اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب ، فيلقى الله عزّ وجل حين يلقاه وليس يُشهد عليه بشيء من الذنوب (٥) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال :يا محمد بن مسلم ، ذنوب المسلم إذا تاب

____________

(١) الكافي ٢ : ٤٢٦ ح٣ ، معالم الزلفى : ٣٢١ .

(٢) أثبتناه من ( ب ) و ( ج ) والكافي .

(٣) الكافي ٢ : ٤٢٧ ح٥ ، عنه البحار ٨٨ : ٣٦ .

(٤) الكافي ٢ : ٤٢٩ ح٣ ، عنه البحار ٥ : ٣٢٥ ح١٦ .

(٥) الكافي ٢ : ٤٣٠ ح١ ، عنه البحار ٧ : ٣١٧ ح١٢ .

٣٣٧

منها مغفورة له ، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة ، أما والله إنّها ليست إلاّ لأهل الإيمان ، قلت : فإن عاد بعد التوبة والاستغفار للذنوب وعاد في التوبة ؟

فقال :يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ، ويستغفر الله عزّ وجل منه ويتوب ، ثمّ لا يقبل الله تعالى توبته ، قلت : فإن فعل ذلك مراراً ، يذنب ثمّ يتوب ويستغفر الله؟ فقال :كلّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة ، وإنّ الله غفور رحيم ، يقبل التوبة ويعفو عن السيّئات ، وإيّاك أن تقنط المؤمنين (١) من رحمة الله عزّ وجل (٢) .

وعنهعليه‌السلام قال :التائب من الذنب كمَن لا ذنب له ، والمقيم على الذنب وهو يستغفر كالمستهزئ (٣) .

وقال الصادقعليه‌السلام :مَن استغفر الله في كلّ يوم سبعين مرّة غفر له سبعمائة ذنب ، ولا خير في عبد يذنب في كلّ يوم أكثر من سبعمائة ذنب (٤) .

وقالعليه‌السلام :ما من مؤمن إلاّ وله ذنب يهجره زماناً ثمّ يلمّ به ، وذلك قول الله عزّ وجل : ( إلاّ اللّمم ) . وسألته عن قول الله عزّ وجل :( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلاّ اللّمم ) (٥) قال :الفواحش : الزنا والسرقة ، واللمم : الرجل يلمّ بالذنب فيستغفر الله تعالى منه (٦) .

وعن بعض أصحابنا قال : صعد أمير المؤمنينعليه‌السلام المنبر بالكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :أيّها الناس الذنوب ثلاثة ثمّ أمسك ، فقال له رجل من أصحابه : يا أمير المؤمنين قلت الذنوب ثلاثة وأمسكت قال :ما ذكرتها إلاّ وأنا

____________

(١) في ( ب ) : العبد المؤمن .

(٢) الكافي ٢ : ٤٣٤ ح٦ ، عنه البحار ٦ : ٤٠ ح٧١ .

(٣) الكافي ٢ : ٤٣٥ ح١٠ ، عنه البحار ٦ : ٤١ ح٧٥ .

(٤) الكافي ٢ : ٤٣٩ ح١٠ وفيه : استغفر مائة مرّة .

(٥) النجم : ٣٢ .

(٦) الكافي ٢ : ٤٤٢ ح٣ .

٣٣٨

أريد أنأفسّرها ، ولكن عرض لي شيء حال بيني وبين الكلام ، نعم الذنوب ثلاثة : فذنب مغفور ، وذنب غير مغفور ، وذنب يُرجى لصاحبه ويخاف عليه .

قال : يا أمير المؤمنين فبيّنها لنا ، فقال : نعم ، أمّا الذنب المغفور فعبد عاقبه الله في الدنيا على ذنبه ، والله تعالى أحكم (١) وأكرم أن يعاقب عبده مرّتين ، وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم(٢) العباد بعضهم لبعض ، إنّ الله تعالى أقسم قسماً على نفسه فقال : وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّاً بكفّ ، ولو مسحاً بكفّ ، ولو نطحة ما بين القرنين إلى الجماء ، فيقتصّ للعباد بعضهم لبعض ، حتّى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة .

فأمّا الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة منه ، فأصبح خائفاً من ذنبه راجياً لربّه ، فنحن له كما هو لنفسه ، فترجى له الرحمة(٣) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال :إنّ الله عزّ وجل إذا كان من أمره أن يكرم عبداً له وعليه ذنب ابتلاه بالسقم ، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة ، فإن لم يفعل ذلك به شدّد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب (٤) . وإن كان من أمره أن يهين عبداً وله عنده حسنة صحّح بدنه ، وإن لم يفعل ذلك به وسّع عليه رزقه ، فإن لم يفعل ذلك به هوّن عليه الموت ، فيكافيه بتلك الحسنة (٥) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يكفّرها ، ابتلاه الله بالحزن ليكفّرها (٦) .

وعنهعليه‌السلام قال :قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله تعالى

____________

(١) في ( ج ) : أحلم .

(٢) في ( ج ) : فظلم .

(٣) الكافي ٢ : ٤٤٣ ح١ ، المحاسن ١ : ٦٧ ح١٨ ، عنه البحار ٧٥ : ٣١٤ ح٢٩ .

(٤) في ( ج ) : بتلك الذنوب .

(٥) الكافي ٢ : ٤٤٤ ح١ .

(٦) الكافي ٢ : ٤٤٤ ح٢ .

٣٣٩

يقول : ( وعزّتي وجلالي لا أخرج عبداً من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه حتّى أستوفي منه كلّ خطيئة عملها ، إمّا بسقم في جسده ، أو بضيق في رزقه ، وإمّا بخوف في دنياه ، فإن بقيت عليه بقيّة شدّدت عليه عند الموت حتّى يأتي ولا ذنب عليه ، فأُدخله الجنّة .

وعزّتي وجلالي لا اُخرج عبداً من الدنيا وأنا أريد أن أعذّبه حتّى أُوفّيه كلّ حسنة عملها ، إمّا بصحّة في جسمه ، وإمّا بسعة في رزقه ، وإمّا بأمن في دنياه ، فإن بقيت بقيّة هوّنت عليه الموت حتّى يأتي ولا حسنة له ، فأُدخله النار )(١) .

قالعليه‌السلام :إذا أراد الله بعبد سوءاً أمسك عليه ذنوبه حتّى يوافي بها يوم القيامة ، وإذا أراد الله بعبد خيراً عجّل عقوبته في الدنيا (٢) .

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا يزال الغم والهمّ بالمؤمن حتّى لا يدع له ذنباً (٣) .

وعن أبي الحسن الماضي قال : ليس منّا مَن لم يحاسب نفسه في كلّ يوم ، فإن عمل حسنة استزاد الله عزّ وجل ، وإن عمل سيّئة استغفر الله منها وتاب إليه(٤) .

ومن كلام لهعليه‌السلام :لا خير في العيش إلاّ لرجلين : رجل يزداد في كلّ يوم خيراً ، ورجل يتدارك سيّئة (٥) بالتوبة ، وأنّى له بالتوبة والله لو يسجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل الله ذلك منه إلاّ بولايتنا أهل البيت ، ألا ومَن عرف حقّنا ورجا الثواب فينا ، ورضي بقوته وما ستر عورته ، ودان الله لمحبّتنا فهو آمن يوم القيامة (٦) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال :ما أحسن الحسنات بعد السيّئات ، وما

____________

(١) الكافي ٢ : ٤٤٤ ح٣ .

(٢) الكافي ٢ : ٤٤٥ ح٥ ، مستدرك الوسائل ١١ : ٣٣٤ ح١٣١٩١ .

(٣) الكافي ٢ : ٤٤٥ ح٧ .

(٤) تحف العقول : ٢٩٥ ، عنه البحار ١ : ١٥٢ ضمن حديث ١ .

(٥) منيّته ، خ ل .

(٦) الكافي ٨ : ١٢٨ ح٩٨ ، عنه البحار ٧٨ : ٢٢٥ ح٩٥ مثله .

٣٤٠