ارشاد القلوب الجزء ١

ارشاد القلوب0%

ارشاد القلوب مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: كتب الأخلاق
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381

ارشاد القلوب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381
المشاهدات: 84174
تحميل: 18566


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 381 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 84174 / تحميل: 18566
الحجم الحجم الحجم
ارشاد القلوب

ارشاد القلوب الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أقبح السيّئات بعد الحسنات (١) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إنّكم في آجال منقوصة ، وأيّام معدودة ، والموت يأتي بغتة ، مَن يزرع (٢) خيراً يحصد غبطة ، ومَن يزرع (٣) شرّاً يحصد ندامة ، ولكلّ زارع ما زرع ، لا يسبق البطيء منكم حظّه ، ولا يدرك حريص ما لم يقدّر له ، مَن أُعطي خيراً فالله أعطاه ، ومَن وقي شراً فالله عزّ وجل وقاه (٤) .

وعنهعليه‌السلام قال :جاء رجل إلى أبي ذر رحمه‌الله فقال له : يا أبا ذر ما لنا نكره الموت ؟ فقال : لأنّكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة ، فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب ، قال : فكيف ترى قدومنا على الله عزّ وجل ؟ قال : أمّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأمّا المسيء فكالآبق يقدم على مولاه .

قال : فكيف ترى حالنا عند الله عزّ وجل ؟ فقال : أعرضوا أعمالكم على الكتاب ، إنّ الله عزّ وجل يقول : ( إنّ الأبرار لفي نعيم * وإنّ الفجّار لفي جحيم ) (٥) ، فقال الرجل : أين رحمة الله ؟ فقال : رحمة الله قريب من المحسنين (٦) .

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام :كتب رجل إلى أبي ذر رحمه‌الله : يا أبا ذر أطرفني بشيء من العلم ، فكتب إليه : إنّ العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تُسيء إلى مَن تحبّه فافعل ، فقال : هل رأيت أحداً يسيء إلى مَن يحبّه ؟ فقال : نعم ، نفسك أحبّ الأنفس إليك ، فإذا عصيت الله عزّ وجل فقد أسأت إليها (٧) .

وعن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال :إنّ أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع

____________

(١) مجموعة ورام ٢ : ١٦٥ .

(٢) في ( ج ) : من زرع .

(٣) في ( ج ) : من زرع .

(٤) تحف العقول : ٣٦٨ ، عنه البحار ٧٨ : ٣٧٣ ح١٩ عن الإمام العسكريعليه‌السلام .

(٥) الانفطار : ١٣ـ١٤ .

(٦) الكافي ٢ : ٤٥٨ ح٢٠ ، عنه البحار ٢٢ : ٤٠٢ ح١٢ .

(٧) الكافي ٢ : ٤٥٨ ضمن حديث ٢٠ ، عنه البحار ٢٢ : ٤٠٢ ضمن حديث ١٢ .

٣٤١

الشر عقاباً البغي ، وكفى بالمرء عيباً أن ينظر في عيوب غيره ويعمى عن عيوب نفسه ، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه ، أو ينهى الناس عمّا لا يستطيع تركه (١) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :كان أمير المؤمنين عليه‌السلام كثيراً ما يقول في خطبته : أيّها الناس دينكم دينكم ، فإنّ السيّئة فيه خير من الحسنة في غيره ؛ لأنّ السيّئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل (٢) .

وقال :مَن كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه (٣) .

وقال :ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب (٤) .

وقالعليه‌السلام :ما أُعطي أحد شيئاً خير من امرأة صالحة ، إذا رآها سرّته ، وإذا أقسم عليها أبرّته ، وإذا غاب عنها حفظته (٥) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :هلاك نساء أُمتي في الأحمرين ، في الذهب والثياب الرقاق ، وهلاك رجال أمّتي في ترك العلم وجمع المال (٦) .

وقالعليه‌السلام :إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه ليسمع تضرّعه (٧) .

وعن مجاهد قال : دخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على شاب وهو في الموت ، فقال :كيف تجدك ؟ قال : أرجو الله وأخاف ذنوبي ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلاّ أعطاه الله ما يرجو وآمنه ممّا يخاف (٨) .

____________

(١) مجموعة ورام ٢ : ١٨٠ .

(٢) مجموعة ورام ٢ : ١٦١ .

(٣) مجموعة ورام ١ : ٢ .

(٤) المصدر نفسه .

(٥) مجموعة ورام ١ : ٣ .

(٦) مجموعة ورام ١ : ٣ .

(٧) مجموعة ورام ١ : ٤ .

(٨) المصدر نفسه .

٣٤٢

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ الله عزّ وجل يستحي من عبده إذا صلّى في جماعة ثمّ سأله حاجة أن ينصرف حتّى يقضيها (١) .

وقالعليه‌السلام :أكثر خطايا ابن آدم في لسانه (٢) .

وقالعليه‌السلام :مَن صلّى ركعتين في خلأ لا يراه إلاّ الله عزّ وجل كانت له براءة من النار (٣) .

وقالعليه‌السلام :ما من قوم قعدوا في مجلس ثم قاموا فلم يذكروا الله عزّ وجل فيه إلاّ كان عليهم حسرة يوم القيامة (٤) .

وقالعليه‌السلام :أكثروا الاستغفار فإنّ الله عزّ وجل لم يعلّمكم الاستغفار إلاّ وهو يريد أن يغفر لكم (٥) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ألا أدلّكم على ما يمحق (٦) الله به الخطايا ويذهب به الذنوب ؟ فقلنا : بلى يا رسول الله ، قال :إسباغ الوضوء في المكروهات ، وكثرة الخطى إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة (٧) .

وقالعليه‌السلام :اتّق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً ، وأحب للناس ما تحبّ لنفسك تكن مسلماً ، ولا تكثر الضحك فإنّ كثرة الضحك يميت القلب (٨) .

وقالعليه‌السلام :إذا كان للرجل على أخيه الدين ، فأجّله إلى أجل كان له

____________

(١) مجموعة ورام ١ : ٤ ، مستدرك الوسائل ٦ : ٥١٣ ح٧٣٩٥ .

(٢) مجموعة ورام ١ : ٤ .

(٣) مجموعة ورام ١ : ٥ .

(٤) المصدر نفسه .

(٥) المصدر نفسه .

(٦) في ( ب ) : و ( ج ) : ما يمحو .

(٧) المصدر نفسه .

(٨) المصدر نفسه .

٣٤٣

صدقة ، فإن أخّره بعد أجله كان له بكلّ يوم صدقة (١) .

وقالعليه‌السلام :الخير كثير ومَن يعمل به قليل (٢) .

وعنهعليه‌السلام قال :إنّ الرجل ليدعو ربّه وهو عنه معرض ، ثمّ يدعو ربّه وهو عنه معرض ، ثمّ يدعو ربّه وهو عنه معرض ، فإذا كان الرابعة يقول الله تبارك وتعالى : يدعوني عبدي وأنا عنه معرض ، عرف عبدي انّه لا يغفر الذنوب (٣) إلاّ أنا ، أُشهدكم أنّي قد غفرت له (٤) .

وقالعليه‌السلام :كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته ، والأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيّته ، والرجل راع على أهله وهو مسؤول عنهم ، والمرأة راعية على أهل بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم ، والعبد راع على مال سيّده وهو مسؤول عنه ، ألا فكلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته (٥) .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وأغرف لجيرانك منها (٦) .

وقالعليه‌السلام :لا يزال الناس بخير ما لم يستعجلوا ، قيل : يا رسول الله وكيف يستعجلون ؟ قال : يقولون : دَعَوْنا فلم يستجب لنا (٧) .

وقالعليه‌السلام :مَن أدرك الصلاة أربعين يوماً في الجماعة كتب له براءة من النفاق وبراءة من النار (٨) .

____________

(١) المصدر نفسه .

(٢) المصدر نفسه .

(٣) في ( ب ) و ( ج ) : لا يغفره .

(٤) مجموعة ورام ١ : ٧ .

(٥) مجموعة ورام ١ : ٦ .

(٦) المصدر نفسه .

(٧) المصدر نفسه .

(٨) مجموعة ورام ١ : ٧ .

٣٤٤

وقالعليه‌السلام :إنّ الله يحب عبده الفقير المتعفّف أبا العيال (١) .

وقالعليه‌السلام :طهّروا أفواهكم فإنّها طرق القرآن (٢) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :اطلبوا الحوائج إلى ذي الرحمة من أُمّتي ترزقوا وتنجحوا ، فإنّ الله عزّ وجل يقول : رحمتي في ذي الرحمة من عبادي ، ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا ، فإنّ الله عزّ وجل يقول : إنّ سخطي فيهم (٣) .

وقالعليه‌السلام :إنّ العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام ، وإنّه لينظر إلى إخوانه وأزواجه في الجنّة (٤) .

وقالعليه‌السلام :مَن أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار [وهو باك] (٥) (٦) .

وقالعليه‌السلام :ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أكبر الكبائر ثلاث : الإشراك بالله عزّ وجل ، وعقوق الوالدين ، وكان متّكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور ، فما زال يكرّرها حتّى قلنا ليته سكت (٧) .

وبإسناده الصحيح عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :يدخل الجنّة من أُمّتي سبعين ألفاً بغير حساب ، ثمّ التفت إلى عليّ عليه‌السلام وقال : هم شيعتك [ يا عليّ ] (٨) وأنت إمامهم (٩) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :مَن رفع قرطاساً من الأرض

____________

(١) المصدر نفسه .

(٢) المصدر نفسه .

(٣) مجموعة ورام ١ : ٩ .

(٤) مجموعة ورام ١ : ١٧ .

(٥) أثبتناه من ( ج ) .

(٦) مجموعة ورام ١ : ١٨ .

(٧) المصدر نفسه .

(٨) أثبتناه من ( ج ) .

(٩) مجموعة ورام ١ : ٢٣ ، معالم الزلفى : ٣٢١ .

٣٤٥

مكتوباً فيه اسم الله إجلالاً لله ولاسمه عن أن يُداس ، كان عند الله من الصدّيقين ، وخفّف الله عن والديه وإن كانا مشركين (١) .

وقالعليه‌السلام :ليس منّا مَن لم يرحم صغيرنا ، ويوقّر كبيرنا (٢) .

وقالعليه‌السلام :مَن عرف فضل كبير لسنّه فوقّره ، آمنه الله من فزع يوم القيامة (٣) .

وقالعليه‌السلام :إذا بلغ المؤمن ثمانين سنة فهو أمين (٤) الله في الأرض ، يكتب له الحسنات وتمحى عنه السيّئات (٥) .

وعن ابن عباس قال :مَن بلغ الأربعين ولم يغلب خيره شرّه فليتجهّز إلى النار (٦) .

وعن محمد بن عليّ بن الحسين (صلوات الله عليهم) :إذا بلغ الرجل أربعين سنة نادى مناد من السماء : دنا الرحيل فأعد له زاداً ، ولقد كان فيما مضى إذا أتت على الرجل أربعين سنة حاسب نفسه (٧) .

وعن عبد الله بن عمر قال : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ما عمل أهل الجنّة ؟ قال :الصدق ، إذا صدق العبد برّ ، وإذا برّ آمن ، وإذا آمن دخل الجنّة ، قال : يا رسول الله وما عمل أهل النار ؟ قال :الكذب ، إذا كذب العبد فجر ، وإذا فجر كفر ، وإذا كفر دخل النار (٨) .

____________

(١) مجموعة ورام ١ : ٣٢ .

(٢) مجموعة ورام ١ : ٣٤ وأيضاً ٢ : ١٩٧ .

(٣) مجموعة ورام ١ : ٣٤ .

(٤) في ( ج ) : أسير .

(٥) مجموعة ورام ١ : ٣٤ ، معالم الزلفى : ٣٤ .

(٦) مجموعة ورام ١ : ٣٥ .

(٧) مجموعة ورام ١ : ٣٥ ، مستدرك الوسائل ١١ : ١٥٦ ح١٣٧٦٧ ، معالم الزلفى : ٣٤ .

(٨) مجموعة ورام ١ : ٤٣ ، مستدرك الوسائل ٨ : ٤٥٧ ح٩٩٩٧ .

٣٤٦

وعنهعليه‌السلام :مَن مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنّه ظالم فقد خرج من الإسلام (١) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة ، حتّى مَن برى لهم قلماً أو لاق لهم دواة ، قال : فيجمعون في تابوت من حديد ثمّ يرمى بهم في جهنّم (٢) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :يأتي في آخر الزمان أُناس يأتون المساجد فيقعدون فيها حلقاً ، ذكرهم الدنيا وحبّ الدنيا ، فلا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة (٣) .

وقال عيسىعليه‌السلام :إنّي أرى الدنيا في صورة عجوز هتماء (٤) عليها كلّ زينة ، قيل لها : كم تزوّجت ؟ قالت : لا أحصيهم كثرةً ، قيل : أماتوا عنكِ أم طلّقوكِ ؟ قالت : بل قتلتهم كلّهم (٥) ، قيل : فتعساً لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين ، وكيف لا يكونون على حذر (٦) .

وكان الحسين(٧) بن عليّ عليهما‌السلام كثيراً ما يتمثّل ويقول :

يا أهل لذّات دنيا لا بقاء لها

إنّ اغتراراً بظلّ زائل حمق (٨)

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :الدنيا دار مَن لا دار له ، ولها يجمع مَن لا عقل له ، ويطلب شهواتها مَن لا فهم له ، وعليها يعادي مَن لا علم له ، وعليها يحسد مَن

____________

(١) مجموعة ورام ٢ : ٢٣٣ .

(٢) مجموعة ورام ١ : ٥٤ ، معالم الزلفى : ٢٤٧ .

(٣) مجموعة ورام ١ : ٦٩ .

(٤) الهتم : انكسار الثنايا من أُصولها خاصّة (لسان العرب)

(٥) في ( ج ) : بل كلّهم ماتوا .

(٦) مجموعة ورام ١ : ٦٩ وأيضاً ١ : ١٤٦ .

(٧) في المصدر : الحسن بن عليّعليه‌السلام .

(٨) مجموعة ورام ١ : ١٤٥ .

٣٤٧

لا فقه له ، ولها يسعى مَن لا يقين له ، مَن كانت الدنيا همّه كثر في الدنيا والآخرة غمّه (١) .

وقيل : إنّ عابداً احتضر فقال : ما تأسّفي على دار الأحزان والغموم والخطايا والذنوب ، وإنّما تأسّفي على ليلة نمتها ، ويوم أفطرته ، وساعة غفلت فيها عن ذكر الله تعالى(٢) .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن ذبّ عن عرض أخيه كان ذلك حجاباً له من النار ، ومَن كان لأخيه المسلم في قلبه مودّة ولم يعلمه فقد خانه ، ومَن لم يرض من أخيه إلاّ بإيثاره على نفسه دام سخطه ، ومَن عاتب صديقه على كلّ ذنب كثر عدوّه .

وقالعليه‌السلام :إنّ الله يعطي الدنيا على نيّة الآخرة ، ولا يعطي الآخرة على نيّة الدنيا (٣)

اجعل الآخرة رأس مالك ، فما أتاك من الدنيا فهو ربح(٤) .

____________

(١) مجموعة ورام ١ : ٧٠ وأيضاً ١ : ١٣٠ .

(٢) مجموعة ورام ١ : ٧٥ .

(٣) مجموعة ورام ١ : ٧٦ .

(٤) المصدر نفسه .

٣٤٨

الباب الثالث والخمسون : في أحاديث منتخبة

من الكتاب المذكور ، روي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال لبعض تلاميذه يوماً :أيّ شيء تعلّمت منّي؟ قال له : يا مولاي ثمان مسائل ، قال لهعليه‌السلام :قصها عليّ لأعرفها ، قال : الأُولى رأيت كلّ محبوب يفارق محبوبه عند الموت ، فصرفت همّي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي وهو فعل الخير ، قال :أحسنت والله .

الثانية [قال](١) : ورأيت قوماً يفخرون بالحسب وآخرين بالمال والولد ، وإذا ذلك لا فخر [فيه] ، ورأيت الفخر العظيم قوله تعالى :( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) (٢) فاجتهدت أن أكون عند الله كريماً ، قال :أحسنت والله .

الثالثة قال : رأيت الناس في لهوهم وطربهم ، وسمعت قوله تعالى :( وأمّا مَن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى ) (٣) فاجتهدت في

____________

(١) أثبتناه من ( ب ) .

(٢) الحجرات : ١٣ .

(٣) النازعات : ٤٠ـ٤١ .

٣٤٩

صرف الهوى عن نفسي حتّى استقرّت على طاعة الله تعالى ، قال :أحسنت والله .

الرابعة قال : رأيت كلّ مَن وجد شيئاً يكرم عنده اجتهد في حفظه ، وسمعت قوله تعالى :( مَن ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم ) (١) فأحببت المضاعفة ولم أر أحفظ ممّا يكون عنده ، وكلّما وجدت شيئاً يكرم عندي وجّهت به إليه ليكون لي ذخراً إلى وقت حاجتي إليه ، قال :أحسنت والله .

الخامسة ، قال : رأيت حسد الناس بعضهم لبعض وسمعت قوله تعالى :( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (٢) فلمّا عرفت أنّ رحمة الله خير ممّا يجمعون ما حسدت أحداً ، ولا أسفت على ما فاتني ، قال :أحسنت والله .

السادسة ، قال : رأيت عداوة الناس بعضهم لبعض في دار الدنيا والحزازات التي في صدورهم ، وسمعت قول الله تعالى :( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ) (٣) فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره ، فقال :أحسنت والله .

السابعة ، قال : رأيت كدح الناس واجتهادهم في طلب الرزق ، وسمعت قوله تعالى :( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إنّ الله هو الرزّاق ذو القوّة المتين ) (٤) فعلمت أنّ وعده حقّ وقوله صدق ، فسكنت إلى وعده ، ورضيت بقوله ، واشتغلت بما له عليّ عمّا لي عنده ، قال :أحسنت والله .

الثامنة ، قال : رأيت قوماً يتّكلون على صحّة أبدانهم ، وقوماً على كثرة أموالهم ، وقوماً على خلق مثلهم ، وسمعت قوله تعالى :( ومَن يتّق الله يجعل له مخرجاً

____________

(١) الحديد : ١١ .

(٢) الزخرف : ٣٢ .

(٣) الفاطر : ٦ .

(٤) الذاريات : ٥٦ـ٥٨ .

٣٥٠

* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل لكلّ شيء قدراً ) (١) فاتّكلت على الله وزال اتّكالي عن غيره ، قال له :والله إنّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم وسائر الكتب ترجع إلى هذه المسائل (٢) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن طلب العلم لله عزّ وجل لم يصب منه باباً إلاّ ازداد في نفسه ذلاً ، وللناس تواضعاً ، ولله خوفاً ، وفي الدين اجتهاداً ، فذلك الذي ينتفع بالعلم فيتعلّمه .

ومَن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس ، والحظوة عند السلطان ، لم يزد(٣) منه باباً إلاّ ازداد في نفسه عظمة ، وعلى الناس استطالة ، وبالله اغتراراً ، وفي الدين جفاءً ، فذلك الذي لا ينتفع بالعلم ، فليكفّ وليمسك عن الحجّة على نفسه ، والندامة والخزي يوم القيامة(٤) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال :قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ ملك الموت إذا نزل ليقبض روح الفاجر نزل ومعه سفود من نار ، قال عليّ عليه‌السلام : يا رسول الله فهل يصيب ذلك أحداً من أُمّتك ؟ قال : نعم ، حاكماً جائراً ، وآكل مال اليتيم ، وشاهد الزور ، وإنّ شاهد الزور يدلع لسانه في النار كما يدلع الكلب لسانه في الإناء (٥) .

وقيل لبعضهم : على ما بنيت أمرك ؟ قال : على أربع خصال ، علمت أنّ رزقي لا يأكله غيري فاطمأنّت نفسي ، وعلمت أنّ عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به ، وعلمت أنّ أجلي لا أدري متى يأتيني [ولا يأتيني إلاّ بغتة](٦) وأنا أُبادره ، وعلمت

____________

(١) الطلاق : ٢ـ٣ .

(٢) مجموعة ورام ١ : ٣٠٣ .

(٣) في ( ج ) : يصب .

(٤) مجموعة ورام ٢ : ٣ ، معالم الزلفى : ١٣ .

(٥) مجموعة ورام ٢ : ٧ ، معالم الزلفى : ٦٧ .

(٦) أثبتناه من ( ب ) و ( ج ) .

٣٥١

أنّي لا أغيب عن عين الله فأنا منه مستحي(١) .

وقالعليه‌السلام :من علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر ، جعل ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من نار طوله سبعون ذراعاً ، يسلّطه الله عليه يوم القيامة في نار جهنّم وبئس المصير (٢) .

وقالعليه‌السلام :مَن كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه ، [ومَن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه] (٣) .

وعن الحسن بن عليّعليهما‌السلام قال :إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : أيّها الناس مَن كان له على الله أجر فليقم ، قال : فلا يقوم إلاّ أهل المعروف (٤) .

قيل : مَن كان غناه في كيسه لم يزل فقيراً ، ومَن كان غناه في قلبه لم يزل غنيّاً(٥) .

وقال بعضهم : مَن لم يسلم لك صدره فلا يغرّنّك بشره ، باشر ما أغناك ولا تكله إلى سواك ، استغن فيما دهاك بمَن يغنيه غناك(٦) .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إيّاكم والغيبة ، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا ، إنّ الرجل ليزني ويتوب فيتوب الله عليه ، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتّى يغفر له صاحبها (٧) .

وقالعليه‌السلام :يا معاشر الناس ، مَن اغتاب آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، فلا تغتابوا المسلمين ولا تتّبعوا عوراتهم فإنّه مَن تتبّع عورة أخيه تتبّع [الله] عورته

____________

(١) مجموعة ورام ٢ : ٩ .

(٢) المصدر نفسه .

(٣) مجموعة ورام ٢ : ١٠ ، وأثبتنا ما بين المعقوفين من ( ج ) .

(٤) مجموعة ورام ٢ : ١٠ وفيه : أهل العفو ، معالم الزلفى : ٢٤٦ و٣٢١ .

(٥) مجموعة ورام ٢ : ١٣ ، معالم الزلفى : ٢٤٦ و ٣٢١ .

(٦) مجموعة ورام ٢ : ١٣ .

(٧) مجموعة ورام ١ : ١١٥ .

٣٥٢

وفضحه في جوف بيته (١) .

وأوحى الله إلى موسىعليه‌السلام :مَن مات تائباً عن الغيبة فهو آخر مَن يدخل الجنّة ، ومَن مات وهو مصرّ عليها فهو أوّل مَن يدخل النار (٢) .

وقالعليه‌السلام :ليس الشديد (٣) بالصرعة ، إنّما الشديد (٤) الذي يملك نفسه عند الغضب ، فإنّ الغضب مفتاح كلّ شرّ (٥) .

وقد ذمّ الله تعالى الكبر في مواضع من كتابه ، وذمّ كلّ جبار عنيد ، وقال :( سأصرف عن آياتي الذين يتكبّرون في الأرض بغير الحق ) (٦) .

وقال :( ومَن يستنكف عن عبادته ويستكبر ) (٧) .

وقال :( اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) (٨) .

وقال :( فبئس مثوى المتكبّرين ) (٩) .

وقال :( كذلك يطبع الله على كلّ قلب متكبّر جبّار ) (١٠) .

وقال :( واستفتحوا وخاب كلّ جبّار عنيد ) (١١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا يدخل الجنّة مَن كان في قلبه مثقال

____________

(١) المصدر نفسه .

(٢) مجموعة ورام ١ : ١١٦ ، معالم الزلفى : ٣٥٩ .

(٣) في ( ج ) : الشهيد .

(٤) في ( ج ) : الشهيد .

(٥) مجموعة ورام ١ : ١٢٢ .

(٦) الأعراف : ١٤٦ .

(٧) النساء : ١٧٢ .

(٨) الأنعام : ٩٣ .

(٩) الزمر : ٧٢ .

(١٠) غافر : ٣٥ .

(١١) إبراهيم : ١٥ .

٣٥٣

حبّة من خردل من كبر ، ولا يدخل النار رجل (١) في قلبه مثقال حبّة من الإيمان (٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ الله تعالى يقول : ( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمَن نازعني في واحد منهما ألقيته في النار ) (٣) .

وبإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :مَن اجتهد في أُمّتي بترك شهوة من شهوات الدنيا فتركها من مخافة الله آمنه الله من الفزع الأكبر ، وأدخله الجنّة .

وبإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه :مَن قبّل غلاماً بشهوة عذّبه الله ألف عام في النار ، ومَن جامعه لم يجد ريح الجنّة ، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام إلاّ أن يتوب .

وبإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :ما من أحد من أُمتي يذكرني ويصلّي عليّ إلاّ غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج .

وبإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :صدقة المؤمن تدفع عن صاحبها آفات الدنيا ، وفتنة القبر ، وعذاب يوم القيامة (٤) .

وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :صلاة الليل سراج لصاحبها في ظلمة القبر ، وقول ( لا إله إلاّ الله ) يطرد الشيطان عن قائلها (٥) .

[وبإسناده](٦) عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن مات غريباً مات شهيداً .

وعنهعليه‌السلام :موت غربة شهادة ، فإذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره فلم ير إلاّ غريباً ، وذكر أهله فتنفّس فله بكلّ نفس تنفّسه يمحو الله عنه

____________

(١) في ( ب ) و ( ج ) : من كان .

(٢) مجموعة ورام ١ : ١٩٨ .

(٣) المصدر نفسه .

(٤) عنه معالم الزلفى : ١٢٢ .

(٥) عنه البحار ٨٧ : ١٦٠ ح٥٢ ، معالم الزلفى : ١٢١ .

(٦) أثبتناه من ( ب ) .

٣٥٤

به ألف ألف سيّئة ، ويكتب له ألف ألف حسنة ، وإذا مات مات شهيداً .

وعن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه فلم ير أحداً غفر الله له ما تقدّم من ذنبه [وما تأخّر] (١) .

وفي الخبر : مَن أحرق سبعين مصحفاً ، وقتل سبعين ملكاً مقرباً ، وزنا بسبعين بكراً ، كان أقرب إلى النجاة ممّن ترك الصلاة متعمّداً .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :جلوس ساعة عند العالم في مذاكرة العلم أحبّ إلى الله تعالى من مائة ألف ركعة تطوّعاً ، ومائة ألف تسبيحة ، ومن عشرة آلاف فرس يغزو بها المؤمن في سبيل الله (٢) .

وبإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :إذا صلّيت الصلاة لوقتها صعدت ولها نور شعشعاني ، وتفتح لها أبواب السماء حتّى تنتهي إلى العرش ، فتشفع لصاحبها وتقول : حفظك الله كما حفظتني وإذا صلّيت لغير وقتها صعدت مظلمة ، تغلق دونها أبواب السماء ، ثمّ تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها فتقول : ضيّعك الله كما ضيّعتني .

وروي عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال :قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صلاة الليل مرضات للرب ، وحبّ الملائكة ، وسنّة الأنبياء ، ونور المعرفة ، وأصل الإيمان ، ورأفة (٣) للأبدان ، وكراهية للشيطان ، وسلاح على الأعداء ، وإجابة للدعاء ، وقبول للأعمال ، وبركة في الرزق ، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت ، وسراج في قبره ، وفراش من تحت جنبه ، وجواب مع منكر ونكير ، ومونس وزائر في قبره .

____________

(١) أثبتناه من ( ب ) .

(٢) معالم الزلفى : ١٣ .

(٣) في ( ج ) : راحة .

٣٥٥

فإذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلاًّ فوقه ، وتاجاً على رأسه ، ولباساً على بدنه ، ونوراً يسعى به بين يديه ، وستراً بينه وبين النار ، وحجّة للمؤمن بين يدي الله تعالى ، وثقلاً في الموازين ، وجوازاً على الصراط ، ومفتاحاً للجنّة لأنّ الصلاة تكبير وتحميد وتسبيح وتمجيد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء ، وانّ أصل الأعمال كلّها الصلاة لوقتها (١) .

وقالعليه‌السلام :اعلموا رحمكم الله أنّكم على أعلام بيّنة ، والطريق نهج إلى دار السلام ، وأنتم في دار مستعتب على مهل وفراغ ، والصحف منشورة ، والأقلام جارية ، والأبدان صحيحة ، والألسن مطلقة ، والتوبة مسموعة ، والأعمال مقبولة (٢) .

وعن حذيفة بن اليمان رفعه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ قوماً يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال ، فيجعلها الله هباءً منثوراً ثمّ يؤمر بهم إلى النار ، فقال سلمان : احكهم(٣) لنا يا رسول الله ، فقال :أما إنّهم قد كانوا يصومون ويصلّون ويأخذون أهبة من الليل ، ولكنّهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه (٤) .

وقالعليه‌السلام :ألا فاذكروا هادم اللذات ، ومنغّص الشهوات ، وقاطع الأمنيات عند المشاورة للأعمال القبيحة ، واستعينوا بالله على أداء واجب حقّه ، وما لا يحصى من أعداد نعمه وإحسانه .

وقالعليه‌السلام :رحم الله امرأ تفكّر واعتبر ، واعتبر فأبصر ، فكأنّ ما هو كائن من الدنيا عمّا قليل لم يكن ، وكأنّ ما هو كائن من الآخرة عن قليل لم يزل ، وكلّ

____________

(١) عنه البحار ٨٧ : ١٦١ ضمن حديث ٥٢ .

(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٩٤ ، عنه البحار ٧١ : ١٩٠ ح٥٦ .

(٣) في ( ج ) : صفهم .

(٤) مجموعة ورام ١ : ٦١ ، مستدرك الوسائل ١١ : ٢٨ ح١٣٠١٤ .

٣٥٦

معدود منقص ، وكلّ متوقع آت ، وكلّ آت قريب دان (١) .

وقالعليه‌السلام :ألا وإنّ الآخرة قد أقبلت والدنيا قد أدبرت ولكلٍّ منها بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، وانّ كلّ واحد (٢) سيلحق بأُمّه يوم القيامة ، وانّ اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل .

وقالعليه‌السلام :إنّ النساء نواقص الإيمان ، نواقص الحظوظ ، نواقص العقول ، فأمّا نقصان إيمانهن فقعودهنّ عن الصلاة والصوم أيام حيضهنّ ، وأمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ بالإنصاف من مواريث الرجال ، لقوله تعالى : ( للذكر مثل حظّ الأُنثيين ) (٣) ، وأمّا نقصان عقولهنّ فشهادة الامرأتين منهنّ كشهادة الرجل الواحد ، فاتّقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر ، ولا تطيعوهنّ في المعروف حتّى لا يطمعن في المنكر (٤) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ، ويفوته الغنى الذي إيّاه طلب ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويُحاسب في الآخرة حساب الأغنياء ، وعجبت للمتكبّر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غداً جيفة وعجبت لمَن شكّ في الله وهو يرى خلق الله ، وعجبت لمَن نسي الموت وهو يرى مَن يموت ، وعجبت لمَن أنكر النشأة الأُخرى وهو يرى النشأة الأُولى ، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء (٥) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنّة ومأواه جهنّم وبئس المصير ، ومَن ضيّع حقّ جاره فليس منّا (٦) .

____________

(١) البحار ٧٣ : ١١٩ ضمن حديث ١٠٩ عن كتاب عيون الحكم والمواعظ .

(٢) في ( ج ) : ولد .

(٣) أمالي الصدوق ، حديث المناهي ، عنه البحار ٧٦ : ٣٣٥ ح١ .

(٤) نهج البلاغة : الخطبة ٨٠ ، عنه البحار ٣٢ : ٢٤٧ ح١٩٥ .

(٥) مجموعة ورام ١ : ٦٢ ، معالم الزلفى : ١٣٤ .

(٦) أمالي الصدوق ، حديث المناهي ، عنه البحار ٧٤ : ١٥٠ ح٢ .

٣٥٧

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجل أجر مائة شهيد ، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة ، ومحى عنه أربعون ألف سيّئة ، ورفع له من الدرجات مثل ذلك ، وكان كأنّما عبد الله عزّ وجل مائة سنة صابراً محتسباً ومَن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا ، ومشى له فيها حتّى يقضي له حاجته ، أعطاه الله براءة من النفاق ، وبراءة من النار ، وقضى له سبعين ألف حاجة من حوائج الدنيا ، ولا يزال يخوض في رحمة الله حتّى يرجع (١) .

وسئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أثقل من السماء ، وما أغنى من البحر ، وما أوسع من الأرض ، وما أحرّ من النار ، وما أبرد من الزمهرير ، وما أشدّ من الحجر ، وما أمرّ من السمّ ؟

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :البهتان على البريء أثقل من السماء ، والحق أوسع من الأرض ، وقلبٌ قانعٌ أغنى من البحر ، وسلطانٌ جائرٌ أحرّ من النار ، والحاجة إلى اللئيم أبرد من الزمهرير ، وقلب المنافق أشدّ من الحجر ، والصبر في الشدّة أمرّ من السمّ .

وقالعليه‌السلام :ستة أشياء حسنة ولكنّها من ستّة أحسن : العدل حسن وهو من الأُمراء أحسن ، والصبر حسن وهو من الفقراء أحسن ، والورع حسن وهو من العلماء أحسن ، والسخاء حسن وهو من الأغنياء أحسن ، والتوبة حسنة وهي من الشباب أحسن ، والحياء حسن وهو من النساء أحسن وأمير لا عدل له كغمام لا غيث له ، وفقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له ، وعالم لا ورع له كشجرة لا ثمر لها ، وغني لا سخاء له كمكان لا نبت له ، وشاب لا توبة له كنهر لا ماء له ، وامرأة لا حياء لها كطعام لا ملح له .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن تاب ولم يغيّر لسانه فليس بتائب ،

____________

(١) أمالي الصدوق ، حديث المناهي ، عنه البحار ٧٦ : ٣٣٥ ح١ .

٣٥٨

ومَن تاب ولم يغيّر فراشه فليس بتائب ، ومَن تاب ولم يغيّر أعماله فليس بتائب ، فإذا حصل هذه الخصال فهو تائب (١) .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :خلق الله تعالى ملكاً تحت العرش يسبّحه بجميع اللغات المختلفة ، فإذا كان ليلة الجمعة أمره أن ينزل من السماء إلى الدنيا ويطلع إلى أهل الأرض ويقول : يا أبناء العشرين لا تغرّنّكم الدنيا ، ويا أبناء الثلاثين اسمعوا وعوا ، ويا أبناء الأربعين جدّوا واجتهدوا ويا أبناء الخمسين لا عذر لكم ، ويا أبناء الستين ماذا قدّمتم في دنياكم لآخرتكم ، ويا أبناء السبعين زرع قد دنا حصاده ، ويا أبناء الثمانين أطيعوا الله في أرضه ، ويا أبناء التسعين آن لكم الرحيل فتزوّدوا ، ويا أبناء المائة أتتكم الساعة وأنتم لا تشعرون ، ثمّ يقول : لولا مشائخ ركّع ، وفتيان خشّع ، وصبيان رضّع لصبّ عليكم العذاب صبّاً (٢) .

وقالعليه‌السلام :إنّ لله ملكاً ينادي في كلّ يوم : لدوا (٣) للموت واجمعوا للفناء وابنوا للخراب (٤) .

وقالعليه‌السلام :مَن عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبائرها (٥) .

وقالعليه‌السلام :لا يكون الصديق صديقاً حتّى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته ، وغيبته ، ووفاته (٦) .

وقالعليه‌السلام :أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة ، فأصدقاؤك : صديقك وصديق صديقك وعدوّ عدوّك ، وأمّا أعداؤك : فعدوّك وعدوّ صديقك وصديق

____________

(١) جامع الأخبار : ٢٢٧ ح٨ في التوبة ، عنه البحار ٦ : ٣٥ ح٥٢ بتفصيل أكثر .

(٢) عنه مستدرك الوسائل ٦ : ٧٥ ح٦٤٧٤ .

(٣) في ( ج ) : تهيّئوا .

(٤) نهج البلاغة : قصار الحكم ١٣٢ ، عنه البحار ٨٢ : ١٨٠ ح٢٥ .

(٥) نهج البلاغة : قصار الحكم ٤٤٨ ، الدعوات للراوندي : ١٦٩ ح٤٧٣ ، عنهما البحار ٨٢ : ١٣٦ ح٢٠ .

(٦) نهج البلاغة : قصار الحكم ١٣٤ ، عنه البحار ٧٤ : ١٦٣ ح٢٨ .

٣٥٩

عدوّك (١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ الله تعالى ينظر إلى هذه الأُمّة بالعلماء والفقراء ، والعلماء ورثتي والفقراء أحبّائي ، وخلق الله الخلق من طين الأرض وخلق الأنبياء والفقراء من طين الجنّة ، فمَن أراد أن يكون في عهد الله فليكرم الفقراء (٢) .

وقالعليه‌السلام :سراج الأغنياء في الدنيا والآخرة الفقراء ، ولولا الفقراء لهلك الأغنياء ، ومثل الفقراء مع الأغنياء كمثل عصى في يد أعمى .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لعن الله مَن أكرم الغنيّ لغناه ، ولعن الله مَن أهان الفقير لفقره ، ولا يفعل هذا إلاّ منافق ، فمَن أكرم الغني لغناه وأهان الفقير لفقره سمّي في السماوات عدوّ الله وعدوّ الأنبياء ، لا يُستجاب له دعوة ولا تُقضى له حاجة .

وقالعليه‌السلام :الفقر ذلّ في الدنيا وفخر في الآخرة ، والغنى فخر في الدنيا وفقر في الآخرة ، فطوبى لمَن كان فخره في الآخرة .

وقالعليه‌السلام :المنّان على الفقراء ملعون في الدنيا والآخرة ، والمنّان على أبويه وإخوته بعيد من الرحمة بعيد من الملائكة ، قريب من النار ، لا يستجاب له دعوة ، ولا تُقضى له حاجة ، ولا ينظر الله إليه في الدنيا والآخرة .

وقالعليه‌السلام :مَن آذى مؤمناً فقيراً بغير حقّ فكأنّما هدم مكّة عشر مرّات والبيت المعمور ، وكأنّما قتل ألف ملك من المقرّبين .

وقالعليه‌السلام :حرمة المؤمن الفقير أعظم عند الله من سبع سماوات وسبع أرضين والملائكة والجبال وما فيها .

____________

(١) نهج البلاغة : قصار الحكم ٢٩٥ ، عنه البحار ٧٤ : ١٦٤ ح٢٨ .

(٢) معالم الزلفى : ١٣ و١٤ .

٣٦٠