النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 91576
تحميل: 4412


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 91576 / تحميل: 4412
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ولقد أورد هذا الحديث الكثير من علماء المسلمين وبشتّى فرقهم وألوانهم، بألفاظ متقاربة وبمعنى واحد هو ليلة مبيت الإمام عليّعليه‌السلام في فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة هجرته.

فممن أورد هذا من علماء السنّة والجماعة منهم:

ابن سبع المغربي في كتابه: شفاء الصدور وكذا الطبراني في الجامع الأوسط والكبير، وابن الأثير في أسد الغابة: ج ٤ ص ٢٥، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة: ص ٣١ ط الحيدريّة و ص ١١٤ ط الغري، والفاضل النيسابوري.

وممن روى الحديث أيضا، الثعلبي في تفسير الآية الكريمة من تفسيره الكشف والبيان: ج ٢، ص ١٢٥، وكذ رواه عنه ابن البطريق مرسلا في الفصل (٦) من كتاب خصائص الوحي المبين: ص ٥٩ ط ١، وفي الطبعة الثانية ص ٩٢ ورواه الطوسي بسند آخر عن هند بن أبي هالة ربيب رسول الله و أبي رافع مولي رسول الله، وعمّار بن ياسر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الحديث الأخير من الجزء ١٦ من أمالي الشيخ الطوسي.

ورواه أبو الفتوح الرازي في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج ٢ ص ١٥٢ مرسلاً عن الإمام الصادقعليه‌السلام . وتفسيره أيضاً: ج ٥ ص ٢٢٣ ط البهية و ج ٢ ص ٢٨٣ الطباعة بمصر.

ورواه أيضاً سبط ابن الجوزي، عن الثعلبي من كتابه: تذكرة الخواص ص ٤١ ط بيروت، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وزينى دحلان في السيرة النبويّة بهامش السيرة الحلبية: ج ١ ص ٣٠٦ وفي نور الأبصار: ص ٩٦ دار الفكر.

وكذلك فقد روى الحديث ابن شهر آشوب عن جماعه في عنوان (المسابقة بالهجرة) من مناقبه: ج ٢ ص ٦٥.

ورواه المحسن بن كرامه الجشمي مرسلاً ومختصراً عن ابن عباس في تفسير الآية الكريمة في (تنبيه الغافلين: ص ٣٨ طبعة اليمن).

وممّن روى عن الثعلبي السيد البحراني في الحديث ١١ من تفسير الآية الكريمة من تفسيره البرهان: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٢، وكذلك فإن السيد البحراني قد روى أيضاً عن الثعلبي في كتابه غاية المرام: من الباب (٤٥) ص ٣٤٦.

١٤١

ورواه أيضاً ابن الأثير في كتاب (الإنصاف) الذي جمع فيه بين الكاشف والكشّاف، كما في كشف الغمّة: ج ١ ص ٣١٠ ط بيروت.

ورواه أيضاً الكنجى الشافعي في الباب: ٦٢ من كفاية الطالب ص ٢٣٦، مرسلا عن الثعلبي.

وممن أورد مبيت الإمام علي على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيضاً الحافظ الحاكم الحسكاني في تفسيره: ج ١ من الصفحات ٩٦، ١٣٣ إلى ١٤٢. وأيضا روى الحاكم في المستدرك: ج ٣ ص ٤ وصححه الذهبي، في تلخيصه من طريق أبي بكر أحمد بن إسحاق عن ابن عباس قال: شرى عليٌّ نفسه ولبس ثوب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ نام مكانه، وكان المشركون يرمون عليّاً وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ألبسه برده وكانت قريش تريد أن تقتل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فجعلوا يرمون عليّاً ويرونه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد لبس برده، وجعل عليٌّ رضى الله عنه يتضوّر فإذا هو عليٌّ فقالوا: إنَّك للئيم إنَّك لتتضوّر وكان صاحبك لا يتضوّر ولقد استنكرناه منك.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه. (أي البخاري و مسلم)

وفيه أيضاً عن عليٍّ بن الحسينعليه‌السلام ، أنّه قال:[إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله، عليّ بن أبي طالب]. وقال عليّ عند مبيته على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجرِ

رسول إلهي خاف أن يمكروا به

فنجّاه ذو الطول الإله من المكر

وبات رسول الله في الغار آمناً

موقّىً وفي حفظ الإله وفي ستر

وبتُّ أراعيهم ولم يتهمونني

وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

وقد أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٤٧ ط ٣ الحديث المرقم ١٣٥ قال:

١٤٢

أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو بكر القبّاب (عبد الله بن محمّد) قال: أخبرنا أبو بكر ابن أبي عاصم القاضي قال: حدّثنا محمّد بن المثنى قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عوانة (الوضّاح بن عبد الله)، عن يحيى بن سليم أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس قال:

وكان - يعنى عليّاً - أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة، (قال) وشرى بنفسه ولبس ثوب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ونام مكانه، فجعل المشركون يرمونه كما كانوا يرمون رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وهم يحسبون أنّه نبيّ الله فجاء أبو بكر وقال: يا نبي الله، فقال عليٌّ:[إنّ نبيّ الله قد ذهب نحو بئر ميمون].

وكان المشركون يرمون عليّاً وهو يتضوّر حتّى أصبح فكشف عن رأسه، فقالوا: كنّا نرمي صاحبك فلا يتضوّر، وأنت تتضوّر، استنكرنا ذلك.

وممن روى هذا الحديث عن يحيى بن سليم، أبي بلج.

الحاكم في المستدرك: ج ٣ ص ١٣٢، وكذا رواه عنه وعن غيره.

ابن عساكر: في الحديث ٢٤٨ وتواليه من ترجمة أمير المؤمنين، من كتابه تاريخ دمشق: ج ١ ص ٢٠٢ ط ٢، وكذلك من (الأربعين الطوال) على ما رواه عنه الكنجي الشافعي من الباب ٦٢ من كفاية الطالب ص ٢٤١.

ورواه أيضاً الطبراني مطولا في مسند ابن عباس من المعجم الكبير: ج ٣/الورق ١٦٨/ب - وفي ط ٢، ج ١٤، ص ٧٧، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدّثنا كثير بن يحيى، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، قال: كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر...

وكذلك رواه النسائي في الحديث: ٢٣ من كتاب الخصائص ص ٦١ ط النجف.

وكذ رواه البلاذري في الحديث: ٤١ من ترجمة أمير المؤمنين باختصار في متنه وفي جميع هذه المصادر، هو عن (أبي بلج). ورواه ابن سعد باختصار في متنه في عنوان: (ذكر إسلام عليّ و صلاته) من الطبقات: ج ٣ ص ٢١ بيروت قال: أخبرنا يحيى بن حماد البصري قال: أخبرنا أبو عوانه عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون:

١٤٣

عن ابن عباس قال: أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة عليّ.

ورواه المحاملي مطوّلا - كما روى عنه ابن عساكر في الحديث: ٢٤٩ من ترجمة عليعليه‌السلام من تاريخ دمشق(٢) قال: حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنى: أنبانا يحيى بن حمّاد، أنبانا الوضاح، أنبانا يحيى أبو بلج، أنبانا عمرو بن ميمون...

وكذ الحديث رواه أحمد بن حنبل بزيادات كثيرة عن يحيى بن حمّاد، عن أبي عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس في الحديث: ٢٩١ من باب فضائل أمير المؤمنين، من كتاب الفضائل(٢) . ورواه أيضاً بسندين في أواخر مسند عبد الله بن العباس تحت الرقم: ١٢٦٦ منه من كتاب المسند: ج ١/٣٣٠ ط ١.

والحديث من أنّ المشركين يحسبون الإمام علي هو نبيّ الله نائما.

رواه أحمد بن حنبل في أواخر مسند ابن عباس من كتاب المسند: ج ١، ص ٣٧٣ ط ١ قال: حدّثنا سليمان بن داوود، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس.....

وكذ الحديث موجود في مسند أبي داوود الطيالسي برقم: ٢٧٥٣ ص ٣٦٠، ولقد رواه عنه جماعه كما يلاحظ في الحديث ٩٤ من تاريخ دمشق لابن عساكر: ج ١ ص ٧١ ط ٢.

وأورد الحافظ الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل(٣) قال: أخبرناه أبو عبد الله الجرجاني قال: أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: أخبرنا جدّي أبو بكر قال: حدّثنا علي بن مسلم قال: حدّثنا أبو داود، عن أبي عوانة، عن أبي بلج (يحيى بن سليم)، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن عبّاس (قال):

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما انطلق ليلة الغار أنام عليّاً في مكانه وألبسه برده، فجاءت قريش تريد (أن) تقتل النبيّ فجعلوا يرمون عليا، وهم يرونه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد لبس برده، وجعل علي يتضوّر فنظروا فإذا هو عليٌّ، فقالوا: إنّك أنت تتضوّر وكان صاحبك لا يتضوّر(٤) ، وقد أنكرنا ذلك.

____________________

(١) تاريخ دمشق: ج ١ ص ٢٠٢ ط ٢.

(٢) كتاب الفضائل: ص ٢١١ ط ١.

(٣) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٤٨ ط ٣ من الحديث ١٣٦.

(٤) التضوّر: التقلب والتلوى من وجع الضرب أو الداء أو الجوع.

١٤٤

وجاء في الحديث ١٣٧ من شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٤٩ ط ٣ للحاكم الحسكاني قال:

وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله قال: حدّثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: أخبرنا زياد بن الخليل التستري قال: حدّثنا كثير بن يحيى، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس قال: شرى نفسه عليّ ولبس ثوب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ نام مكانه.

وممن أورد هذا الحديث وبهذا السند، الحاكم، وحكم هو والذهبي بصحته في الحديث ٧ من كتاب الهجرة من كتاب المستدرك: ج ٣ / ٤ وقال بعد أن سرد السند كما هو مذكور أعلاه قال:

عن ابن عباس رضى الله عنه قال: شرى عليّ نفسه ولبس ثوب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. ثمّ نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فجعلوا يرمون عليّاً ويرونه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد لبس برده وجعل عليّ يتضوّر، فإذا هو عليّ فقالوا: إنّك للئيم إنّك لتتضوّر وكان صاحبك لا يتضوّر، وقد استنكرناه منك.

ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد رواه أبو داوود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة بزيادة ألفاظ.

وكذا وبهذا السند وسند آخر فإنَّ أحمد بن حنبل وابنه عبد الله قد أوردا الحديث مطوّلا في أواخر مسند عبد الله بن العباس من المسند: ج ١ ص ٣٣٠ ط ١، قال:

حدّثنا أبو مالك كثير بن يحيى، أنبانا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس...

ورواه الطبراني مطوّلا في مسند عبد الله بن العباس برقم ١٢٥٩٣ من المعجم الكبير: ج ١٢ / ٧٧ ط ٢ وفي مخطوطة منه ج ٣/ الورق، ١٦٨/ب قال:

حدّثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدّثنا كثير بن يحيى، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون.

١٤٥

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أخبرنا الحاكم الوالد عن أبي حفص بن شاهين، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحمان بن سراج، ومحمّد بن أحمد بن الحسين القطواني قالا: حدّثنا عبّاد بن ثابت قال: حدّثني سليمان بن قرم قال: حدّثني عبد الرحمان بن ميمون أبو عبد الله قال: حدّثني أبي، عن عبد الله بن عبّاس أنّه سمعه يقول:

أنام رسول الله عليّاً على فراشه ليلة انطلق إلى الغار، فجاء أبو بكر يطلب رسول الله، فأخبره عليّ أنّه قد انطلق، فأتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر عليّاً وجعلوا يرمونه، فلمّا أصبحوا إذا هم بعليّ، فقالوا: أين محمّد؟ قال: لاعلم لي به.

فقالوا: قد أنكرنا تضوّرك نرمي محمّدا فلا يتضوّر وأنت تتضوّر، وفيه نزلت هذه الآية:

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) .

وروى الحديث بن عساكر في الحديث ١٨٨ من كتابه تاريخ دمشق من ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) ، عن قراتكين بن الأسعد، عن أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان، عن أحمد بن محمّد بن سعيد.

وكذلك فقد رواه ابن عساكر في الحديث: ١٨٧ من ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام: ج ١ ص ١٥٥ قال:

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبانا عاصم بن الحسن، أنبانا أبو عمر بن مهدي، أنبانا أبو العباس بن عقدة، أنبانا الحسين بن عبد الرحمان بن محمّد الأزدي، أنبانا أبي، أنبانا عبد النور بن عبد الله، عن محمّد بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس قال:

بات عليّ ليلة خروج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المشركين، على فراشه ليعمى على قريش، وفيه نزلت هذه الآية:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) .

وكذا فقد رواه حرفيا الشيخ الطوسي في أحاديث أبي عمر بن مهدي في الحديث: ٤٠ من الجزء التاسع من أماليه: ج ١ ص ٢٥٨.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥٠ ط ٣ في الحديث ١٣٨.

(٢) تاريخ دمشق من ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام : ج ١ ص ٣/١٥، ط ٢.

١٤٦

ورواه أيضاً حميد بن أحمد المحلّي المستشهد سنة: ٦٥٢ من آخر شرح البيت ١٨ من محاسن الأزهار: ص ٩٤ من المخطوطة وفي ط ١ ص ٢٦١:

ومن فدا أحمد بدر الدّجى

نفسي فداء للفِدا والفدي

وقد روي الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) ، وقال:

حدّثونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا محمّد بن منصور بن يزيد قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الرحمان الأصناعي قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن فريد الأسدي قال: حدّثنا الحكم بن ظهير، قال: حدّثنا السُدّي في حديث الغار، قال:

فأتى (النبي) غار ثور، وأمر عليّ بن أبي طالب فنام على فراشه، فانطلق النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فجاء أبو بكر في طلب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له عليّ: قد خرج، فخرج في أثره فسمع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وطئ أبي بكر خلفه فظن أنّه من المشركين فأسرع فكره أبو بكر أن يشقّ على النبي، فتكلّم فعلم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كلامه فانطلقا حتّى أتيا الغار، فلمّا أراد النبيّ أن يدخل، دخل أبو بكر قبله فلمس بيده مخافة أن يكون دابّة - حيّة أو عقرب - تؤذي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلمّا لم يجد شيئا قال لرسول الله أدخل، فدخل، وكانت عيون المشركين يختلفون ينظرون إلى عليّ نائما على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليه برد لرسول الله أخضر، فقال بعضهم لبعض شدّوا عليه. فقالوا: الرجل نائم ولو كان يريد أن يهرب لهرب، ولكن دعوه حتّى يقوم فتأخذوه أخذا.

فلمّا أصبح قام عليّ فأخذوه، فقالوا: أين صاحبك؟ قال: "ما أدري" فأيقنوا أنّه قد توجّه إلى يثرب، وأنزل الله في عليّ:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) الآية.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل(٢) ما يلي قال:

حدّثني الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: حدّثنا بكر بن محمّد الصيرفي -بمرو- قال: حدّثنا عبيد بن قنفذ البزّاز -بالكوفة- قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا قيس قال: حدّثنا حكيم بن جبير:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥١ ط ٣، الحديث المرقم ١٤٠.

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥٢ ط ٣، الحديث المرقم ١٤١.

١٤٧

عن عليّ بن الحسين قال:[إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله عليّ بن أبي طالب].

وروى هذا الحديث مع الأبيات التي قالها الإمام عليعليه‌السلام ، وهو الحاكم الحافظ النيسابوري ابن البيّع، في كتاب الهجرة من المستدرك: ج ٣ ص ٤ قال:

وقد حدّثنا بكر بن محمّد الصيرفي بمرو، حدّثنا عبيد بن قنفذ البزّاز، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا قيس قال حدّثنا حكيم بن جبير: قال: إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله عليّ بن أبي طالب، وقال عليّ عند مبيته على فراش رسول الله....

ورواه أيضاً عن الصيرفي، أحمد بن الحسين البيهقي في فضائل عليّعليه‌السلام من كتاب الفضائل، وكذا رواه عنه الخوارزمي في أواخر الفصل ١٢ من كتاب مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام : ص ٧٤ ط الغري، قال:

أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ (قال: ) أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو أحمد بكر بن محمّد بن حمدان بمرو....

ورواه الحموئى بسنده عن الحاكم في أول الباب: ٦٠ من السمط الأول من فرائد السمطين(١) .

والحديث رواه الشيخ الطوسي بأسانيد من أوّل الجزء ١٦ من أماليه ص ٤٥٨.

وكذ الحديث: ٥٥ من كتاب مقصد الراغب: الورق ١٨/ب/.

وأورد الحاكم الحسكاني في الحديث المرقم ١٤٢ عن مبيت عليعليه‌السلام ، على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مع الأبيات التي قالها، في شواهد التنزيل(٢) قال:

وأخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثنا العباس بن الفضل والحسين بن حميد وأحمد بن عمّار قالوا: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير:

عن عليّ بن الحسين قال:[أوّل من شرى نفسه لله عزّ وجلّ عليّ ].

ثمّ قرأ:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) .

____________________

(١) فرائد السمطين: ج ١ ص ٣٣٠ ط بيروت.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥٣ ط ٣.

١٤٨

وزاد الحاكم: (عند مبيته على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ).

ثمَّ قالا: وقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام :

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجرِ

رسول إلهي خاف أن يمكروا به(١)

فنجّاه ذو الطول الإله من المكر

وبات رسول الله في الغار أمناً

موقّىً وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم ولم يثبتونني(٢)

وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

وكذلك أورد الحاكم الحسكاني في الحديث: ١٤٣ ج ١ ص ١٥٤ ط ٣، قال: ورواه غير الحمّاني عن قيس، عن حكيم، عن عليٍّ بن الحسين من قوله:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ )

قال:[نزلت في عليٍّ بن أبي طالب لمّا توجّه رسول الله إلى الغار وأنام عليّاً على فراشه] وفي ذلك يقول عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام :

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى

وأكرم خلق طاف بالبيت والحجرِ

وبتُّ أراعي منهم ما ينوبني

وقد صبرت نفسي على القتل والأسر

محمّد لماّ خاف أن يمكروا به

فنجّاه ذو الطول العظيم من المكر

وبات رسول الله في الغار آمناً

فما زال في حفظ الإله وفي ستر

وقد رواه أيضاً محمّد بن سليمان الصنعاني المتوفَّى عام ٣٢٢ كما في عنوان (باب ذكر ما أنزل في عليٍّ من القرآن) من الحديث ٦٦ من مناقب عليّ -الورق ٣٠/ب/ وفي ط ١ ج ١ ص ١٢٤ قال: حدّثنا خضر بن أبان قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن قيس بن الربيع، عن ليث يذكره عن الحسين (ع) قال:[أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله أبي . ثمّ قرأ:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) وأنّ لعليّ في القرآن إسما ما يعرفونه ! قال:

قلت: قد قرأت القرآن فما رأيت له فيه إسما قال:( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ إلى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ‌ ) فمن الآذان؟].

____________________

(١) وفي المستدرك: [رسول إله خاف أن يمكروا به.... ] ومثله في مخطوطة محاسن الأزهار: ٩٤ وفي ط ١: ص ٢٦١.

(٢) وفي المستدرك: [وبتُّ أراعيهم وما يتّهموننى]

١٤٩

قال: وقالرضي‌الله‌عنه :

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

[و] خاف رسول الله أن يمكروا به

فنجّاه ذو الطول الإله من المكر

وبات رسول الله في الغار أمناً

من الضرّ في حفظ الإله وفي ستر

وبتّ أراعيهم فما يثبتونني

وممّا يشار إليه في قيام أعداء أهل البيتعليه‌السلام وبخاصّة ناصبوا العداء للإمام عليّعليه‌السلام هو ما رواه أبو جعفر الإسكافي على ما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرحه على المختار: ٥٦ من نهج البلاغة ج ١، ص ٧٨٩ الطبعة الحديثة ببيروت قال:

وقد روي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مئة ألف درهم حتّى يروي أنّ هذه الآية نزلت في عليٍّ بن أبي طالب:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) الآية ٢٠٥ من سورة البقرة.

وأنّ الآية الثانية في ابن ملجم وهي قوله تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) الآية ٢٠٧ من سورة البقرة فلم يقبل، فبذل مئتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمئة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف درهم فقبل وروى ذلك. وليلاحظ بعض مخازي سمرة في شرح المختار المذكور، ص ٧٩٢، وكتاب الغدير.

أقول: إنّه قد قال: ستكثر عليَّ القالة من بعدي، فمن كذَّب عليَّ فليتبوّأ مقعده من النار....(١)

ولمراجعة نصّ حديث الغار:

أورد الشيخ الأميني - قدس الله مقامه-، في كتاب الغدير: ج ٢ ص ٦٥، عند ذكر شعر لحسّان بن ثابت قال:

____________________

(١) احتجاج الطبرسي: ٢٤٧، في احتجاج الإمام الجواد (ع).

١٥٠

ومن شعر حسّان بن ثابت في أمير المؤمنين، ذكر له أبو المظفّر سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته ص ١٠:

مَن ذا بخاتمه تصدَّق راكعاً

وأسرَّها في نفسه إسرارا

مَن كان بات على فراش محمَّد

ومحمّدٌ أسرى يؤمُّ الغارا

مَن كان في القرآن سُمِّي مؤمناً

في تسع آيات تُلين غزارا

في البيت الأوّل إيعاز إلى مأثرة تصدّقه صلوات الله عليه بخاتمه للسائل راكعاً وفيها نزل قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية.

وبثاني الأبيات أشار إلى حديث أصفقت الأمّة عليه من أنَّ عليّاًعليه‌السلام ، لبس برد النبيّ صلّى الله عليه وآله، الحضرميِّ الأخضر ونام على فراشه ليلة هرب النبيُّ من المشركين إلى الغار وفداه بنفسه ونزلت فيه:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْـرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) .

ونورد هنا ما أورد الثعلبي في تفسيره: الكشف والبيان. بروايته وإسناده عن ابن عباس: أنّها نزلت لماّ هرب النبيّ صلّى الله عليه وآله من المشركين إلى الغار، خلّفه لقضاء دينه وردّ ودائعه، فبات عليٌّ على فراش النبيّ وأحاط المشركون بالدار، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل: إنّي قد آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه في الحياة، فاختار كل منهما الحياة. فأوحى الله إليهما:[ألا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه، ] فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرئيل: بخٍ بخٍ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة.

وأخرج الحافظ محمّد يوسف الكنجي في - كفاية الطالب(١) قال:

____________________

(١) كفاية الطالب: ص ٢٣٩ ط ٣ مطبعة فارابي.

١٥١

ومن ذلك ما ذكره الثعلبي في تفسيره قوله عزّ وجلّ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لما أراد الهجرة إلى المدينة. خلّف عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بمكّة، لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار -وقد أحاط المشركون بالدار- أن ينام في فراشه صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال له:[إتّشح ببردي الحضرميّ الأخضر، ونُم على فراشي فانّه لا يصل منهم إليك مكروه إن شاء الله تعالى] ، ففعل ذلك عليّعليه‌السلام فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل إنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله تعالى إليهما أفلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه، يؤثر بالحياة، إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه فنزلا، فكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي بخٍ بخٍ من مثلك يا عليّ بن أبي طالب، يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة، فأنزل الله على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم -وهو متوجِّهٌ إلى المدينة- في شأن عليّعليه‌السلام ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) .

قال ابن عباس: نزلت في عليٍّعليه‌السلام حين هرب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. هذا لفظ الثعلبي في تفسيره.

وذكر ابن جرير بطرقٍ شتّى أنّها نزلت في عليٍّعليه‌السلام على ما ذكره ورواه الطبراني أنّ عليّاًعليه‌السلام نام على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حين هرب إلى الغار وفداه بنفسه.

ورواه ابن سبع المغربي في شفاء الصدور في بيان شجاعة عليّعليه‌السلام وقال: قال علماء العرب: أجمعوا على أنَّ نوم عليعليه‌السلام على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أفضل من خروجه معه، وذلك أنّه وطّن نفسه على مفاداته لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأثّر حياته على حياته، وأظهر شجاعته بين أقرانه.

١٥٢

وروى ابن هشام في سيرة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن محمّد بن إسحاق في قصّة الهجرة فمن ذلك قال: فأتى جبرئيل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: لا تَبتْ هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، فلمّا كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فلمّا رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مكانهم قال لعليّ بن أبي طالب:[نم على فراشي واتّشح ببردي هذا الحضرميّ الأخضر فنم فيه فإنّه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم] (١) .

وروى إمام أهل الحديث أحمد في مسنده(٢) قصّة نوم عليّعليه‌السلام على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حديث طويل، وتابعه الحافظ محدّث الشام في كتابه المسمّى بالأربعين الطوال.

فأمّا حديث الإمام أحمد، فأخبره قاضي القضاة حجة الإسلام أبو الفضل يحيى بن قاضي القضاة أبي المعالي محمّد بن علي القرشي، قال: أخبرنا حنبل بن عبد الله المكبر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن ابن المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، حدّثنا أبي:

وأمّا الحديث الذي في الأربعين الطوال، فأخبرنا به القاضي العلّامة مفتي الشام أبو نصر محمّد بن هبة الله بن قاضي القضاة شرقاً وغرباً أبي نصر محمّد ابن هبة الله بن محمّد بن مهيل الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد الشيباني أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد التميمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل حدّثني أبي، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو بلج، حدّثنا عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا بن عباس إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن يخلونا هؤلاء.

____________________

(١) سيرة ابن هشام: ج ٢ ص ١٢٦.

(٢) مسند أحمد بن حنبل: ج ١ ص ٣٣٠.

١٥٣

فقال ابن عباس بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذً صحيح قبل أن يعمى قال: فابتدؤا وتحدّثوا فلا ندري، ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أفّ وتفّ وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله عزّ وجلّ أبداً يحبّ الله ورسوله فاستشرف لها من استشرف، قال:أين عليٌّ ؟ قالوا: هو في الرحى يطحن، قال:وما كان أحدكم ليَطحُن . قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال: فنفث في عينه ثمّ هزَّ الراية ثلاثاً فأعطاه إيّاها، فجاء بصفيّة بنت حيي.

قال: ثمّ بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه وقال:لا يذهب بها إلّا أنا أو رجل منّي وأنا منه.

وقال لبني عمّه:أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعليّ معه جالس فأبوا، فقال عليعليه‌السلام :أنا أواليك في الدنيا والآخرة؛ قال: فتركه ثمّ أقبل على رجل رجل منهم فقال:أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا قال: فقال عليّ: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليّ في الدنيا والآخرة].

وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال: وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين، فقال:( إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا ) .

قال: وشرى عليٌّعليه‌السلام نفسه، لبس ثوب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ نام مكانه... إلى آخر الحديث.

وجاء في كتاب «عليٌّ إمام المتّقين» للكاتب المصري المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي: ج ٢ ص ٨٢

١٥٤

فقال أحد القرّاء - قرّاء القرآن: رأيت في بعض الكتب أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لماّ أراد الهجرة، خلّف عليّ بن أبي طالب بمكّة لقضاء ديونه وردّ الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة الخروج إلى الغار، وقد أحاط المشركون بالدار، أن ينام في فراشه، وقال له:[إتَّشح ببردي الحضرميّ الأخضر فإنّه لا يخلص اليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى] ففعل ذلك، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيلعليهما‌السلام إنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الأخر، فأيّكما يؤثر صاحبه في الحياة؟ فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله عزّ وجلّ، اليهما: أفلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب آخيت بينه وبين النبيّ محمّد، فبات على فراشه، يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه فنزلا، فكان جبريل عند رأس عليّ، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي بخٍ بخٍ..! مَن مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله عزّ وجلّ له الملائكة؟!، فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله - وهو يتوجّه إلى المدينة - في شأن عليّ:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ )

وللملاحظة: (الشرقاوي نقل الرواية من كتاب أُسد الغابة لابن الأثير).

ومما يروى عن أحد القراء قال: سينصر الله إمامنا فقد علمنا من شيخنا ابن مسعود، وعمّار، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

[عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لا يفترقان].

وأورد الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره(١) قال:

روى السُدّي عن ابن عبّاس قال نزلت هذه الآية في عليٍّ بن أبي طالب حين هرب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن المشركين إلى الغار ونام عليٌّعليه‌السلام على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ونزلت الآية بين مكّة والمدينة وروي أنّه لما نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرائيل ينادي بخٍ بخٍ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة.

____________________

(١) مجمع البيان: المجلد الأوّل ص ٣٠١ ط دارإحياء التراث العربي - بيروت.

١٥٥

سورة البقرة الآية ٢٠٨

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّه لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )

أورد الطبري في المسترشد(١) عن الإمام عليّ (عليه‌السلام ) في ضمن خطبة خطبها (عليه‌السلام ) أنّه قال:

[إنّ مثلنا فيكم كمثل الكهف لأصحاب الكهف وكباب حطّة، وهو باب السلْم، فادخلوا في السلْم كافّة].

وأخرج السيد هاشم البحرانيّ في غاية المرام(٢) ، عن الأصفهانيّ الأموي- في معنى هذه الآية من عدّة طرق مسنده للإمام عليعليه‌السلام ، أنّه قال:[ولايتنا أهل البيت].

وقد أخرجه النعماني في كتاب الغيبة(٣) ، عن الموافق والمخالف.

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في الدرّ الثمين(٤) قال: ثمّ قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) والسلم ولاية علي، أمر عباده أن يدخلوها، لأن من دخلها سلم ومن تولّى عنها ندم ثمّ قال:( وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) وهي طريق فرعون وهامان.

سورة البقرة الآية ٢١٣

( وَاللهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

أورد الحاكم الحسكاني - عبيد الله بن عبد الله الحنفي - من كتابه شواهد التنزيل(٥) قال: أخبرنا الحاكم أبو سعد المعاذني (بإسناده) عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[إن تولّوا عليّاً -ولن تفعلوا- تجدوه هاديّا مهديّا يسلك بكم الطريق] (٦)

وجاء في تفسير معالم التنزيل(٧) للبغوي، قال: إنّهم الأنبياء، ثمّ قال: وقال أبو العالية، هم آل رسول الله صلّى الله عليه وآله.

____________________

(١) المسترشد: ص ٧٦.

(٢) غاية المرام: ص ٤٣٨.

(٣) كتاب الغيبة: ص ١٨.

(٤) الدرّ الثمين: ص ٥٥.

(٥) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٦٤ إلى ص ٦٥.

(٦) عليّ في القرآن - للسيد صادق الشيرازي: ج ١ ص ٦٦.

(٧) معالم التنزيل: ج ١ ص ٢٩.

١٥٦

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(١) في الدفتر الحادي عشر في معنى طلحه والزبير: فلمّا شاهدا صلابته (أي الإمام عليعليه‌السلام ) في الدين وقوّته في العزم، وهجرة الإدهان والمراقبة، ورفضه المدالسة والمواربة، وسلوكه في جميع مسالكه منهج الكتاب والسنّة - وقد كانا يعلمان ذلك من طبعه وسجيّته، وكان عمر قال لهما ولغيرهما: أمَّا إنّ الأجلح إن وليها ليحملنّكم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم، وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله من قبل قال:[وان تولّوها عليّاً تجدوه هاديا مهديّا] إلّا أنّه ليس الخبر كالعيان، ولا القول كالفعل، ولا الوعد كالإنجاز - حالا عنه وتنكّرا له، ووقعا فيه وغاباه وغمصاه وتطلّبا له العلل والتأويلات.

وورد في الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة): ج ٣ ص ٤٩.

وذكر عبد الرزّاق، عن الثوري، عن أبي اسحق، عن يزيد بن تبيع، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله[إن تولّوا عليّاً فهاديا مهديّا].

قيل لعبد الرزّاق سمعت هذا من الثوري؟ قال: حدّثنا النعمان بن أبي شيبة ويحيى بن يعلي عن الثوري.

أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) .

أخبرنا أبو الحسن المعاذي - بقراءتي عليه من أصله - قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم، قال: حدّثنا هارون بن إسحاق، قال: حدّثني عبده بن سليمان، قال: حدّثنا كامل بن العلاء، قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام ):

[أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين]

وروى الحاكم الحسكاني من شواهد التنزيل(٣) ، قال: وأخبرنا أيضاً أبو جعفر، (عن)محمّد بن علي، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمّتي من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم].

____________________

(١) شرح نهج البلاغة: ج ٣ ص ١٣٤.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩١ ط ٣ في الحديث ٨٩.

(٣) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩١ في الحديث ٩٠.

١٥٧

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أخبرني أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي المعمري، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين الفقيه، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العباس بن معروف عن الحسين بن (يـ)زيد، عن اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه عن جدّه، قال:

قال رسول الله:[من سرّه (من أراد) أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي عليّ بن أبي طالب، ومن سرّه (ومن أراد) أن يلج النار فليترك ولايته، فوعزّة ربّي وجلاله إنّه الباب الذي لا يؤتى إلّا منه، وأنّه الصراط المستقيم، وأنّه الذي يسال الله عن ولايته يوم القيامة] (٢)

وروى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء(٣) في ترجمة الإمام عليّعليه‌السلام قال:

حدّثنا جعفر بن محمّد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو حصين الوادعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك، عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان قال:

قالوا يا رسول ألا تستخلف عليّاً؟ قال:[إن تولّوا عليّاً تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم]

(قال: و) رواه النعمان بن أبي شيبه الجندي، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع عن حذيفة نحو هذا المعني.

حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن وهبيب الغزي، حدّثنا ابن أبي السري، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع عن حذيفة فال:

قال رسول الله[إن تستخلفوا عليّاً - وما أراكم فاعلين - تجدوه هاديا مهديّا يحملكم على المحجّة البيضاء].

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩١ ط ٣ في الحديث ٩١.

(٢) رواه الشيخ الصدوق في الحديث: ٤ من المجلس ٤٨ من أماليه.

(٣) حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٤.

١٥٨

وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أخبرنا أبو سعيد المعاذي قال: أخبرنا أبو الحسين الكهيلي قال: أخبرنا أبو جعفر الحضرميّ قال: حدّثنا أبو بكر: وعثمان ابنا أبي شيبة، ويحيى بن عبد الحميد، قالوا: حدّثنا شريك عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إن تولّوا عليّاً - ولن تفعلوا- تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم].

أورد الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب - الباب الخامس والثلاثون - في سلوك عليعليه‌السلام بالأمّة عند خلافته الطريق المستقيم.

قال:

أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمّد وغيره ببغداد، قالوا: أخبرنا محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا حمد بن أحمد المقري، حدّثنا الحافظ أحمد بن عبد الله، حدّثنا جعفر بن محمّد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو حصين الوادعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: قالوا يا رسول الله ألا تستخلف عليا؟ قال:[ إن تولّوا عليّاً تجدوه هاديا مهديا، يسلك بكم الطريق المستقيم ].

قلت: هذا حديث حسنٌ عال.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في الشواهد(٢) قال:

أخبرناه أبو سعد عبد الرحمان بن الحسن قال: أخبرنا محمّد بن إبراهيم -بالكوفة- قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن سهل بن عسكر قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: ذكر الثوري، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن يثيع، عن حذيفة قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ إن ولّيتموها عليّاً فهادٍ مهتدٍ يقيمكم على صراط المستقيم].

قيل لعبد الرزّاق: سمعت هذا من الثوري؟ فقال: حدّثني يحيى بن العلاء وغيره عن الثوري.

ثمَّ سألوه مرّة ثانيه فقال: حدّثتا النعمان بن أبي شيبة، ويحيى بن العلاء، عن سفيان بن سعيد الثوري

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩٨ في الحديث ١٠٣.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٠٠ في الحديث ١٠٥.

١٥٩

لقد دأب الكثير من الوضّاعين والكذبة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، الذين هم أصحاب الأطماع وعبدة السلطة والمروجين لها، بقلب الأحاديث النبويّة الشريفة بما يخدم السلطات الحاكمة، والذين ينصبون العداء لآل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفيما يلي: في شواهد التنزيل(١) :

أخبرنا أبو الحسن العبداني قال: حدّثنا أبو القاسم الطبراني قال: حدّثنا الحسن بن علويّة القطّان قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهرويّ قال: حدّثنا عبد الله بن نمير: عن سفيان الثوري: عن شريك، عن أبي إسحاق: عن زيد بن يثيع، عن حذيفة قال:

ذكرت الخلافة - أو الإمارة - عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال:[ إن تؤمّروا أبا بكر تجدوه قويّاً في أمر الله ضعيفا في بدنه، وإن تؤمّروا عمر تجدوه قويّا في أمر الله قويّا في بدنه، وإن تؤمّروا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

وفي هذا الحديث ينظر المتأمّل والمدقّق كيف أنّ الوضّاعين قد احشروا إسمي أبا بكر وعمر، خلافا لسياق الأحاديث النبويّة الشريفة فيما سبق من الروايات التي أثبتناها قبلا وفضلا عن ذلك كلّه، فإنّ البعض من سلسلة الرواة في هذا السند ضعيف عند القوم مثل أبي الصلت الهرويّ وعبد الله بن نمير، ألّذي لا يعرف عنه شيئً ولا ترجمةً مذكورةً عند أصحاب السير، وقد ذكره كلّ من الذهبي وابن حجر في ترجمة سعيد بن هيثم من الميزان ولسانه: ج ٣، ص ٢٦٠. قال الذهبي: ومن هو ابن نمير؟ وقال: إنّه غير معروف بالنقل.

ثمّ ما يكفي لإضعاف الحديث هو ضعف أبو الصلت عندهم، فضلا عن ذلك أنّ الذهبي عدّ المتن منكرا، وكذلك إدراج ابن الجوزي ايّاه في الواهيات.

والأهمّ من كل ذلك فلم يبدي أبو بكر وعمر تمسكهما به أو الإشهاد به مع أهميّة الحديث ليسوغ لهما الاحتجاج ببعض ما ورد فيه وهو مايدعو إلى بطلان ما تمّ حشره، وعدم الركون إليه.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩٦ في الحديث ١٠٠.

١٦٠