النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 91554
تحميل: 4412


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 91554 / تحميل: 4412
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة البقرة الآية ٢٥٣

( فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )

أورد السيد هاشم البحراني في غاية المرام: ص ٤٢٩ إلى ص ٤٣٠ عن ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة وبإسناده عن الأصبغ بن نباته قال:

جاء رجل إلى عليّ فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد فماذا نسمّيهم؟ فقال: سمّهم بما سمّاهم الله في كتابه، (قال: ) ما كلّ ما في الكتاب أعلمه، (قال: ) أما سمعت الله تعالى يقول:

( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ .. .

إلى قوله:وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ) .

فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولى بالله، وبالكتاب وبالنبيّ وبالحقّ فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا.

أخرج الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص ٢٦٤ قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن بركة الكتبي، أخبرنا الحافظ أبو العلا الهمداني، أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن عبدوس بن عبد الله الهمداني، حدّثنا أبو طاهر الحسين بن سلمه بن علي، عن مسند زيد بن عليّعليه‌السلام ، حدّثنا الفضل بن الفضل العباس، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن سهل، حدّثنا محمّد بن عبد الله البلوي، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء قال: حدّثني أبي عن زيد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عن عليٍّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال:[قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتحت خيبر: لولا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالا لاتمر على ملأٍ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك، وفضل طهورك ليستشفوا به ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي، أنت تؤدّي ديني وتقاتل على سنّتي وأنت في الآخرة أقرب الناس منّي، وإنّك غدا على الحوض، وأنت أوّل داخل الجنّة من أمّتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور

١٦١

مسرورون مبيضَّة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني، وإنّ أعدائك غدا ظماء مظمئين مسودّة وجوههم مقمحمين، حربك حربي وسلمك سلمي، وسرّك سري وعلانيّتك علانيّتي وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، وإنّ ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي، وإنّ الحقّ معك، والحقّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أبشرك أنّك وعترتك في الجنّة وأنّ عدوّك في النار، لا يرد على الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محبٌّ لك . قال عليّعليه‌السلام :فخررت لله سبحانه وتعالى ساجدا وحمدته على ما أنعم به عليّ من الإسلام والقرآن وحبّبني إلى خاتم النبيين وسيّد المرسلين] (١)

قلت هذا ما ذكرناه في هذا الباب وماعدا ذلك من فضائله فمذكور في أبواب هذا الكتاب.

سورة البقرة الآية ٢٥٦

( فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا )

أخرج أبو المؤيّد موفّق بن أحمد المكي الخوارزمي الحنفي - من المناقب - ص ٢٤ قال:

أنباني مهذب الأئمّة أبو المظفّر عبد الملك بن علي بن محمّد الهمداني إجازة بإسناده عن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب:

[أنت العروة الوثقى التي لا انفصام لها].

وأخرج أيضاً في خطبة للإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في قتال أهل الشام في معركة صفين: في المناقب ص ١٥٠ جاء فيها، قول الإمام عليعليه‌السلام :

[أنا مبيد الجبّارين... والعروة الوثقى التي لا انفصال لها والله سميع عليم].

أورد الحافظ رضي الدين البرسي في كتاب الدرّ الثمين ص ٥٦ قال:

____________________

(١) مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣١، كنوز الحقائق: ص ١٨٨، للاستيعاب: ج ٢ ص ٤٥٧، مستدرك الصحيحين: ج ٣ ص ١٣٦، كنز العمّال: ج ٦ ص ٤٠٠.

١٦٢

ثمَّ جعل عدوّه الطاغوت وجعل حبّه العروة الوثقى فقال:( فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ) وهو ولايته، والطاغوت كناية عن أعدائه.

ثمَّ ضمن الله لشيعته أن يخرجهم من الظلمات إلى النور فقال:( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمنوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ ) (١) يخرجهم بحبّ عليّعليه‌السلام والإيمان به من ظلمات سيّئاتهم إلى نور ولايته و(من ظلمات) الطاغوت.

سورة البقرة الآية ٢٦١

( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) .

أورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني الحنفي في كتاب شواهد التنزيل: ج ٤ ص ١٠٤ قال: عن أبي نصر العيّاشي بإسناده عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر قال:[قوله تعالى: ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ) أنزلت في عليٍّ] (٢) .

سورة البقرة الآية ٢٦٥

( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فإن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) .

أورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني من كتاب شواهد التنزيل(٣) ، قال:

أبو النّضر العيّاشي قال: حدّثنا حمدويه قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر الأحول عن سلام ابن المستنير عن أبي جعفر قال:

[ قوله( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ) قال:(نزلت في عليٍّ عليه‌السلام )] .

وهذا الحديث رواه السيد البحراني بنحو الارسال عن العيّاشي في تفسير الآية من تفسيره البرهان: ج ١ ص ٢٥٤ ط ٢.

وأورد الحاكم الحسكاني أيضاً في كتابه شواهد التنزيل: في الحديث ١٤٦، من الجزء الأول ص ١٥٦ مايلي:

____________________

(١) الآية: ٢٥٧ من سورة البقرة

(٢) عليّ مع القرآن: ج ١ ص ٧١.

(٣) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥٦ في الحديث المرقم ١٤٥.

١٦٣

وقال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثني حمدان والعمركي، عن العبيدي، عن (محمّد بن) يونس، عن أيّوب بن حرّ، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله قال:( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ) قال:[عليّ أفضلهم وهو ممّن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله].

وكذلك فقد روى هذا الحديث السيد هاشم البحراني بنحو الارسال عن العيّاشي عند تفسيره لهذه الآية الكريمة في تفسير البرهان: ج ١ ص ٢٥٤ ط ٢.

سورة البقرة الآية ٢٦٧

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ) .

أورد العلامة الشافعي محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي في ميزان الاعتدال: ج ٣ ص ٣١١، بإسناده عن عكرمة عن عبد الله بن عبّاس قال سمعته يقول ما نزلت آية فيها( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا وعليٌّ رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله عزّ وجلّ أصحاب محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في غير آي من القرآن وماذكر عليّاً إلّا بخير.

وروى أبو نعيم في ترجمة الإمام عليّعليه‌السلام من كتاب معرفة الصحابة: الورق /٢١ب/ قال: حدّثنا الحسين بن أحمد المختار و (الحسين) التستري حدّثنا محمّد بن الحسن بن سماعة، حدّثنا القاسم بن الضحاك، حدّثنا عيسى بن راشد، عن عليٍّ بن بذيمة عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما أنزل الله تعالى سورة في القرآن (كذا) إلّا عليٌّ أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله تعالى أصحاب محمّد وما قال لعلي إلّا خيراً.

وكذلك روى أبو نعيم في حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٥ من ترجمة أمير المؤمنين الإمام عليعليه‌السلام قال:

حدّثنا محمّد بن عمر بن غالب، حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب، حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:[ما أنزل الله أية فيها: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا عليّ رأسها وأميرها].

وقد رواه أيضاً النطنزي في الخصائص العلويّة بسنده عن أبي نعيم كما هو في الباب ١٧٦ من كتاب اليقين قال: أخبرنا الحسن بن أحمد (الحدّاد، أخبرنا أحمد بن) عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن غالب وجاء بالحديث المذكور أعلاه.

وممن روى الحديث الخوارزمي في الفصل ١٧ من مناقبه ص ١٨٨ أيضاً بسنده عن أبي نعيم. والكل فيما يرون قد أخذا أصلاً من الحديث النبوي الشريف المذكور أعلاه.

١٦٤

سورة البقرة الآية ٢٦٩

( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا )

روى الخوارزمي في الحديث ٥ من الفصل ٤ من كتابه مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام : ص ٤٣ ط ١ وكذا الحديث ٥ من الفصل ٧ من كتابه مناقب عليّعليه‌السلام ص ٤٠ قال:

وأخبرنا شهر دار (الديلمي) إجازة (قال: ) أخبرنا أبي أخبرني الميداني الحافظ، أخبرنا أبو محمّد الخلا، أخبرني محمّد بن العباس بن حيويه، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان، أخبرني محمّد بن عبيد بن عتبة الكندي، حدّثني أبو هاشم محمّد بن علي الذهبي، أخبرني أحمد بن عمران بن سلمة، عن سويد بن سعيد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[قسّمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي عليّ بن أبي طالب منها تسعةٌ والناس جزءً واحداً].

وأورد عبيد الله بن عبد الله الحسكاني، من شواهد التنزيل(١) قال: أخبرني أبو القاسم المغربي - بقراءتي عليه من أصله -، قال أخبرنا أبو بكر ابن عبدان الحافظ بالأهواز قال: حدّثني صالح بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة قال: حدّثنا محمّد بن علي الوهبي قال: حدّثنا أحمد بن عمران بن سلمة - وكان عدلا ثقة مرضيا - قال: أخبرنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:

كنت عند رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فسئل عن عليٍّ فقال:[قسّمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء وأعطي الناس جزءً واحداً].

وكذلك أورد الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، قال: حدّثنا يحيى الحمّاني، عن أبي مالك الجنبي عن بلال بن أبي مسلم، عن أبي صالح الحنفي، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى يوسف في اجتماعه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب].

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥٧ ط ٣ في الحديث ١٤٧.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥٨ الحديث ١٤٨.

١٦٥

وأورد الحديث ابن المغازلي برقم ٣٢٨ من كتاب مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ٢٨٦ قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمّد بن العباس بن حيوية أذنا، حدّثنا أبو عبد الله الدهان حدّثنا محمّد بن عبيد الكندي حدّثنا أبو هاشم محمّد بن علي، حدّثنا أحمد بن عمران بن سلمه بن عجلان، عن سفيان بن سعيد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمه: عن عبد الله قال: كنت عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فسئل عن عليٍّعليه‌السلام فقال:

[قسّمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي عليٌّ تسعةُ أجزاء والناس جزءً واحداً]

وروى الحديث الحافظ أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين من كتاب حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٤ قال:

حدّثنا أبو أحمد الغطريفى، حدّثنا أبو الحسين بن أبي مقاتل، حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة، حدّثنا محمّد بن علي الوهبي الكوفي، حدّثنا أحمد بن عمران بن سلمة - وكان عدلا ثقة مرضيّا - حدّثنا سفيان الثوري عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة: عن عبد الله قال: كنت عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فسئل عن عليٍّ فقال:[قسّمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي عليّ تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً. ]

ورواه ابن عساكر بسنده عنه وبسند آخر عن غيره في الحديث: (١٠٠٨-١٠٠٩) من ترجمة عليّعليه‌السلام ، من كتابه الموسوم تاريخ دمشق(١) .

وكذلك رواه أيضاً بسنده عن أبي نعيم، الحمّوئي في الباب ١٨ من كتاب فرائد السمطين: ج ١، ص ٩٤ بيروت.

وجاء في الحديث ١٤٩ من شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ١٥٩ قال: أخبرنا أبو نصر المفسِّر - بقراءتي عليه من أصل نسخته بخطه -، قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال: حدّثنا حكام، عن سفيان قال: قال الربيع بن خثيم:

ما رأيت رجلا من يحبّه أشدّ حبّا من عليّ بن أبي طالب، ولا من يبغضه أشدّ بغضا من عليّ، ثمّ التفت فقال:( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) يعني عليّا.

وأخرج أحمد بن حنبل من كتاب الفضائل من باب فضائل أمير المؤمنين في الحديث: ٩٧ ص ٦٣ ط ١ قال:

____________________

(١) تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٤٨١ ط ٢.

١٦٦

حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا شريك، عن سعيد بن مسروق، عن منذر، عن الربيع بن خثيم، أنّهم ذكروا عنده عليّاً فقال: ما رأيت أحداً مبغضه أشدّ له بغضا ولا محبّيه أشدّ له حبّا منه، ولم أراهم يجدون عليه في حكمه، والله عزّ وجلّ يقول:

( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) .

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١)

قال: حدّثني أبو القاسم ابن أبي الحسن الفارسي قال: أخبرنا أبي قال:

قال حدّثنا: أبو العباس ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة، قال: حدّثنا عامر بن مفضل التغلبى قال: حضرت حسن بن صالح غير مرّة أسأله عن المسألة فيقول:

قال فيه: حكيم الحكماء عليّ بن أبي طالب.

هكذا بخط أبي الحسن في أصله وهو عندي.

أخرج أبو الفداء إسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير - الشافعي - في البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٥٩، عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:[ قسّمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي عليّ تسعة أجزاء والناس جزءً واحداً ].

وأخرجه أيضاً العالم الحنفي عليّ المتّقى الهندي من كتابه، كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٤.

وأخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب ص ٤٩ فقد أورد الحديث، وزاد عليه عن عبد الله بن عباس قول الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر ] ، وقد أورد هذه الزياده في أسد الغابة لابن الأثير: ج ١ ص ١٢٢ وكذا في ذخائر العقبى ص ٧٨، وفي مسند أحمد بن حنبل: ج ١ ص ١٤٠، وص ١٥٨، وكذلك الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين: ج ١ ص ٤٣، وكذلك الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٥.

وقد ذكر العلّامة السيد هاشم البحراني في الكتاب الصغير ص ١٥ أنّ الخطيب البغدادي وابن شيرويه قد أوردا الحديث.

وكذلك ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان(٢) ومحمّد بن محمّد الجزري الدمشقي من أسنى المطالب ص ١٤.

والعلّامة الهندي محمّد حسام الدين الحيدر آبادي من تذكرة سيّدنا عليّ المرتضى ص ٢

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٥٩ في الحديث ١٥٠.

(٢) لسان الميزان: ج ١ ص ٢٣٥.

١٦٧

وجاء في الحديث المرقم ١٥٤ من شواهد التنزيل للحافظ الحاكم الحسكاني: ج ١ ص ١٦١ قال: (وعن) مطين قال: حدّثنا منجاب بن الحارث قال: حدّثنا حصين بن عمر بن الفرات الأحمسي، عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال:

كنت عند عبد الله بن عباس فجاء أناس من (أبناء) المهاجرين فقالوا له: يا ابن عبّاس، أيُّ رجل كان عليّ بن أبي طالب؟ قال: ملئ جوفه حكماً وعلماً وبأساً ونجدة وقرابة من رسول الله.

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٦١ من الحديث المرقم ١٥٥ قال: أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الله العدل قال: أخبرنا أبو العباس محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا الحسن بن علي بن زياد، قال: حدّثنا أبو نعيم ضرار بن صُرَد، قال: حدّثنا ابن فضيل قال: سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري، عن الربيع بن خثيم قال: عليٌّ العالم بالقضاء، ثمّ قال: قال الله عزّ وجلّ:( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) ، الآية الكريمة.

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في الدر الثمين ص ٥٧ قال: ثمّ جعله (أي عليّ) الحكمة والخير فقال:( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) .

قال ابن عباس: الحكمة معرفة الله ومعرفة الرسول ومعرفة الإمام وطاعته التي بها دخول الجنّة وقبول الطاعات والعفو عن السيّئات، والحكمة هي معرفة الشيء على ما هو عليه وهذا هو معرفة الحق، والمراد من خلق الخلق أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وأن يؤمنوا بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن قبله من النبيّين والمرسلين وأن يوالوا عليّاًعليه‌السلام الذي هو حجّة الله على الأوّلين والآخرين، يتولّوا عن أعدائه الذين نازعوه في مقامه ونصبوا أنفسهم في مقام النبيّين.

وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي من الباب الحادي والعشرون، وما خصّ الله تعالى عليّاًعليه‌السلام بالحكمة.

قال الله تعالى:( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) .

١٦٨

قال: أخبرنا عبد اللطيف بن محمّد ببغداد أخبرنا محمّد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل بن أحمد حدّثنا أحمد بن عبد الله الحافظ حدّثنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الجرجاني، حدّثنا الحسن بن سفيان حدّثنا عبد الحميد بن بحر، حدّثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن عليٍّعليه‌السلام قال:[ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا دار الحكمة وعليّ بابها ]. قلت: هذا حديثٌ حسن عال، وقد فسّرت الحكمة بالسنّة لقوله عزّ وجلّ:( وَأَنزَلَ اللَّـهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) يدل على صحة هذا التأويل.

وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[إنّ الله تعالى أنزل عليّ الكتاب ومثله معه] أراد بالكتاب القرآن، ومثله معه ما علّمه الله تعالى من الحكمة، وبيّن له من الأمر والنهي والحلال والحرام، فالحكمة هي السنّة، فلهذا قال:[أنا دار الحكمة وعليّ بابها].

وممن أورد الحديث النبوي الشريف بالإمام عليعليه‌السلام

العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال: ج ١ ص ١٢٤

ومحمّد بن محمّد الجزري الدمشقى الشافعي في كتاب أسنى المطالب ص ١٤ والعلامة الهندي محمّد حسام الدين الحيدر آبادي من تذكرة سيدنا علي المرتضى ص ٢.

سورة البقرة الآية ٢٧٤

( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

لقد روى الكثير من المحدّثين والمفسِّرين و أصحاب السُنن عن سبب نزول الآية الشريفة و أنّها نزلت في الإمام عليّعليه‌السلام ونورد فيما يلي المصادر الذاكرة لهذه الحادثة و الأمر الذي قام به الإمام عليعليه‌السلام .

وأورد الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نُعيْم الاصبهاني في كتاب: ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام ص ٤٣ قال: حدّثنا أبو بكر بن خلّاد قال: حدّثنا أحمد بن علي الخزار، قال: حدّثنا محمود بن الحسين المروزي قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن مالك الظّبي قال: حدّثنا محمّد بن سهل الجرجاني وحدّثنا محمّد بن إبراهيم بن علي قالا: حدّثنا أبو عروبة، قال: حدّثنا سلمة بن شبيب، قال: حدّثنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه:

١٦٩

عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله عزّ وجلّ:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالبعليه‌السلام كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهماً وبالنهار درهماً وفي السر درهماً واحداً وفي العلانية واحداً.

وقال سلمة (بن شبيب): وسرّاً درهماً وعلانيةً درهماً.

وروى الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في - ما نزل من القرآن في أهل البيت - ص ٤٨.

حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثنا الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدثَّنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قوله: حدّثنا عمران، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قوله:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) (١) .

نزلت في عليٍّ خاصّة، في أربعة دنانير كانت له، تصدّق منها نهاراً، وبعضها ليلاً، وبعضها سرّاً، وبعضها علانية.

وروى الحديث شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين، محمّد بن المؤيّد الحمويه الخراساني، صاحب كتاب: فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين، في الباب ٦٦ الحديث ٢٨٢ ج ١ ص ٣٥٦ قال:

أنباني الشهاب محمّد بن يعقوب الحنبلي عن أبي طالب ابن عبد السميع الهاشمي إجازة عن شاذان القميّ قراءة عليه، عن محمّد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الرحمان بن علي، قال: أنبانا الحسن بن الحسن المقرئ قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد قال: حدّثنا أبو بكر بن خلّاد، قال: حدّثنا أحمد بن علي الخزاز، قال: حدّثنا محمود بن الحسن المرزوي.

حيلولة: وأخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم قال: حدّثنا أبو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم، قال أنبانا محمّد بن إبراهيم بن علي، حدّثنا أبو عروبة، قال: حدّثنا سلمة بن حبيب، قال: أنبانا عبد الرزّاق، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه:

عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهماً، وبالنّهار درهماً وفي السر درهماً وفي العلانية درهماً.

____________________

(١) البقرة: الآية ٢٧٤.

١٧٠

وكذلك رواه الواحدي في كتاب أسباب النزول ص ٦٤.

والسيد الفيروز آبادي، قد رواه عن عدّة مصادر في كتاب فضائل الخمسة: ج ١ ص ٣٢١.

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في كتاب الدر الثمين ص ٥٧ قال:

ثمّ مدحه الله (أي الإمام عليّ) بالإنفاق فقال:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) ، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: كان عند أمير المؤمنينعليه‌السلام أربعة دراهم فأنفق درهماً ليلاً، ودرهماً نهاراً، ودرهماً سرّاً، ودرهماً علانيةً.

وروى عزّ الدين أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الكريم الشيباني الجزري الشافعي - المعروف بابن الأثير في كتاب أسد الغابة: ج ٤ ص ٢٥ قال:

أنبانا أبو محمّد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي، أنبانا أبو الفضل أحمد بن أبي الخير الميهني قراءة عليه، قال: أنبانا أبو الحسن علي بن أحمد بن متويه:

قال أبو محمّد: وأنبانا أبو القاسم بن أبي الخير الميهني والحسين بن الفرحان السمناني قالا: أنبانا علي بن أحمد، أنبانا أبو بكر التميمي، أنبانا أبو محمّد بن حيّان، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مالك الضبي، حدّثنا محمّد بن سهل الجرجاني، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه:

عن ابن عباس في قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) . قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم فأنفق باللّيل واحداً وبالنّهار واحداً وفي السرّ واحداً وفي العلانية واحداً.

ثم قال ابن الأثير: ورواه عفّان بن مسلم، عن وهب، عن أيّوب عن مجاهد عن ابن عباس مثله.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال: أخبرنا أبو نصر محمّد بن عبد الواحد بن أحمد قال: أخبرنا أبو سعيد محمّد بن المفضل المذكّر -إملاءً- قال: أخبرنا محمّد بن جعفر القاضي قال: حدّثنا أبو إبراهيم بن أبي صالح، عن يوسف بن بلال، عن محمّد بن مروان، عن محمّد بن السائب عن أبي صالح:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٦٣ ط ٣ من الحديث ١٥٦.

١٧١

عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) : نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، لم يكن عنده غير أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً، وبدرهم علانيةً، فقال: له رسول الله صلّى الله عليه وآله:[ماحملك على هذا؟ قال:حملني عليها رجاء أن استوجب على الله الّذي وعدني . فقال رسول الله: ألا إنّ ذلك لك]. فأنزل الله الآية في ذلك.

وفي نسخة أخرى من الشواهد:[رجاء أن استوجب ما وعد على الله الّذي وعدني، ما وعد الله. قال رسول الله: ألا ذلك لك].

وجاء برواية العصامي في أواخر ترجمة عليّعليه‌السلام ، من سمط النجوم: ج ٢ ص ٤٧٣ قال:

فقال له (رسول الله ) عليه الصلاة والسلام:[ما حملك على هذا؟ قال:استوجب على الله ما وعدني. فقال عليه الصلاة والسلام:إنّ لك ذلك]. ثمّ قال: وتابع ابن عباس مجاهد، وابن المسيّب ومقاتل.

وأورد ابن الجوزي في كتاب التبصرة - في فضائل عليّعليه‌السلام- ص ٤٤١ ط دار إحياء الكتب العربيّة، قال:

وأصلّي على رسوله محمّد... وعلى عليّ المنزّل فيه:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) .

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أخبرناه أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الغلاّبي قال: حدّثنا أيّوب بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن مروان به سواء (وساقه) إلي (قوله تعالى):( وَعَلَانيةً ) الآية (قال: )

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب (عليه‌السلام ، كان) لم يملك من المال غير أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً، وبدرهم علانيةً، فنزلت هذه الآية.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٦٤ ط ٣ في الحديث ١٥٧.

١٧٢

وروى الطبراني، الحافظ سليمان بن أحمد بن أبي أيّوب اللخمي صاحب كتاب المجمع الكبير (المعجم الكبير): ج ٣ الورق ١١٢، أو ١٤٤/ا/ قال:

حدّثنا عبد الله بن وهيب الغزي حدّثنا محمّد بن أبي السري العسقلاني حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه:

عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلّ:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، كانت عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السرّ واحداً وفي العلانية واحداً.

وروى الهيثمي في تفسيره للآية الكريمة من كتاب التفسير من مجمع الزوائد: ج ٦ ص ٣٢٤ هذا الحديث.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) بروايته عن مجاهد، قال:

أخبرنا(ه) أبو بكر الحارثي، قال: أخبرنا أبو الشيخ قال: حدّثنا محمّد بن (يحيى بن) مالك الضبي قال: حدّثنا محمّد بن سهل الجرجاني قال: حدّثنا عبد الرزّاق.

وأخبرنا[ه] أبو محمّد القاضي قال: أخبرنا أبو سعيد المزكّي -إملاءً- قال: حدّثنا أبو عمرو الحيري قال:

حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه: عن ابن عباس في قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً )

قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، كانت له أربعة دنانير، فتصدّق بدينار نهاراً، وبدينار ليلاً، وبدينار سراً، وبدينار علانية.

(هذا) لفظ القاضي.

وقال أبو بكر: كان عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السرّ واحداً وفي العلانية واحداً.

وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٦٥ ط ٣ في الحديث ١٥٩.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ١٦٧ ط ٣ في الحديث ١٦٠.

١٧٣

(و) أخبرناه (أيضاً) الحسين بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن شنبة قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي قال: حدّثنا أبو عقيل محمّد بن حاتم بن حاجب الملقّب بالشاه، قال: حدّثنا عبد الرزّاق وأخوه عبد الوهّاب قالا: حدّثنا ابن مجاهد، عن أبيه:

عن ابن عباس في قوله:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم ) ، قال: كان عليّ بن أبي طالب له أربعة دنانير -أو أربعة دراهم- فأنفق واحداً سرّاً، وواحداً علانية، وواحداً بالليل، وواحداً بالنهار، فأثنى الله - عزّ وجلّ - عليه.

وروى المحبّ الطبري في فضائله (عليه‌السلام ) من كتاب الرياض النضره: ج ٢ ص ٢٠٦ قال:

عن ابن عباس في قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) .

قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، كانت معه أربعة دراهم فأنفق في اللّيل درهماً وفي النّهار درهماً،

ودرهماً في السرّ ودرهماً في العلانية.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ما حملك على هذا؟ فقال:أن استوجب على الله ما وعدني فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:ألا إنّ لك ذلك] فنزلت الآية.

ثمَّ قال المحبّ الطبري: وتابع ابن عباس مجاهد وابن السائب ومقاتل.

والسيد الفيروز آبادي قد روى في كتاب فضائل الخمسة(١) هذا الحديث نقلاً عن المحب الطبري ونقلاً عن تفسير الفخر الرازي، وأورد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن علي بن متويه الواحدي في تفسير الوسيط(٢) عند تفسيره للآية الكريمة، قال:

أخبرنا أبو بكر التميمي أخبرنا أبو محمّد بن حيّان، حدّثنا محمّد بن يحيى بن مالك الضبي، حدّثنا محمّد بن سهل الجرجاني، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه.

عن ابن عباس من قوله:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، كان عنده أربعة دراهم فأنفق باللّيل واحداً، وبالنّهار واحداً، وفي السرّ واحداً، وفي العلانية واحداً.

____________________

(١) فضائل الخمسة: ج ١ ص ٣٢٢ ط بيروت.

(٢) تفسير الوسيط: ج ١، ص ٣٩٢ ط دار الكتب العلمية -بيروت -.

١٧٤

وأورد الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كفاية المطالب - الباب الثاني والستون - من تخصيص عليعليه‌السلام بمائة منقبة دون سائر الصحابة ص ٢٣٠ قال:

أخبرنا محمّد بن سعيد، أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمّد بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو ذر أحمد بن محمّد الباغندي، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا ابن التميمي عن أبيه، قال: فضل عليّ بن أبي طالب على سائر الصحابة بمائة منقبة وشاركهم في مناقبهم(١) .

قلت: وابن التميمي هو موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحرث التميمي ثقة وابن ثقة، اسند عنه العلماء والاثبات، ورواه غيره مرفوعاً لكن لم يعتمد عليه.

فإن قيل: فهل هذه المناقب من الكتاب أو السنّة؟ قلنا مناقبه في الكتاب أكثر من هذا وهو، كما أخبرنا العلامة صدر الشام رئيس الأصحاب قاضي القضاة سفير الخلافة أبو الفضل يحيى بن قاضي القضاة حجة الإسلام أبي المعالي محمّد بن علي بن محمّد القرشي، أخبرنا حجة العرب زيد بن الحسن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا الحافظ مؤرخ العراق وشيخ أهل الصنعة أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا أبو يعلي أحمد بن عبد الواحد الوكيل، حدّثنا كوهي بن الحسن الفارسي، حدّثنا أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي، حدّثنا محمّد بن حبيش المأموني، حدّثنا سلام بن سليمان الثقفى، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن عبد الرحمن المدايني، عن جويبر بن الضحّاك عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب ثلاثمائة آية قلت: هكذا أخرجه في تاريخه وتابعه محدّث الشام ورواه معنعناً فمن ذلك ما أخبرنا شيخنا حجة الإسلام شافعي الزمان أبو سالم محمّد بن طلحه القاضي بمدينة حلب، والحافظ محمّد بن محمود المعروف بابن النجار ببغداد قالا: أخبرنا أبو الحسن المؤيّد بن علي، قال أخبرنا عبد الجبّار الخواري أخبرنا العلّامة أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، حدّثنا أبو بكر التميمي - يعني أحمد بن محمّد الحرث - أخبرنا أبو محمّد بن حبّان حدّثنا محمّد بن يحيى بن مالك الضبي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الجرجاني، حدّثنا عبد الرزّاق أخبرنا عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه، عن ابن عباس في قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، كان عنده أربعة دراهم، فأنفق باللّيل واحداً وبالنّهار واحداً وفي السرّ واحداً وفي العلانية واحداً.

____________________

(١) ميزان الاعتدال: ج ٤ ص ٢١٨.

١٧٥

قلت: هذا سياق تفسيره، وذكره ابن جرير الطبري وذكر طرقه وغيره.

ورواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه.

وورد الحديث في:

أسباب النزول ص ٦٤.

الصواعق المحرقه، الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢٠٦.

وروى الواحدي في كتاب أسباب النزول ص ٦٤ في شأن نزول الآية الكريمة وبسندين، عن مجاهد قال:

كان لعليّعليه‌السلام أربعة دراهم فأنفق درهماً بالليل ودرهماً بالنهار ودرهماً سرّاً ودرهماً علانية فنزلت:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) .

ثم قال الواحدي: وقال الكلبي: نزلت هذه الآية في عليٍّ بن أبي طالبعليه‌السلام لم يكن يملك غير أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سرّاً وبدرهم علانية، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ما حملك على هذا ؟ قال:حملني أن استجوب على الله الّذي وعدني ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:ألا إنّ ذلك لك] فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وأورد الموفّق بن أحمد الخوارزمي من مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) ، قال:

وأخبرني شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي فيما كتب إلي من همدان (قال) أخبرني عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة (قال) أخبرني الشيخ أبو بكر ابن حمويه، حدّثني أبو بكر الشيرازي، حدّثني أبو أحمد محمّد بن أحمد بن عمران، حدّثني أبو حفص محمّد بن يحيى الحيري حدّثني أبو سعيد الأشج (عبد الله بن سعيد بن حصين) حدّثني أبو يمان، عن عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه (عن ابن عباس) قال: كان لعليّعليه‌السلام أربع دراهم فأنفقها واحداً ليلاً وواحداً نهاراً وواحداً سرّاً وواحداً وعلانية. فنزل قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

____________________

(١) مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام: ص ١٩٠ في الفصل السابع عشر.

١٧٦

وأخرج الواقدي بإسناده للرواية عن ابن عباس قال:

كان مع عليّعليه‌السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سرّاً وبدرهم علانية فنزل فيه:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

وروى الحافظ علي بن محمّد الجلابي - المعروف بابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) قال:

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي حدّثنا أحمد بن محمّد، حدّثنا أحمد بن جعفر الختلي حدّثنا القاسم بن جعفر (بن عبد الواحد) حدّثني الدبري حدّثني عبد الرزّاق حدّثنا معمر، حدّثنا ابن مجاهد، عن أبيه مجاهد:

عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً )

قال: هو عليّ بن أبي طالب كان له أربعة دراهم فأنفق درهماّ سراً ودرهماً علانية ودرهماً باللّيل ودرهماً بالنهار.

ماروته العامة من مناقب أهل البيت: للشيرواني، في ذكر الآيات النازلة في الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ص ٧٣ قال: قال تبارك وتعالى:( يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

قال في الكشّاف: عن ابن عباس: نزلت في عليّ، لم يملك إلّا أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانية.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: روى المفسّرون أنّه - يعني أمير المؤمنين - صلوات الله عليه لم يملك إلّا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانية فأنزل فيه:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) إنتهى.

قال ابن حجر في آخر الفصل الرابع في كراماته صلوات الله عليه من صواعقه: ص ١٦٠ أخرج الواقدي عن ابن عباس قال: كان مع علي أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدّق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً وبدرهم علانية، فنزلت فيه:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم... ) الآية.

____________________

(١) مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام: ص ٢٨٠ في الحديث ٣٢٥.

١٧٧

ورواه السيوطي عن ابن عباس، قال: أخرجه عبد الرزّاق، وابن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن عساكر.

قال البغوي:

وروى محمّد بن سليمان الكوفي الصنعاني في الحديث ٩٩ من مناقب عليّعليه‌السلام (١) ، قال:

حدّثنا غير واحد عن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم الكَشْوَري قال: حدّثنا محمّد بن يوسف الجذامي قال: أخبرنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه.

عن ابن عباس في قوله:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) قال: نزلت في عليّ، كانت نفقته أربعة دراهم فأنفق باللّيل درهماً وبالنّهار درهماً وسرّاً درهماً وعلانية درهماً.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني - في شواهد التنزيل(٢) قال:

وأخبرنا الحسين (بن محمّد الثقفي) قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن حبش المقرئ قال: حدّثنا الحسن بن علي بن زيد السامري قال: حدّثنا علي بن أشكاب، قال: حدّثنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا وهيب، قال: حدّثنا أيّوب عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

كان عند عليّ بن أبي طالب أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدّق بدرهم سرّاً، وبدرهم علانية، ودرهم ليلاً، ودرهم نهاراً فنزلت:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) الآية.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) قال:

ابن مؤمن قال: حدّثنا المنتصر بن نصر بن تميم الواسطي قال: حدّثنا عمر بن مدرك، قال: حدّثنا مكيّ بن إبراهيم، قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله الله:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم ) الآية. (قال) نزلت في عليّ، كان عنده أربعة دراهم، فتصدّق باللّيل منها درهماً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً، وبدرهم علانية، كل ذلك لله فأنزل الله الآية فقال عليٌّ: [والله ما تصدّقت إلّا بأربعة دراهم وأسمع الله يقول: ( أَمْوَالَهُم ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:إنّ الدرهم الواحد من المقلّ أفضل من مئة ألف درهم من الموسر عند الله ] عزّ وجلّ.

____________________

(١) مناقب عليّعليه‌السلام : الورق ٣٦-ب وفي ط ١ ص ١٦٦.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ط ٣ ص ١٧٠ في الحديث ١٦١.

(٣) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٧١ ط ٣ في الحديث ١٦٢.

١٧٨

أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

قرئ على أبي محمّد الحسن بن علي الجوهري -ببغداد- قال: أخبرنا أبو عبـ[ي]د الله محمّد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس (في) قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) ، نزلت في عليٍّ خاصّة في أربعة دنانير كانت له تصدّق منها نهاراً وبعضها ليلاً، وبعضها سرّاً، وبعضها علانية.

وأورد رواية الحديث محمّد بن سليمان في الجزء الثاني من مناقب عليّعليه‌السلام في الحديث المرقم ١٠٥، الورق ٤١ قال:

حدّثنا عبد الله بن محمّد، قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا البصري قال: حدّثنا قيس بن حفص الدارمي قال: حدّثنا حسين بن حسن بن الربيع عن عطاء عن أبي عبد الرحمان (قال: )

إنّ لعليّ أربع مناقب ليست لأحد، ولولا خشيتي لحدّثت بها، كان له أربعة دنانير فتصدّق بدينار ليلاً، وبدينار نهاراً، وبدينار سرّاً، وبدينار علانيةً، فأنزل الله:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

(و) حدّثنا عبيد الله، قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا البصري قال: حدّثنا أيّوب بن سليمان الحنطي قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: نزلت في عليٍّ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

ومما يروى عن شاعر أهل البيت السيد إسماعيل الحميري، ذكره للحادثة بأبيات شعر، قالها وهي:

وأنفق ماله ليلاً وصبحاً

وإسراراً وجهر الجاهرينا

وصدّق ماله لماّ أتاه

الفقير بخاتم المتختّمينا

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٧٤ ط ٣، في الحديث ١٦٤.

١٧٩

وروى السروي في عنوان: المسابقة بالسخاء والنفقة، الأبيات من مناقب آل أبي طالب: ج ١ ص ٣٤٥.

وأورد العاصمي في كتاب - زين الفتى -(١)

قال: والمشهور أنّها نزلت في المرتضى رضوان الله عليه حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع.

وكذلك قوله تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) .

والمشهور أنّها أيضاً نزلت في المرتضى رضوان الله عليه حين تصدّق بأربعة دراهم ليلاً ونهاراً سرّاً وعلانية لم يملك غيرها.

وأورد الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله أبو القاسم الدمشقي الشافعي، الشهير بابن عساكر في تاريخ دمشق(٢) من ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال:

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد الله الارغياني، أنبانا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي المفسّر، أنبانا أبو بكر التميمي -يعني أحمد بن محمّد بن الحارث- أنبانا أبو محمّد بن حيّان، أنبانا محمّد بن يحبى بن مالك الضبّي، أنبانا محمّد بن إسماعيل الجرجاني أنبانا عبد الرزّاق، أنبانا عبد الوهّاب بن مجاهد عن أبيه، عن ابن عبّاس في قوله تعالى( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم، فأنفق باللّيل واحدة، وبالنّهار واحدة وفي السرّ واحدة والعلانية واحدة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبانا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنبانا محمّد بن أحمد بن شاذان الرازي، أنبانا عبد الرحمان بن أبي حاتم، أنبانا أبو سعيد الأشج عن يحيى بن يمان، عن عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه (عن ابن عباس) قال:

كان لعليّ أربعة دراهم، فأنفق درهماً في الليل، ودرهماً في النهار، ودرهماً سرّاً، ودرهماً علانية، فنزلت:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) الآية.

وآخرين قد رووا هذه الحادثة التي أنفق فيها الإمام عليعليه‌السلام ما كان عنده ونزول الآية الشريفة بحقّه، ونزلت به خاصّة.

____________________

(١) زين الفتى ص ٥٨ من المخطوطة وج ١ ص ٤٧ ط ١في الحديث ١٤.

(٢) تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٤١٣ في الحديث ٩١٨.

١٨٠