النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 91581
تحميل: 4412


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 91581 / تحميل: 4412
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السيد الموفّق بالله السيد حسين بن إسماعيل الجرجاني، كتاب سلوة العارفين: ص ٦٥٧ ط ١.

إبن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقه ٧٨.

علي بن عيسى الإربلي، كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٣١٥.

فرات الكوفي في تفسيره: ص ٨ في الحديثين ٢٤، ٢٧ وفي ص ٦ حديث ١٨.

الشيخ الطوسي في أماليه: ج ١، الجزء الأوّل ص ٤٥٩.

محمّد بن الحسن بن محمّد بن علي المعروف بابن حمدون - كتاب التذكرة الحمدونيّة: ج ١ ص ٤٤.

علاء الدين علي بن محمّد بن إبراهيم المعروف بالخازن في تفسيره: ج ٢ ص ٢٠١.

إبن الصبّاغ المالكي - في الفصول المهمّة - الفصل الأوّل.

وتفسير البرهان للسيد هاشم البحراني، بروايته عن ابن شهر آشوب من المناقب، عن ابن عباس والسدي، ومجاهد والكلبي وأبي صالح، والواحد والطوسي والثعلبي والطبرسي والماوردي والقشيري والثمالي والنقّاش والفتّال وعبد الله بن الحسين وعلي بن حرب الطائي من تفاسيرهم قال: أنّه كان عند عليّ بن أبي طالب دراهم فضّة فتصدّق بواحد ليلاً وبواحد نهاراً وبواحد سرّاً وبواحد علانية فنزل:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانيةً ) فسمّي كلّ درهم مالاً وبشّره بالقبول.

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي(١) قال:

قال ابن عباس نزلت الآية في عليٍّعليه‌السلام كانت معه أربعة دراهم فتصدّق بواحد نهاراً وبواحد ليلاً وبواحد سراً وبواحد علانية، وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وابن جعفرعليه‌السلام وروي عن أبي ذر والأوزاعي أنّها نزلت في النفقة على الخيل في سبيل الله وقيل هي عامّة في كلّ من أنفق ماله في طاعة الله على هذه الصفة وعلى هذا فإنّا نقول الآية نزلت في عليٍّعليه‌السلام وحكمها سائر في كلّ من فعل مثل فعله وله فضل السبق إلى ذلك.

____________________

(١) مجمع البيان: المجلد الأوّل ص ٣٨٨ ط دارإحياء التراث العربي -بيروت-.

١٨١

سورة البقرة الآية ٢٨٥

( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أنزل إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ )

روى الفقيه موفّق بن أحمد المكي الخوارزمي، الحنفي في كتابه مقتل الحسين: ج ١ ص ٩٥.

وكذلك محمّد بن إبراهيم الحمويني - الشافعي-

بأسانيدهما عن أبي سلمى، راعي ابل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:[ليلة أُسري بي إلى السماء. قال لي الجليل جلَّ جلاله:

( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أنزل إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ )

فقلت: ( وَالْمُؤْمِنُونَ )

قال: صدقت، من خلَّفت في أمّتك؟

قلت: خيرها. قال: عليّ بن أبي طالب.

قلت: نعم يا ربّي.

قال يا محمّد إنّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسما من أسمائي، فلا اذكر في موضع إلّا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطلعت ثانية فاخترت عليّاً وشققت له اسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو عليّ.

يا محمّد: إنّي خلقتك وخلقت عليّاً، والحسن والحسين والأئمّة من ولده من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمّد: لو أنَّ عبداً من عبادي عبدني حتّى ينقطع، أو يصير كالشّن البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتّى يقرّ بولايتكم.

يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم يا ربّ.

١٨٢

فقال :إلتفت عن يمين العرش فالتفت، فإذا بعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن علي، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ، والمهديّ في ضحضاح من نور قياماً يصلّون فهو في وسطهم (يعني: المهديّ) كأنّه كوكب دريّ .

وقال :يامحمّد هؤلاء الحجج وهذا الثائر من عترتك، وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي].

وأخرجه عنهما الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة ص ٤٨٦، وكذلك أخرجه ابن شاذان في المناقب المائة من طرق العامّة بسنده عن أبي سلمى، راعي ابل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، المناقب المائة / المنقبة السابعة عشرة ص ١١-١٢.

سورة البقرة الآية ٢٨٥

( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أنزل إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أحد مِّن رُّسُلِهِ ) .

روى صدر الأئمّة أخطب خوارزم بإسناده إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:[ليلة أُسري بي إلى السماء قال لي الجليل جلّ جلاله: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أنزل إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ ) فقلت: والمؤمنين فقال لي: صدقت، من خلّفت في أمّتك، قلت: خيرها قال: عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قلت: نعم يا ربّ، قال: يا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّي اطلعت إلى الأرض اطلاعه اخترتك منها، فشققت لك اسما من أسمائي، فلا اذكر في موضع إلّا ذُكرتَ معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطلعت ثانية واخترت منها عليّاً و اشتققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو عليٌّ عليه‌السلام .

يا محمّد! إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين و الأئمّة عليه‌السلام من ولده من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السموات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان من الكافرين.

يا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم لو أنّ عبدا من عبادي عبدني حتّى يصير كالشن، ثمّ أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتّى يقرّ بولايتكم.

١٨٣

يا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم! تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم. فقال لي: إلتفت إلى يمين العرش. فالتفت، فإذا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلّون وهو في وسطهم - يعني المهديّ - كأنّه كوكب درّي. وقال لي: يا محمّد! هولاء الحجج، وهو الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي إنّه الحجة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي]. (المناقب للخوارزمي /١١٢ وجاء في المناقب لابن المغازلي /١٠١).

سورة آل عمران

آل عمران الآية ٧

( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) .

١- أخرج المتّقي الهندي الحنفي في كنز العمّال(١) مسنده عن أبي ذر الغفاري، قال: كنت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو ببقيع الغرقد فقال:

(صلّى الله عليه وآله)[والّذي نفسي بيده إنّ فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت المشركين على تنزيله، وهم يشهدون أن لا إله إلّا الله فيكبر قتلهم على الناس حتّى يطعنون على ولي الله، ويسخطون عمله، كما سخط موسى أمر السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، وكان خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقام الجدار لله رضىً].

وأخرج أيضاً في الكنز عن أبي سعيد الخدري: أنّه قيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أبو بكر وعمر؟

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لا، ولكنّه خاصف النعل] يعني عليّاً.

٢- وروى الحديث شهاب الدين ابن حجر العسقلاني الشافعي في الإصابة من تمييز الصحابة: ج ١ ص ٢٢، بإسناده عن الأخضر بن أبي الأخضر عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:[أنا أقاتل على تنزيل القرآن، وعليٌّ يقاتل على تأويله].

٣- وأخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني الحنفي في كتابه شواهد التنزيل(٢) قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم[عليٌّ يخبر الناس من تأويل القرآن ما لا يعلمون].

____________________

(١) كنز العمّال: ج ٦ ص ٣٩٠-٣٩١.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٩.

١٨٤

٤- وأورد الحافظ أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في المناقب ص ١١٢ حديث المناشدة للإمام عليعليه‌السلام يوم الشورى، بإسناده إلى عامر بن واثلة، قال الإمام عليعليه‌السلام :

[فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّي قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت على تأويل القرآن غيري] قالوا: أللّهم لا.

وكثير من الحفّاظ والمحدّثين والمؤرّخين والمفسّرين قد أوردوا حديث المناشدة المضمون لأمير المؤمنينعليه‌السلام في يوم الشورى وإن اختلفت في بعض النصوص إلّا أنّ المعنى واحد.

منهم ما أورده الخوارزمي في المناقب ص ٢٤٦

وابن حجر في الصواعق المحرقة ص ٧٥، ٩٣.

وابن عبد الله في الإستيعاب (بهامش الإصابة: ج ٣ ص ٣٥).

والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ص ٢٤٢.

والحمويني في فرائد السمطين - الباب ٥٨.

والنسائي في خصائص أمير المؤمنين ص ٤٠.

والحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: ج ١ ص ٢٠٥.

وجاء في تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، تفسير فرات: الحديث/٣٠/ص ٩/ط النجف الأشرف، بإسناده عن سليم بن قيس قد نقل خطبة للإمام عليعليه‌السلام جاء فيها:

( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )

[أليس بواحد، رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منهم، علّمه الله سبحانه إيّاه فعلّمنيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ لا يزال في عقبنا إلى يوم القيامة].

وما أخرجه الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة(١) هو خير دليل يوضح منزلة الإمام عليٌّعليه‌السلام في معرفة القرآن وتأويله. حيث أورد القندوزي في ينابيعه قال:

عن يحيى بن أم الطويل، قال: سمعت عليّاًرضي‌الله‌عنه يقول:

[إذا كنت غائباً عن نزول الآية كان يحفظ عليَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما كان ينزل عليه من القرآن، وإذا قدِمتُ عليه أقرأنيهُ ويقول: يا عليّ أنزل الله عَليَّ بعدك كذا وكذا وتأويل كذا وكذا، ويعلّمني تأويله وتنزيله].

____________________

(١) ينابيع المودّة ص ٧٣.

١٨٥

وأخرج إسماعيل بن يوسف الطالقاني في كتاب: الأربعين المنتقى (المخطوط) الحديث ٤٩ بسنده المذكور عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول:[إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال:لا ، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال:لا، ولكن خاصف النعل]، قال: وكان أعطى عليّاً نعله يخصفها.

جاء في الباب الرابع والتسعين من كفاية الطالب للكنجي(١) قال:

وأخبرنا العدل محمّد بن طرخان، أخبرنا الحافظ أبو العلاء عن شيرويه ابن شهر دار الديلمي، وأخبرنا الميداني الحافظ، أخبرني عبد الكريم بن محمّد الحاملي عن الحسن بن محمّد بن بشر الخزاز، حدّثنا الحسن بن الحكم، حدّثنا الحسن بن الحسين العدني، حدّثنا علي بن الحسن العبدي عن محمّد بن رستم أبي الصامت عن زاذان أبي عمر عن أبي ذر الغفاريرضي‌الله‌عنه قال: كنت مع رسول الله وهو ببقيع الغرقد، فقال:[والّذي نفسه بيده إنَّ فيكم رجلاً يقاتل الناس بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله وهم يشهدون أن لا إله إلّا الله، فيكبر قتلهم على الناس حتّى يطعنوا على ولي الله، ويسخطوا عمله كما يسخط موسى أمر السفينة وقتل الغلام، وأمر الجدار، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار إليه رضا وسخط ذلك موسى، وهو عليّ بن أبي طالب. ]

قلت هذا حديث أخرجه الهمداني في كتابه، وتابعه الخوارزمي، ورواه الحافظ الخوارزمي في مناقب عليّعليه‌السلام عن ابن أبي زائدة.

وأورد الحاكم الكنجي في كفاية الطالب(٢) ، الحديث وباسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: قال: لما نزلت( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ‌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[أنا المنذر وعليّ الهاد. بك يا عليّ يهتدي المهتدين ].

وأورد محمّد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب(٣) قال:

____________________

(١) كفاية الطالب للكنجي: ص ٣٣٢.

(٢) كفاية الطالب للكنجي: ص ٢٣٣.

(٣) كفاية الطالب للكنجي: ص ٢٦٤.

١٨٦

أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن بركة الكتبي، أخبرنا الحافظ أبو طاهر الهمداني، أخبرني أبو الفتح عبد الله بن عبدوس بن عبد الله الهمداني، حدّثنا أبو طاهر الحسين بن سلمة بن علي، عن مسند زيد بن عليّعليه‌السلام حدّثنا الفضل بن الفضل بن العباس، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن سهل، حدّثنا محمّد بن عبد الله البلوي، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء قال: حدّثني أبي عن زيد بن علي عن أبيه عن جدّه عن عليٍّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال:[قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتحت خيبر: لولا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً لاتمرّ على ملأ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك، وفضل طهورك ليستشفوا به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبي بعدي، أنت تؤدّي ديني وتقاتل على سنتي وأنت في الآخرة أقرب الناس منّي، وأنّك غداً على الحوض، وأنت أوّل داخل الجنّة من أمّتي، وأنّ شيعتك على منابر من نور مسرورون مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون في الجنّة جيراني، وأنّ أعداءك غداً ظماء مظمئين مسودّة وجوههم، حربك حربي وسلمك سلمي، وسرّك سرّي وعلانيتّك علانيّتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، وأنّ ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي، وأنّ الحقّ معك، والحقّ على لسانك وفي قلبك والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي وأنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أبشّرك أنّك وعترتك في الجنة، وأنّ عدوّك في النار، لا يرد الحوض عَلَيَّ مبغض لك ولا يردُّ عنه محبٌّ لك. (١) قال عليّعليه‌السلام :فخررت لله سبحانه وتعالى ساجداً وحمدته على ما أنعم به عليّ من الإسلام والقرآن وحبّبني إلى خاتم النبيين وسيّد المرسلين].

____________________

(١) الحقائق: ص ١٨٨، فضائل الخمسة: ج ٣ ص ٥٢ مناقب الخوارزمي: ص ٤٤.

١٨٧

سورة آل عمران الآية ١٥

( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأنْهارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) .

أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال: أخبرنا الفرّاء عن أبي القاسم عبد الرحمان بن محمّد بن عبد الرحمان الحسني قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا الحسن بن الحسين قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس قال(في قوله تعالى)( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ) الآية كلّها في عليٍّ وحمزة وعبيدة بن الحارث.

وهذا الحديث رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره للآية الكريمة من الحديث (٦١) رواية عن الحسين بن الحكم الحبري.

وأورد الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال:

وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا (أبو عبد الله محمّد بن عمران) المرزباني قال: حدّثنا (علي بن محمّد) بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم بذلك.

وهذا الحديث رواه الحسين بن الحكم الحبري تحت الرقم ٨ من تفسير الآية الكريمة من تفسيره قال:

حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس قال: (في قوله تعالى):( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأنْهارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿١٥﴾ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) : (إنّها نزلت) في عليٍّ وحمزة وعبيدة بن الحارث

____________________

(١) شواهد التنزيل: في الحديث ١٦٥ في ج ١ ط ٣ ص ١٧٧.

(٢) شواهد التنزيل: في الحديث ١٦٦ في ج ١ ط ٣ ص ١٧٧.

١٨٨

سورة آل عمران الآية ٣٠

( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا )

أورد السيد صادق الشيرازي في كتابه عليٌّ في القرآن(١) قال:

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا علي بن أحمد (بالاسناد المذكور) عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي قال:

[نحن المستضعفون، ونحن المقهورون، ونحن عترة رسول الله (ص)، فمن نصرنا فرسول الله نصر، ومن خذلنا فرسول الله خذل، ونحن وأعدائنا نجتمع ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ‌ مُّحْضَرً‌ا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ) ] ، عن شواهد التنزيل للحسكاني: ج ١ ص ٤٣٣ - ٤٣٤.

سورة آل عمران الآية ٣١

( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .

أخرج الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتاب كفاية الطالب ص ٩٤ الباب الثاني عشر في أمر الله تعالى رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم بحبِّ عليّعليه‌السلام . قال:

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله البغدادي بدمشق، عن المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوزي، أخبرنا القاسم بن البسري، أخبرنا عبيد الله بن محمّد العكبري حدّثنا أحمد بن محمّد السري حدّثنا أبو حصين محمّد بن الحسين الهمداني القاضي، قال: العكبري: وأخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي الشيبالي حدّثنا أبو عمرو بن أبي غرزة الغفاري، وحدّثني أبو صالح حدّثنا أبو الأحوص القاضي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني حدّثنا شريك عن أبي ربيعة الايادي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[أمرني الله عزّ وجلّ بحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم قال: قلنا يا رسول الله من هم فكلّنا يحبّ أن يكون منهم؟ قال: إنّك يا عليّ منهم إنّك يا عليّ منهم إنّك يا عليّ منهم.] هذا سند مشهور عند أهل النقل.

____________________

(١) عليٌّ في القرآن: ج ١ ص ١٠٦.

١٨٩

وقد سألت بعض مشايخي عن هذا السائل من هو؟ فقال: هو عليّ، قلت من الثلاثة الباقون؟ فقال: هو الحسن والحسين وفاطمة.

قلت: في هذا الخبر دلالة على عناية الحقّ عزّ وجلّ بهم صلوات الله عليهم، وأمر الله سبحانه يقتضي الوجوب، فإذا كان الأمر للرسول فيما لا يقتضي الخصوص دل على وجوبه على الأمّة، واقتضاء الوجوب دلالة على محبة الحقّ عزّ وجلّ بمتابعة الرسول بدليل قوله عزّ وجلّ:( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) .

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في كتاب الدر الثمين ص ٦١ قال:

ثمّ إنّ الله أمر نبيّه أن يقول لأمّته( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) وقد اتّبعوه؟

والمراد: اتّبعوني في ولاية عليّعليه‌السلام وحبّه وتفضيله، فخالفوه وبغضوه واطّرحوه.

( يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ )[ إن أحببتم عليّاً عليه‌السلام فإن الله يغفر لكم ويحبّكم ].

فهذا شرط شرط الله الذي شرطه لنفسه وشرط الرسول محبّة العترة مع محبته، وأخبر أنّ محبّته وحبّه ليس بنافع حتّى يضاف إليه حبّ أهل بيتهعليهم‌السلام كما أنّ حبّ الله لا ينفعهم حتّى يحبّوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجعل كل واحد منها متعلّقاً بالآخر وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لن يؤمن عبد بالله حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ويكون حبّ أهل بيتي أحبّ إليه من أهله]. (١)

وكما روى الكوفي في المناقب: ج ٢ ص ١٣٤ وورد في البحار: ج ١٧ ص ١٣ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لايؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته، ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله، وتكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته].

وروى الحافظ الكنجي من كتاب الكفاية ص ٨١ الباب التاسع:

____________________

(١) مستدرك الصحيحين: ج ٣ ص ١٣٠، مسند أحمد بن حنبل: ج ٥ ص ٣٥١، حلية الأولياء لأبي نعيم: ج ١ ص ١٩٠، مجمع الزوائد للهيثمي: ج ٩ ص ١٥٥.

١٩٠

أنّ من تولّى عليّاًعليه‌السلام كان من أحباب الله تعالى: لقوله عزّ وجلّ( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) ، قال: أخبرنا الشريف أبو تمام الهاشمي وغيره قالوا أخبرنا محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا أحمد بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدّثنا فهد بن إبراهيم ابن فهد، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، حدّثنا بشر بن مهران حدّثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنَّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليّاً من بعدي، وليوال وليّه، وليقتد بالأئمة من بعدي فإنّهم عترتي خُلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، وويلٌ للمكذّبين بفضلهم من أمَّتي. القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي]. قلت رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء، تفرد به شريك(١) .

سورة آل عمران الآية ٣٣، ٣٤

( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ )

( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

هذه الآية الكريمة قد أخرج لها الرواة والمحدّثون والمفسّرون أكثر من رواية عن نزول هذه الآية فيمن نزلت، بأيّ مضمون كانت وكيف فسّرت، وكيف وجد لها المفسّرون مسانيد يحتجّون برواياتهم فقد أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحسكاني الحنفي ثلاثة أحاديث.

وكذلك في تفسير الثعلبي أورد رواية يحدّث فيها عن من تخصّ هذه الآية ويحيى بن الحسن المعروف بابن البطريق الأسدي فإنّه يروي عن الثعلبي في الفصل الخامس من كتابه خصائص الوحي المبين: ص ٥٤ ط ١ والسيد البحراني في كتابه: غاية المرام في الباب ١٣ ص ٣١٨ يروي عن الثعلبي.

وكذلك فقد روى السيوطي عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفسير الآية الكريمة في تفسير الدرّ المنثور.

____________________

(١) لقد ورد الحديث في حلية الأولياء: ج ١ ص ٨٦ ومقدّمة كتاب الغدير المجلد الأوّل. والخطيب البغدادي - تاريخ بغداد: ج ٤ ص ٤١٠، ومستدرك الصحيحين: ج ٣ ص ١٢٨، الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢١٥ وقال أخرجه ابن عرفة ذخائر العقبى ص ٩٢ عن ابن عباس، الإصابة: ج ٣ ص ٢٠ عن زياد بن مطرف.

١٩١

وكذلك فقد رواه السيد الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٧٧ طبعة بيروت.

ونورد فيما يلي بعض ما ورد من المصادر أعلاه من روايات:

١- أورد الحافظ الحسكاني في ج ١ ص ١٧٩ في الأحاديث الثلاثة التالية:

أ- الحديث ١٦٧ قال:

أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الحافظ، قال: أخبرنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال: حدّثنا أحمد بن الحسن قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حصين بن مخارق عن الأعمش، عن شقيق قال:

قرأت في مصحف عبد الله - هو ابن مسعود -( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ ) وآل محمّد( عَلَى الْعَالَمِينَ ) .

٢- الحديث ١٦٨ ص ١٨٠ قال: (وأخبرناه أيضاً عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح) السبيعي قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن مَيْثم بن أبي نعيم (الفضل بن دكين) قال: حدّثنا أبو جنادة بن السلولي، عن الأعمش، به سواء.

وقد أخرج الثعلبي أيضاً بهذ السند في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج ١/الورق // قال: حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد القاضي قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا أحمد بن ميثم بن(أبي) نعيم قال: حدّثنا أبو جنادة السلولي، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:

قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ) وآل محمّد( عَلَى الْعَالَمِينَ ) .

وهكذا فقد رواه عن تفسير الثعلبي ابن البطريق الأسدي في الفصل الخامس في كتابه خصائص الوحي المبين: ص ٥٤ ط ١.

وكذلك روى السيد البحراني عن تفسير الثعلبي، في الباب ١٣ من كتاب غاية المرام ص ٣١٨.

وقد روى السيوطي، عن أبي جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفسير الآية الشريفة من تفسير الدرّ المنثور: ج ٢ ص ١٨٠ طبعة دار الفكر قال:

١٩٢

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفسير الآية من طريق علي عن ابن عباس في قوله( إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ ) قال: هم المؤمنون من آ ل إبراهيم وال عمران و آل ياسين محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وقد رواه عنه السيد الفيروز أبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٧٧ طبعة بيروت.

وقريبا من هذا المعنى ما قد رواه أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام المتوفّى سنة ٤٠٨ والمترجم عند الرقم: ٣٩٩٢ من كتاب تاريخ بغداد: ج ٧ ص ٤٢٤ قال:

حدّثني محمّد بن عيسى بن هارون قال: حدّثني أبو عبد الصمد إبراهيم، من أبيه، عن جدّه - هو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول:[كان يقرأ ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ ) وآل محمّد ( عَلَى الْعَالَمِينَ ) قال: هكذا أنزلت].

ومما جاء في كتاب عليٌّ في القرآن، للسيد الشيرازي: ج ١ ص ١٠٧ قال من ذكر الآية الكريمة:

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل: ج ١ ص ١١٨-١١٩ قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الحافظ (بإسناده المذكور) عن الأعمش عن شقيق قال: قرأت في مصحف عبد الله وهو ابن مسعود-:( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ ) وآل محمّد( عَلَى الْعَالَمِينَ ) .

(قال الحسكاني):

قلت: إن لم تثبت هذه القراءة فلا شكّ في دخولهم في الآية لأنّهم آل إبراهيم.

(أقول) ليس معنى ثبوت كلمة (آل محمّد) في مصحف ابن مسعود أنّها من القرآن. وقد حذف عنه، بل حيث أنّ أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حال نزول الوحي، وبعد نزول الوحي كان لهم من التفسير والتأويل، فإنَّ كلمة (آل محمّد إنمّا هي من التفسير أو التأويل) لا من أصل القرآن كما حقّقه المحقّقون من علماء التفسير والحديث والفقه.

عليٌّ في القرآن للسيد الشيرازي: ج ١ ص ١٠٧.

١٩٣

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في الدر الثمين ص ٦٢ قال: ثمّ جعله عليه للسلام [يعني الإمام عليّ] وعترته الصفوة عن عباده قال:( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) قال: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ياعليّ أنت والعترة من ولدك أئمّة الهدى والعروة الوثقى والشجرة التي أنا أصلها وأنتم فرعها، فمن تمسّك بها نجا ومن تخلّف عنها هوى وأنتم الذين أوجب الله مودّتكم وولايتكم وذكركم في كتابه ووصفكم لعباده فقال: ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) (١) فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وإبراهيم وآل عمران أسرة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمّد] (٢) .

وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص ٤٠٩ وبإسناده عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّ الله اصطفى العرب من جميع الناس، واصطفى قريشاً من العرب، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم، واختارني في نفر من أهل بيتي، عليٌّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين].

قلت هكذا أخرجه محدّث الشام في ترجمة الحسين(٣) ، وهو صحيح، كما أخرجه مسلم.

وروى الكنجي في الكفاية أيضاً ص ٤٠٩ وباسناده عن واثلة بن الاسقع يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يقول:[إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم] قلت: هذا لفظه في صحيحه، وأخرجه الإمام الحافظ الترمذي في جامعه(٤) .

____________________

(١) سورة آل عمران: الآية ٣٤.

(٢) المسترشد لابن جرير الطبري: ص ٦٠٩، تأويل الايات: ج ١ ص ١٠٦ وبتفاوت في اللفظ، البحار: ج ٢٣ ص ٢٢٢.

(٣) تاريخ دمشق: ج ٤ ص ٣١٩، صحيح الترمذي: ج ٢ ص ٢٦٩.

(٤) صحيح الترمذي: ج ٢ ص ٢٦٩، مستدرك الصحيحين: ج ٤ ص ٧٣، ذخائر العقبى: ص ١٠، كنز العمّال: ج ٦ ص ١٠٨.

١٩٤

وروى أيضاً: الكنجي في الكفاية ص ٤١٠ بإسناده أيضاً عن واثلة بن الأسقع، قال: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنان قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم].

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح(١) .

قلت: ومعنى قوله: اصطفى: إختار بإجماع من المفسِّرين في قوله عزّ وجلّ:( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) .

إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد في أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخبر وهو الصادق المصدّق عن الله تبارك وتعالى أنّه اصطفى بني هاشم على غيرهم من قبائل قريش ويؤيّد هذا القول ما خرّجه عبد الله بن أحمد بن حنبل زيادة على ما جمعه والده في مناقب عليّعليه‌السلام .

وأورد الشيرواني في كتابه: ماروته العامّة من مناقب أهل البيتعليه‌السلام ص ١٦٤ قال:

قال ابن حجر (الهيثمي)(٢) : وخرج عمرو الأسلمي وكان من أصحاب الحديبيّة - مع عليّ إلى اليمن، فرآى منه جفوةً، فلمّا قدم المدينة أذاع شكايته، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله:[لقد آذيتني فقال: أعوذ بالله أن أُوذيك يا رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال:بلى من آذى عليّاً فقد آذاني].

وأخرج أحمد (بن حنبل )(٣) .

وزاد ابن عبد البرّ:[من أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن آذى عليّاً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله].

____________________

(١) صحيح الترمذي: ج ٢ ص ٢٨٣

(٢) الصواعق المحرقة: ص ١٣٤.

(٣) مسند أحمد بن حنبل: ج ٤ ص ١١٤ والاستيعاب: (المطبوع بهامش الإصابة ) ج ٣ ص ٣٧.

١٩٥

ثمَّ قال: وكذلك وقع لبريدة أنّه كان مع عليّ في اليمن، فقدم مغضباً عليه وأذاع شكايته بجارية أخذها من الخمس. فقيل: أخبره يسقط من عينيه، ورسول الله صلّى الله عليه وآله يسمع من وراء الباب، فخرج مغضباً فقال:[مابال أقوام يبغضون عليّاً، من أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن فارق عليّاً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، خُلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم ولا أفضل من إبراهيم و ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) يا بُريدة أما علمت أنّ لعليّ أكثر من الجارية التي أخذها] أخرجه الطبراني(١) .

سورة آل عمران الآية ٣٧

( قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )

أخرج البيضاوي الشافعي في تفسيره، عند ذكر الآية الكريمة:( إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) قال:

روي أنّ فاطمة (رضي الله تعالى عنها) أهدت لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رغيفين وبضعة لحم، فرجع بها إليها، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[هلمّي يا بُنيّة، فكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزاً ولحماً، فقال لها:أنّى لك هذا ؟ قالت:( هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:الحمد لله الذي جعلك مثل مريم سيّدة نساء بني إسرائيل].

ثمَّ جمع عليّاً والحسن والحسين، وجمع أهل بيته عليه حتّى شبعوا وبقي الطعام كما هو، فأوسعت على جيرانها.

وأخرج قريباً منه محبّ الدين الطبري الشافعي، في ذخائر العقبى ص ٤٥ وبتفصيل أكثر، وفي آخر الحديث أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال -لعليّ وفاطمة-:[الحمد الذي هو بدأ كما، لن يخرجكما من الدنيا حتّى يجريك -مخاطباً الإمام عليعليه‌السلام -من المجرى الذي أجرى زكريّا، ويجريك يا فاطمة من المجرى الذي جرت فيه مريم].

____________________

(١) الصواعق المحرقة: ص ١٣٤

١٩٦

ثمَّ تلا الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قول الله تعالى:( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ) .

وكذلك فقد أخرجه الكنجي القرشي الشافعي في كفاية الطالب: ص ٣٦٧ - ٣٦٩ قال:

أخبرنا القاضي العلّامة أبو نصر محمّد بن هبة الله الشيرازي، أخبرنا الحافظ محدّث الشام علي بن الحسين الشافعي، أخبرنا الشيخ أبو منصور عبد الرحمان بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق الشيباني السقلاطوني ببغداد، أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان بن الحرث الباغندي، حدّثنا محمّد بن خلف الحدادي حدّثنا حسين بن حسن، حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون، عن أبي سعيد، وعن عمرو بن قيس عن عطيّة عن أبي سعيد بنحوه، والسياق لأبي هارون، قال: أصبح عليّعليه‌السلام ذات يوم فقال: يا فاطمة هل عندك شيئاً تغذينيه؟ قالت: لا والّذي أكرم أبي بالنبوّة ما أصبح عندي شيء أُغذيكه ولا أكلنا بعدك شيئاً، ولا كان لنا شيء بعدك منذ يومين أؤثرك به على بطني وعلى ابنيّ هذين، قال: يا فاطمة ألا أعلمتني حتّى أبغيكم شيئاً؟ قالت: إنّي أستحي من الله أن أكلّفك ما لا تقدر عليه، فخرج من عندها واثقاً بالله حسن الظن به، قاستقرض ديناراً. فبينما الدينار في يده، أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم، إذ عرض له المقدادرضي‌الله‌عنه في يوم شديد الحرّ، قد لوّحته الشمس من فوقه وآذته من تحته، فلمّا رآه أنكره، فقال: يا مقداد ما أزعجك من رحْلِكَ هذه الساعة؟ قال:

يا أبا الحسن خلِّ سبيلي ولا تسألني ممّا ورائي، فقال: يا ابن أخي، إنّه لا يحلّ لك أن تكتمني حالك، قال: أمّا إذا أبيت فو الّذي أكرم محمّداً بالنبوّة ما أزعجني من رحْلي إلّا الجُهد، ولقد تركت أهلي يبكون جوعاً، فلمّا سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض، فخرجت مغموماً راكباً رأسي، فهذه حالي وقصّتي، فهَملتْ عينا عليّعليه‌السلام بالبكاء حتّى بلّت دموعه لحيته. ثمّ قال: أحلف بالّذي حلفت به، ما أزعجني غير الّذي أزعجك، ولقد اقترضت ديناراً فهاك، أُؤثرك به على نفسي، فدفع إليه الدينار ورجع حتّى دخل مسجد النبيّ صلّى الله عليه وآله فصلّى فيه الظهر والعصر والمغرب، فلمّا قضى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم صلاة المغرب مرّ بعليّعليه‌السلام

١٩٧

في الصف الأوّل فغمزه برجله، فسار عليّعليه‌السلام خلف النبيّ صلّى الله عليه وآله حتّى لحقه عند باب المسجد، فسلّم عليه فردّ السلام فقال: يا أبا الحسن هل عندك شيئ تُعَشّينا به؟ فأطرق عليّعليه‌السلام لا يحر جواباً حياءً من النبيّ صلّى الله عليه وآله وقد عرف الحال التي خرج عليها، فلمّا نظر إلى سكوت عليّعليه‌السلام قال: يا أبا الحسن إمّا أن تقول لا، فننصرف عنك أو نعم فنجيء معك، فقال له: حبّاً وتكرمة، بلى اذهب بنا، وكأنَّ الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أن تعشّ عندهم، فأخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمبيده فانطلقا حتّى دخلا على فاطمةعليه‌السلام في مصلّى لها وقد صلّت وخلفها جفنة تفور دخاناً، فلمّا سمعت كلام النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خرجت من المصلّى فسلّمت عليه -وكانت أعزّ الناس عليه- فردّ عليها السلام ومسح بيده على رأسها، وقال: كيف أمسيتِ؟ عشينا غفر الله لك، وقد فعل، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه. فلمّا نظر عليّعليه‌السلام إلى الطعام وشمَّ ريحه، رمى فاطمةعليه‌السلام ببصره رمياً شحيحاً فقالت له: ما أشحَّ نظرك وأشدّه، سبحان الله هل أذنبت فيما بيني وبينك ما استوجب به السخطة؟ قال: وأيّ ذنب أعظم من ذنب أصبته اليوم، أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة، ما طعمت طعاماً يومين؟ فنظرت إلى السماء فقالت: إلهي يعلم مافي سمائه ويعلم مافي أرضه أنّي لم أقل إلّا حقّاً، قال: فأنّي لك هذا الذي لم أرَ مثله قطّ ولم أشمْ مثل رائحته، ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كفّه المباركة بين كتفي عليّ عليه السلام ثمّ هزَّها، وقال:[يا عليّ هذا ثوابٌ لدينارك، هذا جزاء بدينارك، هذا من عند الله وإنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب].

ثمَّ استعبر النبيّ صلّى الله عليه وآله باكياً، فقال:[الحمد لله الذي بدأ كما، لن يخرجكما من الدنيا حتّى يجريك في المجرى الذي أجرى زكريا، ويجريك يا فاطمة بالمنال الذي جرت فيه مريم ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ) ] هكذا أخرجه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في الأربعين الطوال وابن شاهين في مناقبهما، وليس ببدع هذا في حقّها(١) .

____________________

(١) الحديث بتمامه في ذخائر العقبى: ص ٤٥، فضائل الخمسة: ج ٢ ص ١٢٤ المناقب لابن شهر آشوب: ج ٣ ص ٣٦٠.

١٩٨

فان قلت: لم اختصت فاطمةعليها‌السلام من بين سائر بنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قلت: لأنّها أم الحسن والحسينعليه‌السلام وذريّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم منها، ولأنّها بشّرت بالجنّة وعدَّت من سيّدات النساء، وكنّيت بأمّ أبيها، ولأنّها عاشت بعده صلّى الله عليه وآله وسلّم فعظم أجرها بصبرها على فقده، وهذه الفضائل لم تحصل لبقيّة بناته صلّى الله عليه وآله وسلّم.

جاء في الكشّاف: ج ١ ص ٤٢٧ قال:

وعن النبيّ: صلّى الله عليه وآله[أنّه جاع في زمن قحط، فأهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم أثرته بها، فرجع بها إليها وقال: هلمّي يا بنيّة فكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزاً ولحماً، فبهتت وعلمت انّها نزلت من عند الله، فقال لها صلّى الله عليه وآله: أنّى لك هذا؟ فقالت: هو من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب.

فقال صلّى الله عليه وآله:الحمد الّذي جعلتك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل] ، ثمّ جمع رسول الله صلّى الله عليه وآله، عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين، وجميع أهل بيته عليه حتّى شبعوا، وبقى الطعام كما هو، فأوسعت فاطمة على جيرانها.

وروى نحوه السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور(١) .

سورة آل عمران الآية ٥١

( إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )

روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل(٢) قال:

أخبرنا أبو الحسن المعاذي - بقراءتي عليه من أصله - قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم، قال: حدّثنا هارون بن إسحاق، قال: حدّثني عبدة بن سليمان قال: حدّثنا كامل بن العلاء، قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام ):

[أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين].

____________________

(١) الدرّ المنثور: ج ٢ ص ١٨٦.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩١ ط ٣ في الحديث ٨٩.

١٩٩

وروي الحافظ الحاكم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل(١) ، (قال: ) وأخبرنا أيضاً أبو جعفر، (عن) محمّد بن علي، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل، عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمّتي. من اهتدى بهم، هُدي إلى الصراط مستقيم ].

وروى الحديث الحافظ السروري في مناقب آل أبي طالب(٢) في عنوان: الصراط المستقيم، أنّه... السبيل والصراط المستقيم.

وعن تفسير وكيع بن الجرّاح... وفيه أيضاً أرشدنا إلى حبَّ محمّد وأهل بيته.

وروى السيد البحراني في تفسير البرهان(٣) عن الحافظ السروري، عن الصراط، وكذا أورده في الباب ٤٠ من غاية المرام.

سورة آل عمران الآية ٥٧

( وَأَمَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )

أورد السيّد البحراني في كتابه غاية المرام(٤) .

الحديث عن ابن شهر آشوب - عن أبي بكر الهذلي- عن الشعبي:

أنّ رجلاً أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: علّمني شيئاً ينفعني الله به؟ قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم:[عليك بالمعروف ينفعك في عاجل دنياك، وآخرتك إذ أقبل عليّ فقال يا رسول الله:فاطمة تدعوك.

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:نعم.

فقال الرجل: من هذا يا رسول الله؟

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هذا من الذين أنزل الله فيهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات].

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩١ ط ٣ في الحديث ٩٠.

(٢) مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٧١.

(٣) تفسير البرهان: ج ١ ص ٥٢.

(٤) غاية المرام: ص ٣٢٦.

٢٠٠