النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين9%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 96199 / تحميل: 4764
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

ولهؤلاء الذين أوردوا رسالة الإمام عليّعليه‌السلام ، إختلاف ببعض الألفاظ أو الجمل لكنَّ المضمون واحد.

وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني في حلية الأولياء(١) من ترجمة أمير المؤمنين الإمام عليعليه‌السلام قال:

حدّثنا: محمّد بن عمر بن غالب، حدّثنا: محمّد بن أحمد بن أبي خيثمة قال: حدّثنا: عباد بن يعقوب، حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:[ما أنزل الله آية فيها: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا عليٌّ رأسها وأميرها].

وقد أخرج نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي الشافعي في سيرته المسمّاة (إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون) عن ابن عباس، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال:[عليّ منّي مثل رأسي من بدني] (١) .

وهذا نظير الحديث النبويّ الشريف الذي رواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب(٣) عن الصحابي الجليل سلمان الفارسي، قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول:

[ كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله يُسبّح الله ذلك النّور ويقدّسه قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم َركز ذلك النّور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب فجزء أنا وجزء عليّ ].

سورة آل عمران الآية ١٠٣

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل(٤) قال:

____________________

(١) حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٥.

(٢) السيرة الحلبيّة: ج ١ ص ٣٤.

(٣) كفاية الطالب: ص ١٧٦.

(٤) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠١ الحديث ١٧٩.

٢٤١

حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي، قال: حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم (عن أبيه)، عن عليٍّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليٍّ بن موسى الرضا، (عن أبيه )، عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من أحبَّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّاً وليأتمّ بالهداة من ولده ].

وروى الشيخ الصدوق الحديث في آخر المجلس ٥ من كتابه أمالي الشيخ الصدوق ص ١٧[فليوال عليّاً بعدي وليعاد عدوّة وليأتمَّ بالهداة من ولده ].

وكذلك روى السيد البحراني في الباب ٣٦ من كتابه غاية المرام ص ٢٤٢ بأربع طرق.

وكذلك روى فرات بن إبراهيم في تفسير الآية الكريمة في الحديث ٣٩ وتواليه من تفسيره ص ١٤.

وروى الحافظ الحسكاني في الحديث ١٨٠ من شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٢.

قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي قال: حدّثني محمّد بن سهل، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمرو، قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا يحيى بن علي الربعي، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمّد (ع) قال:[نحن حبل الله الّذي قال الله: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ) الآية،فالمتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب المستمسك بالبرّ فمن تمسَّك به كان مؤمناً، ومن تركه كان خارجاً من الإيمان ].

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني الحديث ١٨١ من ص ٢٠٢ من شواهده ج ١.

قال: وأخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي - في تفسيره - قال: حدّثنا علي بن العباس المقانعي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن حسين قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا يحيى بن علي، به سواء إلى (قوله)( وَلَا تَفَرَّقُوا ) وولاية علي، من استمسك به كان مؤمناً، ومن تركه خرج من الإيمان.

٢٤٢

وروى الحافظ الحسكاني الحديث ١٨٢ في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٢ قال:

وبه حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ:

عن جعفر بن محمّد في قوله:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) .

قال:[نحن حبل الله].

وروى هذا الحديث أيضاً الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني عند تفسيره لآية الكريمة في كتابه (ما نزل من القرآن في عليّ). وكذا فقد رواه عنه ابن البطريق في الفصل (١٥) من كتاب خصائص الوحي المبين: ص ١٨٣ ط ٢ قال:

حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم، قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن عجلان: قال: حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح، قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني، قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ قال: سمعت جعفر بن محمّد يقول في قوله عزّ وجلّ:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) قال:[نحن حبل الله].

ورواه الشيخ الطوسي في الحديث ٥١ من الجزء العاشر من أماليه: ج ١، ص ٢٧٨ قال:

أخبرنا أبو عمر، قال: حدّثنا أحمد (بن محمّد بن سعيد بن عقدة) قال: حدّثنا جعفر بن علي نجيح الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ - قال أبو عباس: هو عمر بن راشد أبو سليمان: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في قوله (تعالى):( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) وفي قوله:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) قال:[نحن حبل الله].

ورواه أيضاً الثعلبي من تفسير الآية الكريمة من تفسير (الكشف والبيان): ج ١/الورق/ قال:

وأخبرني عبد الله بن محمّد بن عبد الله، حدّثنا عثمان بن الحسن، حدّثنا جعفر بن محمّد بن أحمد، حدّثنا حسن بن حسين، حدّثني يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب:

عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال:[نحن حبل الله الّذي قال الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) ].

٢٤٣

وأورد السيد البحراني في كتابه غاية المرام ص ٢٤٢ نقلاً عن كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة ) لأبي عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن حنبل - إمام الحنابلة -، رواية عن ابن المبارك بن مسرور، وبإسناده عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: كنَّا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذ جاء أعرابيّ فقال يا رسول الله سمعتك تقول:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ) فما الحبل المتين الذي نعتصم به؟

فضرب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم - يده في يد عليّ وقال:

[تمسّكوا بهذه، فهذا هو الحبل المتين ].

وروى العلّامة القميّ في سفينة البحار: ج ١ ص ١٩٣ عن الزمخشري صاحب التفسير بإسناده عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم

قال:[فاطمة مهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمّة من ولدها أمناء ربّي، حبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلّف عنهم هوى ].

وأخرج الكثير من الحفّاظ والرواة والمفسِّرين أحاديثاً تصب في هذا المعني، ومنهم سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة ص (١١٨-١١٩)، وابن حجر الهيثمي الشافعي في كتابه الصواعق المحرقة ص ٩٣ والعالم الحنفي محمّد الصبّان المصري(١) والشبلنجي الشافعي في كتاب نور الأبصار، والسمهودي في آخر التنبيه الثالث من الذكر ٣ من القسم الثاني من جواهر العقدين ٢/الورق ٨٩/ب /.

وكذلك إنّ السيد الفيروز آبادي قد أورد في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٧٧ طبعة بيروت، والآلوسي في تفسيره، روح المعاني: ج ٤ ص ١٦.

وقد أورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٤ من الحديث ١٨٣ قال:

____________________

(١) إسعاف الراغبين: بهامش نور الأبصار: ص ١١٨ طبعة دار الفكر.

٢٤٤

حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة، قال: حدّثني عبد العزيز ين نصر الأموي، قال: حدّثنا سليمان بن أحمد الحمصي، قال: حدّثنا أبو عمارة البغدادي، قال: حدّثنا عمر بن خليفة أخو هوذة، قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي بكر المليكي قال: حدّثنا محمّد بن شهاب الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قال لي جبرئيل: قال الله تعالى:[ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي].

وأخرج الإمام أحمد بن حنبل كما ورد في (إسعاف الراغبين) بهامش نور الأبصار ص ١١٩ وذلك من قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّي أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من الأرض إلى السماء، وعترتي أهل بيتي، وأنَّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة، فانظروا بما تخلّفوني فيهما ].

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلي. في كتابه الدرّ الثمين، خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ٦٦ قال:

ثم جعله الحبل المتين وأمر الناس بالاعتصام (به) فقال:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) قال ابن عباس: حبل الله المتين، عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ولا تفرّقوا عنه. وورد هذا المضمون في بحار الأنوار: ج ٣٦ ص ١٨، وكذلك في كشف الغمّة: ج ١ ص ٣١٧.

وروى ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة ص ١٥١ قال:

الآية الخامسة في قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادقعليه‌السلام انّه قال:[نحن حبل الله الّذي قال فيه: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) ] .

وروى السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٥ ص ٣٨٢ قال: عند تفسيره للآية في قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ) . وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[ إنّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي وأنَّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض].

٢٤٥

وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم، فذكر قريباً ممّا تقدّم عنه، وفي آخره![ فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تعلّموهما فإنّهما أعلم منكم ].

ثمَّ قال: وأخرج ابن سعد، وأحمد، والطبراني عن أبي سعيد الخدري فذكر قريباً ممّا رواه البغوي عن زيد بن أرقم في الحسان.

سورة آل عمران الآية (١٠٦-١٠٧)

( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

لقد أخرج الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلّي، في كتابه خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ص ٦٦ قال:

ثمَّ جعل من والاه أبيض (الوجه) من نعته ومن عاداه أسود الوجه، فقال:( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ ) بولاية عليّعليه‌السلام ( وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) ببغضه( فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) كفرتم بعليّعليه‌السلام بعدما آمنتم بولايته يوم الغدير وأعطيتموه الميثاق.

يؤيّد هذا التفسير ما أخرجه القاضي في كتاب الظلامة الفاطميّة بإسناده عن أبي ذر في قوله عزّ وجلّ:( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) في حديث الآيات قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [تحشر أمّتي على خمس رايات يوم القيامة، راية مع عجل هذه الأمّة فأقول ما فعلتم بالثقلين؟ فيقولون: أمّا الأكبر فمزّقناه وحرّفناه، وأمّا الأصغر فأبغضناه وعاديناه، فأقول ردّوا ظماءً مظمئين مسوّدة وجوهكم.

ثمَّ ترد عَليَّ راية فرعون هذه الأمّة فاسألهم ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه وعصيناه وأمّا الأصغر فقتلناه وعاديناه، فأقول ردّوا ظماء مظمئين مسوّدة وجوهكم.

ثمَّ ترد عَليَّ رايات سامري هذه الأمّة فأقول ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه وعصيناه وأمّا الأصغر فقتلناه وعاديناه، فأقول ردوا ظماء مظمئين مسوّدة وجوهكم.

٢٤٦

ثمَّ ترد عَليَّ راية ذي الثدية معها رؤوس الخوارج وآخرهم، فأقوم فآخذ بيده فترجف قدماه وتسوّد وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين فيقولون: أمّا الأكبر فمزّقناه وأمّا الأصغر فقتلناه، فأقول ردّوا ظماء مظمئين مسوّدة وجوهكم.

ثمَّ ترد عَليَّ راية إمام المتّقين وخاتم الوصيّين وسيّد المؤمنين فأسألهم ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فأطعناه واتّبعناه وأمّا الأصغر فوازرناه ونصرناه حتّى أهرقت دماؤنا، فأقول: ردُّوا رواءً مرويّين مبيّضة وجوهكم.

ثمَّ بشَّر شيعته والموفين بعهدهعليه‌السلام فقال:( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّميا عليّ شيعتك بيض الوجوه يوم القيامة لا يمسّهم سوء، مغفور لهم ذنوبهم على ما بهم من عيوب وذنوب، وأنت قائد الغرّ المحجّلين إلى الجنّة ].

ثمَّ جعل اتّباع عليّعليه‌السلام رضوانه واتّباع أعدائه سخطه فقال:( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ ) (١) وهو حب عليّعليه‌السلام ( كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللهِ ) (٢) .

روى العلّامة الزمخشري المعتزلي في تفسيره الكشّاف، عند قوله تعالى( فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ) قال:

وعن أبي أمامة: هم الخوارج[الّذين خرجوا بالسيف على عليّ ابن أبي طالب ]

ولما رآهم (أبو أمامة) على درج دمشق دمعت عيناه ثمّ قال: كلاب النّار، هؤلاء شرّ قتلى تحت أديم السّماء.

وخير قتلى تحت أديم السماء الّذين قتلهم هؤلاء[وهم أصحاب عليّ بن أبي طالب].

فقال له أبو غالب: أشيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟

قال: بل سمعت من رسول الله غير مرّة.

____________________

(١) سورة آل عمران: الآية ١٦٢.

(٢) سورة آل عمران: الآية ١٦٢.

٢٤٧

وأراد بقوله سمعت من رسول الله غير مرّة، بأنَّ أصحاب عليّ (عليه‌السلام ) والّذين قتلهم الخوارج كانوا هم الّذين ابيضت وجوههم، وأنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الذي قال أكثر من مرّة أنَّ الخوارج هم الّذين اسوّدت وجوههم.

وروى العلّامة محمّد بن يوسف بن محمّد البلخي؛ عن عبد الله بن زيد عن أبيه، أنَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:

[من أحبّ أهل بيتي بورك في أجله، وأن يمتع بما خوله الله، فيخلِّفني في أهل بيتي خلافة حسنة، فمن لم يخلّفني فيهم بتُر عمره وورد عليّ يوم القيامة مسودّاً وجهه ] (١)

وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي المجلد الأوّل ط دارإحياء التراث العربي بيروت، ص ٤٨٥.

قال الشيخ الطبرسي فيمن عناهم الله( اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ ) : أنَّهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمّة، (فـ) عن عليٍّعليه‌السلام ومثله عن قتادة، أنّهم الذين كفروا بالارتداد ويروى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال:[ والّذي نفسي بيده ليردّن عليّ الحوض ممن صحبني أقوام حتّى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولنَّ: أصحابي أصحابي أصحابي فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم، ارتدّوا على أعقابهم القهقرى]ٍ، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي هم الخوارج، ويروى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم[أنّهم يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرميّة.] والألف في أكفرتم أصله الاستفهام والمراد به هنا التقريع أي لمَ كفرتم وقيل المراد التقرير أي قد كفرتم (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون).

سورة آل عمران الآية ١١٢

( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )

أورد الحافظ رجب بن محمّد رجب البرسي الحلي، في كتابه الموسوم خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين، في ص ٦٩ في بيان عن الآية ١١٢ قال:

____________________

(١) مناقب البلخي: ص ٨.

٢٤٨

ثمَّ جعل من خالفه (أي علي)عليه‌السلام مضروباً عليه بالذلة فقال:( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ) . قال ابن عباس: الذين جحدوا آل محمّدعليهم‌السلام حقَّهم( إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ) قال ابن عباس: حبل من الله القرآن، وحبل من الناس عليّعليه‌السلام .

وقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لما رجع من أحد[يا عليُّ أنت أوّل هذه الامّة إيماناً بالله ورسوله وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله وآخرهم عهداً برسوله، لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق. ]

روى السيد هاشم البحراني في كتاب غاية المرام(١) قال:

عن محمّد بن إبراهيم النعماني في: كتاب الغيبة من طريق النصاب قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله المقمر الطبراني - وهو من النصاب – (بإسناده المذكور) عن مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

وفد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أهل اليمن فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[جاءكم أهل اليمن يلبسون لبسيساً ، فلمّا دخلوا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفاً ينصر خَلَفي وخَلَف وصييّ حمايل سيوفهم المسك .

فقالوا يا رسول الله ومن وصيّك؟

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عزّ وجلّ:

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) (٢)

فقالوا:يا رسول الله بيّن لنا ما هذا الحبل ؟

فقال:صلّى الله عليه وآله وسلّم: هو قول الله :( إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )

فالحبل من الله كتابه، والحبل من النّاس وصييّ

____________________

(١) غاية المرام: ص ٢٤٢.

(٢) آل عمران: الآية ١٠٣.

٢٤٩

فقالوا: يا رسول الله ومن وصيّك؟

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي أنزل الله فيه: ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ ) (١)

فقالوا يا رسول الله وما جنب الله هذا.

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي يقول الله فيه:

( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) (٢)

فقالوا: يا رسول الله، والذي بعثك بالحقّ أرناه، فقد اشتقنا إليه.

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي جعله آية للمتوسمين فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، عرفتم أنّه وصييّ، كما عرفتم أنّي نبيّكم، فتخللوا الصفوف وتصفّحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنّه هو، لأن الله جلّ وعزّ يقول في كتابه: ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) (٣) (يعني) إليه ذريّته .

ثمَّ قال (جابر بن عبد الله الأنصاري): فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرّة الخولي في الخولانيين، وظبيان وعثمان بن قيس وعرثة الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف وتصفّحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:أنتم نخبة الله حين عرفتم وصيّ رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنّه هو؟

____________________

(١) الزمر: الآية ٥٦.

(٢) سورة الفرقان: الآية ٢٧.

(٣) سورة إبراهيم: الآية ٣٧.

٢٥٠

فرفعوا أصواتهم يبكون، وقالوا يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم نبخس، ولما رأيناه رجفت قلوبنا، ثمّ اطمأنت نفوسنا، فانجلست أكبادنا وهملت أعيننا وتبلجت صدورنا حتّى كأنّه لنا أب، ونحن عنده بنون.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى. وأنتم من النّار مبعدون.]

فقال (جابر) فبقى هؤلاء القوم المسلمون حتّى شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل، وصفِّين، فقتلوا بصفِّين - رحمهم الله- وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يبشّرهم بالجنّة وأخبرهم أنَّهم يستشهدون مع عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه.

سورة آل عمران الآية ١٤٤

( وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) .

سورة آل عمران الآية ١٤٥

( وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) .

سورة آل عمران الآية ١٤٦

( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) .

أورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٠ في الحديث ١٨٩ قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثني محمّد بن زكريّا الغلّابي قال: حدّثنا أيّوب بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن جعفر بن محمّد قال: قال ابن عباس:

ولقد شكر الله تعالى فعال عليّ بن أبي طالب في موضعين من القرآن:

( وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) و( وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) (٢)

____________________

(١) آل عمران: الآية ٧.

(٢) سورة آل عمران: الآية ١٤٥.

٢٥١

وروى ابن شهر آشوب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنَّ المراد من( الشَّاكِرِينَ ) عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، كما في عنوان: (المسابقة باليقين والصبر) من كتاب مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ١٢٠ طبعة قم.

وكذلك فقد أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٠ في الحديث ١٩٠ قال:

وفي التفسير العتيق، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الكوفي، عن موسى بن قيس، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة بن ناجذ السعدي، عن حذيفة بن اليمان قال:

لما التقوا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأُحد وانهزم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأقبل عليّ يضرب بسيفه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مع أبي دجانة الأنصاري حتّى كشف المشركين عن رسول الله، فأنزل الله( وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ ) - إلى (قوله) -( وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) عليّاً وأبا دجانة، وأنزل تبارك وتعالى:( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ) ، والكثير عشرة آلاف، إلى (قوله):( وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) عليّاً وأبا دجانة.

وممّا يناسب المقام في جهاد الإمام عليعليه‌السلام في حياة النبيّ أو بعده، ما رواه جماعه كثيرة من الخاصّة والعامّة، وبما أورده ابن الأعرابي في معجم الشيوخ الورق/٧١/ب/ قال:

أنبانا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي، أنبانا عمرو - أظنّه ابن حماد - أنبأنا أسباط - يعني ابن نصر - عن سمّاك، عن عكرمة، عن ابن عباس (قال:)

إنّ عليّاً كان يقول في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ الله يقول:[ ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) والله لا انقلبنا ( كذا) على أعقابنا بعد أن هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلنَّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، والله إنّي لأخوه ووليّه وابن عمّه ووارثه فمن أحقّ به منّى].

وروى أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابة في الحديث ٢٣٥ ص ١٦٠ قال:

٢٥٢

القطيعي: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا أحمد بن منصور وعلي بن مسلم وغيرهما قالوا: حدّثنا عمرو بن طلحة القَنّاد، حدّثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس:

أنَّ عليّاً كان يقول في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (إنَّ الله عزّ وجلّ يقول):[ ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد أن هدانا الله، ولئن مات أوقتل لأقاتلنَّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، والله إنّي لأخوه ووليّه وابن عمّه ووارثه فمن أحقّ به منّى].

وأورد الشيرواني في ما روته العامّة من مناقب أهل البيتعليه‌السلام ص ٣٣٠ قال:

قال ابن أبي الحديد في الشرح - شرح نهج البلاغة - عند ذكره غزوة أحد، قال الواقدي: بينا عمر بن الخطاب يومئذ في رهط من المسلمين قعوداً إذ مرَّ بهم أنس بن النضر بن ضمضم، عمّ أنس بن مالك، فقال: ما يقعدكم؟ قالوا: قتل رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثمّ قام فجالد بسيفه حتّى قتل(١) .

وجاء في الكشاف: ج ١ ص ٤٦٨ قال:

عند تفسيره للآية الكريمة في قوله تعالى:( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) وروي أنّه لما صرخ الصارخ قال بعض المسلمين: ليت عبد الله بن أبي يأخذ لنا أماناً من أبي سفيان، وقال ناس من المنافقين: لو كان نبيّاً لما قتل، إرجعوا إلى إخوانكم وإلى دينكم.

فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: يا قوم إن كان قتل محمّد فإنّ ربّ محمّد حيّ لا يموت، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله، فقاتلوا على ما قاتل عليه، وموتوا على ما مات عليه، ثمّ قال: أللّهم إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء، وأبرأ إليك ممّا جاء به هؤلاء ثمّ شدّ بسيفه حتّى قتل.

____________________

(١) نهج البلاغة: ج ٣ ص ١٨٧.

٢٥٣

ومن هاتين الروايتين من شرح نهج البلاغة، والكشّاف أنّ أنس بن النضر قد تكلّم مع الرهط من المسلمين، كما قال ابن أبي الحديد وكان فيهم عمر بن الخطاب، وما وصفهم في الكشّاف ناس من المنافقين وان اختلف تسمية المتخاذلين، المنهزمين.

وروى السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٣٣٤.

في تفسير قوله تعالى:( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَ‌سُولٌ ) الآية: عن عمر أنّه قال: إنّها أحديّة، ثمّ قال عمر: فتفرّقنا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فصعدت الجبل. انتهى

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج ٣ ص ٢١٣.

واحتج من رأى أنَّ عمر فرّ يوم أحد بما روى، أنّه جاءت في أيام خلافته امرأة تطلب برداً من برود كانت بين يديه، وجاءت معها بنت لعمر تطلب برداً أيضاً، فأعطى المرأة، وردّ ابنته، فقيل له في ذلك، فقال: إنّ أبا هذه ثبت يوم أحد ولم يفرّ، و أبا هذه (يعني عمر نفسه) فرّ يوم أحد ولم يثبت.

وروى الواقدي: أنّ عمر كان يحدّث فيقول: لماّ صاح الشيطان قتل محمّد، أقبلت أرقى في الجبل كانّي أروِية (شاة من شياة الجبل).

وجاء في تفسير مجمع البيان الطبرسي(١) قال:

قال أهل التفسير سبب نزول هذه الآية أنّه لماّ أرجف أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد قتل يوم أحد وأشيع ذلك قال أناس لو كان نبيّاً لما قتل، وقال آخرون نقاتل على ما قاتل عليه، حتّى نلحق به، وارتد بعضهم وانهزم بعضهم، وكان سبب انهزامهم وتضعضعهم إخلال الرماة لمكانهم من الشعب وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نهاهم عن الإخلال به وأمرَّ عبد الله بن جبير وهو أخو خوان ابن جبير على الرماة وهم خمسون رجلاً وقال لا تبرحوا مكانكم فإنّا لا نزال غالبين ما ثبتم بمكانكم وجاء المشركون معهم النساء يضربن بالدفوف وينشدن أشعارا فقالت هند:

نحن بنات طارقٍ

نمشي على النمارق

إن تقتلوا نعانق

أوتدبروا نفارق

فراق غير وامق

____________________

(١) مجمع البيان الطبرسي: ج ١ ص ٥١٢ ط دارإحياء التراث العربي - بيروت.

٢٥٤

ثمَّ حمل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه على المشركين فهزموهم وقتل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام أصحاب اللواء - كما تقدّم بيانه- وأنزل الله ريبه على المسلمين، قال الزبير فرأيت هنداً وصواحبها هاربات مصعدات في الجبال نادية خدامهنّ ما دون أخذهنّ شيء، فلمّا نظرت الرماة إلى القوم قد انكشفوا ورأوا النبيّ وأصحابه ينتهبون الغنيمة، أقبلوا يريدون النهب واختلفوا، فقال بعضهم لا تتركوا أمر الرسول، وقال بعضهم ما بقى من الأمر شيء، ثمّ انطلق عامّتهم ولحقوا بالعسكر، فلمّا رأى خالد بن الوليد قلّة الرماة واشتغال المسلمين بالغنيمة ورأى ظهورهم خالية صاح في خليّة من المشركين وحمل على أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من خلفهم فهزموهم وقتلوهم ورمى عبد الله بن قمية الحارثي رسول الله بحجر وكسر أنفه ورباعيّته وشجّه في وجهه فأثقله وتفرَّق عنه أصحابه وأقبل يريد قتله، فذبَّ مصعب بن عمير- وهو صاحب راية رسول الله يوم بدر ويوم أحد وكان اسم رايته العقاب - عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى قُتل مصعب بن عمير، قتله ابن قمية فرجع وهو يرى أنّه قتل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال إنّي قتلت محمّداً... وفشا في الناس أنّ رسول الله قتل فقال بعض المسلمين: ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أماناً من أبي سفيان وبعضهم جلسوا والقوا بأيديهم وقال أناس من أهل النفاق إن كان محمّد قد قتل فألحقوا بدينكم الأوّل، فقال أنس بن نضر عم أنس بن مالك يا قوم إن كان قد قتل محمّد فرّب محمّد لم يقتل وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله وموتوا على ما مات عليه ثمّ قال أللّهم إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك ممّا جاء هؤلاء - يعني المنافقين - ثمّ شدَّ بسيفه فقاتل حتّى قتل، ثمّ إنّ رسول الله انطلق إلى الصخرة وهو يدعو الناس فأوّل من عرف رسول الله كعب بن مالك، قال عرفت عينيه تحت المغفر تزهران فناديت بأعلى صوتي يا معشر المسلمين أبشروا فهذا رسول الله فأشار إليّ أن اسكت فانحازت إليه طائفة من أصحابه فلامهم النبيّ على الفرار فقالوا: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمّهاتنا، أتانا الخبر بأنّك قتلت فرُعبتْ قلوبنا فولّينا مدبرين فأنزل الله تعالى وما محمّد إلّا رسول الآية.

وقد ذكرت الكتب التاريخيّة كم من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فرّوا وتخاذلوا، ليس عمر وحده - كما مرّ أعلاه - بل إنّ عثمان بقي مع المشركين ثمّ عاد بعد أيّام وهكذا الكثير من المنافقين - وكان العباس عم النبيّ يدعوا المسلمين ويقول- أصحاب بيعة الشجرة، وما كان إلّا العديد من آل هاشم محيطين بالنبي والإمام عليّ كان هو الفارس الذاب عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

٢٥٥

سورة آل عمران الآية ١٥٤

( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ )

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل(١) قال:

قال: السبيعي: وحدّثنا علي بن محمّد الدهّان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا الحسين بن الحكم(٢) قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) الآية.

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، غشيه النعاس يوم أُحد.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) برواية أخرى قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبـ(يـ)ـد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) الآية.

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، غشيه النعاس يوم أُحد.

أقول: وكما أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع اشتد المشركون على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والمسلمين، في قوله تعالى( ثُمَّ أنزل اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) وقوله عزّ وجلّ( فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (٥) .

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٦ ط ٣ في الحديث ٨٦١.

(٢) رواه الحبري في الحديث ١٠ من تفسيره، الورق/٧ب/ وكذلك فقد رواه عن الحبري فرات بن إبراهيم في الحديث ٦٢ من تفسيره ص ١٩.

(٣) شواهد التنزيل: في الحديث ١٨٨ ص ٢٠٧.

(٤) سورة التوبة: الآية ٢٦.

(٥) سورة الفتح: الآية ٢٦.

٢٥٦

ففي أُحد حين اشتدت وطأة المشركين على المسلمين أنزل الله على المؤمنين - وهو الإمام عليّعليه‌السلام - أمنة من بعد الغم.. حتّى غشيه النعاس.

فقد مرت بالمسلمين أوقاتاً عصيبة كما هو الحال في اُحد فقد ذكر الله سبحانه وتعالى واصفاً حال المسلمين في آية أخرى وبمقام آخر بقوله تعالى( وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ) (١)

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبـ(يـ)ـد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) الآية.

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، غشيه النعاس يوم أحد.

إلى آخر الحديث.

سورة آل عمران الآية ١٧٢

( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) .

روى السيد البحراني في كتابه الموسوم غاية المرام، في الصفحة ٤٠٧ عن ابن شهر آشوب، قال: ذكر الفلكي المفسِّر بروايته عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن أبي رافع (أنَّهما قالا): إنّها - الآية الكريمة - نزلت في عليّ، وذلك أنّه نادى اليوم الثاني من أحد في المسلمون فأجابوه، وتقدّم عليّ براية المهاجرين في سبعين رجلاً حتّى انتهى إلى (حمراء أسد) ليرهب العدو، وهي سوق على ثلاثة أميال من المدينة ثمّ رجع إلى المدينة.

وجاء في الحديث ١٨٦ من شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني(٣) قال:

____________________

(١) سورة الأحزاب: الآية ١٠.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣ في الحديث ١٨٨.

(٣) شواهد التنزيل: ص ٢٠٧ ج ١، ط ٣.

٢٥٧

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ - إلى (قوله) -أَجْرٌ عَظِيمٌ ) نزلت في عليٍّ بن أبي طالب وتسعة نفر معه، بعثهم رسول الله صلّى الله عليه وآله (وسلم) في أثر أبو سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله.

(والحديث رواه) في (التفسير) العتيق عن أبي رافع.

وكذلك فقد روى ابن مردويه في كتاب فضائل عليّعليه‌السلام ، كما في عنوان: (ما نزل من القرآن في شأن عليّعليه‌السلام ) من كتابه كشف الغمّة: ج ١، ص ٣١٧، الحديث بروايته عن أبي رافع.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني من شواهد التنزيل(١) قال:

أبو النضر العيّاشي(٢) قال: حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثني العمركي بن علي وحمدان بن سليمان، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الرحمان بن سالم الأشل، عن سالم بن أبي مريم قال: قال لي أبو عبد الله:

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث عليّاً في عشرة( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) إنّما نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وجاء في الحديث ١٨٨ من شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني(٣) قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) نزلت في عليٍّ يوم أحد.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣ الحديث ١٨٧.

(٢) تفسير العيّاشي: ج ١/٣٥٠: ٨١٠.

(٢) شواهد التنزيل: ص ٢٠٧ ج ١، ط ٣.

٢٥٨

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ... ) (١) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ ) (٢) الآية، نزلت في عليٍّ وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله... الخ.

سورة آل عمران الآيتان (١٧٣-١٧٤).

( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )

روى السيد البحراني في كتابه - غاية المرام -(٣) عن ابن شهر آشوب، من طرق العامّة؛ قال:

إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجَّه عليّاً - في نفر - في طلب أبي سفيان، فلقيه أعرابي من خزاعة فقال: إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - يعني (بذلك): أبا سفيان وأصحابه-،( فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا ) يعني (بذلك) عليّاً وأصحابه:( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) فنزلت هذه الآية إلى قوله (تعالى) ذو فضل عظيم).

وأخرج المير محمّد صالح الترمذي - الحنفي في مناقبة -: قريباً منه.

وفي الحديث ١٨٤ في شواهد التنزيل للحافظ الحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٢٠٥ ط ٣، قال:

أخبرني (الحاكم) الوالد، عن أبي حفص بن شاهين قال: حدّثنا أبو محمّد بن محمّد بن نصير قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان قال: حدّثنا بن صرد قال: حدّثنا علي بن هاشم عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه - أبي رافع -:

أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعث عليّاً في أناس من الخزرج حين انصرف المشركون من أحد، فجعل لا ينزل المشركون منزلاً إلّا نزله عليّعليه‌السلام ، فأنزل الله في ذلك:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ) (يعني) الجراحات( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ) (المراد منه) هو أبو سفيان بن حرب( قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )

____________________

(١) سورة آل عمران: الآية ١٨٦.

(٢) سورة آل عمران: الآية ١٧٢.

(٣) غاية المرام: ص ٤٠٨.

٢٥٩

والحديث رواه أيضاً السيد البحراني في الباب: ١٣٧ من كتابه غاية المرام ص ٤٠٧، وذكر الآية: ١٤٤ من آل عمران:( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) في الباب: ١٣١، ص ٤٠٥.

سورة آل عمران الآية ١٨٦

( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ )

أورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣ في الحديث ١٨٨ قوله: أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) نزلت في عليٍّ غشيه النعاس يوم أحد.

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

سورة آل عمران الآية ١٩٥

( ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) .

سورة آل عمران الآية ١٩٨

( وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٢ ط ٣ في الحديث ١٩١ قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله قال: أخبرنا محمّد بن أحمد الحافظ قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدّثني محمّد بن سهل قال: حدّثني عبد الله بن محمّد البلوي قال: عمارة بن زيد قال: حدّثني عبيد الله بن العلاء، قال: أخبرني صالح بن عبد الرحمان، عن الأصبغ بن نُباتة قال: سمعت عليّاً يقول:[أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيدي ثمّ قال: يا أخي، قول الله تعالى: ( ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) (وقوله)( وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ ) أنت الثواب، وشيعتك الأبرار].

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أبو النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن نصير، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن زريع:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٢ ط ٣، في الحديث المرقم ١٩٢.

٢٦٠

عن الأصبغ بن نُباتة: عن عليٍّ في قول الله تعالى:( ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ ) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ أنت الثواب، وأصحابك الأبرار ] (١)

سورة آل عمران الآية ٢٠٠

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل(٢) قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) ، نزلت في عليّ، غشيه النعاس يوم أحد.

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) ، نزلت في رسول الله خاصّة واهل بيته.

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّـهِ وَالرَّ‌سُولِ ) الآية، نزلت في عليٍّ وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله.

وقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اصْبِرُوا ) (أي) أنفسكم( وَصَابِرُ‌وا ) (أي في جهاد) عدوّكم( وَرَ‌ابِطُوا ) (أي) في سبيل الله، ونزلت في رسول الله وعليّ وحمزة بن عبد المطّلب.

وكذلك فقد أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) قال:

حدّثنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنّ أبا القاسم الطبراني كتب إليه تحت ختمه قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاّق، عن معمر، عن الزهري، (عن أنس بن مالك).

____________________

(١) تفسير العيّاشي: ج ١ /٣٥٨: ٨٣٤ وفيه: (وأنصارك الأبرار)

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣ في الحديث ١٨٨.

(٣) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٣ ط ٣ في الحديث ١٩٣.

٢٦١

عن ابن عباس قال في تفسيره:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اصْبِرُ‌وا وَصَابِرُ‌وا ) على محّبة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وكذلك أيضاً روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أخبرونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدّثنا علي بن محمّد الدهّان والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا الحسين بن الحكم(٢) قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس (في) قوله:( اصْبِرُ‌وا ) (يعني) في أنفسكم( وَصَابِرُ‌وا ) (يعني مع) عدوّكم( وَرَ‌ابِطُوا ) في سبيل الله( وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) نزلت في رسول الله وعليّ وحمزة بن عبد المطّلب رضي الله (تعالى) عنهم.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٤ ط ٣، في الحديث ١٩٤.

(٢) رواه الحبري في آخر سورة آل عمران الورق ٨ ب.

٢٦٢

سورة النساء

سورة النساء الآية ١

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) .

أخرج الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في كتاب (ما نزل من القرآن في أهل البيتعليهم‌السلام ) قال:

حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان (أو حبّاني في نسخة أخرى) عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله:( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) الآية. نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أنَّ كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببه ونسبه.

( إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) يعني حفيظاً.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أبو عبـ(يـ)ـد الله محمّد بن عمران المرزباني قال، أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ، قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) (٢)

نزلت في عليّ، غشيه النعاس يوم أحد.

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) (٣) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣، في الحديث ١٨٨.

(٢) آل عمران: الآية ١٥٤.

(٣) آل عمران: الآية ١٨٦.

٢٦٣

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ ) (١) الآية، نزلت في عليٍّ وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فأستجابوا لله ورسوله.

وقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اصْبِرُوا ) أنفسكم( وَصَابِرُوا ) (أي في جهاد) عدوّكم( وَرَابِطُوا ) (٢) في سبيل الله، نزلت في رسول الله وعليّ وحمزة بن عبد المطّلب.

وقوله:( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) نزلت في رسول الله وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أنّ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببه ونسبه( إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) يعني حفيظاً.

(قال الحسكاني: هذه الأحاديث المنقولة عن تفسير الحبري) أنا جمعته وقد عرّفه بالإسناد المذكور.

وأنّ الحبري قد روى في الحديث ١٠ من تفسيره -الورق ٧/ب، مضمون حديث -الحسكاني- أعلاه- ١

سورة النساء الآية ٢٩

( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) .

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٥ ط ٣، في الحديث المرقم ١٩٥ قال:

أخبرنا أبو العباس الفرغاني، قال: أخبرنا أبو المفضّل الشيباني، قال: حدّثنا علي بن محمّد بن مخلد أبو الطيّب الجعفي الدهّان قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني قال: حدّثنا عباد بن صهيب الكُلَيبي عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قول الله تعالى:( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ) قال: لا تقتلوا أهل نبيّكم.

والحديث رواه أيضاً ابن المغازلي تحت الرقم ٣٦٢ من كتاب مناقب عليّعليه‌السلام ، ص ٣١٨ قال:

____________________

(١) آل عمران: الآية ١٧٢.

(٢) آل عمران: الآية ٢٠٠.

٢٦٤

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازةً أنَّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم (قال:) حدّثنا جعفر بن محمّد الخلدي، حدّثنا قاسم بن محمّد بن حماد، حدّثنا جندل بن والق، عن محمّد بن عمر المازني، عن (عباد بن صهيب) الكليبي، عن كامل أبي علاء، عن أبي صالح (السمّان):

عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلّ:( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) . قال: لا تقتلوا أهل بيت نبيّكم، إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه:( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) قال: (و)كان ابناء هذه الأمّة (كذا) الحسن والحسين، ونساؤها فاطمة وأنفسهم النبيّ وعليّ.

وكذلك فقد رواه مختصرا ً فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره للآية الكريمة في الحديث ٨٤ من تفسيره ص ٢٩.

وكذلك فقد أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث المرقم ١٩٦ ج ١ ص ٢١٦ ط ٣. قريباً منه، قال:

أخبرونا عن القاضي أبي الحسين محمّد بن عثمان النصيبي قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي قال: حدّثنا علي بن جعفر بن موسى قال: حدّثني جندل بن والق قال: حدّثنا محمّد بن عمر، عن عباد، عن كامل، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قول الله (تعالى):( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ) قال لا تقتلوا أهل بيت نبيّكم إنّ الله (تعالى) يقول:( تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) وكان أبناؤنا الحسن والحسين، وكان نساؤنا فاطمة وأنفسنا النبيّ وعليعليهم‌السلام .

والشيخ الطوسي روى الحديث في أواخر أحاديث أبي عمر بن مهدي في أواسط الجزء ١٠ من كتاب الأمالي ص ٢٧٨.

٢٦٥

سورة النساء الآية ٥٤

( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) .

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني الحديث ٢٠١ في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٢٣ ط ٣ قال:

أخبرنا أبو نصر محمّد بن عبد الواحد بن أحمد اللحياني قال: أخبرنا أبو محمّد (عبد الله) بن أحمد بن أبي حامد الشيباني أخبرنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي الباشاني قال: حدّثني الفضل بن شاذان قال: أخبرنا محمّد بن أبي عمـ(يـ)ر الأزدي الثقة المأمون، عن هشام بن الحكم:

عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في قوله:( وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) قال:[جعل فيهم أئمّة من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله ].

رواه جماعة عن جعفر.

وأخرجه أيضاً ابن المغازلي في الحديث ٣١٧ من مناقبه، كما أخرجه ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ٩٣ عند ذكره للآية الكريمة، وكذلك رواه الشيخ عبد الله في أرجح المطالب ص ٧٦.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أبو النضر العيّاشي قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثني ابن شجاع عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن قريب، عن أبي خالد الكابلي:

عن أبي جعفر في قول الله:( وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) قلت: ما هذا الملك العظيم؟ فقال:[أن جعل فيهم أئمّة من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، فهذا ملك عظيم].

وأورد الحسكاني الحديث ٢٠٣ من شواهده ص ٢٢٤ ط ٣، قال:

قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن الحسن بن خرّزاد، عن البرقي، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيه، عن أبي خالد، به سواء.

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبـ(يـ)ـد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حّبان، عن الكلبي عن أبي صالح:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٢٣ ط ٣ في الحديث ٢٠٢.

(٢) شواهد التنزيل: عند الرقم ١٨٨ ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣.

٢٦٦

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) (١)

نزلت في عليّ، غشيه النعاس يوم أحد.

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) (٢) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ ) (٣) الآية، نزلت في عليٍّ وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فأستجابوا لله ورسوله.

وقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اصْبِرُوا ) (أي) أنفسكم( وَصَابِرُوا ) (أي في جهاد) عدوّكم( وَرَابِطُوا ) (٤) (أي) في سبيل الله، نزلت في رسول الله وعليّ وحمزة بن عبد المطّلب.

وقوله:( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) (٥) نزلت في رسول الله وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أنَّ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببه ونسبه( إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) يعني حفيظاً.

وقوله:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ ) (٦) الآية نزلت في رسول الله خاصّة ممّا أعطاه الله من الفضل.

إلى آخر الحديث... الخ.

وأورد الحافظ الشيخ رضي الدين البرسي في كتاب الدرّ الثمين ص ٧١ قال:

وبّخ أعداءه الذين حسدوه على ما فضّل الله عليه وقالوا لا تجتمع النبوّة والملك في بيت واحد فقال:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) فكذّبهم وقال:( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) والملك العظيم هو الأمّة الباقي حكمها إلى يوم القيامة.

____________________

(١) من آل عمران: الآية ١٥٤.

(٢) آل عمران: الآية ١٨٦.

(٣) آل عمران: الآية ١٧٢.

(٤) آل عمران: الآية ٢٠٠.

(٥) النساء: الآية ١.

(٦) النساء: الآية ٥٤.

٢٦٧

سورة النساء الآية ٥٤

( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) .

أورد الحافظ الحاكم الحسكاني، الحديث ١٩٧ في شواهد التنزيل(١) ، قال:

أبو القاسم عبد الرحمان بن محمّد الحسني قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرنى، عن يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب.

عن جعفر بن محمّد في قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) قال:[نحن المحسودون].

وأخرج الحسكاني في حديثه ١٩٨ ج ١ ص ٢١٧ ط ٣، قال:

أبو النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن حاتم قال: حدّثنا منصور بن أبي مزاحم قال: حدّثنا أبو سعيد المؤدّب: عن ابن عباس في قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ ) قال:[نحن الناس المحسودون وفضله النبوّة].

والحديث المذكور هذا هو في تفسير العيّاشي: ج ١ /٤٠٥: ١٠٠٠.

والحديث رواه السيد هاشم البحراني في تفسيره البرهان: ج ١ ص ٣٧٨ ط ٢ بروايته عن العيّاشي.

والآية ٦ التي ذكرها ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ٩٣.

وأوردها الشيخ عبيد الله في أرجح المطالب ص ٧٦.

ووردت في الباب: ٦٠ من كتاب غاية المرام للسيد هاشم البحراني ص ٢٦٨.

وروى جمال الدين أبو الفتوح الرازي، عن أبي عبد الله المرزباني بإسناده، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله (تعالى):( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) (قال:) نزلت في رسول الله وفي عليّ.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٧ ط ٣.

٢٦٨

وقد رواه عنه ابن شهر آشوب في عنوان: (فصل في حسّاده) للإمام عليعليه‌السلام ، من مناقب آل أبي طالب: ج ٣ ص ١٥.

وكذلك فقد روى الحديث ابن المغازلي في الرقم: ٣١٤ من مناقب أمير المؤمنين ص ٢٦٧ قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيّب الواسطي أذنا، حدّثنا أبو القاسم الصفّار، حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، حدّثنا يعقوب بن يوسف، حدّثنا أبو غسان، حدّثنا مسعود بن سعيد، عن جابر:

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، في قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) فقال:[نحن الناس].

ورواه أيضاً أبو عمر بن مهدي بطريقين في أواسط أحاديثه من الجزء العاشر من أمالي الطوسي ص ٢٧٨.

ورواه أيضاً ابن بطريق في العمدة ص ٣١٧.

وكذلك فقد رواه السيد هاشم البحراني في الحديث ٢٩ من تفسير الآية من تفسيره البرهان: ج ١ ص ٣٧٩.

ورواه الشيخ المفيد في الحديث ٦ قريباً منه، من المجلس ١٩ أماليه ص ٩٩.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني -حديثه المرقم ١٩٩ من كتابه شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٨ ط ٣، قال:

(وعن) حمدويه قال: حدّثنا أيّوب بن نوح بن درّاج، عن محمّد بن الفضـ(يـ)ـل، عن أبي الصباح قال:

قال لي جعفر بن محمّد:[يا (أ)با الصباح أما سمعت الله يقول في كتابه يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله ؟ الآية. قلت: بلى، أصلحك الله، قال:نحن والله هم، نحن والله المحسودون].

٢٦٩

وقد روى العيّاشي في تفسيره:

ج ١ /٤٠٥: ٩٨٥، الحديث وفيه[يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الأنفال، ولنا صفوا المال ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه: أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله]

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث المرقم ٢٠٠ في شواهد التنزيل(١) قال:

أخبرنا عمرو بن محمّد بن أحمد العدل قال: أخبرنا زاهر بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن يحيى المراق قال: حدّثنا أحمد يزيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا العباس بن هشام، عن أبيه قال: حدّثني أبي قال: نظر خزيمة إلى عليّ بن أبي طالب، فقال (له) عليّعليه‌السلام :[أما ترى كيف أحسد على فضل الله بموضعي من رسول الله ومارزقنيه الله من العلم فيه؟ ].

فقال خزيمة:

رأوا نعمة الله ليست عليهم

عليك وفضلاً بارعاً لا تنازعه

من الدين والدنيا جميعاً لك المنى

وفوق المنى أخلاقه وطبايعه

فعضّوا من الغيظ الطويل أكفّهم

عليك ومن لم يرض فالله خادعه

وذكر ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ الورق ٥٤/ب/ قال: أنبانا الغلابي، أنبأنا ابن عائشة، أنبأنا إسماعيل بن عمرو البجلي، عن عمرو بن موسى، عن زيد بن عليّ عن آبائه:

عن عليّ قال:[شكوت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله‌ حسد الناس إيّاي، فقال: يا عليّ أما ترضى أنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذرارينا خلف أزواجنا، وأشياعنا من ورائنا].

ورواه أيضاً أبو المعاني محمّد بن محمّد بن زيد العلوي السمر قندي -المترجم في عنوان [الحسيني] من سير أعلام النبلاء: ج ١٨، ص ٥٢٠ في المجلس: ١٣ من كتابه عيون الأخبار الورق ٤٣/ب/ قال:

حدّثنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف، حدّثنا محمّد بن عبد الله البزّاز، حدّثنا محمّد بن غالب، عن ابن عائشة...

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٩ ط ٣.

٢٧٠

وكذلك فقد رواه أيضاً أحمد بن مالك القطيعي في الحديث: ١٩٠ من فضائل أمير المؤمنين ص ١٢٨ ط ١ وفي مخطوطة تركيّا الورق -١١٣/ب/ قال:

(حدّثنا) محمّد بن يونس قال: حدّثنا عبيد الله بن عائشة، قال: أخبرنا إسماعيل بن عمرو، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جدّه:

عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال:[شكوت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حسد الناس إيّاي، فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟! أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا وذرارينا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا]

وكذلك رواه العصامي في الحديث ٨٥ من باب فضائل عليّعليه‌السلام في ختام ترجمته من كتاب سمط النجوم(١) نقلاً عن أحمد في كتاب المناقب وأبي سعيد في كتاب شرف النبوّة وما يلي نصه:

عن عبد الله بن عمر قال: بينا أنا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجمع المهاجرين والأنصار - إلّا من كان في سرية- أقبل عليٌّ يمشي وهو متغضب فقال (رسول الله:)[من أغضب هذا فقد أغضبني. فلمّا جلس قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:ما لك يا عليُّ؟ قال:أذاني بنو عمّك ؟ قال:أما ترضى أن تكون معي في الجنّة والحسن والحسين وذريّاتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا].

وذكر في الصفحة ٢٤٣، وقال خزيمه بن ثابت ذو الشهادتين من قصيدة...

وكذلك فقد رواه الحديث بسنده الحمّوئي في الباب ٩ من السمط الثاني من كتابه فرائد السمطين: ج ٢ ط ٢، عن -العصامي -.

ونورد هنا ما يناسب الرواية، ما رواه العسكري في أواخر الباب الرابع في عنوان: (أوّل من ضرب يده على يد النبيّ في ابتداء أمر نبوّته) من كتاب الأوائل ص ١٥٠ ثمّ قال.

أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر ابن دريد، عن عليٍّ العكلي عن أبي خالد، عن الهيثم بن عدي قال: قام أبو الهيثم بن التّيهان خطيباً بين يدي عليّ بن أبي طالب...

إنَّ أبا الهيثم بن التّيهان قام خطيباً بين يدي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال: إنَّ حسد قريش إيّاك على وجهين: أمّا خيارهم فتمنّوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملا (كذا) وارتفاع الدرجة.

____________________

(١) سمط النجوم: ج ٢ ص ٤٩٤.

٢٧١

وأمّا شرارهم فحسدو(ك) حسداً أثقل القلوب وأحبط الأعمال وذلك أنّهم رأوا عليك نعمة قدّمها إليك الحظّ وأخرّهم عنها الحرمان فلم يرضوا أن يلحقوا حتّى طلبوا أن يسبقوك فبعدت والله عليهم الغاية وقطعت المضمار، فلمّا تقدّمتهم بالسبق وعجزوا عن اللحاق، بلغوا منك ما رأيت وكنت والله أحقّ قريش بشكر قريش نصرت نبيّهم حيّاً وقضيت عنه الحقوق ميتاً، والله ما بغيهم إلّا على أنفسهم ولا نكثوا إلّا بيعة الله، يد الله فوق أيديهم فيها، ونحن معاشر الأنصار أيدينا وألسنتنا معك، فأيدينا على من شهد، وألسنتنا على من غاب.

وهكذا روى الحديث عنه السيد ابن طاووس في الإقبال كما في الباب ١٥ من البحار: ج ٨ ص ٩٩.

وكذلك فقد رواه السيد طاب ذكراه في أواخر كتاب الطرائف المخطوط ص ٣٧٩.

وقد أورده ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق(١) من ترجمة أمير المؤمنين والحديث ١٢٨ من باب الأربعة من كتاب الخصال: ص ٢٥٤.

وفيما يلي ما رواه أبو الوفاء ريحان بن عبد الواحد الخوارزمي في الحديث: ١٤١٣ من الباب ٨٨ في ذم الحسد من المناقب والمثالب: ص ٣٩٥ قال: وقال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه يوماً حين اشتدَّ الأمر بينه وبين معاوية.

[لست أجد لهؤلاء القوم مساغاً إلى محاربتي من طريق الكتاب والشرع إلّا ما داخلهم من الحسد، فلي سابق في الإسلام وموضعي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما رزقني الله تعالى من العلم].

فقال خزيمة (بن ثابت ذو الشهادتين): يا أمير المؤمنين.

رأوا نعمة الله ليست عليهم

عليك وفضلاً بارعاً لا تنازعه

من الدين والدنيا جميعاً لك المنى

وفوق المنى أخلاقه وطبايعه

فعضّوا على الغيظ الطويل أكفّهم

عليك ومن لم يرض فالله خادعه

____________________

(١) تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٣٢٩ ط ٢.

٢٧٢

وروى الحديث أيضاً الثعلبي بسنده في تفسير آية المودة من تفسيره: ج ٤/الورق ٣٢٨/ب/.

ورواه أيضاً سبط بن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص: ص ٣٢٣.

ورواه أيضاً محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث: ٢٩٥ من مناقب علي الورق ٩٦ب/ ومن ط ١: ج ١ ص ٣٢٢ قال:

(حدّثنا) محمّد بن منصور، عن الحكم بن سليمان، عن شريك، وعن مسروق، عن أبي خالد، عن زيد بن علي عن آبائه قال:

قال عليّ:[شكوت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حسد بني أميّة والنّاس إيّاي فقال: أما ترضى [يا] عليُّ أنَّك أخي ووزيري وأوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذريّتنا خلف ظهورنا ].

وقد ذكر الحديث أيضاً ابن حجر الهيثمي في كتابه -الصواعق المحرقة- ص ١٥٠ وأقرَّ واعترف أنَّ هذه الآية الكريمة، من الآيات النازلة في أهل بيت النبوّة عليهم السلام وقال: أخرج أبو الحسن ابن المغازلي، عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال في هذه الآية:[نحن الناس والله. أي المحسودون].

وفي إسعاف الراغبين: ص ١١٨ بهامش نور الأبصار قال الصبان: وأخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) أنّه قال:[أهل البيت هم الناس].

وكذلك فقد أورد الشيخ سليمان القندوزي في كتابه ينابيع المودّة: ص ١٣١ في تفسير قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) : أخرج ابن المغازلي، عن أبي صالح، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما قال: هذه الآية نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي عليّعليه‌السلام .

وأورد الشيخ الأميني في كتابه (الغدير)(١) .

عند روايته الأشعار قالها الحمّاني في قوله:

محسَّدون ومن يعقد بحبّهم

حبل المودّة يضحى وهو محسود

____________________

(١) الغدير: ج ٣ ص ٨٨ ط الأعلمي بيروت.

٢٧٣

ولعلّ قوله: محسَّدون إشارة إلى قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) وقد ورد فيها أنَّهم الأئمّة من آل محمّد. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج ٢ ص ٢٣٦ أنّها نزلت في عليٍّعليه‌السلام وما خصَّ به من العلم.

وأخرج ابن حجر الهيثمي في الصواعق: ص ٩١ عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال في هذه الآية: [نحن الناس والله ]:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالناس أعداءُ له وخصومُ

كضرائر الحسناء قلن لوجهها

حسداً وبغضاً انّه لدميمُ

وأخرج الفقيه ابن المغازلي في [المناقب] عن ابن عباس: أنّ الآية نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعليرضي‌الله‌عنه . وقال الصبّان في إسعاف الراغبين، هامش نور الأبصار ص ١٠٩: أخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) . انّه قال:[أهل البيت هم الناس].

والشيخ محمّد حسن المظفَّر قد أوضح في كتاب دلائل الصدق: ص ٢٠١ قال بعد أن أورد رواية ابن المغازلي عن الإمام الباقرعليه‌السلام ، قال الشيخ المظفر: فإنّ المراد بـ( مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) هو: العلم والهدى والفهم والحكمة ونحوها من الصفات والفضائل التي هي شأن محمّد صلّى الله عليه وآله وعليّعليه‌السلام ، لا أمور الدنيا الدنيّة ومن المعلوم أنّ إيتاء هذا الفضل لعليّعليه‌السلام الذي حسده الناس عليه، يستدعي الأفضلّية والإمامة وإلا لما حسدوه عليه، كما أنَّ مشاركتهعليه‌السلام للنبيّ صلّى الله عليه وآله في الفضل على الرواية الثانية، دليل على أنّ فضله من نوع فضل النبيّ صلّى الله عليه وآله فيكون الأفضل والأحقّ بخلافته.

(والمراد بالرواية الثانية هي ما أخرجها ابن المغازلي عن ابن عباس قال: هذا الآية نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وفي عليّعليه‌السلام )

٢٧٤

وأورد الشيرواني في كتاب ما روته العامّة من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام في الفصل الثالث ص ٧٠، في الآيات النازلة في فضل الإمام عليّعليه‌السلام ، قال عن الفضيلة الثانية عشر:

قال ابن حجر الهيثمي في الصواعق: الآية السادسة قوله عزّ وجلّ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ) أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال في هذه الآية: [نحن الناس والله ](١) انتهى.

وفي هذه الآية مع ما تقدّمها وتأخرّ عنها دلالة واضحة على أنّ الأمر والإمامة لأهل البيت وآل محمّد صلّى الله عليه وآله، مع الاستدلال عليه والتوبيخ والتهديد للكافرين.

وذكر الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان(٢) قال:

إنّ المراد بالناس النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وآله، عن أبي جعفرعليه‌السلام والمراد: بالفضل فيه النبوّة، وفي آله الإمامة، وفي تفسير العيّاشي بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :[ يا أبا الصباح: نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال، ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسدون الذين قال الله في كتابه: أم يحسدون الناس الآية قال: والمراد بالكتاب: النبوّة، وبالحكمة: الفهم والقضاء وبالملك العظيم: افتراض الطاعة ].

سورة النساء الآية ٥٧

( وَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأنْهارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا )

أخرج السيد هاشم البحراني من كتابه غاية المرام، بروايته عن ابن شهر آشوب، وبإسناده عن عبد الله بن عباس، وأبي برزة، وابن شراحيل:

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ مبتدياً:

[ ( وَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) أنت وشيعتك، وميعادي وميعادكم الحوض]

وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق - المعروف بأبي نعيم الأصبهاني، في حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٥ من ترجمة أمير المؤمنين الإمام عليعليه‌السلام قال:

____________________

(١) الصواعق المحرقة: ص ١٥٢

(٢) مجمع البيان: ج ٢ ص ٦١ ط- دارإحياء التراث - بيروت.

٢٧٥

حدّثنا: محمّد بن عمر بن غالب، حدّثنا: محمّد بن أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا: عبّاد بن يعقوب، حدّثنا: موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:[ما أنزل الله آية فيها: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا عليّ رأسها وأميرها].

وأورد العلّامة محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي في ميزان الاعتدال(١) بإسناده عن عكرمة عن عبد الله بن عباس، قال: سمعته يقول:[ما نزلت آية فيها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا عليّ رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله عزّ وجلّ أصحاب محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في غير أي من القرآن وما ذكر عليّاً إلّا بخير].

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في الدرِّ الثمين(٢) قال:

ثمَّ ذكر مقام أولياءهعليهم‌السلام فقال:( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) يعني بعليّعليه‌السلام .

( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) بعد إيمانهم( سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأنْهارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) بإيمانهم وتقواهم.

سورة النساء الآية ٥٩

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )

فانّهم فسّروا أولوا الأمر بعليعليه‌السلام (٣) .

كما روى شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين ابن الحموية بإسناده في فرائد السمطين في السمط الأوّل من الباب الثامن والخمسين عن مناشدة الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في المسجد النبويّ في خلافة عثمان وجماعة يتحدّثون، وفي الحلقة أكثر من مائتى رجل فيهم عليّ بن أبي طالب وسعد ابن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحه، والزبير والمقداد وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، وابن عباس، ومحمّد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر...

____________________

(١) ميزان الاعتدال: ج ٣ ص ٣١١.

(٢) الدرِّ الثمين: ص ٧٢.

(٣) كتاب العقائد الجعفرية: جعفر كاشف الغطاء، ص ٤١.

٢٧٦

فقال الإمام عليّ مناشداً:[أسألكم يا معشر قريش والأنصار..... إلى أن قال:فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم؟ وحيث نزلت لم يتّخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً؟ قال الناس:يا رسول الله أخاصّة في بعض المؤمنين؟ أم عامّة لجميعهم؟ فأمر الله عزّ وجلّ نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يعلّمهم ولاة أمرهم، وأنْ يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجّهم وينصبني للناس بعد غديرهم. ثمّ خطب وقال:أيّها الناس إنّ الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أنَّ الناس مكذِّبي فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني ثمّ أمر فنودي بالصلاة جامعة ثمّ خطب فقال: أيّها الناس أتعلمون أنّ الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال قم يا عليّ. فقمت فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقام سلمان قال: يا رسول الله ولاءٌ كماذا؟ فقال ولاءٌ كولاي، من كنت أولى به من نفسه: فأنزل الله تعالى ذكره: اليوم أكملت لكم دينكم. الآية. فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: الله أكبر على تمام نبوّتي وتمام دين الله ولاية عليّ بعدي. فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هولاء الآيات خاصّة في عليٍّ عليه‌السلام قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة قالا: يا رسول الله بيّنهم لنا. قال: عليّ أخي ووزيري ووارثي ووصيّي خليفتي في أمّتي وولىيّ كلّ مؤمن بعدي، ثمّ ابنى الحسن ثمّ الحسين ثمّ تسعة من ولد الحسين واحدً بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه حتّى يردوا علىّ الحوض. فقالوا كلّهم:أللّهم نعم: قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت]. (١) .

وفي تفسير البرهان عن ابن شهر آشوب عن أنس بن مالك عمّن سمّى عن أبي صالح عن ابن عباس، في قوله تعالى( وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ ) يعني محمّداً( وَالصِّدِّيقِينَ ) يعني عليّاً وكان أوّل من صدّق( وَالشُّهَدَاءِ ) يعني عليّاً وجعفراً وحمزة والحسن والحسينعليهم‌السلام (٢) .

في تفسير البرهان، عن ابن بابويه بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري:

____________________

(١) كتاب الغدير: ج ١ ص ٢٠٦.

(٢) تفسير الميزان: ج ٤ ص ٤١٤.

٢٧٧

لماّ أنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولى الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: [هم خلفائي يا جابر وأئمّة المسلمين من بعدي: أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرأه منّي السّلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سميِّ محمّد وكنيي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن عليّ ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيه على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للأيمان.

قال جابر: فقلت له يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: أي والذي بعثني بالنبوّة إنّهم يستضيئون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشّمس وانْ تجلاها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ الله ومخزون علم الله، فأكتمه إلّا عن أهله].

(تفسير الميزان ج ٤ ص ٤٠٨) - للسيد الطباطبائي.(١)

وفي تفسير العيّاشي: عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) قال:[هي في عليٍّ وفي الأئمّة جعلهم الله مواضع الأنبياء، غير أنّهم لا يحلّون شيئاً ولا يحرّمونه].

وفي تفسير العيّاشي: في رواية أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:[نزلت يعني: آية( أَطِيعُوا اللهَ )

في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قلت له: إنّ الناس يقولون لنا: فما منعه أن يسمي عليّاً وأهل بيته في كتابه ؟ فقال أبو جعفر عليه‌السلام:قولوا لهم: إنّ الله أنزل على رسوله الصّلاة ولم يسم ثلاثاً ولا أربعاً حتّى كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو الذي فسّر ذلك. وأنزل الحجّ ولم ينزّل طوفوا أسبوعاً حتّى فسّر ذلك لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والله أنزل ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) تنزلت في عليٍّ والحسن والحسين عليهم‌السلام. وقال في عليٍّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :

____________________

(١) كفاية الأثر: ٥٣، وأعلام الورى: ٣٧٥، وكمال الدين ج ١ ص ٢٥٣، وكشف الغمّة: ج ٣ ص ٢٩٩، ومناقب آل أبي طالب: ج ١ ص ٢٨٢.

٢٧٨

أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي إنّي سالت الله أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما عليّ الحوض، فأعطاني ذلك، وقال: فلا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم، إنّهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ضلال، ولو سكت رسول الله ولم يبيّن أهلها لأدّعى آل عباس وآل عقيل وآل فلان، ولكن أنزل الله في كتابه: ( إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا ) فكان عليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام بتأويل هذه الآية، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم فأدخلهم تحت الكساء في بيت أمّ سلمة، وقال: اللّهم إنّ لكلّ نبي ثقلاً وأهلاً فهؤلاء ثقلي وأهلي، وقالت أمّ سلمة: ألست من أهلك؟ قال: إنّك إلى خير ولكن هؤلاء ثقلي وأهلي].

وفي تفسير البرهان عن ابن شهر آشوب عن تفسير مجاهد: أنّها نزلت في أمير المؤمنين حين خلَّفه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالمدينة فقال يا رسول الله:[أتخلّفني على النساء والصبيان؟ فقال: يا أمير المؤمنين أما ترضى أن تكون منّى بمنزلة هارون من موسى؟ حين قال له: ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ) فقال الله: وأولي الأمر منكم.

قال: عليّ بن أبي طالب ولاّه الله أمر الأمّة بعد محمّد، وحين خلّفه رسول الله بالمدينة فأمر العباد بطاعته وترك خلافه].

وجاء في تفسير العيّاشي: عن عمر بن سعيد عن أبي الحسنعليه‌السلام مثله.

وفيه: عليّ بن أبي طالب والأوصياء من بعده، وعن ابن شهر أشوب: سال الحسن بن صالح عن الصادقعليه‌السلام ذلك فقال:[الأئمّة من أهل البيت] ثمّ قال: أقول: وروى مثله الصدوق عن أبي بصير عن الباقرعليه‌السلام وفيه قال: [الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة إلى أن تقوم السّاعة].

وفي (الكافي) بإسناده عن بريد بن معاوية قال: تلا أبو جعفرعليه‌السلام : [( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) فإن خفتم تنازعاً في الأمور فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولى الأمر منكم].

٢٧٩

ونقل السيد أمير محمّد الكاظمي القزويني في كتابه: نقض الصواعق ص ٢٧٨، ما قاله قطب العارفين، وشيخ المؤرِّخين، البحّاثة عند أعلام السنّة، صاحب الفتوحات المكيّة، ابن عربي في الباب: ٣٦٦، ص ١٢٨، من اليواقيت والجواهر، للعارف عبد الوهّاب الشَعراني في المبحث ٦٥ من النسخة المطبوعة سنة ١٣١٧هـ أنّ الأئمّة من أهل البيت النبوي اثنا عشر إماما، وإنّ آخرهم المهديّ، وهو حيّ موجود، وقد اجتمع معه الكثير من علماء السنّة وسوف يخرج في آخر الزمان، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً(١) .

قال في ذلك الكتاب ما لفظه: واعلموا أنّه لابد من خروج المهديعليه‌السلام لكن لا يخرج حتّى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً، ولو لم يكن من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم، حتّى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من ولد فاطمةعليه‌السلام جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ووالده الحسن العسكري ابن الإمام علي النقيّ (النون) ابن الإمام محمّد التّقي (بالتاء) ابن الإمام عليّ الرضا ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمّد الباقر، ابن زين العابدين عليّ، ابن الإمام الحسين ابن الإمام عليّ بن أبي طالب، يواطئ اسمه اسم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم يبايعه المسلمون بين الركن والمقام.

وهذا يتّفق مع ما أخرجه البخاري في صحيحة: ج ٤ ص ١٥٤ في باب (الأمراء من قريش ) في أوّل كتاب الأحكام. ومسلم في الباب نفسه، وغيرهم من أهل الصحاح كما مرّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لا يزال هذا الأمر من قريش ما بقى اثنان] وفي بعض الرواية:[من بني هاشم] كما جاء في ينابيع المودّة.

روى أحمد بن حنبل في مسنده: ج ٥ ص ٨٦، روى بسند عن جابر بن سمرة فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لا يزال الدين قائماً حتّى يكون اثنا عشر خليفة من قريش].

وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج ٥ ص ٩٢، روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش].

____________________

(١) الفتوحات المكية: ج ٣ ص ٣٣٧ طبعة بيروت.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427