النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 91566
تحميل: 4412


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 91566 / تحميل: 4412
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فروى الكنجي بإسناده، عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو أنَّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب ](١) .

وبإسناده عن ابن شاذان، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد المخُلدي من كتابه، عن الحسين بن إسحاق، عن محمّد بن زكريا، عن جعفر بن محمّد بن عمّار، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليٍّ بن الحسين، عن أبيه (الحسين) عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: [قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر. ثمّ قال: النظر إلى عليّ عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه ].

وروى الكنجي في كفاية الطالب ص ٢٥٢، وبإسناده عن ابن عباس، قال: قال رجل لابن عباس: سبحان الله ما أكثر مناقب عليّ وفضائله، إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف. فقال ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، أَوَ لا تقول انّها إلى ثلاثين ألفاً أقرب؟ أخرج هذا الأثر جماعة من الحفّاظ في كتبهم(٢) .

وروى الكنجي عن محمّد بن منصور الطوسي يقول: سمعت الإمام أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما جاء لعليّ بن أبي طالب(٣) .

____________________

(١) الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢١٤، مستدرك الصحيحين: ج ٣ ص ١٠٧، الاستيعاب: ج ٢ ص ٤٦٦، الصواعق المحرقة: ص ٧٢، نور الأبصار: ص ٧٣، المناقب للخوارزمي: ص ٢٣٥.

(٢) مناقب الخوارزمي.

(٣) مناقب الخوارزمي.

٢١

وروى أبو بكر القطيعي في كتاب الفضائل(١) ، في باب فضائل عليّعليه‌السلام قال: حدّثنا إبراهيم بن شريك الكوفي، أبو إسحاق الأسدي، قال: حدّثنا عيسى عن عليٍّ بن بذيمة عن عكرمة، عن ابن عباس قال: سمعته يقول: ليس من آية في القرآن (فيها):( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا وعليّ رأسها وأميرها وشريفها ولقد عاتب الله أصحاب محمّدعليه‌السلام في القرآن وما ذكر عليّاً إلّا بخير.

وروى الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في تفسيره ص ٤٤، ط ١، في الحديث الثالث من تفسيره، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا عيسى بن راشد، عن عليٍّ بن بذيمة عن عكرمة: عن ابن عباس قال: ما نزل في القرآن:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا وعليّ شريفها وأميرها.

قال الإمام الشيخ المظفَّر في كتاب دلائل الصدق(٢) في ذيل قوله عزّ وجلّ:( وَالَّذِينَ آمنوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) . روى أحمد بن حنبل انّها نزلت في عليٍّعليه‌السلام (٣) .

ولا يمكن القول أنّ كل مؤمن هو من الشهداء على الأمم، إذ أنّ الشهداء هم الأنبياءعليهم‌السلام ، الذين يشهدون للأمم أو عليهم، والصدّيقون كذلك الذين يشهدون على الأمم، ومن الأحاديث النبويّة المبيّنة من هم الصدّيقون، فقد جاء في فضائل أهل البيتعليهم‌السلام من فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل في الحديث ٢٤١، ص ١٦٥، قال: القطيعي: وفيما كتب إلينا عبدالله بن غنّام الكوفي، يذكر أنّ الحسن بن عبد الرحمن بن (محمّد بن عبد الرحمن بن) أبي ليلى المكفوف حدّثهم، قال: أخبرنا عمرو بن جميع البصري، عن محمّد بن (عبد الرحمن بن) أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه أبي ليلى، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال: (يا قوم اتّبعوا المرسلين)، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي الله) وعليّ بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم ].

والمتّقي الهندي في كتاب منتخب الكنز بهامش مسند أحمد بن حنبل: ج ٥ ص ٣٠، قال: الصدّيقون ثلاثة: حبيب النّجار مؤمن آل يس، قال: (يا قوم اتّبعوا المرسلين)، وحزقيل مؤمن آل فرعون قال: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي الله)، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم، أخرجه أبو نعيم في (المعرفة) وابن عساكر عن أبي ليلى.

____________________

(١) كتاب الفضائل: ص ١٦٨ ط ١، في الحديث ٢٣٦.

(٢) دلائل الصدق: ج ٢ ص ١٢٦.

(٣) الحديد: الآية ١٩.

٢٢

وأورد ابن حجر العسقلاني في الإصابة(١) ، في ترجمة أبي ليلى الغفاري قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: [سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان كذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فانّه أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين ].

والحاكم في المستدرك(٢) ، أخرجه مسنداً عن عليٍّرضي‌الله‌عنه قال: [إنّي عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب، صلّيت قبل الناس بسبع سنين، قبل أن يعبده أحد من هذه الأُمّة ].

والسيوطي أورد في الجامع الصغير(٣) . روى عن ابن النّجار عن ابن عباس قال: الصدّيقون ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل يس، وعليّ بن أبي طالب.

وكذلك رواه ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة: ص ١٢٤، في الحديث الثلاثين عن ابن النّجار عن ابن عباس، وفي الحديث الحادي والثلاثين عمّا أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن أبي ليلى الغفاري بالسندين واللفظين المذكورين.

وكذلك أخرج الحديث ابن المغازلي في المناقب: ص ٢٤٥، بروايتين عن أبي يعلى الغفاري.

وروى الحافظ الكنجي في الكفاية: الباب الرابع والعشرون ص ١٢٣، وبإسناده عن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سبّاق الأمم ثلاثة لم يشركوا بالله طرفة عين، عليّ بن أبي طالب، وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون، فهم الصدّيقون، وحبيب النّجار مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم ].

قلت: هذا سند اعتمد عليه الدار قطني واحتجّ به.

وأورد الكنجي الحديث بإسناد آخر عن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال: (اتّبعوا المرسلين)، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي الله)، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم ].

قلت: هكذا رواه أبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة عليّعليه‌السلام .

____________________

(١) الإصابة: ج ٤ ص ١٧٠.

(٢) المستدرك: ج ٣ ص ١١٢.

(٣) الجامع الصغير: ص ١٩٠ ط دار القلم.

٢٣

وفي كنز العمّال(١) ، عن الطبراني عن سليمان وأبي ذر معاً، وعن البيهقي وابن عدي عن حذيفة: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال في حقّ عليّعليه‌السلام : [إنّ هذا أوّل من آمن بي وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمّة، يُفرّق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب الدّين، والمال يعسوب المنافقين ].

وهكذا يظهر للإنسان المؤمن والمتّقي المنصف، أنّ الإمام عليّعليه‌السلام الذي هو أوّل من آمن ولم يشرك بالله طرفة عين، وهو الصدّيق الأكبر بقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفاروق هذه الأمّة، وهو أفضل صدّيقي الأمم والإمام الأفضل، فهو من يكون الشهيد على الأمّة، وكما قال النبيّ: [عليٌّ منّي وأنا من عليٍّ ]، وقوله تعالى:( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ ابناءَنَا وَابناءَكُمْ... وَأَنفُسَنَا ) ، يعني أنّه كنفس النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو الشهيد على الأمّة وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [إنّ عليّاً مع القرآن والقرآن مع عليّ، وعليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ ]، وأخرج ابن عساكر بما رواه ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص ١٢٥، قال: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في عليّ، وفي كتاب الصواعق نزل في عليٍّ ثلاثمائة آية، وفي الصواعق ص ١١٨، قال أحمد: ما جاء لأحد من الفضائل ما نزل في عليّ.

وأخرج علّامة الهند عبيدالله أمرتسري في مناقبه: أرجح المطالب ص ٦٠، عن أحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره، عن ابن عباس، في هذه الآية الكريمة قال: (إنّها نزلت في عليّ).

أخرج البلاذري في كتابه أنساب الأشراف(٢) ، في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، بروايته عن معاذة العدويّة قالت: سمعت عليّاً وهو على منبر البصرة يقول: [أنا الصدّيق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم ].

وأخرج ابن شاذان في المناقب المائة: المنقبتان ٨٩، ٥٥، ومن طرق العامّة عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [وأمّا عليّ فهو الصدّيق الأكبر لا يخشى يوم القيامة من أحبّه ].

وأورد في المنقبتين ٥٢، ٣٦، عن أبي ذَرْ قال: نظر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عليّ فقال: [هذا سيّد الصدّيقين وسيّد الوصييّن... إذا كان يوم القيامة فينادي منادٍ من بطنان العرش هذا الصدّيق الأكبر... ].

____________________

(١) كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٦.

(٢) أنساب الأشراف: ج ٢ ص ١٤٦.

٢٤

وفي المناقب للعيني: ص ٢٠، عن الطبراني، برواية سلمان وأبي ذر (رضي‌الله‌عنهما ) عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال في عليّ: [إنّ هذا الصدّيق الأكبر وفاروق هذه الأمّة ].

وفي قوله تعالى:( الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) (١) .

أخرج الفقيه الحافظ ابن المغازليّ الشافعي في مناقبه: ص ٢٦٨، قال: أخبرنا علي بن الحسين بن الطيّب أذناً، حدّثنا أبو علي الحسن بن شاذان الواسطي، حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلديّ، حدّثنا عبيد بن خلف البزّاز، حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم البلخيّ، حدّثنا علي بن ثابت القرشي، حدّثنا أبو قتيبة تميم بن ثابت، عن محمّد بن سيرين في قوله تعالى:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ، قال: طوبى شجرة في الجنّة، أصلها في حجرة عليّ بن أبي طالب، ليس في الجنّة حجرة إلّا فيها غصن من أغصانها .

وأورد السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور(٢) ، قال: وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين، قال: شجرة في الجنّة أصلها في حجرة عليّ وليس في الجنّة حجرةٌ إلّا وفيها غصن من أغصانها.

تتمةٌ : لبحث هذه الآية.

وفي قوله تعالى:( الَّذِينَ آمنوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (٣) .

روى السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور(٤) قال: وأخرج ابن مردويه عن عليٍّرضي‌الله‌عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لما نزلت هذه الآية:( أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ، قال: [ذاك من أحبّ الله ورسوله، وأحبّ أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحبّ المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله يتحابّون ].

____________________

(١) سورة الرعد: الآية ٢٩.

(٢) الدرّ المنثور: ج ٤ ص ٥٩.

(٣) سورة الرعد: الآية ٢٨.

(٤) الدرّ المنثور: ج ٤ ص ٦٤٢ ط دار الفكر لبنان.

٢٥

الآيات الكريمة النّازلة في القرآن الكريم الذاكرة للمؤمنين

نورد ما يلي:

١- من سورة الأحزاب قوله تعالى:( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) .(١)

أورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال: أخبرنا أبو العباس المحمّدي، قال: أخبرنا (علي بن الحسين) ابن قيدة الفسوي قال: أخبرنا أبو بكر ابن مؤمن، قال: حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبدالله الدّقاق - ببغداد -، قال: أخبرنا عبدالله بن ثابت المقرئ، قال: حدّثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل، عن الضحّاك، عن عبدالله بن عباس في قول الله تعالى:( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) ، يعني عليّاً وحمزة وجعفراً،( فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ ) ، يعني حمزة وجعفراً،( وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ) ، يعني عليّاً (عليه‌السلام ، كان) ينتظر أجله والوفاء لله بالعهد والشهادة في سبيل الله، فوالله لقد رزق الشهادة.

وروى العصامي في كتاب سمط النجوم(٣) عند ترجمته للإمام عليّعليه‌السلام ، قال: قال الحافظ الذهبي: سئل عليّ - وهو على منبر الكوفة- عن قوله تعالى:( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَـضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ) ، فقال: [اللّهم اغفر، هذه الآية نزلت فيّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب، فأمّا عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر، وأمّا حمزة فقضى نحبه شهيداً يوم أحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذا - وأشار إلى لحيته ورأسه - عهدٌ عهده إليّ حبيبي أبو القاسم صلّى الله عليه وآله وسلّم ].

ورواه أيضاً ابن حجر الهيثمي في كتاب الصواعق المحرقة: ص ٨٠، ونور الأبصار: ص ٩٧، نقلاً عن الفصول المهمّة لابن الصباغ المالكي، وأيضاً أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل(٤) ، قال بإسناده عن عبد الله بن مسعود.

____________________

(١) سورة الأحزاب: الآية ٢٣.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣ ط ٣ الحديث ٦٣٤.

(٣) سمط النجوم: ج ٢ ص ٤٦٩.

(٤) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥، ط ٣ في الحديث ٦٣٥.

٢٦

٢- عن عبدالله أنّه كان يقرأ:( وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) بعليّ بن أبي طالب.(١) (وعبد الله هذا) هو عبدالله بن مسعودرضي‌الله‌عنه .

وأورد الحسكاني في الشواهد التنزيل(٢) ، قال: قرأت في التفسير العتيق: حدّثنا سعيد بن أبي سعيد التغلبي عن أبيه، عن مقاتل عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) ، قال: كفاهم الله القتال يوم الخندق بعليّ بن أبي طالب حين قتل عمرو بن عبد ودّ.

وأورد الحاكم الحسكاني في الشواهد التنزيل(٣) ، قال: أخبرنا أبو سعد السعدي قراءة (عليه) غير مرة، قال: حدّثنا أبو محمّد لؤلؤ بن عبد الله القيصري - ببغداد - سنة سبع وستين قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد النصيبي، قال: حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن شداد بالعسكر قال: حدّثني محمّد بن سنان الحنظلي، قال: حدّثني إسحاق بن بشر القرشي، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: [لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق أفضل من عمل أُمّتي إلى يوم القيامة ].

ولقد استقصيت هذا الباب في (باب الشجاعة) في (كتاب الخصائص) وبالله التوفيق.

وروى ابن أبي الحديد في شرح المختار(٤) قال: فأمّا الخرجة التي خرجها (علي) يوم الخندق إلى عمرو بن عبد ودّ فإنّها أجلّ من أن يقال جليلة وأعظم من أن يقال عظيمة، وما هي إلّا كما قال شيخنا أبو الهذيل (العلاّف وهو محمّد بن الهذيل بن عبدالله بن مكحول البصري المتوفّى سنة (٢٧٧) بسرّ من رأى - سامراء -) وقد سأله سائل: أيّما أعظم منزلة عند الله، عليّ؟ أم أبو بكر؟ فقال: يا ابن أخي والله لمبارزة عليّ عمراً يوم الخندق، تعدل أعمال المهاجرين والأنصار وطاعتهم كلّها وتربو عليها فضلاً عن أبي بكر وحده.

وقد روي عن حذيفة بن اليمان ما يناسب هذا بل ما هو أبلغ منه.

____________________

(١) سورة الأحزاب: الآية ٢٥.

(٢) الشواهد التنزيل: في الحديث ٦٣٩ ج ٢ ص ٧.

(٣) الشواهد التنزيل: ج ٢ ص ١٠، الحديث ٦٤٢.

(٤) شرح المختار: ص ٢٣٠ من باب قصار كلام أمير المؤمنين من نهج البلاغة: ج ٥ ص ٥١٣، في طبعة الحديث بمصر: ج ١٩ ص ٦٠.

٢٧

روى قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن ربيعة بن مالك السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إنّ الناس يتحدّثون عن عليٍّ بن أبي طالب ومناقبه فيقول لهم أهل البصرة: إنّكم لتُفرِطون في تقريظ هذا الرجل فهل أنت محدّثي بحديث عنه أذكره للناس؟ فقال (حذيفة): يا ربيعة وما الذي تسألني عن عليّ؟ وما الذي أحدّثك عنه؟ والذي نفس حذيفة بيده لو وضع جميع أعمال أُمّة محمّد صلّى الله عليه وآله في كفّة منذ بعث الله تعالى محمّداً إلى يوم الناس هذا، ووضع عمل واحد من أعمال عليّ في الكفّة الأُخرى لرجّح على أعمالهم كلّها، فقال ربيعة: هذا المدح الّذي لا يقام له ولا يقعد ولا يحمل إنّي لأظنّه إسرافاً يا أبا عبدالله. فقال حذيفة: يا لكع وكيف لا يحمل؟ وأين كان المسلمون يوم الخندق وقد عبر إليهم عمرو وأصحابه فملكهم الهلع والجزع فدعا(هم عمرو) إلى المبارزة فأحجموا عنه حتّى برز إليه عليّ فقتله، والّذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من أعمال أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله إلى هذا اليوم وإلى أن تقوم القيامة.

وجاء في الحديث المرفوع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال ذلك اليوم حين برز إليه الإمام عليعليه‌السلام : [برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه ].

ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في الحديث ١٤٠ من مناقب عليّعليه‌السلام : الورق ٤٩/أ في الطبعة الأولى ج ١ ص ٢٢٢.

وروى الإربلي في حرب الخندق من كتاب كشف الغمّة(١) قريباً لما رواه ابن أبي الحديد.

وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك: ج ٣ ص ٣٢ في كتاب المغازي قال: حدّثنا لؤلؤ بن عبدالله المقتدري في قصر الخليفة - ببغداد - حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب المصري بدمشق، حدّثنا أحمد بن عيسى الخشّاب - بتنيس - حدّثنا عمرو بن أبي سلمة حدّثنا سفيان الثوري، عن بهرز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله: [لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق أفضل من أعمال أُمتي إلى يوم القيامة ].

ورواه الرازي عند تفسير سورة القدر من تفسيره: ج ٣٢ ص ٣١

ورواه الخوارزمي في الفصل ٩ من مناقبه ص ٥٨.

وكذلك رواه أيضاً في الحديث ٢٨ الفصل ٤ من مقتله: ج ١ ص ٤٥ ط ١، ورواه الحمّوئي في الباب ٤٩ في الحديث ٢٠٨ من كتاب فرائد السمطين: ج ١ ص ٢٥٥

____________________

(١) كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٢٠٥.

٢٨

والحديث مذكور في السيرة الحلبية: ج ٢ ص ٣٤٩ وفي كتاب المواقف: ج ٣ ص ٢٧٦، وفي كتاب هداية المرتاب: ص ١٤٨.

( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ... ) ، وفي كتاب كنز العمّال للمتقي الهندي(١) .

٣-( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ) .(٢)

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) قال: حدّثنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب أخبرنا أبو القاسم عبدالله بن المأمون، حدّثنا أبو ياسر عمّار بن عبد المجيد، حدّثنا أحمد بن عبدالله، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم التغلبي، عن مقاتل بن سليمان البلخي بتفسيره وفيه:( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ) يعني بغير جرم( فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا ) وهو ما لم يكن( وَإِثْمًا مُّبِينًا ) يعني بيّناً، يقال نزلت في عليٍّ بن أبي طالب وذلك أن نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه، وإنّ عمر بن الخطاب في خلافته قال لأُبيّ بن كعب: إنّي قرأت هذه الآية فوقعت مني كلّ موقع، والله لأضربهم وأُعاقبهم، فقال له أُبي: إنّك لست منهم إنّك مؤدّب معلّم.

فإن ثبت النزول فيه خاصّة فقد ثبت، وإلاّ فالآية متناولة له بالأخبار المتظاهرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على الخصوص.

منها الحديث المسلسل، وفي بعض رواياته: [من آذى شعرة منك ]، فهو خاص له، وفي بعضها: [شعرة منّي ]، وهي متناولة له لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عدّة أخبار: [أنت منّي وأنا منك ].

وروى ابن المغازلي في المناقب: ص ٥٢ بإسناده عن ابن عباس قال:

____________________

(١) كنز العمّال للمتقي الهندي: ج ٦ ص ١٥٨، طبعة ١.

(٢) سورة الأحزاب: الآية ٥٨.

(٣) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ١٧٥ طبعة ٣ في الحديث ٧٨١.

٢٩

كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب غضبان فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما أغضبك؟ قال: آذوني فيك بنو عمّك فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مغضباً فقال: يا أيّها الناس من آذى عليّاً فقد آذاني، إنَّ عليّاً أوّلكم إيماناً وأوفاكم بعهد الله، يا أيّها الناس من آذى عليّاً بعث يوم القيامة يهوديّاً أو نصرانيّاً ].

وروى السيوطي في الحديث ٤٩، من كتاب إحياء الميت قال: وأخرج الديلمي، عن أبي سعيد (الخدري)، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [اشتدّ غضب الله على من آذاني وعترتي ]، وكذلك فقد روى ابن المغازلي في الحديث ٣٣٤ من مناقب عليّعليه‌السلام ص ٢٩٢ وبإسناده عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [اشتدَّ غضب الله على النصارى وإشتدَّ غضب الله على من آذاني في عترتي ].

وأخرج أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من فضائل الصحابة، الحديث ٢٠٢، ص ١٣٧ قال: القطيعي: حدّثنا إبراهيم بن عبد الله، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا قنان بن عبد الله قال: سمعت مصعب بن سعد يحدث عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من آذى عليّاً فقد آذاني ].

وأخرج ابن حنبل في الحديث ٢٩٤ ص ١٩٦ قال: عبدالله بن أحمد حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أبي شيبة (قال عبدالله: ) وسمعته أنا من عثمان بن محمّد - حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عبدالله بن عبد الرحمن أبي نصير، حدّثني مساور الحميري، عن أمه قالت: سمعت أُمّ سلمة تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعليّ: [لا يبغضك مؤمن ولا يحبّك منافق ].

وفي تفسير الكشّاف: ج ٣ ص ٢٧٣ قال: قيل نزلت في ناس من المنافقين يؤذون عليّاًعليه‌السلام ويسمعونه.

في معالم التنزيل: ج ٤ ص ٤٨٧، للبغوي، قال: قال مقاتل: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب.

وروى البيضاوي في تفسيره نحواً من ذلك في أنوار التنزيل: ج ٢ ص ٢٤٧.

٣٠

٤-( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) .(١)

أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، حدّثنا أبو أحمد البصري، حدّثنا محمّد بن زكريّا، حدّثنا أيّوب بن سلمان، حدّثنا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: وأمّا قوله:( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، الآية: نزلت هذه الآية في ثلاثة من المسلمين، وهم المتّقون ال ّ ذين عملوا الصالحات، وفي ثلاثة من المشركين، وهم المفسدون الفجّار، فأمّا الثلاثة من المسلمين فعليّ بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطّلب وعبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب، وهم الذين بارزوا يوم بدر، فقتلَ عليٌ الوليد، وقتل حمزة عتبة، وقتل عبيدة شيبة.

وأورد الحسكاني في الشواهد التنزيل(٣) قال: بإسناده عن مجاهد، عن عبدالله بن عباس، قال:

قال ابن عباس في قوله الله:( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) ، قال: نزلت هذه الآية في ثلاثة من المسلمين وهم المتّقون: عليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب، وفي ثلاثة من المشركين وهم المفسدون الفجّار: عتبة وشيبة والوليد بن عتبة وهم الذين بارزوا يوم بدر، فقتلَ عليٌ الوليد، وقتل حمزة عتبة وقتل عبيدة شيبة(٤) .

وروى السيد هاشم البحراني في تفسيره البرهان: ج ٤ ص ٤٦ هذا الحديث وورد في تفسير الحبري هذا الحديث - الحديث ٤١ - الورق ٢٧/ب، وفي طبعة قم ص ٧٩.

____________________

(١) سورة ص: الآية ٢٨.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢، ص ٢٠٧ ط ٣ في الحديث ٨٠٥.

(٣) الشواهد التنزيل: في الحديث ٨٠٩ ج ٢ ص ٢٠٨.

(٤) سورة ص: الآية ٢٨.

٣١

٥-( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) .(١)

ذكر الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب(٢) ، قال: قيل: نزلت في قصّة بدر في حمزة وعليّعليه‌السلام ، وعبيدة لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد.

( كَالَّذِينَ آمَنُوا ) ، حمزة وعليّ وعبيدة،( الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ ) ، هم عتبة وشيبة والوليد.

وأورد الحديث تذكرة الخواص: ص ١١ والغدير للشيخ الجليل الأميني: ج ٢، ص ٥٦.

( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) ، الجاثية: ٢١.

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) ، قال: أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين حدّثنا محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبدالله الدقّاق -المعروف بابن السماك ببغداد-، حدّثنا عبدالله بن ثابت المقرئ، قال: حدّثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل، عن عطاء والضحّاك، عن مجاهد: عن ابن عباس في قول الله تعالى:( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ ) ، الآية، قال: نزلت في عليٍّ وحمزة وعبيدة بن الحارث بن المطّلب، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وفي ثلاثة رهط من المشركين: عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة، وهم:( الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ ) ، يعني اكتسبوا الشرك بالله، كانوا جميعاً بمكّة فتجادلوا وتنازعوا فيما بينهم، فقال الثلاثة الّذين اجترحوا السيئات للثلاثة من المؤمنين: والله ما أنتم على شيء، وإن كان ما تقولون في الآخرة حقّاً لنفضلنّ عليكم فيها، فأنزل الله - عزّ وجلّ - فيهم الآية.

وذكر الحسكاني في الشواهد(٤) قال: (وفي التفسير العتيق:) سعيد بن أبي سعيد البلخيّ عن أبيه، عن مقاتل بن سليمان عن الضحّاك:

____________________

(١) سورة الجاثية: الآية ٢١.

(٢) كفاية الطالب: الباب ٦٢ ص ٢٤٧.

(٣) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٨٥ ط ٣، الحديث ٨٨٠.

(٤) الشواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٨٦ الحديث ٨٨٣.

٣٢

عن ابن عباس في قوله تعالى:( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ ) ،يعني بني أُميّة( أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، النبيّ وعليٌّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمةعليهم‌السلام .

( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمنوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ) .(١)

أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال: قال (محمّد بن عبيد الله): حدّثنا محمّد بن حمّاد الأثرم - بالبصرة -، حدّثنا بشر بن مطر، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أيّوب، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (في قوله تعالى: )( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) ، يعني وَليّ عليٍّ وحمزة وجعفر وفاطمة والحسن والحسين، (عليهم‌السلام ) ووليّ محمّد صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ينصرهم بالغلبة على عدوّهم،( وَأَنَّ الْكَافِرِينَ ) ، يعني أبا سفيان بن حرب وأصحابه،( لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ) ، يقول: لا وليّ لهم يمنعهم من العذاب.

٦-( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) .(٣)

جاء في كفاية الطالب للحافظ محمّد بن يوسف الكنجي، الباب ٦٢ ص ٢٣٥ قال: ومن ذلك ما أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمّد بن هبة الله بن قاضي القضاة شرقاً وغرباً، أبي نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد بن مميل الشيرازي، أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا أبو العباس بن عقدة، حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدّثنا حسين بن حماد، عن أبيه عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله عزّ وجلّ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ، قال: [مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ](٤) .

قلت: هكذا رواه محدّث الشام في تاريخه في ترجمة عليّعليه‌السلام وذكر طرقه.

وذكر الحافظ رضي الدين البرسي في الدر الثمين، قال: ثمّ جعله وعترته الصادقين وأمر عباده أن يكونوا معهم فقال:( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٥) ، روى عبدالله بن عمر عن السُدّي عن ابن عباس قال:الصادقين عليّ بن أبي طالب وعترته عليهم‌السلام ، وقال الكليني: نزلت في عليٍّ خاصّة أخرجه.

____________________

(١) سورة محمّد: الآية ١١.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٩٢ ط ٣، الحديث ٨٨٨.

(٣) سورة التوبة: الآية ١١٩.

(٤) الدرّ المنثور: ج ٣ ص ٢٩٠ قال: أخرج بن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى:( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ، قال:مع عليّ بن أبي طالب .

(٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج ٤٢، ص ٣٦١.

٣٣

٧-( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمنوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثمّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) .(١)

أورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال بإسناده عن عطاء: عن ابن عباس (في قوله تعالى):( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا ) ، (قال: يعني) صدّقوا بالله ورسوله ثمّ لم يشكّوا في إيمانهم، نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطّلب وجعفر الطيّار، ثمّ قال:( وَجَاهَدُوا ) الأعداء،( بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) في طاعته،( أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) يعني في إيمانهم، فشهد الله لهم بالصدق والوفاء.

٨-( وَالَّذِينَ آمنوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) .(٣)

قال المحبّ الطبري في الرياض النضرة(٤) أخرج علي بن نعيم البصري قال: قال ابن عمر (عبدالله بن عمر): عليّ من أهل البيت لا يقاس بهم أحد، علي مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في درجته إنّ الله عزّ وجلّ يقول:( وَالَّذِينَ آمنوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم ) ، فاطمة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في درجته وعليّ مع فاطمة.

روى أبو نعيم في خصائص الوحي المبين: ص ١٣١ قال: وفيما أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن المروزي، قال: حدّثني عبد الحكيم بن ميسرة، عن شريك بن عبدالله، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال: قال لي عليّعليه‌السلام : [نحن أهل بيت لا نقاس (بالناس) ].

وروى ابن المغازلي في مناقبه(٥) بإسناده عن نافع مولى عبدالله بن عمر قال: قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ قال: ما أنت وذاك؟ لا أُمّ لك، ثمّ قال: أستغفر الله، خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: عليٌّ، سدّ أبواب المسجد وترك باب عليٍّ، وقال له: [لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه ما عليَّ، وأنت وارثي ووصيّي تقضي ديني وتنجز وعدي وتقتل على سنّتي، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني ].

وروى ابن البطريق هذا الأمر في كتاب العمدة: ص ٩٠ في الفصل ٢٠.

____________________

(١) سورة الحجرات: الآية ١٥.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٠٧ في الحديث ٩٠١.

(٣) سورة الطور: الآية ٢١.

(٤) الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢٠٨.

(٥) مناقب ابن مغازلي: ص ٢٦٠ ط ١، في الحديث ٣٠٩.

٣٤

وأورده السيد هاشم البحراني في كتاب غاية المرام: ص ١٦٤.

وأخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٢٠ ط ٣ في الحديث ٩١٢ بإسناده عن ابن عباس، قال: في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ آمنوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم ) ، الآية، قال: نزلت في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

٩-( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .(١)

أخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) وبإسناده عن أبي صالح الكلبي، عن ابن عباس في قول الله تعالى:( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ) ، قال: (الحسن والحسين)،( وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ) ، قال: (عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام).

وفي الحديث ٩٥٢ من شواهد التنزيل للحسكاني ص ٣٦٠ ط ٣ وبإسناده عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله تعالى:( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ) ، قال: [الحسن والحسين .

( وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ) ، قال:عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ].

وجاء في الحديث ٩٥٥ من شواهد الحسكاني: ج ٢، ص ٣٦١ ط ٣، بإسناده عن أبي عبيد مولى ابن عباس، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [أما والله لا يحبّ أهل بيتي عبد إلّا أعطاه الله عزّ وجلّ نوراً حتّى يرد عليّ الحوض، ولا يبغض أهل بيتي عبد إلّا احتجب الله عنه يوم القيامة ].

وجاء في الحديث ٩٥٦، من شواهد الحسكاني: ص ٣٦٢ ط ٣، وبإسناده عن الزهري، عن سالم (بن عبدالله بن عمر بن الخطّاب) عن أبيه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أكثركم نوراً يوم القيامة أكثركم حبّاً لآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ].

____________________

(١) سورة الحديد: الآية ٢٨.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٦٠ ط ٣، في الحديث ٩٥١.

٣٥

١٠-( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ ابناءَهُمْ أَوْ إِخْوَانهمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأنْهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .(١)

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال: حدّثونا عن أبي العباس بن عقدة، قال: حدّثني حريث بن محمّد بن حريث، حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن حسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد: عن أبيه، في قوله تعالى:( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) ، إلى آخر القصّة، قال: [نزلت في عليٍّ بن أبي طالب ].

أخرج الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتاب ينابيع المودّة: ص ٤٤٢ - ٤٤٣ الحديث بإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصاري، (إلى أن قالوا): قال جندل بن جنادة بن خيبر، وبعد إسلامه على يد النبيّ صلّى الله عليه وآله : أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسّك بهم؟

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أوصيائي الاثنا عشر . قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة، وقال: يا رسول الله سمّهم لي. فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:أوّلهم سيّد الأوصياء أبو الأئمّة عليٌّ، ثمّ ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم، ولا يغرنّك جهل الجاهلين، فإذا ولد عليّ بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه . فقال جندل: وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياءعليهم‌السلام (إيليا) و (شبراً) و (شبيراً) فهذه أسماء عليّ والحسن والحسين فمن بعد الحسين، وما أساميهم؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:إذا انقضت مدّة الحسين فالإمام ابنه عليّ ويلقّب بزين العابدين، فبعده ابنه محمّد يلقّب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق فبعده ابنه موسى يدعى الكاظم، فبعده ابنه عليّ يدعى بالرضا، فبعده ابنه محمّد يدعى بالتّقي والزكي، فبعده ابنه عليّ يدعى بالنّقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمّد يدعى بالمهدي والقائم والحجّة، فيغيب ثمّ يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبّتهم، أولئك الّذين وصفهم الله في كتابه وقال:

١١-١٢-( هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ].(٣)

____________________

(١) سورة المجادلة: الآية ٢٢.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢، ص ٣٨٤ في الحديث ٩٧٨.

(٣) سورة البقرة: الآيتان ٢ و٣.

٣٦

١٣- ثمّ قال تعالى:( أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ، فقال جندل: الحمد لله الّذي وفّقني بمعرفتهم.

وأخرج المسعودي في مروج الذهب: ج ٣، ص ٩ خطبة للإمام الحسن بن علي (عليهما‌السلام ) في أيّام خلافته وفيها أنّه قال: [نحن حزب الله المفلحون، وعترة رسول الله الأقربون ].

وأخرج أحمد بن حنبل - في كتاب فضائل الصحابة- فضائل أهل البيت في مسنده الحديث ٢٨٢ بروايته عن الإمام عليّعليه‌السلام ، أنّه قال: [نحن النجباء، وافراطنا افراط الأنبياء، وحزبنا حزب الله ].

وأورد هذا الحديث - ابن عساكر في تاريخ دمشق - الحديث ١١٩٠ عند ترجمة الإمام عليعليه‌السلام .

وكذلك أورده الفقير العيني من مناقب سيدنا علي عنهعليه‌السلام ص ٦٤.

١٤-( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ) .(١)

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال: وأخبرنا أبو نصر محمّد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه، أخبرنا عبدالله بن أحمد بن جعفر أخبرنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي القاشاني، قال: حدّثني العمري، عن عليٍّ بن موسى بن جعفر بن محمّد عن أبيه موسى، عن أبيه، عن جدّه، قال: [قال رسول الله في قوله تعالى: ( وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب ].

وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب(٣) قال: أخبرنا أبو الحسن البغدادي بدمشق، عن المبارك الشهرزوري أخبرنا علي بن أحمد، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن فنجويه (الحسين بن محمّد بن الحسين الثقفي الدينوري النيسابوري) حدّثنا أبو علي المقري، حدّثنا أبو القاسم بن الفضل، حدّثنا علي بن الحسين، حدّثنا محمّد بن يحيى بن (أبي) عمر، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن آبائهمعليهم‌السلام ، يرفعونه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله، قالوا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في قوله تعالى:( وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: [هو عليّ ].

____________________

(١) سورة التحريم: الآية ٤.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢، ص ٤٠١ ط ٣، في الحديث ٩٩٠.

(٣) كفاية الطالب: الباب ٣٠ ص ١٣٧.

٣٧

ثمَّ قال الكنجي: وأخبرناه عالياً مسنداً منصور بن السكن المراتبي، أخبرنا أبو طالب مبارك بن علي بن محمّد بن علي بن الخضر، أخبرنا علي، أخبرنا أحمد، حدّثنا عبدالله، حدّثنا عمر بن الحسن، حدّثنا أبي، حدّثنا حصين، عن موسى بن جعفر عن آبائهعليهم‌السلام ، عن أسماء بنت عميس، قالت: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قوله عزّ وجلّ:( وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قلت من هو يا رسول الله؟ فقال: [هو عليّ بن أبي طالب ].

وأخرج الحافظ الحسكاني في الشواهد التنزيل(١) قال: حدّثني أبو الحسن، (قال: ) حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه، (قال: ) حدّثنا محمّد بن علي، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليٍّ بن أبي طالب: [هو صالح المؤمنين ].

وأورد الحاكم الحسكاني في الحديث ٩٩٨ من شواهده: ص ٤٠٦ قال: أخبرناه أبو عبدالله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الحرجرائي، حدّثنا أبو أحمد البصري، حدّثنا محمّد بن سهل، حدّثنا عبدالله بن محمّد البلوي، حدّثنا إبراهيم بن عبدالله بن العلاء، قال: حدّثني سعيد بن يربوع الجعدي، عن أبيه عن حارثة، عن عمّار بن ياسر، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب يقول: دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: [ألا أبشّرك؟ قلت: بلى يا رسول الله وما زلت مبشّراً بالخير، قال: قد أنزل الله فيك قرآناً، قلت: وما هو يا رسول الله؟ قال: قرنت بجبرئيل ثمّ قرأ: ( وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، فأنت والمؤمنون من بني أبيك الصالحون ]. رواه السبيعي عن أحمد الصوري، عن محمّد، عن عبد الله البلوي كذلك.

وفي كتاب فتح الباري(٢) قال ابن حجر: وذكر النقاش عن ابن عباس ومحمّد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمّد الصادق أنَّ: [( وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) عليّ بن أبي طالب ].

وقال الطبرسي في تفسيره مجمع البيان عند تفسيره للآية الكريمة: وفي كتاب شواهد التنزيل بالإسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: [لقد عرّف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً ( عليه‌السلام ) أصحابه مرّتين أمّا مرّة فحيث قال: (من كنت مولاه فعليّ مولاه).

____________________

(١) الشواهد التنزيل: ج ٢، ص ٤٠٥ ط ٣، في الحديث ٩٩٦.

(٢) فتح الباري: ج ١٣ ص ٢٧.

٣٨

وأمّا الثانية فحيث نزلت هذه الآية: ( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، الآيةأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ عليه‌السلام ، فقال: (أيّها الناس هذا صالح المؤمنين) ].

وقالت أسماء بنت عميس: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: [( وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (عليّ بن أبي طالب) ( عليه‌السلام ) ]، وأورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال: فرات بن إبراهيم (قال: ) حدّثنا الحسين بن الحكم، حدّثنا الحسن بن الحسين عن الحسين بن سليمان، عن سدير الصيرفي: عن أبي جعفر قال: [لقد عرّف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً أصحابه مرّتين، أمّا مرّة حيث قال: (من كنت مولاه فعليٌّ مولاه)، وأمّا الثانية: فحيث نزلت هذه الآية: ( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) الآية، فأخذ رسول الله بيد علي فقال: (أيّها الناس هذا صالح المؤمنين) ].

١٥ - ١٦( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمنوا يَضْحَكُونَ ﴿٢٩﴾ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) .(٢)

قال في الكشّاف: ج ٤ ص ٢٣٣: قيل: جاء عليّ في نفرٍ من المسلمين فسخر منهم المنافقون، وضحكوا وتفاخروا وتغامزوا، ثمّ رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع فضحكوا(٣) ، فنزلت قبل أن يصل عليٌّ إلى الرسول صلّى الله عليه وآله.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤١١ ط ٣ في الحديث ١٠٠٥.

(٢) سورة المطففين: الآيتان ٢٩ -٣٠.

(٣) أضيفت من تفسير الكشاف.

٣٩

وأخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(١) وبإسناده عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي عبد الله في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) ، إلى آخر السورة قال: نزلت في عليّ، والّذين استهزؤا به من بني أميّة، إنّ عليّاً مرّ على نفر من بني أُميّة وغيرهم من المنافقين، فسخروا منه، ولم يكونوا يصنعون شيئاً إلّا نزل به كتاب، فلمّا رأوا ذلك مطّوا بحواجبهم فأنزل الله تعالى:( وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) .

وكذلك أيضاً أخرج الحسكاني في الشواهد في الحديث ١٠٩٥ بإسناده عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا... ) إلى آخر السورة،( الَّذِينَ آمَنُوا ) عليّ بن أبي طالب وأصحابه،( الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) منافقوا قريش.

وفي تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي، عند تفسيره للآية الكريمة، وبرواية عبدالله بن عباس قال:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) منافقوا قريش، والّذين آمنوا عليّ بن أبي طالب وأصحابه.

وأورده السيد هاشم البحراني في كتاب غاية المرام(٢) .

وأخرج أيضاً الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل(٣) ، قال: و(في التفسير العتيق:) سعيد بن أبي سعيد البلخي، عن أبيه عن مقاتل عن الضحّاك، عن ابن عباس، في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) ، قال: هم بنو عبد شمس، مَرَّ بهم عليّ بن أبي طالب ومعه نفر فتغامزوا به وقالوا: هؤلاء الضلّال! فأخبر الله (تعالى) ما للفريقين عنده جميعاً يوم القيامة(و) قال:( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا ) عليّ وأصحابه،( مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥﴾ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) (٤) .

بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم عليّاً وأصحابه فبشَّر النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّاً وأصحابه الّذين كانوا معه أنّكم ستنظرون إليهم وهم يعذّبون في النار.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٦ ط ٣، في الحديث ١٠٩٤.

(٢) غاية المرام: ص ٤٢٢ الباب ١٧٥.

(٣) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٧ ط ٣ الحديث ١٠٩٦.

(٤) سورة المطففين: الآيتان: ٣٤، ٣٦.

٤٠