النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 91594
تحميل: 4412


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 91594 / تحميل: 4412
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة النساء الآية ١٢٢

( وَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأنْهارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا )

روي السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام ص ٣٢٧، عن إبراهيم الإصفهاني في: ما نزل من القرآن في عليّ، بإلاسناده عن شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال عليٌّ:

[نحن أهل بيت لا نقاس بالناس]

فقام رجل فأتى ابن عباس فأخبره بذلك. فقال (ابن عباس)، صدق عليّ، النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّملا يقاس بالناس، وقد نزل في عليٍّ( وَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) .

سورة النساء الآية ١٤٥

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )

حسبما أورده الباحثون ورواة الحديث، أنهم المبغضون للإمام عليعليه‌السلام :

أخرج الحافظ ابن عساكر -الشافعي، في كتابه: تاريخ دمشق(١) قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم -بسنده المذكور- عن أحمد بن حنبل -في حديث- أنّه قال:

ولكن الحديث الذي ليس عليه لبس قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا عليُّ لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق ].

وقال الله عزّ وجلّ:

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) .

وأخرج الحافظ أبو الحسن المغازلي في -المناقب- ص ٦٦ عن أبي إسحاق إبراهيم بن غسان البصري إجازة -بسنده المذكور- عن عليٍّ (كرّم الله وجهه) قال:[قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الويل لظالمي أهل بيتي، عذابهم مع المنافقين. في الدرك الأسفل من النار].

وأخرج الترمذي بسنده عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: إنّا كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب، سنن الترمذي: ج ٥ ص ٦٣٥ تحقيق إبراهيم عطوة عوض.

____________________

(١) تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٢٥٣.

٣٠١

وأيضاً أخرج الترمذي عن المساور الحميري عن أمّه قالت: دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:[لا يحب عليّاً منافق، ولا يبغضه مؤمن] المصدر نفسه: ج ٥ ص ٦٣٥.

روى المتّقى الهندي في كنز العمّال، عن النبي، في الحديث: ٣٢٩٠١ ج ١١ ص ٦٠١.

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من آذى عليّاً فقد آذاني ].

وقوله صلّى الله عليه وآله:

[يا أيّها الناس، أوصيكم بحبّ ذي قرنيها أخي و ابن عمّي عليّ بن أبي طالب، فانّه لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق ] نقلاً من كتاب المقتطفات: ج ١ ص ٢٩١ لابن رويش الأندونيسي.

أورد الحافظ محمّد يوسف الكنجي من كتاب كفاية الطالب ص ١١٥ الباب العشرون - من توعد النبيّ صلّى الله عليه وآله لمبغضي عليّعليه‌السلام بالنار- قال:

وبإسناده عن الصحابي جابر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي:[يا عليّ لو أنّ أمتي أبغضوك لأكبّهم الله عزّ وجلّ في النار. ]

قلت: هذا حديث رواته ثقات، وابن لهيعة قاضي مصر، وان كان قد احترقت كتبه لأجل انّه حدث من حفظه لكن احتج به مسلم وانما يشدد معه من الحدود.

ولايستريب اللبيب أن مبغض عليعليه‌السلام في النار، وذلك من وجوه، منها أن مبغضه مخالف لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأنّه صح الحديث في عليٍّعليه‌السلام ، أنّه يحبّه الله ويحبّه رسوله، فمن خالف الله ورسوله وجبت له النار، ومن أبغض ما أحبَّ الله ورسوله وجبت له النار، ومن أبغض من شنأ أهل الشرك والنفاق لأجل ذلك كان من المشركين والمنافقين، وقد توعدهم الله بأشد العذاب في قوله تعالى:( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) .

سورة النساء الآية ١٧٤

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ )

ورد في الحديث المرقم ٩٤ من شواهد التنزيل للحسكاني: ج ١ ص ٩٣ ط ٣ قوله:

وحدّثني علي بن موسى بن إسحاق عن محمّد بن مسعود بن محمّد قال: حدّثنا علي بن محمّد قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليٍّ بن الحكم عن ربيع المسلي، عن عبد الله بن سليمان قال:

٣٠٢

قلت لأبي عبد الله:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) قال:[البرهان محمّد، والنّور عليٌّ والصراط المستقيم عليٌّ ].

وورد مضمون هذا الحديث في تفسير العيّاشي: ج ١/٤٥٧: ١١٥٣.

وجاء في كتاب الدر الثمين، للحافظ رضي الدين البرسي ص ٧٤ قال: ثمّ جعله السبيل فقال:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ ) (١)

قال ابن عباس: السبيل عليّعليه‌السلام والحق ولاية عليّعليه‌السلام .

ثم جعل حبّه البرهان والنّور فقال:( قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ) قال ابن عباس: البرهان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والنّور أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ثمّ جعل حبّه الثواب فقال:( ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ وَاللهُ ) (٢) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ أنت الثواب وشيعتك الأبرار ].

ثمّ جعل حبّه الأمانة، قال ابن عباس: الأمانات حبّ فاطمة وعترتها يؤدّيها العبد يوم القيامة إلى الله والنبي إذا أورد الحوض وقيل له: ما فعلت بعترة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وأورد الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: المجلد الثاني ص ١٤٧ ط دارإحياء التراث العربي -بيروت-.

ما فيه النجاة لكم من عذابه وأليم عقابه وذلك النور هو القرآن، عن مجاهد والسدّي وقيل النور: ولاية عليعليه‌السلام .

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام :[ ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمنوا بِاللَّـهِ ) أي صدّقوا بوحدانيّة الله واعترفوا ببعث محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَاعْتَصَمُوا بِهِ ) أي تمسكوا بالنور الّذي أنزله على نبيّه ( فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ ) أي نعمة منه هي الجنّة، عن ابن عباس (وفضل) يعني ما يبسط لهم من الكرامة وتضعيف الحسنات وما يزاد لهم من النعم على ما يستحقّونه ( وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) أي يوفّقهم لإصابة فضله الذي يتفضَّل به على أوليائه ويسدّدهم لسلوك منهج من أنعم عليه من أهل طاعته واقتفاء آثارهم والاهتداء بهديهم والاستنان بسنتهم واتباع دينهم وهو الصراط المستقيم الذي ارتضاء الله منهجاً لعباده .

____________________

(١) سورة النساء: الآية ١٦٧.

(٢) آل عمران: الآية ١٩٥.

٣٠٣

سورة المائدة

سورة المائدة الآية ٣

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )

نورد فيما يلي ما جاء به الحفّاظ والرواة وأصحاب السير فيما أثبتوه في كتبهم أو تفاسيرهم:

أبو نعيم:

الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نُعيم الاصبهاني المولود عام ٣٣٤ والمتوفّى ٤٣٠، صاحب كتاب: ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام قال في الحديث ٤: حدّثنا محمّد بن أحمد بن علي بن مخلّد، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثني يحيى الحمّاني قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي: عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا الناس إلى عليّعليه‌السلام في غدير خمّ، وأمر بما تحت الشجر من الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس فدعا عليّاً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ لم يتفرَّقوا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرّب برسالتي وبالولاية لعليّ (عليه‌السلام )من بعدي. ثمّ قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله]. فقال حسّان بن ثابت: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليٍّ أبياتاً تسمعهنّ. فقال: قل على بركة الله. فقام حسان فقال يا معشر مشيخة قريش أتبعوا قولي بشهادة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الولاية ماضية، ثمّ قال:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيُّهم

بخمّ وأسمع بالرّسول مناديا

فقال: فمن مولاكمُ ونبيّكم؟

فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبيّنا

ولم تلق منّا في الولاية عاصياً

فقال له: قم يا عليٌّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاهُ فهذا وليّه

فكونوا له أتباع صدقٍ مواليا

هناك دعا اللّهم وال وليَّه

وكن لِلّذي عادى عليّاً معاديا

٣٠٤

وورد في الخصائص عن أبي بكر بن خلّاد عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون عن عليٍّ بن عابس عن أبي الجحاف والأعمش عن عطَّية قال: نزلت الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليٍّ يوم غدير خم. (الخصائص ٢٩).

الحسكاني:

هو الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمّد ابن حسكان المتوفّى بعد العام ٤٩٠ للهجرة. روى هذا الحديث في الرقم (٢١٤) من كتاب شواهد التنزيل(١) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، عن أحمد بن عمّار بن خالد، عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، عن قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما نزلت هذه الآية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) قال:[ألله أكبر [على] إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية عليّ بن أبي طالب من بعدي. ثمّ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره واخذل من خذله] ، وبإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وجابر الأنصاري قالا: أمر الله تعالى محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم أن ينصب عليّاً للناس فيخبرهم بولايته.

الطبري:

الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المتوفّى سنة ٣١٠ هـ.

روى في كتابه (الولاية) بإسناده عن زيد بن أرقم في نزول الآية الكريمة يوم غدير خمّ، قال: لما نزل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خمّ في رجوعه من حجّة الوداع، وكان وقت الضحى وحرّ شديد، أمر بالدوحات فقّمت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبةً بالغة، ثمّ قال:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١، ص ٢٣٨ ط ٣.

٣٠٥

[إنّ الله تعالى أنزل إليّ :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .وقد أمرني جبرئيل عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد، وأعلم كلّ أبيض وأسود: أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّ وخليفتي. والإمام بعدي، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربيّ لعلمي بقلّة المتّقين وكثرة المؤذين لي، واللائمين لكثرة ملازمتي لعليّ وشدّة إقبالي عليه. حتّى سموّني أذناً فقال تعالى: ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ ) ولو شئت أن أسمّيهم وأدلّ عليهم لفعلت ولكنّي بسترهم قد تكّرمت، فلم يرض الله إلّا بتبليغي فيه فاعلموا معاشر الناس ذلك، فإنّ الله قد نصبه لكم ولياً وإماماً، وفرض طاعته على كل أحد، ماض حكمه، جائز قوله، ملعونٌ من خالفه، مرحومٌ من صدّقه، إسمعوا وأطيعوا، فإنّ الله مولاكم وعليّ عليه‌السلام إمامكم، ثمّ الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة، لا حلال إلّا ما أحله الله ورسوله ولا حرام إلّا ما حرّم الله ورسوله وهم، فما من علمٍ إلّا وقد أحصاه الله فيّ ونقلته إليه، فلا تضلّوا عنه ولا تستنكفوا منه، فهو الذي يهدي الي الحقّ ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له، حتماً على الله من يفعل ذلك أن يعذّبه عذاباً نكراً أبد الآبدين، فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي الخلق، ملعونٌ من خالفه، قولي عن جبريل عن الله، فلتنظر نفسٌ ما قدّمت لغد.

إفهموا محكم القرآن ولا تتبعوا متشابهه، ولن يفسّر ذلك إلّا من أنا آخذٌ بيده، وشايل بعضده، ومعلمكم: أنَّ من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، وموالاته من الله عزَّ وجلَّ أنزلها عليّ. ألا وقد أدّيت ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، لا تحلَّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثمّ رفعه إلى السماء حتّى صارت رجله مع ركبة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: معاشر الناس، هذا أخي ووصييّ وداعي علمي وخليفتي على على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربِّي.

وفي رواية:اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، والعن من أنكره، وأغضب على من جحد حقه، اللّهم إنّك أنزلت عن تبيين ذلك في عليّ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة فاولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون، إنّ ابليس أخرج آدم عليه‌السلام من الجنّة مع كونه صفوة الله بالحسد، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزلّ أقدامكم، في عليٍّ نزلت سورة: ( وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) .

٣٠٦

معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها ونلعنهم كما لعناّ أصحاب السبت. النّور من الله فيّ، ثمّ في عليّ، ثمّ من النسل منه إلى القائم المهدي. معاشر الناس، سيكون من بعدي أئمّةً يدعون إلى النار، ويوم القيامة لا ينصرون، وإنّ الله وأنا بريئان منهم، إنّهم وأنصارهم وأتباعهم في الدّرك الأسفل من النار، وسيجعلونا ملكاً إغتصاباً، فعندها يفرغ لكم أيّها الثقلان يرسل عليكم شواظٌ من نار ونحاس فلا تنتصران].

للحديث راجع (إحقاق الحق)(١) عن ضياء العالمين (من كتاب شواهد التنزيل لابن رويش ص ٨ – ١٠).

الخطيب البغدادي:

هو الحافظ بن أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى ٤٦٣ هـ.

روى في تاريخه: ج ٨ ص ٢٩٠ عن عبد الله بن علي بن محمّد بن بشران عن الحافظ علي بن عمر الدار قطني، عن حبشون الخلّال، عن عليٍّ بن سعيد الرملي عن ضمرة عن أبي شوذب عن مطر الورّاق عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وعن أحمد بن عبد الله النيري عن عليٍّ بن سعيد عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال:

[من صام يوم ثامن عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً. وهو يوم غدير خمّ لما أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال من كنت مولاه فعليّ مولاه]. فقال عمر بن الخطّاب: بخٍ بخٍ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلِّ مسلم. فأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) . الآية. ثمّ قال[ومن صام سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً وهو أوّل يوم نزل جبريل ( عليه‌السلام ) على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة].

____________________

(١) إحقاق الحق: ج ٢ ص ٤١٩ - ٤٢٠.

٣٠٧

الخوارزمي:

موفّق بن أحمد أبو المؤيّد أخطب الخطباء الخوارزمي المتوفّى ٥٦٨ هـ أحد شعراء الغدير.

والحديث رواه الخوارزمي في الفصل (٤) من مقتله: ج ١ ص ٤٧ وكذا في الفصل ٤١ من مناقب أمير المؤمنين ص ٨٠ قال: وأخبرني سيّد الحافظ أبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابه، حدّثني عبد الله بن إسحاق البغوي حدّثني الحسن بن عليل الغنوي حدّثني محمّد بن عبد الرحمان الذارع حدّثني قيس بن حفص، حدّثني علي بن الحسين، حدّثنا أبو الحسن العبدي عن أبي هريرة العبدي: عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم دعا الناس إلى غدير خم وأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقُمّ - وذلك يوم الخميس - ثمّ دعا الناس إلى عليّعليه‌السلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيه، ثمّ لم يتفرّقا حتّى نزلت هذه الآية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) . فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضي الرّب برسالتي والولاية لعليّ. ثمّ قال: أللّهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله]. فقال حسّان بن ثابت: يا رسول الله أتاذن لي أن أقول أبياتا: فقال: قل ببركة الله تعالى: فقال حسان بن ثابت: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قال:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالرّسول منادياً

ألست أنا مولاكمُ ووليّكم؟

فقالوا - ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولاتجدن في الخلق للامر عاصياً

فقال له: قم يا عليٌّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدقٍ مواليا

هناك دعا اللّهم وال وليَّه

وكن لِلّذي عادى عليّاً معاديا

٣٠٨

وفي فرائد السمطين نقلاً عن الخوارزمي: ثمّ لم يتفرَّقا حتّى نزلت (الآية) وفي لفظه الآخر ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت (الآية)( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... ) .

الحمويني:

شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمّد بن المؤيّد الحمويه.

ورواه بسنده عنه الحمّوئي بنقص شطرين من الأبيات من الباب (١٢) من كتاب (فرائد السمطين) للحموئي ومايلي الحمّوئي عن الخوارزمي: قال: أنبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن الحب بن عثمان بن عبد الله الخازن، قال: أنبأ الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال: أنبأ الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي، قال: أخبرني سيد الحافظ فيما كتب إليَّ من همدان إلى آخر ما مرّ عن أخطب الخطباء الخوارزمي سنداً ومتناً - المذكور آنفاً-.

وروى عن سيد الحفّاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد المعرّي الحافظ قال: نبأ أحمد بن عبد الله بن أحمد قال: نبأ محمّد بن أحمد قال: نبأ محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: نبأ يحيى الحمّاني قال: نبأ قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا الناس إلى عليّ. إلى آخر الحديث بلفظ مرّ بطريق أبي نعيم المذكور آنفاً ممن روى الحديث في نزول( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) . ثمّ قال: حديث له طرق كثيرة إلى أبي سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري. وأخرج في فرائد السمطين عن مشايخه الثلاث، برهان الدين الحسيني المدني والشيخ مجد الدين الموصلي وبدر الدين محمّد بن محمّد بن أسعد البخاري باسنادهم عن أبي هريرة: أنّ الآية نزلت في عليٍّ

محمّد بن علي بن الحسين الفقيه:

أورد الحديث في آخر المجلس: ٨٤ من أماليه ص ٥٤١ قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن حفص، قال: حدّثني محمّد بن هارون أبو إسحاق الهاشمي المنصوري قال: حدّثنا قاسم بن الحسن الزبيدي قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي: عن أبي سعيد (الخدري) قال: لماّ كان يوم غدير خم أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله منادياً فنادى الصلاة جامعة، فأخذ بيد عليّعليه‌السلام وقال:[أللّهم من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه].

٣٠٩

فقال حسّان بن ثابت: يا رسول الله أقول في عليٍّ شعراً: فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إفعل. فقال:

يُناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالنبيّ منادياً

يقول فمن مولاكم ووليّكم؟

فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولن تجدن منّا لك اليوم عاصياً

فقال له: قم يا عليُّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

ابن مردويه:

الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني المتوفّى ٤١٦ صاحب كتاب (كشف الغمّة).

أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري، انّها نزلت يوم غدير خمّ في عليٍّ بن أبي طالب. وبإسناد آخر عن ابن مسعود انّه قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ - أنّ عليّاً مولى المؤمنين -وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

وروى بإسناده عن ابن عباس قال: لمّا أمر الله رسوله صلّى الله عليه وآله أن يقوم بعلّي فيقول له ما قال، فقال:[يا ربّ إنّ قومي حديثي عهد بجاهليّة ثمّ مضى بحجّه فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خمّ فأنزل الله عليه:

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية.فأخذ بعضد عليّ ثمّ خرج إلى الناس فقال: أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أللّهم من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحبْ مَن أحبَّه وابغض من أبغضه] قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسّان بن ثابت:

يُناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالرسول منادياً

يقول فمن مولاكمُ ووليّكم؟

فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولم تر منّا في الولاية عاصياً

فقال له: قم يا عليُّ! فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

ومرويٌّ عن زيد بن عليّ، انّه قال:[لمّا جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبيّ صلّى الله عليه وآله بذلك ذرعاً وقال: قومي حديثوا عهد بالجاهليّة]، فنزلت الآية (كشف الغمّة) ص ٩٤.

٣١٠

وقال السيوطي في الدرّ المنثور(١) أخرج ابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً يوم غدير خمّ فنادى له بالولاية، هبط جبرئيل عليه بهذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: لما كان غدير خمّ وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه]. فأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

أقول: إنَّ طعن السيوطي في الحديث بكون السند ضعيف، تحكّم بعصبيّة واندفاع غير مبرر حيث أنّ الحديث واضح ورجال اسناده كلّهم ثقات.

وبالخصوص فإنّ كلاً من ابن مردويه والخطيب البغدادي وابن عساكر من الحفّاظ المتثبتين ولا يعرف عنهم التشيع فضلاً عن أنّ أهل الجرح والتعديل لا يذكرونهم إلّا بخير. وللرجوع لجلال الدين السيوطي في كتابه الدرّ المنثور(٢) . وأخرج عن أبي الشيخ عن الحسن أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:[إنّ الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً، وعرفت أنّ الناس مكذّبي فوعدني لأبلّغنَّ أو ليعذِّبني فأنزل: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ] .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لما نزلت:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) قال: يا ربّ إنّما أنا واحد كيف أصنع يجتمع عليَّ الناس؟ فنزلت (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ - أنَّ عليّاً مولى المؤمنين -وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

وللملاحظة: ما أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخه: ج ٨ ص ٢٩٠.

____________________

(١) الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٢٥٩.

(٢) الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٢٩٨.

٣١١

عن عبد الله بن علي بن محمّد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدار قطني، عن أبي نصر حبشون الخلّال، عن عليٍّ بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر الوراّق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خمّ لما أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال:[ألست ولي المؤمنين قالوا: بلى يا رسول الله قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه]. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب! أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) . ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب، كتب له صيام ستين شهراً وهو أوّل يوم نزل جبرئيلعليه‌السلام على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة.

روى من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري: أنّها نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ حين قال لعليّ:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه]، ثمّ رواه عن أبي هريرة وفيه: إنّه اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، يعني مرجعه صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع. ثمّ قال (ابن مردويه) لا يصحّ هذا ولا هذا.... حيث أنّه يرى الصحيح بنزولها في يوم عرفة.

السجستاني:

هو الحافظ مسعود بن ناصر بن عبد الله بن أحمد أبو سعيد السجستاني المتوفّى ٤٧٧ هـ، صاحب كتاب (الولاية) الذي أفرده في حديث الغدير بإسناده عن ابن عباس قال: لما خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى حجة الوداع نزل بالجحفة فأتاه جبريلعليه‌السلام فأمره أن يقوم بعليّ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[أيّها الناس ألستم تزعمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال:من كنت مولاه فعلي مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبْ من أحبّه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، وأعزّ من أعزّه، وأعن من أعانه]. قال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم.

وبكتابه (الولاية) وبإسناده عن يحيى بن عبد الحميد الحمَّانيّ الكوفي عن قيس بن الربيع عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري: إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما دعا الناس بغدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقُمَّ وذلك يوم الخميس..... إلى آخر اللفظ المذكور بطريق أبي نعيم الوارد آنفاً.

٣١٢

ابن المغازلي:

أبو الحسن علي بن محمّد الجلابي الشافعي المعروف بابن المغازلي المتوفى ٤٨٣هـ صاحب كتاب(المناقب).

روى في مناقبه عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن طاوان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن السمّاك قال: حدّثني أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدّثني ضمرة بن ربيعة القرشي عن ابن شوذب عن مطر الورّاق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة. إلى آخر اللفظ المذكور بطريق الخطيب البغدادي وورد من(المناقب) ص ١٩.

ابن عساكر:

هو الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم الدمشقي الشافعي الملقب بـ (ثقة الدين) والشهير بابن عساكر المتوفى ٥٧١ صاحب كتاب التاريخ، الذي صنَّفه في تاريخ الشام وقيل في ثمانين مجلداً - وذكر ابن كثير في تاريخه: أنّ ثلاث مجلدات منها في ترجمة عليّ ومناقبه.

روى الحديث المذكور بطريق ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة.

سورة المائدة الآية ٣

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )

وأورد ابن عساكر في تاريخه في الحديث ٥٨٠ في ص ٧٧ط، في ج ٢، قال: وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنبا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن الحسين الدقّاق، أنبانا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران - المعروف بابن النيري البزّاز إملاءً لثلاث بقين من جمادي الاخرة. سنة ثمان عشرة وثلاثمئة- أنبانا على بن سعيد الشامي، أنبانا ضمرة بن ربيعة، عن أبي شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال:[من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لماّ أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال: (ألست مولى المؤمنين؟). قالوا: نعم يا رسول الله، فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه]. فقال له عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

٣١٣

وأورد الحافظ ابن عساكر رواية أخرى للحديث، تحت الرقم ٥٧٧ في كتابه تاريخ دمشق(١) ، قال: أخبرناه عالياً أبو بكر ابن المرزقي، أنبانا أبو الحسين بن المهتدي، أنبانا عمر بن أحمد، أنبانا أحمد بن عبد الله بن أحمد، أنبانا علي بن سعيد الرقّي، أنبانا ضمرة (بن ربيعة القرشي) عن ابن شوذب، عن مطر الوراّق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: لما أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه]. فقال له عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، قال: فأنزل الله عزّ وجلّ:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) . قال: أبو هريرة: وهو يوم غدير خمّ من صام (فيه) - يعني ثمانية عشر من ذي الحجة - كتب الله له صيام ستّين شهراً.

كما في الدرّ المنثور(٢) ، وحديث الغدير رواه بأسانيد كثيرة فهو قد ذكر الحديث من المرقم ٥٧٧ وما بعده من أحاديث في ترجمته للإمام عليّعليه‌السلام

أبو الفتح النطنزي:

هو أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي المولود عام ٤٨٠هـ روى في كتابه، الخصائص العلويّة:

____________________

(١) تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٧٥ ط ٢.

(٢) الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٢٥٩.

٣١٤

عن الحسن بن أحمد المهري، عن أحمد بن عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن علي، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا يحيى الحِمّاني، قال: حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا الناس إلى عليرضي‌الله‌عنه في غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فَقُمّ وذلك يوم الخميس فدعا عليّاً فأخذ بضبيعيه فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ لم يتفرَّقوا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة ورضي الرب برسالتي والولاية لعليّ من بعدي، قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه. وانصر من نصره، واخذل من خذله]. فقال حسّان بن ثابت: إئذن لي يا رسول الله فأقول في عليٍّ أبياتاً لتسمعها، فقال: قل على بركة الله، فقام حسّان فقال: يا معشر قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الولاية الثابتة:

يُناديهم يوم الغدير نبيّهم

إلى آخر الأبيات الوارد ذكرها في ما أوردها أبو نعيم الاصبهاني وكذلك يروي الحديث عن أبي سعيد الخدري وجابر الأنصاري فيقول: انّهما قالا: لما نزلت: (اليوم اكملت لكم دينكم) الآية.

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.[الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضي الربِّ برسالتي، وولاية عليّ بن أبي طالب بعدي].

وروى في الخصائص بإسناده عن الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام قالا: نزلت هذه الآية يعني أية التبليغ - يوم الغدير. وفيه نزلت( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) . قال: وقال الصادقعليه‌السلام :أي: [اليوم أكملت لكم دينكم باقامة حافظ، وأتممت عليكم نعمتي أي: بولايتنا، ورضيت لكم الإسلام ديناً أي بتسليم النفس لأمرنا]. وبإسناده في خصائصه أيضاً عن أبي هريرة حديث صوم الغدير بلفظ مرَّ بطريق الخطيب البغدادي وفيه نزول الآية في عليٍّ يوم الغدير.

٣١٥

سعد الدين أبو حامد محمود بن محمّد بن حسين بن يحيى الصالحاني: قال شهاب الدين أحمد في كتابه (توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل) وبالاسناد المذكور عن مجاهد قال: نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ) بغدير خمّ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرَّبَّ برسالتي، والولاية لعليّ]. رواه الصالحاني، الذي ذكره في كتابه توضيح الدلائل، واصفاً إيَّاه قائلاً: الإمام العالم الاديب الاريب، المحلّى بسجايا المكارم الملّقب بين الاجلّة الأئمّة بمحيي السنّة وناصر الحديث ومجد الإسلام العالم الربّاني والعارف السبحاني سعد الدين أبو حامد محمود بن محمّد بن حسين بن يحيى الصالحاني في عباراته الفائقة وإشاراته الرائقة من كتابه شكر الله تعالى مسعاه وأكرم بفضله مثواه.

سبط بن الجوزي:

هو أبو المظفّر يوسف الأمير حسام الدين قواوغلي ابن عبد الله البغدادي الحنفي، وهو سبط الحافظ ابن الجوزي الحنبلي من كريمته (رابعة).

ذكر في كتابه: تذكرة خواص الأمّة، في الصفحة ١٨ ما أخرجه الخطيب البغدادي، والوارد ذكره آنفاً.

ابن كثير:

هو الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي القيسيّ الدمشقي المتوفّى ٧٧٤هـ.

روى في تفسيره: ج ٢ ص ١٤ من طريق ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما قالا: إنّ الآية نزلت يوم غدير خم في عليٍّ وروى في تاريخه: البداية والنهاية،(١) حديث أبي هريرة المذكور بطريق الخطيب البغدادي وجاء في البداية والنهاية(٢) ما قال: رواه حبشون الخلّال وأحمد بن عبد الله بن أحمد النيرّي - وهما صدوقان- عن عليٍّ بن سعيد الرملي عن ضمرة.

ميرزا محمّد بن معتمد خان البدخشي صاحب كتاب: مفتاح النجا في مناقب آل العبا، وكتاب: نزل الأبرار بما صحَّ من مناقب أهل البيت الأطهار، كتابان في علم الحديث وفنونه والتضلّع في مسانيده.

ذكر في مفتاح النجا في مناقب أهل العبا ما أخرجه ابن مردويه، كما ورد آنفاً.

____________________

(١) البداية والنهاية: ج ٥ ص ٢١٠.

(٢) البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٤٩.

٣١٦

الطبرسي:

روى الحديث في تفسيره: مجمع البيان(١) عن الإمامين محمّد الباقر وجعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام : قالا:

[انّه إنّما أنزل بعد أن نصب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً عليه‌السلام علماً للأنام يوم غدير خم، منصرفه عن حجّة الوداع، قالا: وهو آخر فريضةٍ أنزلها الله تعالى، ثمّ لم ينزل بعدها فريضة].

ثمَّ روى أيضاً من طريق السيد العالم أبي الحمد مهدي بن نزار الحسيني مسنداً عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لماّ نزلت هذه الآية قال:[الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة. ورضا الرب برسالتي وولاية عليّ بن أبي طالب من بعدي].

إبن شهر آشوب:

روى ابن شهر آشوب في مناقبه: ج ٣ ص ٢٣. عن أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، قالا: لما نزلت:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، وولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بعدي] رواه النطنزي في الخصائص.

وروى العيّاشي عن الصادقعليه‌السلام :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) باقامة حافظه( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) بولايتنا( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) أي تسليم النفس لأمرنا.

وقال الباقر والصادقعليهما‌السلام :[نزلت هذه الآية يوم الغدير] وقال يهوديّ لعمر: لو كان هذا اليوم فينا لاتّخذناه عيداً، فقال ابن عباس: وأيّ يوم أكمل من هذا العيد. وقال ابن عباس: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم توفّي بعد هذه الآية بواحد وثمانين يوماً.

قال السدّي: لم ينزل الله بعد هذه الآية حلالاً ولا حراماً وحجّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذي الحجة ومحّرم، وقبض.

وروي أنّه لما نزل:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ ) أمره الله تعالى أن ينادي بولاية عليّ فضاق النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بذلك ذرعاً لمعرفته بفساد قلوبهم فأنزل:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ ) ثمّ أنزل:( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ ) ثمّ أنزل:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وفي هذه الآية خمس بشارات: إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرحمن، وإهانة الشيطان، ويأس الجاحدين.

____________________

(١) تفسير مجمع البيان: ج ٢ ص ٢٠٠ والمجلد الثاني ص ١٥٩ ط دار إحياء التراث العربي -بيروت.

٣١٧

قوله تعالى:( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ ) وعيد المؤمنين في الخبر:يوم الغدير عيد الله الاكبر. وعن ابن عباس: اجتمعت في ذلك اليوم خمسة أعياد: الجمعة، والغدير، وعيد اليهود، والنصارى والمجوس. ولم يجتمع فيما سمع قبله. وفي رواية (أبو سعيد) الخدري انّه كان يوم الخميس.

وقال العودي:

أما قال أن اليوم أكملت دينكم

وأتممت بالنّعماء منّي عليكم

وقال أيضاً

وقال أطيعوا الله ثمّ رسوله

تفوزوا ولا تعصوا أولي الأمر منكم

ورواه صاحب كتاب أرجح المطالب- في ص ٧٥٠ على ما رواه عنه أية الله السيد المرعشي في ذيل كتاب إحقاق الحقّ(١) . ثمّ قال: أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في كتابه: مانزل من القرآن في عليّ، والخوارزمي في المناقب وسبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص، والسيوطي في كتاب: الأزهار فيما عقد الشعراء من الأشعار.

العلّامة السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره: الميزان ج ١ ص ١٧٦. إنّ تمام يأس الكفار إنّما يتحقّق عند الاعتبار الصحيح بأن ينصب الله لهذا الدين من يقوم مقام النبيّ صلّى الله عليه وآله في حفظه وتدبير أمره، وإرشاد الأمّة القائمة به فيتعقّب ذلك يأس الذين كفروا من دين المسلمين لماّ شاهدوا خروج الدين عن مرحلة القيام بالحامل الشخصي إلى مرحلة القيام بالحامل النوعي، ويكون ذلك إكمالاً للدين بتحويله من صفة الحدوث إلى صفة البقاء وإتماماً لهذه النعمة، وليس يبعد أن يكون قوله تعالى:( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة الآية ١٠٩، باشتماله على قوله:( حَتَّىٰ يَأْتِيَ ) إلى آخره، إشارة إلى هذا المعنى.

وهذا يؤيّد ما ورد من الروايات أنّ الآية نزلت يوم غدير خم وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة سنة عشر من الهجرة في أمر ولاية عليّعليه‌السلام ، وعلى هذا فترتبط الفقرتان أوضح الارتباط ولا يرد عليه شيء من الاشكالات المتقدّمة.

____________________

(١) إحقاق الحقّ: ج ٦ ص ٢٧٥.

٣١٨

وأخرج السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٥ ص ١٩٢ قال: في غاية المرام (السيد هاشم البحراني): عن أبي المؤيّد موفّق بن أحمد في كتاب فضائل عليّ، قال: أخبرني سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلميّ فيما كتب إليَّ من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمدانيّ كتابة، حدّثنا عبد الله بن إسحاق البغويّ، حدّثنا الحسين بن علي الغنويّ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن الزرّاع، حدَّثنا قيس بن حفص، حدَّثنا علي بن الحسين، حدّثنا أبو هريرة عن أبي سعيد الخدريّ: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم دعا الناس إلى غدير خمّ، أمر بما تحت الشجرة من شوك فقم، وذلك يوم الخميس يوم دعا الناس إلى عليّ وأخذ بضبعه ثمّ رفعها حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيه، ثمّض لم يفترقا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، فقال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ، ثمّ قال: أللّهمَّ والِ من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله].

فقال حسّان بن ثابت: أتاذن لي يا رسول الله أن أقول أبياتاً؟ قال: قل ينزله الله تعالى، فقال حسّان بن ثابت:

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالنبيّ منادياً

بأنّي مولاكم نعم و وليّكم؟

فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولا تجدن في الخلق للأمر عاصياً

فقال له: قم يا عليّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهادياً

وعن كتاب نزول القرآن في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب للحافظ أبي نعيم رفعة إلى قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد الخدريّ مثله، وقال في آخر الأبيات:

فمن كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق موالياً

هناك دعا أللّهمَّ وال وليّه

وكن للّذي عادى عليّاً معادياً

وعن نزول القرآن أيضاً يرفعه إلى عليّ بن عامر عن أبي الحجّاف عن الأعمش عن عضّة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليٍّ بن أبي طالب:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) وقد قال تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .

٣١٩

وقال الطباطبائي: وعن المناقب الفاخرة للسيِّد الرضيّ -رحمه الله- عن محمّد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه عن جدّه قال:[لماّ انصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع نزل أرضاً يقال له: ضوجان، فنزلت هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) فلمّا نزلت عصمته من الناس نادى: الصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه، وقال: من أولى منكم بأنفسكم؟ فضجّوا بأجمعهم فقالوا: الله ورسوله فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب، وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله لأنّه منّي وأنا منه، وهو منِّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي. وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على اُمّة محمّد ثمّ أنزل الله تعالى على نبيّه: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .

قال أبو جعفر:فقبلوا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كلّ ما أمرهم الله من الفرائض في الصّلاة والصوم والزكاة والحجّ، وصدّقوه على ذلك].

وجاء في ج ٥ ص ١٩٧ قال السيد الطباطبائي: وربّما استفيد هذا الذي ذكرناه ممّا رواه العيّاشي في تفسيره عن جعفر بن محمّد بن محمّد الخزاعيّ عن أبيه قال: سمعت أباعبد اللهعليه‌السلام يقول:[لمّا نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل فقال له: إنَّ الله يقرئك السلام، ويقول لك: قل لاُمّتك: أليوم أكملت دينكم بولاية عليّ بن أبي طالب وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ولست أُنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحجّ، وهي الخامسة (الولاية)، ولست أقبل عليكم بعد هذه الأربعة إلّا بها].

جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى ٩١١:

روى في الدرِّ المنثور: ج ٢ ص ٢٥٩ من طريق ابن مردويه والخطيب البغدادي وابن عساكر بلفظ مرَّ في روايه ابن مردويه.

قال السيوطي: وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر، عن أبي هريرة: لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثامن عشر من ذي الحجة قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من كنت مولاه فعليّ مولاه، فأنزل الله: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

٣٢٠