النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين18%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 96221 / تحميل: 4767
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وجاء في الحديث عند الرقم ٢١٣ للحافظ الحسكاني من شواهد التنزيل(١) ، قال: أخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص بن شاهين قال حدّثنا أحمد بن عبد الله النيرّي البّزاز قال: حدّثنا علي بن سعيد الرقّي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثامن عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

فقال له عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا بن أبي طالب. أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وكذلك فقد رواه عنه السيد هاشم البحراني، في الحديث الثالث من تفسير الآية الكريمة في تفسيره البرهان: ج ١ ص ٤٣٥.

وكذلك فقد رواه أيضاً محمّد بن سليمان الصنعاني الكوفي كما أورده في عنوان: باب ذكر: ما أنزل في عليٍّ من القرآن، في الحديث ٦٦ من مناقب أهل البيت الورق ٢٩/أ/ وفي الحديث ٢٩١ من الورق ٧٦/أ/ وفي ط ١: ص ١١٩ و ٣٦٢ قال: حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري ومحمّد بن منصور المرادي وخضير بن أبان، قالوا: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ، عن قيس، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد الخدري (قال: ) إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لماّ دعا الناس إلى عليّ في غدير خمٍّ، أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس. ثمّ دعا الناس إلى عليٍّ فأخذ بضبعيه حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ لم يتفّرقوا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )... الآية، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، وبالولاية لعليّ من بعدي. ثمّ قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهمَّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله].

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٣٧ ط ٣.

٣٢١

فقال حسّان بن ثابت الأنصاري: يا رسول أتأذن لي أن أقول في عليٍّ أبيات شعر؟، فقال: قل على بركة الله، فقام حسّان فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله فقال:

يُناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالنبيّ منادياً

يقول: فمن مولاكم ووليّكم؟

فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبيّنا

ولا تجدن منّا لك اليوم عاصياً

فقال له: قم يا عليُّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

ورواه أيضاً إلى قوله: (واخذل من خذله) في الحديث ٩١٨ في أواسط الجزء السابع من الورق ١٩٣/أ/ قال: (حدّثنا) عثمان بن سعيد قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله قال: حدّثني زيد بن خرشة الاصبهاني قال: حدّثنا الحمّاني قال: حدَّثنا قيس بن الربيع قال: حدَّثنا أبو هارون العبدي.

وقد أورده الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث ٢١٥ مرفوعاً لأبي سعيد الخدري: في ج ١ ص ٢٤٠ ط ٣، قال: حدّثني أبو زكريّا ابن أبي إسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن إسحاق قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزي قال: حدّثني محمّد بن عبد الرحمان الزرّاع قال: حدّثنا قيس بن حفص الدارمي قال: حدّثني علي بن الحسين أبو الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا الناس إلى عليّ فأخذ بضبعيه فرفعها، ثمّ لم يتفرّقا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ ألله أكبر على إكمال الدين و[إ] تمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ ثمّ قال للقوم:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه]... والحديث اختصرته.

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث ٢١٦ مرفوعاً لأبي هريرة، في كتابه شواهد التنزيل(١) قال:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٤١ ط ٣.

٣٢٢

أخبرنا أبو بكر اليزدي - بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله السرخسي ببخارا- قال: أخبرنا أبو نصر حبشون بن موسى الخلال قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر (الورّاق)، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستّين شهراً. وهو يوم غدير خمّ لماّ أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليٍّ فقال:[ألست ولي المؤمنين؟ ] قالوا: بلى يا رسول الله، فقال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه].

فقال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، وأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

رواه جماعة عن أبي نضر حبشون بن موسى الخلّال، وتابعه جماعة من الرواية عن أبي الحسن علي بن سعيد الشامي ورواه عنه السبيعي في تفسيره.

وقد روى هذا الحديث أيضاً محمّد بن سليمان في الحديث ٧٣ من كتاب المناقب الورق ٣٢/أ/ وفي ط ١: ج ١ /١٧٣ لكنّه لم يورد أبيات الشعر التي قالها حسّان. قال: حدّثنا عثمان بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله المروزي قال: حدّثنا زيد بن خرشة الاصبهاني قال: حدّثنا الحمّاني قال: حدّثنا قيس بن الربيع قال: حدّثنا أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما دعا الناس إلى عليّ بغدير خمّ أمر بما كان تحت الشجرة أن يُقمّ من الشوك، وذلك يوم الخميس، ثمّ دعا الناس إلى عليّ فأخذ بضبعه حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ لم ينصرف حتّى نزلت:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ألله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي. ثمّ قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. ].

٣٢٣

العاصمي:

روى العاصمي الحديث في عنوان: (المولى والولاية) من جهات مشابهة (الإمام) عليّ للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من كتاب زين الفتى(١) قال:

وأخبرنا محمّد بن أبي زكريّا، قال: أخبرنا أبو إسماعيل محمّد بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو محمّد يحيى بن محمّد العلويّ الحسينيّ قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد العامي قال: أخبرنا حبشون بن موسى بن أيّوب البغدادي قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي الرملي قال: حدّثنا ضمرة (بن ربيعة القرشي)، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً وهو يوم غدير خمّ لماّ أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب (و) قال:[ألست أولى بالمؤمنين [ من أنفسهم؟] قالوا: نعم يا رسول الله قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

فقال له عمر: بخٍّ بخٍّ يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم فأنزل الله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .

السيد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري الزيدي: روى الحديث في عنوان: (الحديث الثاني في العلم وفضله) وكما في الحديث (٥٤) من فضائل عليّعليه‌السلام من ترتيب أماليه: ج ١ ص ٤٢، ١٤٦ قال: حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاءً، قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم قال: حدّثنا علي بن سعيد الرقّي.

حيلولة: وحدّثناه (أيضا) القاضي أبو القاسم قال: وحدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال: حدّثنا أبو نصر حبشون بن أيّوب الخلّال قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر يعني ابن حوشب، عن أبي هريرة قال:

____________________

(١) زين الفتى: ص ٦٢٧ وفي ط ١: ج ٢ ص ٢٦٥.

٣٢٤

من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجةّ كتب (الله) له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم لماّ أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال:[ألست وليّ المؤمنين؟ قالوا:بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] . فقال عمر: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... ) .

ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله (له) صيام ستين شهراً، وهو أوّل يوم هبط (فيه) جبرئيلعليه‌السلام على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة.

ثمَّ قال السيد المرشد بالله (هذا) لفظ حديث ابن عبيد، وهو أتمّ (حديث القاضي التنوخي).

وكذلك روى المرشد بالله في الحديث ٥٤ من فضائل عليّعليه‌السلام من أماليه ص ١٤٦ قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الورّاق الشروطي- بقراءتي عليه- قال: حدّثني الشريف أبو القاسم علي بن محمّد بن علي بن القاسم الشعراني الفقيه - إملاءً - قال: حدّثنا أحمد بن علي بن أحمد القمي قال: حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي قال: حدّثنا الحسين بن زيد الزنادي، عن صفوان بن يحيى قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول:[ألثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه، وهو (اليوم) الذي أكمل الله فيه دينه لخلقه وأتمَّ عليهم نعمه، ورضي لهم الإسلام ديناً، ومابعث الله نبيّاً إلّا أقام وصيّه في مثل هذا اليوم دون سائر الأيّام. قال: فقلت يا ابن رسول الله فما نصنع فيه؟، فقال:تصومه فإنّ صيامه يعدل ستّين شهراً وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وماملكت يمينك بما قدرت عليه].

ورواه أيضاً السيد المرشد الشجري، كذلك في آخر عنوان: (الحديث الثاني) وفي الحديث (٥٥) من عنوان (الحديث السادس) من ترتيب أماليه: ج ١ ص ٤٢ و١٤٦، ط ١ قال: وأيضا رواه يحيى بن الحسين بصدر سند آخر كما في عنوان: (الحديث السادس) من ترتيب أماليه: ج ٢ ص ٧٣ قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن سعيد بن طاوان الواسطي -إملاءً- في جامعها قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد بن السمّاك الواعظ - قدم علينا واسط- قال:

٣٢٥

أخبرنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصر الخواص المعروف بالخلدي قال: حدّثنا علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الوراّق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (ف) قال:[ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

(ف) قال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ (لك) يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. قال: فأنزل الله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) قال(أبو هريرة): ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله (له) صيام ستين شهراً. وهو يوم هبط جبرئيلعليه‌السلام على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة وأوّل يوم هبط إليه.

والحديث بهذ السند والمتن رواه أيضاً ابن المغازلي عند الرقم (٢٣) من كتابه مناقب عليّعليه‌السلام ص ١٨.

وعن صوم يوم سبع وعشرون من شهر رجب، فقد أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث ١١ من رسالته في فضائل شهر رجب قال: أخبرنا أبو سعيد السعدي، أنبانا أبو نصر محمّد بن طاهر الأديب، أنبانا محمّد بن عبد الله حدّثنا حبشون بن موسى حدّثنا علي بن سعيد الرملي، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة (رض) قال: من صام يوم سبع وعشرين من (شهر) رجب كتب (الله) له صيام ستين شهراً، وهو يوم هبط (فيه) جبرئيل على محمّد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بالرسالة وأوّل يوم هبط إليه.

وأورد الحافظ الحسكاني في الحديث ٢١٧ مرفوعاً إلى ابن عباس: ج ١ ص ٠٢٤٦ ط ٣، قال: وحدَّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح قال: حدّثني الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصّاص قال: حدّثنا أبو أيّوب القزويني قال: حدّثنا عبد الله بن هلال البرذعي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بينما نحن مع الرسول في الطواف إذ قال:[أفيكم عليّ بن أبي طالب ؟ قلنا: نعم يا رسول الله فقّربه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فضرب على منكبه وقال:طوباك يا عليٌّ، أنزلت عليَّ في وقتي هذا أيةٌ، ذكري وإيّاك فيها سواء: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ] ، قال: أكملت لكم دينكم بالنبيّ وأتممت عليكم نعمتي بعليّ، ورضيت لكم الإسلام ديناً بالعرب.

٣٢٦

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني الحديث ٢١٨ نقلاً عن فرات الكوفي في شواهد التنزيل(١) قال: فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني قال: حدّثنا عبد الله بن علي بن المتوكل الفلسطيني، عن بشر بن غياث، عن سليمان بن عمرو العامري، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس قال: بينما النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكّة أيّام الموسم إذ التفت إلى عليّ فقال:[هنيئاً لك يا أبا الحسن أنّ الله قد أنزل عَلَيَّ أية محكمة غير متشابهة: ذكري وإياّك فيها سواء: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ] الآية.

والحديث مذكور في تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ص ١١٩: ١٢٦ ابن أبي حاتم، وفي فتح الغدير: ج ٢ ص ٥٧ للشوكاني.

الفقيه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن سعيد المحاملي الضّبي، المتوفّى ٣٣٠: أخرج الحافظ المحاملي في أماليه على ما نقله عنه الشيخ إبراهيم الوصّابي الشافعي في كتاب الاكتفاء بإسناده عن ابن عباس قال: لماّ أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقوم بعليّ بن أبي طالب المقام الذي قام به فانطلق النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى مكّة، فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر- بجاهليّة- وحتّى أفعل هذا يقولوا صنع هذا بابن عمّه. ثمّ مضى حتّى قضى حجّة الوداع ثمّ رجع حتّى إذا كان بغدير خمّ، أنزل الله عزّ وجلّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. فقام منادٍ فنادى الصلاة جامعة ثمّ قام وأخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٤٧ ط ٣.

٣٢٧

[من كنت مولاه فعليّ مولاه أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

ونقله عن المحاملي، المتّقي الهندي في كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٣.

الحافظ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد أبو بكر الفارسي الشيرازي المتوفى ٤٠٧/٤١١، صاحب كتاب: ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين.

روى في كتابه: ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين، بالإسناد عن عبد الله بن عباس: أنّ الآية نزلت يوم غدير خم في عليٍّ بن أبي طالب.

أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المفسِّر، المتوفى ٤٢٧/٤٣٧، صاحب تفسير: الكشف والبيان. روى في تفسيره الكشف والبيان قال: عن أبي جعفر محمّد بن علي (الإمام محمّد الباقر) أنّ معناها:[بلَّغ ما أنزل إليك من ربّك في فضل عليّ فلمّا نزلت أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ فقال :من كنت مولاه فعلي مولاه].

وقال: أخبرني أبو محمّد عبد الله بن محمّد القايني، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عثمان النصيبي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين السبيعي، أخبرنا علي بن محمّد الدهان و الحسن بن إبراهيم الجصّاص، أخبرنا حسين بن حكم، أخبرنا حسن بن حسين، عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية قال: نزلت في عليٍّ أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يبلّغ فيه فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد علي فقال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

الواحدي:

أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن علي بن متوّيه النيسابوري المتوفى عام ٤٢٨ صاحب كتاب: أسباب النزول.

روى في كتابه، أسباب النزول ص ١٥٠ عن أبي سعيد محمّد بن علي الصفَّار، عن الحسن بن أحمد المخْلدِي، قال: أخبرنا محمّد بن حمدون بن خالد، عن محمّد بن إبراهيم الحلواني، عن الحسن بن حماد سِجَّادة، عن عليٍّ بن عابس، عن الأعمش، وأبي الحجَّاب عن عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليٍّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه .

٣٢٨

الفخر الرازي:

أبو عبد الله محمّد بن عمر بن الحسن فخر الدين الرازي الشافعي المتوفّى عام ٦٠٦ صاحب التفسير الكبير. قال في تفسيره: ج ٣ ص ٦٣٦ بإسناده عن الصحابي البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى نزلنا غدير خم بعث منادياً ينادي فلمّا اجتمعنا قال:[ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:ألست أولى بكم من أمّهاتكم؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال:ألست أولى بكم من آباءكم ؟ قلنا بلى يا رسول الله،ألست؟ ألست؟... قلنا: بلى يا رسول الله قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاده] ، فقال عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن.

وفيما أورده في تفسيره: ج ٣ ص ٦٣٦. قوله العاشر، من أسباب نزول الآية في فضل عليّ ولماّ نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه]. فلقيه عمررضي‌الله‌عنه فقال هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمّد بن علي.

أبو سالم النصيّبي الشافعي، المتوفّى عام ٦٥٢

قال في مطالب السئول ص ١٦: نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي في كتابه المسمَّى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليٍّ بن أبي طالب.

الحافظ الرسعني:

أبو محمّد عبد الرزّاق بن عبد الله بن أبي بكر عزّ الدين الرسعني الحنبلي المتوفّى عام ٦٦١ صاحب تفسير، وله كتاب مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام .

روى في تفسيره، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: لماّ نزلت هذه الآية أخذ النبيُّ بيد عليِّ فقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه].

نقله عنه البدخشاني في مفتاح النجا في مناقب آل العبا. وزميله علي بن عيسى الأربلي في كتابه كشف الغمّة ص ٩٢ مرفوعاً إلى ابن عباس ومحمّد بن علي الباقرعليه‌السلام .

٣٢٩

السيد علي بن شهاب الدين بن محمّد الهمداني المتوفّى عام ٧٨٦ صاحب كتاب: مودَّة القربى قال في مودّة القربى: عن البراء بن عازبرضي‌الله‌عنه قال: أقبلت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. في حجّة الوداع فلمّا كان بغدير خمّ نودي الصّلاة جامعة فجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تحت شجرة وأخذ بيد عليّ وقال:[ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله فقال:ألا من أنا مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه]، فلقيه عمررضي‌الله‌عنه فقال: هنيئاً لك يا عليّ بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنه وفيه نزلت:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. وروى في مودَّة القربى، رواية الصحابي جُبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي، لحديث الغدير.

وكذلك فقد أورد في مودة القربى، رواية الغدير عن عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه قال: نصب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً علماً فقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره، اللّهم أنت شهيدي عليهم]. قال عمر بن الخطاب يا رسول الله وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيّب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله عقداً لا يحلّهُ إلّا منافق فأخذ رسول الله بيدي فقال:[ياعمر انّه ليس من وُلد آدم لكنّه جبرائيل أراد أن يؤكّد عليكم ما قلته في عليّ] ورواه عن الهمداني الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة ص ٢٤٩ وروى الهمداني في كتابه مودة القربى عن الصديقة فاطمة الزهراء بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سلام الله عليها قالت:[قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من كنت وليّهُ فعليٌّ وليّه ومن كنت إمامه فعليٌّ إمامه].

الحافظ الشيخ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلي، صاحب كتاب: الدرّ الثمين، في خمسمائة آية نزلت في مولانا أمير المؤمنين.

أخرج في كتابه، خمسمائة آية المذكور أعلاه، في ص ٨٠ قال: ثمّ منَّ على عباده أن أكمل لهم دينهم بحبّ عليّعليه‌السلام وأتمم عليهم (نعمته) بولايته فقال: أليوم أكملت لكم دينكم وأتتمت عليكم نعمتي فكان تمام الدين وكمال النعمة بحبّ عليّعليه‌السلام وولائه.

وعن أبي سعيد الخدري قال: لما دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى بيعة عليّعليه‌السلام يوم غدير خم وكان يوم الخميس نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) يعني بولاية عليّعليه‌السلام ( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ألحمد لله على إكمال الدين وتمام النعمة ورضى الله برسالتي وولاية عليٍّ من بعدي].

٣٣٠

وجاء في كتاب أصول الكافي للكليني - في الحديث المرقم ٧٧ (الملحق بالدرّ الثمين – للبرسي) ص ٢٨٠ قال: عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محمّد الهاشمي، قال: حدّثني أبي عن أحمد بن عيسى قال: حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام : في قوله تعالى:( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثمّ يُنكِرُونَهَا ) ...... الخ.

فقال: قوله[يعرفون يعني ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ] إشارة إلى أنّ النعمة هي الولاية، يعني يعرفون الولاية التي أنعم الله بها عليهم لتكمل مصالحهم في الدنيا والآخرة بالنصوص القرآنية والسنّة النبويّة والمشاهدات العينيّة الدّالة في نهاية كماله علماً وعملاً ثمّ ينكرونها حسداً واستنكافاً عليهم( وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ) وذكر الأكثر، مع أنَّ العارضين المنكرين كلّهم كافرون إمّا لأنّ الأكثر قام مقام الكلّ كما صرّح به القاضي أو لأنّ الضمير في أكثرهم راجع إلى الأمّة لإفادة أنّ أكثر هذه الأمّة كافرون بالولاية والله أعلم.

البدخشي:

ميرزا محمّد بن معتمد خان البدخشي (البدخشاني) صاحب كتاب: مفتاح النجا في مناقب آل العبا، وكتاب: نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار.

ذكر البدخشي في: مفتاح النجا في مناقب آل العبا، بالنقل عن عزّ الدين الرسعني في تفسيره، وبالإسناد عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: لما نزلت هذه الآية أخذ النبيّ بيد عليِّ فقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه].

وذكر البدخشي في مفتاح النجا بنقله عن ابن مردويه، قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه ، قال: لما نزلت هذه الآية أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ فقال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه. فنزلت:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ...الآية. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الربَّ برسالتي والولاية لعليّ بن أبي طالب].

وعلي بن عيسى الاربلي، نقل بهذ اللفظ في: كشف الغمّة.

٣٣١

سورة المائدة الآية ١٠

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )

آياتنا: عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام :

أخرج الحافظ أبو الحسن بن المغازلي الشافعي في كتابه المناقب ص ٣٢٢ و٣٢٣ قال:

عن الحسن بن أحمد بن موسى بإسناده، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله[ صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حديث:( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ يعني: بالولاية بحقّ عليّ، وحقّ عليّ الواجب علي العالمين ].

سورة المائدة الآية ١١

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) .

حدّثنا علي بن محمّد، قال حدّثني الحبري، قال حدّثنا حسن بن حسين، قال حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) الآية ١١

نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وزيره، حين أتاهم يستعينهم في القتيلين،(١) من كتاب: ما نزل من القرآن في أهل البيتعليه‌السلام ، للحسين بن الحكم الحبري الكوفي ص ٥٣.

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) ، قال: أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبـ(يد) الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري(٣) قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح.

____________________

(١) للنظر: تفسير الكشّاف للزمخشري، سورة المائده: الآيه ١١ لتبيين واستيضاح المعنى: (حين أتاهم يستعينهم في القتيلين ).

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ رقم الحديث، ١٨٨ ص ٢٠٧ ط ٣.

(٣) رواه الحسين بن الحكم الحبري في الحديث ١٠ من تفسيره الورق ٧/ب.

٣٣٢

عن ابن عباس في قوله( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) (١) نزلت في عليّ، غشيه النعاس يوم أُحد.

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) (٢) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ ) (٣) الآية، نزلت في عليٍّ وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله.

وقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ) (أي) أنفسكم و( وَصَابِرُوا ) ( أي في جهاد) عدوّكم( وَرَابِطُوا ) (٤) ( أي) في سبيل الله، نزلت في رسول الله وعليّ وحمزة بن عبد المطّلب.

وقوله:( وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) نزلت في رسول الله وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أنَّ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببه ونسبه( إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) يعني حفيظاً.

وقوله( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ ) (٥) الآية نزلت في رسول الله خاصّة ممّا أعطاه الله من الفضل.

وقوله:( إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) (٦) نزلت في رسول الله وعلي وزيره حين أتاهم يستعينهم في القتيلين.

سورة المائدة الآية ١٢

( وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا )

روى أبو الحسن الفقيه محمّد بن علي بن شاذان - من طرق العامّة - مرفوعاً إلى ابن عباس قال:

____________________

(١) آل عمران: الآية ١٥٤.

(٢) آل عمران: الآية ١٨٦.

(٣) آل عمران: الآية ١٧٢.

(٤) آل عمران: الآية ٢٠٠.

(٥) النساء: الآية ٥٤

(٦) المائدة: الآية ١١.

٣٣٣

سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول- من حديث طويل - حين قام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدّة الأئمّة؟

قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم ):[ يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه - إلى أن قال صلّى الله عليه وآله وسلّمعدَّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماماً، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم القائم ] (١) .

نقلاً عن كتاب، عليّ في القرآن: ج ١ ص ٢٠٥ للسيد صادق الحسيني الشيرازي.

سورة المائدة الآية ٣٥

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ )

روى العلامة الهندي عبد الله بسمل في كتابه أرجح المطالب(٢) بسنده عن عائشة قالت في حديث: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول عن الخوارج[هم شرّ الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق وخير الخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة] وهنا يشير صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى قتال الإمام عليّ للخوارج. وهو خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة. ويوصف الخوارج بانّهم: شرّ الخلق والخليقة.

وروى الحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي بكتابه: ينابيع المودّة ص ٤٤٦ عن كتاب مودّة القربى للسيد علي الهمداني. قال:

وعن علي كرّم الله وجهه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الأئمّة من ولدي فمن أطاعهم. فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، وهم العروة الوثقى، والوسيلة إلى الله جلّ وعلا].

____________________

(١) المناقب المائة / المنقبة الحادية والأربعون: ص ٢٨ - ٢٩.

(٢) أرجح المطالب: ص ٥٩١ - ٥٩٢.

٣٣٤

وأخرج ابن شاذان في كتابه (المناقب المائة) / المنقبة الثالثة والخمسون /ص ٣٦ من طرق العامّة بسنده عن الصحابي حذيفة بن اليمان، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لعليّ في حديث شريف:[وإنّ لك في الجنّة درجة الوسيلة فطوبى لك ولشيعتك من بعدك].

وأخرج الحافظ أبو الحسن المغازلي الواسطي الشافعي في -المناقب- ص ٥٦، بروايته عن أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان، بسنده المذكور عن عائشة في حديث قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليّ:[خير الخلق والخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة].

ورواه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٦ ص ٢٣٩ عن الطبراني.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان ط دار إحياء التراث العربي -بيروت، المجلد الثاني، ص ١٨٩ قال: روى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نُباتة عن عليٍّعليه‌السلام قال:[في الجنّة لؤلؤتان إلى بطنان العرش. أحداهما بيضاء والأخرى صفراء، في كلّ واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحدة، فالبيضاء الوسيلة لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته، والصفراء لإبراهيم وأهل بيته].

سورة المائدة الآية ٤٤

( إِنَّا أنزلنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانيونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ )

أخرج الحافظ الشيخ سلمان القندوزي الحنفي، في كتابه: ينابيع المودّة، ص ٧٨ بإسناده، عن الإمام جعفر الصادق، قال:[أوصى موسى إلى يوشع بن نون ( عليه‌السلام ) وأوصى يوشع إلى ولد هارون، وبشَّر موسى ويوشع بالميسح ( عليه‌السلام ) ونبيّنا صلّى الله عليه وآله وسلّم فلمّا بعث الله عزّ وجلّ المسيح لأمَّته: انّه سوف يأتي من بعدي نبيّ اسمه أحمد من ولد إسماعيل، يجيء بتصديقي وتصديقكم، وجرت الوصيّة من ولد هارون إلى المسيح بوسائط، ومن بعده في الحواريين وفي المستحفظين، وإنّما سماّهم الله عزّ وجلّ المستحفظين لانّهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يُعلم به كل شيء، وهو كان مع الأنبياء والأوصياء. إلى أن قال: فلم تزل الوصيّة في عالم بعد عالم حتّى دفعوها إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وبعد بعثته سلّم له العقب من المستحفظين، فلمّا استكملت أيّام نبوّته أمره الله تبارك وتعالى: اجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة عند عليّ]...... إلخ.

٣٣٥

سورة المائدة الآية ٥٤

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام(١) ، عن الثعلبي في تفسير الآية:( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قال: هو عليّ بن أبي طالب.

وروى عن الثعلبي، وبإسناده المذكور مرفوعاً إلى أبي هريرة، انّه كان يحدَّث أنَّ رسول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:[يرد علَيَّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي، فيجلون عن الحوض فأقول: يا ربّ أصحابي؟ فيقال: إنّك لا علم لك بما أحدثوا، إنَّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ].

وقال الفخر الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب)(٢) : وقال قوم: إنّها نزلت في عليٍّرضي‌الله‌عنه .

____________________

(١) غاية المرام: ص ٣٧٤.

(٢) مفاتيح الغيب: ج ١٢ ص ٢٠.

٣٣٦

ثمَّ تابع الرازي وقال: ويدل عليه وجهان (الأول) انّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لما دفع الراية إلى عليٍّ يوم خيبر قال:[لأدفعنَّ الراية غداً إلى رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله]، وهذه الصفة المذكورة في الآية. (والوجه الثاني) انّه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) . وهذه الآية في حقّ عليرضي‌الله‌عنه فكان الأَولى جعل ما قبلها أيضاً في حقّه.

وأخرج العلّامة محمّد بن محمّد الجزري في أسنى المطالب(١) ، بأسانيد عديده، حديثاً شريفاً للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال في عليّ:[ يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله].

فقال: انّها صحيحة، وقال، (متّفق على صحته).

وممن ذكر انّها قد نزلت في الإمام عليّعليه‌السلام ، في معركة أحد، وجهاد الإمام عليّعليه‌السلام وذبِّه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وانهزام المسلمين، وفيها قتل حمزة أسد الله وأسد رسوله.

فقد أورد ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(٢) .

نقلاً عن شيخة أبي جعفر الاسكافي قال: وماكان منه - أي من عليّ - من المحاماة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد فرّ الناس وأسلموه، فتصمّد له كتيبة قريش فيقول صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عليّ اكفني هذه ويقتل عميدها، حتّى سمع المسلمون والمشركون صوتاً من قبل السماء:[لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ].

وممن أشار إلى أنَّ هذه الآية نزلت في حقّ الإمام عليّعليه‌السلام أبو إسحاق الثعلبي -الذي يعتبره أهل السنّة: إمام أصحاب الحديث - في تفسيره: كشف البيان، في ذيل الآية الكريمة قال:

إنّما نزلت في شأن الإمام عليعليه‌السلام - حيث انّه يجمع كل الصفات الجهاديّة التي لم يلحقه لاحقٌ من كل المسلمين - فهو الذي يجمع كل الصفات المذكورة في الآية ولم يكن أحد غيره. فلم يذكر أحد من كتّاب السير أو المؤرّخين من المسلمين أو غيرهم بأنَّ الإمام عليعليه‌السلام ، فرّ من ميدان حرب أو معركة، ولو مرّة واحدة، كما أنّه لم يذكر أحد أنّه تقاعد أو تقاعس أو تهاون في حروب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وغزواته ضد الكافرين والمشركين.

____________________

(١) أسنى المطالب: ص ١٠ - ١١.

(٢) شرح نهج البلاغة: ج ١٣ ص ٢٩٣.

٣٣٧

فقد ذكر المؤرِّخون عن معركة أحد، انهزام أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى كبار الصحابة، بينما الإمام عليّ قد ثبت واستمر في مقاتلة المشركين مجاهداً في سبيل الله، مع أنَّ المشركين كانوا أكثر من خمسة آلاف مقاتل بين راكب وراجل، والإمام عليّ يحصد روؤس المشركين، فذبَّ عن الإسلام ودفع الطغاة اللئام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سيّد الأنام، حتّى سمع النداء من السماء[لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ].

وأخرج العلّامة الكنجي القرشي الشافعي من كتابه: كفاية الطالب في الباب التاسع والستّين. فقد خصّصه بنداء مَلَك من السماء: [لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ ] إلّا انّه يروى أنَّ ذلك كان يوم بدر.

وما ذكر عن معركة أحد فقد روى وكما ذكر في الباب السابع والستّين بإسناده عن أبي رافع، قال: لما كان يوم أحد نظر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى نفر من قريش، فقال لعليعليه‌السلام :[إحمل عليهم ، فحمل عليهم فقتل هاشم بن أميَّة المخزومي وفرَّق جماعتهم، ثمّ نظر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى جماعة من قريش، فقال لعليٍّ:إحمل عليهم وفرِّق جماعتهم . وقتل فلاناً الجمّحي.

ثمَّ نظر إلى نفر من قريش، فقال لعليعليه‌السلام :إحمل عليهم ، فحمل عليهم وفرَّق جماعتهم وقتل أحد بني عامر بن لؤي. فقال جبرائيل:هذه المواساة ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّه منّي وأنا منه.

فقال جبرائيل:وأنا منكم يا رسول الله]. رواه أيضاً عن ابن عساكر بسنده عن جابر الانصاري والحافظ الخطيب البغدادي، فيما أخرجه من (الفوائد) للشريف النسيب.

وقال ابن أبي الحديد في مقدّمته لشرح نهج البلاغة:

المشهور المروي أنّه سمع من السماء يوم أحد:[لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ].

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي من كتابه: الدرّ الثمين، خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ٨٨ قال: ثمّ جعل (الله) من آمن به وبرسوله وتولّى عن ولايتهعليه‌السلام فانّه يكون مرتداً فقال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) يعني يوالون أولياءه ويعادون أعداءه.

للمراجعة، الصراط المستقيم: ج ١ ص ٢٨٧.

وتفسير العيّاشي: ج ١ ص ٣٢٦.

٣٣٨

وتفسير فرات الكوفي: ص ١٢٣ الحديث ١٣٣، وفي ص ٨١ من الدرّ الثمين للبرسي قال: وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله سبحانه وتعالى( مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ ) قال ابن عباس هم (أصحاب) الجمل الذين حاربوا أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وأورد السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره: الميزان ج ٦ من المجلد ٥ ص ٣٨٧ قال:

وفي المجمع في قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ... ) الآية. قال: وقيل هم أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين، وروى ذلك عن عمّار وحذيفة وابن عباس، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام .

وقال السيد الطباطبائي في ج ٦ من المجلد ٥ ص ٣٨٧: ويؤيّد ذلك أيضاً إنذار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قريشاً بقتال عليّعليه‌السلام لهم من بعده، حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم فقالوا: يا محمّد إنَّ أرقّائنا لحقوا بك فارددهم الينا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لتنتهنَّ يا معاشر قريش أو ليبعثنَّ الله عليكم رجلاً يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله، فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله؟ أبو بكر؟ قال:لا: ولكنّه خاصف النعل في الحجرة]. وكان عليّعليه‌السلام يخصف نعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وجاء بنفس الجزء ٦ من المجلد الخامس صفحة ٣٩٠ قال: نعم ورد في تفسير الثعلبيّ انّها نزلت في عليّ، وأيضاً في نهج البيان للشيباني عن الباقر والصادقعليهما‌السلام [انّها نزلت في عليٍّ عليه‌السلام ] والمراد به بقرينة الروايات الآخر نزوله فيه وفي أصحابه من جهة قيامهم بنصرة الدين في غزوة الجمل وصفّين والخوارج.

وقال الشيرواني في كتاب: ماروته العامّة من مناقب أهل البيتعليه‌السلام ، ص ٩٥ قال: فلما علِمه الوليّ والعدوّ والمحبّ والمبغض من ثبوت هذه الأوصاف لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وإجتماعهما فيه ولخبر خيبر المجمع عليه، وخبر الطائر، وحديث البراء، ورواية[أنّ الله أمرني بحبّ أربعة وأخبرني انّه يحبّهم] ولعلّنا بعد هذا نعقد لهذا المطلب فصلاً وكل هذه أخبار ثابتة على ما نبيّنه بعونه ومشيئته.

٣٣٩

وكذا ذلّته على المؤمنين وتخاضعه وتخاشعه معلوم ظاهر لا ينكره إلّا من لا يستحق الخطاب ولا يعدّ من ذوي الألباب، وقس عليه جهادهعليه‌السلام .

وعزّته على الكافرين، وغلظته على المنافقين وكثيراً ما يوصف بهذا، بصفة رسول الله صلّى الله عليه وآله والصحابة، كقوله صلّى الله عليه وآله:[عليٌّ مُخشَوْشِنٌ في الله ] (١) وسيأتي من ذلك جملة مقنعة إن شاء الله تعالى.

وأورد الشيخ الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) المجلد الثاني ص ٢٠٨ ط دار إحياء التراث بيروت- قال: وقيل هم أمير المؤمنين وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين، وروي ذلك عن عمّار وحذيفة وابن عباس وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام ويؤيد هذا القول أنّ النبيّ وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية فقال فيه وقد ندبه لفتح خيبر بعد أن ردَّ عنها حامل الراية إليه مرّة بعد أخرى وهو يُجبّن الناس ويُجبّونه،[لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله كرّاراً غير فرّار لا يرجع حتّى يفتح الله على يده] ثمّ أعطاه إيّاه، فأمّا الوصف باللين على أهل الإيمان والشدّة على الكفّار والجهاد في سبيل الله مع انّه لا يخاف فيه لومة لائم فمما لا يمكن أحداً دفعُ عليِّ عن استحقاق ذلك لما ظهر من شدَّته على الشرك والكفر

____________________

(١) الاستيعاب: ج ٣ ص ٥١.

٣٤٠

ونكايته فيهم ومقاماته المشهورة في تشييد الملّة ونصرة الدين والرأفة بالمؤمنين ويؤيّد ذلك أيضاً إنذار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قريشاً بقتال عليّ لهم من بعده حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم فقالوا له: يا محمّد إنَّ أرِقّاءَنا لحقوا بك فارددهم علينا فقال رسول الله:[لتنتهنَّ يا معاشر قريش أو ليبعثنَّ الله عليكم رجلاً يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله فقال له بعض أصحابه من هو يا رسول الله، أبو بكر؟ قال:لا: ولكنَّه خاصف النعل في الحجرة] وكان عليٌّ يخصف نعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وروي عن عليٍّعليه‌السلام انّه قال يوم البصرة[والله ما قوتل أهل هذه الآية حتّى اليوم]، وتلا هذه الآية، وروى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بالإسناد عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنّ رسول الله قال:[يرد عليَّ قوم من أصحابي يوم القيامة فيجلون (١) عن الحوض، فأقول يا ربِّ أصحابي أصحابي فيقال: إنّك لاعلم لك بما أحدثوا من بعدك، إنّهم إرتدّوا على أدبارهم القهقري] وقيل انّ الآية عامّة في كلّ من استجمع هذه الخصال إلى يوم القيامة.

و روى الطبرسي في الصفحة ٢٠٨ من تفسيره، وقال: وذكر علي بن إبراهيم بن هاشم انّها نزلت في مهدي الأمّة وأصحابه وأوّلها خطاب لمن ظلم آل محمّد وقتلهم وغصبهم حقّهم ويمكن أن ينصر هذا القول بأنّ قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يوجب أن يكون ذلك القوم غير موجودين في وقت نزول الخطاب فهو يتناول من يكون بعدهم بهذه الصفة إلى قيام الساعة( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ ) أي محبّتهم لله ولين جانبهم للمؤمنين وشدّتهم على الكافرين، بفضل من الله وتوفيق ولطف منه ومنَّةٍ من جهته.

____________________

(١) أي يُنفون ويُطردون عنه.

٣٤١

سورة المائدة الآية ٥٥

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

لقد روى العلماء الأعلام والمفسّرون والحفّاظ ورواة الحديث- بأسانيدهم مرفوعة ومستندةً- أمثال السُدّي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله وقيس بن ربيعة، وعباية بن ربعي، وعبد الله بن عباس وأبي ذر الغفّاري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعمّار بن ياسر، وأبو رافع، وعبد الله بن سلام وغيرهم سواء من الصحابة أو التابعين، فقد رووا أنّ الآية نزلت في شأن الإمام عليّعليه‌السلام ، وقد اتّفقوا على هذا المضمون وإن اختلفت ألفاظهم، وقالوا: إنّ عليّ بن أبي طالب كان يصلّي في المسجد، إذ دخل مسكين وسأل المسلمين الصدقة والمساعدة، فلم يعطه أحد شيئاً وكان عليّعليه‌السلام في الركوع فأشار بأصبعه إلى السائل، فأخرج الخاتم من يد الإمام عليّعليه‌السلام فنزلت الآية الكريمة في شأنه وحده على صيغة الجمع، وذلك من أجل التعظيم والتفخيم لمقامه.

ولقد ذكره الفاضل التفتازاني والعلامة القوشجي في شرح التجريد.

قال: انّها باتّفاق المفسِّرين نزلت في حقّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع.

وللملاحظة: إنَّ كلمة (الولي) جاءت بصيغة المفرد وأضيفت إلى ضمير الجمع أي إنمّا ولي المسلمين، علماً أنَّ الأدباء واللغويين يجيزون إطلاق الجمع على الفرد لأجل التفخيم والتعظيم والقاعدة المقرّرة عند العلماء، أنَّ العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، فقد جاء في اللفظ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ) وهي أداة حصر فلو يقال: إنّ الآية نزلت في شأن الإمام عليّعليه‌السلام ، وأنَّ الولاية الإلهية في عصره منحصرة فيه، فهو وليّ المسلمين دون غيره، ولا يحقّ لأحد أن يدّعي الولاية على الإمام عليّعليه‌السلام ، ما دام على الحياة، فإذا مات أو قتل فالولاية الّتي تضمنتها الآية تنتقل إلى غيره، وإنّما هم الأئمّة الأحد عشر من بعده، من ولده، واحداً بعد الآخر، وبهذا يمكن القول أنَّ الآية إنْ تشمل أفراداً لا فرداً واحداً، فهم الأئمّة المعصومون من أهل البيتعليهم‌السلام .

كما قال الزمخشري في الكشّاف في ذيل الآية الكريمة؛ ولو أنّ الآية حصر في شأن عليّعليه‌السلام ، فإنّ المقصود من نزولها بصيغة الجمع قد كان لترغيب الآخرين ليتّبعوا عليّاًعليه‌السلام في هذا الأمر ويتعلّموا منه.

٣٤٢

وقد يشكل البعض أنْ كيف يلتفت الإمام إلى سائل فقير ويعطيه خاتمه وهو في حال الركوع فيكون انصرافه عن الله والتفاته إلى الفقير نقصاً لصلاته ونقضاً لعبادته.

وهنا ينبغي الانتباه، بأنّه هل كان التفات الإمام للأمور الماديّة كي تعدّ نقصاً، أو كان إلى الأمور المعنويّة؟ فهو زيادة وإكمال. فإعطاء الزكاة والصدقة للفقير عبادةٌ مقرّبة إلى الله تعالى وكذا الصلاة فهي عبادة أقامها الإمام عليّعليه‌السلام قربة إلى الله تعالى، فهو لم يخرج عن حال التقرب إلى الله تعالى ولم ينصرف عن العبادة إلى عمل غير عبادي، وإنّما هو انصراف من الله تعالى إلى الله، فهو تكرار العبادة. فقد أتى الزكاة في حال الصلاة فجمع فرضين ليكسب رضا الله تعالى ويتقرَّب إليه، وبهذا التقرب لله تعالى والقبول منه الزكاة والصلاة أنزل - الله تعالى - الآية وأعطاه الولاية وهو الدلالة على قبول عمله وعبادته.

ولقد أظهرت وأبانت الروايات المتواترة سواء في كتب التفسير والحديث والفقه والكلام أنّ هذه الآية الكريمة قد نزلت حصراً في الإمام عليّعليه‌السلام ، ولقد نصّ على صحّة تلك الروايات العلماء الكبار والأعاظم من أهل السنّة والجماعة.

فقد ورد في كتاب إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل: ج ٢ ص ٣٩٩ وكذلك كتاب مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٨ لابن شهر آشوب وكذلك بكتاب الغدير للشيخ الأميني: ج ٢ ص ٥٢ وغيرها من الكتب المعتبرة القيّمة والمعتمدة.

أصحاب التفاسير الذين أوردوا الآية الكريمة( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ ) النازلة بالإمام عليّعليه‌السلام .

الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره: كشف البيان.

أبو الحسن الرماني في تفسيره.

الفاضل النيسابوري في تفسيره: غرائب القرآن ج ١ ص ٤٦١.

ابن سعدون القرطبي، في تفسيره.

الحافظ أبو بكر الجصّاص في تفسيره: أحكام القرآن ٥٤٢.

الحافظ أبو بكر الشيرازي في كتابه: ما نزل من القرآن في عليّ.

أبو سيف الشيخ عبد السلام القز ويني في تفسيره الكبير.

الحافظ بن أبي شيبة الكوفي في تفسيره.

٣٤٣

أبو البركات الحافظ النسفي في تفسيره: ج ١ ص ٤٩٦.

الحافظ البغوي في معالم التنزيل.

الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام ، أو النّور المشتعل.

الحافظ الحسين بن الحكم الحبري، ما نزل من القرآن في أهل البيت.

الطبري في تفسيره: ج ٦ ص ١٦٥ من طريق ابن عباس، وعتبة ابن أبي حكيم، ومجاهد.

أبو الحسن الواحدي في تفسيره أسباب النزول: ص ١٤٨ من طريقين.

الفخر الرازي في تفسيره الكبير: ج ٣ ص ٤٣١ عن عطاء عن عبد الله بن سلام وابن عباس وحديث أبي ذر.

الخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره: ج ١ ص ٤٩٦.

ابن كثير في تفسيره: ج ٢ ص ٧١.

الزمخشري في تفسيره الكشّاف: ج ٢ ص ٥٤٣ مطبعة البهية، ج ١ ص ٦٢٤ طباعة إنتشارات -آفتاب - طهران.

الشوكاني في تفسيره فتح الغدير: ج ٢ ص ٥٠.

ابن حيّان الغرناطي في تفسيره البحر المحيط: ج ٣ ص ٥١٣، وفي طبعة الحلبي وأولاده: ج ٢ ص ٥٣.

القاضي البيضاوي في تفسيره، أنوار التنزيل.

السيد محمود الألوسي - البغداديّ في تفسيره، روح المعاني تعقيبه الآية الكريمة، ج ٦ مطبعة المنيريّة بمصر. أو ج ٢ ص ٣٢٩.

وابن كثير الشامي قد أورد الروايات بطريق عن أمير المؤمنين ومن طريق ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل، وعن ابن جرير الطبري بإسناده عن مجاهد، والسدي، وعن الحافظ عبد الرزّاق بإسناده عن ابن عباس، وبطريق الحافظ ابن مردويه بالإسناد عن سفيان الثوري، عن ابن عباس ومن طريق الكلبي عن ابن عباس، فقال: هذا إسناد لا يقدح به وعن الحافظ ابن مردويه بلفظ أمير المؤمنين، وعمّار، وأبي رافع.

٣٤٤

أصحاب الكتب من الحافظين والرواة وأصحاب الصحاح والمؤرِّخين الّذين ذكروا نزول الآية الكريمة في الإمام عليّعليه‌السلام .

١- الإمام النسائي في صحيحة.

٢- محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول.

٣ - ابن أبي الحديد في كتابه شرح نهج البلاغة: ج ١٣/٢٧٧.

٤ - أبو بكر البيهقي في كتابه: المصنف.

٥ - رزين العبدري في الجمع بين الصحاح الستّة.

٦ - ابن عساكر في تاريخه: تاريخ دمشق.

٧ - سبط ابن الجوزي في كتابه: التذكرة.

٨- القاضي عضد الإيجي في كتابه: المواقف ص ٢٧٦.

٩- السيد الشريف الجرجائي من شرح المواقف.

١٠- الحافظ أبو سعيد السمعاني، في فضائل الصحابة.

١١- أبو جعفر الإسكافي، في نقض العثمانيّة.

١٢- الطبراني في الأوسط.

١٣- ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب.

١٤- القوشجي في شرح التجريد.

١٥- الشبلنجي في نور الأبصار ص ٧٧ حديث أبي ذر المذكور عن الثعالبي.

١٦- محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢٢٧.

١٧- ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة: ص ١٢٣.

١٨- الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ص ٢٢٨.

١٩- الخوارزمي في المناقب: ص ١٧٨.

٢٠- ابن كثير في كتابه، البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٥٧ عن الطبراني بإسناده عن أمير المؤمنين ومن طريق ابن عساكر عن سلمة بن سهيل.

٢١- السيوطي في جمع الجوامع: ج ٦ ص ٣٩١ وكذلك في كتابيه، لباب النقولص ٩٠ طبعة مصطفى الحلبي، وفي كتابه الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٢٩٣.

٣٤٥

٢٢- ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة: ص ٢٥.

٢٣- الكشف الحنفي في كتابه، مناقب المرتضوي: ص ٧ طباعة الهند - بومبا ئ ي -.

٢٤- الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه، ينابيع المودّة: ص ٢١٢.

٢٥- ابن شهر آشوب في كتابه، مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٠٨.

٢٦- كنز العمّال للمت ّ قى الهندي: ج ٦ ص ٣٩١ من طريق الخطيب البغدادي في [المتّفق] عن ابن عباس وفي ص ٤٠٥ من طريق أبي الشيخ وابن مردويه عن أمير المؤمنين.

سورة المائدة الآية ٥٥

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

١- أخرج الحسين بن الحكم الحبري الكوفي، في كتابه، مانزل من القرآن في أهل البيت ص ٥٤ قال: حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا موسى بن مطير عن المنهال بن عمر، عن عبد الله بن محمّد بن الحنفيّة، قال: كان عليّعليه‌السلام يصلّي إذ جاءه سائل فسأله، فأشار بإصبعه فمدّها فأعطاه للسائل خاتماً، فجاء السائل إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال (النبي):[هل أعطاك (أحد) شيئاً]؟ قال: نعم فنزلت فيه( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية.

وبرواية أخرى أخرجها الحبري في كتابه: ما نزل في أهل البيت ص ٥٤ قال: حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) نزلت في عليٍّعليه‌السلام خاصّة.

٢- أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، المفسّر أخرج في تفسيره الكشف والبيان -مخطوط- بإسناده عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري (رضي‌الله‌عنه ). قال:

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفقيه قال: حدّثنا عبد الله بن الشعراني قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين، قال: حدّثنا المظفّر بن الحسن الأنصاري قال: حدّثنا السُدّي بن علي الورّاق قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن عباية بن الربعي قال:

٣٤٦

حدّثنا عبد الله بن عبّاسرضي‌الله‌عنه ، وهو جالس بشفير زمزم يقول: قال رسول الله: إذ أقبل رجل معتمٌّ بعمامة، فجعل ابن عبّاس لا يقول: قال رسول الله، إلّا وقال الرجل: قال رسول الله. فقال ابن عبّاس: سألتك بالله من أنت؟ قال: فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدريّ، أبو ذرّ الغفاريّ سمعت رسول الله بهاتين وإلّا فصمّتا، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا يقول:

[عليٌّ قائد البررة وقاتل الكفرة، منصورٌ من نصره، مخذول من خذله].

أما إنّي صلّيت مع رسول الله يوماً من الأيّام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: أللّهمّ اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً، وكان عليّ راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختّم فيها فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فلمّا فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: أللّهم موسى سألك فقال:( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴿٢٦﴾ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَاني ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴿٣١﴾ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) . فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً:( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ) .

[أللّهم وأنا محمّدٌ نبيّك وصفيّك، أللّهم واشرح لي صدري ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً، أشدد به ظهري].

قال أبو ذرّ: فما استتمَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل من عند الله تعالى فقال: يا محمّد إقرأ، قال: وما أقرأ، قال: إقرأ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

وعن الجمع بين الصحاح الستّة، لزرّين العبدري في الجزء الثالث الفصل الأوّل من كتاب خصائص الوحي المبين(١) في تفسير سورة المائدة قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية - من صحيح النسائيّ عن ابن سلام، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلنا: إنّ قومنا حادّونا لماّ صدّقنا الله ورسوله، وأقسموا أن لا يكلّموننا، فأنزل الله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) الآية.

____________________

(١) خصائص الوحي المبين: ص ٢٤ ط ١.

٣٤٧

ثمَّ أذّن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلّون فمن بين ساجد وراكع وسائل إذ يسأل، وأعطي عليّ خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقرأ علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمنوا فإن حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) .

وعن مناقب ابن المغازليّ الشافعيّ في تفسير قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزّاز إذناً قال: حدّثنا الحسن بن عليّ العدويّ، قال: حدّثنا سلمة بن شبيب قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مجاهد عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) قال: نزلت في عليّ.

وعنه قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال: أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب قال: حدّثنا محمّد بن أحمد العسكريّ الدقّاق قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا عبادة قال: حدّثنا عمر بن ثابت عن محمّد بن السائب عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: كان عليّ راكعاً فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه فقال رسول الله:[من أعطاك هذا]؟ فقال: أعطاني هذا الراكع فأنزل الله هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... الخ ) .

٣٤٨

وعنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذناً: أنَّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد العسكريّ قال: حدّثنا محمّد بن عثمان قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون قال: حدّثنا عليّ بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء، قال أبو مريم: حدّث عليّاً بالحديث الذي حدّثني عن أبي جعفر. قال: كنت عند أبي جعفر جالساً إذ مرّ عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك، هذا ابن الّذي عنده علم الكتاب؟ قال:[لا: ولكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب الّذي أُنزلت فيه آيات من كتاب الله عزّ وجلّ: ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ،( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) ،( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) ] .

وعن الخطيب الخوارزميّ في جواب مكاتبة معاوية إلى عمرو بن العاص، قال عمرو بن العاص:

لقد علمت يا معاوية ما أنزل في كتابه من الآيات المتلوّات في فضائله الّتي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) ،( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ،( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ ) وقد قال الله تعالى:( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ) ، وقد قال الله تعالى لرسوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) .

وعنه بإسناده إلى أبي صالح عن ابن عبّاس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممّن قد آمن بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا: يا رسول الله إنّ منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس ولا متحدّث دون هذا المجلس، وإنَّ قومنا لماّ رأونا قد آمنّا بالله ورسوله وقد صدَّقناه، رفضونا، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلّمونا، وقد شقّ ذلك علينا. فقال لهم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

٣٤٩

ثمّ إنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع وبصر بسائل، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال: نعم خاتم من ذهب. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:من أعطاكه ؟ فقال: ذلك القائم - وأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب - فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:على أيِّ حال أعطاك ؟ قال: أعطاني وهو راكع، فكبَّر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قرأ:( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمنوا فإن حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ] (١)

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول في ذلك:

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي

وكلّ بطئ في الهدى ومسارعِ

أيذهب مدحي والمحبيّن ضائعاً

وما المدح في ذات الإله بضائعِ

فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعاً

فدتك نفوس القوم يا خير راكعِ

بخاتمك الميمون يا خير سيّد

ويا خير شار ثمّ يا خير بائعِ

فأنزل فيك اللهُ خير ولاية

وبيَّنها في محكمات الشَّرائعِ

وعن الحموينيّ بإسناده إلى أبي هدبة إبراهيم بن هدبة قال: نبّأنا أنس بن مالك: أنَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: من يقرض المليّ الوفيّ؟ وعليٌّ عليه السَّلام راكع يقول بيده(٢) خلفه للسائل: أن اخلع الخاتم من يدي، قال فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا عمر وجبت ، قال: بأبي وأميّ يا رسول الله ما وجبت؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:وجبت له الجنّة، والله ما خلعه من يده حتّى خلعه من كلّ ذنب ومن كلّ خطيئة].

وعنه بإسناده عن زيد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر -رضي‌الله‌عنه - يقول: وقف لعليّ بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة التطوّع، فنزع خاتمه وأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه ذلك، فنزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

____________________

(١) سورة المائدة: الآية ٥٦.

(٢) أي يشير.

٣٥٠

وعن الحافظ أبي نعيم عن أبي الزبير عن جابر-رضي‌الله‌عنه - قال: جاء عبد الله بن سلام وأتى معه قوم يشكون مجانبة الناس إيّاهم منذ أسلموا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[أبغوا إليَّ سائلاً فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه فقال له:أعطاك أحد شيئاً ؟ قال: نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه. قال:فاذهب فأرني] قال: فذهبنا فإذا عليّ قائم، فقال: هذا، فنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) .

وعنه عن موسى بن قيس الحضرميّ عن سلمة بن كهيل قال: تصدّق عليٌّ بخاتمه وهو راكع فنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) ...

وعنه عن عوف بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو نائم إذ يوحى إليه وإذا حيّة في جنب البيت فكرهت أن أدخلها وأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحيّة، فإن كان شيء كان فيّ دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) قال: الحمد لله. فأتى إلى جانبي فقال: ما أضجعك ههنا؟ قلت: لمكان هذه الحيّة. قال:[قم إليها فاقتلها ، فقتلتها ثمّ أخذ بيدي فقال:يا أبا رافع: سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّاً. حقٌّ على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك].

أقول: والروايات في نزول الآيتين في قصّة التصدّق بالخاتم كثيرة، وقد إشترك في نقلها عدّة من الصحابة كأبي ذرّ وابن عبّاس وأنس بن مالك وعمّار وجابر وسلمة بن كهيل وأبي رافع وعمرو بن العاص، وعليّ والحسين وكذا السجّاد -عليّ بن الحسين- والباقر والصادق والهادي وغيرهم من أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

كما وقد اتّفق على نقلها من غير ردّ أئمّة التفسير المأثور كأحمد والنسائيّ والطبريّ والطبرانيّ وعبد بن حميد وغيرهم من الحفّاظ وأئمّة الحديث وقد تسلَّم ورود الرواية المتكلّمون، وأوردها الفقهاء في مسألة الفعل الكثير من بحث الصلاة، وفي مسألة "هل تسمّى صدقة التطوّع زكاة" ولم يناقش في صحّة انطباق الآية على الرواية فحول الأدب من المفسِّرين كالزمخشريّ في الكشّاف وأبي حيّان في تفسيره. (نقلاً من تفسير الميزان ج ٦ ص ٢٣ – ٢٥).

٣٥١

وفي أمالي الشيخ قال: حدّثنا محمّد بن محمّد -يعني المفيد- قال: حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب، قال: حدّثني الحسن بن علي الزعفرانيّ، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا محمّد بن علي، قال: حدّثنا العباس بن عبد الله العنبريّ، عن عبد الرحمن بن الأسود الكنديّ اليشكريّ، عن عون بن عبيد الله، عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً وهو نائم وحيَّةٌ في جانب البيت فكرهت أن أقتلها وأوقظ النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فظننت أنّه يوحى إليه فاضطجعت بينه وبين الحيّة فقلت: إن كان منها سوء كان إليَّ دونه.

فكنت هنيئةً فاستيقظ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقرأ:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) -حتّى أتى على آخر الآية- ثمّ قال:[ألحمد لله الّذي أتمّ لعليّ نعمته، وهنيئاً له بفضل الله الّذي آتاه ، ثمّ قال لي: ما لك هاهنا؟ فأخبرته بخبر الحيّة فقال لي:أقتلها ففعلت ثمّ قال لي:يا (أبا) رافع: كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً وهو على الحقّ وهم على الباطل؟ جهادهم حقّاً لله عزَّ اسمه فمن لم يستطع بقلبه، ليس وراءه شيء، فقلت: يا رسول الله ادع الله لي إن أدركتهم أن يقوّيَني على قتالهم قال: فدعا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال:إنَّ لكلّ نبيّ أمينا،ً وإنَّ أميني أبو رافع].

قال: فلمّا بايع الناس عليّاً بعد عثمان، وسار طلحة والزبير، ذكرت قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فبعت داري بالمدينة وأرضاً لي بخيبر وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لأستشهد بين يديه فلم أُدرك معه حتّى عاد من البصرة، وخرجت معه إلى صفّين فقاتلت بين يديه بها وبالنهروان أيضاً، ولم أزل معه حتّى استشهد عليعليه‌السلام ، فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ولا أرض فأعطاني الحسن بن عليعليه‌السلام أرضاً بينبع، وقسّم لي شطر دار أمير المؤمنينعليه‌السلام فنزلتها وعيالي.

وفي تفسير العيّاشي بإسناده عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن، عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة تطوّع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلم بذلك فنزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علينا ثمّ قال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه].

٣٥٢

وكذلك جاء في تفسير العيّاشي، عن المفضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: لماّ نزلت هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) شقّ ذلك على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وخشي أن تكذّبه قريش فأنزل الله:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) فقام بذلك يوم غدير خمّ.

وفيه عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهماعليهما‌السلام قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:[إنّ الله أوحى إلىَّ أن أُحِبَّ أربعةٌ: عليّاً وأبا ذرّ وسلمان والمقداد]، فقلت: ألا فما كان من كثرة الناس، أما كان أحدٌ يعرف هذا الأمر؟ فقال: بلى ثلاثة. قلت: هذه الآيات الّتي أُنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) وقوله:( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) أما كان أحدٌ يَسأل فيمن نزلت؟ فقال: من ثمّ أتاهم، لم يكونوا يسألون.

ومن المتأخرين الكاتب المصري جلال الشرقاوي، في كتابه عليٌّ إمام المتّقين ص ٦٢، جاء ما يلي: أمّا الآية الكريمة( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ، فقد اتّفق الطبري وابن كثير والسيوطي على انّها نزلت في عليّ.

وجاء في النّور المشتعل من كتاب: ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام أو (المنتزع من القرآن)، للحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بابي نُعيم الأصبهاني قال الحافظ أبو نعيم: حدّثنا سليمان بن أحمد (الطبراني)، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، (حدّثنا يحيى بن الحسن بن فرات، حدّثنا علي بن هاشم عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع)، قال: حدّثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه (أبي رافع) قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو نائم -أو يوحى إليه- وإذا حيّةٌ في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظَه فاضطجعت بينه وبين الحيّة وقلت: إن كان منها شيء يكون بي لا برسول الله فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال الحمد لله، فرآني إلى جانبه فقال: ما أضجعك هاهنا؟ قلت: لمكان هذه الحيّة. قال:[قم إليها فاقتلها ، فقتلتها (فحمد الله) ثمّ أخذ بيدي وقال:يا أبا رافع: سيكون بعدي قومٌ يقاتلون عليّاً. حقٌ على الله جهادهم، فمن لم يستطيع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطيع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك].

قال أبو نعيم: ورواه مخوّل عن عبد الرحمان (بن) الأسود، عن محمّد بن عبيد الله وقال:[الحمد لله الذي أتمّ لعليّ نعمه، وهنيئاً لعليّ بتفضيل الله إيّاه].

وعن الحافظ أبي نعيم في الحديث ٧.

٣٥٣

٧- حدّثنا إبراهيم بن أحمد المقرئ قال: حدّثنا أحمد بن نوح، قال: حدّثنا أبو عمر الدوري قال: حدّثنا محمّد بن مروان (عن) الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

قال ابن عباس: إنّ رهطاً من مسلمي أهل الكتاب منهم عبد الله بن سَلَّام وأسد وأسيد وثَعْلَبة لما أمرهم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقطعوا مودّة اليهود والنصارى فعلوا، فقال بنو قريضة والنضير: فما لنا نوّادُّ أهل دين محمّد وقد تبرّأوا من ديننا ومودَّتنا، فو الذي يُحلف به، لا يكلِّم رجل منَّا رجلاً دخل في دين محمّد، ولا نناكحهم ولا نبايعهم ولا نجالسهم ولا ندخل عليهم ولا نأذن لهم في بيوتنا، ففعلوا.

فبلغ ذلك عبد الله بن سلام وأصحابه فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله، عند الظهر فدخلوا عليه فقالوا: يا رسول الله إنَّ بيوتنا قاصية من المسجد فلا نجد متحدّثاً دون هذا المسجد، وإنّ قومنا لما رأونا قد صدّقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم، أظهروا لنا العداوة فأقسموا أن لا يناكحونا ولا يواكلونا ولا يشاربونا بشيء ولا يكلِّمونا فشقّ ذلك علينا ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبُعد المنازل.

فبينما هم يشكون لرسول الله صلّى الله عليه وآله (وسلم) أمْرُهُم، إذ نزلت( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) . فقرأها عليهم فقالوا: قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين وليّاً.

وأذّن بلال فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله(وسلم) والناس في المسجد يصلّون بين قائم في الصلاة وراكع وساجد فإذا هو بمسكين يطوف ويسأل الناس فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وآله (وسلم) فقال:[هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال: نعم. قالماذا أعطاك ؟ قال: خاتم فضّة. قال:من أعطاكه؟ قال: ذاك الرجل القائم. فنظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا هو عليّ بن أبي طالب فقال:على أيّ حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) ] .

وعن الحافظ أبي نعيم من كتابه: ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام .

حدّثنا أبو محمّد (عبد الله بن محمّد بن جعفر المعروف بإ)بن حيّان قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن محمّد بن أبي هريرة، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا محمّد بن الأسود، قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح:

٣٥٤

عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن آمنوا بالنبي صلّى الله عليه وآله (وسلم) حين نزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) . ثمَّ إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلّم) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلم):[هل أعطاك أحدٌ شيئاً ؟ فقال: نعم خاتمٌ. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلم):من أعطاكه؟ فقال: ذلك القائم. - وأومأ إلى عليّعليه‌السلام - فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:على أيّ حال أعطاكه ؟ قال: أعطاني وهو راكع. فكبر النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلم) ثمّ قرأ:( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ] . فاستأذن حسّان بن ثابت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمأن يقول في ذلك شيئاً فقال:

أبا حَسَنٍ تَفديكَ نفسي ومُهجَتي

وكلُّ بطئٍ في الُهدى ومُسارع

أيَذهب مدحي والمحبَّر ضائعاً

وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت مذ كنت راكعاً

فدتك النفس يا خير راكع(١)

فأنزل الله فيك خير ولاية

وبيَّنها في محكمات الشرائع

قال: وقيل في ذلك:

أوفى الصلاة مع الزكاة أقامها

والله يرحم عبده الصبّارا

من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً

وأسرّه في نفسه إسراراً

من كان بات على فراش محمّد

ومحمّد أسرى يؤمُّ الغاراً

من كان جبريل يقوم يمينه

يوماً وميكال يقوم يساراً

من كان في القرآن سمّي مؤمناً

في تسع آيات جعلن كباراً

وعن الحافظ أبي نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : حدّثنا سليمان بن أحمد(٢) قال: حدّثنا عبد الرحمان بن سالم، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن الضّريس الفَيْديّ.

وحدّثنا أبو محمّد بن حيّان قال: حدّثني سعيد بن سلمة النوري قال:

____________________

(١) وجاء بكتاب الغدير: ص ٧٨ ج ٣، البيت الثاني

بخاتمك الميمون يا خير سيّد

ويا خير شارٍ ثمّ خير بائعِ

قبل البيت الرابع.

(٢) ورواه حرفياً عن الطبراني ابن كثير في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من تاريخ البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٥٧.

٣٥٥

حدّثنا محمّد بن يحيى الفيدي قال: حدّثنا عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه.

عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) .

فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخل المسجد وجاء الناس يصلّون بين راكعٍ وساجدٍ فقام يصلي فإذا سائل، فقال:[يا سائل هل أعطاك أحدٌ شيئاً؟] قال: لا إلّا ذاك الراكع (مشيراً) لعليٍّ -أعطاني خاتمه. وعن الحافظ أبي نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام - من الرقم: (١٠).

حدّثنا أحمد بن جعفر بن مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد الخالق قال: حدّثنا سليمان بن محمّد السمرقندي قال: حدّثنا خالد بن يزيد (العمري) قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله، عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن: عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ سائل وهو راكع في صلاة تطوّع فنزع خاتمه فأعطاه، فأتى (السائل) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه بذلك فنزلت هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) .

ورواه أيضاً الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة في الحديث: (٢٣١) من كتابه شواهد التنزيل(١) قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ، قال: حدّثنا الوليد بن أبان، قال: حدّثنا سلمة بن محمّد، حدّثنا خالد بن يزيد، قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي، عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ بن أبي طالب، سائل -وهو راكع في صلاة التطوّع- فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه بذلك فنزل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) إلى آخر الآية (فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال رسول الله:[من كنت مولاه فإنَّ عليّاً مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

ثمَّ قال الحسكاني: (و) رواه (أيضاً) أبو النضر العياش في كتابه وفي تفسيره (و) قال: حدّثنا سلمة بن محمّد بذلك. ورواه أيضاً عن تفسير العيّاشي السيد هاشم البحراني رحمه الله، في الحديث: (١٣) من تفسير الآية الكريمة في كتابه تفسير البرهان(٢) .

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١، ص ١٧٣، ط ١، وفي الرقم ٢٣٤ ص ٢٦٢ ط ٣.

(٢) تفسير البرهان: ج ١، ص ٤٨٢ ط ٢.

٣٥٦

ورواه أيضاً بسنده عن الطبراني، الحمّوئي في الباب: (٣٩) في الحديث: (١٦٤) من فرائد السمطين: ج ١، ص ١٩٤، قال: أخبرني محمّد بن يعقوب بن أبي الفرج إذناً، عن عبد الرحمان بن عبد المسيح إجازة عن شاذان القميّ - قراءة عليه-، عن محمّد بن عبد العزيز، عن محمّد بن أحمد بن علي، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدّثنا سليمان بن أحمد في معجمه الأوسط، قال: حدّثنا محمّد بن علي الصائغ، قال: حدّثنا خالد بن يزيد العمري قال: حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن محمّد بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن، عن أبيه زيد بن الحسن عن أبيه عن جدّه قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: وقف لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام سائل وهو راكع في صلاة التطوّع فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه بذلك فنزلت على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ... إلى آخر الآية فقرأها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قال:[من كنت مولاه فإنَّ عليّاً مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

ورواه أيضاً عن الطبراني في المعجم الأوسط الهيثمي في تفسير سورة المائدة من كتاب التفسير من مجمع الزوائد: ج ٧ ص ١٧.

ورواه أيضاً ابن مردوية عن عمّار بن ياسر كما أشار إليه ابن كثير في تفسير الآية الكريمة من تفسيره: ج ٢ ص ٥٩٨ ط بيروت.

ورواه أيضاً السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدرّ المنثور وقال: أخرجه الطبراني في (المعجم) الأوسط وابن مردويه.

ورواه أيضاً عن الطبراني في المعجم الأوسط عن عمّار، محمّد بن علي بن شهر آشوب في أوّل (باب النصوص على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ) من مناقب آل أبي طالب: ج ٣ ص ٢ ط قم.

ورواه الفيروز آبادي نقلاً عن الهيثمي والسيوطي في كتاب فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٢٢.

وروى ابن البطريق في الفصل الأوّل من كتابه خصائص الوحي المبين: ص ٢٤ ط ١ وفي ط ٢: ص ٤٧ في الحديث ١٦ وما بعده نقلاً من مناقب ابن المغازلي.

وللمراجعة والتثبت : ما جاء في كنز الفوائد: ج ١ ص ٣٣٤ ط بيروت والنظر في الصفحة ١٥٤

٣٥٧

وكذلك أسباب النزول: للسيوطي ص ٥٥.

وكذلك في كتاب الغدير: للشيخ الأميني ج ٣ ص ١٥٧ والصفحة ٥٢ من المجلد الثاني.

ومناقب الخوارزمي: الحديث ٢٧٤ ص ٢٨٠.

وجاء الخبر للحديث بتفصيل في تفسير مقاتل: ج ١ ص ٤٨٦.

والتسلسل للحديث ١١ من النّور المشتعل - من كتاب ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام - ص ٧٦ للحافظ أبي نعيم الإصبهاني.

حدّثنا سليمان بن أحمد قال: حدّثنا بكر بن سهل، قال: حدّثنا عبد العزيز بن سعيد، قال: حدّثنا موسى بن عبد الرحمان، عن أبي جُرَيج، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس(١) في قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (قال: ) يريد (الله تعالى من قوله)( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) عليّ بن أبي طالب(٢) قال عبد الله بن سلام: يا رسول الله أنا رأيت عليّ بن أبي طالب قد تصدّق بخاتمه -وهو راكع- على محتاجٍ فنحن نتولّاه.

وبرواية أخرى لابن المغازلي بإسناده عن ابن عباس، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذناً أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال: حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد السَّلام، حدّثنا محمّد بن عمر بن بشير العسقلاني، حدّثنا مطّلب بن زياد، عن السُدّي عن أبي عيسى:

____________________

(١) ورواه أيضاً ابن مردويه من طريق سفيان الثوري عن أبي سنان عن الضحاك: عن ابن عباس قال: كان عليّ بن أبي طالب قائماً يصلي فمرَّ به سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت (فيه):( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) .

(٢) وقريباً منه رواه الحافظ الحسكاني في الحديث (٢٢٧) من كتاب شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٦٨ ط ١ والحديث المرقم ٢٣٠ ج ١ ص ٢٥٨ ط ٣، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين الجبلي قال: حدّثنا علي بن محمد بن لؤلؤ، قال: أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدّثنا حجاج، عن ابن جُريج: قال: لما نزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية، خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم (إلى المسجد وإذا سائل قد خرج من المسجد فقال له النبي: ) هل أعطاك أحد شيئاً وهو راكع؟ قال: نعم رجل لا أدري من هو؟ قال: ماذا [أعطاك؟ ] قال: هذا الخاتم. فإذا الرجل عليّ بن أبي طالب والخاتم خاتمه عرفه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

٣٥٨

عن ابن عباس قال: مرَّ سائل بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي يده خاتم فقال(له):[من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال ذاك الراكع -وكان عليٌّ يصلّي- فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألحمد لله الذي جعلها فيَّ وفي أهل بيتي ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) ] الآية.

وكان على خاتمه الذي تصدّق به: (سبحان من فخري بأنّي له عبد).

وللتنبه والاطلاع: ما رواه أيضاً الخطيب البغدادي في كتاب: المتّفق، وزاد ممّا في رواية ابن المغازلي قوله: ثمّ كتب في خاتمه بعد: الملك لله.

وهكذا رواه عنه المتّقي الهندي في الحديث: (٢٦٩) من باب فضائل عليّ من كتابه كنز العمّال(١) .

ورواه أيضاً عن الخطيب في المتّفق، السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدرّ المنثور، ثمّ قال: وأخرج عبد الرزّاق، وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) الآية قال: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب.

وروى الكنجي الشافعي في الباب ٦١ من كتاب: كفاية الطالب ص ٢٢٨ حديث تصدّق الإمام عليّ بالمسجد وهو راكع، قال: أخبرنا الفقيه أبو زكريّا يحيى بن عليّ بن أحمد بن محمّد الحضرميّ النحوي بجامع دمشق، أخبرنا إسماعيل بن عثمان بن إسماعيل القارئ –بشاذياخ، نيسابور-، أخبرنا هبة الرحمان بن عبد الواحد بن الأستاذ عبد الكريم بن هوازن القشيري، أخبرني جدّي عبد الكريم إملاءً، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف الإصبهاني، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عقبة حدّثنا الخضر بن أبان الهاشمي حدّثنا إبراهيم بن هدبة، حدّثنا أنس بن مالك:

أنَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: من يقرض المليّ الوفيّ؟ وعليٌّعليه‌السلام راكع يقول بيده خلفه للسائل أي إخلع الخاتم من يدي.

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا عمر وجبت . قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما وجبت؟ قال:وجبت له الجنّة، والله ما خلعه من يده حتّى خلعه الله من كلِّ ذنب، ومن كلِّ خطيئة].

____________________

(١) كنز العمّال: ج ٦ ص ٣١٩ ط ١، وفي الطبعة الثانية: ج ١٥ ص ٩٥.

٣٥٩

قال: فما خرج أحدٌ من المسجد حتّى نزل جبرئيلعليه‌السلام بقوله عزّ وجلّ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول:

أبا حَسنٍ تفديكَ نفسي ومُهجَتي

وكلُّ بطئٍ في الهدى ومسارعِ

أيذهب مدحيك والمحبّر ضائعاً

وما المدح في ذات الإله بضائعِ

فأنت الذي أعطيت وأنت راكعٌ

فَدتْك نفوس يا خَيرَ راكعِ

فأنزل الله فيك خيرَ ولايةٍ

فأثبتها في محُكمات الشرائعِ

ومن كتاب ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام للحافظ أبي نعيم الأصبهاني الأحاديث التالية المرقمة (١٤، ١٣، ١٢) في الآية الكريمة ٥٥ من سورة المائدة.

١٢- حدّثنا محمّد بن المظفر، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا محمّد بن الحجاج الحضرمي قال: حدّثنا الخطيب بن ناصح، قال: حدّثنا عكرمة بن إبراهيم، عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله يتوضأ للصّلاة فنزلت عليه( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... ) الآية، فتوجّه النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المسجد فاستقبل سائلا فقال له:[من تركت في المسجد]؟ قال: رجلاً تصدّق عليَّ بخاتمه وهو راكع فدخل النبيّ صلّى الله عليه وآله المسجد فإذا هو عليٌّعليه‌السلام .

١٣- حدّثنا سليمان بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدّثنا إبراهيم بن عيسى التنوخي قال: حدّثنا يحيى بن يعلي عن عبيد الله بن موسى عن أبي الزبير.

عن جابر (بن عبد الله الأنصاري) قال: جاء عبد الله بن سلام وأناس معه فشكوا مجانبة الناس إيّاهم منذ أسلموا فقال (النبي):[أبغوني سائلاً فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه، فقال له النبي:هل أعطاك أحدٌ شيئاً ؟ قال: نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه. قال: فاذهب (معي)فأره هو لي]. فذهبنا وعليٌّ قائم قال (السائل): هذا (القائم أعطاني خاتمه وهو راكع) فنزلت:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) الآية.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427