النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 91563
تحميل: 4412


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 91563 / تحميل: 4412
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وشبّهه في الحلم بإبراهيمعليه‌السلام خليل الرحمان كما وصفه الله عزّ وجلّ بقوله( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ) (١) . فكان متخلّقا بأخلاق الأنبياء متصفا بصفات الأصفياء.

والمتّقي الهندي روى الحديث في كنز العمّال: ج ١ ص ٢٣٤ ط ١.

وكذلك فقد رواه في تفسيره لسورة البقرة من كتاب القرآن من منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد بن حنبل: ج ١ ص ٤١٩ ط ١.

وروى السيد الأجل يحيى بن الموفّق بالله في الحديث ٨ من أماليه ص ١٣٣ قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي - بقراءتي عليه - قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن إبراهيم بن سنبك، قال: حدّثنا أبو الحسين عمر بن الحسين المروزي الأعور قال: حدّثني موسى بن جعفر بن محمّد عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليٍّعليهم‌السلام قال: [قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أراد أن ينظر إلى موسى في شدة بطشه، والى نوح في علمه فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب ].

وأورد الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٢١ ط ٣، في الحديث ١١٨ قال: حدثناه الحاكم أبو عبد الله الحافظ إملاءً قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد الرازي قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى قال: حدّثنا أبو عمر، عن أبي راشد، عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه وإلى يحيى في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب ].

وروى ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق في الحديث ٧٣٨ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام ): ج ٢ ص ٢٢٥.

وكذلك فقد رواه أيضاً في الحديث ٨١٤ ص ٢٨٠ ط ٢، قال: عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على سعيد بن محمّد البحيري، أنبأنا أبو نصر النعمان بن محمّد الجرجاني، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن مسلم بن واره، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى قال: حدّثنا أبو عمر، عن أبي راشد، عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): [من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب ].

____________________

(١) سورة التوبة: الآية ١١٤، وفي سورة هود: الآية ٧٥( إِنَّ إِبْرَ‌اهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ )

٨١

وأخرج أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابة ص ١٤٥ من الحديث ٢١٢ قال: القطيعي: حدّثنا عبد الله (البغوي)، حدّثنا سريج بن يونس والحسن بن عرفه قالا: حدّثنا أبو حفص الآبار (عمر بن عبد الرحمان )، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعه بن ناجذ، عن عليٍّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا عليٍّ فيك مثل من عيسى، أبغضته اليهود حتّى بهتوا أمّه، وأحبّته النصارى حتّى أنزلوه المنزل الذي ليس له ]. وقال عليّ يهلك فيّ رجلان: [محبّ يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ]؛ لفظ سريج بن يونس.

وأخرج ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج ٢ ص ٤٣٠ في الجزء التاسع من الشرح، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه، وإلى آدم في علمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في فطنته، وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب ].

قال ابن شاهين في السنّة: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدّثنا محمّد بن عمران بن حجاج، حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي راشد يعني الحمّاني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: كنّا حول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فأقبل عليّ بن أبي طالب فأدام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم النظر اليه ثمّ قال: [من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، والى نوح في حكمه، والى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى هذا ].

وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا ينفك من إيداع ما اودع الله فيه من علم إلّا وعلّمه عليّاًعليه‌السلام ، وماجاء في مصابيح السنة: ج ٤ ص ١٧٤ قال عليّ: [كنت إذا سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله أعطاني وإذا سكت ابتدأ في ].

ثمَّ قال: عن عليٍّعليه‌السلام : [قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنا دار الحكمة وعليّ بابها ].

وأورد الترمذي في سننه: ج ٥ ص ٦٤١ هذا الحديث

وقال يوسف بن عبد البر في الاستيعاب: وروي عنه صلّى الله عليه وآله: [أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه ]. الاستيعاب المطبوع بهامش الإصابة ج ٣.

وجاء في جامع الأصول: ج ٨ ص ٦٥٧، قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: [أنا مدينة العلم وعليّ بابها ].

وأورد ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص ١٢٢ قال:

٨٢

في الحديث التاسع: أخرج البزّاز والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر وكذلك الترمذي عن عليٍّعليه‌السلام قال: [قال رسول الله صلّى الله عليه وآله، أنا مدينة العلم وعليّ بابها ].

وفي رواية أخرى: [فمن أراد العلم فليأت الباب ].

وفي رواية أخرى عند الترمذي عن الإمام عليّعليه‌السلام : [أنا دار الحكمة وعليّ بابها ].

وفي رواية أخرى عند أبي عدي: [عليّ باب علمي ].

وجاء في كتاب النهاية لابن الأثير: ج ٢ ص ٣٠٠ في مادة (زرر)، رواية الحديث عن أبي ذر الغفاري قال: وفي حديث أبي ذرٍّ قال يصف عليّا: وأنّه لعالم الأرض وزُّرها الّذي تسكن إليه، أي قوامها، وأصله من زِر القلب: وهو عُظيم صغير يكون قِوام القلب به.

وجاء في الكشف والبيان ص ٢٠٢، أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ [إنَّ الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأنْ أعلّمك، وأنْ تعي، وحقٌّ على الله أن تعي ] قال: ونزلت( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) (١) وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج ١ ص ٥٠٦ في الحديث ٤٥٩ قال:

(أخبرنا عقيل بن الحسين، قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله قال) حدّثنا عبدوية بن محمّد -بشيراز- قال: حدّثنا سهل بن نوح بن يحيى أبو الحسن الحبابي قال: حدّثنا يوسف بن موسى القطان، عن وكيع عن سفيان عن السُدّي عن الحارث قال: سالت عليّاً عن هذه الآية:( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) (٢) ؟ فقال: [والله إنا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، ونحن معدن التأويل والتنزيل، ولقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها ].

وأورد الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٢٦، في الحديث ١٠١٨، وبإسناده عن الإمام عليّعليه‌السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [إنّ الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأعلمك لتعي، وأنزلت عليّ هذه الآية: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) فأنت [الأذن ]الواعية لعلمي يا علي، وأنا المدينة وأنت الباب ولا يؤتي المدينة الاّ من بابها ].

____________________

(١) الآية ١٢ من سورة الحاقة تسلسل ٦٩.

(٢) الآية ٤٣ من سورة النحل. تسلسل ١٦.

٨٣

أورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١، ص ١٢٢، ط ٣ في الحديث ١١٩ قال: أخبرنا السيد أبو الحسن محمّد بن الحسين الحسني (رحمه الله) -قراءه- قال: أخبرنا محمّد بن محمّد بن سعد الهروي - وكتبه له بخطه - قال: حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان الشامي قال: حدّثنا أبو الصلت الهروي قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: [أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ]. (وقال: ) رواه جماعه عن أبي صلت عبد السلام بن صالح الهروي، (وهو) ثقة أثنى عليه يحيى بن معين وقال: هو صدوق. وقد روى هذا الحديث جماعه سواه عن أبي معاوية (وهو) محمّد بن حازم الضرير الثقة، منهم أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمّد بن الطفيل، وأحمد بن خالد بن موسى، وأحمد بن عبد الله بن حكيم، وعمر بن إسماعيل، وهارون بن حاتم، ومحمّد بن جعفر الفيدي وغيرهم.

وروى جلال الدين السيوطي في كتاب اللآلئ المصنوعة: ج ١، ص ١٧١، ط بولاق الحديث برواية أبي عبيد القاسم بن سلام، قال: قال ابن حبان: حدّثنا الحسين بن إسحاق الإصبهاني، حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن يوسف، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعاً: [أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها ](١) .

ورواه عنه بن عساكر في الحديث ٩٩٥ من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٤٦٩ ط ٢.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني من شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٢٥ ط ٣، في الحديث ١٢٢ قال: وأخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد المطوّعي قال: أخبرنا أبو إسحاق البزاري. قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدّثنا عبد الحميد بن بحر، قال: حدّثنا شريك، عن سلمه، عن أبي عبد الله الصنابحي، عن عليٍّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: [أنا دار العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها ].

____________________

(١) إنَّ الحديث النبوي الشريف [أنا مدينة العلم...] سيأتي بسند آخر في الشواهد: الحديث ٤٥٩ ص ٥٠٧ وأورده الحسكاني في الحديث: ١٠٠٩ ج ٢ ص ٢٧٤ الحديث ٨٦٨. وأخرج أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتابه -فضائل الصحابة- ص ٢٠٤ قال: القطيعي: حدّثنا إبراهيم (بن عبد الله)، حدّثنا محمد بن (عمر بن) عبد الله الرومي، حدّثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن عليٍّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله[أنا دار الحكمة وعليّ بابها].

٨٤

قال: وكنت أسمع عليّاً كثيرا ما يقول: [إنَّ ما بين أضلاعي هذه لعلمٌ كثير ] هذا لفظ (محمّد بن سليمان) بن فارس. ورواه جماعه عن شريك، وهو ابن عبد الله النخعي قاضي الكوفة(١) وأخرجه أبو عيسى الحافظ الترمذي في جامعه. وله طرق عن أمير المؤمنين، وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر. وعقبة بن عامر الجهني، وأبي ذر الغفاري، وأنس، وسلمان وغيرهم.

وكذلك فقد روى الحديث السيوطي في اللآلي المصنوعة: ج ١ ص ١٧٣ وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في الشواهد: ج ١ ص ١٢٧، في الحديث ١٢٣ قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد التميمي قال: أخبرنا أبو الشيخ -باصبهان - ط ٣ قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيد قال: حدّثنا عبد الله بن روح قال: حدّثنا سلام بن سليمان المدائني قال: حدّثنا عمر بن المثني، عن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (لفاطمة): [زوّجتك يا بنيّه: أعظم الناس حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً. ] و(ورد أيضا) في الباب عن عائشة، ومعقل بن يسار، وغيرهما.

____________________

(١) روى الحديث الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٤٦٤ ط ٢، في الحديث ٩٩١ من ترجمة أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، قال: أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبانا أبو سعد محمد بن عبد الرحمان، أنبانا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس، أنبانا أبو لبيد محمد ابن إدريس، أنبانا سويد بن سعيد، أنبانا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن عليٍّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت باب المدينة] . ورواه أبو نعيم في كتاب معرفة الصحابة، في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام الورق -٢٢/ب/ قال: حدّثنا أبو بكر بن خلاد وفاروق الخطابي، قالا: حدّثنا أبو مسلم الكشي، حدّثنا محمد بن عمر بن الرومي، حدّثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، (عن) الصنابحي عن عليٍّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنا مدينة العلم وعليّ بابها .] . وأورد الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، في باب مناقب عليعليه‌السلام من كتاب المناقب -في الرقم ٣٧١٢ من سننه: ج ٥ ص ٦٣٢ قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا محمد بن عمر الرومي، حدّثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي: عن عليٍّ (رضي‌الله‌عنه ) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم: [أنا دار الحكمة وعليّ بابها] . وروى هذا الحديث المتّقى الهندي في كنز العمّال: ج ١٥ ص ١٢٩ ط ٢ في باب فضائل عليعليه‌السلام وروى الحديث الجزري في أسنى المطالب في الرقم ٢٥.

٨٥

روى الحافظ بن عساكر في كتاب تاريخ دمشق: ج ١ ص ٢٦٤ ط ٢ في الحديث ٣٠٧ من ترجمة أمير المؤمنين قال: أنبأنا جدّي أبو المفضل يحيى بن علي، أنبانا أبو القاسم علي بن محمّد، أنبانا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبانا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزار، أنبانا أبو عمر وعثمان بن أحمد السمّاك، أنبانا عبد الله بن روح المدائني، أنبانا عمر بن المثنى، عن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (لفاطمة عليها السلام): [زوّجتك بنّيه: أعظم الناس حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً ]. وآخرون رووا هذا الحديث منهم:

البلاذرى في كتاب أنساب الأشراف: ج ١ الورق ٣١٥/أ/ وفي ط ٢ ص ١٩.

عبد الرزّاق - في الحديث ٩٧٨٣ من كتاب المغازي - من المصنف: ج ٥ ص ٤٩٠ ط ١.

ابن أبي شيبة في مصنفه: ج ٦/أ و٧/الورق ١٦٠/ب ومن الطبعة الأولى ج ١٢.

رواه الطبراني المعجم الكبير: ج ١ الورق ٩/ب، وفي ط ٢ ج ١ ص ٩٤.

الهيثمي من مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٠٢.

محمّد بن سليمان من الجزء الثاني من مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام : ج ١/ الورق ٥٧، ٥٩ من الحديثين ١٦٩ و١٠٨.

وقد أورد الحافظ ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق: ج ١ ص ٢٥٣ ط ١، وفي ط ٢ ص ٢٦٤ من ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لروايات لعدة رواة جاءت عند الرقم ٢٩٧ ومابعده من أحاديث تذكر هذه الرواية.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٢٨ ط ٣ في الحديث ١٢٤ قال: حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: حدّثنا أبو بكر ابن أبي دارم الحافظ قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد البجلي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمدي قال: حدّثنا إبراهيم بن هراسة قال: حدّثنا أبو العلاء، (عن) خالد (بن) الخفاف، عن عامر، عن ابن عباس قال: العلم عشرة أجزاء، أعطي عليّ بن أبي طالب منها تسعه، والجزء العاشر بين جميع الناس، وهو بذلك الجزء اعلم منهم. وقد أورد الخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام ص ٤٤ رواية مقاربة لما ذكر في الحديث أعلاه، وأورد الحديث الخوارزمي في كتاب مناقب عليّعليه‌السلام : ص ٤٨ الفصل ٧.

٨٦

وروى الحافظ بن عساكر في تاريخ دمشق: ج ٣ ص ٥٨ ط ٢ في الحديث ١٠٨٣.

وروى الحديث الحموئى في كتاب فرائد السمطين(١) .

وروى الحديث أبو عمر في ترجمة أمير المؤمنين من الاستيعاب: ج ٢ ص ٤٦٢.

وجاء بهامش الإصابه ج ٣ ص ٤٠ قال: حدّثنا خلف بن قاسم، حدّثنا عبد الله بن عمر الجوهري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحجاج، قال: حدّثنا محمّد بن أبي السري - إملاء بمصر سنة أربع وعشرون ومئتين - قال: حدّثنا عمر بن هاشم الجنبي قال: حدّثنا جويبر عن الضحّاك بن مزاحم: عن عبد الله بن عباس قال: والله لقد أعطي عليّ بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر. وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب من الباب الثامن والخمسين ص ٢٢٠ حديث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنا مدينة العلم وعليّ بابها ]، قال: أخبرنا العلّامة قاضي القضاة صدر الشام أبو الفضل محمّد بن قاضي القضاة شيخ المذاهب أبي المعالي محمّد بن علي القرشي، أخبرنا حجة العرب زيد بن الحسن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا زين الحفّاظ، وشيخ أهل الحديث على الإطلاق أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أخبرنا عبد الله بن محمّد ابن عبد الله، حدّثنا محمّد بن المظفر، حدّثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدّثنا عباد بن يعقوب، حدّثنا يحيى بن بشر الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، عن أبي إسحاق، عن الحرث، عن علي، وعن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّعليه‌السلام قال: [قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: شجرة أنا أصلها وعليّ فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيّب إلّا الطيّب؟ وأنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ].

____________________

(١) فرائد السمطين: ج ١ ص ٣٦٩ ط بيروت من الباب: ٦٨ من السمط الأول.

٨٧

قلت: هكذا رواه الخطيب في تاريخه وطرقه. وأخبرنا العلامة قاضي القضاة أبو نصر محمّد بن هبة الله قاضي القضاة ومحمّد بن هبة الله بن محمّد الشيرازي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم ابن السمر قندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا النعمان بن هارون البلدي، ومحمّد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي، وعبد الملك بن محمّد، قالوا: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب، حدّثنا عبد الرزّاق عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن عبد الرحمان بن بهمان قال: سمعت جابرا يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: يوم الحديبيّة وهو آخذ بضبع عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو يقول: [هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثمّ مدّ بها صوته، وقال: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها. ].

وهكذا رواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه عن مشايخة

أخبرنا علي بن عبد الله بن أبي الحسن الأزجي بدمشق، عن المبارك بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم بن اليسري، أخبرنا أبو عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن الحسين، حدّثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن زاطيا، حدّثنا عثمان بن عبد الله العثماني، حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): [أنا مدينة العلم وعليّ بابها ].

وقد تكلّم العلماء في معنى هذا الحديث أنّ عليّاًعليه‌السلام باب العلم، وأكثروا حتّى قالت طائفة: أراد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنا مدينة العلم ] أنا معدن العلم وموضعه، وما كان عند غيري فغير معدود من العلم.

وقوله: [وعليّ بابها ] يريد أنّ باب هذه المدينة. رفيع من حيث أنّ شريعة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أثبت الشرايع وأقومها وأهداها، لا يدخل عليها النسخ ولا التحريف ولا التبديل، بل محفوظة بحفظ الله عزّ وجلّ، مصونة من النقص لا ينسخها شيء فلهذا نسبها إلى العلو، وكتابه آخر الكتب التي أنزلها الله عزّ وجلّ فلا يدخل عليه النسخ. وآخرين قد ذكروا رواية الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمنهم:

٨٨

١- الخطيب رواه في تاريخ بغداد: ج ٤ ص ٣٤٨، ج ٧ ص ١٧٢، ج ١١ ص ٤٩.

٢- الحاكم في المستدرك على الصحيحين: ج ٣ ص ١٢٦ وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

٣- أسد الغابة: ج ٤ ص ٢٢.

٤- تهذيب التهذيب: ج ٦ ص ٣٢٠.

٥- كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٢.

٦- فيض القدير: ج ٣ ص ٤٦.

٧- مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١١٤.

سورة البقرة الآية ٣٧

( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّه هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )

أورد الحافظ علي بن محمّد الجلابي المعروف بابن المغازلي في كتاب مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام في الحديث ٨٩ ص ٦٣ ط ١ قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب أجازة، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذبه، حدّثنا محمّد بن عثمان، قال: حدّثني محمّد بن سليمان بن الحارق، حدّثنا محمّد بن علي بن خلف العطار، حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا عمرو بن أبي المقدام عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه؟ قال: [سأله بحقّ محمّد النبيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ، فتاب عليه ]. ورواه عنه السيد هاشم البحراني في الحديث الأول من الباب: ١٠٧ من كتابه غاية المرام ص ٣٩٣.

ورواه السيد هاشم البحراني بنقله عن النطنزي من الحديث الثاني من الباب من غاية المرام.

وممن رواه بصورة ثانيه عن النطنزي السيد ابن طاووس، من الباب ٣١ من اليقين ص ٣٠. ورواه الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في الباب ٢٤ من كتاب ينابيع المودّة ص ٩٧ وبطبعه أخرى ص ١٣٩.

وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ج ١ ص ١٤٧ ط ٥، إسماعيليان قال:

٨٩

وفي الكافي: عن أحدهما (عليه‌السلام ) في قوله: [( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) ، قال لا إله إلّا أنت، سبحانك اللّهم وبحمدك، عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين، لا إله إلّا أنت، سبحانك اللّهم وبحمدك، عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني وأنت خير الغافرين، لا إله إلّا أنت سبحانك اللّهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني وأنت خير الراحمين، لا إله إلّا أنت سبحانك اللّهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وتب عليَّ إنَّك أنت التوّاب الرحيم ].

أقول: وروى هذا المعنى الصدوق والعيّاشيّ والقمّي وغيرهم. ومن طرق أهل السنّة والجماعة أيضاً ما يقرب من ذلك. وربّما استفيد ذلك من ظاهر آيات القصّة.

وقال الطباطبائي: وقال الكليني في الكافي: وفي رواية أخرى في قوله:( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) : [قال سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ].

وقال السيد الطباطبائي في الميزان: ج ١ ص ١٤٨ أقول: وروى هذا المعنى أيضاً الصدوق والعيّاشيّ والقمّي وغيرهم، وروي ما يقرب من ذلك من طرق أهل السنّة والجماعة أيضاً كما في الدرّ المنثور عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [لماّ أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء فقال: أسالك بحق محمّد إلّا غفرت لي فأوحى الله إليه، ومن محمّد؟ قال: تبارك إسمك لماّ خلقتني رفعت راسي إلى عرشك فإذا مكتوب لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، فعلمت أنّه ليس أحد عندك أعظم قدراً ممّن جعلت اسمه مع اسمْك فأوحى الله إليه يا آدم إنّه آخر النبييّن من ذريّتك ولولاه ما خلقتك. ]

وجاء بكتاب الدّر الثمين للحافظ رضي الدين البرسي ص ٤٨ قال: ثمّ جعل اسمه واسم بنيه الميامين مناً للنبيين ومنا للاجئين و وسيلة للداعين فقال:( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) وكانت الكلمات هي أسماء السادة الهداة. وكانت على العرش مسطره فأمر الله آدم أن يدعو بهم وأخبره أن لا يرّد بهم سائلا ولا يخيب بهم أملا.

٩٠

وورد في مناقب آل أبي طالب: ج ١ ص ٢٨٧ وكنز الفوائد ص ٢٥٧ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، في ذكر توسّل قس بن ساعدة: [اللّهم رب السموات [السبعة ]الأرفعه والأرضين الممرعة، بحقّ محمّد والثلاثة المحاميد معه، والعليين الأربعة وفاطم والحسنين الأبرعة، وجعفر وموسى النبعة، سمّي كليم الصرعة [والحسن ذي الرفعة ]أولئك النقباء الشفعة والطريق المهيعة، راسة (درسة) الأناجيل (وحفظة التنزيل) وحماة الاضاليل، ونفاة الاباطيل، الصادقون في القيل، عدد نقباء بني إسرائيل، فهم أوّل البداية وعليهم تقوم الساعة، وبهم تنال الشفاعة، ولهم من الله فرض الطاعة، اسقنا غيثا مغيثا ].

وجاء في روضة الواعظين ص ٢٧٢

ما روي عن معمر عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال: [أتى يهوديّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقام بين يديه يحد النظر، فقال: [يا يهودي حاجتكقال: أنت أفضل أم موسى بن عمران النبيّ الّذي كلّمه الله وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له الحرّ وأظلّه بالغمام؟ فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّه يكره للعبد أن يزكّي نفسه ولكنّي أقول: إنَّ آدم عليه‌السلام لماّ أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: (اللّهم إنّي أسالك بحقّ محمّد وآل محمّد لماّ غفرت لي) فعفى الله له .

وأنّ نوحا عليه‌السلام لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال: (اللّهم إنّي أسالك بحقّ محمّد وآل محمّد لماّ أنجيتني من الغرق) فنجّاه الله منه. وإنَّ إبراهيم عليه‌السلام لماّ ألقي في النّار قال: (اللّهم إنّي أسالك بحقّ محمّد وآل محمّد لماّ نجيتني منها) فجعلها الله عليه بردا وسلاما. وأنّ موسى عليه‌السلام لماّ القي عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: (اللّهم إنّي أسالك بحقّ محمّد وآل محمّد لماّ آمنتني) فقال الله جلّ جلالته: (لا تخف إنّك أنت الأعلى). يا يهوديّ إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي ما نفعه إيمانه شيئا، يا يهوديّ ومن ذريّتي المهديّ إذا خرج نزل عيسى ابن مريم لنصرته وقدَّمه وصلّى خلفه ]. وروى الحديث محمّد بن سليمان اليمني في أواخر الجزء الرابع في الحديث ٤٩٢ من كتاب مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام الورق ١١٧/ا ومن الطبعة الأولى: ج ١ ص ٤٥٧ قال: حدّثنا محمّد بن علي قال: حدّثنا أحمد بن سليمان قال: حدّثنا أبو سهل الواسطي قال: حدّثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

٩١

[لما نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من جوار ربّ العالمين، أتاه جبرائيل فقال: يا آدم ادع ربّك. قال: يا حبيب جبريل وبما أدعوه؟ قال: قل يا ربّ أسألك بحقّ الخمسة الّذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلّا تبت عليَّ ورحمتني، فقال: حبيبي جبريل سمّهم لي، قال: محمّد النبيّ وعليّ الوصيّ وفاطمة بنت النبيّ والحسن والحسين سبطي النبيّ فدعا بهم آدم فتاب الله عليه وذلك قوله: ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) وما من عبد يدعو بها إلّا استجاب الله له ].

روى أبو الفتح محمّد بن علي النظنزي، في كتابه الخصائص، عن ابن عباس أنّه قال: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال: الحمد لله، فقال له ربّه: يرحمك ربّك. فلمّا اسجد له الملائكة فقال: يا رب خلقت خلقا هو أحبّ إليك منّي؟ قال: (نعم ولولاهم ما خلقتك) قال: ربّ فأرينهم فأوحى الله إلى ملائكة الحجب: (أن ارفعوا الحجب)، فلمّا رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش قال: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا محمّد نبييّ، وهذا عليّ أمير المؤمنين ابن عمّ نبيي ووصيّه وهذه فاطمة بنت نبييّ، وهذان الحسن والحسين ابنا عليّ وولدا نبييّ ثمّ قال: يا آدم هم ولدك. ففرح بذلك فلمّا اقترف الخطيئة قال: يا ربّ أسالك بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين لماّ غفرت لي. فغفر الله له، فهذا الذي قال الله تعالى:( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) . إنّ الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه: اللّهم بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين الاّ تبت علي. فتاب الله عليه.

وجاء في الدرّ المنثور: ج ١ ص ٦٠، بإسناده عن عليّ، قال: [سألت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قول الله: ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) ؟ فقال: إنّ الله اهبط آدم بالهند وحوّاء بجدّة، إلى أن قال: حتّى بعث الله اليه جبرائيل، وقال: يا آدم ألم انفخ فيك من روحي؟ ألم أُسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوّجك حوّاء أمتي قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال وما يمنعني من البكاء؟ وقد أخرجت من جوار الرّحمن. قال: فعليك بهؤلاء الكلمات فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك، قل: (اللّهم إنّي أسالك بحقّ محمّد وآل محمّد، سبحانك لا إله إلّا أنت، عملت سوءا، وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم). فهؤلاء الكلمات الّتي تلقّى آدم ].

٩٢

وأخرج ابن النجّار عن ابن عباس قال: سالت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه؟ قال: [سأل بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت علي. فتاب عليه ]. الدرّ المنثور ج ١.

وروى المتّقى الهندي في كتاب كنز العمّال: ج ١ ص ٢٣٤ بنقله عن ابن النجار، عن ابن عباس، قال: قال سالت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الكلمات الّتي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه قال: [سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت علي فتاب عليه ].

وقد أورد الشيخ الصدوق، الحديث بسندين في - باب معنى الكلمات التي تلقّاها آدم - من كتاب معاني الأخبار ص ١٢٥ ط بيروت.

جاء في معاني الأخبار ص ١١٠ من باب معنى الأمانة، وفي بحار الأنوار: ج ١١. ص ١٧٢، ١٧٤، ج ٢٦ ص ٣٢٢.

ومنها ما روي عن محمّد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: [إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمّد وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة بعدهم (صلوات الله عليهم) وساق الحديث.... إلى أن قالعليه‌السلام قال جبرائيل لأدم وحوّاء: فسلا ربّكما بحقّ الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتّى يتوب عليكما. فقالا: (اللّهم إنّا نسألك بحقّ الأكرمين عليك: محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة الّا تبت علينا ورحمتنا) فتاب الله عليهما إنّه هو التوّاب الرحيم ].

وأورد الشيرواني في مناقب أهل البيت ص ٨٩: قال السيوطي: وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: سالت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه قال: [سأل عن محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام الّا تبت علي فتاب عليه ] انتهى.

وروى خبراً طويلاً أخرجه الديلمي، وفيه أنّه قال: يعني جبرائيلعليه‌السلام : [فعليك بهؤلاء الكلمات فإنّه قابل توبتك وغافر ذنبك قل: اللّهم إنّي أسالك بحقّ محمّد وآل محمّد سبحانك لا إله إلّا أنت، عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم، اللّهم إنّي أسالك بحقّ محمّد وآل محمّد سبحانك لا إله إلّا أنت عملت سوءً وظلمت نفسي فتب عليَّ إنّك أنت التوّاب الرحيم فهذه الكلمات التي تلقّاها آدم ]. انتهى.

٩٣

وأخرج الشيخ الطبرسي في تفسيره(١) قال:

وقيل هي قول اللّهم لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ربّ إنّي ظلمت نفسي فا غفر لي انّك خير الغافرين اللّهم لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ربّ إنّي ظلمت نفسي فارحمني انّك خير الراحمين اللّهم لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ربّي إنّي ظلمت نفسي فتب علي انّك أنت التواب الرحيم، عن مجاهد وهو المروي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام وقيل بل هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله اكبر، وقيل وهي رواية تختص بأهل البيت (عليهم‌السلام ) أنّ آدم رأى مكتوبا على العرش أسماء معظَّمه مكّرمة فسال عنها فقيل له هذه أسماء أجلّ الخلق منزلة عند الله تعالى، والأسماء محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين فتوسل آدمعليه‌السلام إلى ربّه بهم في قبول توبته ورفع منزلته قوله:( فَتَابَ عَلَيْهِ ) فيه حذف أي تاب آدم فتاب الله عليه أي قبل توبته، وقيل تاب عليه أي وفّقه للتوبة وهداه إليها بان لقّنه الكلمات حتّى قالها، فلمّا قالها قبل توبته( انه هُوَ التَّوَّابُ ) . أي كثير القبول للتوبة.

سورة البقرة الآية ٤٣

( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )

جاء من شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني(٢) ما يلي: حدثونا عن القاضي أبي الحسين النصيبي ببغداد قال: حدّثنا أبو بكر (محمّد بن الحسين ) السبيعي بحلب، قال: حدّثنا علي بن محمّد بن مخلد - ببغداد - والحسين بن إبراهيم الجصاص - بالكوفة -، قالا: حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا حبان بن علي العنزي، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله:( وَارْكَعُوا ) قال: ما نزل في القرآن خاصّة في رسول الله وعليّ بن أبي طالب وأهل بيته من سورة البقرة:( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) ، انّها نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ بن أبي طالب، وهما أوّل من صلّى و ركع.

أخرجه الحبري في تفسيره رواية ابن صفوان عنه، وأخبرنا به الجوهري، عن محمّد بن عمران، عن عليٍّ بن محمّد بن عبيد، عن الحبري سواء كما سويت. وقد رواه أيضاً الحافظ أبو نعيم في تفسير الآية الكريمة المذكورة هذه في كتاب ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام قال:

____________________

(١) مجمع البيان - المجلد الأول ص ٨٩ - ط دار إحياء التراث العربي بيروت.

(٢) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج ١ ص ١٣٠ ط ٣ في الحديث ١٢٥.

٩٤

حدّثنا محمّد بن أحمد بن علي بن مخلد، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا منجاب بن الحارث قال: حدّثنا ( حسين بن أبي هاشم ) عن حبان بن علي عن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه !( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) انّها نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّعليه‌السلام خاصّة، وهما أوّل من صلّى وركع.

وكذا روى بأسانيد ابن البطريق في الفصل: ٢٣ من كتاب خصائص الوحي المبين(١) .

وكذا رواه أيضاً ابن مردويه الحافظ في كتاب مناقب عليّعليه‌السلام ، وكما رواه عنه الاربلي في عنوان: ( ما نزل من القرآن في شأن عليّعليه‌السلام ) من كشف الغمّة: ج ١، ص ٣٢٥، ورواه الحافظ السروي عن خصائص النطنزي وكتاب ( ما نزل من القرآن في عليٍّ ).

وكذلك رواه السيد هاشم البحراني في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان: ج ١ / ص ٩٢ ط ٢، قال: ورواه أيضاً ألحبري وموفق بن أحمد.

ورواه أيضاً السيد البحراني في الباب: ١٠٩، في غاية المرام ص ٣٩٥.

ورواه عن الحبري فرات بن إبراهيم الكوفي في الحديث: ١٣ من تفسيره ص ٤ ط ١:

وكذلك رواه أيضاً النسائي في الحديث ٥ من كتاب الخصائص ص ٤٤ كما رواه العقيلي في ترجمة أسد بن عبد الله وفي ترجمة إسماعيل بن إياس: ج ١ ص ٥، ١٦.

وكذا رواه أيضاً ابن عدي في الكامل: ج ١ / الورق ١٤٢ و١٥٠، في ترجمة أسد بن عبد الله البجلي وإياس بن عفيف الكندي. وقال في الزوائد: ج ٩ ص ١٠٣: رواه أحمد وأبو يعلي بنحوة والطبراني بأسانيد، وأشار ابن حجر إلى تعدد طرقة في لسان الميزان: ج ١ ص ٣٩٥

وكذا رواه ابن عساكر في الحديث ٩٣ من ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من كتابه تاريخ دمشق: ج ١ ص ٦٧ ط ٢، قال: أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت محمّد بن ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلي، أنبأنا عبد الرحمان بن صالح الازدي، أنبأنا سعيد بن خثيم الهلالي، عن أسد بن عبد الله البجلي، عن أبي يحيى بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جدِّه عفيف... وساق الحديث كما ورد أعلاه إلّا في ألفاظ يسيره.

____________________

(١) خصائص الوحي المبين: ص ٢٣٨، ط ٢، وفي ط ١ ص ١٣٦.

٩٥

ورواه أيضاً ابن سعد في ترجمة أم المؤمنين خديجة من الطبقات: ج ٨ ص ١٧ ط بيروت، قال: أخبرنا يحيى بن الفرات القزاز، حدّثنا سعيد بن خثيم الهلالي، عن أسد بن عبيدة البجلي، عن ابن يحيى بن عفيف، عن جدة عفيف الكندي...

ورواه أيضاً عبد الباقي بن قانع من كتاب معجم الصحابة: ج ٥ الورق ١٣٥، الموجود في المكتبة الظاهرية، قال: حدّثنا محمّد بن يونس، أنبأنا الحسن بن عنبسه الوراق، أنبأنا سعيد بن خثيم، أنبأنا عفيف بن يحيى عن أبيه عن جدّه عفيف البجلي قال:

قدمت مكّة لأبتاع من عطرها، فنزلت على العباس بن عبد المطّلب فجاء شاب فدخل المسجد، وجاء (بعد) شاب فدخل المسجد، فقام عن يمينه، وجاءت امرأة فقامت خلفهما، فكبر الشاب وركع، فركعا وسجدا، فقلت: يا عباس أمر عظيم! قال: هذا ابن أخي محمّدعليه‌السلام ، وهذا عليّ، وهذه خديجة، ما على هذا الدين غيرهم.

(قال ابن قانع: و ) حدّثنا محمّد بن جرير، حدّثنا محمّد بن حميد، حدّثنا سلمه، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن الأشعث، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه عن جدّه عفيف فذكر نحوه. وقال عفيف بعدما أسلم (ورسخ الأيمان في قلبه: يا ليتني ) كنت رابعا.

أقول: و هذا هو الطريق الثالث الذي ذكره الطبري في سيرة رسول الله من تاريخه: ج ٢ ص ٣١٢، ومن ط ١، ص ١١٦٢، وذكره قبله بطريقتين آخريتين، وهما أتمّ، للمراجعة.

ورواه أيضاً المتّقى الهندي تحت الرقم ٢٧٧ من كتاب كنز العمّال: ج ١٥ ص ٩٦ ط ٢ نقلا عن ابن عبدي وابن عساكر.

وأورد الحاكم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل: ج ١ ص ١٣٢ ط ٣ في الحديث المرقم ١٢٦ قال ما يلي:

٩٦

ويشهد له حديث العباس الذي أخبرناه أبو بكر ألحارثي، قال: أخبرنا أبو محمّد الوراق، قال: أخبرنا أبو يعلي بن المثنى، قال: حدّثنا عبد الرحمان بن صالح قال: حدّثنا سعيد بن خثيم الهلالي، عن أسد بن وداعه البجلي قال: حدّثني (ابن) يحيى بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جدّه قال: قدمت مكّة لأبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فآويت إلى العباس بن عبد المطّلب وكان رجلاً تاجراً، فأنا جالس عنده انظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء وارتفعت إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثمّ قام مستقبل الكعبة، فلم البث إلّا يسيرا حتّى جاء غلام فقام عن يمينه، ثمّ لم البث إلّا يسيرا حتّى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس أمر عظيم، فقال العباس: أمر عظيم! تدري من هذا الشاب؟ فقلت: لا، قال: هذا محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب، هذا ابن أخي، هل تدري من هذا الغلام قلت: لا، قال: هذا عليّ بن أبي طالب، هذا ابن أخي، أتدري من هذه المرأة؟ قلت: لا، قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن أخي هذا أخبر أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض كلّها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. رواه جماعه عن ابن خثيم وجماعة عن يحيى وله طرق، وفي الباب (ورد) عن ابن مسعود (أيضا ) وكذلك قد رواه ابن أبي عاصم عمرو بن الضحّاك بن مخلد الشيباني المتوفى سنة ٢٨٧ هـ - في ترجمة أمّ المؤمنين خديجة من الآحاد والمثاني: ج ٥ ص ٣٨٤، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد المحاربي، أنبأنا سعيد بن خثيم، عن أسد بن عبده البجلي، عن يحيى بن عفيف، عن عفيف قال: جئت من الجاهلية إلى مكّة فنزلت على العباس...

٩٧

وأيضا روى ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق: ج ٥ ص ١٨٨ وفي تهذيبه: ج ٣ ص ٤٥٨ قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا عبد الرحمان بن صالح الأزدي، أنبأنا سعيد بن خثيم الهلالي، عن أسد بن عبد الله البجلي، عن أبي يحيى - ومن كتابه - التهذيب يقول: عن يحيى بن عفيف الكندي، عن جدّه عفيف، قال: جئت في الجاهلية إلى مكّة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس وكان رجلا تاجرا، فاني عنده جالس انظر إلى الكعبة وقد حلّقت الشمس فارتفعت في السماء فذهب، إذ أقبل شاب فنظر إلى السماء، ثمّ قام مستقبل القبلة، فلم البث ألا يسيرا حتّى جاء غلام فقام عن يمينه، ثمّ لم البث ألا يسيرا حتّى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس أمر عظيم! فقال: أمر عظيم! تدري من هذا الشاب؟ هذا محمّد بن عبد الله ابن أخي، تدري من هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي، تدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، أن ابن أخي هذا حدّثني أنّ ربّه ربّ السماوات والأرض أمره بهذا الدين ولا والله ما على ظهر الأرض أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. ( قال ابن عساكر: ) تابعة أبو غسّان مالك بن إسماعيل النهدي عن سعيد، ورواه أبو أحمد بن عدي، عن عليٍّ بن سعد بن بشير، عن الحسن بن يزيد المغري (كذا) وأحمد بن رشد، عن سعيد بن خُثيْم بإسناده ومعناه، وقال ابن عدي... وأسد بن عبد الله هذا معروف بهذا الحديث، وما أظن أن له غير هذا إلّا الشيء اليسير، له أخبار تروى عنه فأمّا المسند عنه من أخباره فهذا الذي ذكرته يعرف به.

٩٨

وممن أورد رواية هذا الحديث عن ابن مسعود الطبراني في أواخر مسنده تحت الرقم ١٠٣٩٧ من المعجم الكبير: ج ٣ الورق ٧٨/أ و٧٦/ ب / وفي ط ٢: ٥٠ / ١٨٣ قال ما يلي: حدّثنا عبدان بن أحمد، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران، حدّثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال: أوّل شيء علمت من أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (أنّي) قدمت مكّة في عمومة لي، فأرشدنا على العباس بن عبد المطّلب. فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ اقبل رجل من باب الصفا. أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه، أشم أقنى أدلف، براق الثنايا، أدعج العينين، كث اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان كانه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم إمرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد نحو الحجر فأستلمه، ثمّ استلم الغلام، ثمّ استلمت المرأة ثمّ طاف بالبيت سبعاً والغلام والمرأة يطوفان معه ثمّ استلم الركن ورفع يديه وكبّر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه (فكبّر)، فقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت.

وأطال (الرجل) القنوت، ثمّ ركع فأطال الركوع، (ورفع مثله الغلام والمرأة) ثمّ رفع رأسه من الركوع، فقنت وهو قائم، (وفعل مثله الغلام والمرأة) ثمّ سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثلما يصنع ويتبعانه.

(قال ابن مسعود: ) فرأينا شيئاً لم نكن نعرفه بمكة فأنكرنا، فاقبلنا على العباس فقلنا: يا أبا الفضل، إنّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم، أشيء حدث؟ قال: اجل والله، أما تعرفون هذا؟ قلنا: لا. قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب، والمرأة خديجة بنت خويلد، أمَ والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلّا هؤلاء الثلاثة. وكذلك قد رواه أبو نعيم في كتاب دلائل النبوّة، كما رواه عنه ابن كثير في كتاب الشمائل ص ٢٠ كما في هامش المطبوع من المعجم الكبير. وأيضا رواه ابن كثير بسند أبي نعيم والنسائي و البغوي في مسند عفيف من جامع المسانيد: ج ٩ ص ١٥٩. ويجئ أيضاً في الحديث ٩٢٢ تحت الرقم ١٦٨ من الآيات، وهي الآية ٢٧ من سورة الواقعة.

٩٩

أخرج أبو المؤيّد موفّق بن أحمد الحنفى خطيب خوارزم بكتاب مناقب عليّ بن أبي طالب ص ١٩٨، وبإسناده عن ابن عباس قال: قوله تعالى:( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) نزلت في رسول الله وفي عليّ بن أبي طالب خاصّة وهما أوّل من صلّى وركع.

وأورده المير محمّد صالح الترمذي الكشفي الحنفى في كتاب المناقب للكشفي / الباب الأول.

وأنباني أبو العلاء الحسن بن أحمد (العطّار الهمداني قال: ) أخبرني الحسن بن أحمد المقرئ، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني محمّد بن أحمد بن علي بن مخلد، أخبرني محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، أخبرني منجاب بن الحارث، أخبرني حسين بن أبي هاشم، أخبرني حبّان بن علي عن محمّد بن السائب عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) (قال: ) نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليٍّ خاصة وهو أوّل من صلّى وركع. وروى الحديث الحبري في الحديث ٥ عند تفسير الآية الكريمة من تفسيره قال: حدّثنا الحسن بن حسين (العرني) قال: حدّثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (في قوله تعالى):( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) انّها نزلت في رسول الله صلّى الله عليه (وآله وسلّم) وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وهما أول من صلّى وركع.

وروى الحديث سبط بن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص ص ١٦ قال: روى مجاهد، عن ابن عباس أنّه قال: أوّل من ركع مع النبيّ صلى الله عليه‌ (وآله) وسلّم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فنزلت فيه هذه الآية.

وأورد الحافظ محمّد يوسف الكنجي من كفاية الطالب ص ١٢٥ من الباب الخامس والعشرين في أنّ عليّاً أوّل من صلّى، وقال: أخبرنا أحمد بن محمّد، قالا أخبرنا عمر الدينوري، أخبرنا الكروخي، أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وغيرة، أخبرنا الجراحي، أخبرنا المحبوبي، أخبرنا أبو عيسى محمّد بن عيسى، حدّثنا محمّد بن حميد، حدّثنا إبراهيم بن مختار عن شعبة عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: أوّل من صلّى عليّعليه‌السلام .

١٠٠