النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين9%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 78802 / تحميل: 4880
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

سورة الأعراف الآية ٤٦

( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ )

جاء في كتاب الغدير للشيخ الأميني رحمه الله ج ٢ ص ٣٧٦ ط الأعلمي بيروت قال:

ومن شعر العبديّ (هو أبو محمّد سفيان بن مصعب العبديّ الكوفي).

لأنتم على الأعراف عرف عارف

بسيما الذي يهواكمُ والَّذي يشنا

أئمَّتنا أنتم سنُدعى بكم غــداً

إذا ما إلى ربِّ العباد معاً قمنـا

بجدِّكم خير الورى وأبيكــمُ

هُدينا إلى سبل النجاة وأُنقذنـا

الخ

ألبيت الأوّل إشارةٌ إلى قوله تعالى في سورة الأعراف:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) . وما ورد فيه. أخرج الحاكم ابن الحداد الحسكاني، باسناده عن أصبغ بن نُباتة قال:

كنت جالساً عند عليّ فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن قوله تعالى( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) الآية. فقال: [ويحك يابن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النّار ].

وأخرج أبو إسحاق الثعلبي في - الكشف والبيان - في الآية الشريفة عن ابن عبّاس أنّه قال: الأعراف موضعٌ عالٍ من الصِّراط عليه العبّاس وحمزة وعليُّ بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ورواه ابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) ص ١٧، وابن حجر في [الصواعق] ص ١٠١ والشوكاني في (فتح الغدير) ج ٢ ص ١٩٨.

والبيت الثاني إشارةٌ إلى قوله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) .

١٠١

وأئمّة الشيعة هم العترة الطاهرة يُدعون بهم ويُحشرون معهم إذ المرء كما قال النبيُّ الأقدس (ص): [المرء مع مَنْ أحبَّ (١) ،ومن أحبَّ قوماً حُشر معهم (٢) ومن أحبَّ قوماً حشره الله في زمرتهم ](٣) .

وأخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل لقواعد التفضيل ج ١ ص ٣١١ في الحديث المرقم ٢٦٠ قال:

أخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي في تفسيره قال: أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمرو، قال: حدّثنا محمّد بن منصور بن يزيد المرادي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن راشد، قال: حدّثني أبي، عن حسين بن علوان، عن سعد بن طريف: عن الأصبغ بن نُباتة قال:

كنت جالساً عند عليّ، فأتاه عبد الله بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) ، فقال: [ويحك يا ابن الكوّاء! نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار ].

وأورد الحديث المرقم ٢٦١ ص ٣١٢ من شواهده، وقال:

قال، وحدّثنا أحمد بن (محمّد بن) نصر أبو جعفر الضبعي قال: حدّثنا إبراهيم بن سالم بن رشيد البصري قال، حدّثنا عاصم بن سليمان أبو إسحاق قال: حدّثنا جويبر بن سعيد، عن الضحّاك، عن ابن عباس في قوله:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) قال: الأعراف موضع عالٍ من الصراط عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

وأورد الحسكاني في شواهده في الحديث ٢٦٢ ص ٢١٣ ط ٣ قال:

____________________

(١) أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد عن أنس وابن مسعود.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك وابن الدبيع في تمييز الطيب من الخبيث ص ١٥٣.

(٣) أخرجه الطبراني والضياء عن أبي قرصافة وصححه السيوطي في الجامع الصغير: ج ٢ ص ٤٨٨.

١٠٢

وأخبرنا عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد البزّاز قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس - ببغداد - قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أحمد المخزومي، حدّثنا محمّد بن أحمد الرقام، قال: حدّثنا إبراهيم بن رستم قال: حدّثنا عاصم بن سليمان قال: حدّثنا جويبر، عن الضحّاك:

عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) ، قال: (هو) موضع عالٍ من الصراط، يقال له الأعراف، عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر يعرفون محبيّهم بسيماء الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ومن المناسب جدّاً لهذا المقام هو قول الإمام علي عليه السلام الذي ورد في كتاب المختار (١٥٢) من باب الخطب من نهج البلاغة.

قال عليّه السلام: [وإنّما ألائمّة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ].

وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي، قوله: وروى أبو القاسم الحسكاني بإسناده رفع إلى الأصبغ بن نُباتة، قال: كنت جالساً عند عليّ فأتاه ابن الكوّاء فسأله. وأورد بقيّة الرواية

ورواه أيضاً ابن مردويه في كتابه مناقب عليّ عليه السلام، كما رواه عنه الإربلي في عنوان: (ما نزل من القرآن في الإمام عليّ عليه السلام) من كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢٤.

وللمراجعة: الباب ٥٥ من كتاب غاية المرام للسيد هاشم البحراني ص ٣٥٣، وتفسير البرهان: ج ٢ ص ١٩-٢١، يجد فيهما المتتبّع شواهد كثيرة لما وردناه.

وروى الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمّد بن عليّ بن حجر الهيثمي الشافعي المتوفّى بمكّة ٩٧٤ في كتابه الصواعق المحرقة ص ١٠١ قال:

أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنّه قال: الأعراف موضع عالٍ من الصراط، عليه العبّاس وحمزة وعليّ بن أبي طالب عليه السلام وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

وهكذا رواه السمهودي عن الثعلبي في أواسط الذكر (١١) من القسم ٢ من جواهر العقدين الورق ١٣٠/أ / من نسخة أياصوفيا، وفي طبعة بغداد: ج ١ من القسم الثاني ص ٢٥٤.

وكذلك رواه الطبرسي في مجمع البيان، نقلاً عن الثعلبي في تفسيره عن الضحّاك عن ابن عبّاس وكذلك رواه السيد هاشم البحراني عن الثعلبي في تفسيره البرهان: ج ٢ ص ٢١ ط ٢ عند تفسيره للآية الكريمة.

١٠٣

وأخرج محمّد بن سليمان الصنعاني

في كتابه مناقب عليّ عليه السلام، الوراق ٣٥/ب أو في ط ا، ج ١ ص ١٥٨ قال:

(حدّثنا) أبو أحمد (قال:) أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن ابراهيم بن سليم بن رشدين قال: حدّثنا عاصم بن سليمان أبو إسحاق الكوفي قال: حدّثنا جويبر بن سعيد، عن الضحّاك بن مزاحم: (عن ابن عباس) في قوله (تعالى):( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) قال: (هم) عليّ عليه السلام وجعفر وحمزة رضوان الله عليهم يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ذكر الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين: خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) في ص ١٠١ قال:

ثمّ جعله وذريّته رجال الأعراف يعني يعرفون الناس يوم القيامة ويقيمونهم فلا يجوز على الصراط إلاّ من عرفهم وعرفوه فقال:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) يعني عليّاً و الائمّة من ولده عليهم السلام.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، المجلد الثاني ص ٤٢٣ ط دار إحياء التراث العربي، بيروت، قال:

وقال أبو جعفر الباقر (ع) [هم آل محمّد عليهم السّلام لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ]. وقال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليه السلام: [الأعراف كثبان بين الجنّة والنار فيقف عليها كل نبيّ وكلّ خليفة نبيّ مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده وقد سبق المحسنون إلى الجنّة فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنّة فيسلّم المذنبون عليهم وذلك قوله ونادوا أصحاب الجنّة أن سلام عليكم ثمَّ أخبر سبحانه أنّهم لم يدخلوها وهم يطمعون يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنّة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إيّاها بشفاعة النبيّ والإمام وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار فيقولون ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ثمَّ ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم يعني أهؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ثمَّ يقولون لهؤلاء المستضعفين، عن أمرٍ من الله لهم بذلك: أدخلوا الجنّة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ]. ويؤيّده ما رواه عمر بن شيبة وغيره أنَّ عليّاً (ع) قسيم النار والجنّة، ورواه أيضاً بإسناده عن النبيّ (ص) أنّه قال: [يا عليّ: كأنّي بك يوم القيامة وبيدك عصا عوسج، تسوق قوماً إلى الجنّة وآخرين إلى النّار ]

١٠٤

وروى أبو القاسم الحسكاني بإسناده رفعه إلى الأصبغ بن نُباتة قال كنت جالساً عند عليّ (ع) فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن هذه الآية فقال: [ويحك يا ابن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار. ] وقوله( يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) يعني هؤلاء الرجال الّذين هم على الأعراف يعرفون جميع الخلق بسيماهم يعرفون أهل الجنّة بسيماء المطيعين وأهل النار بسيماء العصاة( وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) يعني هؤلاء الذين على الأعراف ينادون أصحاب الجنّة( أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) وهذا تسليم وتهنئة وسرور بما وهب الله لهم( لَمْ يَدْخُلُوهَا ) أي لم يدخلوا الجنّة بعدُ.

عن ابن عباس وابن مسعود والحسن وقتاده.

سورة الأعراف الآية ٤٨

( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ )

روى الحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودّة) ص ٤٥٢ بإسناده المذكور عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.

قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعليّ أكثر من عشر مرّات: [يا عليّ: إنَّك والأوصياء من وُلدك أعراف بين الجنّة والنار، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكركم وأنكرتموه ].

وورد في كتاب: المختار ١٥٢ من باب الخطب من نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: [وإنَّما الائمّة قوام الله على خلقه و عرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ].

سورة الأعراف الآية ٧٩

( وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )

أخرج الفقيه أبو الحسن عليّ بن محمّد بن شاذان من كتاب المناقب المائة، المنقبة الحادية والعشرون ص ١٤-١٥ قال: بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال:

١٠٥

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بعد منصرفه من حجّة الوداع:

[يا أيّها الناس …..

حتّى قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألآ وإنّ ربيّ أمرني بوصيّكم ألآ وإنّ ربّي أمرني أن أدلّكم على سفينة نجاتكم وباب حطّتكم ..

فمن أراد منكم النجاة بعدي والسّلامة من الفتن المردية فليتمسَّك بولاية عليّ بن أبي طالب .

فإنّه الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم وهو إمام كلّ مسلم بعدي، من أحبّه واقتدى به في الدنيا ورد علَيَّ حوضي، ومن خالفه لم يرده، ولم يرني واختلج دوني، وأخذ به ذات الشمال إلى النار .

أيّها الناس إنّي :

قد نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين ].

وهنا استشهد النبيّ (ص) بهذه لإلقاء الحجّة، ولبيان لزوم إتبّاع الإمام عليه السلام.

وأخرج الخوارزمي في المناقب ص ٤٢ والحمّوئي (الحمويي) من فرائد السمطين في الباب الرابع والخمسين.

عن الحسن البصري عن عبد الله قال: قال رسول الله عليه وسلم:

[إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا الجنّة وفوقه عرش ربِّ العالمين، ومن سفحه يتفجّر أنهار الجنّة وتتفرَّق في الجنان وهو جالسٌ على كرسيّ من نور يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحدٌ الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنّة فيدخل محبيّه الجنّة ومبغضيه النار ].

جاء في الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٧-٢٤٤، والصواعق المحرقة ص ٧٥، وإسعاف الراغبين ص ١٦١.

أخرج الحافظ ابن السمان في الموافقة عن قيس بن حازم قال:

إلتقى أبو بكر الصديق وعليّ بن أبي طالب فتبسَّم أبو بكر في وجه عليّ فقال له: مالك تبسَّمتَ؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: [لا يجوز أحد على الصراط، إلاّ من كتب له عليٌّ الجواز ]

١٠٦

وجاء في مناقب الخطيب الخوارزمي ص ٦٥

عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: [يا عليّ، والّذي نفسي بيده إنَّك لذائدٌ عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الضّال عن الماء بعصاً لك من عوسج وكأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي ].

وأخرج الخطيب الخوارزمي في المناقب ص ٢٥٣ عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [إذا كان يوم القيامة أقام الله عزَّ وجلّ جبريل ومحمّداً على الصراط فلا يجوز أحدٌ إلّا من كان معه براءة من عليّ بن أبي طالب ].

وأورد الفقيه ابن المغازلي في المناقب، بلفظ: [عليٌّ يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنّة إلاّ من جاء بجوازٍ من عليّ بن أبي طالب ].

أخرج أبو الخير الحاكمي عن عليّ عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنَّم، ما جازها أحدٌ حتّى كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب ].

وذُكر في (فرائد السمطين) للشيخ المحدّث الكبير إبراهيم بن محمد ابن المؤيّد الجويني الحمويني الخراساني الباب الرابع والخمسون، والرياض النضرة: ج ٢ ص ١٧٢.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٢٠١ ط ٣ الحديث ١٧٩ قال:

حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي قال: حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي، قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه)، عن عليّ بن مَعْبَدْ عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسى الرضا (عن أبيه) عن آبائه عن عليّ عليهم السلام قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [من أحبَّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعُروة الوُثقى ويعتصم بحبل الله المتين، فليوال عليّاً وليأتمَّ بالهداة من ولده ].

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان المجلد الثاني ص ٤٤٣ ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

وروى الثعلبي بإسناده مرفوعاً عن النبيّ (ص) قال: [يا عليّ: أتدري من أشقى الأوَّلين قال: قلت الله ورسوله أعلم قال: عاقر الناقة، قال: أتدري من أشقى الآخرين قلت الله ورسوله أعلم، قال: قاتِلكَ، وفي رواية أخرى، قال: من أشقى الآخرين!؟ من يخضب هذه من هذه، وأشار إلى لحيته ورأسه ].

١٠٧

سورة الأعراف الآية ١٤٢

( وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )

روى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه كفاية الطالب ص ٢٨١ الباب السبعون في تخصيص عليٍّ (ع) بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى ]. (وذكر طرقه)

روى بإسناده عن عامر بن سعد يقول: قال سعد (بن أبي وقاص):

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: [ألا ترضى أن تكون منِّي بمنـزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي ].

وبرواية أوردها الكنجي عن عدّة من الرواة والحفّاظ وبإسناده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: [يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون منّي بمنـزلة هارون من موسى غير أن لا نبيَّ بعدي ].

وجاء في كتاب كفاية الطالب، للحافظ الكنجي ص ٢٨٣ قال:

قلت: هذ حديث متّفق على صحته.

ورواه الائمّة الحفّاظ، كأبي عبد الله البخاري في صحيحة(١) ومسلم بن الحجّاج في صحيحه(٢) وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه(٣) ، وأبي عبد الرحمان النسائي في سننه(٤) وابن ماجة القزويني في سننه(٥) واتّفق الجميع علي صحته حتّى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدِّ التواتر(٦) وقد نقل عن شعبة بن الحجّاج أنّه قال في قوله (ص) لعليٍّ (ع): [أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى ].

____________________

(١) ج ٣ ص ٥٤ باب غزوة تبوك.

(٢) صحيح مسلم: ج ٤ ١٨٧١ ط ١٣٧٥ هـ.

(٣) صحيح الترمذي: ج ٢ ص ٣٠١.

(٤) خصائص النسائي: ص ٨٢.

(٥) صحيح ابن ماجة ١٢.

(٦) مستدرك الصحيحين: ج ٢ ص ٣٣٧.

١٠٨

وكان هارون أفضل أمّة موسى عليه السلام، فوجب أن يكون عليٌّ (ع) أفضل من كلّ أمّة محمّد (ص) صيانةً لهذا النص الصريح كما قال موسى لأخيه هارون: أُخلفني في قومي وأصلح.

وجاء في كتاب الدرّ الثمين للحافظ رضي الدين البرسي ص ١٠١ قال:

ثمّ جعل محمّداً وعليّاً عليهما السلام مستغاثاً لكل داعٍ وغياثاً لكل واعٍ و آيةً لكل ساعٍ فقال حكاية عن موسى( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ) .

ثم قال:( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ ) نفى عن ذاته المقدّسة نظر العيون وخطرات الظنون.

ثم قال:( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ ) والتجلّي إنّما يكون من ذي الهيئة وذو الهيئة والمثال يُرى فكيف نفى الرؤية عن ما تجوز (عليه) الرؤية.

وحلّ هذا الرمز أنّه جعل التجلّي للربِّ، والربُّ مقول على كثيرين فالمراد هنا بحذف المضاف، فالمراد منه: فلمّا تجلى نور ربِّه وعظمة ربِّه وجلال ربِّه، والعظمة والجلال محمّدٌ وعليٌّ عليهما السلام وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام [أنا مكلِّم موسى من الشجرة. أنا ذلك النّور، وإنّما ظهر لموسى شقص من شقص الذر من المثقال ].

قال ابن عباس: كان ذلك النور نور محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.

ومن مجمع الزوائد: ج ٨ ص ٤٠٠ الحديث ١٣٨٣٠ كتاب علامات النبوّة.

والمستدرك: ج ٣ ص ٣٢٧ كتاب معرفة الصحابة، مناقب العباس.

قال العباس بن عبد المطّلب يمدح النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:

من قبلها طبت في الظلال وفي

مستودع حيث يخصف الورق

ثمّ هبطت البــلاد لا بشـر

أنت ولا مضغة ولا علـــق

بل نطفة تركـب السفين وقد

ألجم نسراً وأهله الغــــرق

تنقل مــن صالب إلى رحم

إذا مضى عالم بدا طــــبق

حتى احتوى بيتك المهيمن من

خَندف علياء تحتها النطـــق

وأنت لما ولدت أشـرقت الأ

رض وضاءت بنورك الأفــق

فنحن في ذلك الضياء وفي النـ

ور وسبل الرشاد نختـــرق

١٠٩

وزاد ابن الجوزي هذا البيت:

وردت نــار الخليل مكتتما

تجــول فيها ولســت تحترق

وللمراجعة: الوفا بأحوال المصطفى: ص ٢٨ الباب الثاني الحديث ٩.

و ينابيع المودّة للشيخ سليمان القندوزي ص ١٣-١٤.

وقال الصفوري في نزهة المجالس: ج ٢ ص ٢٤٥

لما أُلقي إبراهيم في النّار كان نور محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، في جنبه وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى إسماعيل.

وزاد القاضي عياض:

يا بَرْدَ نار الخليــــل يا سَبَباً

لعصمــة النار وهي تَحتَرقُ

الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ج ١ ص ١٦٧-١٦٨ الباب الثالث.

١١٠

سورة الأعراف الآية ١٨١

( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ )

روى الحافظ سليمان القُندوزي وهو من علماء السنّة، بسند متصل بالإمام علي (ع) أنّه قال: [تفترق الأمّة ثلاث وسبعون فرقة، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة: وهم الذين قال الله تبارك وتعالى ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

ينابيع المودّة، ١٠٩ (عن أحمد بن موفّق الخوارزمي) (نقلاً من كتاب العقائد الجعفريّة ص ٤١).

في الدرّ المنثور: ج ٣ ص ١٤٩ قال السيوطي: وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ) قال: قال رسول الله (ص): [إنَّ من أمّتي قوماً على الحقّ حتّى ينـزل عيسى بن مريم، متى ما نزل ].

وقال: أخرج أبو الشيخ عن عليّ بن أبي طالب قال: [لتفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقه، كلّها في النار إلّا فرقة. يقول الله: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ] فهذه هي التي تنجو من هذه الأمّة.

والطبرسي أيضاً أورد في تفسيره مجمع البيان: ج ٢ ص ١٢٣ ط مؤسسة التاريخ العربي، قال: وروى العيّاشي بإسناده عن أمير المؤمنين علي (ع) أنّه قال: [والّذي نفسي بيده لتفترقنّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلاّ فرقةٌ واحدة ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ] فهذه التي تنجو.

وفي ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي في الباب الخامس والثلاثون ص ١٠٩ قال: وأخرج موفق بن أحمد الخوارزمي عن عمر بن أُذينة، عن جعفر الصادق عن آبائه عن عليّ عليهم السلام، قال: قال رسول الله (ص): [يا عليّ مثلك في أمّتي مثل عيسى بن مريم، إفترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريّون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقةٌ غلوا فيه فخرجوا عن دين الله وهم النصارى، وأنّ أمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق: فرقة اتبعوك وأحبّوك وهم المؤمنون، وفرقة عادوك وهم الناكثون والمارقون والقاسطون، وفرقة غلوا فيك وهم الضالّون، يا عليّ: أنت وأتباعك في الجنّة، وعدوّك والغالي فيك في النار ].

١١١

وفي ينابيع المودّة أيضاً (في الباب الخامس والثلاثون أيضاً) قال: وأخرج موفق بن أحمد الخوارزمي المكّي، عن زاذان عن عليّ (ع) قال: [تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة، وهم الذين قال الله تعالى: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

وللأستزادة مما ورد في كتب الرواة والتفاسير للآية ٧ من سورة البيّنة للعودة والرجوع للآية المذكورة( أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .

وجاء بكتاب فضائل الخمسة للسيد الحسيني الفيروز آبادي: ج ٣ ص ٩٨ ط. دار الكتب الإسلامية باب (أنّ علياً وشيعته يردون عليَّ الحوض).

عن الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣١، قال: بإسناد الطبراني أنّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع): [أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواة مروييّن، مبيضّة وجوهكم، وأنّ أعداءك يردون عليَّ الحوض ظماء مقمحين ].

وفي كنوز الحقائق للمناوي ص ١٨٩ ولفظة: [يا عليّ أنت وشيعتك تردون عليّ الحوض وروداً ].

وفي كنز العمّال: ج ١٢ ص ١٠٤ مؤسسة الرسالة ولفظة: [يا عليّ إنَّ أول أربعةٍ يدخلون الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ]. قال: أخرجه ابن عساكر عن عليّ (ع) وأخرجه الطبراني عن أبي رافع.

وفي حلية الأولياء لأبي نعيم: ج ٤ ص ٣٢٩ روى بسنده عن الشعبي عن عليّ (ع) قال: قال لي النبيّ (ص): [إنَّك وشيعتك في الجنّة ]، وهذا الحديث رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج ١٢ ص ٢٨٩.

وفي تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي: ج ١٢ ص ٣٥٨ روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي من رسول الله (ص) فأتته فاطمة (ع) ومعها عليٌّ (ع) فقال له النبيّ (ص): [أنت وأصحابك في الجنّة، أنت وشيعتك في الجنّة ].

١١٢

وفي المناقب لابن المغازلي الشافعي ص ٣٣٩ برقم ٢٩٦ قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار الفقيه الشافعي رحمه الله، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقّاء الحافظ، حدّثنا عبد الله بن زيدان، حدّثنا عليّ بن يونس بن عليّ بن يونس العطّار، حدّثنا محمّد بن علي الكندي، حدّثني محمّد بن سالم، حدّثنا جعفر بن محمد، قال: حدّثني محمّد بن علي، حدّثني عليّ بن الحسين، حدّثني الحسين بن علي، حدّثني عليّ بن أبي طالب (ع)، عن رسول الله (ص): قال: [يا عليّ إنَّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر ليلة البدر. وقد فرجت عنهم الشدائد، وسُهِّلت لهم الموارد، وأُعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تلألأ نوراً، على نوق بيض لها أجنحة، قد ذللت من غير مهانة، ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر، ألين من الحرير، لكرامتهم على الله عزّ وجلّ ].

وفي مجمع الزوائد للهيثمي: ج ٩ ص ١٧٣ قال: وعن أبي هريرة أنَّ عليّ بن أبي طالب قال: [يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال (ص): فاطمة أحبّ إليَّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة، إخواناً على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنّة، ثمَّ قرأ رسول الله (ص) ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) لاينظر أحد في قفا صاحبه ]سورة الحجر تسلسل ٤٩ الآية ٤٧ .. قال: رواه الطبراني.

وفي المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ٢٩٣ برقم ٣٣٥ قال:

أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلوي حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقّاء، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن علي الرازي، حدّثنا عليّ بن حسين بن عبيد الرازي، حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي، عن عمرو بن حريث، عن داود بن سليك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): [يدخل من أمَّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ثمَّ التفت إلى عليّ (ع) فقال: هم من شيعتك وأنت إمامهم ].

١١٣

وأخرج الطبراني في ص ٩٦ عن الديلمي بلفظة: [يا علي إنّ الله غفر لك ولذريتّك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فأنت الأنزع البطين ]. وفي ص ١٣٩ ط. الميمنيه قال: [وفي رواية:أنّ الله غفر لشيعتك ولمحبّي شيعتك ].

وكذلك رواه السيد مرتضى الحسيني الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٩٥.

وأخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٠ ط ٣، في الحديث الرقم ٢٧٠ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين، قال: أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا أبو بكر بن سليمان بالبصرة قال: حدّثنا (أحمد بن عبد الجبّار أبو عمر) العطاردي قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد:

عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ ) قال: يعني من أُمّة محمّد أمّة: يعني عليّ بن أبي طالب،( يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ) يعني يدعون بعدك يا محمّد إلى الحقّ، ( وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) في الخلافة بعدك.

ومعنى الأمّة: العلَم في الخير، نظيرها:( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) يعني علماً في الخير، معلِّماً في الخير.

وأورد الحسكاني في الشواهد ص ٣٢١ الحديث ٢٧١ قال:

وفي كتاب فهم القرآن عن (الإمام) جعفر الصادق في معنى قوله:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال: [هذه الآية لآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ].

(وهكذا وجدت) بخطّ أبي سعد بن دوست في أصله.

وروى ابن مردويه في كتاب مناقب علي عليه السلام بسنده عن زاذان عن علي عليه السلام، قال: [تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة، وهم الذين قال الله تعالى: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

وكذا رواه عنه الإربلي في عنوان: (ما نزل من القرآن في شأن عليٍّ عليه السلام) من كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢١.

١١٤

وللنظر في المختار (١١٣) من القسم الثاني من باب الخطب من نهج السعادة: ج ٣ ص ٤٢٧ ط ١ ثم إنّ في الباب (١٨٥) من غاية المرام ص ٤٢٧ للسيد هاشم البحراني ما يعزز الشواهد المذكورة هنا.

وأخرج الحديث فقيه الحنفيّة موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ص ٢٣٧.

وأخرجه السيد هاشم البحراني في كتابه الصغير عن مناقب أحمد بن موسى بن مردويه فيص ١١٢.

وأخرج الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي، في كتابه (الدرّ الثمين، خـمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) ص ٩٩ قال:

ثمَّ جعله وعترته عليهم السلام أولياءه على الحق فقال:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) .

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إذا افترقت هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وفرقة في الجنّة وهم أنت وشيعتك، لأنَّك لم تفارق الحقّ وهم لا يفارقونك فهم مع الحقّ ].

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان - المجلد الثاني - ص ٥٠٣ ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال:

وقال الربيع بن أنس: قرأ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية فقال: [إنَّ من أمّتي قوماً على الحقّ، حتّى ينـزل عيسى بن مريم ]. وروى العيّاشي بإسناده عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: [والذي نفسي بيده لتفترقنَّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلّا فرقةٌ واحدة ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه التي تنجو ].

وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) أنَّهما قالا: [نحن هم ].

١١٥

سورة الأنفال

سورة الأنفال، الآية ٢٥

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً )

أخرج السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٩ ص ٦٢ قال: وفي المجمع البيان للشيخ الطبرسي، عن الحاكم بإسناده عن قتادة عن سعيد بن المسيّب عن ابن عباس قال: لماّ نزلت هذه الآية( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم [من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنَّما جحد نبوّتي ونبوَّة الأنبياء من قبلي ].

وقال: ومن الدرّ المنثور أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حمّاد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال: لقد قرأنا زماناً ومانرى أنّا من أهلها فاذا نحن المعنيّون بها( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) وفيه (الدرّ المنثور) أخرج أحمد والبزّاز وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن مطرف قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله ضيَّعتم الخليفة حتّى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير رضي الله عنه: إنَّا قرأنا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) ولم نكن نحسب أنّا أهلها حتّى وقعت فينا حيث وقعت.

وأورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في شواهد النتزيل: ج ١ ص ٣٢٣ ط ٣، من الرقم ٢٧٣ قال:

حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمد، قال حدّثنا محمّد بن صالح القزويني، قال: حدَّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر (سليمان بن حيّان)، عن إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال:

لما نزلت:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكانَّما جحد نبوَّتي ونبوّة الأنبياء قبلي ].

١١٦

والسيد هاشم البحراني قد روى عنه في تفسير الآية الكريمة في تفسيره البرهان: ج ٢ ص ٧٢، وكذلك فقد رواه عنه في كتابه غاية المرام في الباب ١٣٥ ص ٤٠٧.

وكذلك فقد روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام ص ٤٠٧ يروي عن أبي عبد الله محمّد بن علي السرّاج، يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:

[يا ابن مسعود قد أنزلت الآية ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) وأنا مستودعكها، ومسلم لك خاصّة الظلمة فكن لما أقول واعيا وعنّي له مؤدّيا: من ظلم عليّا مجلسي هذا كمن جحد نبوّتي ونبوّة من كان قبلي ].

وأخرج الحاكم الحسكاني من شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٤ ط ٣، من الرقم ٢٧٤ قال:

أخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرحمان بن مهدي قال حدّثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن (البصري) يحدِّث عن الزبير بن العوّام قال:

لماّ نزلت هذه الآية:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) ونحن يومئذ متوافرون فجعلنا نعجب من هذه الآية، أيَّة فتنة تصيبنا؟ ماهذه الفتنة؟ حتّى رأيناها.

وفي الرقم ٢٧٥ من الشواهد للحسكاني قال:

وبه قال: حدّثنا يوسف، قال: حدّثنا قبيصة، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي شعيب الصّلت بن دينار، عن عقبة بن صهبان قال: سمعت الزبير بن العوام يقول:

لقد قرأناها زماناً ومانرى أنّا من أهلها، وإذاً نحن المعنيّون بها:

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) .

وجاء في الرقم ٢٧٦ في شواهد التنـزيل للحسكاني قال:

وبه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، ومحمد بن سهل، قالا: حدّثنا محمّد بن يوسف، قال: حدّثنا سفيان عن جويبر:

عن الضحّاك بن مزاحم، من قوله تعالى( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال: نزلت في أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله خاصّة.

١١٧

وأورد الحسكاني في الحديث الرقم ٢٧٧ من شواهد التنزيل ص ٣٢٥ قال:

وبه حدّثنا الحسين بن علي قال: حدّثنا عمرو بن محمّد قال: حدّثنا أسباط: عن السدّي، عن أصحابه( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال: أهل بدر خاصّةً، قال: فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا، وكان من المفتونين فلان وفلان، وهم من أهل بدر، الحديث.

وللملاحظة: إنَّ مقصده من فلان وفلان، طلحة والزبير.

ومن مجمع البيان للطبرسي، عند تفسيره للآية الشريفة بمثل هذا المعنى، ينقل عن السدّي.

وكون الآية الكريمة خاصّة بأهل بدر، فقد أورد السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٩ ص ٣٢٥ قال:

وفيه (أي الدرّ المنثور) أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدّي قال:

هذه نزلت في أهل بدر خاصّة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر.

وأورد الحاكم الحسكاني من شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٥ من الرقم ٢٧٨ قال:

أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن بن عليّ قال: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة قال:

حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان، قال: حدّثنا عمر بن محمّد بن الحسن قال: حدّثنا أبي قال: الحسن بن دينار عن الحسن:

عن الزبير بن العوام أنَّه قرأ هذه الآية:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) إلى آخرها فقال: ماشعرت (أنَّ) هذه الآية (نزلت فينا) إلّا اليوم - يعني يوم الجمل في محاربته عليًّا.

وممن أورد مقولة الزبير بن العوّام وأنّه كان من المعنيّين والخاصّة التي خصَّتهم الآية الكريمة، فقد روى أبو عمرو الداني عثمان بن سعيد من السنن الواردة في الفتن، في الحديث ١٢ من الباب ٣ ص ١٨ قال:

حدّثنا سلمون بن داود قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله قال:

حدّثنا محمّد بن يونس قال: حدّثنا عمر بن حبيب، عن داوود بن أبي هند، عن الحسن قال: حدّثني عون بن قتادة قال: حدّثني الزبير بن العوّام قال:

١١٨

لقد حذَّرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتنة لم نر أنّا نخلق لها؟ ثم قرأ:

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) فقرأناها زماناً، فاذا نحن المعنيّون بها.

قال (عون: فقلت له:) حيث كان هكذا فلِمَ خرجتم (عن عليّ)؟، قال: ويحك! نحن نعلم ولكن لانصبر.

وذكر محقق الكتاب في تحقيقه: والحديث أخرجه أحمد (في مسند الزبير):ج ١ ص ١٦٧ ط ١.

ورواه أيضاً ابن جرير في تفسيره: ج ٩ ص ٢١٨.

ورواه أيضاً البزّار كما في كشف الأستار: ج ٤ ص ٩١.

ورواه في مسند الزبير في الحديث الأخير ج ١ ص ١٦٧ قال: حدّثنا أسود بن عامر حدّثنا جرير، قال: سمعت الحسن قال: قال الزبير بن العّوام: نزلت هذه الآية ونحن متوافرون مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) فجعلنا نقول: ماهذه الفتنة وما نشعر أنّها تقع حيث وقعت.

ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٧ ص ٢٧ وقال: رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.

وكذلك ورد في كتاب فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٣٦٨ للسيد الفيرز آبادي.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٨ في الحديث ٢٨٣ (قال: و) حدّثنا الحمّاني قال: حدّثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد، عن السدّي (في قوله تعالى)( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) هم أهل الجمل.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٨، الرقم ٢٨٤ قال: (و) حدّثنا محمّد بن الفضل، عن هشام بن (عروة عن) بكير الطويل، عن أبي إسحاق، عن أبي عثمان النهدي قال: رأيت عليًّا يوم الجمل وتلا هذه الآية:( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ ) فحلف عليّ بالله ماقوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلاّ اليوم.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان المجلد الثاني ص ٥٣٤ - ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

١١٩

وفي حديث أبي أيّوب الأنصاري أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعمّار: [ياعمّار إنَّه سيكون بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضاً وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني عليّ بن أبي طالب (ع) فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليُّ واديا فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس ياعمّار، إنَّ عليّاً لايردّك عن هدى ولا يدّلك على ردى، ياعمّار طاعة عليّ طاعتي وطاعتي طاعة الله ] ورواه السيد أبو طالب الهروي بإسناده عن علقمة والأسود قالا أتينا أبا أيّوب الأنصاري الخبر بطوله، وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: وحدّثنا عنه أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد قال حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضيل بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن صالح العرزميّ قال حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنَّما جحد بنبوّتي ونبوَّة الأنبياء قبلي ].

١٢٠

سورة الأنفال الآية ٢٧

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا الله وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٢ ط ٣ الحديث الرقم ٢٧٢ قال:

(و) في (التفسير) العتيق: روي عن يونس بن بكّار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، في قوله تعالى ذكره:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا الله وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ) في آل محمّد( وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .

سورة الأنفال الآية ٣٠

( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣١ ط ٣، في الحديث الرقم ٢٨٧ قال:

حدّثني الحسين بن محمّد بن الحسين الثقفي قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي-إملاءً - قال: حدّثنا أبي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، قالا: حدّثنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرني عثمان، عن مقسم:

عن ابن عباس في قول الله تعالى:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قال: تشاورت قريش ليلة بمكّة فقال بعضهم: إذا أصبح (محمّد) فأوثقوه بالوثاق. وقال بعضهم: اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيّه على ذلك، فبات عليّ بن أبي طالب على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تلك الليلة فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون وهم يظنّون أنّه رسول الله، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه فلمّا رأوا عليّاً ردَّ الله مكرهم فقالوا:

أين صاحبك؟ قال: (لاأدري)، فاقتصّوا أثره، فلمّا بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا فوق الجبل فمرّوا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لودخل هاهنا لم يكن على بابه نسج العنكبوت.

(وأيضاً الحديث) رواه عن عبد الرزّاق بن راهويه، وسلمة، وعبد الله بن جعفر.

١٢١

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٢ ط ٣، في الحديثين ٢٨٨، ٢٨٩ قال:

أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدّثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمر قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عبّاس.

وأخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم (ابن راهويه).

وأخبرنا محمّد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد قال: أخبرنا عبد الله(١) بن محمّد قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر قال: أخبرنا عثمان الجزري أنّ مقسماً أخبره عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) قال:

تشاورت قريش ليلة بمكّة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه في الوثاق يريدون النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وذكره مثله سواءاً، إلاّ ماغيّرت إلى (قوله) فلمّا أصبحوا ثاروا إليه.

وقال ابن راهويه: فلمّا أصبحوا رأوا عليّاً. وساق مثله إلاّ ماغيّرت إلى (قوله) لو دخل هاهنا لم يكن ينسج العنكبوت على بابه فمكث فيه (رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثلاثاً. وقال ابن راهويه: ثلاث ليال.

وأخرج السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان ج ٩ ص ٧٨:

أنَّ بعد بيعة العقبة في أهل يثرب، اجتمعت قريش لمحاربة النبيّ (ص)، فخرج حمزة وعليّ عليه السلام ومعهما السلاح فردّا قريش، عن بغيها، قال الطباطبائي (عن تفسير القمي):

فرجعوا-أي قريش - إلى مكّة وقالوا: لانأمن أن يفسد أمرنا ويدخل واحد من مشائخ قريش في دين محمّد فاجتمعوا في دار الندوة، وكان لايدخل دار الندوة إلاّ من أتى عليه أربعون سنة فدخلوا أربعين رجلاً من مشائخ قريش، وجاء إبليس في صورة شيخ كبير فقال له البوّاب: من أنت؟ فقال: أنا شيخ من أهل نجد لايعدمكم منّي رأي صائب إنّي حيث بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل جئت لاُشير عليكم فقال: اُدخل فدخل إبليس.

____________________

(١) هذا هو الصواب، وهو عبد الله بن محمّد بن عبد الرحمان بن شيرويه رواية مسند ابن راهويه.

١٢٢

فلمّا أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يامعشر قريش إنّه لم يكن أحد من العرب أعزّ منّا، نحن أهل الله تفد إلينا العرب في السنة مرّتين ويكرموننا، ونحن في حرم الله لايطمع فينا طامع فلم نزل كذلك حتّى نشأ فينا محمّد بن عبد الله فكنّا نسمّيه الأمين لصلاحه وسكونه وصدق لهجته حتّى إذا بلغ مابلغ وأكرمناه ادّعى أنّه رسول الله وأنَّ أخبار السماء تأتيه فسفّه أحلامنا، وسبَّ آلهتنا، وأفسد شبّاننا، وفرَّق جماعتنا، وزعم أنَّه من مات من أسلافنا ففي النار، ولم يرد علينا شيء أعظم من هذا، وقد رأيت فيه رأياً. قالوا: ومارأيت؟ قال: رأيت أن ندسّ إليه رجلاً منّا ليقتله فإن طلبت بنو هاشم بديته أعطيناهم عشر ديات فقال الخبيث (إبليس): هذا رأي خبيث قالوا: وكيف ذلك؟ قال: لأنّ قاتل محمّد مقتول لا محالة فمن هذا الّذي يبذل نفسه للقتل منكم؟ فانّه إذا قتل محمّداً تعصّبت بنو هاشم وحلفاؤهم من خزاعة، وإنَّ بني هاشم لاترضى أن يمشي قاتل محمّد على الأرض فتقع بينكم الحروب في حرمكم وتتفانون.

فقال آخر منهم: فعندي رأي آخر. قال: وماهو؟ قال نثبته في بيت ونلقي عليه قوته حتّى يأتي عليه ريب المنون فيموت كما مات زهير والنابغة وامرؤ القيس. فقال إبليس: هذا أخبث من الآخر. قالوا: وكيف ذاك؟ قال: لأنّ بني هاشم لاترضى بذلك فإذا جاء موسم من مواسم العرب استغاثوا بهم فاجتمعوا عليكم فأخرجوه.

قال آخر منهم: ولكنّا نخرجه من بلادنا ونتفرّغ لعبادة آلهتنا. قال إبليس: هذا أخبث من ذينك الرأيين المتقدّمين، قالوا: وكيف؟ قال: لأنّكم تعمدون إلى أصبح الناس وجهاً وأتقن الناس لساناً وأفصحهم لهجة فتحملوه إلى بوادي العرب فيخدعهم ويسحرهم بلسانه فلا يفجؤكم إلاّ وقد ملأها خيلاً ورجالاً. فبقوا حائرين.

ثمّ قالوا لإبليس: فما الرأي ياشيخ؟ قال: مافيه إلاّ رأي واحد. قالوا: وماهو.

١٢٣

قال: يجتمع من كلّ بطن من بطون قريش فيكون معهم من بني هاشم رجل فيأخذون سكيّناً أو حديدة أو سيفاً فيدخلون عليه فيضربونه كلّهم ضربة واحدة حتّى يتفرّق دمه في قريش كلّها فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه فقد شاركوه فيه فإن سألوكم أن تعطوهم الدية فأعطوهم ثلاث ديات. قالوا: نعم وعشر ديات. قالوا: الرأي رأي الشيخ النجديّ فاجتمعوا فيه، ودخل معهم في ذلك أبو لهب عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم.

فنـزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. فأخبره أنّ قريشاً قد اجتمعت في دار الندوة يدّبرون عليك فأنزل الله عليه في ذلك:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) .

واجتمعت قريش أن يدخلوا عليه ليلاً فيقتلوه، وخرجوا إلى المسجد يصفّرون ويصفّقون ويطوفون بالبيت فأنزل الله:( وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) فالمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين وهذه الآية معطوفه على قوله:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قد كتبت بعد آيات كثيرة.

فلمّا أمسى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جاءت قريش ليدخلوا عليه فقال أبو لهب: لاأدعكم أن تدخلوا عليه بالليل فإنَّ في الدار صبياناً ونساءً ولا نأمن أن يقع بهم يد خاطئة فنحرسه الليلة فإذا أصبحنا دخلنا عليه، فناموا حول حجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

وأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يفرش له فرش، فقال لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: [أفدني بنفسك قال:نعم يارسول الله قال:نم على فراشي والتحف ببردتي . فنام عليّ عليه السلام على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله والتحف ببردته.

وجاء جبرئيل فأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فأخرجه على قريش وهم نيام وهو يقرأ عليهم:( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُون َ ) وقال له جبرئيل:خذ على طريق ثور ، وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فدخل الغار وكان من أمره ماكان.

١٢٤

فلمّا أصبحت قريش وأتوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش فوثب عليّ عليه السلام في وجوههم فقال:ماشأنكم ؟ قالوا: أين محمّد؟ قال:أجعلتموني عليه رقيباً ألستم قلتم: نخرجه من بلادنا ؟فقد خرج عنكم ]. فأقبلوا على أبي لهب يضربونه ويقولون: أنت تخدعنا منذ الليل.

فتفرّقوا في الجبال، وكان فيهم رجل من خزاعة يقال له: أبو كرز يقفوا الآثار فقالوا: يا أبا كرز اليوم اليوم فوقف بهم على باب حجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال لهم: هذه قدم محمّد والله إنّها لاُخت القدم الّتي في المقام، وكان أبو بكر بن أبي قحافة استقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فردّه معه فقال أبو كرز: وهذه قدم ابن أبي قحافة أو أبيه ثمّ قال: وههنا غير أبي قحافة، ولايزال يقف بهم حتّى أوقفهم على باب الغار.

ثمّ قال: ماجاوزوا هذا المكان إمّا أن يكونوا صعدوا إلى السماء أو دخلوا تحت الأرض، وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاء فارس من الملائكة ثمّ قال: مافي الغار أحد فتفرّقوا في الشعاب وصرفهم الله عن رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ أذن لنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم في الهجرة.

أقول (أي الطباطبائي): وروي مايقرب من هذا المعنى ملخّصاً في الدرّ المنثور عن ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم والبيهقيّ معاً في الدلائل عن ابن عبّاس، لكن نسب فيه إلى أبي جهل مانسب في هذه الرواية إلى الشيخ النجديّ ثم ذكر أنّ الشيخ النجديّ صدَّق أبا جهل في رأيه واجتمع القوم على قوله.

وقد روي دخول إبليس عليهم في دار الندوة في زيّ شيخ نجديّ في عدّة روايات من طرق الشيعة وأهل السنّة.

وللمتابعة والتوسّع للنظر، مارواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: ج ١ ص ٢٢٧ وكذلك فيما رواه ابن كثير في عنوان: (شجاعة عليّ ومبيته في مضجع الرسول) في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من جامع المسانيد: ج ١٩، ص ٦٣ ط ١ وكذلك فيما رواه الشيخ الطوسي من ج ١٦ من أمالية ج ١ ص ٤٥٨ طبعة الغري.

وأخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٣، في الحديث رقم ٢٩٠ قال:

١٢٥

وأخبرنا منصور قال: حدّثنا محمّد قال: حدّثنا إبراهيم قال: حدّثنا ابن زنجويه قال: قال حدّثنا عبد الرزّاق قال: سمعت أبي يحدّث عن عكرمة في قوله:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قال:

لماّ خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبو بكر إلى الغار أمر عليّاً فنام في مضجعه وبات المشركون يحرسونه فلمّا رأوه نائماً حسبوا أنّه النبيّ وتركوه، فلمّا أصبح وثبوا اليه وهم يحسبونه أنّه النبيّ صلّى الله عليه وآله فإذا هم بعليّ، قالوا: أين صاحبك؟ قال: (لا أدري)، فركبوا الصعب والذلول في طلبه.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٣ الحديث الرقم ٢٩١ قال: أخبرنا محمّد بن عليّ بن محمّد المقرئ قال: حدّثنا محمّد بن الفضل بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن إسحاق جدّي قال: حدّثنا محمّد بن عيسى قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر، عن ابن عبّاس قال:

لما اجتمعوا لذلك واتّعدوا أن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، غدوا في اليوم الذي اتّعدوا، وكان ذلك اليوم يسمّى يوم الزحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت(١) فوقف على باب الدار، فلمّا رأوه واقفاً على بابها قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتّعدتم له فحضر معكم ليسمع ماتقولون، وعسى أن لايعدمنّكم منه رأي ونصح، قالوا: أجل فادخل. فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلّهم من كلّ قبيلة، من بني عبد شمس عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ومن بني نوفل بن عبد مناف طعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر بن نوفل، ومن بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلدة، ومن بني أسد بن عبد العزّى أبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود بن المطّلب وحكم بن حزام، ومن بني مخزوم أبو جهل بن هشام، ومن بني سهم نبيه ومنبّه ابنا الحجّاج، ومن بني جمح أُميّة بن خلف، أو من كان منهم، وغيرهم ممّن لايعدّ من قريش، فقال بعضهم لبعض: إنّ هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، (و) إنّا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتّبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأياً وتشاوروا.

____________________

(١) البت-كشط -: ثوب غليظ من الصوف ونحوه، والجمع بتات، وبتوت.

١٢٦

ثمّ قال قائل منهم: احبسوه في الحديد وغلّقوا عليه باباً، ثمّ تربّصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين (كانوا) قبله (مثل) زهير ونابغة ومن مضى منهم من هذا الموت (كذا) حتّى يصيبه منه ما أصابهم.

فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون لخرج أمره من وراء الباب الّذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم ثمّ يكابروكم به حتّى يغلبوكم على أمركم، ماهذا لكم برأي، فانظروا في غيره.

ثمّ تشاورا، ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا، فإذا خرج عنّا فو الله مانبالي أين ذهب ولاحيث وقع (إذا) غاب عنّا أذاه وفرغنا منه وأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت.

قال الشيخ النجدي: لا والله ماهذا لكم برأي ألم تروا (إلى) حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟، والله لو فعلتم ذلك ما آمنت (على) أن يحلّ على حيّ من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتّى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتّى يطأكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثمّ يفعل بكم ما أراد، دبّروا فيه رأياً غير هذا.

فقال أبو جهل بن هشام: والله إنّ لي فيه لرأياً ما أراكم وقفتم عليه بعد. قالوا: وماهو يا (أ) بالحكم؟.

قال: أرى أن تأخذوا من كلّ قبيلة فتىً شابّاً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثمّ نعطي كلّ فتى منهم سيفاً صارماً، ثمّ يعمدون إليه، ثمّ يضربون بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح منه، فإنّهم إذا فعلوا ذلك تفرَّق دمه في القبائل كلّها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً،

ورضوا عنّا بالعقل، فعقلناه لهم.(العقل: الدية)

قال: فقال لهم الشيخ النجديّ: القول ماقال هذا الرجل، هذا (هو) الرأي، لا رأي لكم غيره. فتفرّق القوم عنه على ذلك وهم مجمعون له.

فأتى جبرئيل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال (له): لاتبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه.

١٢٧

قال: فلمّا كان عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتّى ينام فيثبون عليه، فلمّا رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مكانهم قال لعليّ:

[نم على فراشي واتّشح ببُردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنّه لايخلص إليك شرّ وكراهة منهم ]، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ينام في برده ذلك إذا نام.

قلت: انتهى حديث سلمة، وزاد يونس بن بكير، عن ابن إسحاق:

ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتّشح ببرد له أخضر ففعل (عليٌّ ذلك).

ثمّ خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على القوم وهم على بابه فخرج (و) معه حفنة من تراب فجعل ينثرها على رؤوسهم، وأخذ الله-عزّ وجلّ - بأبصارهم عن رؤية نبيّه (و) هو يقرأ:( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) (١) إلى قوله( فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ).

فلمّا أصبح رسول الله أذن الله له بالخروج إلى المدينة، وكان آخر من قدم (إلى) المدينة من الناس فيمن لم يفتن في دينه - أو (لم) يحبس - عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّ رسول الله أخّره بمكّة، وأمره أن ينام على فراشه وأجّله ثلاثاً، وأمره أن يؤدّي إلى كلّ ذي حقّ حقّه، ففعل ثمّ لحق برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واطمأنّ الناس ونزلوا على أرض أمن مع إخوانهم من الأنصار.

(وأيضاً) أخبرنا محمد، وأحمد، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق بذلك.

وجاء في تفسير الميزان ج ٩ ص ٨٢ قال: وكانت قريش قد سمّوا محمّداً في الجاهليّة: الأمين، وكانت تودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وكذلك من يقدم مكّة من العرب في الموسم، وجاءت النبوّة والرسالة والأمر كذلك فأمر عليّاً عليه السلام أن يقيم صارخاً بالأبطح غدوة وعشيّاً: من كان له قبل محمّد أمانة أو دين فليأت فلنؤدّ إليه أمانته.

____________________

(١) سورة يس: تسلسلها القرآني ٣٦ الآيات من ١ إلى ٩.

١٢٨

قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: إنّهم لن يصلوا من الآن إليك ياعليّ بأمر تكرهه حتّى تقدم عليَّ فأدِّ أمانتي على أعين الناس ظاهراً ثمّ إنّي مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربيّ عليكما ومستحفظه فيكما فأمر أن يبتاع رواحل له وللفواطم(١) ومن أزمع الهجرة معه من بني هاشم.

قال أبو عبيدة: فقلت لعبيد الله، يعني ابن أبي رافع: أو كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يجد ماينفقه هكذا؟ فقال: إنّي سألت أبي عمّا سألتني وكان يحدّث لي هذا الحديث. فقال: وأين يذهب بك عن مال خديجة عليها السلام.

قال عبيد الله بن أبي رافع: وقد قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام يذكر مبيته على الفراش ومقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الغار ثلاثاً نظماً:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجرِ

محمّد لـمّا خاف أن يمكروا به

فوقّاه ربّي ذو الجلال من المكرِ

وبتُّ اُراعيهم متى ينشرونني

وقد وُطّنت نفسي على القتل والأسرِ

وبات رسول الله في الغار آمناً

هناك وفي حفظ الإله وفي سترٍ

أقام ثلاثاً ثمّ زُمَّت قلائص

قلائص يفرين الحصا أينما تفرى

____________________

(١) فواطم وهنّ على مافي ذيل الرواية: فاطمة بنت النبيّ عليها السلام وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت الزبير.

١٢٩

سورة الأنفال: الآية: ٣٣.

( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ )

أورد العلامة عيدروس العلوي الأندونيسي المعروف بابن رويش في كتابه شواهد التنـزيل لمن خُصّ بالتفضيل، ص ٣٤٩ قال:

قال الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي في كتابه (ينابيع المودّة) ص ٢٩٨: أشار صلّى الله عليه وآله إلى وجود ذلك المعنى في أهل بيته، وأنّهم أمان لأهل الأرض كما كان صلّى الله عليه وآله أمانا لهم، وفي ذلك أحاديث كثيرة، منها: [النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمانٌ لأمّتي ] كما في المصدر، أخرجه جماعة.

وفي رواية: [وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فاذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ماكانوا يوعدون ]. وفي أخرى لأحمد: [النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فاذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء، واذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ]، وفي رواية صححها الحاكم في ج ٣ ص ١٤٩ ط دار المعرفة: على شرط الشيخين: [النجوم أمان لاهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف، فاذا خالفتها قبيلةٌ من العرب اختلفوا، فصاروا حزب إبليس ].

وجاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً: [إنَّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك ] وفي رواية مسلم: [ومن تخلّف عنها غرق ] وفي رواية: [وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل، من دخله غفر له ].

وأنّ الله تبارك وتعالى لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبيّ صلّى الله عليه وآله جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته، لانّهم يساوونه في خمسة أشياء مرّت ولأنّه قال في حقّهم: [أللّهم إنَّهم منِّي وأنا منهم ].

ثمّ أورد ماجاء في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ٩١ ط الميمنة: هذه الآية وعدّها في الآيه السابعة النازلة في أهل البيت عليهم السلام وأورد في ذيلها الأحاديث المشيرة إلى وجود ذلك المعنى في أهل بيته صلّى الله عليه وآله.

١٣٠

ثم قال: وقال بعضهم: يحتمل أنَّ المراد بأهل البيت الذين هم أمان علماؤهم، لانّهم الذين يُهتدى بهم كالنجوم، والذين اذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات مايوعدون.

ثم قال: ويحتمل وهو الاظهر عندي، أنّ المراد بهم سائر أهل البيت فإنّ الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبيّ صلّى الله عليه وآله جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته لانّهم يساوونه في أشياء مرَّ عن الرازي بعضها ولأنّه صلّى الله عليه وآله قال في حقّهم: [أللّهم إنَّهم منّي وأنا منهم ] ولانّهم بضعة منه بواسطة فاطمة أمّهم بضعته صلّى الله عليه وآله فأُقيموا مقامه في الأمان، (انتهى ملخصاً).

سورة الأنفال الآية ٣٤

( وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمْ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٩ ط ٣ في الحديث ٢٩٢ قال: أخبرنا عقيل بن الحسين قال: أخبرنا عليّ بن الحسين قال: أخبرنا محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا أبو مروان -قاضي مدينة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بها سنة أربع وأربعين وثلاثمائة - قال حدّثنا عبد الله بن منيع قال: حدّثنا عليّ بن الجعد قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة عن الحسن:

عن عبد الله بن عبّاس (في قوله تعالى):( وَمَا كَانُوا ) يعني كفّار مكّة( أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ ) (يعني ما أولياؤه)( إِلاَّ الْمُتَّقُونَ ) يعني (عن) الشرك والكبائر، يعني عليّ بن أبي طالب وحمزة، جعفراً وعقيلاً، هؤلاء (هم) أولياؤه( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) .

وجاء في الحديث الرقم ٢٩٣ في شواهد التنـزيل للحسكاني، قال:

أخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا القاسم بن يزيد الموصلي، عن أبي علي، عن أبي هرمز (نافع بن هرمز)، عن أنس بن مالك عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

[آل محمّد كلّ تقيٍّ ]

١٣١

إنَّ هذا الحديث المذكور هو معارض وغير متَّفق ومخالف لما جاء في أحاديث مرويّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من أنّ أهله، وآله هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام والمرويّة عن الحفّاظ والرواة الذين لايجحدون آل محمّد ولاينصبون لهم العداء. لقد أورد الطبري في تفسيره جامع البيان: ج ١ ص ٢٩٦ ط. دار المعرفة بيروت قال:

حدّثني محمّد المثنّى قال: ثنا بكر بن يحيى بن زبان العنـزي قال: ثنا مندل عن الأعمش عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وفي عليّ رضي الله عنه وحسن رضي الله عنه وحسين رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها ]( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وقال: حدّثنا ابن وكيع قال: حدّثنا محمّد بن بكر، عن حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن أنس أنّ النبيّ (ص) كان يمرّ ببيت فاطمة ستّة أشهر كلَّما خرج إلى الصلاة فيقول: الصلاة أهل البيت. ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقال: حدّثنا ابن وكيع قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق قال: أخبرني أبو داوود، عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبيّ ص قال: رأيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم اذا طلع الفجر جاء إلى باب عليّ وفاطمة فقال الصّلاة،( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وقال: حدّثني أبو كريب قال: حدّثنا وكيع عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب عن فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، عن أمّ سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فجلّل عليهم كساء خيبريّاً فقال: [أللّهم هؤلاء أهل بيتي، أللّهم اذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ] قالت أمّ سلمة: ألست منهم؟ قال: [أنت إلى خير ].

وروى ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ، الجزء الثاني، الورق ٧ من المصوّرة، ومن نسخه الورق ١٤٦/أ/ قال:

١٣٢

أنبأنا الحسين بن حميد بن الربيع أبو عبد الله، أنبأنا مخوّل بن إبراهيم أبو عبد الله، أنبأنا عبد الجبّار بن عباس الشبامي، عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى قالت: سمعت أمّ سلمة تقول نزلت هذه الآية في بيتي( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة: جبرئيل وميكائيل ورسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، قالت: وأنا على باب البيت، قلت يارسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: [أنت إلى خير ].

روى محمّد بن سليمان في الحديث (٧٣) من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام الورق ٣١/ب/وفي ط ١: ج ١ ص ١٣٢ قال:

حدّثنا محمّد بن منصور المرادي، قال: حدّثنا مخوّل بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس الشبامي، عن عمّار بن أبي معاوية الدهني عن عمرة قالت:

سمعت أمّ سلمة تقول: نزلت هذه الآية في بيتي:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة وحسن وحسين صلوات الله عليهم، قالت: وأنا على باب البيت جالسة [و] قلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: [إنَّك على خير، إنّك من أزواج النبيّ ] وماقال: إنّني من أهل البيت.

وروى أبو نعيم في كتابه: (ما نزل من القرآن في عليّ) كما رواه عنه ابن البطريق في الحديث ٣٦ في الفصل الرابع في كتابه خصائص الوحي المبين: ص ٤٤ ط ١ ومن ط ٢ ص ٧١ وكما نقل في النّور المشتعل للمحقّق الشيخ محمّد باقر المحمودي تغمَّده الباري برحمته الواسعة. ص ١٧٥.

قال:

١٣٣

حدّثنا أحمد بن عليّ بن الحارث المرهبي وزيد بن علي المقرئ، قالا: حدّثنا القاسم بن محمّد بن حمّاد الدلال، قال حدّثنا مخوّل بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أمّ سلمة رضي الله عنها، قالت: نزلت هذه الآية في بيتي:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة، جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام وأنا على باب البيت فقلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: [أنت على خير إنَّك من أزواج النبيّ (ص) ] وما قال: إنّك من أهل البيت.

والحاكم الحسكاني-نفسه-أخرج في شواهد التنـزيل: ج ٢ ص ١٥٢ ط ٣ في الحديث ٧٦٣ قال:

أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عليّ بن الحسن الداوودي -كتابةً من هراة بخطّ يده-أنّ أبا تراب محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي أخبره، قال: قرئ على أبي محمّد القاسم بن محمّد حمّاد الدلال، قال: حدّثكم مخوّل بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى، عن أمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي:

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ ) وفي البيت سبعة، جبرئيل وميكائيل ورسول الله وعليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام وأنا على باب البيت فقلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال (لي): [إنّك إلى خير إنّك من أزواج النبيّ ] وما قال: إنّك من أهل البيت رواه أبو الشيخ، عن عبد الله بن محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن الحكم الحبري عن مخوّل فكأنّي سمعت منه.

وأملاه أبو جعفر القميّ عن أربعة نفر عن مخوّل، فكأنّه سمعه منّي.

ورواه الطحاوي عن الحسين بن الحكم (الحبري) وقال: عن أمّ عمرة بنت رافع.

١٣٤

وأورد ايضاً الحاكم الحسكاني في الحديث ٧٦٨ في شواهد التنـزيل: ج ٢ ص ١٥٩ قال: أخبرنا أبو نصر المفسّر، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، حدّثنا أبو إسحاق المفسّر في تفسيره، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدّثنا الحسين بن محمد، عن سليمان بن قرم، عن عبد الجبّار بن العبّاس، عن عمّار الدهني: عن عقرب، عن أُمّ سلمة قالت:

في بيتي نزلت (هذه الآية):( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل ومحمّد وعليّ وفاطمة وحسن وحسين وجبرئيل يملي على رسول الله، ورسول الله يملي على عليّ عليهم السلام.

وبهذه الروايات، التي ذكرت وبالتحديد وبالاسماء يتبيّن من هم أهل البيت، وليس غيرهم، حتّى أنَّ أُمّ سلمة زوجة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ذكرت أنّها ليست من أهل البيت وكما أخبرها رسول الله أنّها إلى خير، وماهي من أهل البيت.

فكيف من يدعى بهتاناً: (آل محمّد كلّ تقي).

إنّها مايمكرون، والله خير الماكرين.

الأنفال الآية ٤١.

( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ )

أخرج السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان المجلّد ٩(الجزء العاشر)ص ١٠٤ قال: وفي الدرّ المنثور أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من وجه آخر عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: أنَّ نجدة الحروريّ أرسل إليه يسأله عن سهم ذي القربى الّذين ذكر الله فكتب إليه: إنّا كنّا نرى أنّا هم، فأبى ذلك علينا قومنا، وقالوا: ويقول لمن تراه؟ فقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: هو لقربى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قسّمه لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وقد كان عمر (رض) عرض علينا من ذلك عرضاً رأيناه دون حقّنا فرددناه عليه وأبينا أن نقبله. وكان عرض عليهم أن يعين ناكحهم، وأن يقضي عن غارمهم، وأن يعطي فقيرهم، وأبى أن يزيدهم على ذلك.

١٣٥

وفي ص ١٠٥ منه، قال: وفيه (الدرّ المنثور) أخرج ابن المنذر عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: سألت عليّاً رضي الله عنه، فقلت: ياأمير المؤمنين أخبرني كيف كان صنع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الخمس نصيبكم؟ فقال: أمَّا أبو بكر فلم يكن في ولايته أخماس، وأمّا عمر فلم يزل يدفعه إليّ في كلّ خمس حتىّ كان خمس السوس وجند نيسابور فقال وأنا عنده: هذا نصيبكم أهل البيت من الخمس وقد أُحلّ ببعض المسلمين واشتدّت حاجتهم. فقلت: نعم، فوثب العبّاس بن عبد المطّلب فقال: لاتعرض في الّذي لنا.

فقلت: ألسنا من أرفق المسلمين، وشفع أمير المؤمنين، فقبضه فوالله ماقبضناه ولاقدرت عليه في ولاية عثمان رضي الله عنه.

ثمَّ أنشأ عليّ رضي الله عنه يحدِّث فقال: إنَّ الله حرَّم الصدقة على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم فعوّضه سهماً من الخمس عوضاً ممّا حرّم عليه، وحرّمها على أهل بيته خاصّة دون أمّته فضرب لهم مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سهماً عوضاً ممّا حرَّم عليهم.

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٤١ ط ٣ في الحديث ٢٩٥ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثني محمّد بن سهل، قال: حدّثنا عمرو بن عبد الجبّار بن عمرو، قال: حدّثنا أبي، عن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين عن أبيه.

عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام في قول الله تعالى:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ) الآية، قال: [لنا خاصّة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً، كرامة أكرم الله تعالى نبيّه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين ].

وأرود الحاكم الحسكاني في الشواهد: ج ١ ص ٣٤٣ في الحديث ٢٩٧ قال:

١٣٦

أخبرنا منصور بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الطنافسي قال: حدّثنا هاشم بن البريد، عن حسين بن ميمون، عن عبد الله بن عبد الله مولى بني هاشم قاضي الري، عن عبد الرحمان بن أبي ليليى قال: سمعت أمير المؤمنين عليّاً يقول: [اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة (عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال العباس: يارسول الله كبرت سنّي ودقّ عظمي وكثرت مؤنتي فإن رأيت يارسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا وسقاً من الطعام فافعل. فأجابه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، فقالت فاطمة: يارسول الله إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمّك فافعل. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: نعم. ثمّ قال زيد بن حارثة: يارسول الله كنت أعطيتني أرضاً كانت معيشتي منها، ثمّ قبضتها فإن رأيت أن تردَّها عليّ فافعل. فقال: نعم. فقلت: أنا إن رأيت أن تولّيني هذا الحقّ الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس فأقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: فأفعل، فولّانيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقسّمته في حياته، ثمّ ولّانيه أبو بكر فقسّمته في حياته، ثمّ ولّانيه عمر فقسّمته حتّى كان آخر سنة من سنّي عمر أتاه مال كثير فعزل حقّنا ثمّ أرسل إليّ فقال: هذا حقّكم فخذه فقلت: بنا عنه غنى العام وبالمسلمين حاجة، فردّه تلك السنة فلم يدعني إليه أحد بعده حتّى قمت مقامي هذا، فلقيني العباس فقال: ياعليّ لقد نزعت اليوم منّا شيئاً لايردّ إلينا أبداً ].

رواه جماعة عن هاشم به تارات(١) .

وروى الطبري في تفسير الآية: ج ١٠ ص ٨ قال: حدّثني الحارث قال حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا عبد الغفّار، قال: حدّثنا المنهال بن عمرو قال:

____________________

(١) أي رووه عنه مرّات عديدة، ولفظة: (به) غير موجودة في بعض النسخ.

١٣٧

سألت عبد الله بن محمّد بن عليّ وعليّ بن الحسين عن الخمس؟ فقالا:(هو لنا) فقلت لعليّ: إنّ الله يقول:( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) قال: [يتامانا ومساكيننا ].

والسيد هاشم البحراني قد ذكر الآيه الكريمة في الباب ١٩ في كتاب غاية المرام: ص ٣٢٤.

وقال الطبرسي في تفسيره الآية الكريمة في تفسيره (مجمع البيان): وفي تفسير الثعلبي: قال المنهال بن عمرو: سألت عليّ بن الحسين وعبد الله بن محمّد بن علي عن الخمس فقالا: [هو لنا ]قلت لعليّ: إنَّ الله يقول:( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) [فقال يتامانا ومساكيننا ].

وأحمد بن حنبل قد روى حديث الامام عليّ عليه السلام المرفوع إلى عبد الرحمان بن أبي ليلى، في مسنده الامام عليّ عليه السلام تحت الرقم ٦٤٦ في كتاب المسند: ج ١، ص ٨٤-ط ١، وفي الطبعة الثانية: ج ٢ ص ٥٩ قال:

حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا هاشم بن البريد، عن حسين بن ميمون، عن عبد الله بن قاضي الري عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليّاً رضي الله عنه يقول: (اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة فقال العباس: يارسول الله كبرت سنّي ودقّ عظمي وكثرت مؤنتي فإن رأيت يارسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا...

فهو لم يتم رواية عبد الرحمان بن أبي ليلى، بل بتر ذيله الدّال على تكّرم وتفضّل أهل البيت على المسلمين من حقّهم، ثمّ سلب بعض الخلفاء حقّهم ولم يردّوه إليهم.

وقد أورد الطبري عند تفسيره للآيه الكريمة في تفسيره: ج ١٠ ص ٥٠ بطرق عدّة عن خصيف عن مجاهد، ثم قال:

حدّثني محمّد بن عمارة حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا الصباح بن يحيى المزني، عن السدّي عن ابن الديلمي (كذا) قال: قال: عليّ بن الحسين رضي الله عنه لرجل من أهل الشام: أما قرأت في الأنفال:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ... ) الآية ؟ قال: نعم، [قال نحن هم، قال: فإنّكم لأنتم هم؟ قال:نعم ].

١٣٨

وروى ابن أبي شيبة في عنوان: (سهم ذوي القربى) من كتاب الجهاد تحت الرقم: ١٥٢٩٦ من المصنّف: ج ١٢، ص ٤٧١ طبعة الهند، قال:

حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا هاشم بن بريد قال: حدّثني حسين بن ميمون، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: سمعت عليّاً يقول: قلت يارسول الله إن رأيت أن تولّينا حقّنا من الخمس في كتاب الله فأقسمه حياتك كي لاينازعنيه أحد بعدك قال ففعل ذلك فولّانيه رسول الله صلّى الله عليه فقسّمته حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم ولّانيه أبو بكر فقسّمته حياة أبي بكر ثمّ ولّانيه عمر فقسّمته حياة عمر حتّى كان آخر سنة من سنّي عمر فأتاه مال كثير فعزل حقّنا ثم أرسل إليَّ فقال: هذا حقّكم فخذه فأقسمه حيث كنت تقسمه، فقلت: يا أميرالمؤمنين بنا عنه العام غنيً وبالمسلمين إليه حاجة فرّد عليهم تلك السنّة ثمّ لم يدعنا إليه أحد بعد عمر حتّى قمت مقامي هذا، فلقيت العبّاس بعد ما خرجت من عند عمر فقال: يا عليّ لقد حرَّمتنا الغداة شيئاً لايردّ علينا أبداً إلى يوم القيامة)، (قال:) وكان (العبّاس) رجلاً داهياً.

وقال الامام التونسي الشيخ محمّد الطاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير) ج ١٠ ص ٩ قال: وأمّا ذو القربى، فـ (أل) في القربى عوض عن المضاف اليه والمراد هنا هو الرسول المذكور قبله، أي ولذي قربى الرسول وذلك إكرام من الله لرسوله صلّى الله وسلّم اذ جعل لأهل قرابته حقّاً في مال الله لأنَّ الله حرَّم عليهم أخذ الصدقات والزكاة، فلا جرم أنّه أغناهم من مال الله، ولذلك كان حقّهم في الخمس ثابتاً بوصف القربة.

وفي تفسير المنار: ج ١٠ ص ١٤-١٥.

ولذوي القربى، لانّهم اكثر الناس حميّة للإسلام، حيث اجتمع فيهم الحميّة الدينيّة إلى الحميّة النسبيّة، فانّه لافخر لهم إلاّ بعلو دين محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ولانَّ في ذلك تنويهاً بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وتلك مصلحة راجعة إلى الملّة، واذا كان العلماء والقراء يكون توقيرهم تنويهاً بالملّة يجب أن يكون توقير (ذوي القربى) كذلك بالأولى.

ثمَّ ذكر:

١٣٩

روي عن زين العابدين عليّ بن الحسين أنّه قال: [إنّ الخمس لنا، فقيل له إنّ الله يقول: ( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) فقال: يتامانا، ومساكيننا، وأبناء سبيلنا ].

وجاء في تفسير روح البيان: ص ٢ / الورقة ٣١١ المخطوط، للشيخ إسماعيل بن مصطفى الحقّي الإسلامبولي قال:

( وَلِذِي الْقُرْبَى ) وهم بنو هاشم وبنو المطّلب.

وإنّما خص ذو قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بني هاشم وبني المطّلب لانّهم لم يفارقوه عليه السلام في جاهليّة ولا في اسلام، فكانت قرابتهم قرابة كاملة وهي القرابة نسباً وتواصلاً في حال العسر فاعطوا الخمس.

وجاء في تفسير بداية المجتهد ونهاية المقتصد: ج ١ ص ٤٠٧، للشيخ محمّد علي السايس في كتابه في التفسير عند هذه الآية الكريمه. قال:

ثالثها: ذو القربى، والمراد بها قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وقال الحافظ ابن رشد في (بداية المجتهد) في باب الخمس عند ذكر هذه الآية الكريمة:

(واختلفوا في القرابة من هم؟ فقال قوم: بنو هاشم فقط، وقال قوم: بنو عبد المطّلب وبنو هاشم..).

وجاء في شواهد التنـزيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٣٤٥ ط ٣ في الرقم ٣٠١ قال: وحدّثنا يوسف، قال: حدّثنا حجّاج (بن المنهال) قال: حدّثنا عبد الله بن عمر النميري، عن يونس (بن يزيد) الأيلي، عن الزهري، عن يزيد بن هرمزة، عن ابن عبّاس، وسئل عن سهم ذوي القربى؟ فقال:

هو لقربى رسول الله قسّمه لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينهم.

وجاء في صحيح مسلم: ج ٥ ص ١٩٧ في باب النساء الغازيات - قال:

حدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدّثنا سليمان - يعني ابن بلال - عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز:

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416