النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين9%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 79488 / تحميل: 4898
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

سورة الأنفال الآية ٢٧

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا الله وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٢ ط ٣ الحديث الرقم ٢٧٢ قال:

(و) في (التفسير) العتيق: روي عن يونس بن بكّار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، في قوله تعالى ذكره:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا الله وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ) في آل محمّد( وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .

سورة الأنفال الآية ٣٠

( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣١ ط ٣، في الحديث الرقم ٢٨٧ قال:

حدّثني الحسين بن محمّد بن الحسين الثقفي قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي-إملاءً - قال: حدّثنا أبي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، قالا: حدّثنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرني عثمان، عن مقسم:

عن ابن عباس في قول الله تعالى:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قال: تشاورت قريش ليلة بمكّة فقال بعضهم: إذا أصبح (محمّد) فأوثقوه بالوثاق. وقال بعضهم: اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيّه على ذلك، فبات عليّ بن أبي طالب على فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تلك الليلة فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون وهم يظنّون أنّه رسول الله، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه فلمّا رأوا عليّاً ردَّ الله مكرهم فقالوا:

أين صاحبك؟ قال: (لاأدري)، فاقتصّوا أثره، فلمّا بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا فوق الجبل فمرّوا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لودخل هاهنا لم يكن على بابه نسج العنكبوت.

(وأيضاً الحديث) رواه عن عبد الرزّاق بن راهويه، وسلمة، وعبد الله بن جعفر.

١٢١

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٢ ط ٣، في الحديثين ٢٨٨، ٢٨٩ قال:

أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدّثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمر قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عبّاس.

وأخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم (ابن راهويه).

وأخبرنا محمّد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد قال: أخبرنا عبد الله(١) بن محمّد قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر قال: أخبرنا عثمان الجزري أنّ مقسماً أخبره عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) قال:

تشاورت قريش ليلة بمكّة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه في الوثاق يريدون النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وذكره مثله سواءاً، إلاّ ماغيّرت إلى (قوله) فلمّا أصبحوا ثاروا إليه.

وقال ابن راهويه: فلمّا أصبحوا رأوا عليّاً. وساق مثله إلاّ ماغيّرت إلى (قوله) لو دخل هاهنا لم يكن ينسج العنكبوت على بابه فمكث فيه (رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثلاثاً. وقال ابن راهويه: ثلاث ليال.

وأخرج السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان ج ٩ ص ٧٨:

أنَّ بعد بيعة العقبة في أهل يثرب، اجتمعت قريش لمحاربة النبيّ (ص)، فخرج حمزة وعليّ عليه السلام ومعهما السلاح فردّا قريش، عن بغيها، قال الطباطبائي (عن تفسير القمي):

فرجعوا-أي قريش - إلى مكّة وقالوا: لانأمن أن يفسد أمرنا ويدخل واحد من مشائخ قريش في دين محمّد فاجتمعوا في دار الندوة، وكان لايدخل دار الندوة إلاّ من أتى عليه أربعون سنة فدخلوا أربعين رجلاً من مشائخ قريش، وجاء إبليس في صورة شيخ كبير فقال له البوّاب: من أنت؟ فقال: أنا شيخ من أهل نجد لايعدمكم منّي رأي صائب إنّي حيث بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل جئت لاُشير عليكم فقال: اُدخل فدخل إبليس.

____________________

(١) هذا هو الصواب، وهو عبد الله بن محمّد بن عبد الرحمان بن شيرويه رواية مسند ابن راهويه.

١٢٢

فلمّا أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يامعشر قريش إنّه لم يكن أحد من العرب أعزّ منّا، نحن أهل الله تفد إلينا العرب في السنة مرّتين ويكرموننا، ونحن في حرم الله لايطمع فينا طامع فلم نزل كذلك حتّى نشأ فينا محمّد بن عبد الله فكنّا نسمّيه الأمين لصلاحه وسكونه وصدق لهجته حتّى إذا بلغ مابلغ وأكرمناه ادّعى أنّه رسول الله وأنَّ أخبار السماء تأتيه فسفّه أحلامنا، وسبَّ آلهتنا، وأفسد شبّاننا، وفرَّق جماعتنا، وزعم أنَّه من مات من أسلافنا ففي النار، ولم يرد علينا شيء أعظم من هذا، وقد رأيت فيه رأياً. قالوا: ومارأيت؟ قال: رأيت أن ندسّ إليه رجلاً منّا ليقتله فإن طلبت بنو هاشم بديته أعطيناهم عشر ديات فقال الخبيث (إبليس): هذا رأي خبيث قالوا: وكيف ذلك؟ قال: لأنّ قاتل محمّد مقتول لا محالة فمن هذا الّذي يبذل نفسه للقتل منكم؟ فانّه إذا قتل محمّداً تعصّبت بنو هاشم وحلفاؤهم من خزاعة، وإنَّ بني هاشم لاترضى أن يمشي قاتل محمّد على الأرض فتقع بينكم الحروب في حرمكم وتتفانون.

فقال آخر منهم: فعندي رأي آخر. قال: وماهو؟ قال نثبته في بيت ونلقي عليه قوته حتّى يأتي عليه ريب المنون فيموت كما مات زهير والنابغة وامرؤ القيس. فقال إبليس: هذا أخبث من الآخر. قالوا: وكيف ذاك؟ قال: لأنّ بني هاشم لاترضى بذلك فإذا جاء موسم من مواسم العرب استغاثوا بهم فاجتمعوا عليكم فأخرجوه.

قال آخر منهم: ولكنّا نخرجه من بلادنا ونتفرّغ لعبادة آلهتنا. قال إبليس: هذا أخبث من ذينك الرأيين المتقدّمين، قالوا: وكيف؟ قال: لأنّكم تعمدون إلى أصبح الناس وجهاً وأتقن الناس لساناً وأفصحهم لهجة فتحملوه إلى بوادي العرب فيخدعهم ويسحرهم بلسانه فلا يفجؤكم إلاّ وقد ملأها خيلاً ورجالاً. فبقوا حائرين.

ثمّ قالوا لإبليس: فما الرأي ياشيخ؟ قال: مافيه إلاّ رأي واحد. قالوا: وماهو.

١٢٣

قال: يجتمع من كلّ بطن من بطون قريش فيكون معهم من بني هاشم رجل فيأخذون سكيّناً أو حديدة أو سيفاً فيدخلون عليه فيضربونه كلّهم ضربة واحدة حتّى يتفرّق دمه في قريش كلّها فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه فقد شاركوه فيه فإن سألوكم أن تعطوهم الدية فأعطوهم ثلاث ديات. قالوا: نعم وعشر ديات. قالوا: الرأي رأي الشيخ النجديّ فاجتمعوا فيه، ودخل معهم في ذلك أبو لهب عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم.

فنـزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. فأخبره أنّ قريشاً قد اجتمعت في دار الندوة يدّبرون عليك فأنزل الله عليه في ذلك:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) .

واجتمعت قريش أن يدخلوا عليه ليلاً فيقتلوه، وخرجوا إلى المسجد يصفّرون ويصفّقون ويطوفون بالبيت فأنزل الله:( وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) فالمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين وهذه الآية معطوفه على قوله:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قد كتبت بعد آيات كثيرة.

فلمّا أمسى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جاءت قريش ليدخلوا عليه فقال أبو لهب: لاأدعكم أن تدخلوا عليه بالليل فإنَّ في الدار صبياناً ونساءً ولا نأمن أن يقع بهم يد خاطئة فنحرسه الليلة فإذا أصبحنا دخلنا عليه، فناموا حول حجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

وأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يفرش له فرش، فقال لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: [أفدني بنفسك قال:نعم يارسول الله قال:نم على فراشي والتحف ببردتي . فنام عليّ عليه السلام على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله والتحف ببردته.

وجاء جبرئيل فأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فأخرجه على قريش وهم نيام وهو يقرأ عليهم:( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُون َ ) وقال له جبرئيل:خذ على طريق ثور ، وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فدخل الغار وكان من أمره ماكان.

١٢٤

فلمّا أصبحت قريش وأتوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش فوثب عليّ عليه السلام في وجوههم فقال:ماشأنكم ؟ قالوا: أين محمّد؟ قال:أجعلتموني عليه رقيباً ألستم قلتم: نخرجه من بلادنا ؟فقد خرج عنكم ]. فأقبلوا على أبي لهب يضربونه ويقولون: أنت تخدعنا منذ الليل.

فتفرّقوا في الجبال، وكان فيهم رجل من خزاعة يقال له: أبو كرز يقفوا الآثار فقالوا: يا أبا كرز اليوم اليوم فوقف بهم على باب حجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال لهم: هذه قدم محمّد والله إنّها لاُخت القدم الّتي في المقام، وكان أبو بكر بن أبي قحافة استقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فردّه معه فقال أبو كرز: وهذه قدم ابن أبي قحافة أو أبيه ثمّ قال: وههنا غير أبي قحافة، ولايزال يقف بهم حتّى أوقفهم على باب الغار.

ثمّ قال: ماجاوزوا هذا المكان إمّا أن يكونوا صعدوا إلى السماء أو دخلوا تحت الأرض، وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاء فارس من الملائكة ثمّ قال: مافي الغار أحد فتفرّقوا في الشعاب وصرفهم الله عن رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ أذن لنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم في الهجرة.

أقول (أي الطباطبائي): وروي مايقرب من هذا المعنى ملخّصاً في الدرّ المنثور عن ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم والبيهقيّ معاً في الدلائل عن ابن عبّاس، لكن نسب فيه إلى أبي جهل مانسب في هذه الرواية إلى الشيخ النجديّ ثم ذكر أنّ الشيخ النجديّ صدَّق أبا جهل في رأيه واجتمع القوم على قوله.

وقد روي دخول إبليس عليهم في دار الندوة في زيّ شيخ نجديّ في عدّة روايات من طرق الشيعة وأهل السنّة.

وللمتابعة والتوسّع للنظر، مارواه ابن سعد في الطبقات الكبرى: ج ١ ص ٢٢٧ وكذلك فيما رواه ابن كثير في عنوان: (شجاعة عليّ ومبيته في مضجع الرسول) في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من جامع المسانيد: ج ١٩، ص ٦٣ ط ١ وكذلك فيما رواه الشيخ الطوسي من ج ١٦ من أمالية ج ١ ص ٤٥٨ طبعة الغري.

وأخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٣، في الحديث رقم ٢٩٠ قال:

١٢٥

وأخبرنا منصور قال: حدّثنا محمّد قال: حدّثنا إبراهيم قال: حدّثنا ابن زنجويه قال: قال حدّثنا عبد الرزّاق قال: سمعت أبي يحدّث عن عكرمة في قوله:( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قال:

لماّ خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبو بكر إلى الغار أمر عليّاً فنام في مضجعه وبات المشركون يحرسونه فلمّا رأوه نائماً حسبوا أنّه النبيّ وتركوه، فلمّا أصبح وثبوا اليه وهم يحسبونه أنّه النبيّ صلّى الله عليه وآله فإذا هم بعليّ، قالوا: أين صاحبك؟ قال: (لا أدري)، فركبوا الصعب والذلول في طلبه.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٣ الحديث الرقم ٢٩١ قال: أخبرنا محمّد بن عليّ بن محمّد المقرئ قال: حدّثنا محمّد بن الفضل بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن إسحاق جدّي قال: حدّثنا محمّد بن عيسى قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر، عن ابن عبّاس قال:

لما اجتمعوا لذلك واتّعدوا أن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، غدوا في اليوم الذي اتّعدوا، وكان ذلك اليوم يسمّى يوم الزحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت(١) فوقف على باب الدار، فلمّا رأوه واقفاً على بابها قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتّعدتم له فحضر معكم ليسمع ماتقولون، وعسى أن لايعدمنّكم منه رأي ونصح، قالوا: أجل فادخل. فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلّهم من كلّ قبيلة، من بني عبد شمس عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ومن بني نوفل بن عبد مناف طعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر بن نوفل، ومن بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلدة، ومن بني أسد بن عبد العزّى أبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود بن المطّلب وحكم بن حزام، ومن بني مخزوم أبو جهل بن هشام، ومن بني سهم نبيه ومنبّه ابنا الحجّاج، ومن بني جمح أُميّة بن خلف، أو من كان منهم، وغيرهم ممّن لايعدّ من قريش، فقال بعضهم لبعض: إنّ هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، (و) إنّا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتّبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأياً وتشاوروا.

____________________

(١) البت-كشط -: ثوب غليظ من الصوف ونحوه، والجمع بتات، وبتوت.

١٢٦

ثمّ قال قائل منهم: احبسوه في الحديد وغلّقوا عليه باباً، ثمّ تربّصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين (كانوا) قبله (مثل) زهير ونابغة ومن مضى منهم من هذا الموت (كذا) حتّى يصيبه منه ما أصابهم.

فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون لخرج أمره من وراء الباب الّذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم ثمّ يكابروكم به حتّى يغلبوكم على أمركم، ماهذا لكم برأي، فانظروا في غيره.

ثمّ تشاورا، ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا، فإذا خرج عنّا فو الله مانبالي أين ذهب ولاحيث وقع (إذا) غاب عنّا أذاه وفرغنا منه وأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت.

قال الشيخ النجدي: لا والله ماهذا لكم برأي ألم تروا (إلى) حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟، والله لو فعلتم ذلك ما آمنت (على) أن يحلّ على حيّ من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتّى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتّى يطأكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثمّ يفعل بكم ما أراد، دبّروا فيه رأياً غير هذا.

فقال أبو جهل بن هشام: والله إنّ لي فيه لرأياً ما أراكم وقفتم عليه بعد. قالوا: وماهو يا (أ) بالحكم؟.

قال: أرى أن تأخذوا من كلّ قبيلة فتىً شابّاً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثمّ نعطي كلّ فتى منهم سيفاً صارماً، ثمّ يعمدون إليه، ثمّ يضربون بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح منه، فإنّهم إذا فعلوا ذلك تفرَّق دمه في القبائل كلّها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً،

ورضوا عنّا بالعقل، فعقلناه لهم.(العقل: الدية)

قال: فقال لهم الشيخ النجديّ: القول ماقال هذا الرجل، هذا (هو) الرأي، لا رأي لكم غيره. فتفرّق القوم عنه على ذلك وهم مجمعون له.

فأتى جبرئيل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال (له): لاتبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه.

١٢٧

قال: فلمّا كان عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتّى ينام فيثبون عليه، فلمّا رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مكانهم قال لعليّ:

[نم على فراشي واتّشح ببُردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنّه لايخلص إليك شرّ وكراهة منهم ]، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ينام في برده ذلك إذا نام.

قلت: انتهى حديث سلمة، وزاد يونس بن بكير، عن ابن إسحاق:

ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتّشح ببرد له أخضر ففعل (عليٌّ ذلك).

ثمّ خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على القوم وهم على بابه فخرج (و) معه حفنة من تراب فجعل ينثرها على رؤوسهم، وأخذ الله-عزّ وجلّ - بأبصارهم عن رؤية نبيّه (و) هو يقرأ:( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) (١) إلى قوله( فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ).

فلمّا أصبح رسول الله أذن الله له بالخروج إلى المدينة، وكان آخر من قدم (إلى) المدينة من الناس فيمن لم يفتن في دينه - أو (لم) يحبس - عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّ رسول الله أخّره بمكّة، وأمره أن ينام على فراشه وأجّله ثلاثاً، وأمره أن يؤدّي إلى كلّ ذي حقّ حقّه، ففعل ثمّ لحق برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واطمأنّ الناس ونزلوا على أرض أمن مع إخوانهم من الأنصار.

(وأيضاً) أخبرنا محمد، وأحمد، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق بذلك.

وجاء في تفسير الميزان ج ٩ ص ٨٢ قال: وكانت قريش قد سمّوا محمّداً في الجاهليّة: الأمين، وكانت تودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها، وكذلك من يقدم مكّة من العرب في الموسم، وجاءت النبوّة والرسالة والأمر كذلك فأمر عليّاً عليه السلام أن يقيم صارخاً بالأبطح غدوة وعشيّاً: من كان له قبل محمّد أمانة أو دين فليأت فلنؤدّ إليه أمانته.

____________________

(١) سورة يس: تسلسلها القرآني ٣٦ الآيات من ١ إلى ٩.

١٢٨

قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: إنّهم لن يصلوا من الآن إليك ياعليّ بأمر تكرهه حتّى تقدم عليَّ فأدِّ أمانتي على أعين الناس ظاهراً ثمّ إنّي مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربيّ عليكما ومستحفظه فيكما فأمر أن يبتاع رواحل له وللفواطم(١) ومن أزمع الهجرة معه من بني هاشم.

قال أبو عبيدة: فقلت لعبيد الله، يعني ابن أبي رافع: أو كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يجد ماينفقه هكذا؟ فقال: إنّي سألت أبي عمّا سألتني وكان يحدّث لي هذا الحديث. فقال: وأين يذهب بك عن مال خديجة عليها السلام.

قال عبيد الله بن أبي رافع: وقد قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام يذكر مبيته على الفراش ومقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الغار ثلاثاً نظماً:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجرِ

محمّد لـمّا خاف أن يمكروا به

فوقّاه ربّي ذو الجلال من المكرِ

وبتُّ اُراعيهم متى ينشرونني

وقد وُطّنت نفسي على القتل والأسرِ

وبات رسول الله في الغار آمناً

هناك وفي حفظ الإله وفي سترٍ

أقام ثلاثاً ثمّ زُمَّت قلائص

قلائص يفرين الحصا أينما تفرى

____________________

(١) فواطم وهنّ على مافي ذيل الرواية: فاطمة بنت النبيّ عليها السلام وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت الزبير.

١٢٩

سورة الأنفال: الآية: ٣٣.

( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ )

أورد العلامة عيدروس العلوي الأندونيسي المعروف بابن رويش في كتابه شواهد التنـزيل لمن خُصّ بالتفضيل، ص ٣٤٩ قال:

قال الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي في كتابه (ينابيع المودّة) ص ٢٩٨: أشار صلّى الله عليه وآله إلى وجود ذلك المعنى في أهل بيته، وأنّهم أمان لأهل الأرض كما كان صلّى الله عليه وآله أمانا لهم، وفي ذلك أحاديث كثيرة، منها: [النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمانٌ لأمّتي ] كما في المصدر، أخرجه جماعة.

وفي رواية: [وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فاذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ماكانوا يوعدون ]. وفي أخرى لأحمد: [النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فاذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء، واذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ]، وفي رواية صححها الحاكم في ج ٣ ص ١٤٩ ط دار المعرفة: على شرط الشيخين: [النجوم أمان لاهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف، فاذا خالفتها قبيلةٌ من العرب اختلفوا، فصاروا حزب إبليس ].

وجاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً: [إنَّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك ] وفي رواية مسلم: [ومن تخلّف عنها غرق ] وفي رواية: [وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل، من دخله غفر له ].

وأنّ الله تبارك وتعالى لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبيّ صلّى الله عليه وآله جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته، لانّهم يساوونه في خمسة أشياء مرّت ولأنّه قال في حقّهم: [أللّهم إنَّهم منِّي وأنا منهم ].

ثمّ أورد ماجاء في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ٩١ ط الميمنة: هذه الآية وعدّها في الآيه السابعة النازلة في أهل البيت عليهم السلام وأورد في ذيلها الأحاديث المشيرة إلى وجود ذلك المعنى في أهل بيته صلّى الله عليه وآله.

١٣٠

ثم قال: وقال بعضهم: يحتمل أنَّ المراد بأهل البيت الذين هم أمان علماؤهم، لانّهم الذين يُهتدى بهم كالنجوم، والذين اذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات مايوعدون.

ثم قال: ويحتمل وهو الاظهر عندي، أنّ المراد بهم سائر أهل البيت فإنّ الله لما خلق الدنيا بأسرها من أجل النبيّ صلّى الله عليه وآله جعل دوامها بدوامه ودوام أهل بيته لانّهم يساوونه في أشياء مرَّ عن الرازي بعضها ولأنّه صلّى الله عليه وآله قال في حقّهم: [أللّهم إنَّهم منّي وأنا منهم ] ولانّهم بضعة منه بواسطة فاطمة أمّهم بضعته صلّى الله عليه وآله فأُقيموا مقامه في الأمان، (انتهى ملخصاً).

سورة الأنفال الآية ٣٤

( وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمْ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٣٩ ط ٣ في الحديث ٢٩٢ قال: أخبرنا عقيل بن الحسين قال: أخبرنا عليّ بن الحسين قال: أخبرنا محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا أبو مروان -قاضي مدينة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بها سنة أربع وأربعين وثلاثمائة - قال حدّثنا عبد الله بن منيع قال: حدّثنا عليّ بن الجعد قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة عن الحسن:

عن عبد الله بن عبّاس (في قوله تعالى):( وَمَا كَانُوا ) يعني كفّار مكّة( أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ ) (يعني ما أولياؤه)( إِلاَّ الْمُتَّقُونَ ) يعني (عن) الشرك والكبائر، يعني عليّ بن أبي طالب وحمزة، جعفراً وعقيلاً، هؤلاء (هم) أولياؤه( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) .

وجاء في الحديث الرقم ٢٩٣ في شواهد التنـزيل للحسكاني، قال:

أخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا القاسم بن يزيد الموصلي، عن أبي علي، عن أبي هرمز (نافع بن هرمز)، عن أنس بن مالك عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

[آل محمّد كلّ تقيٍّ ]

١٣١

إنَّ هذا الحديث المذكور هو معارض وغير متَّفق ومخالف لما جاء في أحاديث مرويّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من أنّ أهله، وآله هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام والمرويّة عن الحفّاظ والرواة الذين لايجحدون آل محمّد ولاينصبون لهم العداء. لقد أورد الطبري في تفسيره جامع البيان: ج ١ ص ٢٩٦ ط. دار المعرفة بيروت قال:

حدّثني محمّد المثنّى قال: ثنا بكر بن يحيى بن زبان العنـزي قال: ثنا مندل عن الأعمش عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وفي عليّ رضي الله عنه وحسن رضي الله عنه وحسين رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها ]( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وقال: حدّثنا ابن وكيع قال: حدّثنا محمّد بن بكر، عن حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن أنس أنّ النبيّ (ص) كان يمرّ ببيت فاطمة ستّة أشهر كلَّما خرج إلى الصلاة فيقول: الصلاة أهل البيت. ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقال: حدّثنا ابن وكيع قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق قال: أخبرني أبو داوود، عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبيّ ص قال: رأيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم اذا طلع الفجر جاء إلى باب عليّ وفاطمة فقال الصّلاة،( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وقال: حدّثني أبو كريب قال: حدّثنا وكيع عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب عن فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، عن أمّ سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فجلّل عليهم كساء خيبريّاً فقال: [أللّهم هؤلاء أهل بيتي، أللّهم اذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ] قالت أمّ سلمة: ألست منهم؟ قال: [أنت إلى خير ].

وروى ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ، الجزء الثاني، الورق ٧ من المصوّرة، ومن نسخه الورق ١٤٦/أ/ قال:

١٣٢

أنبأنا الحسين بن حميد بن الربيع أبو عبد الله، أنبأنا مخوّل بن إبراهيم أبو عبد الله، أنبأنا عبد الجبّار بن عباس الشبامي، عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى قالت: سمعت أمّ سلمة تقول نزلت هذه الآية في بيتي( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة: جبرئيل وميكائيل ورسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، قالت: وأنا على باب البيت، قلت يارسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: [أنت إلى خير ].

روى محمّد بن سليمان في الحديث (٧٣) من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام الورق ٣١/ب/وفي ط ١: ج ١ ص ١٣٢ قال:

حدّثنا محمّد بن منصور المرادي، قال: حدّثنا مخوّل بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس الشبامي، عن عمّار بن أبي معاوية الدهني عن عمرة قالت:

سمعت أمّ سلمة تقول: نزلت هذه الآية في بيتي:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة وحسن وحسين صلوات الله عليهم، قالت: وأنا على باب البيت جالسة [و] قلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: [إنَّك على خير، إنّك من أزواج النبيّ ] وماقال: إنّني من أهل البيت.

وروى أبو نعيم في كتابه: (ما نزل من القرآن في عليّ) كما رواه عنه ابن البطريق في الحديث ٣٦ في الفصل الرابع في كتابه خصائص الوحي المبين: ص ٤٤ ط ١ ومن ط ٢ ص ٧١ وكما نقل في النّور المشتعل للمحقّق الشيخ محمّد باقر المحمودي تغمَّده الباري برحمته الواسعة. ص ١٧٥.

قال:

١٣٣

حدّثنا أحمد بن عليّ بن الحارث المرهبي وزيد بن علي المقرئ، قالا: حدّثنا القاسم بن محمّد بن حمّاد الدلال، قال حدّثنا مخوّل بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أمّ سلمة رضي الله عنها، قالت: نزلت هذه الآية في بيتي:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة، جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام وأنا على باب البيت فقلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: [أنت على خير إنَّك من أزواج النبيّ (ص) ] وما قال: إنّك من أهل البيت.

والحاكم الحسكاني-نفسه-أخرج في شواهد التنـزيل: ج ٢ ص ١٥٢ ط ٣ في الحديث ٧٦٣ قال:

أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عليّ بن الحسن الداوودي -كتابةً من هراة بخطّ يده-أنّ أبا تراب محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي أخبره، قال: قرئ على أبي محمّد القاسم بن محمّد حمّاد الدلال، قال: حدّثكم مخوّل بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى، عن أمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي:

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ ) وفي البيت سبعة، جبرئيل وميكائيل ورسول الله وعليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام وأنا على باب البيت فقلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال (لي): [إنّك إلى خير إنّك من أزواج النبيّ ] وما قال: إنّك من أهل البيت رواه أبو الشيخ، عن عبد الله بن محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن الحكم الحبري عن مخوّل فكأنّي سمعت منه.

وأملاه أبو جعفر القميّ عن أربعة نفر عن مخوّل، فكأنّه سمعه منّي.

ورواه الطحاوي عن الحسين بن الحكم (الحبري) وقال: عن أمّ عمرة بنت رافع.

١٣٤

وأورد ايضاً الحاكم الحسكاني في الحديث ٧٦٨ في شواهد التنـزيل: ج ٢ ص ١٥٩ قال: أخبرنا أبو نصر المفسّر، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، حدّثنا أبو إسحاق المفسّر في تفسيره، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدّثنا الحسين بن محمد، عن سليمان بن قرم، عن عبد الجبّار بن العبّاس، عن عمّار الدهني: عن عقرب، عن أُمّ سلمة قالت:

في بيتي نزلت (هذه الآية):( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل ومحمّد وعليّ وفاطمة وحسن وحسين وجبرئيل يملي على رسول الله، ورسول الله يملي على عليّ عليهم السلام.

وبهذه الروايات، التي ذكرت وبالتحديد وبالاسماء يتبيّن من هم أهل البيت، وليس غيرهم، حتّى أنَّ أُمّ سلمة زوجة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ذكرت أنّها ليست من أهل البيت وكما أخبرها رسول الله أنّها إلى خير، وماهي من أهل البيت.

فكيف من يدعى بهتاناً: (آل محمّد كلّ تقي).

إنّها مايمكرون، والله خير الماكرين.

الأنفال الآية ٤١.

( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ )

أخرج السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان المجلّد ٩(الجزء العاشر)ص ١٠٤ قال: وفي الدرّ المنثور أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من وجه آخر عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: أنَّ نجدة الحروريّ أرسل إليه يسأله عن سهم ذي القربى الّذين ذكر الله فكتب إليه: إنّا كنّا نرى أنّا هم، فأبى ذلك علينا قومنا، وقالوا: ويقول لمن تراه؟ فقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: هو لقربى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قسّمه لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وقد كان عمر (رض) عرض علينا من ذلك عرضاً رأيناه دون حقّنا فرددناه عليه وأبينا أن نقبله. وكان عرض عليهم أن يعين ناكحهم، وأن يقضي عن غارمهم، وأن يعطي فقيرهم، وأبى أن يزيدهم على ذلك.

١٣٥

وفي ص ١٠٥ منه، قال: وفيه (الدرّ المنثور) أخرج ابن المنذر عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: سألت عليّاً رضي الله عنه، فقلت: ياأمير المؤمنين أخبرني كيف كان صنع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الخمس نصيبكم؟ فقال: أمَّا أبو بكر فلم يكن في ولايته أخماس، وأمّا عمر فلم يزل يدفعه إليّ في كلّ خمس حتىّ كان خمس السوس وجند نيسابور فقال وأنا عنده: هذا نصيبكم أهل البيت من الخمس وقد أُحلّ ببعض المسلمين واشتدّت حاجتهم. فقلت: نعم، فوثب العبّاس بن عبد المطّلب فقال: لاتعرض في الّذي لنا.

فقلت: ألسنا من أرفق المسلمين، وشفع أمير المؤمنين، فقبضه فوالله ماقبضناه ولاقدرت عليه في ولاية عثمان رضي الله عنه.

ثمَّ أنشأ عليّ رضي الله عنه يحدِّث فقال: إنَّ الله حرَّم الصدقة على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم فعوّضه سهماً من الخمس عوضاً ممّا حرّم عليه، وحرّمها على أهل بيته خاصّة دون أمّته فضرب لهم مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سهماً عوضاً ممّا حرَّم عليهم.

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٤١ ط ٣ في الحديث ٢٩٥ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثني محمّد بن سهل، قال: حدّثنا عمرو بن عبد الجبّار بن عمرو، قال: حدّثنا أبي، عن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين عن أبيه.

عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام في قول الله تعالى:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ) الآية، قال: [لنا خاصّة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً، كرامة أكرم الله تعالى نبيّه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين ].

وأرود الحاكم الحسكاني في الشواهد: ج ١ ص ٣٤٣ في الحديث ٢٩٧ قال:

١٣٦

أخبرنا منصور بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الطنافسي قال: حدّثنا هاشم بن البريد، عن حسين بن ميمون، عن عبد الله بن عبد الله مولى بني هاشم قاضي الري، عن عبد الرحمان بن أبي ليليى قال: سمعت أمير المؤمنين عليّاً يقول: [اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة (عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال العباس: يارسول الله كبرت سنّي ودقّ عظمي وكثرت مؤنتي فإن رأيت يارسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا وسقاً من الطعام فافعل. فأجابه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، فقالت فاطمة: يارسول الله إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمّك فافعل. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: نعم. ثمّ قال زيد بن حارثة: يارسول الله كنت أعطيتني أرضاً كانت معيشتي منها، ثمّ قبضتها فإن رأيت أن تردَّها عليّ فافعل. فقال: نعم. فقلت: أنا إن رأيت أن تولّيني هذا الحقّ الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس فأقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: فأفعل، فولّانيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقسّمته في حياته، ثمّ ولّانيه أبو بكر فقسّمته في حياته، ثمّ ولّانيه عمر فقسّمته حتّى كان آخر سنة من سنّي عمر أتاه مال كثير فعزل حقّنا ثمّ أرسل إليّ فقال: هذا حقّكم فخذه فقلت: بنا عنه غنى العام وبالمسلمين حاجة، فردّه تلك السنة فلم يدعني إليه أحد بعده حتّى قمت مقامي هذا، فلقيني العباس فقال: ياعليّ لقد نزعت اليوم منّا شيئاً لايردّ إلينا أبداً ].

رواه جماعة عن هاشم به تارات(١) .

وروى الطبري في تفسير الآية: ج ١٠ ص ٨ قال: حدّثني الحارث قال حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا عبد الغفّار، قال: حدّثنا المنهال بن عمرو قال:

____________________

(١) أي رووه عنه مرّات عديدة، ولفظة: (به) غير موجودة في بعض النسخ.

١٣٧

سألت عبد الله بن محمّد بن عليّ وعليّ بن الحسين عن الخمس؟ فقالا:(هو لنا) فقلت لعليّ: إنّ الله يقول:( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) قال: [يتامانا ومساكيننا ].

والسيد هاشم البحراني قد ذكر الآيه الكريمة في الباب ١٩ في كتاب غاية المرام: ص ٣٢٤.

وقال الطبرسي في تفسيره الآية الكريمة في تفسيره (مجمع البيان): وفي تفسير الثعلبي: قال المنهال بن عمرو: سألت عليّ بن الحسين وعبد الله بن محمّد بن علي عن الخمس فقالا: [هو لنا ]قلت لعليّ: إنَّ الله يقول:( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) [فقال يتامانا ومساكيننا ].

وأحمد بن حنبل قد روى حديث الامام عليّ عليه السلام المرفوع إلى عبد الرحمان بن أبي ليلى، في مسنده الامام عليّ عليه السلام تحت الرقم ٦٤٦ في كتاب المسند: ج ١، ص ٨٤-ط ١، وفي الطبعة الثانية: ج ٢ ص ٥٩ قال:

حدّثنا محمّد بن عبيد، حدّثنا هاشم بن البريد، عن حسين بن ميمون، عن عبد الله بن قاضي الري عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليّاً رضي الله عنه يقول: (اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة فقال العباس: يارسول الله كبرت سنّي ودقّ عظمي وكثرت مؤنتي فإن رأيت يارسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا...

فهو لم يتم رواية عبد الرحمان بن أبي ليلى، بل بتر ذيله الدّال على تكّرم وتفضّل أهل البيت على المسلمين من حقّهم، ثمّ سلب بعض الخلفاء حقّهم ولم يردّوه إليهم.

وقد أورد الطبري عند تفسيره للآيه الكريمة في تفسيره: ج ١٠ ص ٥٠ بطرق عدّة عن خصيف عن مجاهد، ثم قال:

حدّثني محمّد بن عمارة حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا الصباح بن يحيى المزني، عن السدّي عن ابن الديلمي (كذا) قال: قال: عليّ بن الحسين رضي الله عنه لرجل من أهل الشام: أما قرأت في الأنفال:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ... ) الآية ؟ قال: نعم، [قال نحن هم، قال: فإنّكم لأنتم هم؟ قال:نعم ].

١٣٨

وروى ابن أبي شيبة في عنوان: (سهم ذوي القربى) من كتاب الجهاد تحت الرقم: ١٥٢٩٦ من المصنّف: ج ١٢، ص ٤٧١ طبعة الهند، قال:

حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا هاشم بن بريد قال: حدّثني حسين بن ميمون، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: سمعت عليّاً يقول: قلت يارسول الله إن رأيت أن تولّينا حقّنا من الخمس في كتاب الله فأقسمه حياتك كي لاينازعنيه أحد بعدك قال ففعل ذلك فولّانيه رسول الله صلّى الله عليه فقسّمته حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم ولّانيه أبو بكر فقسّمته حياة أبي بكر ثمّ ولّانيه عمر فقسّمته حياة عمر حتّى كان آخر سنة من سنّي عمر فأتاه مال كثير فعزل حقّنا ثم أرسل إليَّ فقال: هذا حقّكم فخذه فأقسمه حيث كنت تقسمه، فقلت: يا أميرالمؤمنين بنا عنه العام غنيً وبالمسلمين إليه حاجة فرّد عليهم تلك السنّة ثمّ لم يدعنا إليه أحد بعد عمر حتّى قمت مقامي هذا، فلقيت العبّاس بعد ما خرجت من عند عمر فقال: يا عليّ لقد حرَّمتنا الغداة شيئاً لايردّ علينا أبداً إلى يوم القيامة)، (قال:) وكان (العبّاس) رجلاً داهياً.

وقال الامام التونسي الشيخ محمّد الطاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير) ج ١٠ ص ٩ قال: وأمّا ذو القربى، فـ (أل) في القربى عوض عن المضاف اليه والمراد هنا هو الرسول المذكور قبله، أي ولذي قربى الرسول وذلك إكرام من الله لرسوله صلّى الله وسلّم اذ جعل لأهل قرابته حقّاً في مال الله لأنَّ الله حرَّم عليهم أخذ الصدقات والزكاة، فلا جرم أنّه أغناهم من مال الله، ولذلك كان حقّهم في الخمس ثابتاً بوصف القربة.

وفي تفسير المنار: ج ١٠ ص ١٤-١٥.

ولذوي القربى، لانّهم اكثر الناس حميّة للإسلام، حيث اجتمع فيهم الحميّة الدينيّة إلى الحميّة النسبيّة، فانّه لافخر لهم إلاّ بعلو دين محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ولانَّ في ذلك تنويهاً بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وتلك مصلحة راجعة إلى الملّة، واذا كان العلماء والقراء يكون توقيرهم تنويهاً بالملّة يجب أن يكون توقير (ذوي القربى) كذلك بالأولى.

ثمَّ ذكر:

١٣٩

روي عن زين العابدين عليّ بن الحسين أنّه قال: [إنّ الخمس لنا، فقيل له إنّ الله يقول: ( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) فقال: يتامانا، ومساكيننا، وأبناء سبيلنا ].

وجاء في تفسير روح البيان: ص ٢ / الورقة ٣١١ المخطوط، للشيخ إسماعيل بن مصطفى الحقّي الإسلامبولي قال:

( وَلِذِي الْقُرْبَى ) وهم بنو هاشم وبنو المطّلب.

وإنّما خص ذو قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بني هاشم وبني المطّلب لانّهم لم يفارقوه عليه السلام في جاهليّة ولا في اسلام، فكانت قرابتهم قرابة كاملة وهي القرابة نسباً وتواصلاً في حال العسر فاعطوا الخمس.

وجاء في تفسير بداية المجتهد ونهاية المقتصد: ج ١ ص ٤٠٧، للشيخ محمّد علي السايس في كتابه في التفسير عند هذه الآية الكريمه. قال:

ثالثها: ذو القربى، والمراد بها قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وقال الحافظ ابن رشد في (بداية المجتهد) في باب الخمس عند ذكر هذه الآية الكريمة:

(واختلفوا في القرابة من هم؟ فقال قوم: بنو هاشم فقط، وقال قوم: بنو عبد المطّلب وبنو هاشم..).

وجاء في شواهد التنـزيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٣٤٥ ط ٣ في الرقم ٣٠١ قال: وحدّثنا يوسف، قال: حدّثنا حجّاج (بن المنهال) قال: حدّثنا عبد الله بن عمر النميري، عن يونس (بن يزيد) الأيلي، عن الزهري، عن يزيد بن هرمزة، عن ابن عبّاس، وسئل عن سهم ذوي القربى؟ فقال:

هو لقربى رسول الله قسّمه لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينهم.

وجاء في صحيح مسلم: ج ٥ ص ١٩٧ في باب النساء الغازيات - قال:

حدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدّثنا سليمان - يعني ابن بلال - عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز:

١٤٠

إنَّ نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال: هل كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يغزو بالنساء، وهل كان يضرب لهم بسهم؟ وهل كان يقتل الصبيان؟ ومتى ينقضي يتم اليتيم؟ وعن الخمس لمن هو؟ فكتب اليه بن عباس، وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو؟ وإنّا كنّا نقول: هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك. (وهذا ملخص ومايخص الخمس).

وقد روى أحمد بن حنبل في مسند عبد الله بن عباس في مسنده وبعدة طرق روى هذا الحديث، تحت الأرقام ١٩٦٧، ٢٢٣٥، ٢٨١٢، ٢٩٤٣، ٣٢٩٩ في ج ١ ص، ٢٠٨، ٢٩٤، ٣٠٨، ٣٢٠، من ط ١.

وقد أشار محقّق كتاب المسند في تعليق الحديث ١٩٦٧ في ج ٣ ص ٢٩٧ ط ٢ قال: إنَّ إسناد الحديث صحيح وأنّه رواه مسلم في (صحيحه): ج ٢ ص ٧٧ بأسانيد متعددة عن يزيد بن هرمز عن ابن عبّاس.

وروى بعضه النسائي (في سننه): ج ٢ ص ٧٧ والبيهقي في (السنن الكبرى): ج ٦ س ٣٣٢ و ٣٤٤، ٣٤٥.

وروى الدارمي في سننه: ج ٢ ص ٢٢٥ في (باب سهم ذوي القربى) من كتاب السير قال:

أخبرنا أبو النعمان، حدّثنا جرير بن حازم، حدّثني قيس بن سعد، عن يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء فكتب إليه (ابن عبّاس):

إنَّك تسألني عن سهم ذي القربى الذي ذكره الله (في كتابه) وإنّا كنّا نرى أنّ قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هم (نحن) فأبى ذلك علينا قومنا.

وأيضاً روى ابن أبي شيبة في كتاب الجهاد تحت الرقم ١٥٢٩٧ في المصنف ج ١٢ ص ٤٧١ قال:

حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمّد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي:

عن يزيد بن هرمز أنّ نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذوي القربى لمن هو؟ فكتب (ابن عبّاس إليه): كتبت تسألني عن سهم ذوي القربى لمن هو؟ فهو لنا (ثمّ) قال: إنّ عمر بن الخطّاب دعانا إلى أن تنكح منه أيّمنا ونخدم منه عائلنا ونقضي منه عن غارمنا فأبينا ذلك إلاّ أن يسلّمه لنا جميعا فأبى أن يفعل فتركناه عليه.

١٤١

وقريباً منه رواه أيضاً عبد الرزّاق في كتاب الجهاد الرقم ٩٤٨٠ في كتاب المصنف ج ٥ ص ٢٣٨ قال:

عن معمر عن الزهري أنّ ابن عبّاس سئل عن سهم ذي القربى؟ قال: كان لنا فمنعناه قومنا!! فدعانا عمر فقال: ينكح فيه أياماكم ويعطي فيه غارمكم. فأبينا (عليه) فأبى عمر.

وآخرون من المحقّقين قد رووا وبإسناد، مرفوعاً إلى ابن عباس بهذا المضمون ونحوه.

منهم البيهقي في كتاب السنن الكبرى: ج ٦ ص ٣٤٤.

وروى محقق مصنّف ابن أبي شيبة في تعليقه عليه عن عبد الرزّاق وعن السيوطي في الدرّ المنثور ج ٣، ص ٢٣٨ من طريق ابن أبي شيبة، وابن المنذر.

وأيضاً روى ابن أبي شيبة في كتاب الجهاد تحت الرقم (١٥٣٠١) من المصنف ج ١٢، ص ٤٧٢ قال:

حدّثنا وكيع عن أبي معشر عن سعيد المقبري قال: كتب نجدة إلى ابن عبّاس يسأله عن سهم ذوي القربى فكتب إليه ابن عباس: إنّا كنّا نزعم أنّا نحن هم فأبى ذلك علينا قومنا.

ورواه محقق الكتاب عن الطبري من طريق عبد الله بن نافع عن أبي معشر.

وعن أبي عبيد في كتاب الأموال ص ٣٣٢ من طريق حجّاج عن أبي معشر.

ثمّ قال: وأورده السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٣ ص ١٨٦ من طريق ابن أبي شيبة وغيره.

سورة الأنفال الآية ٦٢.

( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ )

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم في كتابه: (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام) في الرقم ١٧ ص ٨٩ منه أو (النور المشتعل)، قال:

حدّثنا أبو بكر بن خلّاد، قال: حدّثنا الحسين بن إسماعيل المهري قال: حدّثنا عباس بن بكّار، قال: حدّثنا خالد بن أبي عمرو الأسدي عن محمّد بن السائب الكلبي عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

[مكتوب على العرش: لاإله الاّ الله وحده لاشريك له، محمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ بن أبي طالب.

وذلك قوله [تعالى ]في كتابه: ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السلام ].

١٤٢

أخرج الشيخ الأميني (أعلى الله مقامه و حشره مع محمّد وآله الطاهرين) في كتابه الغدير ج ٢ ص ٦٥ ط الأعلمي -بيروت، في شعر حسّان بن ثابت، قوله:

ومن شعر حسّان في أمير المؤمنين، ذكر له أبو المظفّر سبط بن الجوزي الحنفي في تذكرته ص ١٠

من ذا بخاتمه تصدَّق راكعاً

وأسرَّها في نفسه إسرارا

من كان بات على فراش محمّد

ومحمَّدٌ أسرى يؤمُّ الغارا

من كان في القرآن سُمِّي مؤمناً

في تسع آيات تُلين غزارا(١)

وقول الأميني عليه الرحمة في ص ٦٧ قال: البيت الثالث، أشار به إلى الآيات التسع، النازلة في أمير المؤمنين التي سمِّي فيها مؤمناً، ونحن وقفنا على عشر(٢) آيات، ولم نعرف خصوص التسع المراد لحسّان في قوله، وقال معاوية بن صعصعة في قصيدته ذكرها نصر بن مزاحم في كتاب صفِّين ص ٣١:

ومن نزلت فيه ثلاثون آية

تُسمّيه فيها مؤمناً مخلصاً فردا

سوى موجبات جئن فيه وغيرها

بها أوجب الله الولاية والودّا

والآيات:

( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لاَ يَسْتَوُونَ ) سورة السجدة الآية ١٨

( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) سورة الأنفال الآية ٦٢

أخرج الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في تاريخه قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن مسلم الشافعي، أخبرنا أبو القاسم بن العلا، وأبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان العريني النصيبي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهري، حدّثنا عباس بن بكّار، حدّثنا خالد بن أبي عمر الأسدي، عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

[مكتوب على العرش: لا إله إلّا الله وحدي لاشريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي أيـَّدته بعليّ، وذلك قوله عزَّ وجلّ في كتابه الكريم: هو الذي أيَّدك بنصره وبالمؤمنين، عليٌّ وحده ].

____________________

(١) وذكر الكنجي في الكفاية ص ١٢٣ ونسبها إلى بعضهم فيه: في تسع آيات جعلن كبارا.

(٢) وكذا قال الامام الحسن السبط الزكي في حديث: سمّي أبي مؤمناً في عشر آيات.

١٤٣

ورواه باسناده الكنجي الشافعي في كفايته ص ١١٠ ثم قال: قلت: ذكره ابن حرير في تفسيره، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة عليّ عليه السلام. ورواه الحافظ جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٣ ص ١٩٩، نقلا عن ابن عساكر، والقندوزي في ينابيعه ص ٩٤ نقلاً عن الحافظ أبي نعيم باسناده عن أبي هريره، ومن طريق أبي صالح، عن ابن عباس.

وصدر الحديث أخرجه جمعٌ من الحفّاظ منهم: الخطيب البغدادي في تاريخه: ج ١١ ص ١٧٣ باسناده عن أنس بن مالك، قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[لمّا عُرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيَّدته بعليّ، نصرته بعليّ. ] ومحبّ الدين الطبري في الرياض: ج ٢ ص ١٧٢ عن أبي الحمراء من طريق الملاّ في سيرته، وفي ذخائر العقبى ص ٦٩، والخوارزمي في المناقب ص ٣٥٤، والحمويي في فرائده في الباب السادس والأربعين من طريقين بلفظ: [لمّا أُسري بي إلى السماء رأيت في ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله صفوتي من خلقي، أيّدته بعليّ ونصرته به ].

وبإسناد آخر عن أبي الحمراء خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، بلفظة:

[ليلة أُسري بي رأيت على ساق العرش الأيمن مكتوباً: أنا الله وحدي، لاإله غيري، غرست جنّة عدن بيدي لمحمّد صفوتي أيّدته بعليّ .]

وبهذا اللفظ رواه الحافظ السيوطي كما في كنز العمّال: ج ٦ س ١٥٨.

ومن طريق آخر عن جابر، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [مكتوبٌ في باب الجنّة قبل أن يخلق الله السموات والأرض بألفي سنة: لا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله أيّدته بعليّ ]. وذكره الحافظ الهيثمي في المجمع: ج ٩ ص ١٢١ من طريق الطبراني عن أبي الحمراء، والسيوطي في الخصائص الكبرى: ج ١ ص ٧ نقلاً عن ابن عدي، وابن عساكر من طريق أنس.

وروى السيِّد الهمداني في (مودَّة القربى) في المودَّة الثامنة، عن عليّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [إنِّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن: فلمّا بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرة بها: لا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله، أيَّدته بعليّ وزيره. ولمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت عليها: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي، محمّد صفوتي من خلقي أيَّدته بعليٍّ وزيره ونصرته به. ولمّا انتهيت إلى عرش ربِّ العالمين فوجدت مكتوباً على قوائمه: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا، محمّدٌ حبيبي من خلقي، أيَّدته بعليٍّ وزيره ونصرته به. فلمّا وصلت الجنّة وجدت مكتوباً على باب الجنّة: لا إله إلّا أنا، ومحمَّد حبيبي من خلقي، أيَّدته بعليٍّ وزيره ونصرته به ].

١٤٤

هذا ما ورد في الغدير للشيخ الأميني عليه الرحمة وانَّ الكثير مما ورد عن تفسير الآية الكريمة ما أفاض بها السيد هاشم البحراني عليه الرحمة فيما أورده في الباب: ١٨٩ في كتابه: غاية المرام ص ٤٢٨ أو مابيَّنه في تفسير البرهان.

وجاء في شواهد التنـزيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٣٤٩ ط ٣، في الرقم ٣٠٢ قال:

أخبرنا أبو سعد السعدي وأبو إبراهيم الواعظ -بقراءتي على كلِّ واحد (منهما) من أصله، قالا: أخبرنا أبو بكر هلال بن محمّد بن محمّد بالبصرة، قال: حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلّابي قال: حدّثنا العباس بن بكّار، قال: حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [رأيت ليلة أُسري بي إلى السماء على العرش مكتوباً: لا إله إلّا أنا وحدي لاشريك لي، [و ]محمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ ]. فذلك قوله:( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) .

وأورد الحاكم الحسكاني في الحديث ٣٠٣ في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٤٩ ط ٣ بروايته عن أنس، قال:

أخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي - بقراءتي عليه من أصله العتيق غيرمرّة-قال: حدّثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ-بحرجان-قال:

حدّثنا عيسى بن محمّد بن عبد الله أبو موسى البغدادي - بدمشق سنة ثلاثمئة - قال: حدّثنا الحسين بن إبراهيم البابي قال: حدّثنا حميد الطويل، عن أنس قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [لمّا عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ، نصرته بعليّ ].

وأخرج الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد عند الرقم (٥٨٧٦) ج ١١ ص ١٧٣ في ترجمته عيسى بن محمّد البغدادي، قال: أخبرنا أبو سعيد الماليني قراءة، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ بجرجان، قال: حدّثنا عيسى بن محمّد بن عبد الله أبو موسى البغدادي بدمشق سنة ثلاثمائة - قال: حدّثنا الحسين بن إبراهيم البابي قال: حدّثنا حميد الطويل، عن أنس قال:

١٤٥

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [لمّا عُرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله، أيَّدته بعليّ، نصرته بعليّ ].

وكذلك فقد روى الحديث ابن عساكر في ترجمة عيسى بن محمّد أبو موسى في تاريخ دمشق: ج ٤٤ ص ٨ وفي طبعة دار الفكر: ج ٤٧ ص ٣٤٤. قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدّثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب...

وكذلك رواه السيوطي في تفسيره قوله تعالى( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ) من الدرّ المنثور عن ابن عساكر، وابن عدي.

وممن رواه عنه السيد مرتضى الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ١ ص ١٧٥ وبرواية ثانية عن أنس وبشكل آخر، رواه ثابت البناني.

فأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٥٠ ط ٣، عند الحديث ٣٠٤ قال:

أخبرنا (ه) محمّد بن عليّ بن محمّد المقرئ قال: أخبرنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى المقرئ، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمان قال: حدّثنا محمّد بن يونس قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا أبي، عن ثابت، عن أنس بن مالك،

انَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، جاع جوعاً شديداً، فهبط عليه جبريل بلوزة خضراء من الجنّة فقال: أفْككها. ففكّها فاذا فيها مكتوب: [بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيَّدته بعليّ ونصرته به ].

وقد روى من الحفّاظ والرواة هذه الرواية ومن روى مشابها لها:

العصامي في الحديث ٤٦ في سمط النجوم: ج ٢ ص ٤٨٥ فيما ورد من شأن عليّ عليه السلام من سيرته، قال:

١٤٦

أخرج أبو الخير الحاكمي، عن ابن عباس قال: كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاذا طائر في فيه لوزة خضراء فألقاها في حجر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخذها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقبَّلها ثم كسَّرها فإذا في جوفها ورقة خضراء مكتوب فيها: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، نصرته بعليّ.

وروى الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد: ج ١ ص ٢٥٩ تحت الرقم (٨٨) في ترجمة محمّد بن إسحاق، قال:

أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن حمويه الحلواني المؤدّب حدّثني محمّد بن إسحاق المقرئ أنبأنا عليّ بن حمّاد الخشّاب، أنبأنا عليّ بن المديني قال: أنبأنا وكيع بن الجراح، قال: أنبأنا سليمان بن مهران، قال: أنبأنا جابر، عن مجاهد:

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ليلة عُرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً: [لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليٌّ حبُّ الله، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمة خيرةُ الله، على باغضهم لعنة الله ].

ورواه ابن حجر في لسان الميزان: ج ٤ ص ١٩٤.

ورواه حرفياً الشيخ الطوسي في الحديث ٧٥ في الجزء ١٢ من أمالية: ج ١ ص ٣٦٥ ط بيروت.

ورواه أيضاً، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين القمي في أوّل المجلس ١٨ من أماليه ص ٧٠ قال:

حدّثنا عليّ بن الفضل بن العباس البغدادي - شيخ الأصحاب الحديث - قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبي التمتامي وأبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا يحيى بن سالم ابن عمّ الحسن بن صالح - وكان يفضّل على الحسن بن صالح - قال - حدّثنا مسعر، عن عطيّة، عن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:

مكتوب على باب الجنّة: [لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليّ أخو رسول الله، قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام ].

١٤٧

ورواه أيضاً محمّد بن سليمان في الحديث (٢٨٢) من مناقب علي الورق ٧٤/ب/ وفي ط ١: ١/٣٥٧ قال:

وفي الحديث ٣٠٥ في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٥١ ط ٣، للحاكم الحسكاني: قال:

أخبرنا أبو يحيى زكريّا بن أحمد الجوري قال: أخبرنا يوسف بن أحمد العطّار - بمكّة- قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي قال: حدّثنا يحيى بن سالم قال: حدّثنا أشعث ابن عمّ حسن بن صالح، قال: حدّثنا مسعر، عن عطيّة العوفي، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:

[مكتوب على باب الجنّة قبل أنْ يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، أيَّدته بعليّ ].

وروى الحديث ابن عساكر في الرقم ١٦٢ وكذا في الحديث ٨٦٤ من ترجمة أمير المؤمنين من كتابه تاريخ دمشق: ج ١ ص ١٣٣ و ج ٢ ص ٣٥٣ ط ٢ قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، أنبأنا محمّد بن عمرو العقيلي قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي قال: حدّثنا يحيى بن سالم قال: حدّثنا أشعث ابن عمّ حسن بن صالح، قال: حدّثنا مسعر، عن عطيّة العوفي، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:

[مكتوب على باب الجنّة قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ ].

وكذلك رواه الطبراني في الأوسط، كما روى عنه الهيثمي في فضائل عليّ عليه السلام من مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١١، وقال: وفيه الأشعث ابن عمّ حسن بن صالح وهو ضعيف ولم أعرفه.

ورواه الخوارزمي في الفصل ١٤ من كتاب المناقب ص ٨٨ ط الغري قال: وأخبرني شهردار إجازة (قال:) أخبرني محمود بن إسماعيل الأشقر، أخبرني أحمد بن الحسين بن فاذشاه، أخبرني الطبراني.

١٤٨

ورواه كذلك ابن عساكر في ترجمة محمّد بن موسى المراغي في كتابه تاريخ دمشق: ج ٥٣ ص ٣٠٢ وفي طبعة دار الفكر ج ٥٦ ص ٧٢ قال:

أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو القاسم بن السمرقندي قالا: أنبأنا أبو نصر بن طلاب الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع، أنبأنا محمّد بن يونس بن حبسون المراغي الطرطوسي أبو أمير ساحل الشام بصيدا، أنبأنا أبو نصر فتح بن أبلح (أو: أفلح) بطرسوس، أنبأنا داود بن سليمان حدّثني سليمان بن الربيع، أنبأنا كادح بن رحمة الزاهد، أنبأنا مسعر بن كدام، عن عطيّة عن جابر قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يقول: [رأيت على باب الجنّة مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله. عليٌّ أخو رسول الله. صلّى الله عليه وآله وسلّم].

ورواه أيضاً ابن عدي، المولود ٢٧٧ والمتوفّى ٣٦٥ في ترجمة كادح من كتاب الكامل: ج ٢ الورق ٢١ وفي ط ١ ج ٦، ص ٨٣ وقال: حدّثنا حمزة بن داود الثقفي حدّثنا سليمان بن الربيع... ويتم الحديث ورواه عنه ابن حجر في لسان الميزان: ج ٤ ص ٤٨٠.

وقد رواه ابن عساكر بسند آخر في الحديث ١٦١ في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق.

وقد روى هذا الحديث أحمد بن حنبل في كتابه الفضائل ومن باب فضائل عليّ، فقد ورد الحديث بسندين ٢٥٤ و ٢٦٢ في الفضائل ص ١٨١ و ١٨٦.

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٥٣ ط ٣، في الحديث ٣٠٦ قال حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ غير مرّة قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيّوب الفقيه قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد السلام، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن البصري قال: حدّثنا ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن سعيد بن جبير: عن أبي الحمراء قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [لمّا أُسري بي رأيت في العرش: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيَّدته بعليّ ].

و(رواه أيضاً) ثابت (بن دينار أبو حمزة الثمالي) عن سعيد.

وجاءت هذه الرواية في شواهد التنـزيل للحاكم الحسكاني في الرقم (٣٠٧) ج ١ ص ٣٥٤ ط ٣، قال:

١٤٩

حدّثنا (ه) الحاكم، قال: حدّثنا عليّ بن عبد الرحمان بن عيسى السبيعي - بالكوفة - قال: حدّثنا الحسين بن الحكم قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني أبو إسحاق (قال الحاكم:) وأخبرني أبو جعفر محمّد بن علي دحيم قال: حدّثنا أحمد بن حازم قال: حدّثنا إبراهيم الصيني قال: حدّثنا عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [لمّا أُسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن فاذا عليه [مكتوب ]: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله أيّدته بعليّ ونصرته به ].

(و) رواه عن إبراهيم الصيني جماعة.

رواه محمّد بن سليمان في الحديث (١٥٢-١٥٦) من كتاب مناقب عليّ عليه السلام الورق ٥٣، ٥٤/أ/ وفي ط ١: ج ١، ص ٢٤٠ قال:

قال أبو أحمد (عبد الرحمان بن أحمد): حدّثنا أحمد بن موسى الكوفي قال: حدّثنا عبد العزيز بن الخطاب، قال: حدّثنا عمرو ثابت، عن عمرو بن شمر، عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء صاحب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [رأيت ليلة أُسري بي [على العرش ]مكتوباً: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ ونصرته به ].

ورواه أيضاً بسند آخر عن عمرو بن أبي المقدام في الحديث ١٥٨ في الورق /ب/ وفي ط ١: ج ١ ص ٢٤٤.

ورواه ابن عساكر في الحديث ٨٦٤ من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ٢/٣٥٣ ط ٢ قال:

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر، أنبأنا أبو نصر الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن السرّي بن عثمان، أنبأنا إبراهيم بن هاني النيسابوري أنبأنا عبادة بن زياد الأسدي، أنبأنا عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: [لماّ أُسري بي رأيت في ساق العرش مكتوباً لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله صفوتي من خلقي أيّدته بعليّ ونصرته (به) ]. ورواه أيضاً المتّقي الهندي في كتابه كنـز العمّال: ج ٦ ص ١٥٨، وقال:

١٥٠

أخرجه ابن عساكر، وابن الجوزي من طريقين عن أبي الحمراء.

ورواه عنه السيد مرتضى الفيروز آبادي، من كتابه فضائل الخمسه: ج ١ ص ١٧٥ وقال ورواه أبو نعيم في حيلته: ج ٣ ص ٢٦ مسنداً عن أبي الحمراء.

ورواه الحمّوئي في الحديث ١٩٤ في الباب ٤٦ من فرائد السمطين: ج ١ ص ٢٣٦ طبعه بيروت قال:

أخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أبو الفضل محمّد بن محمّد بن علي المعروف بابن الدبّاب (الزيّات) الباببصري أخبرنا الشيخ عبد المحسن بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن خالد بن عبد الغفّار الأبهري، أنبأنا الشيخ شمس الدين أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن مسعود الناقد.

وأنبأني عن أبي محمّد عبد العزيز الناقد هذا، الشيخ أبو أحمد عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر البغدادي قال: (أنبأنا) الشيخ الثقة أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّاء، قال: أخبرنا الشريف الأجل أبو نصر محمّد بن محمّد بن عليّ بن الحسن الهاشمي الزينبي قيل له: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر بن عليّ بن خلف الوراق... إلى أخر الحديث، المذكور أعلاه.

وأيضاً قال الحمّوئي في الحديث: ١٩٦ منه: أخبرني عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر إجازة أنبأنا النقيب شرف الدين أبو طالب بن عبد السميع، أنبأنا شاذان بن جبرئيل قراءة عليه، أنبأنا محمّد بن عبد العزيز، عن محمّد بن أحمد بن علي النطنـزي قال: أنبأنا السيد أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي فيما قرأت عليه، قال: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن محمّد بن صخر الأزدي فيما كتب إليّ، حدّثنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن يوسف (سيف) - إملاءً - حدّثنا عبد الله بن سليم، حدّثنا زكريّا بن يحيى الخزّار قال: حدّثنا إسماعيل بن عبّاد عن عمرو بن أبي المقدام، عن سليمان الأعمش:

عن أبي الحمراء خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ليلة أُسري بي رأيت على ساق العرش الأيمن مكتوباً: أنا الله وحدي لا إله غيري، غرست جنّة عدن بيدي لمحمّد صفوتي، أيّدته بعليّ ].

ورواه أيضاً الحافظ الطبراني في الحديث الأخير من ترجمة أبي الحمراء هلال بن الحارث الصحابي من المعجم الكبير: ج ٢٢ ص ٢٠٠ ط ١، قال:

١٥١

حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عبادة بن زياد الأسدي، حدّثنا عمرو بن ثابت، عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير: عن أبي الحمراء خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: [لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فرأيت في ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيّدته بعليّ ونصرته (به) ].

ورواه عنه الهيثمي من مجمع الزائد: ج ٩ ص ١٢١.

وروى أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين الفقيه - القمّي - في المجلس ٣٨ من أمالية ص ١٩٠ قال:

حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله، قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدّثنا العباس بن بكّار، عن عبد الواحد بن عمرو عن الكلبي:

عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: مكتوب على العرش: [أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي لاشريك لي، محمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ ].

فأنزل (الله) عزّ وجلّ:( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) فكان النصر عليّاً ودخل مع المؤمنين، فدخل في الوجهين جميعاً.

وروى العصامي في الحديث: ٤٥ مما ورد في شأن عليّ عليه السلام من ترجمتة من كتاب سمط النجوم: ج ٢ ص ٤٨٥ قال: وأخرج الملّا (عمر بن محمّد بن خضر) في سيرته (وسيلة المتعبّدين) عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ليلة أُسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن فرأيت كتابا ً فهمته: محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ، نصرته به ].

ورواه أيضاً محمّد بن عليّ بن الحسين القمي في الحديث ٥ من المجلس ٣٨ من أمالية ص ١٧٩ قال:

حدّثنا أبي رحمه الله قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب عن أحمد بن علي الإصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى بن أخت الواقدي شيخ من الأنصار قال: حدّثنا أبو قتادة الحرّاني عن عبد الرحمان بن العلاء الحضرمي عن سعيد بن المسيب: عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [رأيت ليلة الإسراء مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي خلقت جنّة عدن بيدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ ].

١٥٢

ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة الخطاب بن سعد الخير بن عثمان من النسخة الأردنيّة من تاريخ دمشق: ج ٥ ص ٦٦٢ وفي طبعة دار الفكر ج ١٦ ص ٤٥٥ قال:

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن مسلم أنبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الرحمان بن عثمان بن القاسم بن أبي النصر، أنبأنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، أنبأنا أبو القاسم الخطاب بن سعد الخير، أنبأنا محمّد بن رجاء السختياني أنبأنا عمّار بن مطر، أنبأنا عمر (و) بن ثابت، عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير:

عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [رأيت ليلة أُسري بي، مثبتاً على ساق العرش: إنّي أنا الله لا إله غيري خلقت جنّة عدن بيدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بعليّ، نصرته بعليّ ].

وأورد المتّقي الهندي في كنز العمّال ج ٦ ص ١٥٨ قال:

وبرواية عن أبي هريرة: حدّثنا أبو بكر بن خلّاد، قال: حدّثنا الحسين بن إسماعيل المهري قال: حدّثنا عباس بن بكّار، قال: حدّثنا خالد بن أبي عمرو الأسدي عن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: [مكتوب على العرش: لا إله إلّا الله وحده لاشريك له، محمّد عبدي ورسولي، أيَّدته بعليّ بن أبي طالب ]. وذلك قوله في كتابه( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

وأخرج المتّقي الهندي في كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٨، قال: [مكتوب في باب الجنّة قبل أنْ يخلق السموات والأرض بألفي سنة، لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ ]، وقال المتّقي الهندي أخرجه العقيلي عن جابر (بن عبد الله الأنصاري).

وفي (المناقب) لابن المغازلي ص ٦١ وبرقم الحديث ١٣٤ قال:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر الفقيه الشافعي رضي الله عنه بقراءتي عليه فأقرَّه، فقلت له: أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنّي الملقب بابن السقّاء الحافظ الواسطي رضي الله عنه حدّثنا أبو يعلي أحمد بن عليّ بن المثنى الموصليّ، حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي، حدّثنا يحيى بن سالم، حدّثنا أشعث ابن عمِّ الحسن بن صالح، وكان يفضّل على الحسن بن صالح: قال: حدّثني مسعود بن كدام، عن عطيّة بن سعيد، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: [مكتوب على باب الجنّة، قبل أنْ يخلق الله السموات والأرض بألفي عام: محمّد رسول الله وعليّ أخوه ].

١٥٣

وورد في ميزان الاعتدال للذهبي: ج ٢ ص ٧٦ وبرقم ٢٨٩٠ قال: حدّثنا محمّد بن عثمان، حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي، حدّثنا يحيى بن سالم، حدّثنا أشعث ابن عمِّ الحسن بن صالح، حدّثنا مسعر، عن عطيّة العوفي، عن جابر مرفوعاً: [مكتوباً على باب الجنّة: محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ ]، قال أبو نعيم الحافظ أخبرنا أبو عليّ بن الصّواف، ومحمّد بن عليّ بن سهيل، وسليمان الطبراني، والحسن بن عليّ بن خطاب، قالوا: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، فساقه بنحوه، لكن لفظه: [على باب الجنّة: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، عليٌّ أخو رسول الله، قبل أنْ يخلق الله السموات بألفي عام ].

وفي ميزان الاعتدال أيضاً ج ١ ص ٢٦٩ برقم ١٠٠٦ بالسند المذكور: [مكتوب على باب الجنّة: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليٍّ، قبل خلق السموات بألفي سنة ].

وفي كتاب (الشفاء) روي ابن قانع القاضي، عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله ص: [لمّا أسري بي إلى السماء إذا على العرش مكتوب: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ ]. قال القندوزي، وفي المناقب عن حذيفة رضي الله عنه: [ضربة عليٍّ يوم الخندق أفضل من أعمال أمّتي إلى يوم القيامة ].

وقال القندوزي في كتابه: ينابيع المودَّه ص ٩٤،:

أخرج أبو نعيم بسنده عن أبي هريرة (و) أيضاً عن أبي صالح عن ابن عباس، (و) أيضاً عن جعفر الصادق رضي الله عنهم في قوله تعالى:( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْـرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) قالوا: نزلت في عليّ، وأنَّ رسول الله قال: [رأيت مكتوباً على العرش: لا إله إلّا الله وحده لاشريك له، محمّد عبدي ورسولي، أيّدته ونصرته بعليّ بن أبي طالب ]، وروي عن أنس بن مالك نحوه.

(من شواهد التنـزيل لابن رويش الأندونيسي ص ٤٠٢).

وأخرج الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب ص ٢٣٤ الحديث، قال:

١٥٤

ومن ذلك ما أخبرنا أبو محمّد عبد العزيز بن محمّد بن الحسين الصالحي بجامع دمشق، أخبرنا أبو القاسم الحافظ الدمشقي، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلم الشافعي أخبرنا أبو القاسم بن العلا، وأبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان العريني النصيبي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهري، حدّثنا عباس بن بكّار، حدّثنا خالد بن أبي عمر الأسدي، عن الكبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: [مكتوب على العرش لا إله إلّا الله وحدي لا شريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي أيَّدته بعليّ ]، وذلك قوله عزّ وجلّ في كتابه الكريم:( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) عليٌّ وحده.

وفي فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابه لأحمد بن حنبل في الحديث ٢٦٤ ص ١٧٨ قال:

القطيعي: حدّثني أحمد بن إسرائيل، حدّثنا محمّد بن عثمان، حدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائي، حدّثنا يحيى بن سالم حدّثنا أشعث - ابن عمّ حسن بن صالح وكان يفضل عليه - حدّثنا مسعر، عن عطيّة العوفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [مكتوب على باب الجنّة: محمّد رسول الله، عليّ أخو رسول الله، قبل أنْ يخلق السماوات بألفي سنة ].

الأنفال الآية ٦٤

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ )

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام) قال:

حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم، قال: حدّثنا عليّ بن الوليد بن جابر قال: حدّثنا عليّ بن حفص بن عمر العبسي قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد عن أبيه: عن جعفر بن محمّد (عن أبيه) في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: [نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ].

وروى أيضاً أبو نعيم.

١٥٥

حدّثنا محمّد بن عمر (قال: حدّثنا عليّ بن عباس، قال: حدّثنا عليّ بن حفص بن عمر) قال: حدّثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد، عن أبيهما عن جعفر بن محمّد عن أبيه مثله.

وجاء في الغدير للشيخ الأميني: ج ٢ ص ٧٠ عن الآية الكريمة قال:

أخرج الحافظ أبو نعيم في فضائل الصحابة بإسناده: أنَّها نزلت في عليّ، وهو المعنيُّ بقوله: المؤمنين. وروى الخطيب البغدادي في مناقبه ص ١٨٦ قال:

عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى:

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) هو عليّ بن أبي طالب وهو رأس المؤمنين

وروى أيضاً الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٥٨ ط ٣، في الرقم ٣٠٨ قال:

أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر القاضي قال: حدّثنا عليّ بن عباس قال: حدّثنا عليّ بن حفص بن عمر القيسي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد عن أبيه:

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (في قوله تعالى):( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: [نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ].

وروى الحسكاني في شواهده: ج ١ ص ٣٥٨ ط ١، في الرقم ٣٠٩ قال:

وبه وقرأته قال: حدّثنا القيسي قال: حدّثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد عن أبيهما، عن جعفر عن أبيه (في قوله تعالى):( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: [نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ].

ويحيى بن البطريق، روى الحديثين في الفصل ١٤ من كتاب خصائص الوحي المبين ص ١١١ ط ١، وفي ط ٢ ص ١٧٥ قال:

حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم، قال: حدّثنا عليّ بن الوليد بن جابر، قال: حدّثنا عليّ بن حفص بن عمر العبسي قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد، عن أبيه: عن جعفر بن محمّد (عن أبيه) في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) . قال: [نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام ].

١٥٦

(و) حدّثنا محمّد بن عمر (قال: حدّثنا عليّ بن عباس، قال: حدّثنا عليّ بن حفص بن عمر) قال: حدّثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد عن أبيهما عن جعفر بن محمّد، عن أبيه مثله.

وأخرجه علّامة الهند عبد الله بسمل في مناقبه أرجح المطالب ص ٨٨.

وكذلك أخرجه المير محمّد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في مناقبه عن المحدّث الحنبلي - المناقب للكشفي / الباب الاوّل.

١٥٧

سورة التوبة

سورة التوبة الآية ٣

( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّـهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ )

هذه الآية الكريمة الّتي أنزلها الله على سيّد الأنبياء والمرسلين لتبليغ ما ورد فيها وإعلام المقصودين بها من المشركين، وتأدية مانهى الله سبحانه وتعالى حيث لايحقُّ بالتبليغ عن الله إلّا النبيّ أو أحد من أهل بيته. حيث أنَّ الولاية لله وللرسول وللإمام عليّ، وأبرز دليل على لزوم من يتولّى الأمر بعد النبيّ هو نائبه في التبليغ.

فقد روى ابن كثير في تاريخه: ج ٧ ص ٣٥٧، وأحمد بن حنبل في مسنده: ج ١ ص ٣ والكنجي - في الكفاية ص ١٢٥ والبداية والنهاية: ج ٥ ص ٤٤،٤٧ ط إحياء التراث وغيرها من المصادر، أنّها أوردت أن لايبلّغ عن الله إلّا النبيّ (ص) أو أحد من أهل بيته.

فأخرج السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٣ ص ٢١٠ ط قم، عن أبي رافع، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة إلى الموسم، فأتى جبريل عليه السلام فقال: [إنّه لن يؤدِّيها عنك إلّا أنت أو رجل منك ] فبعث عليّا رضي الله عنه على إثره حتّى لحقه بين مكّة والمدينة فأخذها، فقرأها على الناس في الموسم.

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٦٦ ط ٣، في الحديث الرقم ٣١٧ قال:

حدّثني الأستاذ أبو طاهر الزيادي قال: أخبرنا أبو طاهر المحمد آبادي قال: حدّثني أبو قلابة الرقاشي قال: حدّثنا عبد الصمد وموسى بن إسماعيل قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك بن حرب، عن أنس بن مالك:

أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث سورة براءة مع أبي بكر ثمّ أرسل (إليه) فأخذها (منه) ودفعها إلى عليّ وقال: [لايؤدّي عنِّي إلّا أنا أو رجل من أهل بيتي ].

وأخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٥٩ ط ٣، في الرقم ٣١٠ قال:

١٥٨

أخبرنا أبو عبد الرحمان محمّد بن أحمد القاضي بقراءتي عليه في داري من أصله، قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النجّار بالكوفة، قال: أخبرنا أبو العبّاس إسحاق بن محمّد بن مروان بن زياد القطّان قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا إسحاق بن يزيد، عن حكيم بن جبير، عن عليّ بن الحسين قال: [إنَّ لعليّ إسماً في كتاب الله لا يعلمه الناس.

قلت: وماهو؟ قال: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ) عليٌّ، والله هو الأذان يوم الحج الأكبر ].

ورواه عن حكيم، قيس بن الربيع وحسين الأشقر وأبو الجارود، ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري، عن زين العابدين مثله، والأخبار متظاهرة بأنَّ هذا المبلّغ هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

أخرج الفقيه الشافعي جلال الدين السيوطي في تفسيره: الدرّ المنثور عند تفسيره لسورة التوبة، قال:

عن ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد، قال: قال لي عليّ بن الحسين رضي الله عنه: [إنَّ لعليّ في كتاب الله إسما ولكن لايعرفونه. قلت: ماهو؟ قال: ألم تسمع قول الله:( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ ) هو والله الأذان ].

وأورد الحسكاني في الشواهد -عند الرقم ٢٦٥، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد قال: حدّثنا عبد الغفّار بن محمّد قال: حدّثنا مصعب بن سلام عن عبد الأعلى الثعلبي عن محمّد بن الحنفيّة عن عليّ قال:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) : [فأنا ذلك المؤذّن ].

وروى البخاري في صحيحه: ج ٥ ص ٣٧ عن أبي هريرة أنّه قال:

(فأذَّنَ عليٌّ في أهل منى يوم النحر، ببراءة (يعني بأنَّ الله برئ من المشركين ورسوله) وأنْ لا يحجَّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان).

١٥٩

وأخرج خطيب خوارزم في كتابه (المناقب) عند ذكر مناقب الإمام عليّ عليه السلام ص ٢٤ قال:

وبسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب: [أنت الذي أنزل الله فيك: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ ) ].

وأخرج خطيب خوارزم في المناقب ص ٢٢٣ حديث المناشدة الذي ناشد فيه الإمام عليّ عليه السلام. الخمسة الذين كانوا معه في الشورى (الذين جعلهم عمر بن الخطاب قُبيْل موته) حيث ناشدهم الإمام علي عليه السلام - وكما هو مثبت في كتب الرواة والحفّاظ - وفيه قوله عليه السلام:

[فأنشدكم بالله: هل فيكم أحدٌ أمره رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأن يأخذ براءة من أبي بكر. فقال له أبو بكر: يا رسول الله أنزل فيَّ شيء ؟

فقال له: (إنَّه لايؤدِّي عنّي إلّا عليّ). غيري

قالوا: أللّهم لا.

وهذه المناشدة للإمام عليّ (ع) قد رواها الكثيرون وإن حصل بعض الاختلاف في اللفظ لكنّ المعنى واحد. ومنهم في المناقب لابن المغازلي ص ١١٢، فرائد السمطين للحمويني ص ٥٨، وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص ٧٥،٩٣، والحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: ج ١ ص ٢٠٥ وابن عبد الله البر في الاستيعاب (لهامش الاصابة) ج ٣ ص ٣٥.

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٦١ ط ٣ في الرقم ٣١١ قال: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه الله، قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد -ببغداد-قال: حدّثنا عثمان بن أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن علي، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيسى، قال: حدّثنا المسّيب عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كان بين نبيّ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبين قبائل من العرب عهد، فأمر الله نبيَّه أن ينبذ إلى كلّ ذي عهد عهده إلّا أقام الصلاة المكتوبة والزكاة المفروضة، فبعث عليّ بن أبي طالب بتسع آيات متواليات من أوّل براءة، وأمره رسول الله أن ينادي بهنَّ يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر، وأن يبرئ ذمّة رسول الله من أهل كلّ عهد، فقام عليّ بن أبي طالب يوم النحر عند الجمرة الكبرى فنادى بهؤلاء الآيات.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416