النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 416
المشاهدات: 71132
تحميل: 4088


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 71132 / تحميل: 4088
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ثمّ دعا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: [أخرج بهذه القصّة من صدر براءة، وأذّن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى، أنّه لا يدخل الجنّة كافرٌ، ولا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله عهدٌ فهو إلى مدّته ] فخرج عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، على ناقة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم العضباء، حتى أدرك أبا بكر الصديق بالطريق فلمّا راه أبو بكر قال: أمير أو مأمور؟ قال عليّه السلام: (مأمور) الخ.

وقال: حدّثني الحسين، قال حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباط، عن السدّي، قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأسي أربعين آية، بعث بهنَّ رسول الله (ص) مع أبي بكر وأمّره على الحج فلمّا سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعليّ فأخذها منه. فرجع أبو بكر إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أنزل في شأني شيء؟

قال (ص): [لا، ولكن لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي ].

وأورد الشوكاني في تفسيره فتح القدير ج ٢ ص ٣٣٤ قال:

وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في (زوائد المسند) وأبو الشيخ، وابن مردويه عن عليّ قال: لما نزلت عشر آيات من براءة عن(١) النبيّ (ص) دعا أبا بكر ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعاني فقال لي: [أدرك أبا بكر، فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاقرأه على أهل مكّة، فلحقته فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر وقال: يا رسول الله، نزل فيّ شيء؟قال: لا، ولكن جبرئيل جاءني فقال: (ص) لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ].

وأخرج: ابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي وحسّنه، وأبو الشيخ وابن مردويه من حديث أنس نحوه.

في تفسير العلّامة نظام الدين أبو بكر محمّد بن الحسن النيسابوري الجزري الشافعي صاحب تفسير(غرائب القرآن ورغائب الفرقان)، وجاء في تفسيره: ج ١٠ ص ٣٦ والمطبوع بهامش (جامع البيان) قال:

____________________

(١) هكذا مذكور والظاهر أنّها (على)

١٨١

ونزلت هذه السورة سنة تسع، وكان قد أمّر فيها أبا بكر على الموسم، فلمّا نزلت السورة أتبعه عليّاً -راكباً العضباء- ليقرأها على أهل الموسم. فقيل له: لو بعثت بها إلى أبي بكر؟ فقال (ص): [لا يؤدّي عنّي إلاّ رجل منّي ] فلمّا دنا عليّ سمع أبو بكر الرغاء، فوقف وقال: هذا رغاء ناقة رسول الله (ص) فلمّا لحقه قال: أمير أو مأمور؟ قال عليّه السلام: (مأمور).

وروي أنّ أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبرئيل عليه السلام وقال: [يا محمّد لا يبلّغنّ رسالتك إلاّ رجل منك فارسل عليّاً فلمّا رجع أبو بكر إلى رسول الله (ص) فقال يا رسول الله أشيء نزل من السماء؟قال:نعم: فسر أنت على الموسم وعليٌّ ينادي بالآي فلمّا كان قبل الترويه خطب أبو بكر وحدّثهم عن مناسكهم، وقام عليٌّ يوم النحر عند جمرة العقبة فقال:أيّها النّاس إنّي رسول رسول الله إليكم ]...الخ.

جاء في تفسير القرآني للقرآن: ج ٥ ص ٦٩٨ لـعبد الكريم الخطيب، قال: وما كاد أبو بكر ينفصل عن المدينة في طريقه إلى البلد الحرام حتّى تلقى رسول الله (ص) من ربّه هذه الآيات الأولى من سورة براءة، فجعل إلى عليّ بن أبي طالب أن يؤدّي عنه هذا الأمر، وأن يؤذّن به في الناس يوم الحج الأكبر.

أقول:

إنَّ للمتتبع المتدقق بكل موضوعيّة بعيداً عن الميول والأهواء ومنشداً للحقيقة، كما هي التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في البراءة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، في مطالعته وبحثه وتمعّنه وتدقيقه في الروايات والأحاديث المرويّة عن الحفّاظ والرواة، بما هو موجود في كتب الأحاديث والسير، يرى نقاطاً محدّدة المعالم واضحة الروى نيّرة لمن ينشد الحقيقة بعيداً عن الأهواء والمأرب- غير آبهٍ بتحريف المحرّفين والناصبين عداءً للرسول وآله ممّن يحابّون السلطة والسلطان والسائرين بالتزلّف وطلب الجاه والمال- يدرك الحق ويصل للحقيقة الّتي لا تغمطها أيدي الطامعين وتطاول الحكّام الجائرين. وهنا نورد نقاطاً محوريّة عن البراءة ونزولها وكيفيّة الأمر بتبلغها.

أولاً: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، عند نزول البراءة، عليه (ص) من الله سبحانه وتعالى وما يجب عليه من تبليغها، فقد بعث بها أبا بكر ثمَّ ردّه، عن ذلك، بأمر من الله سبحانه وتعالى.

١٨٢

وما يلي من الروايات دالّة على ذلك:

أوّلاً- أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه: شواهد التنـزيل عدّة أسانيد في ج ١ ط ٣، وبالأحاديث ذات الأرقام التالية ففي الحديث رقم ٣١٢ قال:

أخبرنا الشيخ جدّي أبو نصر رحمه الله، قال حدّثنا أبو عمرو المزكّي قال: قال: حدّثنا أبو خليفة البصري قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الخزاعي قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك بن حرب، عن أنس بن مالك:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه فردّه وقال: [لا يذهب به إلاّ رجل من أهل بيتي ]. فبعث علياً.

رواه جماعة عن حمّاد بن سلمة كذلك.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ط ٣ في الحديث رقم ٣١٣ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني، أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: أخبرنا أبو بكر جدّي قال: حدّثنا محمّد بن بشّار، قال: حدّثنا عفّان بن مسلم وعبد الصمد قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك (بن حرب)عن أنس (بن مالك)قال: بعث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ببراءة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم دعاه فقال: [لا ينبغي أن يبلّغ عنّي هذا إلاّ رجل منّي من أهلي ]. فدعا عليّاً فأعطاه إيّاها.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل في الحديث ٣١٧ قال:

حدّثني الأستاذ أبو طاهر الزيادي قال: أخبرنا أبو طاهر المحمّد آبادي قال: حدّثنا أبو قلابة الرقاشي قال: حدّثنا عبد الصمد وموسى بن إسماعيل قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك بن حرب، عن أنس بن مالك:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث سورة براءة مع أبي بكر، ثمّ أرسل (إليه) فأخذها (منه)ودفعها إلى عليّ وقال: [لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي ].

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل في الحديث ٣١٨ قال:

١٨٣

أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني قال: أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: أخبرنا جدّي أبو بكر، قال: حدّثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا حمّاد، عن سِماك (بن حرب)، عن أنس(بن مالك):

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة مع أبي بكر، فلمّا بلغ ذا الحليفة قال: [لا يؤذّن بها إلّا أنا، أو رجل من أهل بيتي ] فبعث بها عليّاً.

وأورد أبو بكر بن أبي شيبة في الحديث ٧٢ من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم ١٢١٨٤ من كتاب المصنف: ج ٧ /الورق ١٦١/٤ ومن ط ١: ج ١٢ ص ٨٤ طبعة الهند، قال:

حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك (بن حرب)عن أنس(بن مالك):

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث براءة(مع) أبي بكر إلى (أهل) مكّة فدعاه، فبعث عليّاً فقال: [لا يبلّغها إلاّ رجل من أهل بيتي ].

وأورد أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد المعروف بابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ ج ٢/ الورق ١٥٥/أ/و ٢٢٠/ب/ قال:

وحدّثنا علي (بن سهل)أنبأنا عفّان، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك، عن أنس: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق إلى أهل مكّة فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:ردّوه -فردّوه فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما لي أنزل فيّ شيء؟ قال: [لا ولكنّي أمرت أن لا يبلّغها إلاّ أنا أو رجل منّي ] فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وأورد القطيعي في الحديث (٦٩ و ٢١٢)من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل ص ٤٣، ١٤٦ ط ١ قال:

حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الخزاعي، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سِماك بن حرب، عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة فلمّا بلغ ذالحُلَيفة بعث إليه فردّه، وقال: [لايذهب بها إلاّ رجل من أهل بيتي ]. فبعث عليّاً عليه السلام.

١٨٤

وروى ابن عساكر في الحديث: ٨٧٨ وما بعده من ترجمته عليه السلام من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٣٧٦-٣٨٨ ط ٢ وصرّح في الحديث برجوع أبي بكر.

وروى الترمذي عند تفسير آية البراءة من كتاب التفسير تحت الرقم: ٥٠٨٥ من سننه: ج ٤ ص ٣٣٩ طبعة دار الفكر، قال: حدّثنا بندار، أخبرنا عفّان بن مسلم وعبد الصمد، قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك بن حرب:

عن أنس بن مالك قال: بعث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بـ(براءة) مع أبي بكر ثمّ دعاه فقال: [لا ينبغي أن يبلّغ هذا إلاّ رجل من أهلي ]. فدعا عليّاً فأعطاه إيّاها.

وروى أبو الأباطيل الحسين بن إبراهيم الجوزقاني المتوفّى سنة ٥٤٣ في أباطيله ج ١ ص ٢٧٢ قال:

أخبرنا عبد الملك بن مكّي، أخبرنا عليّ بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحُبَاب الجمحي قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الخزاعي قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك بن حرب، عن أنس بن مالك:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق إلى أهل مكّة، فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث (إليه) فردّه وقال: [لا يؤدّي عنّي إلاّ رجل منّي ] وإنمّا كان النبيّ (ص) أرجع أبا بكر بأمر إلهيّ، ولما رجع أبو بكر إلى النبي (ص) جزع وقال: يا رسول الله إنَّك أهّلتني لأمر طالت الأعناق فيه فلمّا توجّهت إليه رددتني منه؟ فقال (ص): الأمين هبط إلىّ عن الله تعالى:إنّه لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك: وعليّ منّي ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ.

ثانياً-إنَّ التبليغ ببراءة، هو مناط أمره بالنبي (ص) أو رجل منه، أو من أهل بيته الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. وكون الإمام علي (ع) وحديث المنـزلة، حيث قال صلّى الله عليه وآله وسلم: [عليّ منّي بمنـزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ]. وأنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي أوحى جبرائيل (ع) لإبلاغ النبيّ (ص) أنّه لن يبلّغ عنك إلّا أنت أو رجل منك فأورد الحسين بن إبراهيم الجوزقاني في الحديث ١٢٧ من كتابه الأباطيل ج ١ ص ٤٧١ ط ٤ قال:

١٨٥

أخبرنا عبد الملك بن مكّي، أخبرنا عليّ بن الحسين، أخبرنا أحمد بن محمّد قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أعين، قال: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدّثنا محمّد بن جابر، عن حنش بن المعتمر: عن عليّ قال: نزلت سورة براءة، فبعث بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مع أبي بكر إلى أهل مكّة، فلمّا مضى أتى جبرئيل عليه السلام فقال: إنّه لن يبلّغ عنك إلّا أنت أو رجل منك: فدعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: أدرك أبا بكر فخذ الكتاب منه فاقرأه عليهم.

قال: فلحقت أبا بكر بذي الحليفة، فقال: هل نزل فيَّ شيء؟ قلت لا، إنّ جبرئيل أتاه بكذا وكذا.

وروى عبد الله بن أحمد في الحديث: ٣٢١ من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل وفي الحديث: ١٢٩٦ من مسند علي عليه السلام من كتاب المسند: ج ١ ص ١٥١ ط ١، قال:

حدّثنا محمّد بن سليمان لُوَين قال: حدّثنا محمّد بن جابر عن سماك عن حَنَش:

عن علي عليه السلام قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا أبا بكر فبعثه بها يستقرؤها على أهل مكّة، ثم دعاني فقال لي أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم.

قال: فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبيّ صلّى الله عليه(وآله)وسلّم فقال: يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال: لا ولكن جبرئيل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك.

وحسَّن الشاكر سند الحديث في شرحه على كتاب المسند.

ورواه أيضاً المتّقى الهندي في كنـز العمّال: ج ١ ص ٣٤٦ وقال: أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه.

١٨٦

ورواه ابن كثير حرفيّاً عن عبد الله بن أحمد، وأيضا فقد رواه ابن كثير أيضاً عن عبد الله بن أحمد في الحديث ١٧٨ من مسند عليّ عليه السلام من جامع المسانيد ج ١٩/ص ١٩ ومرّة أخرى رواه ابن كثير في أواخر عنوان: (ذكر شيء من فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب) من تاريخ البداية والنهاية: ج ٤ أو ج ٧ ص ٣٥٦ ط بيروت.

وممن رواه أيضاً محمّد بن سليمان بسنده عن سالم بن أبي حفصة عن جميع بن عمير، عن عبد الله بن عمر في الحديث: ٣٦٣ من مناقب عليٍّ. الورق ٩٩/أ وفي ط ١ ج ١، ص ٤٦٣.

وكذلك رواه النسائي بسند آخر في الحديث: ٧٦ من كتاب الخصائص ص ٩١ وفي طبعة بيروت ص ١٤٦، قال:

أخبرنا العباس بن محمّد الدوري، حدّثنا أبو نوح قراد، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيع، عن عليّ[قال]: أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر، ثمّ أتبعه بعليّ فقال له: [خذ الكتاب (منه) فامض به إلى أهل مكّة قال: فلحقته وأخذت الكتاب منه ]، فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال: يا رسول الله أنزل فيّ شيء؟ قال: [لا إلاّ أنّي أمرت أن أبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي ].

ورواه أبو عبيد القاسم بن سلّام في الحديث ٤٥٧ من كتاب الأموال ص ٢١٥.

وكذا فقد روى البلاذري في الحديث ١٦٤ من ترجمة أمير المؤمنين من كتاب أنساب الأشراف ج ٢ ص ١٥٥ ط ١.

وهذه الروايات تبين أنَّ النبي (ص) قد أمر بأن يقوم بالتبليغ هو أو رجل من أهل بيته، أو رجل منه. فلا مناص من ذلك، ولا عبرة بادعاءات أخرى موضوعه. وهنا أمران مهمّان يتوجب ملاحظتهما،

الأوّل- أنّ بعث عليّ وعزل أبا بكر إنّما كان بأمر من الله بنـزول جبرئيل: [أنّه:لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ] فهو حكم غير مقيّد، ولا يخصُّ "بالبراءة" فقط.

والأمر الثاني- أنّ عليّاً (ع) كما نادى ببراءة فإنّه قام بإبلاغ أحكام منـزّلة من الله سبحانه وتعالى أن لا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له مدّة فهو إلى مدّته، ولا يطوف ولا يحجّ بعد العام مشرك، وحكم خامس أن لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن.

١٨٧

ثالثاً-إنّ أبا بكر قد عاد عند أخذ الإمام عليّ عليه السلام لسورة البراءة وأنَّ النبي (ص) قد قال: ردّوه كما جاء في الحديث الوارد عن أبي سعيد أحمد بن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ قال: حدّثنا علي (بن سهل) أنبأنا عفّان، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن سماك، عن أنس قال: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث بـ(براءة)مع أبي بكر الصديق إلى أهل مكّة فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: ردّوه، فردّوه، فقال أبو بكر: مالي أنزل فيّ شيء؟ قال: [لا: ولكنّي أمرت أن لايبلّغها إلاّ أنا أو رجل منّي ]. فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب.

وما جاء في الحديث ٣١٧ عن الحسكاني في شواهد التنـزيل حيث جاء، أنّ النبيّ (ص) بعث سورة براءة مع أبي بكر ثمّ أرسل (إليه) فأخذها (منه)ودفعها إلى عليّ وقال: [لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي ].

وما جاء في الحديث ٣١٢ من شواهد الحسكاني، وبالإسناد إلى أنس بن مالك:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة فلمّا بلغ ذا الحليفة، بعث إليه فردّه وقال: [لا يذهب به إلاّ رجل من أهل بيتي ]. فبعث علياً.

وهكذا يظهر جليّاً أنّ أبا بكر عاد للمدينة، ولم يذهب للحج كما يسوق الوضّاعون من إختلاق أحاديث لا أساس لها من الصحّة. من كونه أميراً للحاج. وجاء أيضاً في رواية أنس أنّه صلّى الله عليه وآله بعث أبا بكر ببراءة ثم دعاه فأخذها منه.

رابعاً - إختلاق الوضّاعون والنواصب وأتباع السلطة: من قيام أبي هريرة بالتبليغ وآخرين-لم يسم ّ يهم الوضّاعون-بالتبليغ وكذلك يدّعى: أنّ أبا بكر قد قام بالتبليغ مع أبي هريرة لمساعدة الإمام عليّ على التبليغ، مع العلم بالحقيقة الّتي أوردها الحفّاظ من أنّ أبا بكر عاد، وردّه النبيّ، وما ورد من الأحاديث الصحيحة الّتي ذكرناه، وقوله: [إنّه لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ]، وحاشا لنبيّ الله (ص) أن يخالف أمره تعالى.

خامساً - قد جاء في الروايات أنّ أبا بكر حجّ في تلك السنة، (عام تسعة للهجرة)في شهر ذي القعدة، وليس كما ينسج الوضّاعون: روايات حجّه في الحج الأكبر أي في ذي الحجّة.

١٨٨

وجاء في الدرّ الثمين -خـمسمائة آية في أمير المؤمنين- للحافظ البرسي ص ١١٨ قال:

ثمَّ جعله أَسَدهُ وضرغام دينه ونصر به محمّداً (ص) في كلّ الوقائع فلمّا بعث رسول الله (ص) أبا بكر بصدر سورة البراءة ردّه الله وأمر نبيّه أن يبعث بها عليّاً (ع)، فقال له أبو بكر لما رجع: أنزلَ فيَّ شيءٌ؟ فقال (ص): [لا، ولكنَّ الله أمرني أن لا يؤدِّيها عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي وأنا وعليٌّ من شجرة واحدة ]، فأقام الله أمير المؤمنين (ع) علما فأذّنَ على البيت كما أذّن إبراهيم (ع) على البيت، ونفى المشركين عن البيت وأعاد سنن الحج والمناسك على شريعة إبراهيم (ع) ولم يأمر الله بالأذان بمناسك الحج إلاّ إبراهيم.

ثمَّ جعل الفضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام فهذه فضيلة كانت لإبراهيم عليه السلام في الأوّلين، وفي الآخرين لأمير المؤمنين ثم لا يلحقها أحد إلى يوم القيامة. ثمَّ جعل يوم حنين إذ إنهزم الناس وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فكان هو الذّاب عن الإسلام والضارب بسيفه حتّى تولّوا مدبرين، فهو غير مجهول مكانه ولا مدفوع فضائله وسطواته وحملاته وآياته ومعجزاته، فهو كاسر الرايات وخوّاض الغمرات لم ينل أحد رتبته ولم يدرك أحد فضيلته ولو لم يكن له في الإسلام إلاّ الذّب عن دين الله والنصرة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لكفى، ووجب على الأمّة تعظيم شأنه فويل للدافع حقّه المنكر بالجهالة فضله.

ثمَّ جعله وعترته الصادقين وأمر عباده أن يكونوا معهم فقال:( اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) .

روى عبد الله بن عمر عن السدّي عن ابن عباس قال: الصادقين، عليّ بن أبي طالب وعترته عليهم السلام.

وقال الكليني نزلت في عليّ عليه السلام خاصّة.

وجاء في تفسير الميزان للطباطبائي أيضاً ج ٩ ص ٢٧٦ قال:

على أنَّ الذي ذكره من حجّة أبي بكر في ذي القعدة هو الذي ورد من طرق أهل السنّة أنّ النبيّ (ص) جعل أبا بكر أميرا للحج عام تسع فحجّ بالناس، وقد ورد في بعض روايات أخر أيضاً أنّ الحجّة عامئذ كانت في ذي القعدة.

١٨٩

وقال الحافظ رضي الدين البرسي في كتابه: الدرّ الثمين ص ١٢١ ثمَّ جعله نصره وأيّد به رسوله فقال:( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ) .

ثمَّ جعله الأذان في الدنيا والآخرة فقال: [( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ) وأنا المؤذِّن على الأعراف ].

ذكر أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء عن الكلبي عن أبي صالح أنَّ أبي هريرة قال: مكتوب على العرش: [أنا الله الّذي لا إله إلّا أنا محمّد عبدي ورسولي أيّدته ونصرته بعليّ ]

وقال الشيرواني في ما روته العامّة من مناقب أهل البيت (ع) ص ١٠١: وروى السيوطي في تفسيره عن عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما:

[إنَّ لعليّ في كتاب الله إسماً -لكن لا يعرفونه-. قلت ما هو؟ قال: ألم تسمعه قول الله: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ) هو والله الأذان ].

وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب ص ٢٨٥ بسنده عن عبد الله بن شريك عن الحرث بن مالك. قال: أتيت مكّة فلقيت سعد بن أبي وقّاص، فقلت (له): هل سمعت لعليّ منقبة؟ قال: قد شهدت له أربعا لئن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح:أنَّ رسول الله (ص) بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوماً وليلة ثمَّ قال لعليّ: [أتبع أبابكر فخذها وبلّغها فردّ عليّ (ع) أبا بكر فرجع يبكي فقال: يا رسول الله أنزل فيّ شيء؟ قال:لا إلاّ خيراً إلاّ أنّه ليس يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي أو قال: من أهل بيتي ]......... الخ الحديث.

وجاء في الحديث ٦٩ في فضائل أهل البيت من فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص ٦٠ قال (القطيعي): حدّثنا الفضل بن الحباب، حدّثنا محمّد بن عبد الله الخزاعي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سِماك بن حرب، عن أنس بن مالك:

أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه فردّه وقال: [لا يذهب بها إلاّ رجل من أهل بيتي ] فبعث عليّاً.

١٩٠

وكذلك فأورد ابن حنبل في الحديث ٢٩٣ ص ١٩٤ في فضائل أهل البيت من فضائل الصحابة.

قال أحمد بن حنبل: حدّثنا يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو بلج حدّثنا عمرو بن ميمون قال:

إنّي لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط قالوا: يا أبا العبّاس، إمّا أن تقوم معنا، وإمّا أن تخلو بنا عن هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح البصر قبل أن يُعمى، قال: فابتدوا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أفّ وتفّ وقعوا في رجل له عشر:

وقعوا في رجل قال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحبّ الله ورسوله. قال: فاستشرف لها من استشرف، قال:أين عليّ قالوا: هو في الرحا يطحن، قال:وما كان أحدكم ليطحن؟ قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال: فنفث في عينه، ثمَّ هزَّ الراية ثلاثاً، فأعطاها إيّاه فجاء بصفيّة بنت حيي.

قال: ثمَّ بعث فلاناً(١) بسورة التوبة، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه وقال:لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه ].......... إلى آخر الرواية.

وأورد الحديث ٣٢٥ في فضائل أهل البيت من فضائل الصحابة ص ٢١٤ قال:

عبد الله بن أحمد: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عمرو بن (حمّاد بن)طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سِماك، عن حَنَش، عن عليّ:

أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حين بعثه ببراءة قال: [يا نبيّ الله أنّي لست باللسن ولا بالخطيب.قال: ما بدٌّ أن يذهب بها أنا أو تذهب بها أنت، قال: فان كان ولا بدَّ فسأذهب أنا، قال: إنطلق فانّ الله عزّ وجلّ يثبت لسانك ويهدي قلبك، قال: ثم وضع يده على فمه ].

وأورد الحديث ٣٢٧ ص ٢١٥ قال:

____________________

(١) يعني فلاناً -قاصداً أبا بكر-

١٩١

عبد الله بن أحمد: حدّثنا محمّد بن سليمان لُوَين، حدّثنا محمّد بن جابر، عن سِماك، عن حَنَش، عن عليّ قال:

[لما نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا النبيّ (ص) أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة، ثمَّ دعاني النبي (ص) فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم قال: فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبيّ (ص) فقال: يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ].

وروى أحمد بن حنبل عن أبي بكر نفسه، قال:

حدّثنا وكيع قال: قال إسرائيل: قال أبو إسحاق، عن زيد بن يُثَيع: عن أبي بكر: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعثه بـ(براءة) لأهل مكّة: لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة (و)من كان بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مدّة فأجله إلى مدّته، والله برئ من المشركين ورسوله. قال: فسار بها ثلاثاً ثمّ قال لعليّ رضي الله عنه: ألحقه، فردّ عليَّ أبا بكر وبلَّغها أنت، قال:

ففعل، فلمّا قدم على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أبو بكر بكى، قال: يا رسول الله حدث فيّ شيء؟ قال: ما حدث فيك إلاّ خير ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل منّي.

معجم الشيوخ ص ٢٢٠.

١٩٢

سورة التوبة الآية ١٢

( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ )

وجاء في تفسير الميزان للسيد محمّد حسين الطباطبائي ج ٩ ص ١٨١ ط ٢ قال:

وفيه أخرج ابن أبي شيبة والبخاريّ وابن مروديه عن زيد بن وهب في قوله:( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) قال: كنّا عند حذيفة رضي الله عنه فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلاّ ثلاثة ولا من المنافقين إلّا أربعة. فقال أعرابيّ: إنَّكم أصحاب محمّد تخبروننا بأُمور لا ندري ما هي؟ فما بال هؤلاء الّذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفسّاق، أجل لم يبق منهم إلاّ أربعة أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده.

وفي قرب الإسناد للحميريّ: حدّثني عبد الحميد وعبد الصمد بن محمّد جميعاً عن حنّان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: [دخل عليَّ أُناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير فقلت لهم: كانوا من أئمّة الكفر. إنّ عليّاً يوم البصرة لمّا صفَّ الخيل قال لأصحابه لا تعجلوا على القوم حتّى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم .

فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون عليَّ جوراً في حكم؟ قالوا: لا. قال: فحيفاً في قسم؟ قالوا: لا. قال فرغبة في دنيا أخذتها لي ولأهل بيني دونكم فنقمتم عَلَيَّ فنكثتم بيعتي؟ قالوا: لا. قال فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها في غيركم؟ قالوا: لا. قال فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث. إنّي ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد إلاّ الكفر أو السيف .

ثمَّ ثنّى إلى أصحابه فقال إنَّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه :( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والّذي فلق الحبّة وبرء النسمة واصطفى محمّداً بالنبوّة إنّهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا مذ نزلت ].

أقول: ورواه العيّاشي عن حنّان بن سدير عنه عليه السلام.

١٩٣

وفي أمالي المفيد بإسناده عن أبي عثمان مؤذِّن بني قصيّ قال: سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السلام حين خرج طلحة والزبير على قتاله: [عذرني الله من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين ثمَّ نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، ثمّ تلا هذه الآية:

( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) ].

وروى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل ج ١ ص ٢٠٩ قال:

حدّثنا محمّد بن الفضل (بإسناده المذكور) عن أبي عثمان الهندي قال: رأيت عليّاً يوم الجمل وتلا هذه الآية:( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ ) فحلف عليٌّ بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلّا اليوم.

وأخرج الحاكم الحسكاني في الشواهد ج ١ ص ٣٢٩ ح ٢٨٦ قال: أخبرنا عليّ بن عابس(عن حبيب بن حسان) عن زيد بن وهب قال: سمعت حذيفة يقول: والله ما قوتل أهل هذه الآية:

( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ ) .

وقول حذيفة هذا هو قبل حرب الجمل في البصرة. حين خرج طلحة والزبير وعائشة لقتال عليّ عليه السلام.

وللملاحظة والعلم: إنَّه بعد مقتل عثمان بن عفّان توجّه المسلمون لمبايعة الإمام عليّ عليه السلام، وممن بايع الإمام علي (ع) طلحة والزبير لكنّهما نكثا البيعة، حيث أضمرا الخروج على الإمام، لكنّهما جاءآ إليه يستأذناه الذهاب لأداء العمرة، فقال لهما الإمام علي (ع): [لعَمركما ما تريدان العُمرة، ولكن تريدان الغدرة ]. وبالفعل فقد توجّها مع عائشة متّفقين معها لحرب الإمام، وذهبوا إلى البصرة ودارت بينهما حربا سمّيت: "معركة الجمل" وانتصر بها الإمام عليّ عليه السلام.

وقد أخبر النبيّ (ص)، أنّ الإمام عليٌّ سيحارب الناكثة والقاسطة والمارقة.

١٩٤

وإنَّ عائشة والزبير وطلحة ومن معهم، هم الناكثة الّذين نكثوا بيعتهم للإمام عليّ عليه السلام وكما أخبر به النبيّ (ص).

وأورد الحافظ رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه: الدرّ المنثور خـمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين (ع) ص ١٢١ قال:

ثمَّ (إنَّ الله سبحانه وتعالى) سمَّى من خرج على طاعته عليه السلام ناكثاً فقال:( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) .

وأورد السيد الطباطبائي في تفسير الميزان ج ٩ ص ٣١٩ قال:

وفي الدرّ المنثور أخرج البخاريّ والنسائيّ وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدريّ قال: بينما النبيّ (ص) يقسم قسماً إذ جاءه ذو الخويصرة التميميّ فقال: اعدل يا رسول الله فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل.

فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه فقال رسول الله (ص) دعه فإنَّ له أصحاباً يحقّر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر من نضيه فلا يرى فيه شيء، ثم ينظر في رصافه فلا يرى فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم. آيتهم رجل أسود إحدى ثديه -أو قال: ثدييه-مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر. يخرجون على حين فرقة من الناس قال: فنـزلت فيهم:( وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ) الآية ٥٨ التوبه.

قال أبو سعيد: أشهد أنّي سمعت هذا من رسول الله (ص)، وأشهد أنَّ عليّاً حين قتلهم وأنا معه جئ بالرَّجل على النعت الّذي نعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

هؤلاء الّذين وصفهم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هم الذين خرجوا على الإمام عليّ (ع) وقاتلهم في النهروان، وهم المارقة: كما وصفهم رسول الله (ص) وفيهم ذي الثدية -الّذي قتل في معركة النهروان-الذي يوصفه النبيّ (ص) -.

١٩٥

وجاء في الباب (السابع والثلاثون) من كفاية الطالب للحافظ محمّد بن يوسف الكنجي ص ١٦٧ من أنَّ عليّاً عليه السلام قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. قال بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

قال رسول الله (ص) لأمّ سلمة: [هذا عليّ بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو منّي بمنـزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي، يا أم سلمة هذا عليٌّ أمير المؤمنين وسيّد المسلمين، ووعاء علمي، ووصييّ وبابي الذي أوتي منه، أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في المقام الأعلى، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين (١) ].

وأخرج الكنجي في الكفاية ص ١٦٩ وبسنده عن مخنف بن سليم قال:

أتينا أبا أيّوب الأنصاري وهو يعلف خيلاً له، قال: فقلنا له يا أبا أيّوب قاتلت المشركين مع رسول الله (ص) ثم جئت تقاتل المسلمين، قال: إنَّ رسول الله (ص) أمرني بقتال ثلاثة، الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل إن شاء الله المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدري أين هو(٢) .

قلت: معنى قوله الناكثين قتاله رضي الله عنه يوم الجمل، وقتاله القاسطين يوم صفِّين، وذكر المارقين على الوصف الّذي وصفه في الموضع الّذي نعته قبل أن يقاتل عليّ (ع) أصحاب النهر، وهم الخوارج الّذين مرقوا عن الدّين، ونزعوا أيديهم من الطاعة، وفارقوا الجماعة، واستباحوا دماء أهل الإسلام وأموالهم، وخرجوا على إمامهم حتّى قاتلهم، وقالوا: لا حكم إلاّ لله وفارقوا الجماعة بذلك.

قلت: ويوم الجمل إنّما سميّ يوم الجمل، فقد أورد بإسناده، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) لنسائه:[ليت شعري أيتكّنّ صاحبة الجمل الأَدبب؟ تجيء حتّى تنبحها كلاب الحوأب... وتنجو بعد ما كادت ].(٣)

____________________

(١) ورد الحديث في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١١١، وقال: رواه الطبراني.

كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٤، كنـوز الحقائق ص ١٦١ نقلاً عن الطبراني.

(٢) ورد الحديث في أسد الغابة: ج ٤ ص ٣٣، كنز العمّال: ج ٦ ص ٨٨ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج ١٣ ص ١٨٦.

(٣) مجمع الزوائد: ج ٧ ص ٣٣٤.

١٩٦

أخرجه ابن خزيمة في الجزء الثالث من مسنده، وروى ابن خزيمة في هذا الجزء أيضاً.

فقال حدّثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا غندر عن شعبة عن إسماعيل عن قيس أنّ عائشة لما أتت على الحوأب سمعت نبح الكلاب، قالت: ما أظني إلاّ راجعة إنّ رسول الله قال لنا: [أيّتكنّ الّتي تنبح عليهما كلاب الحوأب؟!] فقال ابن الزبير: لا ترجعين عسى الله أن يصلح بك النّاس!!.(١)

روى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان - المجلد الثالث - ص ١١ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت قال:

وقرأ عليّ عليه السلام هذه الآية يوم البصرة ثمَّ قال: [أما والله لقد عهد إلىّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال لي: ياعليّ لتقاتلّنَّ الفئة الناكثة والفئة الباغية والفئة المارقة. إنّهم لا أيمان لهم ].

____________________

(١) تاريخ ابن جرير: ج ٣ ص ٤٨٥، مستدرك الصحيحين: ج ٣ ص ١٣٠، مسند أحمد بن حنبل: ج ٦ ص ٩٧، الإصابة: ٨ ق ١ ص ١١١، كنز العمّال: ج ٦ ص ٨٣، الاستيعاب: ج ٢ ص ٧٤٥، الإمامة والسياسة: ص ٥٠، نور الأبصار: ص ٨١، حلية الأولياء: ج ٢ ص ٤٨، تاريخ بغداد: ج ٩ ص ١٨٥، طبقات ابن سعد: ج ٨ ص ٥٦، مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١١٢.

١٩٧

سورة التوبة ١٦

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )

روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام ص ٢٦٤-٢٦٥، قال:

عن إبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي بإسناده المذكور عن التابعي سُليْم بن قيس، قال: رأيت عليّاً في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في خلافة عثمان وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الفضل -إلى أن قال: -وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم عليّ بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وعمّار والمقداد، وأبو ذرّ، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن والحسين، وابن عباس، ومحمّد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر، ومن الأنصار أُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيّوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو ليلى، ومعه ابنه عبد الرحمان، قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه -إلى أن قال: -

فقال عليّ بن أبي طالب لذلك الجمع - فيما قال: -

[أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت :

( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) .

قال النّاس: يا رسول الله، أخاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟ فأمر الله عزّ وجلّ نبيّهأن يعلّمهم ولاة أمرهم، وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم، وزكاتهم، وحجّهم، ونصبني للناس بغدير خمّ ثمَّ خطب (ص) فقال :

أيّها النّاس إنّ الله أرسلني وظننت أنّ الناس مكذّبي، فأوعدني لأبلّغها، أو ليعذّبني، ثمَّ أمر فنودي بالصّلاة جامعة، ثم خطب صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال :

أيّها النّاس: أتعلمون أنّ الله عزّ وجلّ مولاي، وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟

١٩٨

قالوا: بلى يا رسول الله .

قال (ص):قم يا عليّ، فقمت ،فقال (ص) :من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه .

فقام سلمان فقال يا رسول الله وُلاء كماذا ؟

فقال (ص): وُلاء كولائي، من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه، فأنزل الله تعالى ذكره.

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) سورة التوبة الآية ١٦.

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )

فكبرّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال :الله أكبر تمام نبوّتي وتمام دين الله ولاية عليّ بعدي .

فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هذه الآية خاصّة في عليّ ؟

قال:بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة .

قالا: يا رسول الله بيّنهم لنا .

قال (ص):عليٌّ أخي ووزيري، ووارثي ووصييّ، وخليفتي في أمّتي، وولي كلّ مؤمن من بعدي، ثمّ ابني الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ تسعة من ولد ابني الحسين، واحداً بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردوا عليَّ الحوض .

فقالوا كلّهم: نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا ممّا قلت سواء ].

١٩٩

سورة التوبة الآية ١٧

( أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ )

جاء في كتاب ماذا في التاريخ: ج ٣ ص ١٤٦-١٤٧ للشيخ القبيسي، قال:

روى الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ في كتابه وبإسناده المذكور عن زيد بن أرقم قال:

لما نزل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خمّ في رجوعه من حجّة الوداع وكان في وقت الضحى وحرّ شديد أمر بالدوحات فقّمت، ونادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة إلى أن قال:

[أللّهم إنّك أنزلت عند تبييني ذلك في عليّ :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) بإمامته، فمن لم يأتمّ به وبمن كان من ولدي في صلبه إلى يوم القيامة: فـ ( أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) .

إنّ إبليس أُخرج من الجنّة بالحسد لآدم، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزلّ أقدامكم ].

سورة التوبة الآية ١٨

( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ )

الحسين بن الحكم الحبري -الكوفيّ-في كتابه (ما نزل من القرآن في أهل البيت-عليهم السلام-) ص ٥٩:

وقوله:( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) ، نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام خاصّة.

٢٠٠