النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 416
المشاهدات: 71141
تحميل: 4088


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 71141 / تحميل: 4088
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وفيه عن محمّد بن الفضيل قال: سمعت العبد الصالح يقول:( الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ) قال هي رحم آل محمّد معلّقة بالعرش تقول: أللّهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كلّ رحم.

وفي تفسير الدرّ المنثور، أخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: الّذي تسألون به و الأرحام قال: قال ابن عباس: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يقول الله تعالى: صلوا أرحامكم فإنّه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم ].

وجاء في تفسير العيّاشي عن الأصبغ بن نُباتة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [إنّ أحدكم ليغضب فما يرضى حتّى يدخل النار، فأيّما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه فإنّ الرحم إذا مسّتها الرحم إستقرّت، وانّها متعلّقة بالعرش تنقضه انتقاض الحديد، فتنادي: أللّهمّ صل من وصلني وأقطع من قطعني وذلك قول الله في كتابه: ( وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ،وأيّما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض من فوره فإنّه يذهب رجز الشيطان ].

وروى الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٦ ص ٢٨٩ ط دار إحياء التراث العربي -بيروت، قال:

وروى جابر عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [برّ الوالدين وصلة الرحم، يهوّنان الحساب ]، ثم تلا هذه الآية.

روى محمّد بن الفضل عن موسى بن جعفر الكاظم (ع) في هذه الآية قال: [صلة آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم معلّقة بالعرش تقول: أللّهمّ صل من وصلني، وأقطع من قطعني، وهي تجري في كلّ رحم ].

وروى الوليد بن أبان عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: قلت له هل على الرجل في ماله سوى الزكاة؟ قال: [نعم: أين ما قال الله: والّذين يصلون الآية ( وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) أي ويخافون عقاب ربّهم في قطعها ( وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) ].

٣٤١

سورة الرعد الآية ٢٨

( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )

جاء في تفسير العيّاشي عند تفسيره للآية الكريمة، بروايته عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمّد عليهما السلام في قوله تعالى:( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) فقال: [بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم تطمئنّ القلوب، وهو ذكر الله وحجابه ].

وأورد العيّاشي في تفسيره أيضا، وبإسناده عن ابن عباس أنّه قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) قال لي: [أتدري يا بن أمّ سليم من هم؟ قلت: من هم يا رسول الله؟قال:نحن أهل البيت وشيعتنا ].

وروى جلال الدين السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٤ ص ٦٤٢ ط دار الفكر -لبنان- قال:

وأخرج ابن مردويه عن عليّ رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، لما نزلت هذه الآية:( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) قال: [ذاك من أحبَّ الله ورسوله، وأحبَّ أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحبَّ المؤمنين شاهداً وغائباً، ألآ بذكر الله يتحابّون ].

وذكره الشوكاني في تفسيره: فتح القدير ج ٣ ص ٨٢، وكذلك السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره: الميزان ج ١١ ص ٣٦٧ ط اسماعيليان - قم. قال: في تفسير العيّاشي عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمّد عليه السلام في قوله:( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) فقال: [بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم تطمئنّ القلوب وهو ذكر الله وحجابه ].

وفي تفسير الدرّ المنثور للسيوطي ص ٦٤٢ قال:

أخرج أبو الشيخ عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لأصحابه لما نزلت هذه الآية:( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) : [أتدرون ما معنى ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:من أحبَّ الله ورسوله وأحبَّ أصحابي ].

وقال السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ١١ ص ٣٦٧.

٣٤٢

أقول: والروايات جميعاً من باب الإنطباق والجَري فانّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والطاهرون من أهل بيته والخيار من الصحابة والمؤمنين من مصاديق ذكر الله لأنّ الله يذكر بهم، والآية الكريمة أعمّ دلالة.

وقال الحافظ البرسي في (الدرّ الثمين في خـمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) ص ١٣٣ ثمَّ ذكر حال من آمن بعليّ عليه السلام بعد توحيده لله وإسلامه برسوله صلّى الله عليه وآله وسلم، وذكر الّذي بذكره تطمئنّ قلوب المؤمنين فقال:( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ) وذكر الله عليّاً عليه السلام لانَّ من ذكر عليّاً عليه السلام ذكر الله وذكر رسوله فقال:( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) فذكر أنّ بذكر عليّ عليه السلام تطمئنّ القلب الطاهر النقيّ ويشمئزّ قلب المنافق الشقيّ.

وأخرج ابن مردويه عن عليّ عليه السلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لما نزلت هذه الآية:( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) قال: [ذاك من أحبَّ الله ورسوله، وأحبَّ أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحبَّ المؤمنين شاهداً وغائباً، ألآ بذكر الله يتحابوّن ].

يفيد مفهوم هذه الآية بأنّ القلوب لا تطمئنّ بشيء عن ذكر الله عزّ وجلّ، واستبان لنا أيضا من بيان النبيّ صلّى الله عليه وآله في قوله: [ذاك من أحبَّ الله ] فلا ضير أن يكون ذلك كما قيل: "من أحبَّ شيئاً أكثر من ذكره".

ثمَّ عطف النبيّ صلّى الله عليه وآله بقوله [وأحبَّ رسوله ] فبطبع الحال بان بأنَّ من أحبَّ الله عزّ وجلّ لا محاله أحبَّ رسوله. وقد ورد عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبَّ إليه من نفسه ثمَّ عطف صلّى الله عليه وآله، محبّة أهل بيته على محبتّه بقوله:وأحبَّ أهل بيتي، صادقاً غير كاذب ثمَّ ختم حديثه بقوله:وأحبَّ المؤمنين، شاهداً وغائباً ].

وقال الطباطبائي في تفسير الحديث: فانّ النبيّ صلّى الله عليه وآله والمطهّرين من أهل بيته، والخيار من الصحابة والمؤمنين من مصاديق ذكر الله لأنّ الله يذكر بهم.

وأورد السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان: الجزء الثالث عشر - المجلد ١٤، ص ٣٦٧ قال:

٣٤٣

وفي تفسير القمّي، عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث الإسراء بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [فإذا شجرةٌ لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة وليس في الجنّة منـزل إلّا وفيه غصن منها فقلت: ما هذه يا جبرئيل؟ فقال: هذه شجرة طوبى قال الله تعالى: ( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ].

جاء في الكشف والتبيان لأبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري ص ٢٨٨ (تفسير الثعلبي)

( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا ) الزخرف الآية ٤٥ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسين الدينوري رحمه الله أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد بن الأزدي الموصلي أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عزوان البغدادي، أخبرنا عليّ بن جاسم، أخبرنا محمّد بن خالد بن عبد الله ومحمد بن إسماعيل قالا:

أخبرنا محمّد بن فضل، عن محمّد بن سوقه، عن إبراهيم عن علقمة، عن ابن مسعود رحمه الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أتاني ملك فقال: [يا محمّد: واسْألْ من أَرْسَلْنَا من قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا عَلامَ بُعثوا؟ قال: قلت: عَلامَ بُعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام ]. إنتهى.

وروى الترمذي في صحيحة: ج ٢ ص ٣٠٨ عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [أَحبُّوا اللهَ لما يغذوكم من نعمه، وأحبّوني لحبِّ الله، وأحبُّوا أهل بيتي لحبِّي ].

وأورد السيد الفيروز آبادي في كتابه: فضائل الخمسة ج ٢ ص ٧٥ قال: ورواه الحاكم في مستدرك الصحيحين: ج ٣، ص ١٤٩ بطريقتين وقال: هذا حديث صحيحُ الإسناد، ورواه أبو نعيم أيضا في كتاب حلية الأولياء: ج ٣ ص ٢١١ وكذلك الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد: ج ٤ ص ١٥٩ وابن الأثير الجزري في كتاب أُسد الغابة: ج ٢ ص ١٢ وكذلك رواه السيوطي في تفسيره: الدرّ المنثور وفي بيانه لتفسير الآية الكريمة ٤٣ من سورة الشورى( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ، وقال: أخرجه التِرمذي وحسَّنه، وكذا الطبراني والحاكم النيسابوري وذكره البيهقي في (شعب الإيمان).

٣٤٤

وأورد المتّقي الهندي في كنـز العمّال: ج ١ ص ٤١ -طبعة مؤسسة الرسالة- وقوله (ص): [لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبَّ إليه من نفسه، وأهلي أحبُّ إليه من أهله، وعترتي أحبُّ إليه من عترته، وذرّيتي أحبُّ إليه من ذرّيته. ] قال: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في شعب الإيمان. وجاء في فضائل الخمسة للسيد الفيروز آبادي: ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ١ ص ٨٨ وقال الفيروز آبادي: رواه الطبراني في: الأوسط والكبير.

وذكره الشبْلنجي في نور الأبصار ص ١٠٣ وقال: رواه الطبراني والديلمي وأبو الشيخ بن حبّان، والبيهقي مرفوعاً.

وجاء في تفسير الكشّاف للزمخشري: ج ٤ ص ٢٢٠ ط منشورات البلاغة عند تفسيره للآية ٢٣ من سورة الشورى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [من مات على حبِّ آل محمّد مات شهيداً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمَّ منكر ونكير، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزّف إلى الجنّة كما تزّف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزاراً لملائكة الرحمن، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشّم رائحة الجنّة ].

وجاء في كتاب كنـز العمّال للمتّقي الهندي ج ٦ ص ٢٢٥ قول النبيّ (ص): [إنّ لكلّ نبيّ أب عصبة ينتمون إليها، إلّا ولد فاطمة فأنا وليّهم وأنا عصبتهم، وهم عترتي خلقوا من طينتي، ويل للمكذّبين بفضلهم، من أحبّهم أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله ].

وقال المتّقي الهندي أخرجه ابن عساكر عن جابر (بن عبد الله الأنصاري) وقد روى ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة ص ٢٣٤ حديث كون النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: (عصبة أولاد فاطمة)، وقال ابن حجر: جاء من طرق، بعضها رجال موثوقون.

٣٤٥

وجاء في كنـز العمّال: للمتّقي الهندي ج ٨ ص ٢٧٨ قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [أدّبو أولادكم على ثلاث خصال: حبّ نبيّكم، وحبّ أهل بيته، وقراءة القرآن، فانّ حملة القرآن في ظلّ الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه مع أنبياءه وأصفيائه ].

وقال المتّقي الهندي أخرجه أبو نصير عبد الكريم الشيرازي في (الفوائد) والديلمي في (الفردوس) وابن النجّار عن عليّ (ع).

وفي كتاب فضائل الخمسة للفيروز آبادي قال: ذكره (للحديث) المناوي في فيض القدير في المتن ج ١ ص ٢٢٥ وكذلك أورد ابن حجر الهيثمي في كتابه: الصواعق المحرقة ص ١٠٣.

وفي كتاب مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي ج ٩ ص ١٧٢ قال: عن الحسن بن عليّ (ع) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [ألزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقي الله عزّ وجلّ وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلّا بمعرفة حقّنا ].

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في (الأوسط).

وأورد المحبّ الطبري في كتاب ذخائر العقبى ص ١٨ قال: عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبّهم، كهاتين السبّابتين ].

وورد في ذخائر العقبى للطبري قال: عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [لا يحبنّا أهل البيت إلّا مؤمن تقىّ، ولا يبغضنا إلّا منافق شقيّ ].

وفي كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٩ ص ٦٥٢ قال:

حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثني أبو بكر السبئي قال: سمعت بعض مشائخنا يحكي: أنَّ الشافعي عابه بعض الناس لفرط ميله إلى أهل البيت ولشدّة محبتّه لهم إلى أن نسبه بعض إلى الرفض فأنشأ الشافعي في ذلك يقول:

يا راكباً قِفْ بالمحُصَّبِ من مِنى

واهتُفْ بقاعدِ خَيْفِها والنّاهِضِ

إن كان رفضاً حُبُّ آل محـمّد

فليشهَد الثَقَلان أنّي رافضي

٣٤٦

وأورد ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقه ص ١٣١ وفي طبعة أخرى ص ٧٩ قال: قال الشافعي:

يا راكباً إذا فاض الحجيجُ من مِنيً

واهتُف بساكن خَيفِها والنّاهِضِ

سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى مِـنىً

فيضاً كمُلتَطم الفُرات الفائِضِ

إن كــان رفضاً حبُّ آل محمّدٍ

فليشهَد الثَقَلان أنّي رافضي

وأورد ابن حجر في الصواعق المحرقه ص ١٣١ وكذلك أورد الشبلنجى في نور الأبصار ص ١٢٧ ما قال الشافعي من شعر:

قالوا تَرَفّضْتَ قلتُ كلّا

ما الرفضُ ديني ولا اعتقادي

لكن تولّيتُ غيرَ شكٍّ

خيرَ إمامٍ وخيرَ هــادي

إن كان حُبُّ الوَليِّ رفضاً

فإنّي أرفضُ العِبــــاد

وقال بعض الموالين والمحبّين لأهل البيت عليهم السلام:

همُ العروةُ الوُثقى لمعتصمٍ بــها

مَناقبُهم جاءت بوحيٍ وإنـزالِ

مناقبُ في الشُوري وفي هل أتى

أتت وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي

وهمُ آل بيـت المصطفى فَوِدادُهم

على الناس مفروضٌ بحكمٍ وإسجالِ

وجاء في كتاب الكشّاف المنتقى لفضائل عليّ المرتضى -منشورات لسان الصدق- الطبعة الأولى ص ٥١ قال:

قال الله تعالى:( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) سورة الرعد الآية ٢٨ عن عليّ عليه السلام: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما نزلت هذه الآية( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) قال: [ذاك من أحبَّ الله ورسوله وأحبَّ أهل بيتي صادقاً غير كاذب وأحبّ المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله يتحابّون ].

بروايته عن كنز العمّال: ج ١/٢٥١، والدرّ المنثور: ٤/٥٨.

٣٤٧

سورة الرعد الآية ٢٩

( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ )

أخرج الفقيه الحافظ عليّ بن محمّد الجُلّابيّ المعروف بابن المغازلي الشافعي في مناقبه ص ٢٦٨ في الحديث ٣١٥ قال:

أخبرنا عليّ بن الحسين بن الطيب أذناً حدّثنا أبو علي الحسن بن شاذان الواسطيّ حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصر الخلديّ، حدّثنا عبيد بن خلف البزّاز، حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم البلخيّ، حدّثنا عليّ بن ثابت القرشيّ، حدّثنا أبو قتيبة تميم بن ثابت، عن محمّد بن سيرين في قوله تعالى( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) . قال: طوبى شجرة في الجنّة، أصلها في حجرة عليّ بن أبي طالب، ليس في الجنّة حجرة إلّا فيها غصن من أغصانها.

وجاء في ذيل الكتاب حديثاً عن الإمام أبو جعفر محمّد الباقر عليه السلام قال: [سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الآية، فقال: هي شجرة أصلها في داري، وفرعها على أهل الجنّة. فقيل: يا رسول الله سألناك عنها، فقلت: هي شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفاطمة، وفرعها على أهل الجنّة؟ فقال صلّى الله عليه وآله إنّ داري ودار عليّ وفاطمة واحد غداً، في مكان واحد، وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده، ونفخ فيها من روحه، تنبت الحُلّي والحُلل ].

وقد ورد ذلك في تفسير القرطبي: ج ٩ ص ٣١٧ وكذلك أورده القندوزي في ينابيع المودّة ص ٩٦.

وأورد الحسين بن الحكم الحبري في كتابه: ما نزل من القرآن في أهل البيت (ع) ص ٦٣ قال:

حدّثنا عليّ بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس:[( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) .شجرةٌ أصلها في دار عليّ عليه السلام في الجنّة، وفي دار كل مؤمن منها غصن، يقال لها: شجرة طوبى، ( وَحُسْنُ مَآبٍ )] حسن المرجع.

٣٤٨

ورواه الحسين بن الحكم الحبري في تفسيره ص ٦٢ في الحديث ٢٢، بنص الحديث أعلاه.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٤٦٨ ط ٣، في الحديث ٤١٧ قال:

حدّثني الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه الله قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ -ببغداد-، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الخزّاز، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا حصين بن مخارق، عن موسى بن جعفر عن أبيه، عن آبائه قال:

سئل رسول الله [صلّى الله عليه واله] وسلّم عن طوبى، قال: [شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة. ثمَّ سئل عنها مرّة أخرى، فقال:هي في دار عليّ فقيل له في ذلك؟؛ فقال:إنّ داري ودار عليّ في الجنّة بمكان واحد ] و (مثله ورد أيضاً)في (التفسير) العتيق.

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل في الحديث ٤١٨.

حدّثنا أبو سعد المعاذي قال: أخبرنا أبو الحسين الكهيلي قال: أخبرنا أبو جعفر الحضرمي قال: حدّثنا جندل بن والق (قال:) أخبرنا إسماعيل بن أميّة القرشي عن داوود بن عبد الجبّار، أظنّه عن جابر:

عن أبي جعفر(ع) قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ )

قال: [شجرة في الجنّة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة.

ثمَّ سئل عنها مرّةً أخرى قال:شجرة في الجنّة في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة .

فقيل له: سألناك منها يا رسول الله فقلت: أصلها في داري ثمَّ سألناك عنها مرّة أخرى فقلت: شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة، فقال:إنَّ داري ودار عليّ واحدة ].

وأورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٤٧٠ ط ٣ في الحديث ٤٢١ قال:

أخبرنا عقيل: أخبرنا عليّ بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا محمّد بن خرّزاد -بالأهواز-، قال: حدّثنا بشر بن سليمان بن مطر، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

٣٤٩

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً لعمر بن الخطّاب: [إنّ في الجنّة لشجرة ما في الجنّة قصر ولا دار ولا منـزل ولا مجلس إلّا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة، أصل تلك الشجرة في داري. ثمَّ مضى على ذلك ثلاثة أيّام، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: يا عمر: إنّ في الجنّة لشجرة ما في الجنّة قصر ولا دار ولا منـزل ولا مجلس إلّا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة، أصلها في دار عليّ بن أبي طالب. قال عمر: يا رسول الله قلت ذلك اليوم: إنّ أصل تلك الشجرة في داري، واليوم قلت: إنّ أصل تلك الشجرة في دار عليّ؟!، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:أما علمت أنّ منـزلي ومنـزل عليّ في الجنّة واحد، وقصري وقصر عليّ في الجنّة واحد، وسريري وسرير عليّ في الجنّة واحد ]. الحديث اختصرته.

وروى أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، في تفسيره الكشف والبيان: ج ٢/الورق، عند تفسير الآية الكريمة قال:

أخبرني عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمد، حدّثنا محمّد بن عثمان بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين بن صالح، حدّثنا عليّ بن محمّد الدهّان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص قالا: حدّثنا الحسين بن الحكم، حدّثنا حسن بن حسين، قال حدّثنا حبّان عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: (في قوله تعالى):( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ، [قال: طوبى] يقال لها: شجرة طوبى.

ثمَّ أورد الثعلبي، قال:

عن أبي صالح، أخبرنا عبد الله بن سواد، حدّثنا جندل بن والق النعماني، حدّثنا إسماعيل بن أميّة القرشي عن داوود بن عبد الجبّار، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ )

فقال: [شجرة في الجنّة أصلها في داري، وفرعها على أهل الجنّة ].

٣٥٠

فقيل يا رسول الله: سألناك عنها فقلت: شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة؟ فقال [إنّ داري ودار عليّ غداً واحدة في مكان واحد ].

وفي كتاب خصائص الوحي المبين ص ١٣٣، وفي ط ٢ ص ٢٠٩ لابن البطريق جاءت الرواية في الباب ٢٢ من الخصائص.

وأورد الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الآية الكريمة، قال:

وروى الثعلبي بإسناده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:طوبى شجرة أصلها في دار عليّ في الجنّة وفي دار كل مؤمن منها غصن.

وقال الطبرسي: ورواه أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام.

ثمَّ قال: وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن موسى بن جعفر عليه السلام، عن أبيه عن آبائه، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن طوبى قال: [شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة ].

أيضاً في تفسيرمجمع البيان: للشيخ الطبرسي عليه الرحمة في ج ٣ ص ٣٧٦ ط دار أحياء التراث العربي، أورد عشرة أقوال جاءت في طوبى وقال: القول العاشر:

أنّ طوبى شجرة في الجنّة أصلها من دار النبيّ صلّى الله عليه واله، وفي دار كل مؤمن منها غصن.

وروى عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام فأنكرت عليه بعض نسائه ذلك، فقال صلّى الله عليه واله: [إنّه لمّا أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة. وأدناني جبرائيل عليه السلام من شجرة طوبى وناولني منها تفاحةً فأكلتها، فحَوَّلَ الله في ظهري ماءً، فهبطت إلى الأرض وواقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها، وما قبّلتها إلا ّوجدت رائحة شجرة طوبى، فهي حوراء إنسيّة. ]

جاء في تفسير: الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي ج ٤ ص ٥٩ قال:

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين رضي الله عنه قال: [شجرة في الجنّة أصلها في حجرة عليّ وليس في الجنّة حجرةٌ إلاّ وفيها غصن من أغصانها ].

٣٥١

وورد في الدرّ المنثور للسيوطي، عند تفسيره للآية الكريمة( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) ، قال:

أخرج الطبراني عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [لما أُسري بي إلى السماء أدخلت الجنّة فوقفت على شجرة من أشجار الجنّة لم أر في الجنّة أحسن منها ولا أبيض ورقا ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها، فأكلت فصارت نطفةً في صلبي، فلمّا هبطتُ إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة رضي الله عنها فإذا اشتقت إلى ريح الجنّة شممت ريح فاطمة ].

وأورد الخطيب البغدادي في كتابه: تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٣١ بسنده عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [إبنتي فاطمة حوراء آدميّة، لم تحض، ولم تطمث، وإنّما سمّاها فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيّها عن النار ].

وأخرج السيد الطباطبائي في تفسيره: الميزان ج ١١ ص ٣٦٧ قال:

ومن تفسير القميّ عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث الإسراء بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [فإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة، وليس في الجنّة منـزل إلّا وفيه غصن منها، فقلت: ما هذه يا جبرئيل؟ فقال: هذه شجرة طوبى قال الله تعالى: ( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ].

قال الطباطبائي: (أقول: وهذا المعنى مرويّ في روايات كثيرة وفي عدّة منها أنّ جبرئيل ناولني منها ثمرة فأكلتها فحوّل الله ذلك إلى ظهري فلمّا أن هبطت إلى الأرض، واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فما قبّلت فاطمة إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها.)

وفي كتاب الخرائج أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [يا فاطمة: إنّ بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي أنّ الله عزّ وجلّ زوَّج عليّاً بفاطمة وأمر رضوان خازن الجنّة فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاعاً بعدد محبّي أهل بيتي فأنشأ ملائكة من نور ودفع إلى كلّ ملك خطّا فإذا استوت القيامة بأهلها فلا تلقى الملائكة محبّاً لنا إلّا دفعت إليه صكّاً فيه براءة من النّار. ]

وأخرج أبو النجم عمر بن أحمد النسفي في كتاب -القند: ص ٢٩٩ ط ١ الحديث برواية أنس بن مالك، قال:

٣٥٢

أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الشبيبي قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو سعد عبد الرحمان بن محمّد الإدريسي قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي المقرئ الهروي بسمرقند قال: حدّثنا سعيد بن محمّد الباهلي البغدادي ببلخ، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن صالح المقعد السمرقندي قال: حدّثنا أبو عصام مولى أنس بن مالك:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في قول الله عزّ وجلّ:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) قال: [هي شجرة في الجنّة في بيت عليّ بن أبي طالب ].

وروى السيد عليّ بن طاووس في كتاب اليقين الباب ٨٤ ص ٦٢ ط-الغري قال:

حدّثنا أبو القاسم جعفر بن ميسور الخادم، عن الحسين بن محمد، عن إبراهيم بن محمّد عن بلال، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي، عن عبد الصمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه:

عن عليّ بن الحسين عن أبيه عليه السلام قال: سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله تعالى:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) قال: [نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، و ( طُوبَىٰ ) شجرة في دار أمير المؤمنين في الجنّة، ليس في الجنّة شيء إلّا هو فيها ].

وجاء في تفسير البرهان: للسيد هاشم البحراني ج ٢ ص ٢٩٢ ط ٢ بنقله عن تفسير الثعلبي، يرفع الإسناد إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: [سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن طوبى فقال: شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة فقالوا: يا رسول الله سألناك فقلت: أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة

فقال:داري ودار عليّ واحدة في الجنّة بمكان واحد ].

وفي تفسير البرهان عن الموفّق بن أحمد الخوارزمي في كتاب المناقب، بإسناده عن بلال بن حمامة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، ما جاء بكتاب الخرائج المذكور آنفاً.

وروى هذا المعنى أيضاً عن أمّ سلمة وسلمان الفارسي وعليّ بن أبي طالب، وفيها أنَّ الله لما أن أشهد على تزويج فاطمة من عليّ بن أبي طالب ملائكته، أمر شجرة طوبى أن ينثر حملها ومافيها من الحلّي والحُلل، فنثرت الشجرة ما فيها والتقطته الملائكة والحور العين لتهادينه وتفتخرن به إلى يوم القيامة.

ورُوي قريباً من هذا عن الإمام الرضا عليه السلام.

٣٥٣

وقد روى الكثير من العلماء والمحدّثين هذا الحديث منهم: إبن مردويه في كتاب مناقب عليّ عليه السلام.

الأربلي في عنوان: ما نزل من القرآن في شأن عليّ عليه السلام من كتاب كشف الغمّة ج ١ ص ٣٢٣.

المحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص ١٦ عن عبد العزيز بسنده إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسَّك بنا اتّخذ إلى ربّه سبيلاً ].

السيد الفيروز آبادي في كتاب فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٧٤.

إبن حجر في الصواعق ص ٩٠.

القُرطبي في تفسيره: ج ٩ ص ٣١٧.

أحمد بن موسى بن مردويه في مناقبه.

الميزان: ج ١١ ص ٣٥٧ قال:

قال في مجمع البيان:( طُوبَىٰ لَهُمْ ) وفيه أقوال:

أحدها: أنّ معناه فرح لهم وقرّة عين. عن ابن عباس.

والثّاني: غبطة لهم. عن الضحّاك.

والثالث: خير لهم وكرامة. عن إبراهيم النخعيّ.

والرابع: الجنّة لهم. عن مجاهد.

والخامس: معناه العيش المطيّب لهم. عن الزجّاج، والحال المستطابة لهم، عن ابن الأنباريّ لأنّه فُعْلى من الطيب. وقيل: أطيب الأشياء لهم وهو الجنّة. عن الجبائيّ.

والسادس: هنيئاً بطيب العيش لهم.

والسابع: حسنى لهم. عن قتادة.

والثامن: نِعم ما لهم. عن عكرمة.

التاسع: طوبى لهم، دوام الخير لهم.

٣٥٤

العاشر: أنّ طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي دار كلّ مؤمن منها غصن، عن عبيد بن عمير ووهب وأبي هريرة وشهر بن حوشب، وروي عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعاً.

وروى أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه القميّ في كتابه (الخصال) ص ٥٥٣ عن احتجاج الإمام عليّ عليه السلام ومناشدته الناس يوم الشورى، قال القمي: حدّثني أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي الخطّاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن أبي الجارود وهشام بن أبي ساسان وأبي طارق السرّاج، عن عامر بن واثلة، قال: كنت في البيت يوم الشورى، فسمعت عليّاً عليه السلام وهو يقول: [إستخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحقّ بالأمر وأولى به منه، واستخلف أبو بكر عمر وأنا والله أحقّ بالأمر وأولى منه، إلّا أنّ عمر جعلني مع خمسة وأنا سادسهم، لا يعرف لهم عليّ فضل، ولو أشاء لاحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك .

ثمَّ قال عليّه السلام: (نشدتكم بالله أيّها النفر هل فيكم أحدٌ وحدَّ الله قبلي؟) قالوا: أللّهمّ لا، قال عليه السلام: نشدتكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، غيري؟ قالوا: أللّهم لا قال عليه السلام: نشدتكم بالله هل فيكم أحد ساق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لربّ العالمين هدياً، فأشركه فيه، غيري قالوا: أللّهم لا .

إلى أن قال عليه السلام :

نشدتكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مثل ما قال لي: (يا عليّ: أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة، ومنـزلك مواجه منـزلي، كما يتواجه الاخوان في الخلد) قالوا: أللّهم لا، قال عليه السلام: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ إنّ الله خصّك بأمر وأعطاكه، ليس من الأعمال أحبّ إليه ولا أفضل من عنده: الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئاً، ولا تناله منك، وهي زينة الأبرار عند الله عزّ وجلّ يوم القيامة، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك، غيري؟ قالوا: أللّهم لا .

٣٥٥

واستمرّ في مناشدته إلى أن قال عليّه السلام :

نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله كما قال لي: (انّ طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ، ليس من مؤمن إلّا وفي منـزله غصن من أغصانها) غيري؟ قالوا: أللّهم لا .

قال عليّه السلام نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: (تقاتل على سنّتي وتبرّ ذمّتي) غيري؟ قالوا: أللّهمّ لا ].

إلى آخر المناشدة.

روى بلال بن حمامة، كما ورد فيما أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه: ج ٤ ص ٢١٠، وابن الأثير في أسد الغابة: ج ١ ص ٢٠٦، إبن الصبّاغ في الفصول المهمّة ص ١٤٣، وأبو بكر الخوارزمي الحنفي في المناقب ص ٢٤١ وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص ١٠٣، والصفوري في نزهة المجالس: ج ٢ ص ٢٢٥، وأبو بكر شهاب الدين العلوي في رشقة الصادي ص ٢٨.

قال بلال: طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ذات يوم مبتسِّماً ضاحكاً، ووجهه مسرور كدارة القمر، فقام إليه عبد الرحمان بن عوف فقال: يا رسول الله ما هذا النور؟ قال: [بشارة من ربّي في أخي وابن عمّي، بأنَّ الله زوّج عليّاً من فاطمة، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاعاً بعدد محبّي أهل البيت، فأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صكاكاً، فإذا استوت القيامة بأهلها، نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقى محبّ لأهل البيت إلّا دفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النار، فصار أخي وابن عمّي وبنتي فكاك رقاب رجال ونساء أمّتي من النار ].

ومما جاء في احتجاج الإمام عليّ (ع) في يوم الشورى، كما ورد في كتاب الخصال للقميّ ص ٥٥٥

قال عليه السلام: [نشدتكم بالله، هل فيكم أحد، قال له رسول الله كما قال لي (أنّ طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ ليس من مؤمن إلّا وفي منـزله غصن من أغصانها) غيري؟ قالوا: أللّهم لا ].

أخرج الفقيه الحافظ عليّ بن محمّد الجُلاّبّي المعروف بابن المغازلي الشافعي في مناقبه ص ٢٦٨ في الحديث ٣١٥ قال:

٣٥٦

أخبرنا عليّ بن الحسين بن الطيب أذناً حدّثنا أبو علي الحسن بن شاذان الواسطى حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصر الخلديّ، حدّثنا عبيد بن خلف البزّاز، حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم البلخي حدّثنا عليّ بن ثابت القرشي، حدّثنا أبو قتيبة تميم بن ثابت، عن محمّد بن سيرين في قوله تعالى:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) قال شجرة في الجنّة، أصلها في حجرة عليّ بن أبي طالب، ليس في الجنّة حجرة إلّا فيها غصن من أغصانها.

وجاء في ذيل الكتاب حديثاً عن الإمام أبو جعفر محمّد الباقر عليه السلام قال: [سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الآية، فقال :هي شجرة أصلها في داري، وفرعها على أهل الجنّة .

فقيل: يا رسول الله سألناك عنها، فقلت: هي شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفاطمة، وفرعها على أهل الجنّة؟ فقال صلّى الله عليه وآله إنَّ داري ودار عليّ وفاطمة واحد غداً، في مكان واحد، وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده، ونفخ فيها من روحه، تنبت الحلّي والحلل ].

وقد ورد ذلك في تفسير القرطبي: ج ٩ ص ٣١٧.

وكذلك أورد القندوزي في (ينابيع المودّة) ص ٩٦.

وأورد الحسين بن الحكم الحبري في كتابه: ما نزل من القرآن في أهل البيت (ع) ص ٦٣ وفي طبعة مؤسسة آل البيت في بيروت، ص ٢٨٤ في الحديث ٤٠ قال:

حدّثنا عليّ بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) .

[شجرة أصلها في دار عليّ عليه السلام في الجنّة وفي دار كلّ مؤمن منها غصن يقال لها: (شجرة طوبى) ]( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) حسن المرجع. ورواه الحسين بن الحكم الحبري في تفسيره ص ٦٢ في الحديث ٢٢ بنص الحديث أعلاه.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٤٦٨ ط ٣ في الحديث ٤١٧ قال:

حدّثني الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه الله قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ -ببغداد-، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الخزّاز، قال: أخبرنا أبي قال: حدّثنا حصين بن مخارق، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه قال:

٣٥٧

سئل رسول الله (صلّى الله عليه واله) عن طوبى، قال: [(هي) شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة، ثمّ سئل عنها مرّة أخرى فقال:هي في دار عليّ . فقيل له في ذلك؟ فقال:إنّ داري ودار عليّ في الجنّة بمكان واحد ] و (مثله ورد أيضا) في (التفسير) العتيق.

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل في الحديث ٤١٨ قال:

حدّثنا أبو سعد المعاذي قال: أخبرنا أبو الحسين الكهيلي قال: أخبرنا أبو جعفر الحضرمي قال: حدّثنا جندل بن والق (قال:) أخبرنا إسماعيل بن أميّة القرشي عن داوود بن عبد الجبّار، أظنّه عن جابر:

عن أبي جعفر قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) قال: [(هي) شجرة في الجنّة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة. ثمَّ سئل عنها مرّةً أخرى قال: (هي) شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة. فقيل له سألناك عنها يا رسول الله فقلت:أصلها في داري ، ثمَّ سألناك عنها مرّة أخرى فقلت:شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة. فقال: إنَّ داري ودار عليّ واحدة ].

وأورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٤٧٠ ط ٣ في الحديث ٤٢١ قال:

أخبرنا عقيل: أخبرنا عليّ بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا محمّد بن خرّزاد -بالأهواز-قال حدّثنا بشر بن سليمان بن مطر، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب عن الاعرج، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً لعمر بن الخطاب: [إنّ في الجنّة لشجرة ما في الجنّة قصر ولا دار ولا منـزل ولا مجلس إلّا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة، أصل تلك الشجرة في داري.

ثمّ مضى على ذلك ثلاثة أيّام، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:يا عمر إنّ في الجنّة لشجرة ما في الجنّة قصر ولا دار ولا منـزل ولا مجلس إلّا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة، أصلها في دار عليّ بن أبي طالب ].

٣٥٨

قال عمر: يا رسول الله قلت ذلك اليوم: إنّ أصل تلك الشجرة في داري واليوم قلت: إنَّ أصل تلك الشجرة في دار عليّ؟!، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [أما علمت أنّ منـزلي ومنـزل عليّ في الجنّة واحدٌ، وقصري وقصر عليّ في الجنّة واحد، وسريري وسرير عليّ في الجنّة واحد ] الحديث اختصرته.

وروى أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، في تفسيره: الكشف والبيان. ج ٢ عند تفسيره للآية الكريمة قال:

أخبرني عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمد، حدّثنا محمّد بن عثمان بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين بن صالح، حدّثنا عليّ بن محمّد الدهّان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا الحسين بن الحكم، حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس، (في قوله تعالى):( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) (قال: طوبى) يقال لها: شجرة طوبى.

ثمّ روى الثعلبي، قال:

عن أبي صالح، أخبرنا عبد الله بن سواد، حدّثنا جندل بن والق النعماني، حدّثنا إسماعيل بن أميّة القرشي عن داوود بن عبد الجبّار، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله (تعالى):( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) فقال: [شجرة في الجنّة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة. فقيل يا رسول الله: سألناك عنها فقلت:شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة؟ فقال:إنّ داري ودار عليّ غداً واحدة في مكان واحد ].

وروى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسيّ في تفسيره: مجمع البيان الجزء السادس ص ٢٩١ ط. دار إحياء التراث العربي-بيروت وقال في( طُوبَىٰ ) عدّة أقوال، والقول العاشر، قال:

أنّ طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي دار كل مؤمن منها غصن، عن عبيد بن عمير ووهب وأبي هريرة وشهر بن حوشب، ورواه عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً وهو المرويّ عن أبي جعفر (ع) قال: [لو أنّ راكباً مجدّاً سار في ظلّها مائة عام ما خرج منها، ولو أنّ غراباً طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتّى يبيض هرماً. ألا في هذا فارغبوا. إنّ المؤمن نفسه منه في شغل والناس منه في راحة إذا جنَّ عليه الليل فرش وجهه وسجد لله يناجي الّذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا فكونوا ].

٣٥٩

وروى عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي عبد الله (ع) كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يكثر تقبيل فاطمة (ع) فأنكرت عليه بعض نسائه ذلك فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنّه لما أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة وأدناني جبرائيل (ع) من شجرة طوبى، وناولني منها تفّاحة فأكلتها، فحوّل الله ذلك في ظهري ماء فهبطت إلى الأرض وواقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها وما قبّلتها إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى فهي حوراء إنسيّة ].

وروى الثعلبي بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: طوبى شجرة أصلها في دار عليّ (ع) في الجنّة وفي دار كل مؤمن منها غصن.

ورواه أبو بَصير عن أبي عبد الله (ع)، وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن موسى بن جعفر (ع) عن أبيه، عن آبائه (ع) قال: [سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن طوبى قال: شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة. ثمّ سئل عنها مرّة أخرى فقال: في دار عليّ (ع) فقيل له في ذلك؟، فقال: إنّ داري ودار عليّ في الجنّة بمكان واحد ( وَحُسْنُ مَآبٍ ) ]أي ولهم حسن مآب أي مرجع.

وروى جلال الدين السيوطي في تفسيره: الدرّ المنثور في تفسيره للآية الكريمة( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) قال:

أخرج الطبراني عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [لما أُسري بي إلى السماء أدخلت الجنّة فوقعت على شجرة من أشجار الجنّة، لم أر في الجنّة أحسن منها ولا أبيض ورقاً ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها، فأكلت فصارت نطفةً في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة رضي الله عنها فاذا اشتقت إلى ريح الجنّة شممت ريح فاطمة ].

وأورد الخطيب البغدادي في كتابه: تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٣١ بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [إبنتي فاطمةُ حوراء آدميّةٌ، لم تحض، ولم تطمث، وإنّماسمّاها فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيّها عن النار ].

وأخرج السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره، الميزان ج ١١ ص ٣٦٧ قال:

٣٦٠