النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 416
المشاهدات: 71130
تحميل: 4088


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 71130 / تحميل: 4088
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وفي تفسير القميّ عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام من حديث الإسراء بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، قال: [فإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة، وليس في الجنّة منـزل إلّا وفيه غصن منها فقلت: ما هذه يا جبرئيل؟ فقال هذه شجرة طوبى قال الله ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ].

قال الطباطبائي: أقول وهذا المعنى مرويّ في روايات كثيرة وفي عدّة منها أنّ جبرئيل ناولني منها ثمرة فأكلتها فحوّل الله ذلك إلى ظهري فلمّا هبطت إلى الأرض، واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فما قبّلت فاطمة إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها.

وفي كتاب الخراج أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [يا فاطمة إنّ بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي أنّ الله عزّ وجلّ زوّج عليّاً بفاطمة وأمر رضوان خازن الجنّة فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاعاً بعدد محبّي أهل بيتي فأنشأ ملائكة من نور ودفع إلى كلّ ملك خطّا فاذا استوت القيامة بأهلها فلا تلقى الملائكة محبّاً لنا إلّا دفعت إليه صكّاً فيه براءة من النار ].

وروى أبو النجم عمر بن أحمد النسفي في كتاب (القند) ص ٢٩٩ ط ١ الحديث برواية أنس بن مالك، قال:

أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الشيـبي قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الفارسيّ قال: أخبرنا أبو سعد عبد الرحمان بن محمّد الإدريسي قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عليّ المقرئ الهروي بسمرقند قال: حدّثنا سعيد بن محمّد الباهلي البغدادي ببلخ، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن صالح المقعد السمرقندي قال: حدّثنا أبو عصام مولى أنس بن مالك:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في قول الله عزّ وجلّ:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) .

قال: [هي شجرة في الجنّة في بيت عليّ بن أبي طالب ].

وروى السيد عليّ بن طاووس في كتاب (اليقين) الباب ٨٤ ص ٦٢ ط. الغري قال:

حدّثنا أبو القاسم جعفر بن ميسور الخادم، عن الحسين بن محمد، عن إبراهيم بن محمّد عن بلال، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي، عن عبد الصمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه:

٣٦١

عن عليّ بن الحسين، عن أبيه عليهم السلام قال: سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله تعالى:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) قال: [نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و ( طُوبَىٰ ) شجرة في دار أمير المؤمنين في الجنّة، ليس في الجنّة شيء إلّا هو فيها ].

وجاء في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ج ٢ ص ٢٩٢ ط ٢ بنقله عن تفسير الثعلبي، الّذي يرفع الإسناد إلى جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن طوبى فقال: [شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة فقالوا: يا رسول الله سألناك فقلت:أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة .

فقال:داري ودار عليّ واحدة في الجنّة بمكان واحد ].

وفي تفسير البرهان، عن الموفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب المناقب، بإسناده عن بلال بن حمامة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:

ما جاء بكتاب الخراج المذكور قبلاً.

وروى هذا المعنى أيضا عن أمّ سلمة وسلمان الفارسيّ وعليّ بن أبي طالب -وفيها أنّ الله لما أن أشهد على تزويج فاطمة من عليّ بن أبي طالب-ملائكته، أمر شجرة طوبى أن ينثر حملها وما فيها من الحليّ والحلل، فنثرت الشجرة ما فيها من الحُليّ والحُلل، والتقطته الملائكة والحور العين لتهادينه وتفتخرن به إلى يوم القيامة. وروي أيضاً ما يقرب منه عن الإمام الرضا عليه السلام.

وروى أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابوية القميّ في كتابه (الخصال) ص ٥٥٣ عن احتجاج الإمام عليّ عليه السلام، ومناشدته الناس يوم الشورى، قال القميّ:

حدّثني أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن أبي الجارود وهشام بن أبي ساسان وأبي طارق السرّاج، عن عامر بن واثلة، قال: كنت في البيت يوم الشورى، فسمعت عليّاً عليه السلام وهو يقول:

٣٦٢

[إستخلف الناس أبابكر وأنا والله أحقّ بالأمر وأولى به منه، واستخلف أبوبكر عمر وأنا والله أحقّ بالأمر وأولى منه، إلّا أنّ عمر جعلني مع خمسة وأنا سادسهم، لا يعرف لهم عليَّ فضل، ولو أشاء لأحتججته عليهم بما لا يستطيع عربيّهم ولا عجميّهم المعاهد منهم والمشرك، تغيير ذلك .

ثمَّ قال عليّه السلام:نشدتكم بالله أيّها النفر هل فيكم أحد وحّدَ الله قبلي؟ قالوا: أللّهمّ لا، قال عليّه السلام: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، غيري؟ قالوا: أللّهم لا، قال عليّه السلام:نشدتكم بالله هل فيكم أحد ساق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لربّ العالمين هدياً فأشركه فيه غيري ، قالوا: أللّهمّ لا.

إلى أن قال عليّه السلام:

نشدتكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مثل ما قال لي: يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة، ومنـزلك مواجه منـزلي، كما يتواجه الإخوان في الخلد، قالوا: أللّهمّ لا.

قال عليّه السلام:نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ إنّ الله خصّك بأمر وأعطاكه، ليس من الأعمال أحبّ إليه ولا أفضل من عنده: الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئاً، ولا تناله منك، وهي زينة الأبرار عند الله عزّ وجلّ يوم القيامة، طوبى لمن أحبّك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك غيري ؟ قالوا: أللّهمّ لا.

واستمر الإمام في مناشدته إلى أن قال عليّه السلام:

نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله كما قال لي: أنّ طوبى شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ، ليس من مؤمن إلّا وفي منـزله غصن من أغصانها، غيري؟ قالوا: أللّهم لا .

وقال عليّه السلام: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: تقاتل على سنتي وتبّرَ ذمّتي، غيري قالوا: أللّهم لا وإلى آخر المناشدة ].

٣٦٣

روى بلال بن حمامة كما ورد فيما أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه: ج ٤ ص ٢١٠، وابن الأثير في أُسد الغابة: ج ١ ص ٢٠٦ وابن الصبّاغ في (الفصول المهمّة) ص ١٤٣، وأبو بكر الخوارزمي الحنفى في المناقب ص ٢٤١، وابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة) ص ١٠٣، والصفوري في (نزهة المجالس) ج ٢ ص ٢٢٥، وأبو بكر شهاب الدين العلوي في (رشقة الصادي) ص ٢٨ قال بلال: طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ذات يوم مبتسِّماً ضاحكاً، ووجهه مسرور كدارة القمر، فقام إليه عبد الرحمان بن عوف، فقال: يا رسول الله ما هذا النور؟ قال: [بشارةٌ من ربّي في أخي وابن عمّي، بأنّ الله زوّجَ عليّاً من فاطمة، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاعاً بعدد محبّي أهل البيت، فأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صكاكاً فاذا استوت القيامة بأهلها، نادت الملائكة في الخلائق، فلن يبقى محبّ لأهل البيت إلّا دفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النار، فصار أخي وابن عمّي وبنتي فكّاك رقاب رجال ونساء أمّتي من النار ] وورد الحديث أيضا في (أسد الغابة) والإصابة والفوائد المجموعة واللئالئ المصنوعة والموضوعات، تلخيص المتشابه، جواهر العقدين، مناقب عليّ بن أبي طالب للخوارزمي، والفوائد المجموعة.

روى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب) ص ٦٦ ط ٣، مطبعة فارابي قال:

بإسناده إلى عمّار بن ياسر، سمعت عمّار بن ياسر يقول:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعليّ: [يا عليّ طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك ].

هذا حديث عال حسن، رويناه عن الجمّ الغفير(١) .

____________________

(١) مستدرك الصحيحين: ج ٣ ص ١٣٥ وفيه: هذا الحديث صحيح الإسناد، الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢١٥، مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣٢، تاريخ بغداد: ج ٩ ص ٧١، ذخائر العقبى: ص ٩٢، فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٢١٣ فيه أسانيد وطرق مختلفة أوردها السيد الفيروز آبادي.

٣٦٤

معنى قوله صلّى الله عليه وآله وسلم: الويل لمن أبغضك وكذّب فيك، يريد الويل لمن أبغضك والويل لمن لم يؤمن بما ذكر من فضلك وكراماتك وما خصّك الله به من العلم والحلم والمعرفة والفهم والعدل والإنصاف، إلى غير ذلك من خلال الخير وما نسب إليه من الفوائد والمحامد والزوايد.

وقيل ويل: هو واد في جهنّم، وقد ذكره الله تعالى في كتابه وتهدَّد به عباده، قال تعالى:( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴿١﴾ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) (١)

وقال عزّ وجلّ:( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) (٢) ، وقيل ويل لهم من الله: أي بُعداً وسحقاً لهم.

وقيل الويل واد في جهنم(٣) تتعوّذ النار في كل يوم من شرره وحدة سبعين مرّة لبعد قعره وكثرة سلاسله وأغلاله، وما أعدّ الله تعالى فيه من العقوبة والنكال لمن جازاه به.

وقوله: طوبى لمن أحبّك، أي جزاء من أحبّك طوبى، وقيل معنى طوبى أي طاب دين عبد أحبَّ عليّاً في الدنيا مقيله في العقبى. وقيل طوبى له أي جزاه أن يكون في جنّة المأوى في ظل شجرة طوبى.

وعن محمّد بن كعب القرظي(٤) قال: إنّ الله عزّ وجلّ لم يمسّ شيئاً خلقه إلى ثلاث أشياء، آدم عليه السلام، والتوراة كتبه لموسى عليه السلام بيده وهي مخلوقه، وطوبى شجرة في الجنّة غرسها الله تعالى بيده، وهي الّتي يقول الله عزّ وجلّ:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) (٥) .

وقد جاء في شجرة طوبى أحاديث كثيرة منها: ما من دار ولا غرفة ولا قصر ولا قبّة ولا مدينة إلّا وفي ذلك غصن من أغصان تلك الشجرة.

____________________

(١) سورة المطففين: الآية ١-٢.

(٢) سورة الماعون: الآية ٤-٥.

(٣) لسان العرب: ج ١١ ص ٧٣٧ ط بيروت وتفسير القرطبي: ج ٩ ص ٢٤٨.

(٤) أبو عبد الله محمد بن كعب بن سليم -المتوفّى ١٠٨ أو ١١٧-.

(٥) سورة الرعد: الآية ٢٩.

٣٦٥

وفي حديث أنّ الطائر المسرع يطير في ظل غصن من أغصان تلك الشجرة مائة عام لا يقطعها، فمن أحبّ عليّاً ووالاه كان له في ظل هذه الشجرة مقيل طاب عيشه(١) .

وفي كتاب (فضائل أهل البيت (ع) من كتاب فضائل الصحابة) لأحمد بن حنبل ص ١٩١ ط ١، مطبعة فخر الإسلام. في الرقم ٢٨٦.

أحمد بن حنبل: حدّثنا سعيد بن محمّد الورّاق، عن عليّ بن حزّور قال: سمعت أبا مريم الثقفي يقول: سمعت عمّار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعليّ:

[يا عليّ: طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك ](٢) .

وروى جلال الدين السيوطي في تفسيره (الدرّ المنثور) ج ٤ ص ٥٩ وبإسناده قال:

عن محمّد بن سيرين في قوله تعالى( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) قال: طوبى شجرة في الجنّة، أصلها في حجرة عليّ وليس في الجنّة حجرة إلّا وفيها غصن من أغصانها.

وكذلك فقد روى الخطيب البغدادي في كتابه (تاريخ بغداد) ج ٩ ص ٧١ ط. مطبعة السعادة - مصر. قال وبإسناده إلى أحمد بن حنبل وغيره، وبإسنادهم إلى الصحابي الجليل عمّار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ: [يا عليّ، طوبى لمن أحَبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك ].

وروى الشيخ محمّد بن عليّ بن الحسين الفقيه بن بابوية، الصدوق في كتابه (معاني الأخبار)ص ١١٢ في الحديث ١ وبإسناده إلى أبي بصير، قال:

قال الصادق عليه السلام: [طوبى لمن تمسَّكّ بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية ].

فقلت له: جعلت فداك، وما( طُوبَىٰ ) ؟

قال [شجرة في الجنّة، أصلها في دار عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وليس مؤمن إلّا وفي داره غصن من أغصانها ].

____________________

(١) تفسير القرطبي: ج ١٩ ص ٣١٦-٣١٧.

(٢) مناقب الخوارزمي: ص ١١٦ الحديث ١٢٦، تاريخ دمشق: ٤٢ ص ٢٨١ و ٢٨٢، الطبراني - مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣٢، ورواه أيضا محمد بن كثير في حديث طويل في المعجم الأوسط: ج ٣ ص ٨٩ في الحديث ٢١٧٨ بإسناده عن الأصبغ بن نُباتة عن عمّار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول لعليٍّ: [أن الله.... زيَّنك بزينة... فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك........ ].

٣٦٦

وذلك قول الله عزّ وجلّ:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) .

وللحديث مصادر أخرى منها ما يلي:

منتخب كنز العمّال: للمتّقي الهندي ج ٥ ص ٣٤.

وكتاب موسوعة إحقاق الحقّ تحقيق السيّد المرعشي النجفي: ج ٣ ص ٤٤٠، ج ١٤ ص ٣٥١ و ج ٢٠ ص ٢١١.

مناقب مرتضوي: للعلّامة الحنفي الترمذي ص ٥٨ ط. بومباي.

الجامع لأحكام القرآن: تفسير العلامة القرطبي ج ٩ ص ٣١٧ ط. القاهرة.

وللمزيد والمتابعه ما يلي من مصادر أوردت ما جاء في( طُوبَىٰ ) :

منتخب كنـز العمّال: للمتّقي الهندي ج ٥ ص ٣٤ المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل.

السيد المرعشي النجفى في موسوعته إحقاق الحق: ج ٣ ص ٤٤٠، ج ١٤ ص ٣٥١ و ج ٢٠ ص ٢١١.

مناقب مرتضوي: للعلّامة الترمذي الحنفي الكشفي ص ٥٨ ط. بومباي.

مفتاح النجا الورق ٤٣.

٣٦٧

سورة الرعد الآيتان ٣٨-٣٩

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾ يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ )

روى الحافظ محمّد يوسف الكنجي في كفاية الطالب ص ٢٩٧، عن تزويج فاطمة من الإمام عليّ (ع) بأمر من الله تعالى، قال:

بروايته، وبإسناده عن أنس، قال: بينا أنا قاعد عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ غشيه الوحي فلمّا سرى عنه قال: يا أنس تدري ما جاءني به جبرئيل من صاحب العرش؟ قلت: الله ورسوله أعلم بأبي وأمّي ما جاء به جبرئيل؟ قال: إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة عليّاً، إنطلق فادع لي المهاجرين والأنصار، قال: فدعوتهم فلمّا أخذوا مقاعدهم قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرغوب إليه فيما عنده المرهوب عذابه، النافذ أمره في أرضه وسمائه ( وبرواية أخرى: النافذ أمره في سمائه وأرضه) الّذي خلق الخلق بقدرته وميزّهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيّه محمّد، ثمّ إنّ الله تعالى ( وفي نسخة:إنّ الله تبارك اسمه وتعالت عظمته) جعل المصاهرة نسباً وصهراً، فأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، فلكلّ قدر أجل ولكل أجل كتاب ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ثمَّ إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة بعليّ، فأشهدكم أنّي قد زوّجته على أربعمائة مثقال فضّة إن رضي بذلك عليّ.

وكان عليّ عليه السلام غائباً قد بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله في حاجته، ثمَّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بطبقٍ فيه بسر فوضع بين أيدينا، ثمَّ قال:انهبوا فبينا نحن ننتهب إذ أقبل عليّ (ع) فتبسّم إليه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمَّ قال:يا عليّ: إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة فقد زوّجتكها على أربعمائة مثقال فضّة إن رضيت، فقال عليّ عليه السلام: قد رضيت يا رسول الله ثمَّ إنّ عليّاً (ع) مال فخرّ ساجداً شكراً لله تعالى، وقال:الحمد لله الّذي حببّني إلى خير البريّة محمّد رسول الله فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:بارك الله عليكما، وبارك فيكما، وأسعدكما، وأخرج منكما الكثير الطيّب ]، قال أنس:: فو الله لقد أخرج منهما الكثير الطيّب.

٣٦٨

قلت: هذا حديث حسن عال رواه ابن سويدة التكريتي في مناقب عليّ عليه السلام في كتاب الأشراف.

وقد ورد هذا الحديث، في الرياض النضرة: ج ٢ ص ١٨٣ للمحبّ الطبري.

والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ٨٤-٨٥.

ذخائر العقبى ص ٢٩ للطبري.

مرقاة المفاتيح: ج ٥ ص ٥٧٤.

أورد عليّ بن سلطان القاري في مرقاة المفاتيح: ج ٥ ص ٥٧٤ حديث تزويج فاطمة من عليّ عليهما السلام، بروايته عن أنس خادم النبيّ (ص). قال:

عن أنس حديثاً أورد فيه خطبة للنبي (ص) في تزويج فاطمة لعليّ عليهما السلام إلى قول النبيّ (ص):

[ثمَّ إنّ الله تعالى جعل المصاهرة نسباً وصهراً، فأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره. فلكلّ قدر أجل .

ثمَّ قرأ النبيّ (ص) ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾ يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ )

ثمَّ إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة بعليّ، فأشهدكم أنّي قد زوّجته ].

روى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه (كفاية الطالب) ص ٢٩٧ ط ٣ مطبعة فارابي -قال بإسناده عن أنس (بن مالك خادم النبيّ): قال: بينما أنا قاعد عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذ غشيه الوحي فلمّا سرى عنه قال: [يا أنس تدري ما جاء في به جبرئيل من صاحب العرش ؟ قلت الله ورسوله أعلم بأبي وأمّي ما جاء به جبرئيل؟

قال:إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة عليّاً، أنطلق فادع لي المهاجرين والأنصار . قال: فدعوتهم فلمّا أخذوا مقاعدهم، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرغوب إليه فيما عنده المرهوب عذابه النافذ أمره في أرضه وسمائه (١) الّذي خلق الخلق بقدرته وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيّه محمّد، ثمَّ إنّ الله تعالى (٢) جعل المصاهرة نسباً وصهراً، فأمر الله يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدَرة، فلكلّ قدرٍ أجل ولكل أجل كتاب ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) .

____________________

(١) وفي رواية أخرى: النافذ أمره في سمائه وأرضه.

(٢) وفي نسخة أخرى للكفاية: إنّ الله تبارك إسمه وتعالت عظمته.

٣٦٩

ثمَّ إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة بعليّ، فأشهدكم أنّي قد زوّجته على أربعمائة مثقال فضّة إن رضي عليّ بذلك .

وكان عليّ عليه السلام غائباً قد بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله في حاجته، ثمَّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بطبق فيه بسر فوضع بين أيدينا ثمَّ قال:ننتهب فبينا نحن ننهب إذ أقبل عليّ (ع) فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وآله ثمَّ قال:يا علي: إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة فقد زوّجتكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت، فقال عليّ عليه السلام:قد رضيت يا رسول الله ثمَّ إنّ عليّاً (ع) مال فَخَرّ ساجداً شكراً لله تعالى وقال:الحمد لله الّذي حببّني إلى خير البريّة محمّد رسول الله فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:بارك الله عليكما، وبارك فيكما وأسعدكما، وأخرج منكما الكثير الطيّب ]. قال أنس: فو الله لقد أخرج منهما الكثير الطيّب(١) .

وروى الحافظ الكنجي في (كفاية الطالب) ص ٣٠٠ وبإسناده عن جابر بن سمرة، عن شجرة طوبى في زواج عليّ من فاطمة، قال:

قال (جابر): قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:

[أيّها الناس هذا عليّ بن أبي طالب، أنتم تزعمون أنّني أنا زوّجته ابنتي فاطمة، ولقد خطبها إليّ أشراف قريش فلم أجب، كلّ ذلك أتوقّع الخبر من السماء حتّى جاء جبرئيل (ع) ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان فقال: يا محمّد العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام، وقد جمع الروحانيين و الكروبيين في وادِ يقال له الأفيح تحت شجرة طوبى، وزوّج فاطمة عليّاً وأمرني فكنت الخاطب، والله تعالى الوليّ وأمر شجرة طوبى فحملت الحليّ والحلل والدرّ والياقوت ثمَّ نثرته، وأمر الحور العين اجتمعن، فلقطن فهنّ يتهادينه إلى يوم القيامة ويقلن هذا نثار فاطمة ](٢) .

____________________

(١) والحديث بتمامه في الرياض النضرة:

ج ٢ ص ١٨٣، الصواعق المحترقة: ص ٨٤ و ٨٥ ذخائر العقبى ص ٢٩.

(٢) حلية الأولياء: ج ٥ ص ٥٩ عن عبد الله بن مسعود، تاريخ بغداد للخطيب: ج ٤ ص ١٢٨ و ٢١٠ بسنده عن بلال بن حمامة، أسد الغابة: ج ١ ص ٢٠٦، الصواعق المحرقة: ص ١٠٣، الإصابة: ج ٣ ق ١: ١٣٤، الرياض النضرة: ج ٢ ص ١٨٤ بسنده عن أنس، ذخائر العقبى ص ٣٢ وأخرجه عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام.

٣٧٠

أخرج عليّ بن سلطان القارئ في المفاتيح (مرقاة المفاتيح) ج ٥ ص ٥٧٤ رواية تزويج النبيّ (ص) فاطمة الزهراء (ع) إلى عليّ (ع) بروايته عن أنس بن مالك، الّذي يروي خطبة النبيّ (ص)... ومنها قوله صلّى الله عليه وآله وسلم:

[...إنّ الله تعالى جعل المصاهرة نسباً وصهراً، فأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره. فلكل قدر أجل.. ].

ثمَّ قرأ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:

( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾ يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ )

ثمَّ إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة بعليّ فأشهدتكم أنّي قد زوّجته...

روى السيد الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ١٣٣، بروايته عن (الرياض النضرة) ج ٢ ص ١٨٣ لمحبّ الدين الطبري و(ذخائر العقبى) ص ٢٩ لمحبّ الدين الطبري أيضاً قال: عن أنس بن مالك، قال خطب أبو بكر إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنته فاطمة عليها السلام، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [يا أبا بكر: لم ينـزل القضاء بعد ، ثمَّ خطبها عمر مع عدّة من قريش كلّهم يقول له مثل قوله لأبي بكر، فقيل لعليّ عليه السلام لو خطبت إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة لخليق أن يزوّجكها، قال: وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوّجها؟ قال: فخطبها، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:قد أمرني بذلك .

قال أنس ثمَّ دعاني النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد أيّام فقال لي:يا أنس أدع لي أبا بكر وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وطلحة والزبير وعدّة من الأنصار قال: فدعوتهم، فلمّا إجتمعوا عنده صلّى الله عليه وآله وسلّم وأخذوا مجالسهم، وكان عليّ عليه السلام غائباً في حاجة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطان، المرهوب من عذابه وسطواته، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيّه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، إنّ الله تبارك وتعالى إسمه،

٣٧١

وتعالت عظمته، جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، أوشج به الأرحام، وألزم الأنام، فقال عزّ من قائل :( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) (١) فأمر الله يجري إلى قضاءه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (٢) .

ثمَّ إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أزوّج فاطمة بنت خديجة من عليّ بن أبي طالب، فاشهدوا أنّي زوّجته على أربعمئة مثقال فضّة إن رضي بذلك عليّ بن أبي طالب .

ثمَّ دعا بطبق من بُسر فوضعه بين أيدينا، ثمَّ قال:إنهبوا فنهبنا، فبينا نحن ننهب إذ دخل عليّ عليه السلام على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في وجهه، ثمَّ قال:إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضّة إن رضيت بذلك فقال: قد رضيت بذلك يا رسول الله.

قال أنس: فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:جمع الله شملكما، وأسعد جدكما، وبارك عليكما، وأخرج منكما كثيراً طيّباً ]، قال أنس: فو الله لقد أخرج منهما كثيراً طيباً.

وذكره ابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة)(٣) عن شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.

وكذلك أخرجه ابن عساكر.

وورد في كتاب الأربعين المنتقى ص ١٠٣ و ١١٠ قال:

عن أنس بن مالك قال: خطب أبو بكر إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنته فاطمة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [يا أبا بكر: لم ينـزل القضاء بعد ، ثمَّ خطبها عمر بن الخطاب مع عدّة من قريش كلّهم يقول له مثل قوله لأبي بكر، فقيل لعليّ بن أبي طالب: لو خطبت إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنته لخليق أن يزوّجكها.

قال عليّه السلام:وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوّجها ؟ فقالوا: أخطبها على ذلك، قال: فخطبها، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:أمرني ربّي عزّ وجلّ بذلك .

____________________

(١) سورة الفرقان: الآية ٥٤.

(٢) سورة الرعد: الآية ٣٩.

(٣) الصواعق المحرقة: ص ٨٤ إلى ٨٥ و ٩٧ و ١٤٠.

٣٧٢

قال أنس: ثمَّ دعاني النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد أيّام فقال لي:يا أنس أخرج وادع لي أبا بكر وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وطلحة والزبير وبعدّة من الأنصار .

قال أنس فخرجت فدعوتهم فلمّا إجتمعوا عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأخذوا مجالسهم، وكان عليّ بن أبي طالب عليه السلام غائباً في حاجة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطان، المرهوب من عذابه وسطواته، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الّذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيّه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، إنّ الله تبارك إسمه، وتعالت عظمته، جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، أوشج به الأرحام، وألزم به الأنام، فقال عزّ من قائل: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) فأمر الله يجري إلى قضاءه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكلّ قدر أجل ولكلّ أجل كتاب ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ثمَّ إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة بنت خديجة من عليّ بن أبي طالب، فأشهدوا أنّي زوّجته على أربعمائة مثقال فضّة إن رضي بذلك عليّ بن أبي طالب.

ثمَّ دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا، ثمَّ قال:انهبوا فنهبنا، فبينما نحن ننهب إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في وجهه، ثمّ قال: إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على أربعمئة مثقال فضّة إن رضيت بذلك، فقال: قد رضيت بذلك يا رسول الله.

قال أنس: فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّمجمع الله شملكما، وأسعد جدكما، وبارك عليكما، وأخرج منكما كثيراً طيباً ].

وفي مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري: ج ٣ ص ١٥٩.

أورد حديث زفاف فاطمة الزهراء عليها السلام، وممّا ورد في الحديث قال رسول الله (ص) لفاطمة الزهراء (ع): [أسكني فقد أنكحتك أحبّ أهل بيتي إليّ ].

٣٧٣

وأوردت الكثير من المصادر الحديث منها ما يلي:

السيرة النبويّة لدحلان: ج ٢ ص ٩ إلى ١١.

الطبقات الكبرى: ج ٨ ص ٢٣.

الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢٤٠.

الفوائد المجموعة ص ٣٩١.

اللئالي المصنوعة: ج ١ ص ٣٩٦ إلى ٣٩٨.

إستجلاب إرتقاء الغرف ص ٢٠٥.

الشرف المؤبّد: ص ١١١ إلى ١١٢.

الطبقات الكبرى: ج ٨ ص ٢٣.

المواهب اللدنيّة: ج ١ ص ٩٠.

الفصول المهمة ص ١٢٨.

تاريخ الخميس: ج ١ ص ٣٦٢.

ترجمة الإمام عليّ: ج ١ ص ٢٢٦ إلى ٢٣٦.

أسد الغابة: ج ٥ ص ٢٥١.

الأوائل: ص ٩١ إلى ٩٥.

المعجم الكبير: ج ٢ ص ٤، ج ٢٢ ص ٣٤٠، ج ٢٤ ص ١٠٥ إلى ١٠٩.

جواهر المطالب: ج ١ ص ١٤٩.

تنـزيه الشريعة ج ١ ص ٤١١.

تلخيص المتشابه: ج ١ ص ٣٦٣-٤٦٤.

ذخائر العقبى: ص ٢٩ و ٣٣.

شرح المواهب للزرقاني: ج ٢ ص ٥ إلى ٧.

جواهر العقدين: ج ٢ ص ١٨٢ إلى ١٨٨.

الموضوعات: ج ١ ص ٤١٦-٤١٨.

سمط النجوم العوالي: ج ٢ ص ٤٨٨.

٣٧٤

فرائد السمطين: أ/ب ١٧.

مسند فاطمة الزهراء: ١٨٥ إلى ١٨٦.

مجمع الزوائد: ج ٩ ص ٢٠٦ و ٢٠٩.

مفتاح النجا: الورق ٣٤.

مناقب عليّ بن أبي طالب للخوارزمي: ص ٢٤١-٢٤٢.

نزهة المجالس: ج ٢ ص ١٧٤.

مرقاة المفاتيح: ج ٥ ص ٥٧٤.

مشارق الأنوار: ص ١٣٣ إلى ١٣٤.

منتخب كنز العمّال: ج ٥/ص ٩٩.

نور الأبصار ص ٤٦.

موارد الظمآن ص ٥٤٩.

نظم درر السمطين ص ١٨٦.

سورة الرعد الآية ٤٣

( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٤٧٣ في الحديث ٤٢٢ قال:

حدّثني أبو الحسن الفارسي، وأبو بكر المعمري قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه إملاءً قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم، بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد، عن عمرو بن مفلّس، عن خلف، عن عطيّة العوفي:

عن أبي سعيد الخدري قال:

٣٧٥

سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قول الله تعالى:( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال: [ذاك أخي عليّ بن أبي طالب ].

وزاد المعمري (عمّا رواه أبو الحسن الفارسيّ).

وروى أيضاً الحافظ الحسكاني في الشواهد في الحديث ٤٢٣ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الفارسي قال: أخبرنا أبو بكر المفيد، قال: حدّثنا أبو أحمد الجلوديّ قال، حدّثني محمّد بن سهل قال: حدّثنا زيد بن إسماعيل قال: حدّثنا داوود بن المحبّر قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال: عليّ بن أبي طالب.

وروى الحسكاني في الحديث ٤٢٤ من الشواهد، قال:

وأخبرونا عن أبي بكر (السبيعي) قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن منصور بن جنيد الرازي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أشكاب قال: حدّثنا أحمد بن مفضَّل قال: حدّثنا مندل بن علي عن إسماعيل بن سليمان، عن أبي عمر زاذان.

عن ابن الحنفيّة (محمد بن الحنفيّة، بن الإمام عليّ بن أبي طالب) في قوله تعالى:( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال: هو عليّ بن أبي طالب.

وروى أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه (الشيخ الصدوق) في أماليه، الحديث في المجلس ٨٣ ص ٥٠٥، بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، قال: عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قول الله جلّ شأنه:( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ ) ؟ قال: [وصيّ أخي سليمان بن داوود عليه السلام ، فقلت: يا رسول الله فقول الله عزّ وجلّ:( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ؟ قال:ذاك أخي عليّ بن أبي طالب ].

وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بأبي نعيم من كتاب (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام) ص ١٢٥ في الرقم ٣٣ قال:

حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلّد، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا زكريّا بن يحيى قال: حدّثنا إسماعيل بن سليمان.

٣٧٦

عن (محمد) بن الحنفيّة في قوله عزَّ وجلَّ:( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال: هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

وروى ابن المغازلي في (مناقب أمير المؤمنين (ع) ) ص ٣١٣ في الحديث ٣٥٨ قال:

حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد العسكري، حدّثنا محمّد بن عثمان (بن أبي شيبة)، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون:

حدّثنا عليّ بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم: حدّث عليّاً بالحديث الّذي حدّثتني عن أبي جعفر، قال: كنت عند أبي جعفر جالساً إذ مرَّ عليه ابن عبد الله بن سلام، قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الّذي عنده علم الكتاب؟ قال: [لا ولكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب عليه السلام الّذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزّ وجلّ ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ، ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) ، ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )] الآية.

وفي كتاب (ما نزل من القرآن في أهل البيت) للحسين بن الحكم الحبري الكوفي ص ٦٤ قال:

حدّثنا عليّ بن محمد، قال حدّثني الحبري قال: سعيد بن عثمان، عن أبي مريم، قال: حدّثني عبد الله بن عطاء، قال: كنت جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابناً لعبد الله بن سلام جالساً في ناحية، فقلت لأبي جعفر: زعموا أنَّ أبا هذا، الّذي عنده علم من الكتاب. قال: [لا، ذلك عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (١) ،وأوحى إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قل للناس من كنت مولاه... فأبلغ بذلك- وخاف الناس- فأوحى إليه ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) سورة المائدة الآية ٦٧.

فأخذ بيد عليّ عليه السلام، فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ].

____________________

(١) يشير هذا الحديث إلى الآية( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) سورة الرعد الآية ٤٣.

٣٧٧

وروى أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره ج ٢، عند تفسيره للآية الكريمة قال:

أخبرني أبو محمّد عبد الله بن محمّد القائني حدّثنا القاضي أبو الحسن محمّد بن عثمان النصيبي ببغداد، حدّثنا أبو بكر (محمد بن الحسين بن صالح) السبيعي بحلب، حدّثني الحسن بن إبراهيم بن الحسن الجصّاص، أخبرنا حسين بن حكم، أخبرنا سعيد بن عثمان، عن أبي مريم (عبد الغفّار بن القاسم) قال: حدّثني عبد الله بن عطاء قال:

كنت جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابناً لعبد الله بن سلام جالساً في ناحية فقلت لأبي جعفر: زعموا أنّ أبا هذا الّذي عنده علم الكتاب؟ قال: [لا (إنّما) ذلك عليّ بن أبي طالب ].

وروى رشيد الدين بن شهر آشوب في عنوان: (المسابقة بالعلم) من كتاب (مناقب آل أبي طالب) ج ٢، ص ٢٩، قال:

وروى النطنـزي في الخصائص عن محمّد بن الحنفيّة: [عليّ بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأوّل، والآخر ] وقد روى ابن شهر آشوب أيضاً في المناقب عن الثعلبي، في تفسيره بإسناده: عن أبي معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس.

وكذلك روي عن عبد الله بن عطار، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قيل لهما:

زعموا أنّ الّذي عنده علم الكتاب، عبد الله بن سلام قال: [(لا، بل) ذاك عليّ بن أبي طالب عليه السلام ].

ثمَّ روى أيضاً أنّه سئل سعيد بن جبير:( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) عبد الله بن سلام؟ قال: لا، فكيف وهذه سورة مكيّة (وعبد الله بن سلام أسلم بالمدينة).

وقد روي عن ابن عباس (أنّه قال): لا والله ماهو إلّا عليّ بن أبي طالب لقد كان عالماً بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام.

وحديث سعيد بن جبير رواه السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٤ ص ٦٦٩، عند تفسير الآية الكريمة قال: أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه. وقال: أخرج ابن المنذر، عن الشعبي قال: ما نزل في عبد الله بن سلام شيء من القرآن.

٣٧٨

وروى محمّد بن سليمان الكوفي، في كتاب مناقب عليّ عليه السلام: ج ١ ص ١١٧ ط ٢ في الحديث ١١٥ قال:

(وعن محمّد بن عبد الله الحشاش قال:) حدّثنا أحمد بن مفضّل، قال: حدّثنا مندل بن علي العنـزي، عن إسماعيل بن سلمان، عن أبي عمر، عن ابن الحنفية (في قوله تعالى):( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال: (هو) عليّ.

وأخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٤٧٥ ط ٣، في الحديث ٤٢٥ قال:

أخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي قال: حدّثني الحسين بن إبراهيم بن الحسين الجصّاص قال: أخبرنا حسين بن حكم الحبري قال: حدّثنا سعيد بن عثمان، عن أبي مريم قال: حدّثني عبد الله بن عطاء قال:

كنت جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت ابناً لعبد الله بن سلام جالساً في ناحية فقلت لأبي جعفر: زعموا أنّ أبا هذا عنده علم الكتاب - عبد الله بن سلام-قال: [لا: إنمّا ذاك عليّ بن أبي طالب ].

ورواه عن أبي مريم - واسمه عبد الغفّار بن القاسم - أبو نعيم الملّائي (كما) في (التفسير) العتيق.

وأخرج الحاكم الحسكاني في الشواهد ص ٤٧٦ في الحديث ٤٢٦ قال:

أخبرنا عمرو بن محمّد بن أحمد العدل، أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا محمّد بن يحيى الصولي قال: حدّثنا إبراهيم بن فهد، قال: حدّثنا محمّد بن عقبة، قال: حدّثنا الحسن بن حسين قال: حدّثنا قيس، عن إسماعيل بن أبي خالد:

عن أبي صالح في قوله عزّ وجلّ:( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال: رجلٌ من قريش: هو عليّ ولكنّا لا نسمّيه.

وأخرج الحاكم الحسكاني في الشواهد ص ٤٧٧ في الحديث ٤٢٧ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين قال: أخبرنا عليّ بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا عمر بن محمّد الجمحي قال: حدّثنا عبد الله بن داوود الخُرَيبي قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش:

٣٧٩

عن أبي صالح:( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) قال: عليّ بن أبي طالب كان عالماً بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام.

قال أبو صالح سمعت ابن عباس مرّة يقول: هو عبد الله بن سلام، وسمعته في أخر عمره يقول: لا والله ما هو إلّا عليّ بن أبي طالب.

وأورد الشيخ الأميني قدّس سرّه في كتاب الغدير ج ١ ص ٢٥١ ط الأعلمي بيروت قال:

قدم معاوية بن أبي سفيان حاجّاً إلى المدينة في أيّام خلافته بعد ما تُوفِّي الإمام السبط الحسن صلوات الله عليه، فاستقبله أهل المدينة، فجرى بينه وبين قيس بن سعد بن عبادة الأنصاريِّ الخزرجيِّ الصحابيِّ الكبير حديثاً يأتي ذكره بطوله في ترجمة قيس في شعراء القرن الأوّل، وفيه بعد قول قيس: ولَعَمري ما لأحدٍ من الأنصار ولا لقريش ولا لأحد من العرب والعجم في الخلافة حقٌّ مع عليٍّ وولده من بعده ما نصّه:

فغضب معاوية وقال: يا ابن سعد؟ ممَّن أخذت هذا؟ وعمّن رويته؟ وعمَّن سمعته؟ أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته؟! فقال قيس: سمعته وأخذته ممَّن هو خيرٌ من أبي وأعظم عليَّ حقّاً من أبي. قال: مَن؟ قال: عليُّ بن أبي طالب عالم هذه الأمَّة، وصدّيقها الّذي أنزل الله فيه:( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (١) . فلم يَدَع آيةً نزلت في عليٍّ عليه السلام إلّا ذكرها - قال معاوية: فإنّ صدّيقها أبو بكر، وفاروقها عمر، والّذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام. قال قيس: أحقُّ هذه الأسماء وأولى بها الّذي أنزل الله فيه:( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) (٢) . والّذي نصبه رسول الله صلّى الله عليه وآله بغدير خمّ فقال: [من كنت مولاه وأولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه . وفي غزوة تبوك:أنت منِّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي ].

____________________

(١) سورة الرعد: الآية ٤٣.

(٢) سورة هود: الآية ١٧.

٣٨٠