النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 416
المشاهدات: 71143
تحميل: 4088


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 71143 / تحميل: 4088
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة المائدة الآية، ٨٧

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )

الحافظ الحاكم الحسكاني - عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني - أخرج في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٠٧ ط ٣. قال: في رقم ٢٥٥

أخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي قال: حدّثنا علي بن محمّد الدهّان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا حسين بن الحكم، قال: حدّثنا حسن بن حسين، عن حبّان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله تعالى:( لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) (قال:) نزلت في عليّ بن أبي طالب وأصحاب له منهم عثمان بن مضعون، وعمّار بن ياسر، حرَّموا على أنفسهم الشهوات وهمّوا بالإخصاء.

وأورد في الحديث رقم ٢٥٦ منه ص ٣٠٧ قال:

أخبرنا أبو سعيد الصفّار المعاذي قال: أخبرنا أبو الحسن الكهيلي قال: حدّثنا أبو جعفر الحضرمي قال: حدّثنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي:

أنَّ عليّاً وعثمان بن مظعون ونفراً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تعاقدوا أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يأتوا النساء ولا يأكلوا اللحم فبلغ (ذلك) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأنزل الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) .

وأورد في الحديث ٢٥٧ منه، قال:

أخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا الحسين بن علي قال: حدّثنا عمرو بن محمد، عن أسباط: عن السدّي في قول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) قال: جلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم فذكّر (هم)، ثمّ قام ولم يزدهم على التخويف فقال ناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهم جلوس منهم عليّ بن أبي طالب وعثمان بن مظعون: ما خفنا إن لم نحدث عملاً، فحرّم بعضهم أن يأكل اللحم والودك،

٨١

وأن يأكل بنهار، وحرّم بعضهم النوم وحرّم بعضهم النساء، فأنزل الله تعالى:( لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) . وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما بال قوم حرّموا النساء والطعام والنوم، ألا إنّي أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء، فمن رغب عنّي فليس منّي ]. (والحديث) اختصرته من طول.

أقول: تعاهد أمير المؤمنين عليه السلام والثُلَّة المؤمنة معه من أصحاب رسول الله، على الزهد في الدنيا والزيادة في تقرّبهم لله بالعبادة، حيث يقول سبحانه وتعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات الآية ٥٦ فهم يبتغون القربة لله تعالى.

وقوله سبحانه وتعالى في نهيهم عمّا تعاهدوا عليه ليس زجراً، إذ ليس كلّما ورد في القرآن الكريم من نهي فهو زجرٌ، لمن خصَّ بالنهي، فقد نزلت آيات في النهي، للنبي صلّى الله عليه واله:

( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ) سورة القلم: الآية ٤٨.

وقوله تعالى:( وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) سورة النمل: الآية ٧٠.

وقوله:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّـهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) سورة الأحزاب: الآية ١.

وقوله تعالى:( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) سورة القيامة: الآية ١٦

وهكذا.

وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي، ج ٦ ص ١١٢ قال:

في تفسير القميّ في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) (الآية)، قال حدّثني أبي عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السلام وبلال وعثمان بن مظعون، فأمّا أمير المؤمنين عليه السلام فحلف أن لا ينام بالليل أبداً، وأمّا بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبداً، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً.

فدخلت إمرأة عثمان على عائشة، وكانت إمرأة جميلة فقالت عائشة: مالي أراك متعطّلة؟ فقالت: ولمن أتزيّن؟ فوالله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا فإنّه قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا.

٨٢

فلمّا دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخبرته عائشة بذلك فخرج فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: [ما بال أقوام يحرِّمون على أنفسهم الطيّبات؟ ألا إنّي أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنّهار، فمن رغب عن سنَّتي فليس منّي .]

فقاموا هؤلاء فقالوا: يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك فأنزل الله عليه:( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ) .

وفي الاحتجاج عن الحسن بن عليّ عليه السلام في حديث أنَّه قال لمعاوية وأصحابه:

أُنشدكم بالله أتعلمون أنّ عليّاً أوّل من حرَّم الشهوات على نفسه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأنزل الله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) ؟

وأورد السيد الطباطبائي في الميزان، ج ٦ ص ١١٣ قال:

وفي المجمع في الآية: قال المفسّرون: جلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً فذكّر الناس ووصف القيامة فرقَّ الناس وبكوا واجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحيّ، وهم عليٌّ وأبو بكر وعبد الله بن مسعود وأبوذرّ الغفاريّ وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر والمقداد بن الأسود الكنديّ وسلمان الفارسيّ ومعقل بن مقرن، واتّفقوا على أن يصوموا النهار، ويقوموا الليل، ولا يناموا على الفراش، ولا يأكلوا اللحم ولا الودك، ولا يقربوا النساء والطيب، ويلبسوا المسوح، ويرفضوا الدنيا، ويسيحوا في الأرض، وهمَّ بعضهم أن يجبَّ مذاكيره.

فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأتى دار عثمان فلم يصادفه فقال لامرأته أُمّ حكيم بنت أبي أُميّة - واسمها حولاء وكانت عطّارة-: أحقٌّ ما بلغني عن زوجك وأصحابه؟ فكرهت أن تكذب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وكرهت أن تبدي على زوجها فقالت: يا رسول الله إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك، فانصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. فلمّا دخل عثمان أخبرته بذلك.

٨٣

فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو وأصحابه فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ألم أُنبّئكم أنّكم اتّفقتم على كذا وكذا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله وما أردنا إلاّ الخير، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:إنّي لم أُومر بذلك، ثمّ قال: إنّ لأنفسكم عليكم حقّاً فصوموا وأفطروا، وقوموا وناموا، فإنّي أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم وآتي النساء، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي .

ثمَّ جمع الناس وخطبهم وقال:ما بال أقوام حرّموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا أما إنّي لست آمركم أن تكونوا قسّيسين ورهباناً فإنّه ليس في ديني ترك اللحم ولا النساء ولا اتّخاذ الصوامع، وإنَّ سياحة أمّتي الصوم، ورهبانيّتهم الجهاد، إعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجّوا، واعتمروا، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، واستقيموا يستقم لكم فإنّما هلك من كان قبلكم بالتشديد شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم فأُولئك بقاياهم في الديارات والصوامع فأنزل الله الآية].

أقول: ويظهر بالرجوع إلى روايات القوم أنّ هذه الرواية إنّما هي تلخيص للروايات المرويّة في هذا الباب، وهي كثيرة جدّاً فقد أوردها بالجمع بين شتات مضامينها بإدخال بعضها في بعض، وسبكها رواية واحدة.

وأعقب هذه الروايات وقال الطباطبائي ص ١١٤:

ولعلّ المراد بقوله في الرواية: واتّفقوا على أن يصوموا النهار.... (الخ) أنَّ المجموع اتّفقوا على المجموع لا أنَّ كلّ واحد منهم عزم على الجميع. والروايات وإن كانت مختلفة في مضامينها، وفيها الضعيف والمرسل والمعتبر لكنّ التأمّل في جميعها يوجب الوثوق بأنّ رهطاً من الصحابة عزموا على هذا النوع من التزهّد والتنسّك، وأنّه كان فيهم عليٌّ عليه السلام وعثمان بن مظعون، وأنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لهم: [من رغب عن سنَّتي فليس منّي ]، والله أعلم.

وجاء في تفسير مجمع البيان- المجلد الثاني ص ٢٣٦ ط دار إحياء التراث العربي- للشيخ الطبرسي، قال:

وروي عن أبي عبد الله (ع) أنّه قال: نزلت في عليٍّ وبلال وعثمان بن مظعون، فأمّا عليٌّ (ع) فإنّه حلف أن لا ينام بالليل أبداً إلاّ ما شاء الله، وأمَّا بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنّهار أبداً، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً.

٨٤

سورة الأنعام

سورة الأنعام الآية ٢٧.

( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

أخرج السيد البحراني في كتابه غاية المرام ص ٢٥٩ نقلاً عن الشيرازي في كتابه وبإسناده المذكور عن ابن عباس قال:

إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكاً أن يسعّر النيران السبع، وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان، ويقول: يا ميكائيل مدّ الصراط على متن جهنّم، ويقول: يا جبرائيل إنصب ميزان العدل تحت العرش، وينادي يا محمّد قرّب أمّتك للحساب.

ثمَّ يأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام، فيسألون هذه الأمّة نساءهم ورجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية أمير المؤمنين، وحبّ أهل بيت محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) فمن أتى به جاز على القنطرة الأولى كالبرق الخاطف، ومن لم يحب أهل بيت نبيّه سقط على أمّ رأسه في قعر جهنَّم ولو كان معه من أعمال البرِّ عمل سبعين صدّيقاً، وعلى القنطرة الثانية فيسألون عن الصلاة، وعلى الثالثة يسألون عن الزكاة، وعلى الرابعة عن الصيام، وعلى الخامسة عن الحج، وعلى السادسة عن الجهاد، وعلى السابعة عن العدل.

فمن أتى بشيء من ذلك جاز على الصراط كالبرق الخاطف ومن لم يأت عذّب.

سورة الأنعام الآية ٥٤

( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

حدّثنا عليّ بن محمد، قال: حدّثني حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) الآية ٥٤ سورة الأنعام

٨٥

الآية، نزلت في عليّ عليه السلام وحمزة وجعفر وزيد (كتاب: ما نزل من القرآن في أهل البيت (ع) للحسين بن الحكم الحبري الكوفي ص ٥٦).

وجاء في تفسير الميزان، للطباطبائي ج ٧ ص ٥٥ ط قم:

وفي تفسير البرهان، روي عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا ) الآية نزلت في عليّ وحمزة وزيد.

وأخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل، ج ١ ص ٣٠٩ ط ٣، في الرقم ٢٥٨ قال:

أخبرونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدّثنا علي بن محمد، والحسين بن إبراهيم، قالا: حدّثنا حسين بن حكم قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا ) الآية (قال:) نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة وجعفر وزيد صلوات الله عليهم أجمعين(١) .

سورة الأنعام الآية ٨٢

( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )

أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد، الحاكم الحسكاني، في كتابه شواهد التنـزيل ج ١ ص ٣١٠ ط ٣، ح ٢٥٩ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين قال: أخبرنا علي بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي الطيّب السامري قال: حدّثنا بشر بن موسى قال: حدّثنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد:

____________________

(١) هذا هو الحديث ١٥ من تفسير الحبري الورق ١٢/ا/ ورواه عنه فرات في الحديث ١٣٣ من تفسيره ص ٤٢.

٨٦

عن ابن عباس في قوله تعالى:( الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني صدّقوا بالتوحيد هو عليّ بن أبي طالب( وَلَمْ يَلْبِسُوا ) يعني لم يخلطوا، ونظيرها:( لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ) (١) يعني لم تخلطون، ولم يخلطوا( إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) يعني الشرك قال ابن عباس: والله ما آمن أحد إلّا بعد شرك ما خلا عليّاً، فانّه آمن بالله من غير أن يشرك به طرفة عين( أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ) من النار والعذاب( وَهُم مُّهْتَدُونَ ) يعني مرشدون إلى الجنّة يوم القيامة بغير حساب فكان عليّ أوّل من آمن به، وهو من أبناء سبع سنين(٢) .

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدّر الثمين) خمسمائة آية في أمير المؤمنين ص ٩٧ قال:

ثمَّ جعل (الله) من آمن به ولم يمل عنه إلى عدوّه، فإنّه يوم القيامة له الأمن فقال( الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني بعليّ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) يعني بحبّ عدوّه( أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ) يوم القيامة( وَهُم مُّهْتَدُونَ ) .

سورة الأنعام الآيتان ٨٤-٨٥

( وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ )

أخرج الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه - كفاية الطالب - ص ٣٧٩ فصلٌ: في بيان أنَّ ذريّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من صلب عليّ عليه السلام.

كما أخبرنا الحافظ يوسف، أخبرنا ابن أبي زيد، أخبرنا ابن فاذشاه، حدّثنا الطبراني، حدّثنا محمّد عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عبادة بن زياد الأسدي، حدّثنا يحيى بن العلاء الرازي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام، عن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنَّ الله عزّ وجلّ جعل ذريَّة كلّ نبيّ من صلبه، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل ذريَّتي في صلب عليّ بن أبي طالب ].

____________________

(١) سورة آل عمران: الآية ٧١.

(٢) وأخرج رواية الحديث فرات في تفسيره في الحديث ١٢٩ من تفسيره ص ٤١.

وروى الحافظ ابن عساكر في الحديث ٥٩ وما بعده في ترجمته للإمام عليّ عليه السلام من كتابه - تاريخ دمشق: ج ١ ص ٤١-٥٢ ط ١.

٨٧

وقال الكنجي-أيضاً ص ٣٧٩.

قلت: في التنـزيل حجّةٌ واضحة تشهد بصحة هذه الدعوى، وهو قوله عزّ وجلّ في سورة الأنعام( وَوَهَبْنَا لَهُ ) أي لإبراهيم( إسحاق وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ ) . أي من ذريّة نوح( دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) إلى أن قال:( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) فعدَّ عيسى عليه السلام من جملة الذريّة الذين نسبهم إلى نوح عليه السلام وهو ابن بنت لا اتّصال له إلاّ من جهة أمّه مريم، وفي هذا أكدى دليل أنَّ أولاد فاطمة عليها السلام ذريّةٌ للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا عقب له إلاّ من جهتها، وانتسابهم إلى شرف النبوّة، وإن كان من جهة الأمّ ليس بممتنع كإنتساب عيسى إلى نوح إذ لا فرق وصيانة.

وروى الكنجي في ص ٣٨٠ من الكفاية، بإسناده إلى عبد الله بن عمر، قال:

سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله يقول [كل نسب وسبب يوم القيامة منقطع إلاّ نسبي وسببي ].

وقد قال عطاء: ومن شايعه من المفسِّرين: الهاء من قوله ومن ذريّته راجعة إلى إبراهيم، ويحصل في هذا فائدة أخرى لطيفه وهو أنّه عدَّ من جملة الذريّة الذين نسبهم إلى إبراهيم لوطاً، ولم يكن من صلبه لانّ لوطاً ابن أخي إبراهيم.

والعرب تجعل العمّ أباً، كما أخبر عزّ وجلّ عن ولد يعقوب حيث قال:( نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ) (١) .

ومعلوم أنّ إسماعيل عمُّ يعقوب ولكن نزلّه منـزلة الأب، فيحصل من هذا جواز انتساب أولاد عليّ (ع) إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله على الإطلاق لأنّه أخوه وهو منه بمنـزلة هارون من موسى، كما نسب الله لوطاً إلى إبراهيم، ولوط إنّما هو ابن أخيه، وكذلك هنا، وكل هذا مسوغ ليحصل الشرف الكلي والفخر الكامل( وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ) (٢) .

____________________

(١) سورة البقرة: الآية ١٣٣.

(٢) سورة الفتح: الآية ٢٦.

٨٨

وأورد الكنجي في كتاب - كفاية الطالب - ص ٣٨١ رواية عن رسول الله بإسناده عن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: [كل بني أنثي فانَّ عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة، فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم ].

قلت: رواه الطبري في ترجمة الحسن(١) .

وروى الكنجي في كتاب كفاية الطالب ص ٧٩ بإسناده عن عبد الله بن العباس قال:

كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطّلب، جالسين عند رسول الله (ص) إذ دخل عليّ بن أبي طالب فسلّم فردّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وبشَّ(٢) به وقام إليه واعتنقه وقبّل بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال العباس: أتحب هذا يا رسول الله(٣) ؟ فقال رسول الله (ص): [يا عمَّ رسول الله، الله أشدُّ حبَّاً له منّي إنَّ الله جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذريّتي في صلبه ](٤) .

وأورد الشيرواني في كتاب ما روته العامّة من مناقب أهل البيت (ع) ص ٨٦ قال:

وذكر ابن حجر في الصواعق: أنَّ الرشيد سأل الكاظم صلوات الله عليه:

كيف قلتم أنَّا ذريَّة رسول الله صلّى الله عليه واله، وأنتم أبناء عليّ؟

فقال عليّه السلام:( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) إلى قوله عليه السلام( وَعِيسَى ) وليس له أب، وأيضا ً قال تعالى( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) الآية، ولم يدع صلّى الله عليه وآله عنده غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فكانا عليهما السّلام هما الإبن. انتهى مختصراً. (الصواعق المحرقة ١٥٦).

____________________

(١) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ١١٢.

(٢) بش: كان طلق الوجه، وللشيء أقبل عليه وفرح به.

(٣) وفي رواية: يا رسول الله أتحب هذا.

(٤) ومصادر أخرى أوردت هذا الحديث منها ما يلي:

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج ١ ص ٢١٦، الرياض النضرة: ج ٢ ص ١٦٨ وقال: أخرجه أبو الخير الحاكمي، وقال في ج ٢ ص ٢١٣ أخرجه أبو الخير القز ويني، الصواعق المحرقة ص ٩٣ وقال: أخرجه أبو الخير ألحاكمي، وصاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب، وزاد في روايته: [انّه إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء أمّهاتهم ستراً عليهم إلاّ هذا وذريّته فأنّهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم].، مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٧٢ بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٢، فيض القدير: ج ٢ ص ٢٢٣.

٨٩

أورد الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، المجلد الثاني ص ٣٣٠ ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

وإذا جعل الله سبحانه عيسى من ذريّة إبراهيم (ع) أو نوح ففي ذلك دلالة واضحة وحجّة قاطعة على أنَّ أولاد الحسن والحسين (ع) ذريّة رسول الله (ص) على الإطلاق وأنَّهما ابنا رسول الله (ص) وقد صحَّ في الحديث أنّه قال لهما عليهما السلام [إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا ]، وقال للحسن (ع): [إنّ ابني هذا سيّدٌ ] وأنّ الصحابة كانت تقول لكلّ منهما ومن أولادهما يا ابن رسول الله( وَمِنْ آبَائِهِمْ ) يعني ومن آباء هؤلاء الأنبياء( وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ) .

سورة الأنعام الآية ١٤٩

( قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )

لقد جاءت من الأحاديث النبويّة الشريفة بمنـزلة الإمام علي عليه السلام من الكثرة حتّى أصبحت متواترة، تروى من قبل الحفّاظ ومثبتيه في كتب الحديث المعتبرة، من أهل السنّة والجماعة والشيعة؛

فمما ورد عن رسول الله (ص) وبأسانيد عديدة أنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو الحجّة الإلهية البالغة على الخلق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد أخرج ابن شاذان في المناقب المائة(١) ومن طرق العامّة بسنده عن الصحابي الجليل سلمان الفارسيّ، قال:

دخلت على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإذا بالحسين بن عليّ على فخذه وهو يقبّل بين عينيه ويلثم فاه وهو يقول: [أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة، وأنت إمام ابن إمام أبو ألائمّة، وأنت الحجّة بن الحجّة أبو حجج تسعة، تاسعهم قائمهم ].

وذكر راوياً عن أبي الصّلت الهروي بإسناده إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

[سمعت الله تعالى يقول: عليّ بن أبي طالب حجتّي على خلقي ].

وبسنده عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:

[من أحبَّ أن يعرف الحجّة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب ].

____________________

(١) المناقب المائة وهذه المذكورة هي المناقب الثلاثون والثانية والثلاثون والثلاثة والثلاثون.

٩٠

وبسنده عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب:

[إنّ جبرئيل أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي. قال: يا محمّد إنّ الله تعالى قال لي: أَقرأ محمّداً منّي السّلام وأعلمه أنَّ عليّاً إمام الهدى ومصباح الدّجى، والحجّة على أهل الدنيا ].

وأخرج علّامة الشوافع الحافظ الفقيه أبو الحسن المغازلي في مناقبه عن أبي نصر بن الطحان - بسنده المذكور - عن أنس قال:

كنت عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فرأى علياً مقبلاً فقال: [أنا وهذا حجّة على أُمّتي يوم القيامة ] المناقب لابن المغازلي ص ٤٥-١٩٧.

وآخرين من الحفّاظ والمحدّثين أخرجوا أحاديث شريفة بكتبهم تدّل على هذا الأمر ومنهم.

الخطيب البغدادي في تاريخه: ج ٢ ص ٨٨.

والحافظ الطبري في الرياض النضرة: ج ٢ ص ١٩٣ وكذلك في ذخائر العقبى ص ٧٧.

وكذلك أخطب الخطباء الخوارزمي في كتابه المناقب ص ٢٢٨.

سورة الأنعام الآية ١٥٣

( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام ص ٤٣٤ قال:

أسند الشيرازي - وهو من أعيان العامّة - إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله تعالى:( هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ) ، قال: يقول هذا طريق عليّ بن أبي طالب وذريتّه مستقيم، ودين مستقيم، فاتّبعوه وتمسّكوا به فإنّه واضح لا عوج فيه.

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب في كتابه (الدرّ الثمين، خمسمائة آية في أمير المؤمنين)ص ٩٧ قال:

ثمَّ جعله صراطه المستقيم وأمر بإتّباعه ونهى عن إتّباع غيره فقال:( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ) يعني عليّاً عليه السلام( وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) يعني طريق أعداءه( فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) يعني تنجون من النار بإتّباع الحقّ.

٩١

وأخرج السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان، ج ٧ ص ٣٨٥ قال:

وفي تفسير القميّ: أخبرنا الحسن بن عليّ عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن سنان عن أبي خالد القمّاط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله:( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) قال: نحن السبيل فمن أبى فهذه السبل، فقد كفر.

أقول: وهو من الجري، والّذي ذكره عليه السلام مستفاد من قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) إذا انضمّ إلى قوله:( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ) سورة الفرقان الآية: ٥٧.

وقد وردت عدّة روايات من طرق الشيعة وأهل السنّة أنّ عليّاً هو الصراط المستقيم، وقد تقدّمت الإشارة إليها في تفسير سورة الفاتحة من الجزء الأوّل من الكتاب (الميزان).

وأخرج الحافظ الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩١ ط ٣، الحديث ٨٩ بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب.

[أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين ].

وأخرج الحافظ الحسكاني في الحديث ٩٠ من شواهده ص ٩١ وبإسناده عن جابر بن عبد الله قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمّتي من اهتدى بهم، هدي إلى صراط مستقيم ].

وأخرج أيضاً الحافظ الحسكاني في الحديث ٩١ ص ٩١ من الشواهد بإسناده عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه (علي بن الحسين) عن جدّه (الحسين (ع) ) قال:

قال رسول الله: [من سرّه (من أراد "خ") أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنّة بغير حساب فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي عليّ بن أبي طالب، ومن سرّه (ومن أراد "خ") أن يلج النار فليترك ولايته، فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الّذي لا يؤتى إلّا منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الّذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة ].

٩٢

سورة الأنعام الآية ١٦٠

( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )

أخرج الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين، خمسمائة آية في أمير المؤمنين) ص ٩٨ قال:

ثمَّ جعل حبّه الحسنة فقال:( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) ، قال ابن عباس: الحسنة شهادة لا إله إلاّ الله والإيمان بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلَّم وحبّ أهل البيت، والسيئّة جحود ولايتهم، فالحسنة حبّهم والسيئّة بغضهم.

دليله قوله صلّى الله عليه وآله وسلم: [حبُّ عليّ حسنة لا يضرّ معها سيئّة، وبغض عليٍّ سيئّة لا تنفع معها حسنة ](١)

وقد روى القرطبي في تفسيره: ج ١٥ ص ٣٦١ عن عليّ (ع) بلفظ: [الحسنة حبُّ آل الرسول والسيئّة بغضهم ]

وأخرج العلّامة الكشفي المير محمّد صالح الترمذي الحنفي في مناقبه - أواخر الباب الأوّل - قال:

عن عليٍّ (كرم الله وجهه):

(الحسنة حبّنا ).

____________________

(١) فضائل ابن شاذان ص ٩٦، عوالي اللئالي: ج ٤ ص ٨٦، ينابيع المودّة: ج ٢ ص ٧٥-٢٩٢.

٩٣

سورة الأعراف

سورة الأعراف الآية ١٦

( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )

ورد في كتاب شواهد التنـزيل - للحاكم الحسكاني- ج ١ ص ٩٤ ط ٣ في لبنان للآية ١٦ من سورة الأعراف ما يلي:

٩٦ - حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارس، عن محمّد بن عبد الله، عن محمّد بن بكير بن عبد الله الواسطي عن أبيه قال: حدّثني أبو بصير: عن أبي عبد الله(ع) قال: [الصراط الّذي قال إبليس: ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) فهو عليٌّ ].

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩١ الحديث ٨٩ وبإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام):

[أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين ].

وأخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩١ الحديث ٩٠ وبإسناده عن جابر بن عبد الله قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمّتي، من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم ].

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩٨ الحديث ١٠٢ بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [وإنْ تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

٩٤

وأورد الحسكاني في الحديث ١٠٣ من شواهد التنـزيل وبرواية ثانية وبإسناده عن حذيفة بن اليمان، أيضاً، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [وإنْ تولّوا عليّاً - ولن تفعلوا-تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

وروى الحافظ أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٤ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو حصين الوادعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك، عن أبي اليقظان، عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال:

قالوا: يا رسول الله ألا تستخلف؟ قال: [إنْ تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

(قال:) رواه النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيع عن حذيفة نحوه.

حدّثنا سليمان بن أبي أحمد، حدّثنا عبد الله بن وهيب الغزي، حدّثنا ابن أبي السرّي، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة قال: قال رسول الله: [إنْ تستخلفوا عليّاً - وما أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً يحملكم على المحجّة البيضاء ].

أورد الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتاب كفاية الطالب ص ١٦٢ بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال: قالوا يا رسول الله ألا تستخلف عليّاً؟ قال: [إن تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

قلت: هذا حديث حسن عال.

٩٥

سورة الأعراف الآية ٤٢

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

روى العلّامة السيد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٣٢٦ قال:

عن ابن شهر آشوب، عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي، أنَّ رجلاً أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله علّمني شيئاً ينفعني الله به؟

قال صلّى الله عليه واله: [عليك بالمعروف فانّه ينفعك في عاجل دنياك وآخرتك .

إذ أقبل عليٌّ فقال: يا رسول الله،فاطمة تدعوك .

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:نعم.

فقال الرجل: من هذا يا رسول الله؟

قال صلّى الله عليه وآله وسلم:هذا من الّذين أنزل الله فيهم ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ].

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (ألدرّ المنثور، خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) في ص ١٠٠ قال:

ثمّ بشَّر أوليائه ومحبّيه بالخلود في الجنّة فقال:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ) يعني بعليٍّ عليه السلام( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) من فروع الدين( أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) بإيمانهم وأعمالهم الصالحات.

سورة الأعراف الآية ٤٣

( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ )

أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣١٥ ط ٣، في الحديث ٢٦٣ قال:

٩٦

حدّثني أبو بكر ابن أبي الحسن الحافظ أنّ عمر بن الحسن بن مالك أخبرهم، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الخزّاز، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حصين بن مخارق، عن يحيى بن إسماعيل بن سعيد بن عزرة البجلي، عن أبيه، عن عبد الله بن مليل:

عن عليٍّ عليه السلام (في قوله تعالى):( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ )

قال: [نزلت فينا ].

وأخرج الحسكاني في شواهد التنـزيل في الصفحة ٣١٥ في الحديث ٢٦٤ قال:

أخبرنا أبو سعد السعدي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، عن عليٍّ (عليه السلام) قال:

[فينا والله نزلت: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) . ]

وأخرج أحمد بن حنبل في الحديث ١٤٢ من كتاب الفضائل للصحابة في فضائل أهل البيت، ص ١٠٠ قال:

أحمد بن حنبل: حدّثنا سفيان (بن عيينة) عن أبي موسى (إسرائيل بن موسى)، عن الحسن (البصري)، عن عليٍّ قال:

[فينا والله أنزلت: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ].

وفي تاريخ الطبري ج ١٤ ص ٢٥ وفيه: قال عليّ: [فينا والله وأهل بدر نزلت الآية ]

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في كتاب الدرّ الثمين ص ١٠٠ قال:

ثمّ ذكر أنّ المؤمنين إذا دخلوا الجنّة حمدوا ربّهم على هدايته لهم في الدنيا حبّ عليٍّ عليه السلام الذي به نالوا الفوز فقال:( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ) .

وجاء في الحديث ٤٤٣ من شواهد التنـزيل للحسكاني ص ٤٩٢ ط ٣ قال:

حدّثني أبو مسعود البجلي (الرازي) قال: أخبرنا أبو الحسن بن فراس (العبقسي) قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الديبلي (أو الذهلي) قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمان المخزومي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسرائيل أبي موسى، عن الحسن:

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. أنّه قال:[( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) أهل بدر ].

٩٧

سورة الأعراف تكملة الآية ٤٣

( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ )

جاء في كتاب: ماذا في التاريخ: ج ٣ ص ١٥٦ للشيخ القبيسي، بنقلة الحديث النبوي الشريف عن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري، المفسّر والمؤرّخ الشهير من أهل السنّة - بإسناده إلى زيد بن أرقم عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنّ النبيّ قال في خطبته يوم الغدير.

[معاشر الناس: قولوا ما قلت لكم وسلّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، قولوا: ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ) فانَّ الله يعلم كل صوت، ويعلم خائنة كل نفس.... ]

سورة الأعراف الآية ٤٤

( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )

أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣١٧ ط ٣، في الحديث المرقم ٢٦٥ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد قال: حدّثنا عبد الغفّار بن محمّد قال: حدّثنا مصعب بن سلام، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن محمّد بن الحنفيّة، عن عليٍّ قال: [فأنا ذلك المؤذِّن ]. ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )

وأخرج أيضا الحاكم الحسكاني في الحديث رقم ٢٦٦، ص ٣١٧ من الشواهد، قال:

فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني عليّ بن عتاب قال: حدّثنا جعفر بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن عمر، عن يحيى بن راشد، عن كامل، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

إنّ لعليّ بن أبي طالب في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس (منها) قوله:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) فهو المؤذِّن بينهم، يقول: [ألا لعنة الله على الّذين كذَّبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي ].

وأورد الحسكاني في الحديث ٢٦٧ ص ٣١٨، قال:

أبو النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن نصير، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن الفضيل:

٩٨

عن ابن أُذينة، في قوله (تعالى):( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) قال: المؤذِّن أمير المؤمنين عليه السلام.

وأورد في الحديث ٢٦٨ ص ٣١٨، قال:

وحدّثنا به الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحصين، عن محمّد بن الفضيل، عن ابن أُذينة، عن حمران، عن أبي جعفر، مثل ذلك.

وأورد في الحديث ٢٦٩ ص ٣١٨ قال:

قال: حدّثني جعفر بن أحمد، قال: حدّثني العمركي، وحمدان، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن أُذينة، عن حمران، عن أبي جعفر قال: [المؤذِّن أمير المؤمنين عليه السلام ].

وذكر السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان، ج ٨ ص ١٣٩ قال:

وفي الكافي وتفسير القميّ بإسنادهما عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. في قوله تعالى( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، قال: [المؤذِّن أمير المؤمنين عليه السلام ].

أقول: ورواه العيّاشي عنه عليه السلام، ورواه في روضة الواعظين عن الباقر عليه السلام قال: [المؤذِّن عليٌّ عليه السلام ].

وفي المعاني بإسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ عليه السلام قال:

خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه أنَّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه فقام خطيباً وذكر الخطبة إلى أن قال فيها: [وأنا المؤذِّن في الدنيا والآخرة قال الله عزّ وجلّ: ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) أنا ذلك المؤذِّن، وقال: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ) أنا ذلك الآذان ].

أقول: أي أنا المؤذِّن بذلك الآذان بقرينه صدر الكلام ويشير عليه السلام به إلى قصّة آيات البراءة.

وفي المجمع روى أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليّ أنّه قال: [أنا ذلك المؤذِّن ].

وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس أنّه قال: لعليّ في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) يقول: [ألا لعنة الله على الذين كذّبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي ].

٩٩

ورواه الشيخ الطبرسي في مجمع البيان، في تفسير الآية الكريمة قال:

وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليّ عليه السلام أنّه قال: [أنا ذلك المؤذِّن ].

وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس (قال:) إنَّ لعليّ في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله: ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) فهو المؤذِّن بينهم، يقول: [ألا لعنة الله على الّذين كذّبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي ].

وروى السيد هاشم البحراني في تفسيره البرهان - عند تفسير الآية الكريمة - ج ٢ ص ١٧ ط ٣، ما جاء في تفسير العيّاشي، عن رواية محمّد بن الفضيل عن الإمام عليّ بن موسى الرضا، والمذكورة أعلاه نقلاً عمّا ورد في تفسير الطباطبائي.

وأخرج الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودّة ص ١٠١ الحديث.

وكذلك ممّن أخرجه العلامة الكشفي المير محمّد صالح الترمذي - الحنفيّ - في الباب الأوّل من كتاب المناقب للكشفي.

وذكر الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه: الدرّ الثمين خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين ص ١٠٠ قال: ثمَّ جعله المؤذِّن يوم القيامة بين الجنّة والنار فقال:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) يعني عليّاً عليه السلام( أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ) يعني يصدّون الناس في الدنيا عن حبّ عليٍّ عليه السلام وأتباعه (ويحضّون) على إتّباع الجبت والطاغوت( وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ) يعني لا يوقنون أنَّ حبّ عليٍّ عليه السلام هو النجاة يوم القيامة.

وأورد الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، المجلد الثاني ص ٤٢٢ ط دار إحياء التراث العربي بيروت قال:

وروي عن أبي الحسن الرضا (ع) أنّه قال: [المؤذِّن أمير المؤمنين عليّ (ع) ]. ذكره عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال: حدّثني أبي عن محمّد بن فضيل عن الرضا (ع) ورواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليٍّ عليه السلام أنّه قال: [أنا ذلك المؤذِّن ]. وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس: أنَّ لعليّ (ع) في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) فهو المؤذّن بينهم، يقول: [ألا لعنة الله على الذين كذّبوا بولايتي واستخفُّوا بحقّي ].

١٠٠