النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين9%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 78462 / تحميل: 4875
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

النّور المبين

فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

الجزء الثاني

المؤلّف

محمّد فخر الدّين

١

٢

٣

٤

حديث أبي هارون العَبدي

أخرج محمّد كرد علي في كتاب خطط الشام: ج ٥ ص ٢٥١، قال:

كنت أرى رأي الخوارج، لا أتولّى غيرهم حتّى جلست إلى أبي سعيد الخدريّ فسمعته يقول: أُمرَ الناس بخمسٍ فعملوا بأربع وتركوا واحدة.

فقال له رجل: يا أبا سعيد ما هذه الأربعة التي عملوا بها؟

قال: الصّلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، صوم شهر رمضان.

قال الرجل: فما الواحدة التي تركوها؟

قال أبو سعيد: وِلاية عليّ بن أبي طالب.

قال الرجل: وإنّها مفترضةٌ معهنَّ؟

قال أبو سعيد: نعم.

قال الرجل: فقد كفر الناس.

قال أبو سعيد: فما ذنبي.

٥

البيان المنير في يراع العالم النحرير والباحث القدير الشيخ باقر شريف القرشي في ما جاء

[النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين]

وهذا نصُّ البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام منحنا من المواهب والعبقريّات، مشفوعة بجميع صفات الأنبياء والّتي تتمثّل في نُكران الذات والنزعات الماديّة، واتّجاهها الكامل نحو الله تعالى في أعماق نفسه ودخائل ذاته، وليس في قاموس الأولياء مثله في تعظيم طاعته لله وإخلاصه في طاعته والإنابة إليه، وفي نهج البلاغة صور مذهلةٌ من عبادته ومناجاته لله عزّ اسمه.

وقد شكر الله تعالى في كتابه الكريم بكوكبة من الآيات البيّنات فضله وسموّ شخصيّته وعظم مكانته عنده.

وكما كان الامامعليه‌السلام سيّد المطيعين وإمام المتّقين فقد كان أوّل حاكم في الاسلام، نشر الحق وبسط العدل بجميع مقوّماته ومكوّناته. وحمّل نفسه زهدا فلم يدّخر لنفسه وأبناءه وجهاز حكومته أي شيء من متع الدنيا وعاش عيشة الفقراء، ولم يملك في أيّام حكومته سوى جلد كبش حمله معه من يثرب إلى الكوفة. ونظرا لعدله الصارم فقد تنكّرت له الرأسماليّة القرشيّة ورصدت جميع ما نهبته من أموال الرعيّة ضدّه وكان على رأس مناوئيه وأعدائه معاوية بن أبي سفيان الذئب الجاهليّ الّذي لم يؤمن بالله تعالى طرفة عين.

وقد شاءت الأقدار أن يتغلّب عليه بعد خديعة رفع المصاحف الّتي خدع بها قرّاء الكوفة فحملوا الامامعليه‌السلام على قبول التحكيم واختيار الأشعري - زعيم الخوارج - ممثّلا عن الشعب العراقي. واختار أهل الشام ممثّلا عنهم عمرو بن العاص وكانت النتيجة الّتي قرّرها ابن العاص اختيار معاوية حاكما وعزل الامامعليه‌السلام عن المسرح السياسي، فواجهت الأمّة المزيد من الخطوب والأزمات ولا تزال آثارها مستمرّة عبر الأجيال الصاعدة.

٦

وكانت هذه الكلمات عفوا لانّ موضوع الكتاب الّذي بين أيدينا: ما نزل من القرآن في إمام المتّقينعليه‌السلام للباحث الفاضل محمّد فخر الدّين وهو يقع في أجزاء متعددة واستمر على سهره وتضلّعه في مصادر التفسير والحديث وإنّا بدورنا نحيّ الأستاذ محمّد فخر الدّين على هذا الجُهد الرائع الخالد راجين له المزيد من هذه البحوث التي تخصّ أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ـ للأداء ـ والذكر الحكيم، وأكرر دعائي وشكري له على هذا الأثر القيّم والتوفيق بصفاء بهجة، للصالحين من عباده.

باقر شريف القرشي

النجف الأشرف

١٤شوال١٤٣٢هـ

٧

المقدّمة

له الحمد والشكر على ما آتانا به من توفيقه ومننه ونعمه الّتي لاتعد ولاتحصى.

نقدّم للقارئ الكريم الجزء الثاني من: (النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين ) متابعين البحث والتقصّي في أُمّهات الكتب والمصادر عمّا ورد فيها من ذكر لآل محمّد عليهم الصّلاة والسّلام، بما حوته ممّا ورد فيها من روايات وأحاديث شريفة مع آيات قرآنيّة كريمة تخصّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

آملين منه التيسير والتوفيق والتمكين في الوصول لمكامن الحقيقة الّتي ينشد المؤمن لنشرها وإيصالها لإخوانه بصدق وأمانة وإخلاص، وما توفيقي إلاّ بالله العليّ العظيم وله الحمد أوّلا وآخرا والسلام.

الراجي عفو ربّه

محمّد فخرالدّين

٨

سورة المائدة

٩

سورة المائدة الآية ٦٧

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

لقد أخرج وأبان وحدَّث وروى جمهور كبير من الفريقين من علماء المسلمين، أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة، في العام العاشر من الهجرة النبويّة الشريفة في طريق عودته ورجوعه إلى لمدينة المنوّرة من حجّة الوداع -وكما يقال حجّة البلاغ- حيث نزلت فيها الآية الشريفة( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) ، نزل في غديرٍ بأرضٍ يقال لها -غدير خمّ- وأمر برجوع من تقدّم عليه وانتظر وصول من تخلَّف عنه، حتّى اجتمع كلّ من كان مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في الحج وكان عددهم -على رواية-سبعين ألف أو أكثر، وفي تفسير الثعلبي، وتذكرة سبط ابن الجوزي وغيرهما: كان عددهم يومئذ مائة وعشرين ألف وكلّهم حضروا عند غدير خم.

فصعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منبراً، عُمِلَ له من أحداج الإبل، وخطب فيهم خطبة عظيمة، وذكرها أكثر علماء المسلمين والمحدّثين من الفريقين في مسانيدهم وكتبهم الجامعة وتفاسيرهم حيث ذكر في شطرٍ منها بعض الآيات القرآنيّة التي نزلت في شأن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وبيّن النبيّ (ص) فضله ومقامه على الأمّة في خطبة كبيرة إلى أن قال: [كيف تخلّفوني في الثقلين (١) فنادى مناد: وما الثقلان يارسول الله؟

قال:الثقل الأكبر كتاب الله طرفٌ بيد الله عزّ وجلّ وطرفٌ بأيديكم فتمسّكوا به، ولا تضّلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإنَّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرَّقا حتّى يردا عليَّ الحوض فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدِّموهما فتهلكوا ولاتقصِّروا عنهما فتهلكوا.

ثمَّ أخذ بيد عليٍّ فرفعها حتّى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال:أيّها الناس مَن أولى الناس من أنفسهم؟

____________________

(١) الثقل، بفتح المثلثة والمثناة: كل شيء خطير نفيس.

١٠

قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:إنَّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد بن حنبل، أربع مرات، ثمَّ قال:

أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبّه، وابغض من أبغضه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقَّ معه حيث دار، فليبلّغ الشاهد الغائب ، ثمَّ لم يتفرَّقوا حتّى نزل الأمين جبرائيل من الله تعالى يقول:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (١) .

فقال رسول الله (ص):الله أكبر على إكمال الدّين وإتمام النعمة، ورضى الربّ برسالتي، والولاية لعليٍّ من بعدي ]، ثمَّ طفق القوم يهنّئون الإمام علي (ع)، أمير المؤمنين عليه السلام، وكان ممّن هنّأه في مقدّم الصحابة، الشيخان أبو بكر وعمر كلٌّ يقول:

بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، (يريد بالبيعة لأمير المؤمنين (ع) ).

فأقام ثلاثة أيّام في ذلك المكان حتّى أتمّت البيعة لعليّ (ع) حيث بايعه كل من كان مع النبيّ (ص) في حجّة الوداع، ثمّ ارتحل من خمّ وتابع سفره إلى المدينة المنوّرة، وقد ذكر الفخر الرازي(٢) في كتاب الأربعين قال: أجمعت الأمّة على هذا الحديث الشريف علماً أنَّ بعضاً من كبار العلماء والرواة الحفّاظ ألَّفوا كتباً بحديث الولاية الشريف منهم: إبن جرير الطبري، المفسّر والمؤرّخ الشهير من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ألَّفَ كتاباً سمّاه (الولاية) وروى حديث الولاية عن خمس وسبعين طريقاً وكذلك الحافظ ابن عقدة، من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ألّف كتاباً في نفس الموضوع: حديث الولاية الشريف أسماه (الولاية) جمع فيه رواة الحديث من الصحابة، من خمس وعشرين ومائة صحابيّاً من أصحاب رسول الله (ص) مع تحقيقات وتعليقات قيّمة.

وكذلك ألَّف الحافظ الحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري كتاباً أسماه (الولاية) بيّن فيه حديث الولاية الشريف وواقعة الغدير، بشكل مفصّل.

____________________

(١) سورة المائدة: الآية ٣.

(٢) كتاب الغدير: ج ١ ص ٣٠.

١١

ومن المناسب أن نشير إلى ابن حجر الهيثمي - المعروف بتعصّبه الشديد المشتهر به - فإنّه يذكر الحديث في الباب الأوّل ص ٢٥ طبعة المطبعة الميمنيّة بمصر - في كتابه الصواعق المحرقة فيذكر ويقول: إنّه حديث صحيح لافِرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد بن حنبل وإنَّ طرقة كثيرة جدّاً.

وذكر صاحب التفسير نظام الدّين النيسابوري في تفسيره: غرائب القرآن قال:

كلّهم ذكروا الحديث الشريف في تفسير الآية الكريمة( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ، الآية ٦٧ من سورة المائدة.

السجستاني في كتاب (الولاية)

أخرج المؤرِّخ محمّد كرد علي في كتاب خطط الشام: ج ٥ ص ٢٥١ حديث هارون العبديّ، قال:

كنتُ مَنْ يرى، رأي الخوارج، لا أتولّى غيرهم حتّى جلستُ إلى أبي سعيد الخدريّ فسمعته يقول:

أُمِرَ الناسُ بخمسٍ فعملوا بأربع وتركوا واحدة.

فقال له رجل: يا أبا سعيد ماهذه الأربعة الّتي عملوا بها؟

قال: الصلاة والزكاة، والحج، والصوم، صوم شهر رمضان.

قال: فما الواحدة التي تركوها؟

قال: ولاية عليّ بن أبي طالب.

قال: وإنَّها مفترضة معهنَّ؟

قال: نعم.

قال الرجل: فقد كفر الناس.

أجاب أبو سعيد قال: فما ذنبي. إنتهى

كتاب غدير خمّ لابن جرير

ومن الواضح الجليِّ أنّ الولاية هي آخر حكمٍ تشريعيّ أنزله الله تعالى بعد الصّلاة والزكاة والحجّ والصوم.

١٢

ونورد في مايلي، بعض من أوردوا حديث الولاية.

جلال الدين السيوطي، في تفسيره الدرّ المنثور، وكتابه تاريخ الخلفاء.

الثعلبي في تفسيره كشف البيان.

الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب.

الحافظ أبو نعيم في كتابه، ما نزل من القرآن في عليّ (ع) وكتابه، حلية الأولياء.

أبو الحسن الواحدي في تفسيره غرائب القرآن.

الطبري في تفسيره الكبير.

نظام الدّين النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن.

الحسين بن الحكم الحبري في تفسيره الحديث ١٤ الورق ١١/أ/، وفي كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت.

شهاب الدين الآلوسي في تفسيره روح المعاني: ج ٢ ص ٣٤٨.

محمد عبده المصري صاحب تفسير المنار: ج ٦ ص ٤٦٣.

السيد عبد الوهّاب بن محمّد رفيع الدين أحمد الحسيني البخاري في تفسيره.

محمد محبوب بن صفي الدّين صاحب تفسير[تفسير شاهي].

الشوكاني صاحب تفسير فتح القدير: ج ٣ ص ٥٧.

وهؤلاء كلّهم أخرجوا حديث الولاية من تفاسيرهم للآية الكريمة( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) .

وكذلك ممّن أورد حديث الولاية في كتبهم مايلي:

محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه: ج ١ ص ٣٧٥.

مسلم بن الحجّاج في صحيحه: ج ٢ ص ٣٢٥.

أبو داوود السجستاني.

محمد بن عيسى الترمذي.

أحمد بن حنبل في مسنده.

إبن عبد البرّ في الإستيعاب.

إبن كثير الدمشقي في تاريخ دمشق.

١٣

أبو حامد الغزالي في كتابه سرُّ العالمين.

إبن المغازلي في كتاب المناقب.

محمد بن طلحة في مطالب السؤول.

البغوي في مصابيح السنّة.

إبن الأثير في جامع الأصول.

إبن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة.

الخطيب الخوارزمي في المناقب.

الحافظ سليمان القندوزي في ينابيع المودّة.

إبن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة.

الحافظ النسائي في الخصائص.

محمد بن يزيد المعروف بابن ماجة القزويني في سننه.

إبن الأث ي ر الجزري في كتابه أُسد الغابة.

الحاكم النيسابوري صاحب مستدرك الصحيحين.

الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في الأوسط.

سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمّة.

إبن عبد ربّه الأندلسي في العِقد الفريد.

العلّامة السمهوري من جواهر العقدين.

إبن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وفي فتح الباري.

جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار.

أبو سعيد السجستاني في كتاب الدراية، حديث الولاية.

الحافظ الحاكم الحسكاني في كتاب دعاة الهدى إلى أداء حقّ المولى.

العلّامة المقبلي في كتاب الأحاديث المتواترة.

السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء.

الفخر الرازي في كتاب الأربعين وقوله: أجمعت الأمّة على هذا الحديث الشريف.

العلّامة الحافظ العبدري في كتاب الجمع بين الصحاح الستّة.

المير علي الهمداني في كتاب مودّة القربى.

١٤

أبو الفتح النطنـزي في كتاب الخصائص العلويّة.

المناوي في فيض الغدير في شرح الجامع الصغير.

العلّامة محمّد بن يوسف الكنجي بكتابه الكفاية-الباب الأوّل-.

خواجة بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب.

جمال الدين الشيرازي في كتاب الأربعين.

العلّامة النووي في كتابه تهذيب الأسماء واللغات.

شيخ الإسلام الحمويني في كتاب فرائد السمطين.

القاضي ابن روزبهان في كتاب إبطال الباطل.

شمس الدين الشربيني في السراج المنير.

الحافظ الخطيب البغدادي في كتاب تاريخ بغداد.

إبن عساكر في كتاب تاريخ دمشق.

أبو الفتح الشهرستاني الشافعي في كتاب الملل والنحل.

إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.

إبن خلدون في كتابه مقدّمة في التاريخ.

علاء الدين السمناني في العروة لأهل الخلوة.

المتّقي الهندي في كتاب كنـز العمّال.

الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية.

الشريف الجرجاني الحنفي في شرح المواقف.

شمس الدين الدمشقي في كتاب أسنى المطا لب.

والمراجع والمصادر التي أوردت حديث الولاية كثيرة جدّاً وقد يصل عددها لثلاثمائة كتاب.

١٥

سورة المائدة الآية: ٦٧.

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

عند عودة النبي (ص) من حجّة الوداع في العام العاشر من الهجرة النبويّة وفي مفترق الطرق للمدنيّين والعراقيّين والمصرييّن في موضع يقال له -غدير خم-قريبا من الجُحفة في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة، أتاه جبرئيل (ع) بالآية( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ... ) على خمس ساعات مضت من النّهار فقال جبرئيل: يامحمد إنَّ الله يقرءك السلام ويقول لك:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ [في عليِّ]وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) وكان معه من الحجّاج مائة ألف أو يزيدون، فأمره الباري أن يردَّ من تقدّم منهم. ويحبس من تأخّر عنهم من ذلك المكان وأن يقيم عليّا عليه السلام وليّاً للناس يبلّغهم ما أنزل الله فيه، وأخبره بأنَّ الله عزّ وجلّ قد عصمه من الناس.

وقد رواه جمع من أئمّة المسلمين والمفسّرين ورواة الحديث في أنَّ الآية نازلة في الإمام عليّ (ع) يوم الثامنة عشر من ذي الحجّة. عام عشرة للهجرة.

١- الطبري:

هو أبو جعفر بن جرير الطبري، صاحب كتاب التفسير، جامع البيان وله كتاب في التاريخ. توفّي سنة ٣١٠ هـ، ووصف النووي تفسيره: أجمعت الأمّة على أنّه لم يفسّر مثل تفسير الطبري، وقال الإسفرايني: لو سافر رجل إلى الصين حتّى يحصل له كتاب تفسير ابن جرير لم يكن ذلك كثيراً.

١٦

وفيما أخرج الطبري في كتاب: الولاية في طرق حديث الغدير، مسنداً الحديث عن زيد بن أرقم قال: لماّ نزل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خمّ في رجوعه من حجّة الوداع وكان في وقت الضحى وحرّ شديد أمر بالدوحات فقّمت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا، فخطب خطبة بالغة ثمَّ قال: [إنَّ الله تعالى أنزل إليّ ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) وقد أمرني جبرئيل عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد وأُعلم كلَّ أبيض وأسود: أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيِّي وخليفتي والإمام بعدي، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربّي لعلمي بقلّة المتَّقين وكثرة المؤذين لي واللائمين، لكثرة ملازمتي لعليِّ وشدّة إقبالي عليه حتّى سمّوني أذناً، فقال تعالى ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ ) (١) .

ولو شئت أن اُسمّيهم وأَدُلَّ عليهم لفعلت ولكنّي بسترهم قد تكرَّمتُ فلم يرض الله إلاّ بتبليغي فيه فاعلموا ،

معاشر الناس ذلك: فإنَّ الله قد نصبه لكم وليّاً وإماماً، وفرض طاعته على كلّ أحد، ماضٍ حكمه، جائز قوله، ملعونٌ من خالفه، مرحومٌ مَن صدَّقه، إسمعوا وأطيعوا، فانَّ الله مولاكم وعليٌّ إمامكم، ثمَّ الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة، لاحلال إلاّ ما أحلّه الله ورسوله، ولاحرام إلاّ ماحرَّم الله ورسوله وهم، فما من علم إلاّ وقد أحصاه الله فيَّ ونقلته اليه فلا تضلّوا عنه ولاتستنكفوا منه، فهو الذي يهدي إلى الحقّ ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له، حتماً على الله أن يفعل ذلك أن يعذِّبه عذاباً نُكراً أبد الآبدين، فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي الخلق، ملعونٌ من خالفه، قولي عن جبرئيل عن الله، فلتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغد .

إفهموا محكم القرآن ولاتتَّبعوا متشابهه، ولن يفسِّر ذلك لكم إلاّ من أنا أخذ بيده وشائلٌ بعضده ومُعْلِمُكم: أنَّ من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، وموالاته من الله عزّ وجلّ أنزلها عليَّ .

ألآ وقد أَدَّيتُ، ألآ وقد بلّغتُ ألآ وقد أسمعتُ، ألآ وقد أوضحتُ، لاتحلُّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثم رفعه إلى السماء حتّى صارت رجله مع ركبة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال :

معاشر الناس! هذا أخي ووصيِّي وواعي علمي وخليفتي على مَن آمن بي وعلى، تفسير كتاب ربّي .

____________________

(١) سورة التوبة: الآية ٦١.

١٧

وفي رواية. أللّهمِّ وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره، واغضب على من جحد حقّه! أللّهمِّ إنّك أنزلت عند تبيين ذلك في عليٍّ :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (١) بإمامته فمن لم يأتمَّ به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون. إنّ ابليس أخرج آدم (ع) من الجنّة مع كونه صفوة الله بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزلّ أقدامكم، في عليِّ نزلت سورة ( وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) .

معاشر الناس! آمنوا بالله وبرسوله والنّور الّذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوهاً فنردَّها على أدبارهم أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت. النور من الله فيَّ ثمَّ في عليّ ثم في النسل منه إلى القائم المهديِّ .

معاشر الناس: سيكون من بعدي أئمّة يدعون إلى النار ويوم القيامة لاينصرون. وإنَّ الله وأنا بريئان منهم إنّهم وأنصارهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار، وسيجعلونها ملكاً اغتصاباً فعندها يفرغ لكم أيّها الثقلان! ويُرسل عليكما شواظٌ من نار ونحاسٍ فلا تنتصران ](٢) .

وأخرج أيضاً الحافظ ابن جرير الطبري في ج ٧ ص ٣٤٩ من طريق الحافظ عبد الرزّاق عن معمر عن ابن جدعان عن عدي عن البراء بن عازب الأنصاري الأوسي الكوفي المتوفّى ٧٢ قال:

خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى نزلنا غدير خمّ بعث منادياً ينادي فلمّا اجتمعنا قال: [ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:ألست أولى بكم من أمّهاتكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:ألست أولى بكم من آبائكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:ألست؟ألست؟ألست؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه (٣) أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ]. فقال عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كل مؤمن، وكذا رواه ابن ماجه من حديث حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد وأبي هارون العبدي عن عدي بن ثابت عن البراء، وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرمي عن ابن إسحاق عن البراء(٤) .

____________________

(١) سورة المائدة: الآية ٣.

(٢) راجع احقاق الحق: ج ٢ ص ٤١٩-٤٢٠ عن ضياء العالمين.

(٣) وهكذا في المطبوع من كتاب البداية وفي المخطوط كما ينقل عنه في العبقات: من كنت مولاه فإنَّ علياً بعدي مولاه.

(٤) الغدير: ج ١ ص ٤٠.

١٨

٢- إبن أبي حاتم الحنظلي:

هو الحافظ أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمّد بن إدريس التميمي الحنظلي الرازي المتوفّى ٣٢٧ هـ.

أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنّ الآية نزلت على رسول الله يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب.

لمراجعة الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٢٩٨ للسيوطي وتفسير فتح الغدير للشوكاني: ج ٢ ص ٥٧.

٣- أبو عبد الله المحاملي:

الفقيه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن سعيد المحاملي الضبي المتوفّى ٣٣٠.

أخرج الحديث في أماليه على مانقله عنه الشيخ إبراهيم الوصّابي الشافعي في كتابه (الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء) بإسناده عن ابن عباس قال: لما أُمرَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقوم بعليّ بن أبي طالب المقام الذي قام به فانطلق النبي (ص) إلى مكّة، فقال رأيت الناس حديثي عهد بكفر وبجاهليّة ومتى أفعل هذا به يقولوا صنع هذا بابن عمّه. ثم مضى حتّى قضى حجّة الوداع ثم رجع حتّى إذا كان بغدير خمّ، أنزل الله عزّ وجل:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. فقام منادٍ فنادى الصّلاة جامعة ثم قام وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه ]. ونقله عن المحاملي في أماليه المتّقى الهندي في كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٣ كما نقله عنه آخرون من الحفّاظ والرواة.

٤- الشيرازي:

هو الحافظ أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الفارسي المتوفّى ٤٠٧ أو ٤١١.

أورد الحديث في كتابه (ما نزل من القرآن في عليّ) بإسناده عن ابن عباس قال: إنّ الآية نزلت يوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب.

٥- الحافظ ابن مردويه:

هو الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني المتوفّى ٤١٦ هـ.

١٩

لقد أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري، إنّها نزلت يوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب، وبإسناد أخر عن ابن مسعود أنّه قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ- أنَّ علياًّ مولى المؤمنين- وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

راجع: الدرّ المنثور للسيوطي: ج ٢ ص ٢٩٨ وتفسير فتح القدير للشوكاني: ج ٢ ص ٥٨، وكشف الغمّة للاربلي: ج ١ ص ٣١٩.

وروى بإسناده عن ابن عباس قال: لماّ أمر الله رسوله صلّى الله عليه وآله أن يقوم بعليّ فيقول له ماقال، فقال: ياربِّ إنّ قومي حديث عهد بجاهليّة ثم مضى بحجّه فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خم أنزل الله عليه:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية فأخذ بعضد عليّ ثمَّ خرج إلى الناس فقال: [أيّها الناس! ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يارسول الله! قال: أللّهمَّ من كنت مولاه فعليُّ مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واعن من أعانه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبّه، وابغض من أبغضه ]. قال: ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسّان بن ثابت:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيـّـهم

بخمٍّ وأسـمع بالرّسول مناديــا

فقال: فمن مولاكمُ ونبيّكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

: إلهك مولانا وأنت نبيّنا

ولم تلق منّا في الولاية عاصيا

فقال له: قم يا عليٌّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاهُ فهذا وليّه

فكونوا له أتباع صدقٍ مواليا

هناك دعا أللهمَّ وال وليَّه

وكن لِلذى عادا عليّاً معاديا

وروي عن زيد بن عليّ، أنّه قال: لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبيّ صلّى الله عليه وآله بذلك ذرعاً وقال: قومي حديثوا عهد بالجاهليّة فنـزلت الآية.

أنظر كشف الغمّة ص ٩٤ للاربلي.

وكذا روى الحديثين عنه السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٢٩٨ عن ابن مردويه وابن عساكر كليهما عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً يوم غدير خم فنادى له بالولاية: هبط جبرئيل عليه بهذه الآية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

٢٠

وكذا الشوكاني في فتح الغدير، وروى عنه عليّ بن عيسى الاربلي في عنوان: ما نزل من القرآن في شأن علي، من كشف الغمّة: ج ١ ص ٣١٧.

٦- أبو نعيم:

هو الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني المتوفّى ٤٣٠ هـ.

أورد في كتاب: ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام، في الحديث ١٦:

حدّثنا أبو بكر بن خلاّد، قال حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، قال: حدّثنا عليّ بن عابس عن أبي الجحاف (التميمي داود بن أبي عوف) عن الأعمش، عن عطيّة.

(عن أبي سعيد الخدري) قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله في عليّ بن أبي طالب عليه السلام:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) وأورد الشيخ الأميني في الغدير: ج ١ ص ٢١٨ قال وقد روى أبو نعيم بإسناده من طريق أبي بكر بن خلاّد عن عطيّة نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليّ يوم الغدير خمٍّ، وفي الخصائص ص ٢٩.

٧- الثعلبي:

أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري صاحب تفسير: الكشف والبيان، أورد حديثي نزول آيتي التبليغ وسأل سائل، حول واقعة الغدير. وترجمه ابن خلّكان في تاريخه: ج ١ ص ٢٢ وقال: كان أوحد زمانه في علم التفسير، وجاء في تفسيره، الكشف والبيان ج ١/الورق ٧٧/ب قال:

أخبرني أبو محمّد عبد الله بن محمّد القائني (القايني) حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عثمان النصيبي حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن (بن صالح السبيعي) حدّثنا على بن محمّد الدهّان والحسين بن إبراهيم الجصّاص قالا:

٢١

حدّثنا حسين بن الحكم، حدّثنا حسن بن حسين عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية قال: نزلت في عليّ، أمر النبيَّ صلّى الله عليه وآله أن يبلّغ فيه، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ فقال: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه. وأيضاً قال الثعلبي: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام: معناه: بلّغ ما أنزل إليك من فضل عليّ بن أبي طالب: فلمّا نزلت هذه الآية أخذ رسول الله بيد عليّ فقال:من كنت مولاه فعلي ٌّ مولاه ].

أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السرّي؟ أخبرنا أبو بكر حمد بن عبد الله بن حمد، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكنجي حدّثنا حجّاج بن منهال، حدّثنا حمّاد (بن سلمة، عن) عليّ بن زيد، عن عدي بن ثابت:

عن البراء (بن عازب) قال: لماّ أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حجّة الوداع، كنّا بغدير خم فنادى الصّلاة جامعة وكسح للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخذ بيد عليّ فقال: [ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا: بلى يارسول الله: فقال:ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال:هذا مولى مَن أنا مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ].

قال فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك ياابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

ولزيادة الحصول على مصادر وأسانيد، العودة إلى تاريخ دمشق لابن عساكر: ج ٢ ص ٥٠ ط ٢.

٨- الحبري:

هو أبو عبد الله الحسين بن الحكم الحبري الكوفي قال:

حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) .

(قال:) نزلت في عليّ عليه السلام، أمر رسول الله صلّى الله عليه، أن يبلّغ مولاه فيه فأخذ رسول الله صلّى الله عليه بيد عليّ عليه السلام فقال: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ].

هذا هو الحديث ١٤ من تفسير الحبري الورق ١١/أ/.

٢٢

٩ - الواحدي:

هو المفسِّر أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن متويه النيسابوري.

روى في كتابه، أسباب النـزول ص ١٥٠، قال:

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن علي الصفّار، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي، قال: أخبرنا محمّد بن حمدون بن خالد، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الخلوتي قال: حدّثنا الحسن بن حمّاد (بن كُسيب) سجادة -من رجال صحاح السّتة- قال: حدّثنا عليّ بن عابس، عن الأعمش وأبي الجحّاف (البرجمي داود بن أبي عوف) عن عطيّة:

عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) يوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وممن روى عنه السيد مرتضى الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ١، ص ٤٣٧ ط بيروت.

١٠ - الحاكم الحسكاني:

الحاكم الحافظ الكبير عبيد الله بن عبد الله بن أحمد، الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل، أورد عدّة أحاديث وبإسناد لعدد من صحابة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في ج ١ ط ٣، وكما مبين فيما يلي:

أ-الحديث المرقم ٢٤٧ ص ٢٩٤، قال:

أخبرنا السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين (بن داوود بن علي العلوي) الحسني رحمه الله -قراءة- قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن علي الأنصاري - بطوس- قال: حدّثنا قريش بن خداش بن السائب قال: حدّثنا أبو عصمة نوح بن أبي مريم، عن إسماعيل، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة:

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [لماّ أُسري بي إلى السّماء سمعت (نداءً من) تحت العرش أنّ عليّاً راية الهدى وحبيب من يؤمن بي، بلّغ يا محمّد ].

قال: فلمّا نزل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أسّر ذلك فأنزل الله عزّ وجلّ:

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) في عليّ بن أبي طالب( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

٢٣

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١، ٢٩٥ ط ٣ الحديث ٢٤٨، قال:

أخبرنا أبو عبد الله الدينوري قراءة (قال:) حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق (بن إبراهيم) السُنيّ، قال: أخبرني عبد الرّحمان بن حمدان، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان العبسي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، قال: حدّثنا عليّ بن عابس، عن الأعمش عن أبي الجحاف (داوود بن أبي عوف)، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري قال:

نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) .

وأخرج الحسكاني في شواهد التنـزيل في الرقم، ٢٤٩ مروياً الحديث بإسناده عن عبد الله بن عباس، قال:

أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة، أخبرنا عليّ بن عبد الرحمان بن عيسى الدهقان بالكوفة، قال: حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا حبّان بن علي العنـزي قال: حدّثنا الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية: (قال:) نزلت في علي، أُمِرَ رسول الله صلّى الله عليه (وآله وسلم) أن يبلّغ فيه، فأخذ رسول الله بيد عليٍّ فقال: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ].

وأخرج الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١، ص ٢٩٩، ح ٢٥١ مرفوعاً الحديث إلى عبد الله بن أبي أوفي، قال:

أخبرنا أبو بكر السكّري قال أخبرنا أبو عمرو المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدّثني أحمد بن أزهر قال: حدّثنا عبد الرحمان بن عمرو بن جبلة، قال: حدّثنا عمر بن نعيم بن عمر بن قيس الماصر، قال: سمعت جدّي قال: حدّثنا عبد الله بن أبي أوفي قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خمّ وتلا هذه الآية:

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ثمّ رفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه ثمَّ قال: [ألا من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه .

ثمَّ قال:أللّهم اشْهد ].

٢٤

وللعلم والاطّلاع أنَّ للحافظ الحسكاني، صاحب الشواهد كتاب سمّاه (دعاء الهداة إلى أداء، حقّ الموالاة)، وقال: طرق هذا الحديث مستقصاة من تصنيفي في عشرة أجزاء، والكتاب كان موجوداً عند السيد ابن طاووس رحمه الله، كما في باب الدال تحت الرقم، ١٩٠ من فهرست مكتبته ص ٣٥.

وذكره السيد في كتاب إقبال الأعمال ص ٤٥٣، قال: فيمن صنّف في حديث الغدير:

ومن ذلك مارواه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب سماّه (دعاء الهداة إلى أداء حقّ الموالاة).

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١، ص ٢٩٩، ط ٣، ح ٢٥٢. يروي الحديث بإسناده مرفوعاً للامام أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام، قال:

أخبرنا عمرو بن محمّد بن أحمد العدل، بقراءتي عليه من أصل سماع نسخته، قال:

أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد، قال:حدّثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال:حدّثني أبي قال: سمعت زياد بن المنذر يقول:

كنت عند أبي جعفر محمّد بن علي وهو يحدّث الناس إذ قام اليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى-كان يروي عن الحسن البصري - فقال له: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل ولايخبرنا من الرجل:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) .

فقال (ع): [لو أراد أن يخبر به لأخبر، ولكنّه يخاف، إنّ جبرئيل هبط على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له: إنَّ الله يأمرك أن تدلّ أُمّتك على صلاتهم. فدلّهم عليها، ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تدل ّأُمتك على زكاتهم. فدلّهم عليها، ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تدلّ أُمّتك علي صيامهم، فدلّهم، ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تدلّ أُمّتك على حجّهم ففعل، ثمّ هبط فقال: إنّ الله يأمرك أن تدلّ أمّتك على وليّهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجّهم ليلزمهم الحجّة في جميع ذلك، فقال رسول الله: يا ربِّ إنّ قومي قريبوا عهد بالجاهليّة، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلّا وقد وتره وليّهم وإنّي أخاف فأنزل الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) يريد فما بلّغتها تامّة( وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ،

٢٥

فلمّا ضمن الله له بالعصمة وخوّفه أخذ بيد عليّ بن أبي طالب ثمَّ قال :يا أيّها الناس من كنت مولاه فعليٌّ موالاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحبب من أحبّه، وأبغض من أبغضه ].

قال زياد: فقال عثمان: ماانصرفت إلى بلدي بشيء أحبّ إليّ من هذا الحديث.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١، ص ٣٠٢ ط ٣، ح ٢٥٣. الحديث بإسناده عن ابن عباس وجابر بن عبد الله، قال:

حدّثني عليّ بن موسى بن إسحاق، عن محمّد بن مسعود بن محمد، قال: حدّثنا سهل بن بحر، قال: حدّثنا الفضل بن شاذان، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس وجابر بن عبد الله، قالا: أمر الله محمّداً أن ينصب عليّاً للناس ليخبرهم بولايته فتخوّف رسول الله صلى عليه وآله وسلّم أن يقولوا: حابا ابن عمّه، وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله اليه:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. فقام رسول الله بولايته يوم غدير خمّ.

وأخرج الحافظ الحسكاني الحديث برقم ٢٥٤، مرفوعاً بإسناده عن ابن عباس قال: حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد في تفسيره قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه، قال:حدّثنا أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن عمّار الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عبّاس، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم (وساق) حديث المعراج إلى أن قال:

وإنيّ لم أبعث نبيّاً إلاّ جعلت له وزيراً، وإنّك رسول (الله) وإنّ عليّاً وزيرك.

قال ابن عباس: فهبط رسول الله فكره أن يحدِّث الناس بشيء منها، إذ كانوا حديث عهد بالجاهليّة، حتّى مضى لذلك ستّة أيّام، فأنزل الله تعالى:( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ ) فاحتمل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى كان يوم الثامن عشر، أنزل الله عليه( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، ثم إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بلالاً حتّى يؤذّن في الناس أن لايبقى غداً أحد إلّا خرج إلى غدير خمّ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والناس من الغد، فقال: [يا أيّها النّاس إنّ الله أرسلني إليكم برسالة وإنّي ضقت بها ذرعاً مخافة أن تتّهموني وتكذّبوني حتّى عاتبني ربّي فيها بوعيد أنزله عليَّ بعد وعيد .

٢٦

ثمَّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب فرفعها حتّى رأى الناس بياض إبطيهما ثمَّ قال:أيّها الناس الله مولاي وأنا مولاكم، فمن كنت مولاه فعليّ موالاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله وأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ].

١١- محمّد بن سليمان الكوفي الصنعاني:

أورد في كتاب (مناقب علي) الورق ٣٧/ب وفي ط ١: ج ١ ص ١٧١ قال:

حدّثنا محمّد بن منصور عن عبّاد، عن عليّ بن هاشم، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لماّ أُمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بما أُمر به قال: قومي حديث عهد بالجاهليّة فأتاه جبرئيل فقال:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) فأخذ بيد عليّ، فقال: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ].

وأورد رواية في أوائل الجزء السابع في الحديث ٨٦٤ في الورق/أ/ ط ١: ج ٢ ص ٣٨ قال:

(حدّثنا) محمّد بن منصور عن عبّاد، عن عليّ بن هاشم، عن أبيه عن كثير النوا:

عن أبي جعفر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر أن يقوم بـ (ولاية) عليٍّ فضاق بذلك ذرعاً حتّى نزلت( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) فأخذ بيد عليّ، فقال: [أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ].

وروى في أوائل الجزء ٧ في الحديث ٨٦٦ في الورق ١٨١/ب/ وفي ط ١: ج ٢ ص ٣٨٢.

ولملاحظة: مارواه محمّد بن سليمان في الحديث ٧٨ من المناقب: الورق ٣٢/أ/ وفي ط ١: ج ١ ص ١٣٩.

وروى محمّد بن سليمان الصنعاني في أوائل الجزء السابع تحت الرقم ٩٠٦ من كتاب (مناقب عليّ عليه السلام) الورق ١٨٨/ب/ وفي ط ١: ج ٢ ص ٤١٤ قال:

(حدّثنا) محمّد بن منصور، عن محمّد بن جميل، عن حمّاد بن يعلى، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام) في قوله (تعالى)( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) .

٢٧

قال محمّد بن عليٍّ (الباقر): [يا أبا الجارود هل في كتاب الله تفسير الصّلاة، وكم هي من ركعة، وفي أيّ وقت هي؟ قال: قلت لا، قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لما أمر بالصّلاة قيل له: أعْلِم أمّتك أنّ صلاة الفجر كذا وكذا ركعة (ثمَّ صلاة الظهر )والعصر والمغرب والعشاء، ثم ّكان الزكاة، فكان الرجل يعطي ماطابت به نفسه، فلّما نزلت: [وأتوا الزكاة ]قيل للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: أعْلِم الناس من زكاتهم مثل ما أعلَمتهم من صلاتهم.

قال: ثمَّ إذا كان يوم عاشوراء صام وأرسل إلى من حول المدينة (فـ )صاموا، فلمّا نزل [وجوب صوم ]شهر رمضان قيل للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: أعلم أُمّتك من صيامهم مثل الذي علّمتهم من صلاتهم وزكاتهم ففعل .

ثمّ نزل الحج، فقيل للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: أعلم أُمّتك من مناسكهم مثل الذي علّمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، ففعل، ثمّ نزل ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

فقالوا: نحن المؤمنون وبعضنا أولى ببعض. فقيل للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: أعلم أُمّتك من وليّهم مثل الّذي أعْلَمتهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجّهم، فأخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ فرفعها حتّى بان بياض آباطهما ثم قال: أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يارسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعليّ موالاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحبْ من أحبّه وابغض من أبغضه ].

وقد روى السيّد عليّ بن طاووس في أوائل الباب الثاني من كتاب (سعد السعود): ص ٧٠ نزول الآية الكريمة في الإمام عليّ عليه السلام بسند آخر، عن زياد بن المنذر، عن الإمام الباقر عليه السلام، نقلاً عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني في كتاب التفسير.

١٢- السجستاني:

الحافظ مسعود بن ناصر بن عبد الله بن أحمد أبو سعيد السجزي:

أورد في كتاب الولاية، بإسناده ومن عدَّة طرق عن ابن عباس، قال: أُمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. أن يبلّغ بولاية عليّ، فأنزل( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. فلمّا كان يوم غدير خمّ قام، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: [ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال صلّى الله عليه وآله وسلم:

٢٨

فمن كنت مولاه فعليٌّ موالاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبْ من أحبّه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره، وأعزّ من أعزَّه، وأعن من أعانه ].

وللاستزادة من العلم بالحديث: مراجعة كتاب الطرائف للسيّد ابن طاووس ص ١٥٢.

١٣- النطنـزي: محمّد بن عليّ بن إبراهيم:

أورد بكتابه الخصائص العلويّة، من طريق الحسن بن أحمد المهري بإسناده عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. دعا الناس إلى عليّ عليه السلام في غدير خمّ وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقُمّ وذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً فأخذ بضبيعيه، فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. ثمّ لم يتفرَّقوا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ألله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربّ برسالتي، والولاية لعليّ من بعدي ، قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ]. فقال حسّان بن ثابت: إئذن لي يارسول الله فأقول في عليّ أبياتاً لتسمعها، فقال: قل على بركة الله، فقام حسّان فقال:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيـّـهم

بخمٍّ وأسـمع بالرّسول مناديــا

يقول: فمن مولاكمُ ونبيّكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

: إلهك مولانا وأنت نبيّنا

ولا تجدن منّـا لك اليوم عاصيـا

فقال له: قم يا عليٌّ؟ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

وأخرج في الخصائص العلويّة بإسناده عن الامامين محمّد بن عليّ الباقر وجعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام قالا: [نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ ] (ضياء العالمين).

١٤- الذهبي:

الحافظ شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي صاحب كتاب (طريق حديث الولاية).

أورد الذهبي في الحديث ٩٣ من رسالته في طرق حديث [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ] ص ٨٥ بتحقيق العلّامة السيّد عبد العزيز الطباطبائي أعلى الله مقامه قال:

٢٩

حدّثنا عبد الله بن زيدان البجلي، حدّثنا هارون بن أبي بريدة، حدّثنا أخي حسين، عن محمّد بن يعلى، عن عبيد الله بن موسى، عن يحيى بن منقذ، عن ابن عباس قال:

لماّ خرج النبيّ في حجّة الوداع فنـزل الجحفة أتاه جبرئيل وأمره أن يقوم لعليّ، قال: [ياربّ إنّ قومي حديثي بجاهليّة، فمتى أفعل هذا يقولون: فعل بابن عمّه [محاباة؟! ]، فمضى (رسول اله (ص) ) في وجهه فلمّا بلغ (الجحفة) نزل الغدير، فأتاه جبرئيل بهذه الآية( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. فأمر بالصلاة جامعة، ثم خرج آخذاً بيد عليّ (و) قال:ألستم تزعمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى يارسول الله قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه.وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه ].

قال ابن عباس: وجبت والله في أعناق الناس.

١٥- إبن حجر العسقلاني:

هو الحافظ أبو الفضل أحمد بن عليّ بن محمّد العسقلاني المصري:

وأخرج ابن حجر في الاصابة: ج ٢ ص ٢٥٧ عن حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمرة (الصحابيّان)، نقلاً عن كتاب الموالاة لابن عقدة (أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بابن عقدة) من طريق عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، وعامر بن ليلى، قال: لما صدر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع أقبل حتّى اذا كان بالجحفة. الحديث - قال: وأخرجه أبو موسى ورواه السمهودي نقلاً عن الحافظ ابن عقدة، وأبي موسى، وأبي الفتوح العجلي، بطرقهم عن عامر، وحذيفة بن أسيد (الصحابيّان لرسول الله (ص) ) قالاً:

لماّ صدر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع ولم يحجَّ غيرها، أقبل حتّى إذا كان بالجحفة نهى عن شجرات بالبطحاء متقاربات لاينـزلوا تحتهنّ، حتّى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم سواهنَّ، أرسل إليهنَّ، فَقُمَّ ماتحتهنَّ وشذبن عن رؤوس القوم، حتّى اذا نودي للصلاة غدا إليهنّ فصلّى تحتهنّ ثمَّ انصرف إلى الناس وذلك يوم غدير خمّ، -وخمّ من الجحفة وله بها مسجد معروف- فقال: [أيّها الناس إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمِّر نبيٌّ إلاّ نصف عمر الّذي يليه من قبله وإنّي لأظنّ أن أُدعى فأُجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، هل بلّغت ؟فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول، قد بلّغت، وجهدت، ونصحت، فجزاك الله خيراً.

٣٠

وقال:ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله، وأنَّ جنتّه حقّ، وأنَّ ناره حقّ، والبعث بعد الموت حقّ ؟ قالوا: بلى، قالأللّهم اشهد ، ثمّ قال:أيّها الناس ألا تسمعون؟ ألا فانَّ الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه . وأخذ بيد عليّ فرفعها حتّى عرفه القوم أجمعون، ثمَّ قال:أللّهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، ثم قال: أيّها الناس! إنّي فرَطكم وأنتم واردون عليّ الحوض أعرض ممّا بين بُصرى وصنعاء فيه عدد نجوم السماء قدحانٌ من فضَّة ألا وإنّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثَقَليْن فانظروا كيف تخلِّفوني فيهما حين تلقوني، قالوا: وما الثقلان يارسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله سببٌ طرفه بيد الله وطرفٌ بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلّوا بعدي ولاتبدّلوا وعترتي، فانّي قد نبّأني الخبير أن لايتفرَّقا حتّى يلقياني ].

وبهذا اللفظ رواه الشيخ أحمد أبو الفضل بن محمّد باكثير المكّي الشافعي في (وسيلة المآل في مناقب الآل) عن حذيفة وعامر، وعدّه الخطيب الخوارزمي في مقتله ممّن روى حديث الغدير من الصحابة. وروى ابن الأثير في أسد الغابة: ج ٣ ص ٩٣ عن عمر بن عبد الله بن يعلي عن أبيه عن جدّه شهادته لعليّ عليه السلام بحديث الغدير يوم الرحبة.

(من كتاب الغدير للأميني، أعلى الله مقامه: ج ١ ص ٧٢)

١٦- ابن طلحة الشافعي:

هو أبو سالم محمّد بن طلحة القرشي النصيبي الشافعي المتوفّى عام ٦٥٢.

أورد في كتابه: مطالب السؤول ص ١٦ قال: نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي في كتابه المسمّى أسباب النـزول، يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليّ.

١٧- إبن الصبّاغ:

العلّامة نور الدين عليّ بن محمّد بن أحمد الغزّي الأصل المتوفّى ٨٥٥ صاحب كتاب: الفصول المهمّة لمعرفة الأئمّة. الّذين أوردهم اثنا عشر إماماً. قال:

٣١

في الفصول المهمّة ص ٤١ ط بيروت. نقلا عن أبي الفتوح أسعد بن أبي الفضائل البجلي يرفعه بسنده إلى حذيفة بن أسيد، وعامر بن ليلى بن ضمرة (الصحابيّان)، قالا: لما صدر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع ولم يحجَّ غيرها، أقبل حتّى إذا كان بالجحفة نهى سمراتٍ متغاديات بالبطحاء أن لاينـزل تحتهنّ أحدٌ حتّى إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فأقام تحتهنّ، حتّى إذا نودي بالصّلاة صلاة الظهر عمد إليهنّ فصلّى بالناس تحتهنّ وذلك يوم غدير خمّ، وبعد فراغه من الصلاة. قال: [أيّها الناس إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير انّه لم يعمّر نبيّ الاّ نصف عمر النبيّ الذي كان قبله، وانّي لأظن أنّي أُدعى وأُجيب، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، هل بلّغت؟ فما أنتم قائلون ؟ قالوا: نقول: قد بلّغت، وجهدت، ونصحت، وجزاك الله خيراً قال:ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ، وأنَّ ناره حقّ، والبعث بعد الموت حقّ قالوا: أللّهم نشهد، ثمّ قال:أيّها الناس، ألا تسمعون؟ ألا فانّ الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ]

روى أيضاً ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة، ص ٢٤ عن الترمذي والزهري عن زيد بن أرقم، قال:

روى الترمذي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ]، هذا اللفظ بمجرّده رواه الترمذي ولم يزد عليه وزاد غيره وهو الزهري، ذكر اليوم والزمان والمكان قال: لما حجّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حجّة الوداع وعاد قاصداً المدينة قام بغدير خمّ وهو ماء بين مكّة والمدينة، وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام وقت الهاجرة، فقال: [أيّها الناس إنِّي مسؤولٌ وأنتم مسؤولون هل بلّغت؟ قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت، قال: وأنا أشهد أنّي قد بلّغت ونصحت ثمّ قال :أيّها الناس أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلّا الله وانّك رسول الله. قال:وأنا أشهد مثل ماشهدتم .

ثمّ قال:أيّها الناس قد خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي :

٣٢

كتاب الله وأهل بيتي، ألا وإنّ اللطيف الخبير أخبرني: أنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض، حوضي مابين بُصرى وصنعاء عدد آنيتُه عدد النجوم إنّ الله مسائلكم كيف خلّفتموني في كتابه وأهل بيتي، ثمّ قال:أيّها الناس من أولى الناس بالمؤمنين ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:أولى الناس بالمؤمنين أهل بيتي ، يقول ذلك ثلاث مرّات، ثمّ قال في الرابعة وأخذ بيد عليّ:أللّهم من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه . يقولها ثلاث مرات،ألا فليبلّغ الشاهد الغائبّ ].

وفي رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج ٥ ص ٢٠٩، وابن كثير في البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٤٨ بزيادة لفظ: [أيّها الناس إنيّ فرطكم وانّكم واردون علّي الحوض ،حوضٌ أعرض ممّا بين بصرى وصنعاء، فيه آنية عدد النجوم قدحانٌ من فضّة، وانّي سائلكم حين تردون عليَّ، عن الثقلين فأنظروا كيف تخلّفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سببٌ طرفه بيد الله وطرفٌ بأيديكم فاستمسكوا به، لا تضلّوا ولاتبدّلوا. و [الثقل الأصغر ]عترتي أهل بيتي، فانّه نبّأني اللطيف الخبير إنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ].

وأخرج الشيخ الأميني في الغدير ج ١:

برواية السمهودي، عن ابن عقدة، بلفظ: [أنّي سائلكم حين تردون عليَّ الحوض عن الثقلين فانظروا كيف تخلّفوني فيهما قالوا: وما الثقلان؟ قال:الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، والأصغر عترتي ].

١٨- عليّ بن عيسى الاربلي:

روى الاربلي في(عنوان: ما نزل من القرآن في شأن عليٍّ) من كشف الغمّة: ج ١ ص ٣١٧ قال:

وعن زيد بن عليّ قال: لما جاء جبرئيل عليه السلام بأمر الولاية ضاق النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بذلك ذرعاً، وقال: قومي حديثوا عهد بجاهليّة، فنـزلت( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) .

ثم روى حديث رباح بن الحارث وأبي رميلة في ورود أبي أيّوب الأنصاري وجماعة من أنصار النبيّ على عليّ وشهادتهم له بأنّ النبيّ قال يوم غدير خم أيّها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى فقال: [إنَّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وعليّ مولى من أنا مولاه ]- ثمّ قال: وعن ابن عباس قال:

٣٣

لما أمر الله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقوم بعلّي فيقول له ماقال، فقال: ياربّ إنّ قومي حديثوا عهد بجاهليّة ثم مضى بحجّه، فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خمّ وأنزل الله عليه:

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) . الآية. فأخذ بعضد عليّ ثمّ خرج إلى الناس فقال: [أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال:أللّهم من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه ]

قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم.

وقال حسّان بن ثابت:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيـّـهم

بخمٍّ وأسـمع بالرّسول مناديــا

يقول: فمن مولاكمُ ونبيّكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

: إلهك مولانا وأنت نبيّنا

ولا تجدن منّـا لك اليوم عاصيـا

فقال له: قم يا عليٌّ؟ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

١٩- المظفّر بن جعفر بن الحسن:

روى في كتابه (اليقين) في الباب ١٣٢ ص ١٣١ بخطه، والكتاب موجود في النظاميّة العتيقة ببغداد، قال:

حدّثنا أبو جعفر أحمد بن المعافي (أو حمدان بن معافي) قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه عن جدّه جعفر عليهم السلام قال:

[يوم غدير خمّ يوم شريف عظيم، أخذ الله الميثاق لأمير المؤمنين عليه السلام، أمر (الله تعالى) محمّداً صلّى الله عليه وآله أن نصبه للناس علَماً .(ثمّ) شرَح الحال وقال ماهذا لفظه:ثمّ هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد، إنّ الله يأمرك أن تعلّم أُمّتك ولاية مَن فرضت طاعته (عليهم)، ومن يقوم بأمرهم من بعدك، وأكّد ذلك في كتابه، فقال: ( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) ، فقال أي ربّ، ومن وليّ أمرهم بعدي؟ فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين، ولم يعبد وثناً، ولا أقسَم بزلمٍ (وهو) عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمامهم وسيّد المسلمين، وقائد الغُرِّ المحُجَّلين، فهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين، والباب الّذي أُتي منه، من أطاعه أطاعني، ومن عصاه عصاني .

٣٤

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أي ربِّ، إنيّ أخاف قريشاً والناس على نفسي وعليّ ،فأنزل الله تبارك وتعالى وعيداً وتهديداً :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) في عليّ ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ].

٢٠- الهيثمي:

أبو الحسن عليّ بن بكر بن سليمان، الهيثمي القاهري الشافعي المتوفّى ٨٠٧:

روى حديث الولاية في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٠٦ عن الصحابي حَبَّة بن جوين أبو قدامة العُرني نقلاً عن المجمع الكبير للطبراني بإسناده عنه قال: شهدنا الموسم في حجّة الوداع فبلغنا مكاناً يقال له: غدير خمّ فنادى الصّلاة جامعة فاجتمع المهاجرون والأنصار فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وسطنا، قال: ياأيّها الناس بِمَ تشهدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلاّ الله، قال: ثمَّ مَهْ؟ قالوا: وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه، قال: فمن وليّكم؟ قالوا: الله ورسوله مولانا. ثمَّ ضرب بيده إلى عضد عليّ فأقامه فنـزع عضده فأخذ بذراعيه، فقال: من يكن الله ورسوله مولاه فانّ هذا مولاه، أللّهم وال من والاه، وعادِ من عاداه، أللّهم من أحبّه من الناس فكن له حبيباً، ومن أبغضه فكن له مبغضاً، أللّهم أنّي لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين فاقض له بالحسنى قال بشر: قلت من هذين العبدين الصالحين؟ قال: لاأدري.

وروى الحافظ الهيثمي، حديث الولاية عن الصحابي حُبشي بن جنادة السلولي نزيل الكوفة، وهو ممّن شهد للامام عليّ عليه السلام يوم المناشدة، مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٠٦ قال:

قال حُبشي: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خمّ:

[أللّهم من كنت مولاه فعليٌ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه ].

وروى الهيثمي الحديث عن زيد بن أرقم في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٠٤ من طريق أحمد بن حنبل، والطبراني والبزّار، باسنادهم، عن زيد، وفي ص ١٦٣ قال:

نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الجحفة ثمّ أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: [إنِّي لا أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر الذي قبله وانّي أوشك أن أُدعي فأجيب فما أنتم قائلون ؟ قالوا: نصحت، قال:أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنَّ الجنّة حقّ، وأنَّ النار حقّ ؟

٣٥

قالوا: نشهد، قال: فرفع يده فوضعها على صدره ثمّ قال:وأنا أشهد معكم ثمَّ قال:ألا تسمعون ؟ قالوا: نعم، قال:فانِّي فَرطٌ على الحوض، وأنتم واردون عليّ الحوض، وإنَّ عرضه ما بين صنعاء وبُصرى فيه أقداحٌ عدد النجوم من فضّة أنظروا كيف تخلِّفوني في الثقلين ، فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال:كتاب الله طرفٌ بيد الله عزّ وجلّ وطرفٌ بأيديكم فتمسّكوا به لاتضّلوا، الآخر عشيرتي [عترتي ]وإنَّ اللطيف الخبير نبّأني: أنِّهما لن يتفّرقا حتّى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدِّموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهما فهم أعلم منكم ، ثمَّ أخذ بيد عليّ رضي الله عنه، فقال:من كنت أولى به من نفسه فعليٌّ وليّه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ، وفي رواية أخصر من هذه:فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضّة ، وقال فيها أيضاً:الأكبر كتاب الله والأصغر عترتي ، وفي رواية. لما رجع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداع ونزل غدير خمّ أمر بدَوْحَاتٍ فقُمِمْنَ، ثمّ قام فقال:كأنّي قد دُعيت فأجبت ...]، وقال في آخره: فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحدٌ إلاّ رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.

وروى في ج ٩ ص ١٠٥ نقلاً عن الترمذي، والطبري والبزّار، بإسنادهم عن زيد بن أرقم، قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالشجرات فقمَّ ما تحتها ورشَّ ثمّ خطبنا، فو الله ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلاّ قد أخبرنا به يومئذٍ، ثمّ قال: [أيّها الناس مَن أولى بكم من أنفسكم ؟ قلنا: الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا قال:فمن كنت مولاه فهذا مولاه . يعني عليّاً ثمَّ أخذ بيده فبسطها ثمّ قال:أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ]. ووثَّق رجاله.

وأخرج الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩، ١٠٦ من طريق الطبراني، حديث الولاية. عن عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ].

وأخرج الحافظ ابن المغازلي في المناقب، بطريقين، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ]، ورواه السمعاني في فضائل الصحابة بإسناده عن أبي هريرة.

٣٦

وروى الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩، ١٠٧ حديث الولاية عن الصحابي عمارة الخزرجي الأنصاري، عن طريق البزّار عن حميد بن عمارة قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله يقول، وهو آخذ بيد عليّ: [من كنت مولاه فهذا مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ].

٢١- القندوزي:

الحافظ الشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم المعروف بـ(خواجة كلان) ابن الشيخ محمّد المعروف بـ(بابا خواجة)الحسيني البلخي القندوزي الحنفي من أهل بلخ توفّي في القسطنطنيّة ١٢٩٣ هـ صاحب كتاب ينابيع المودّة.

روى بكتابه ينابيع المودّة ص ٢٤٩ رواية عن كتاب مودّة القربى لشهاب الدين الهمداني، بإسناده، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

نصب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً علماً فقال: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، أللّهم أنت شهيدي عليهم ]. قال عمر بن الخطّاب: يا رسول الله؟ وكان في جنبي شابٌّ حسن الوجه طيِّب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله عقداً لا يحلّهُ إلّا منافق فأخذ رسول الله بيدي فقال: يا عمر إنّه ليس من وُلد آدم، لكنّه جبرائيل أراد أن يؤكِّد عليكم ما قلته في عليٍّ.

وممّن روى حديث الولاية عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب العدويّ وأخرج عنه الحافظ العاصمي في زين الفتى.

كما وروى القندوزي في الينابيع، ص ٤٠ رواية أمّ سلمة زوجة صلّى الله عليه وآله وسلم، من طريق عمرو بن سعيد بن جعدة بن هبيرة عن جدّه عن أمّ سلمة قالت: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بغدير خمّ فرفعها حتّى رأينا بياض إبطيه فقال: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ثمّ قال:أيّها الناس إنّي مُخلِّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ]، ورواه عنها السمهودي الشافعي في جواهر العقدين.

٣٧

وأورد القندوزي في ينابيع المودّة ص ٣٨ حديث الولاية عن الصحابي، حذيفة بن أُسيد أبو سَريحة الغفاري من أصحاب الشجرة، قال القندوزي: قال السمهودي: وأخرج ابن عقدة في (الموالاة) عن عامر بن ضمره، وحذيفة بن أُسيد قالا: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أيّها الناس! إنّ الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه . وأخذ بيد عليٍّ فرفعها حتّى عرفه القوم أجمعون ثمّ قال:أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، ثمّ قال: وإنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثَّقَلَيْن فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، قالوا: وما الثقلان؟ قال:الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، والأصغر عترتي ].

ومن الصحابة الراوي لحديث الولاية أبو بكر بن أبي قحافة التيميُّ، فقد روى عنه ابن عقدة، وأبوبكر الجعابي في النخب، والمنصور الرازي في كتابه في حديث الغدير، وعدّه شمس الدين الجزري الشافعي في أسنى المطالب ص ٣ ممّن روى حديث الغدير من الصحابة.

وقال الشيخ القندوزي في ينابيع المودّة ص ١٢٠ أخرج الثعلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وعن محمّد الباقر رضي الله عنهما قالا: نزلت هذه الآية في عليٍّ أيضاً.

الحمويني في فرائد السمطين أخرجه عن أبي هريرة، وفي (الفصول المهمّة) لابن الصبّاغ المالكي، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في عليّ في غدير خمّ. وهكذا ذكره الشيخ محيي الدين النووي.

روى ابن كثير: ج ٥ ص ٢١٣ عن الجزء الأوّل من كتاب غدير خمّ (لابن جرير) حدّثنا محمود بن عوف الطائي، حدّثنا عبد الله بن موسى، أنبأنا إسماعيل بن كشيط، عن جميل بن عمارة عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال ابن جرير: أحسبه قال عن عمر وليس في كتابي، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو آخذ بيد عليّ (بن أبي طالب) يقول: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ].

وأخرج الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٠٦، من طريق الطبراني عن عبد الله بن عمر (بن الخطّاب) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من كنت مولاه فهذا مولاه، أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه.... ].

٣٨

أخرج ابن عقدة، بطريقه، عن عائشة بنت أبي بكر زوجة النبيّ (ص)، حديث الولاية.

وأخرج ابن عقدة في حديث الولاية بإسناده، عن عثمان بن عفّان وكذلك المنصور الرازي في كتاب الغدير.

٢٢- الحاكم النيسابوري:

الحافظ أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن محمّد الضبي، المعروف بابن البيِّع النيسابوري المتوفّى ٤٠٥ صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين.

روى الحاكم في المستدرك عن صحابة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم رواياتهم عن آية التبليغ، وحديث الولاية في يوم الثامن عشر من ذي الحجّة السنة العاشرة للهجرة.

ففي المستدرك على الصحيحين: ج ٣، ١٠٩ عن الصحابي زيد بن أرقم، وبالإسناد الوارد في مستدركه، قال:

عن أبي بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا: أنبأنا محمّد بن أيّوب حدّثنا الأزرق بن علي حدّثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدّثنا محمّد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن زيد، يقول: نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين مكّة والمدينة عند سمرات(١) خـمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت السمرات ثمَّ راح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عشيّة فصلّى ثمّ قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال: ما شاء الله أن يقول، ثمَّ قال: [أيّها الناس! إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموهما، وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي، ثمّ قال: أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات: قالوا نعم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ].

وفي ص ١٠٩ من المستدرك أورد الحاكم الحديث عن زيد، برواية أخرى ينتهي إسنادها إلى أبي عوانة عن سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد، وبهذا السند روا أحمد بن حنبل في مسنده: ج ١ ص ١١٨ عن شريك عن الأعمش.

وفي ص ٥٣٣ من المستدرك، قال الحاكم:

____________________

(١) سمرات: جمع السمرة بضم الميم: ضربٌ من شجر الطلح، ودوحات: جمع دوحة: الشجرة العظيمة.

٣٩

عن محمّد بن علي الشيباني بالكوفة حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري حدّثنا أبو نعيم حدّثنا كامل أبو العلا قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر يحيى بن جعدة عن زيد، قال: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى انتهينا إلى غدير خمّ فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا، يوم ما كان أشدّ حرّاً منه فحمد الله وأثنى عليه وقال: [يا أيّها الناس إنّه لم يُبعث نبيٌّ قطُّ إلّا ماعاش نصف ما عاش الذي كان قبله وإنّي أوشك أن أُدعى فأُجيب وانّي تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده: كتاب الله عزَّوجلَّ ، ثمَّ قام فأخذ بيد عليٍّ رضي الله عنه، فقال:يا أيّها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ]، ثمّ قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وأخرج ابن ماجة في السنن: ج ١ ص ٣٠ بإسناده عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد [بن أبي وقّاص] قال: قدم معاوية في بعض حجّاته فدخل عليه سعد فذكروا عليّاً فنال منه فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله (ص) يقول: [من كنت مولاه فعليٌّ مولاه .وسمعته يقول:

أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنَّه لا نبيَّ بعدي وسمعته يقول:لأعطينَّ الراية اليوم رجلاً يحبُّ الله ورسوله ].

وروى الحاكم في المستدرك: ج ٣ ص ١١٦ عن الصحابي سعد بن أبي وقّاص، قال: عن أبي زكريّا يحيى بن محمّد العنبري عن إبراهيم بن أبي طالب عن عليّ بن المنذر عن أبي فضيل عن مسلم الملائي عن خيثمة بن عبد الرحمن عن سعد قال له رجل: إنّ عليّاً يقع فيك أنّك تخلّفت عنه، فقال سعد: والله إنّه لرأي رأيته وأخطّأ رأيي: إنَّ عليّ بن أبي طالب أعطي ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهنَّ أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها لقد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ بعد حمد الله والثناء عليه: [هل تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين ؟ قلنا: بلى، قال:أللّهم مَن كنت مولاه فعليُّ مولاه ،أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه .وجيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال:يا رسول الله إنّي أرمد فتفَّل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتّى قُتل، وفتح عليه خيبر، وأخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عمّه العباس وغيره من المسجد فقال له العبّاس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليّاً؟ فقال رسول الله: ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكنَّ الله أخرجكم وأسكنه ].

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416