النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين9%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 416

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 416 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 79479 / تحميل: 4898
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

سورة المائدة الآية، ٨٧

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )

الحافظ الحاكم الحسكاني - عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني - أخرج في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٠٧ ط ٣. قال: في رقم ٢٥٥

أخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي قال: حدّثنا علي بن محمّد الدهّان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا حسين بن الحكم، قال: حدّثنا حسن بن حسين، عن حبّان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله تعالى:( لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) (قال:) نزلت في عليّ بن أبي طالب وأصحاب له منهم عثمان بن مضعون، وعمّار بن ياسر، حرَّموا على أنفسهم الشهوات وهمّوا بالإخصاء.

وأورد في الحديث رقم ٢٥٦ منه ص ٣٠٧ قال:

أخبرنا أبو سعيد الصفّار المعاذي قال: أخبرنا أبو الحسن الكهيلي قال: حدّثنا أبو جعفر الحضرمي قال: حدّثنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي:

أنَّ عليّاً وعثمان بن مظعون ونفراً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تعاقدوا أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يأتوا النساء ولا يأكلوا اللحم فبلغ (ذلك) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأنزل الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) .

وأورد في الحديث ٢٥٧ منه، قال:

أخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا الحسين بن علي قال: حدّثنا عمرو بن محمد، عن أسباط: عن السدّي في قول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) قال: جلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم فذكّر (هم)، ثمّ قام ولم يزدهم على التخويف فقال ناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهم جلوس منهم عليّ بن أبي طالب وعثمان بن مظعون: ما خفنا إن لم نحدث عملاً، فحرّم بعضهم أن يأكل اللحم والودك،

٨١

وأن يأكل بنهار، وحرّم بعضهم النوم وحرّم بعضهم النساء، فأنزل الله تعالى:( لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) . وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما بال قوم حرّموا النساء والطعام والنوم، ألا إنّي أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء، فمن رغب عنّي فليس منّي ]. (والحديث) اختصرته من طول.

أقول: تعاهد أمير المؤمنين عليه السلام والثُلَّة المؤمنة معه من أصحاب رسول الله، على الزهد في الدنيا والزيادة في تقرّبهم لله بالعبادة، حيث يقول سبحانه وتعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات الآية ٥٦ فهم يبتغون القربة لله تعالى.

وقوله سبحانه وتعالى في نهيهم عمّا تعاهدوا عليه ليس زجراً، إذ ليس كلّما ورد في القرآن الكريم من نهي فهو زجرٌ، لمن خصَّ بالنهي، فقد نزلت آيات في النهي، للنبي صلّى الله عليه واله:

( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ ) سورة القلم: الآية ٤٨.

وقوله تعالى:( وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) سورة النمل: الآية ٧٠.

وقوله:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّـهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) سورة الأحزاب: الآية ١.

وقوله تعالى:( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) سورة القيامة: الآية ١٦

وهكذا.

وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي، ج ٦ ص ١١٢ قال:

في تفسير القميّ في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) (الآية)، قال حدّثني أبي عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السلام وبلال وعثمان بن مظعون، فأمّا أمير المؤمنين عليه السلام فحلف أن لا ينام بالليل أبداً، وأمّا بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبداً، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً.

فدخلت إمرأة عثمان على عائشة، وكانت إمرأة جميلة فقالت عائشة: مالي أراك متعطّلة؟ فقالت: ولمن أتزيّن؟ فوالله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا فإنّه قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا.

٨٢

فلمّا دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أخبرته عائشة بذلك فخرج فنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: [ما بال أقوام يحرِّمون على أنفسهم الطيّبات؟ ألا إنّي أنام بالليل وأنكح وأفطر بالنّهار، فمن رغب عن سنَّتي فليس منّي .]

فقاموا هؤلاء فقالوا: يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك فأنزل الله عليه:( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ) .

وفي الاحتجاج عن الحسن بن عليّ عليه السلام في حديث أنَّه قال لمعاوية وأصحابه:

أُنشدكم بالله أتعلمون أنّ عليّاً أوّل من حرَّم الشهوات على نفسه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأنزل الله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) ؟

وأورد السيد الطباطبائي في الميزان، ج ٦ ص ١١٣ قال:

وفي المجمع في الآية: قال المفسّرون: جلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً فذكّر الناس ووصف القيامة فرقَّ الناس وبكوا واجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحيّ، وهم عليٌّ وأبو بكر وعبد الله بن مسعود وأبوذرّ الغفاريّ وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر والمقداد بن الأسود الكنديّ وسلمان الفارسيّ ومعقل بن مقرن، واتّفقوا على أن يصوموا النهار، ويقوموا الليل، ولا يناموا على الفراش، ولا يأكلوا اللحم ولا الودك، ولا يقربوا النساء والطيب، ويلبسوا المسوح، ويرفضوا الدنيا، ويسيحوا في الأرض، وهمَّ بعضهم أن يجبَّ مذاكيره.

فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأتى دار عثمان فلم يصادفه فقال لامرأته أُمّ حكيم بنت أبي أُميّة - واسمها حولاء وكانت عطّارة-: أحقٌّ ما بلغني عن زوجك وأصحابه؟ فكرهت أن تكذب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وكرهت أن تبدي على زوجها فقالت: يا رسول الله إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك، فانصرف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. فلمّا دخل عثمان أخبرته بذلك.

٨٣

فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو وأصحابه فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ألم أُنبّئكم أنّكم اتّفقتم على كذا وكذا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله وما أردنا إلاّ الخير، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:إنّي لم أُومر بذلك، ثمّ قال: إنّ لأنفسكم عليكم حقّاً فصوموا وأفطروا، وقوموا وناموا، فإنّي أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم وآتي النساء، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي .

ثمَّ جمع الناس وخطبهم وقال:ما بال أقوام حرّموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا أما إنّي لست آمركم أن تكونوا قسّيسين ورهباناً فإنّه ليس في ديني ترك اللحم ولا النساء ولا اتّخاذ الصوامع، وإنَّ سياحة أمّتي الصوم، ورهبانيّتهم الجهاد، إعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجّوا، واعتمروا، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، واستقيموا يستقم لكم فإنّما هلك من كان قبلكم بالتشديد شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم فأُولئك بقاياهم في الديارات والصوامع فأنزل الله الآية].

أقول: ويظهر بالرجوع إلى روايات القوم أنّ هذه الرواية إنّما هي تلخيص للروايات المرويّة في هذا الباب، وهي كثيرة جدّاً فقد أوردها بالجمع بين شتات مضامينها بإدخال بعضها في بعض، وسبكها رواية واحدة.

وأعقب هذه الروايات وقال الطباطبائي ص ١١٤:

ولعلّ المراد بقوله في الرواية: واتّفقوا على أن يصوموا النهار.... (الخ) أنَّ المجموع اتّفقوا على المجموع لا أنَّ كلّ واحد منهم عزم على الجميع. والروايات وإن كانت مختلفة في مضامينها، وفيها الضعيف والمرسل والمعتبر لكنّ التأمّل في جميعها يوجب الوثوق بأنّ رهطاً من الصحابة عزموا على هذا النوع من التزهّد والتنسّك، وأنّه كان فيهم عليٌّ عليه السلام وعثمان بن مظعون، وأنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لهم: [من رغب عن سنَّتي فليس منّي ]، والله أعلم.

وجاء في تفسير مجمع البيان- المجلد الثاني ص ٢٣٦ ط دار إحياء التراث العربي- للشيخ الطبرسي، قال:

وروي عن أبي عبد الله (ع) أنّه قال: نزلت في عليٍّ وبلال وعثمان بن مظعون، فأمّا عليٌّ (ع) فإنّه حلف أن لا ينام بالليل أبداً إلاّ ما شاء الله، وأمَّا بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنّهار أبداً، وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً.

٨٤

سورة الأنعام

سورة الأنعام الآية ٢٧.

( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

أخرج السيد البحراني في كتابه غاية المرام ص ٢٥٩ نقلاً عن الشيرازي في كتابه وبإسناده المذكور عن ابن عباس قال:

إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكاً أن يسعّر النيران السبع، وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان، ويقول: يا ميكائيل مدّ الصراط على متن جهنّم، ويقول: يا جبرائيل إنصب ميزان العدل تحت العرش، وينادي يا محمّد قرّب أمّتك للحساب.

ثمَّ يأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام، فيسألون هذه الأمّة نساءهم ورجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية أمير المؤمنين، وحبّ أهل بيت محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) فمن أتى به جاز على القنطرة الأولى كالبرق الخاطف، ومن لم يحب أهل بيت نبيّه سقط على أمّ رأسه في قعر جهنَّم ولو كان معه من أعمال البرِّ عمل سبعين صدّيقاً، وعلى القنطرة الثانية فيسألون عن الصلاة، وعلى الثالثة يسألون عن الزكاة، وعلى الرابعة عن الصيام، وعلى الخامسة عن الحج، وعلى السادسة عن الجهاد، وعلى السابعة عن العدل.

فمن أتى بشيء من ذلك جاز على الصراط كالبرق الخاطف ومن لم يأت عذّب.

سورة الأنعام الآية ٥٤

( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

حدّثنا عليّ بن محمد، قال: حدّثني حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) الآية ٥٤ سورة الأنعام

٨٥

الآية، نزلت في عليّ عليه السلام وحمزة وجعفر وزيد (كتاب: ما نزل من القرآن في أهل البيت (ع) للحسين بن الحكم الحبري الكوفي ص ٥٦).

وجاء في تفسير الميزان، للطباطبائي ج ٧ ص ٥٥ ط قم:

وفي تفسير البرهان، روي عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا ) الآية نزلت في عليّ وحمزة وزيد.

وأخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل، ج ١ ص ٣٠٩ ط ٣، في الرقم ٢٥٨ قال:

أخبرونا عن أبي بكر السبيعي قال: حدّثنا علي بن محمد، والحسين بن إبراهيم، قالا: حدّثنا حسين بن حكم قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا ) الآية (قال:) نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة وجعفر وزيد صلوات الله عليهم أجمعين(١) .

سورة الأنعام الآية ٨٢

( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )

أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد، الحاكم الحسكاني، في كتابه شواهد التنـزيل ج ١ ص ٣١٠ ط ٣، ح ٢٥٩ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين قال: أخبرنا علي بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا محمّد بن أبي الطيّب السامري قال: حدّثنا بشر بن موسى قال: حدّثنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد:

____________________

(١) هذا هو الحديث ١٥ من تفسير الحبري الورق ١٢/ا/ ورواه عنه فرات في الحديث ١٣٣ من تفسيره ص ٤٢.

٨٦

عن ابن عباس في قوله تعالى:( الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني صدّقوا بالتوحيد هو عليّ بن أبي طالب( وَلَمْ يَلْبِسُوا ) يعني لم يخلطوا، ونظيرها:( لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ) (١) يعني لم تخلطون، ولم يخلطوا( إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) يعني الشرك قال ابن عباس: والله ما آمن أحد إلّا بعد شرك ما خلا عليّاً، فانّه آمن بالله من غير أن يشرك به طرفة عين( أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ) من النار والعذاب( وَهُم مُّهْتَدُونَ ) يعني مرشدون إلى الجنّة يوم القيامة بغير حساب فكان عليّ أوّل من آمن به، وهو من أبناء سبع سنين(٢) .

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدّر الثمين) خمسمائة آية في أمير المؤمنين ص ٩٧ قال:

ثمَّ جعل (الله) من آمن به ولم يمل عنه إلى عدوّه، فإنّه يوم القيامة له الأمن فقال( الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني بعليّ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) يعني بحبّ عدوّه( أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ) يوم القيامة( وَهُم مُّهْتَدُونَ ) .

سورة الأنعام الآيتان ٨٤-٨٥

( وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ )

أخرج الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه - كفاية الطالب - ص ٣٧٩ فصلٌ: في بيان أنَّ ذريّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من صلب عليّ عليه السلام.

كما أخبرنا الحافظ يوسف، أخبرنا ابن أبي زيد، أخبرنا ابن فاذشاه، حدّثنا الطبراني، حدّثنا محمّد عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عبادة بن زياد الأسدي، حدّثنا يحيى بن العلاء الرازي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام، عن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنَّ الله عزّ وجلّ جعل ذريَّة كلّ نبيّ من صلبه، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل ذريَّتي في صلب عليّ بن أبي طالب ].

____________________

(١) سورة آل عمران: الآية ٧١.

(٢) وأخرج رواية الحديث فرات في تفسيره في الحديث ١٢٩ من تفسيره ص ٤١.

وروى الحافظ ابن عساكر في الحديث ٥٩ وما بعده في ترجمته للإمام عليّ عليه السلام من كتابه - تاريخ دمشق: ج ١ ص ٤١-٥٢ ط ١.

٨٧

وقال الكنجي-أيضاً ص ٣٧٩.

قلت: في التنـزيل حجّةٌ واضحة تشهد بصحة هذه الدعوى، وهو قوله عزّ وجلّ في سورة الأنعام( وَوَهَبْنَا لَهُ ) أي لإبراهيم( إسحاق وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ ) . أي من ذريّة نوح( دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) إلى أن قال:( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) فعدَّ عيسى عليه السلام من جملة الذريّة الذين نسبهم إلى نوح عليه السلام وهو ابن بنت لا اتّصال له إلاّ من جهة أمّه مريم، وفي هذا أكدى دليل أنَّ أولاد فاطمة عليها السلام ذريّةٌ للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا عقب له إلاّ من جهتها، وانتسابهم إلى شرف النبوّة، وإن كان من جهة الأمّ ليس بممتنع كإنتساب عيسى إلى نوح إذ لا فرق وصيانة.

وروى الكنجي في ص ٣٨٠ من الكفاية، بإسناده إلى عبد الله بن عمر، قال:

سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله يقول [كل نسب وسبب يوم القيامة منقطع إلاّ نسبي وسببي ].

وقد قال عطاء: ومن شايعه من المفسِّرين: الهاء من قوله ومن ذريّته راجعة إلى إبراهيم، ويحصل في هذا فائدة أخرى لطيفه وهو أنّه عدَّ من جملة الذريّة الذين نسبهم إلى إبراهيم لوطاً، ولم يكن من صلبه لانّ لوطاً ابن أخي إبراهيم.

والعرب تجعل العمّ أباً، كما أخبر عزّ وجلّ عن ولد يعقوب حيث قال:( نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ) (١) .

ومعلوم أنّ إسماعيل عمُّ يعقوب ولكن نزلّه منـزلة الأب، فيحصل من هذا جواز انتساب أولاد عليّ (ع) إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله على الإطلاق لأنّه أخوه وهو منه بمنـزلة هارون من موسى، كما نسب الله لوطاً إلى إبراهيم، ولوط إنّما هو ابن أخيه، وكذلك هنا، وكل هذا مسوغ ليحصل الشرف الكلي والفخر الكامل( وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ) (٢) .

____________________

(١) سورة البقرة: الآية ١٣٣.

(٢) سورة الفتح: الآية ٢٦.

٨٨

وأورد الكنجي في كتاب - كفاية الطالب - ص ٣٨١ رواية عن رسول الله بإسناده عن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: [كل بني أنثي فانَّ عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة، فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم ].

قلت: رواه الطبري في ترجمة الحسن(١) .

وروى الكنجي في كتاب كفاية الطالب ص ٧٩ بإسناده عن عبد الله بن العباس قال:

كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطّلب، جالسين عند رسول الله (ص) إذ دخل عليّ بن أبي طالب فسلّم فردّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وبشَّ(٢) به وقام إليه واعتنقه وقبّل بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال العباس: أتحب هذا يا رسول الله(٣) ؟ فقال رسول الله (ص): [يا عمَّ رسول الله، الله أشدُّ حبَّاً له منّي إنَّ الله جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذريّتي في صلبه ](٤) .

وأورد الشيرواني في كتاب ما روته العامّة من مناقب أهل البيت (ع) ص ٨٦ قال:

وذكر ابن حجر في الصواعق: أنَّ الرشيد سأل الكاظم صلوات الله عليه:

كيف قلتم أنَّا ذريَّة رسول الله صلّى الله عليه واله، وأنتم أبناء عليّ؟

فقال عليّه السلام:( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) إلى قوله عليه السلام( وَعِيسَى ) وليس له أب، وأيضا ً قال تعالى( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) الآية، ولم يدع صلّى الله عليه وآله عنده غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فكانا عليهما السّلام هما الإبن. انتهى مختصراً. (الصواعق المحرقة ١٥٦).

____________________

(١) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ١١٢.

(٢) بش: كان طلق الوجه، وللشيء أقبل عليه وفرح به.

(٣) وفي رواية: يا رسول الله أتحب هذا.

(٤) ومصادر أخرى أوردت هذا الحديث منها ما يلي:

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج ١ ص ٢١٦، الرياض النضرة: ج ٢ ص ١٦٨ وقال: أخرجه أبو الخير الحاكمي، وقال في ج ٢ ص ٢١٣ أخرجه أبو الخير القز ويني، الصواعق المحرقة ص ٩٣ وقال: أخرجه أبو الخير ألحاكمي، وصاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب، وزاد في روايته: [انّه إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء أمّهاتهم ستراً عليهم إلاّ هذا وذريّته فأنّهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم].، مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٧٢ بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٢، فيض القدير: ج ٢ ص ٢٢٣.

٨٩

أورد الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، المجلد الثاني ص ٣٣٠ ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

وإذا جعل الله سبحانه عيسى من ذريّة إبراهيم (ع) أو نوح ففي ذلك دلالة واضحة وحجّة قاطعة على أنَّ أولاد الحسن والحسين (ع) ذريّة رسول الله (ص) على الإطلاق وأنَّهما ابنا رسول الله (ص) وقد صحَّ في الحديث أنّه قال لهما عليهما السلام [إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا ]، وقال للحسن (ع): [إنّ ابني هذا سيّدٌ ] وأنّ الصحابة كانت تقول لكلّ منهما ومن أولادهما يا ابن رسول الله( وَمِنْ آبَائِهِمْ ) يعني ومن آباء هؤلاء الأنبياء( وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ) .

سورة الأنعام الآية ١٤٩

( قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )

لقد جاءت من الأحاديث النبويّة الشريفة بمنـزلة الإمام علي عليه السلام من الكثرة حتّى أصبحت متواترة، تروى من قبل الحفّاظ ومثبتيه في كتب الحديث المعتبرة، من أهل السنّة والجماعة والشيعة؛

فمما ورد عن رسول الله (ص) وبأسانيد عديدة أنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو الحجّة الإلهية البالغة على الخلق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد أخرج ابن شاذان في المناقب المائة(١) ومن طرق العامّة بسنده عن الصحابي الجليل سلمان الفارسيّ، قال:

دخلت على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإذا بالحسين بن عليّ على فخذه وهو يقبّل بين عينيه ويلثم فاه وهو يقول: [أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة، وأنت إمام ابن إمام أبو ألائمّة، وأنت الحجّة بن الحجّة أبو حجج تسعة، تاسعهم قائمهم ].

وذكر راوياً عن أبي الصّلت الهروي بإسناده إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

[سمعت الله تعالى يقول: عليّ بن أبي طالب حجتّي على خلقي ].

وبسنده عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:

[من أحبَّ أن يعرف الحجّة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب ].

____________________

(١) المناقب المائة وهذه المذكورة هي المناقب الثلاثون والثانية والثلاثون والثلاثة والثلاثون.

٩٠

وبسنده عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب:

[إنّ جبرئيل أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي. قال: يا محمّد إنّ الله تعالى قال لي: أَقرأ محمّداً منّي السّلام وأعلمه أنَّ عليّاً إمام الهدى ومصباح الدّجى، والحجّة على أهل الدنيا ].

وأخرج علّامة الشوافع الحافظ الفقيه أبو الحسن المغازلي في مناقبه عن أبي نصر بن الطحان - بسنده المذكور - عن أنس قال:

كنت عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فرأى علياً مقبلاً فقال: [أنا وهذا حجّة على أُمّتي يوم القيامة ] المناقب لابن المغازلي ص ٤٥-١٩٧.

وآخرين من الحفّاظ والمحدّثين أخرجوا أحاديث شريفة بكتبهم تدّل على هذا الأمر ومنهم.

الخطيب البغدادي في تاريخه: ج ٢ ص ٨٨.

والحافظ الطبري في الرياض النضرة: ج ٢ ص ١٩٣ وكذلك في ذخائر العقبى ص ٧٧.

وكذلك أخطب الخطباء الخوارزمي في كتابه المناقب ص ٢٢٨.

سورة الأنعام الآية ١٥٣

( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام ص ٤٣٤ قال:

أسند الشيرازي - وهو من أعيان العامّة - إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله تعالى:( هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ) ، قال: يقول هذا طريق عليّ بن أبي طالب وذريتّه مستقيم، ودين مستقيم، فاتّبعوه وتمسّكوا به فإنّه واضح لا عوج فيه.

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب في كتابه (الدرّ الثمين، خمسمائة آية في أمير المؤمنين)ص ٩٧ قال:

ثمَّ جعله صراطه المستقيم وأمر بإتّباعه ونهى عن إتّباع غيره فقال:( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ) يعني عليّاً عليه السلام( وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) يعني طريق أعداءه( فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) يعني تنجون من النار بإتّباع الحقّ.

٩١

وأخرج السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان، ج ٧ ص ٣٨٥ قال:

وفي تفسير القميّ: أخبرنا الحسن بن عليّ عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن سنان عن أبي خالد القمّاط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله:( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) قال: نحن السبيل فمن أبى فهذه السبل، فقد كفر.

أقول: وهو من الجري، والّذي ذكره عليه السلام مستفاد من قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) إذا انضمّ إلى قوله:( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ) سورة الفرقان الآية: ٥٧.

وقد وردت عدّة روايات من طرق الشيعة وأهل السنّة أنّ عليّاً هو الصراط المستقيم، وقد تقدّمت الإشارة إليها في تفسير سورة الفاتحة من الجزء الأوّل من الكتاب (الميزان).

وأخرج الحافظ الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩١ ط ٣، الحديث ٨٩ بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب.

[أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين ].

وأخرج الحافظ الحسكاني في الحديث ٩٠ من شواهده ص ٩١ وبإسناده عن جابر بن عبد الله قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمّتي من اهتدى بهم، هدي إلى صراط مستقيم ].

وأخرج أيضاً الحافظ الحسكاني في الحديث ٩١ ص ٩١ من الشواهد بإسناده عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه (علي بن الحسين) عن جدّه (الحسين (ع) ) قال:

قال رسول الله: [من سرّه (من أراد "خ") أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنّة بغير حساب فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي عليّ بن أبي طالب، ومن سرّه (ومن أراد "خ") أن يلج النار فليترك ولايته، فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الّذي لا يؤتى إلّا منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الّذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة ].

٩٢

سورة الأنعام الآية ١٦٠

( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )

أخرج الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين، خمسمائة آية في أمير المؤمنين) ص ٩٨ قال:

ثمَّ جعل حبّه الحسنة فقال:( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) ، قال ابن عباس: الحسنة شهادة لا إله إلاّ الله والإيمان بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلَّم وحبّ أهل البيت، والسيئّة جحود ولايتهم، فالحسنة حبّهم والسيئّة بغضهم.

دليله قوله صلّى الله عليه وآله وسلم: [حبُّ عليّ حسنة لا يضرّ معها سيئّة، وبغض عليٍّ سيئّة لا تنفع معها حسنة ](١)

وقد روى القرطبي في تفسيره: ج ١٥ ص ٣٦١ عن عليّ (ع) بلفظ: [الحسنة حبُّ آل الرسول والسيئّة بغضهم ]

وأخرج العلّامة الكشفي المير محمّد صالح الترمذي الحنفي في مناقبه - أواخر الباب الأوّل - قال:

عن عليٍّ (كرم الله وجهه):

(الحسنة حبّنا ).

____________________

(١) فضائل ابن شاذان ص ٩٦، عوالي اللئالي: ج ٤ ص ٨٦، ينابيع المودّة: ج ٢ ص ٧٥-٢٩٢.

٩٣

سورة الأعراف

سورة الأعراف الآية ١٦

( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )

ورد في كتاب شواهد التنـزيل - للحاكم الحسكاني- ج ١ ص ٩٤ ط ٣ في لبنان للآية ١٦ من سورة الأعراف ما يلي:

٩٦ - حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارس، عن محمّد بن عبد الله، عن محمّد بن بكير بن عبد الله الواسطي عن أبيه قال: حدّثني أبو بصير: عن أبي عبد الله(ع) قال: [الصراط الّذي قال إبليس: ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) فهو عليٌّ ].

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩١ الحديث ٨٩ وبإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام):

[أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين ].

وأخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩١ الحديث ٩٠ وبإسناده عن جابر بن عبد الله قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمّتي، من اهتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم ].

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٩٨ الحديث ١٠٢ بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [وإنْ تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

٩٤

وأورد الحسكاني في الحديث ١٠٣ من شواهد التنـزيل وبرواية ثانية وبإسناده عن حذيفة بن اليمان، أيضاً، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [وإنْ تولّوا عليّاً - ولن تفعلوا-تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

وروى الحافظ أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٤ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو حصين الوادعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك، عن أبي اليقظان، عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال:

قالوا: يا رسول الله ألا تستخلف؟ قال: [إنْ تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

(قال:) رواه النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيع عن حذيفة نحوه.

حدّثنا سليمان بن أبي أحمد، حدّثنا عبد الله بن وهيب الغزي، حدّثنا ابن أبي السرّي، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة قال: قال رسول الله: [إنْ تستخلفوا عليّاً - وما أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً يحملكم على المحجّة البيضاء ].

أورد الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتاب كفاية الطالب ص ١٦٢ بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال: قالوا يا رسول الله ألا تستخلف عليّاً؟ قال: [إن تولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم ].

قلت: هذا حديث حسن عال.

٩٥

سورة الأعراف الآية ٤٢

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

روى العلّامة السيد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٣٢٦ قال:

عن ابن شهر آشوب، عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي، أنَّ رجلاً أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله علّمني شيئاً ينفعني الله به؟

قال صلّى الله عليه واله: [عليك بالمعروف فانّه ينفعك في عاجل دنياك وآخرتك .

إذ أقبل عليٌّ فقال: يا رسول الله،فاطمة تدعوك .

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:نعم.

فقال الرجل: من هذا يا رسول الله؟

قال صلّى الله عليه وآله وسلم:هذا من الّذين أنزل الله فيهم ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ].

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (ألدرّ المنثور، خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) في ص ١٠٠ قال:

ثمّ بشَّر أوليائه ومحبّيه بالخلود في الجنّة فقال:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ) يعني بعليٍّ عليه السلام( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) من فروع الدين( أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) بإيمانهم وأعمالهم الصالحات.

سورة الأعراف الآية ٤٣

( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ )

أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣١٥ ط ٣، في الحديث ٢٦٣ قال:

٩٦

حدّثني أبو بكر ابن أبي الحسن الحافظ أنّ عمر بن الحسن بن مالك أخبرهم، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الخزّاز، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حصين بن مخارق، عن يحيى بن إسماعيل بن سعيد بن عزرة البجلي، عن أبيه، عن عبد الله بن مليل:

عن عليٍّ عليه السلام (في قوله تعالى):( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ )

قال: [نزلت فينا ].

وأخرج الحسكاني في شواهد التنـزيل في الصفحة ٣١٥ في الحديث ٢٦٤ قال:

أخبرنا أبو سعد السعدي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، عن عليٍّ (عليه السلام) قال:

[فينا والله نزلت: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) . ]

وأخرج أحمد بن حنبل في الحديث ١٤٢ من كتاب الفضائل للصحابة في فضائل أهل البيت، ص ١٠٠ قال:

أحمد بن حنبل: حدّثنا سفيان (بن عيينة) عن أبي موسى (إسرائيل بن موسى)، عن الحسن (البصري)، عن عليٍّ قال:

[فينا والله أنزلت: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ].

وفي تاريخ الطبري ج ١٤ ص ٢٥ وفيه: قال عليّ: [فينا والله وأهل بدر نزلت الآية ]

وأورد الحافظ رضي الدين البرسي في كتاب الدرّ الثمين ص ١٠٠ قال:

ثمّ ذكر أنّ المؤمنين إذا دخلوا الجنّة حمدوا ربّهم على هدايته لهم في الدنيا حبّ عليٍّ عليه السلام الذي به نالوا الفوز فقال:( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ) .

وجاء في الحديث ٤٤٣ من شواهد التنـزيل للحسكاني ص ٤٩٢ ط ٣ قال:

حدّثني أبو مسعود البجلي (الرازي) قال: أخبرنا أبو الحسن بن فراس (العبقسي) قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الديبلي (أو الذهلي) قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمان المخزومي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسرائيل أبي موسى، عن الحسن:

عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. أنّه قال:[( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) أهل بدر ].

٩٧

سورة الأعراف تكملة الآية ٤٣

( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ )

جاء في كتاب: ماذا في التاريخ: ج ٣ ص ١٥٦ للشيخ القبيسي، بنقلة الحديث النبوي الشريف عن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري، المفسّر والمؤرّخ الشهير من أهل السنّة - بإسناده إلى زيد بن أرقم عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنّ النبيّ قال في خطبته يوم الغدير.

[معاشر الناس: قولوا ما قلت لكم وسلّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، قولوا: ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ) فانَّ الله يعلم كل صوت، ويعلم خائنة كل نفس.... ]

سورة الأعراف الآية ٤٤

( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )

أخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣١٧ ط ٣، في الحديث المرقم ٢٦٥ قال:

أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد قال: حدّثنا عبد الغفّار بن محمّد قال: حدّثنا مصعب بن سلام، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن محمّد بن الحنفيّة، عن عليٍّ قال: [فأنا ذلك المؤذِّن ]. ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )

وأخرج أيضا الحاكم الحسكاني في الحديث رقم ٢٦٦، ص ٣١٧ من الشواهد، قال:

فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني عليّ بن عتاب قال: حدّثنا جعفر بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن عمر، عن يحيى بن راشد، عن كامل، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

إنّ لعليّ بن أبي طالب في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس (منها) قوله:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) فهو المؤذِّن بينهم، يقول: [ألا لعنة الله على الّذين كذَّبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي ].

وأورد الحسكاني في الحديث ٢٦٧ ص ٣١٨، قال:

أبو النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن نصير، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن الفضيل:

٩٨

عن ابن أُذينة، في قوله (تعالى):( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) قال: المؤذِّن أمير المؤمنين عليه السلام.

وأورد في الحديث ٢٦٨ ص ٣١٨، قال:

وحدّثنا به الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحصين، عن محمّد بن الفضيل، عن ابن أُذينة، عن حمران، عن أبي جعفر، مثل ذلك.

وأورد في الحديث ٢٦٩ ص ٣١٨ قال:

قال: حدّثني جعفر بن أحمد، قال: حدّثني العمركي، وحمدان، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن أُذينة، عن حمران، عن أبي جعفر قال: [المؤذِّن أمير المؤمنين عليه السلام ].

وذكر السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان، ج ٨ ص ١٣٩ قال:

وفي الكافي وتفسير القميّ بإسنادهما عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. في قوله تعالى( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، قال: [المؤذِّن أمير المؤمنين عليه السلام ].

أقول: ورواه العيّاشي عنه عليه السلام، ورواه في روضة الواعظين عن الباقر عليه السلام قال: [المؤذِّن عليٌّ عليه السلام ].

وفي المعاني بإسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ عليه السلام قال:

خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه أنَّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه فقام خطيباً وذكر الخطبة إلى أن قال فيها: [وأنا المؤذِّن في الدنيا والآخرة قال الله عزّ وجلّ: ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) أنا ذلك المؤذِّن، وقال: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ) أنا ذلك الآذان ].

أقول: أي أنا المؤذِّن بذلك الآذان بقرينه صدر الكلام ويشير عليه السلام به إلى قصّة آيات البراءة.

وفي المجمع روى أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليّ أنّه قال: [أنا ذلك المؤذِّن ].

وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس أنّه قال: لعليّ في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) يقول: [ألا لعنة الله على الذين كذّبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي ].

٩٩

ورواه الشيخ الطبرسي في مجمع البيان، في تفسير الآية الكريمة قال:

وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليّ عليه السلام أنّه قال: [أنا ذلك المؤذِّن ].

وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس (قال:) إنَّ لعليّ في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله: ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) فهو المؤذِّن بينهم، يقول: [ألا لعنة الله على الّذين كذّبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي ].

وروى السيد هاشم البحراني في تفسيره البرهان - عند تفسير الآية الكريمة - ج ٢ ص ١٧ ط ٣، ما جاء في تفسير العيّاشي، عن رواية محمّد بن الفضيل عن الإمام عليّ بن موسى الرضا، والمذكورة أعلاه نقلاً عمّا ورد في تفسير الطباطبائي.

وأخرج الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودّة ص ١٠١ الحديث.

وكذلك ممّن أخرجه العلامة الكشفي المير محمّد صالح الترمذي - الحنفيّ - في الباب الأوّل من كتاب المناقب للكشفي.

وذكر الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه: الدرّ الثمين خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين ص ١٠٠ قال: ثمَّ جعله المؤذِّن يوم القيامة بين الجنّة والنار فقال:( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) يعني عليّاً عليه السلام( أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ) يعني يصدّون الناس في الدنيا عن حبّ عليٍّ عليه السلام وأتباعه (ويحضّون) على إتّباع الجبت والطاغوت( وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ) يعني لا يوقنون أنَّ حبّ عليٍّ عليه السلام هو النجاة يوم القيامة.

وأورد الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، المجلد الثاني ص ٤٢٢ ط دار إحياء التراث العربي بيروت قال:

وروي عن أبي الحسن الرضا (ع) أنّه قال: [المؤذِّن أمير المؤمنين عليّ (ع) ]. ذكره عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال: حدّثني أبي عن محمّد بن فضيل عن الرضا (ع) ورواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة عن عليٍّ عليه السلام أنّه قال: [أنا ذلك المؤذِّن ]. وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس: أنَّ لعليّ (ع) في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ ) فهو المؤذّن بينهم، يقول: [ألا لعنة الله على الذين كذّبوا بولايتي واستخفُّوا بحقّي ].

١٠٠

سورة الأعراف الآية ٤٦

( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ )

جاء في كتاب الغدير للشيخ الأميني رحمه الله ج ٢ ص ٣٧٦ ط الأعلمي بيروت قال:

ومن شعر العبديّ (هو أبو محمّد سفيان بن مصعب العبديّ الكوفي).

لأنتم على الأعراف عرف عارف

بسيما الذي يهواكمُ والَّذي يشنا

أئمَّتنا أنتم سنُدعى بكم غــداً

إذا ما إلى ربِّ العباد معاً قمنـا

بجدِّكم خير الورى وأبيكــمُ

هُدينا إلى سبل النجاة وأُنقذنـا

الخ

ألبيت الأوّل إشارةٌ إلى قوله تعالى في سورة الأعراف:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) . وما ورد فيه. أخرج الحاكم ابن الحداد الحسكاني، باسناده عن أصبغ بن نُباتة قال:

كنت جالساً عند عليّ فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن قوله تعالى( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) الآية. فقال: [ويحك يابن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النّار ].

وأخرج أبو إسحاق الثعلبي في - الكشف والبيان - في الآية الشريفة عن ابن عبّاس أنّه قال: الأعراف موضعٌ عالٍ من الصِّراط عليه العبّاس وحمزة وعليُّ بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ورواه ابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) ص ١٧، وابن حجر في [الصواعق] ص ١٠١ والشوكاني في (فتح الغدير) ج ٢ ص ١٩٨.

والبيت الثاني إشارةٌ إلى قوله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) .

١٠١

وأئمّة الشيعة هم العترة الطاهرة يُدعون بهم ويُحشرون معهم إذ المرء كما قال النبيُّ الأقدس (ص): [المرء مع مَنْ أحبَّ (١) ،ومن أحبَّ قوماً حُشر معهم (٢) ومن أحبَّ قوماً حشره الله في زمرتهم ](٣) .

وأخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل لقواعد التفضيل ج ١ ص ٣١١ في الحديث المرقم ٢٦٠ قال:

أخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي في تفسيره قال: أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمرو، قال: حدّثنا محمّد بن منصور بن يزيد المرادي قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن راشد، قال: حدّثني أبي، عن حسين بن علوان، عن سعد بن طريف: عن الأصبغ بن نُباتة قال:

كنت جالساً عند عليّ، فأتاه عبد الله بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) ، فقال: [ويحك يا ابن الكوّاء! نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار ].

وأورد الحديث المرقم ٢٦١ ص ٣١٢ من شواهده، وقال:

قال، وحدّثنا أحمد بن (محمّد بن) نصر أبو جعفر الضبعي قال: حدّثنا إبراهيم بن سالم بن رشيد البصري قال، حدّثنا عاصم بن سليمان أبو إسحاق قال: حدّثنا جويبر بن سعيد، عن الضحّاك، عن ابن عباس في قوله:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) قال: الأعراف موضع عالٍ من الصراط عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

وأورد الحسكاني في شواهده في الحديث ٢٦٢ ص ٢١٣ ط ٣ قال:

____________________

(١) أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد عن أنس وابن مسعود.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك وابن الدبيع في تمييز الطيب من الخبيث ص ١٥٣.

(٣) أخرجه الطبراني والضياء عن أبي قرصافة وصححه السيوطي في الجامع الصغير: ج ٢ ص ٤٨٨.

١٠٢

وأخبرنا عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد البزّاز قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس - ببغداد - قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أحمد المخزومي، حدّثنا محمّد بن أحمد الرقام، قال: حدّثنا إبراهيم بن رستم قال: حدّثنا عاصم بن سليمان قال: حدّثنا جويبر، عن الضحّاك:

عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ) ، قال: (هو) موضع عالٍ من الصراط، يقال له الأعراف، عليه العبّاس وحمزة وعليّ وجعفر يعرفون محبيّهم بسيماء الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ومن المناسب جدّاً لهذا المقام هو قول الإمام علي عليه السلام الذي ورد في كتاب المختار (١٥٢) من باب الخطب من نهج البلاغة.

قال عليّه السلام: [وإنّما ألائمّة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ].

وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي، قوله: وروى أبو القاسم الحسكاني بإسناده رفع إلى الأصبغ بن نُباتة، قال: كنت جالساً عند عليّ فأتاه ابن الكوّاء فسأله. وأورد بقيّة الرواية

ورواه أيضاً ابن مردويه في كتابه مناقب عليّ عليه السلام، كما رواه عنه الإربلي في عنوان: (ما نزل من القرآن في الإمام عليّ عليه السلام) من كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢٤.

وللمراجعة: الباب ٥٥ من كتاب غاية المرام للسيد هاشم البحراني ص ٣٥٣، وتفسير البرهان: ج ٢ ص ١٩-٢١، يجد فيهما المتتبّع شواهد كثيرة لما وردناه.

وروى الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمّد بن عليّ بن حجر الهيثمي الشافعي المتوفّى بمكّة ٩٧٤ في كتابه الصواعق المحرقة ص ١٠١ قال:

أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنّه قال: الأعراف موضع عالٍ من الصراط، عليه العبّاس وحمزة وعليّ بن أبي طالب عليه السلام وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيّهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

وهكذا رواه السمهودي عن الثعلبي في أواسط الذكر (١١) من القسم ٢ من جواهر العقدين الورق ١٣٠/أ / من نسخة أياصوفيا، وفي طبعة بغداد: ج ١ من القسم الثاني ص ٢٥٤.

وكذلك رواه الطبرسي في مجمع البيان، نقلاً عن الثعلبي في تفسيره عن الضحّاك عن ابن عبّاس وكذلك رواه السيد هاشم البحراني عن الثعلبي في تفسيره البرهان: ج ٢ ص ٢١ ط ٢ عند تفسيره للآية الكريمة.

١٠٣

وأخرج محمّد بن سليمان الصنعاني

في كتابه مناقب عليّ عليه السلام، الوراق ٣٥/ب أو في ط ا، ج ١ ص ١٥٨ قال:

(حدّثنا) أبو أحمد (قال:) أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن ابراهيم بن سليم بن رشدين قال: حدّثنا عاصم بن سليمان أبو إسحاق الكوفي قال: حدّثنا جويبر بن سعيد، عن الضحّاك بن مزاحم: (عن ابن عباس) في قوله (تعالى):( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) قال: (هم) عليّ عليه السلام وجعفر وحمزة رضوان الله عليهم يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

ذكر الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين: خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) في ص ١٠١ قال:

ثمّ جعله وذريّته رجال الأعراف يعني يعرفون الناس يوم القيامة ويقيمونهم فلا يجوز على الصراط إلاّ من عرفهم وعرفوه فقال:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) يعني عليّاً و الائمّة من ولده عليهم السلام.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، المجلد الثاني ص ٤٢٣ ط دار إحياء التراث العربي، بيروت، قال:

وقال أبو جعفر الباقر (ع) [هم آل محمّد عليهم السّلام لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ]. وقال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليه السلام: [الأعراف كثبان بين الجنّة والنار فيقف عليها كل نبيّ وكلّ خليفة نبيّ مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده وقد سبق المحسنون إلى الجنّة فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنّة فيسلّم المذنبون عليهم وذلك قوله ونادوا أصحاب الجنّة أن سلام عليكم ثمَّ أخبر سبحانه أنّهم لم يدخلوها وهم يطمعون يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنّة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إيّاها بشفاعة النبيّ والإمام وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار فيقولون ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ثمَّ ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم يعني أهؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ثمَّ يقولون لهؤلاء المستضعفين، عن أمرٍ من الله لهم بذلك: أدخلوا الجنّة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ]. ويؤيّده ما رواه عمر بن شيبة وغيره أنَّ عليّاً (ع) قسيم النار والجنّة، ورواه أيضاً بإسناده عن النبيّ (ص) أنّه قال: [يا عليّ: كأنّي بك يوم القيامة وبيدك عصا عوسج، تسوق قوماً إلى الجنّة وآخرين إلى النّار ]

١٠٤

وروى أبو القاسم الحسكاني بإسناده رفعه إلى الأصبغ بن نُباتة قال كنت جالساً عند عليّ (ع) فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن هذه الآية فقال: [ويحك يا ابن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار. ] وقوله( يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) يعني هؤلاء الرجال الّذين هم على الأعراف يعرفون جميع الخلق بسيماهم يعرفون أهل الجنّة بسيماء المطيعين وأهل النار بسيماء العصاة( وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) يعني هؤلاء الذين على الأعراف ينادون أصحاب الجنّة( أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) وهذا تسليم وتهنئة وسرور بما وهب الله لهم( لَمْ يَدْخُلُوهَا ) أي لم يدخلوا الجنّة بعدُ.

عن ابن عباس وابن مسعود والحسن وقتاده.

سورة الأعراف الآية ٤٨

( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ )

روى الحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودّة) ص ٤٥٢ بإسناده المذكور عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.

قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعليّ أكثر من عشر مرّات: [يا عليّ: إنَّك والأوصياء من وُلدك أعراف بين الجنّة والنار، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكركم وأنكرتموه ].

وورد في كتاب: المختار ١٥٢ من باب الخطب من نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: [وإنَّما الائمّة قوام الله على خلقه و عرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ].

سورة الأعراف الآية ٧٩

( وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )

أخرج الفقيه أبو الحسن عليّ بن محمّد بن شاذان من كتاب المناقب المائة، المنقبة الحادية والعشرون ص ١٤-١٥ قال: بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال:

١٠٥

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بعد منصرفه من حجّة الوداع:

[يا أيّها الناس …..

حتّى قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألآ وإنّ ربيّ أمرني بوصيّكم ألآ وإنّ ربّي أمرني أن أدلّكم على سفينة نجاتكم وباب حطّتكم ..

فمن أراد منكم النجاة بعدي والسّلامة من الفتن المردية فليتمسَّك بولاية عليّ بن أبي طالب .

فإنّه الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم وهو إمام كلّ مسلم بعدي، من أحبّه واقتدى به في الدنيا ورد علَيَّ حوضي، ومن خالفه لم يرده، ولم يرني واختلج دوني، وأخذ به ذات الشمال إلى النار .

أيّها الناس إنّي :

قد نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين ].

وهنا استشهد النبيّ (ص) بهذه لإلقاء الحجّة، ولبيان لزوم إتبّاع الإمام عليه السلام.

وأخرج الخوارزمي في المناقب ص ٤٢ والحمّوئي (الحمويي) من فرائد السمطين في الباب الرابع والخمسين.

عن الحسن البصري عن عبد الله قال: قال رسول الله عليه وسلم:

[إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا الجنّة وفوقه عرش ربِّ العالمين، ومن سفحه يتفجّر أنهار الجنّة وتتفرَّق في الجنان وهو جالسٌ على كرسيّ من نور يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحدٌ الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنّة فيدخل محبيّه الجنّة ومبغضيه النار ].

جاء في الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٧-٢٤٤، والصواعق المحرقة ص ٧٥، وإسعاف الراغبين ص ١٦١.

أخرج الحافظ ابن السمان في الموافقة عن قيس بن حازم قال:

إلتقى أبو بكر الصديق وعليّ بن أبي طالب فتبسَّم أبو بكر في وجه عليّ فقال له: مالك تبسَّمتَ؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: [لا يجوز أحد على الصراط، إلاّ من كتب له عليٌّ الجواز ]

١٠٦

وجاء في مناقب الخطيب الخوارزمي ص ٦٥

عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: [يا عليّ، والّذي نفسي بيده إنَّك لذائدٌ عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الضّال عن الماء بعصاً لك من عوسج وكأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي ].

وأخرج الخطيب الخوارزمي في المناقب ص ٢٥٣ عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: [إذا كان يوم القيامة أقام الله عزَّ وجلّ جبريل ومحمّداً على الصراط فلا يجوز أحدٌ إلّا من كان معه براءة من عليّ بن أبي طالب ].

وأورد الفقيه ابن المغازلي في المناقب، بلفظ: [عليٌّ يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنّة إلاّ من جاء بجوازٍ من عليّ بن أبي طالب ].

أخرج أبو الخير الحاكمي عن عليّ عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنَّم، ما جازها أحدٌ حتّى كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب ].

وذُكر في (فرائد السمطين) للشيخ المحدّث الكبير إبراهيم بن محمد ابن المؤيّد الجويني الحمويني الخراساني الباب الرابع والخمسون، والرياض النضرة: ج ٢ ص ١٧٢.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج ١ ص ٢٠١ ط ٣ الحديث ١٧٩ قال:

حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي قال: حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي، قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه)، عن عليّ بن مَعْبَدْ عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسى الرضا (عن أبيه) عن آبائه عن عليّ عليهم السلام قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [من أحبَّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعُروة الوُثقى ويعتصم بحبل الله المتين، فليوال عليّاً وليأتمَّ بالهداة من ولده ].

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان المجلد الثاني ص ٤٤٣ ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

وروى الثعلبي بإسناده مرفوعاً عن النبيّ (ص) قال: [يا عليّ: أتدري من أشقى الأوَّلين قال: قلت الله ورسوله أعلم قال: عاقر الناقة، قال: أتدري من أشقى الآخرين قلت الله ورسوله أعلم، قال: قاتِلكَ، وفي رواية أخرى، قال: من أشقى الآخرين!؟ من يخضب هذه من هذه، وأشار إلى لحيته ورأسه ].

١٠٧

سورة الأعراف الآية ١٤٢

( وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )

روى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه كفاية الطالب ص ٢٨١ الباب السبعون في تخصيص عليٍّ (ع) بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى ]. (وذكر طرقه)

روى بإسناده عن عامر بن سعد يقول: قال سعد (بن أبي وقاص):

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: [ألا ترضى أن تكون منِّي بمنـزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي ].

وبرواية أوردها الكنجي عن عدّة من الرواة والحفّاظ وبإسناده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: [يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون منّي بمنـزلة هارون من موسى غير أن لا نبيَّ بعدي ].

وجاء في كتاب كفاية الطالب، للحافظ الكنجي ص ٢٨٣ قال:

قلت: هذ حديث متّفق على صحته.

ورواه الائمّة الحفّاظ، كأبي عبد الله البخاري في صحيحة(١) ومسلم بن الحجّاج في صحيحه(٢) وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه(٣) ، وأبي عبد الرحمان النسائي في سننه(٤) وابن ماجة القزويني في سننه(٥) واتّفق الجميع علي صحته حتّى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدِّ التواتر(٦) وقد نقل عن شعبة بن الحجّاج أنّه قال في قوله (ص) لعليٍّ (ع): [أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى ].

____________________

(١) ج ٣ ص ٥٤ باب غزوة تبوك.

(٢) صحيح مسلم: ج ٤ ١٨٧١ ط ١٣٧٥ هـ.

(٣) صحيح الترمذي: ج ٢ ص ٣٠١.

(٤) خصائص النسائي: ص ٨٢.

(٥) صحيح ابن ماجة ١٢.

(٦) مستدرك الصحيحين: ج ٢ ص ٣٣٧.

١٠٨

وكان هارون أفضل أمّة موسى عليه السلام، فوجب أن يكون عليٌّ (ع) أفضل من كلّ أمّة محمّد (ص) صيانةً لهذا النص الصريح كما قال موسى لأخيه هارون: أُخلفني في قومي وأصلح.

وجاء في كتاب الدرّ الثمين للحافظ رضي الدين البرسي ص ١٠١ قال:

ثمّ جعل محمّداً وعليّاً عليهما السلام مستغاثاً لكل داعٍ وغياثاً لكل واعٍ و آيةً لكل ساعٍ فقال حكاية عن موسى( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ) .

ثم قال:( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ ) نفى عن ذاته المقدّسة نظر العيون وخطرات الظنون.

ثم قال:( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ ) والتجلّي إنّما يكون من ذي الهيئة وذو الهيئة والمثال يُرى فكيف نفى الرؤية عن ما تجوز (عليه) الرؤية.

وحلّ هذا الرمز أنّه جعل التجلّي للربِّ، والربُّ مقول على كثيرين فالمراد هنا بحذف المضاف، فالمراد منه: فلمّا تجلى نور ربِّه وعظمة ربِّه وجلال ربِّه، والعظمة والجلال محمّدٌ وعليٌّ عليهما السلام وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام [أنا مكلِّم موسى من الشجرة. أنا ذلك النّور، وإنّما ظهر لموسى شقص من شقص الذر من المثقال ].

قال ابن عباس: كان ذلك النور نور محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.

ومن مجمع الزوائد: ج ٨ ص ٤٠٠ الحديث ١٣٨٣٠ كتاب علامات النبوّة.

والمستدرك: ج ٣ ص ٣٢٧ كتاب معرفة الصحابة، مناقب العباس.

قال العباس بن عبد المطّلب يمدح النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:

من قبلها طبت في الظلال وفي

مستودع حيث يخصف الورق

ثمّ هبطت البــلاد لا بشـر

أنت ولا مضغة ولا علـــق

بل نطفة تركـب السفين وقد

ألجم نسراً وأهله الغــــرق

تنقل مــن صالب إلى رحم

إذا مضى عالم بدا طــــبق

حتى احتوى بيتك المهيمن من

خَندف علياء تحتها النطـــق

وأنت لما ولدت أشـرقت الأ

رض وضاءت بنورك الأفــق

فنحن في ذلك الضياء وفي النـ

ور وسبل الرشاد نختـــرق

١٠٩

وزاد ابن الجوزي هذا البيت:

وردت نــار الخليل مكتتما

تجــول فيها ولســت تحترق

وللمراجعة: الوفا بأحوال المصطفى: ص ٢٨ الباب الثاني الحديث ٩.

و ينابيع المودّة للشيخ سليمان القندوزي ص ١٣-١٤.

وقال الصفوري في نزهة المجالس: ج ٢ ص ٢٤٥

لما أُلقي إبراهيم في النّار كان نور محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم، في جنبه وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى إسماعيل.

وزاد القاضي عياض:

يا بَرْدَ نار الخليــــل يا سَبَباً

لعصمــة النار وهي تَحتَرقُ

الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ج ١ ص ١٦٧-١٦٨ الباب الثالث.

١١٠

سورة الأعراف الآية ١٨١

( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ )

روى الحافظ سليمان القُندوزي وهو من علماء السنّة، بسند متصل بالإمام علي (ع) أنّه قال: [تفترق الأمّة ثلاث وسبعون فرقة، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة: وهم الذين قال الله تبارك وتعالى ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

ينابيع المودّة، ١٠٩ (عن أحمد بن موفّق الخوارزمي) (نقلاً من كتاب العقائد الجعفريّة ص ٤١).

في الدرّ المنثور: ج ٣ ص ١٤٩ قال السيوطي: وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ) قال: قال رسول الله (ص): [إنَّ من أمّتي قوماً على الحقّ حتّى ينـزل عيسى بن مريم، متى ما نزل ].

وقال: أخرج أبو الشيخ عن عليّ بن أبي طالب قال: [لتفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقه، كلّها في النار إلّا فرقة. يقول الله: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ] فهذه هي التي تنجو من هذه الأمّة.

والطبرسي أيضاً أورد في تفسيره مجمع البيان: ج ٢ ص ١٢٣ ط مؤسسة التاريخ العربي، قال: وروى العيّاشي بإسناده عن أمير المؤمنين علي (ع) أنّه قال: [والّذي نفسي بيده لتفترقنّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلاّ فرقةٌ واحدة ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ] فهذه التي تنجو.

وفي ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي في الباب الخامس والثلاثون ص ١٠٩ قال: وأخرج موفق بن أحمد الخوارزمي عن عمر بن أُذينة، عن جعفر الصادق عن آبائه عن عليّ عليهم السلام، قال: قال رسول الله (ص): [يا عليّ مثلك في أمّتي مثل عيسى بن مريم، إفترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريّون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقةٌ غلوا فيه فخرجوا عن دين الله وهم النصارى، وأنّ أمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق: فرقة اتبعوك وأحبّوك وهم المؤمنون، وفرقة عادوك وهم الناكثون والمارقون والقاسطون، وفرقة غلوا فيك وهم الضالّون، يا عليّ: أنت وأتباعك في الجنّة، وعدوّك والغالي فيك في النار ].

١١١

وفي ينابيع المودّة أيضاً (في الباب الخامس والثلاثون أيضاً) قال: وأخرج موفق بن أحمد الخوارزمي المكّي، عن زاذان عن عليّ (ع) قال: [تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة، وهم الذين قال الله تعالى: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

وللأستزادة مما ورد في كتب الرواة والتفاسير للآية ٧ من سورة البيّنة للعودة والرجوع للآية المذكورة( أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .

وجاء بكتاب فضائل الخمسة للسيد الحسيني الفيروز آبادي: ج ٣ ص ٩٨ ط. دار الكتب الإسلامية باب (أنّ علياً وشيعته يردون عليَّ الحوض).

عن الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣١، قال: بإسناد الطبراني أنّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع): [أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواة مروييّن، مبيضّة وجوهكم، وأنّ أعداءك يردون عليَّ الحوض ظماء مقمحين ].

وفي كنوز الحقائق للمناوي ص ١٨٩ ولفظة: [يا عليّ أنت وشيعتك تردون عليّ الحوض وروداً ].

وفي كنز العمّال: ج ١٢ ص ١٠٤ مؤسسة الرسالة ولفظة: [يا عليّ إنَّ أول أربعةٍ يدخلون الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ]. قال: أخرجه ابن عساكر عن عليّ (ع) وأخرجه الطبراني عن أبي رافع.

وفي حلية الأولياء لأبي نعيم: ج ٤ ص ٣٢٩ روى بسنده عن الشعبي عن عليّ (ع) قال: قال لي النبيّ (ص): [إنَّك وشيعتك في الجنّة ]، وهذا الحديث رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج ١٢ ص ٢٨٩.

وفي تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي: ج ١٢ ص ٣٥٨ روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي من رسول الله (ص) فأتته فاطمة (ع) ومعها عليٌّ (ع) فقال له النبيّ (ص): [أنت وأصحابك في الجنّة، أنت وشيعتك في الجنّة ].

١١٢

وفي المناقب لابن المغازلي الشافعي ص ٣٣٩ برقم ٢٩٦ قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار الفقيه الشافعي رحمه الله، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقّاء الحافظ، حدّثنا عبد الله بن زيدان، حدّثنا عليّ بن يونس بن عليّ بن يونس العطّار، حدّثنا محمّد بن علي الكندي، حدّثني محمّد بن سالم، حدّثنا جعفر بن محمد، قال: حدّثني محمّد بن علي، حدّثني عليّ بن الحسين، حدّثني الحسين بن علي، حدّثني عليّ بن أبي طالب (ع)، عن رسول الله (ص): قال: [يا عليّ إنَّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر ليلة البدر. وقد فرجت عنهم الشدائد، وسُهِّلت لهم الموارد، وأُعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تلألأ نوراً، على نوق بيض لها أجنحة، قد ذللت من غير مهانة، ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر، ألين من الحرير، لكرامتهم على الله عزّ وجلّ ].

وفي مجمع الزوائد للهيثمي: ج ٩ ص ١٧٣ قال: وعن أبي هريرة أنَّ عليّ بن أبي طالب قال: [يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال (ص): فاطمة أحبّ إليَّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة، إخواناً على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنّة، ثمَّ قرأ رسول الله (ص) ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) لاينظر أحد في قفا صاحبه ]سورة الحجر تسلسل ٤٩ الآية ٤٧ .. قال: رواه الطبراني.

وفي المناقب لابن المغازلي الشافعي: ص ٢٩٣ برقم ٣٣٥ قال:

أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلوي حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقّاء، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن علي الرازي، حدّثنا عليّ بن حسين بن عبيد الرازي، حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي، عن عمرو بن حريث، عن داود بن سليك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): [يدخل من أمَّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ثمَّ التفت إلى عليّ (ع) فقال: هم من شيعتك وأنت إمامهم ].

١١٣

وأخرج الطبراني في ص ٩٦ عن الديلمي بلفظة: [يا علي إنّ الله غفر لك ولذريتّك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فأنت الأنزع البطين ]. وفي ص ١٣٩ ط. الميمنيه قال: [وفي رواية:أنّ الله غفر لشيعتك ولمحبّي شيعتك ].

وكذلك رواه السيد مرتضى الحسيني الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٩٥.

وأخرج الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٠ ط ٣، في الحديث الرقم ٢٧٠ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين، قال: أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا أبو بكر بن سليمان بالبصرة قال: حدّثنا (أحمد بن عبد الجبّار أبو عمر) العطاردي قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد:

عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ ) قال: يعني من أُمّة محمّد أمّة: يعني عليّ بن أبي طالب،( يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ) يعني يدعون بعدك يا محمّد إلى الحقّ، ( وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) في الخلافة بعدك.

ومعنى الأمّة: العلَم في الخير، نظيرها:( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) يعني علماً في الخير، معلِّماً في الخير.

وأورد الحسكاني في الشواهد ص ٣٢١ الحديث ٢٧١ قال:

وفي كتاب فهم القرآن عن (الإمام) جعفر الصادق في معنى قوله:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قال: [هذه الآية لآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ].

(وهكذا وجدت) بخطّ أبي سعد بن دوست في أصله.

وروى ابن مردويه في كتاب مناقب علي عليه السلام بسنده عن زاذان عن علي عليه السلام، قال: [تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنّة، وهم الذين قال الله تعالى: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وهم أنا وشيعتي ].

وكذا رواه عنه الإربلي في عنوان: (ما نزل من القرآن في شأن عليٍّ عليه السلام) من كتاب كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢١.

١١٤

وللنظر في المختار (١١٣) من القسم الثاني من باب الخطب من نهج السعادة: ج ٣ ص ٤٢٧ ط ١ ثم إنّ في الباب (١٨٥) من غاية المرام ص ٤٢٧ للسيد هاشم البحراني ما يعزز الشواهد المذكورة هنا.

وأخرج الحديث فقيه الحنفيّة موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ص ٢٣٧.

وأخرجه السيد هاشم البحراني في كتابه الصغير عن مناقب أحمد بن موسى بن مردويه فيص ١١٢.

وأخرج الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي، في كتابه (الدرّ الثمين، خـمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين) ص ٩٩ قال:

ثمَّ جعله وعترته عليهم السلام أولياءه على الحق فقال:( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) .

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إذا افترقت هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وفرقة في الجنّة وهم أنت وشيعتك، لأنَّك لم تفارق الحقّ وهم لا يفارقونك فهم مع الحقّ ].

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان - المجلد الثاني - ص ٥٠٣ ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال:

وقال الربيع بن أنس: قرأ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية فقال: [إنَّ من أمّتي قوماً على الحقّ، حتّى ينـزل عيسى بن مريم ]. وروى العيّاشي بإسناده عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: [والذي نفسي بيده لتفترقنَّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلّا فرقةٌ واحدة ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه التي تنجو ].

وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) أنَّهما قالا: [نحن هم ].

١١٥

سورة الأنفال

سورة الأنفال، الآية ٢٥

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً )

أخرج السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٩ ص ٦٢ قال: وفي المجمع البيان للشيخ الطبرسي، عن الحاكم بإسناده عن قتادة عن سعيد بن المسيّب عن ابن عباس قال: لماّ نزلت هذه الآية( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم [من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنَّما جحد نبوّتي ونبوَّة الأنبياء من قبلي ].

وقال: ومن الدرّ المنثور أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حمّاد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال: لقد قرأنا زماناً ومانرى أنّا من أهلها فاذا نحن المعنيّون بها( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) وفيه (الدرّ المنثور) أخرج أحمد والبزّاز وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن مطرف قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله ضيَّعتم الخليفة حتّى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير رضي الله عنه: إنَّا قرأنا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) ولم نكن نحسب أنّا أهلها حتّى وقعت فينا حيث وقعت.

وأورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في شواهد النتزيل: ج ١ ص ٣٢٣ ط ٣، من الرقم ٢٧٣ قال:

حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمد، قال حدّثنا محمّد بن صالح القزويني، قال: حدَّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر (سليمان بن حيّان)، عن إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال:

لما نزلت:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكانَّما جحد نبوَّتي ونبوّة الأنبياء قبلي ].

١١٦

والسيد هاشم البحراني قد روى عنه في تفسير الآية الكريمة في تفسيره البرهان: ج ٢ ص ٧٢، وكذلك فقد رواه عنه في كتابه غاية المرام في الباب ١٣٥ ص ٤٠٧.

وكذلك فقد روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام ص ٤٠٧ يروي عن أبي عبد الله محمّد بن علي السرّاج، يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:

[يا ابن مسعود قد أنزلت الآية ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) وأنا مستودعكها، ومسلم لك خاصّة الظلمة فكن لما أقول واعيا وعنّي له مؤدّيا: من ظلم عليّا مجلسي هذا كمن جحد نبوّتي ونبوّة من كان قبلي ].

وأخرج الحاكم الحسكاني من شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٤ ط ٣، من الرقم ٢٧٤ قال:

أخبرنا منصور بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرحمان بن مهدي قال حدّثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن (البصري) يحدِّث عن الزبير بن العوّام قال:

لماّ نزلت هذه الآية:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) ونحن يومئذ متوافرون فجعلنا نعجب من هذه الآية، أيَّة فتنة تصيبنا؟ ماهذه الفتنة؟ حتّى رأيناها.

وفي الرقم ٢٧٥ من الشواهد للحسكاني قال:

وبه قال: حدّثنا يوسف، قال: حدّثنا قبيصة، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي شعيب الصّلت بن دينار، عن عقبة بن صهبان قال: سمعت الزبير بن العوام يقول:

لقد قرأناها زماناً ومانرى أنّا من أهلها، وإذاً نحن المعنيّون بها:

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) .

وجاء في الرقم ٢٧٦ في شواهد التنـزيل للحسكاني قال:

وبه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، ومحمد بن سهل، قالا: حدّثنا محمّد بن يوسف، قال: حدّثنا سفيان عن جويبر:

عن الضحّاك بن مزاحم، من قوله تعالى( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال: نزلت في أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله خاصّة.

١١٧

وأورد الحسكاني في الحديث الرقم ٢٧٧ من شواهد التنزيل ص ٣٢٥ قال:

وبه حدّثنا الحسين بن علي قال: حدّثنا عمرو بن محمّد قال: حدّثنا أسباط: عن السدّي، عن أصحابه( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) قال: أهل بدر خاصّةً، قال: فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا، وكان من المفتونين فلان وفلان، وهم من أهل بدر، الحديث.

وللملاحظة: إنَّ مقصده من فلان وفلان، طلحة والزبير.

ومن مجمع البيان للطبرسي، عند تفسيره للآية الشريفة بمثل هذا المعنى، ينقل عن السدّي.

وكون الآية الكريمة خاصّة بأهل بدر، فقد أورد السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٩ ص ٣٢٥ قال:

وفيه (أي الدرّ المنثور) أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدّي قال:

هذه نزلت في أهل بدر خاصّة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر.

وأورد الحاكم الحسكاني من شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٥ من الرقم ٢٧٨ قال:

أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن بن عليّ قال: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة قال:

حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان، قال: حدّثنا عمر بن محمّد بن الحسن قال: حدّثنا أبي قال: الحسن بن دينار عن الحسن:

عن الزبير بن العوام أنَّه قرأ هذه الآية:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) إلى آخرها فقال: ماشعرت (أنَّ) هذه الآية (نزلت فينا) إلّا اليوم - يعني يوم الجمل في محاربته عليًّا.

وممن أورد مقولة الزبير بن العوّام وأنّه كان من المعنيّين والخاصّة التي خصَّتهم الآية الكريمة، فقد روى أبو عمرو الداني عثمان بن سعيد من السنن الواردة في الفتن، في الحديث ١٢ من الباب ٣ ص ١٨ قال:

حدّثنا سلمون بن داود قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله قال:

حدّثنا محمّد بن يونس قال: حدّثنا عمر بن حبيب، عن داوود بن أبي هند، عن الحسن قال: حدّثني عون بن قتادة قال: حدّثني الزبير بن العوّام قال:

١١٨

لقد حذَّرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتنة لم نر أنّا نخلق لها؟ ثم قرأ:

( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) فقرأناها زماناً، فاذا نحن المعنيّون بها.

قال (عون: فقلت له:) حيث كان هكذا فلِمَ خرجتم (عن عليّ)؟، قال: ويحك! نحن نعلم ولكن لانصبر.

وذكر محقق الكتاب في تحقيقه: والحديث أخرجه أحمد (في مسند الزبير):ج ١ ص ١٦٧ ط ١.

ورواه أيضاً ابن جرير في تفسيره: ج ٩ ص ٢١٨.

ورواه أيضاً البزّار كما في كشف الأستار: ج ٤ ص ٩١.

ورواه في مسند الزبير في الحديث الأخير ج ١ ص ١٦٧ قال: حدّثنا أسود بن عامر حدّثنا جرير، قال: سمعت الحسن قال: قال الزبير بن العّوام: نزلت هذه الآية ونحن متوافرون مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) فجعلنا نقول: ماهذه الفتنة وما نشعر أنّها تقع حيث وقعت.

ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٧ ص ٢٧ وقال: رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.

وكذلك ورد في كتاب فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٣٦٨ للسيد الفيرز آبادي.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٨ في الحديث ٢٨٣ (قال: و) حدّثنا الحمّاني قال: حدّثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد، عن السدّي (في قوله تعالى)( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) هم أهل الجمل.

وأورد الحسكاني في شواهد التنـزيل: ج ١ ص ٣٢٨، الرقم ٢٨٤ قال: (و) حدّثنا محمّد بن الفضل، عن هشام بن (عروة عن) بكير الطويل، عن أبي إسحاق، عن أبي عثمان النهدي قال: رأيت عليًّا يوم الجمل وتلا هذه الآية:( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ ) فحلف عليّ بالله ماقوتل أهل هذه الآية منذ نزلت إلاّ اليوم.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان المجلد الثاني ص ٥٣٤ - ط دار إحياء التراث العربي بيروت، قال:

١١٩

وفي حديث أبي أيّوب الأنصاري أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعمّار: [ياعمّار إنَّه سيكون بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضاً وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني عليّ بن أبي طالب (ع) فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليُّ واديا فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس ياعمّار، إنَّ عليّاً لايردّك عن هدى ولا يدّلك على ردى، ياعمّار طاعة عليّ طاعتي وطاعتي طاعة الله ] ورواه السيد أبو طالب الهروي بإسناده عن علقمة والأسود قالا أتينا أبا أيّوب الأنصاري الخبر بطوله، وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: وحدّثنا عنه أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد قال حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضيل بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن صالح العرزميّ قال حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: [من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنَّما جحد بنبوّتي ونبوَّة الأنبياء قبلي ].

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416