النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٣

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 329

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 329
المشاهدات: 30721
تحميل: 4570


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 329 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 30721 / تحميل: 4570
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة مريم الآية ٩٧

( فَإِنَّمَا يَسَّرْ‌نَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ‌ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ‌ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا )

روى الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٥٣ ط٣ في الحديث ٥٠٣ قال:

الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمّد بن عمران، قال: أخبرنا عليّ بن محمّد الحافظ، قال: حدّثني الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس (في قوله تعالى):( سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وُدًّا ) (١) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام خاصةً( لِتُبَشِّرَ‌ بِهِ الْمُتَّقِينَ ) نزلت في عليّ خاصّة( وَتُنذِرَ‌ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ) نزلت في بني أميّة وبني المغيرة.

روى الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في [ما نزل من القرآن في أهل البيت (ع)] ص ٦٦ قال:

وعن ابن عباس في قوله( فَإِنَّمَا يَسَّرْ‌نَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ‌ بِهِ الْمُتَّقِينَ ) .

نزلت في عليّ خاصّة،( وَتُنذِرَ‌ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ) نزلت في بني أميّة وبني المغيرة.

____________________

(١) سورة مريم: الآية ٩٦.

١٠١

سورة طه

سورة طه الآيات ٢٩ و٣٠ و٣١ و٣٢

( وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي )

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بابي نُعيم الاصبهاني في كتاب (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) ص ١٣٨ ط١ في الحديث ٣٧ قال:

حدّثنا محمّد بن حميد، قال: حدّثنا الهيثم بن خلف، قال: حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثنا الحسن بن ثابت بن عمرو المدني قال: حدّثني أبي عن شعبة، عن الحكم، عن عكرمة:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، بيد عليّ بن أبي طالب ونحن بمكّة وبيدي، وصلّى أربع ركعات ثمّ رفع يده إلى السماء فقال:[أللّهم إنَّ موسى بن عمران سألك وأنا محمّد نبيّك أسألك أن تشرح لي صدري وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّ بن أبي طالب أخي، أشدد به أزري واشركه في أمري ].

قال ابن عباس: فسمعت منادياً ينادي: يا أحمد، قد أوتيت ما سألت.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٥٩ ط٣ في الحديث ٥١٠ قال:

حدّثني أبو عبد الله الحسين بن محمّد الجبلي قال: حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن علي قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن حمدويه بن مهران التمّار، قال: حدّثنا أحمد بن كثير الواسطي قال: حدّثنا نصر بن منصور قال: حدّثنا مهدي بن عمران، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد قال:

أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال:[أبشر وأبشر، إنَّ موسى دعا ربَّه أن يجعل له وزيراً من أهله هارون، وإنّي أدعوا ربِّي أن يجعل لي وزيراً من أهلي عليٌّ أخي، أشدد به ظهري واشركه في أمري].

١٠٢

وروى الحسكاني عن الصحابيّة أسماء بنت عميس، في الحديث ٥١١ من شواهده ص ٥٩٠ ط٣ قال:

أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن قال: أخبرنا محمّد بن إبراهيم المؤدّب، قال حدّثنا مطيِّن قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب - قال مطين: هو أبو جنيدب، وكذا قال عبّاد - قال سمعت رجلاً من خثعم يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:[أللّهمَّ إنّي أقول كما قال أخي موسى أللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا أخي ( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ) - إلى( قوله تعالى)- ( بَصِيرً‌ا ) ].

و(رواه أيضا) الصباح بن يحيى المزني عن الحارث (كما) في كتاب العيّاشي وكتاب فرات.

و(رواه أيضا) حصين (بن يزيد) عن أسماء.

وأورد الحسكاني رواية أخرى عن أسماء بنت عميس، في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٦٣ ط٣ في الحديث ٥١٢ قال:

حدّثني عليّ بن موسى بن إسحاق، عن محمّد بن مسعود بن محمّد المفسّر قال: حدّثنا نصر بن محمّد البغدادي، قال: حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك بن أبي الزاهرية الكوفي قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل قال: حدّثنا جعفر الأحمر، عن عمران بن سليمان عن حصين، عن أسماء بنت عميس قالت:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[أقول كما قال أخي موسى: (ربِّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي) عليًّا أخي ].

وأورد الحسكاني رواية ثالثة عن أسماء بنت عميس في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٦٤ ط٣، في الحديث ٥١٣ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين قال: أخبرنا عليّ بن الحسين قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا عبدويه بن محمّد بشيراز، قال: حدّثنا سهل بن نوح بن يحيى، أنبأنا يوسف بن موسى القطّان عن وكيع، عن سفيان، عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب، قال:سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول:

١٠٣

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:[أللّهمّ إنّي أقول كما قال موسى بن عمران: أللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي عليّ بن أبي طالب أشدد به أزري -يعني ظهري- واشركه في أمري ويكون لي صهراً وختناً ].

وروى الحافظ عليّ بن محمّد الجلابي -المعروف بابن المغازلي في (مناقب عليّ عليه السّلام) ص ٢٥٢ في الحديث ٣٠١ قال:

أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة، حدّثنا عمر بن (عبد الله بن) شوذب، حدّثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، حدّثنا عليّ بن عباس، عن الحارث بن حصيرة، عن عدي بن ثابت قال(١) :

خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى المسجد فقال:[إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى موسى أن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا موسى و هارون وأبناء هارون، وإنّ الله أوحى إليَّ أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا أنا وعليٌّ وأبناء عليّ ].

وروى أحمد بن إبراهيم البزار في (كشف الاستار) ج٣ ص ١٩٥ ط١ قال:

حدّثنا حاتم بن الليث، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا أبو ميمونة، عن عيسى المدني، عن عليّ بن حسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب قال:

أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيدي فقال:[إنّ موسى سأل ربّه أن يطهِّر مسجده بهارون، وإني سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بك وبذريّتك].

ثمَّ أرسل (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى أبي بكر أن سدّ بابك فاسترجع (أبو بكر) ثمّ قال: سمعاً وطاعة فسدَّ بابه، ثمّ أرسل إلى عمر، ثمّ أرسل إلى العبّاس بمثل ذلك، ثمّ قال الله صلّى الله عليه وسلّم:[ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليٍّ ولكنَّ الله فتح باب عليٍّ وسدَّ أبوابكم].

وروى أبو عبد الله محمّد بن عمر بن الحسن فخر الدين الرازي الشافعي في تفسيره الكبير ج٦ ص ٢٦ ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت، عند تفسيره للآية( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَ‌اكِعُونَ ) (٢) .

____________________

(١) عدي بن ثابت الأنصاري: هو من رجال الصحاح الست.

(٢) سورة المائدة: الآية ٥٥.

١٠٤

قال:

وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: صلّيت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً من الأيّام الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: أللّهم اشهد أني سألت في مسجد الرسول محمّد صلّى الله عليه وآله فلم يعطني أحد شيئاً، وكان عليّ عليه السّلام في الصلاة راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم، فأقبل السائل وأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرآى النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو في المسجد، فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله طرفه إلى السماء وقال:[أللّهم إنّ أخي موسى سألك فقال ( قَالَ رَ‌بِّ اشْرَ‌حْ لِي صَدْرِ‌ي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ‌ لِي أَمْرِ‌ي ﴿٢٦﴾ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ) فأنزلت عليه قرآناً: ( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ) .أللّهم وأنا محمّد نبيّك وصفيّك فاشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً، اشدد به أزري].

قال أبو ذر: فو الله ما أتمَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل فقال: يا محمّد اقرأ:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَ‌اكِعُونَ ) .

وروى السيّد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي في (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار) ص ٨٦ ط. دار الفكر - بروايته المنقولة عن تفسير الرازي.

وروى القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي، المصري في (شرح الأخبار) ص ٩٧ ط٢ عن الحديث النبوي الشريف:[أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي] قال:

١٠٥

وهذا أيضا خبر مشهور قد جاء من طرق شتى وثبت، وهو أيضا كذلك ممّا أبان به رسول الله صلّى الله عليه وآله فضل علي وإمامته، وكان هارون اخا موسى من الولادة، ولم يكن عليّ عليه السّلام كذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان هارون نبيّاً قد بعثه الله عزَّ وجل مع موسى إلى فرعون، كما ذكر في الكتاب، فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله أنَّ عليًّا عليه السّلام ليس بنبي كذلك، فلم يبق ما يكون به منـزلة من رسول الله صلّى الله عليه وآله مثل منزلة هارون من موسى، إلّا أن يكون وزيره وخليفته كما أخبر الله عزَّ وجل عن موسى في قوله( وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ) (١) وقوله:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (٢) وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السّلام: أنت وزيري وخليفتي في أهلي، فصرّحَ بذلك له، وإذا كان خليفته، فمن أين يجوز لغيره أن يدعي بعده الخلافة.

روى أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل في فضائل أهل البيت (ع) من كتاب (فضائل الصحابة) ط١، ص ١٨٨ في الحديث ٢٨٢ مطبعة دار الإسلام. قال:

القطيعي: وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنام أيضا، يذكر أن عبّاد بن يعقوب حدّثهم، قال: حدّثنا عليّ بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم (بن جندب) قال، سمعت رجلاً من خثعم يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:

[أللّهم أقول كما قال أخي موسى: أللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي، عليًّا أخي .( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ﴿٣٢﴾ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرً‌ا ﴿٣٣﴾ وَنَذْكُرَ‌كَ كَثِيرً‌ا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرً‌ا ) ] .

وروى الشيخ محمّد حسن المظفر في (دلائل الصدق) للعلامة الحلي ج٣ ص ٣٤١ قال:

قال السيوطي في [الدرّ المنثور]: أخرج ابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر، عن أسماء بنت عميس قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله بإزاء ثبير وهو يقول:[ أشرق ثبير أشرق ثبير، أللّهم إنّي أسالك بما سألك أخي موسى، أن تشرح لي صدري، وأن تيسِّر لي أمري، وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، عليًّا أخي، أشدد به أزري، واشركه في أمري، كي نسبّحك كثيراً، ونذكرك كثيراً، إنّك كنت بنا بصيراً].

____________________

(١) سورة طه: الآية ٢٩.

(٢) سورة الأعراف: الآية ١٤٢.

١٠٦

(وفيه) وقال السيوطي أيضا: وأخرج السلفي في (الطيورات) بسند رواه عن أبي جعفر (محمّد الباقر) بن علي (بن الحسين) عليهم السّلام قال: لما نزلت:( وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ) كان رسول الله صلّى الله عليه وآله على جبل، ثمّ دعا به وقال:[أللّهم اشدد أزري بأخي عليٍّ ] فأجابه إلى ذلك.

وفي (دلائل الصدق)-كذلك- ما نقله ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) عن أحمد بن حنبل في (الفضائل) عن ابن عباس، قال: أخذ النبيّ بيد عليٍّ ونحن بمكّة وصلّى أربع ركعات، ورفع بيده إلى السماء فقال:[أللّهم إنَّ موسى بن عمران سألك، وأنا محمّد نبيّك أسألك: أن تشرح لي صدري، وتحل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، عليّ بن أبي طالب أخي أشدد به أزري، واشركه في أمري ] قال ابن عباس: سمعت منادياً ينادي[يا أحمد قد أوتيت ما سألت].

روى محمّد بن سليمان الكوفي من (مناقب عليّ عليه السّلام) ج٣ الورق ٦٤/ب وفي ط١، ج١ ص ٣٠٣ في الحديث ٢٢٢

حدّثنا محمّد بن منصور قال: حدّثنا عليّ بن سيف الضبّي عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن محمّد الأزدي عن رجل من خثعم عن أسماء بنت عميس قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكة مستقبلاً (ثبيراً) مستديراً (حراء) فقال:[أللّهم إنّي أقول اليوم كما قال العبد الصالح: أللّهم اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا أخي أشدد به أزري واشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً ].

وأيضا رواه محمّد بن سليمان في الحديث ٢٧٤ من كتاب (المناقب) الورق: ٧٢/ب وفي ط١ ج١ ص ٣٤٨ قال:

حدّثنا عثمان بن محمّد قال: حدّثنا جعفر، حدّثنا يحيى عن المسعودي عن عمرو بن حبيب، عن عمران بن سليم عن حصين بن عبد الرحمان:

عن أسماء إبنة عميس قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بإزاء بيتي وهو يقول:

[أشرق ثبير أشرق ثبير، أللّهم إنّي أسالك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري، وأن تيسِّر لي أمري، وأن تحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، عليًّا أخي، أشدد به أزري، واشركه في أمري، كي نسبّحك كثيراً، ونذكرك كثيراً، إنّك كنت بنا بصيراً ].

١٠٧

وروى محمّد بن سليمان في (المناقب) ج٣ الورق ٧٣/ب وفي ط١ ج١ ص ٣٥٢ قال:

(حدّثنا) أبو أحمد أحمد بن ميمون بن عبد الله الكاتب عن إسماعيل بن أبان عن الصباح عن يحيى المزني قال: حدّثنا الحارث بن حصيرة الأزدي عن القاسم بن محمّد عن رجل من خثعم، عن أسماء بنت عميس قالت:

كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واقفاً بجمع مستقبلاً ثبيراً فقال:[أللّهمَّ إنّي أقول كما قال موسى: أللّهم اغفر لي ذنبي واشرح لي صدري ويسِّرْ لي أمري واطلق لساني وأحلل عنّي وزري واجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا أشدد به أزري واشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً إنّك كنت بنا بصيراً].

روى المولى حيدر عليّ بن محمّد الشرواني في (ما روته العامّة من مناقب أهل البيت عليهم السّلام) ط. المنشورات الإسلامية. ص ٩٦ قال:

وروي عن أبي ذر قال: صلّيت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء فقال: أللّهم اشهد أنّي سألت في مسجد الرسول صلّى الله عليه وآله وما أعطاني أحد شيئاً وعلي كان راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم فرأى النبيّ صلّى الله عليه وآله ذلك فقال:[أللّهم إنّ أخي موسى سألك فقال: ( قَالَ رَ‌بِّ اشْرَ‌حْ لِي صَدْرِ‌ي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ‌ لِي أَمْرِ‌ي ) إلى قوله( وَأَشْرِ‌كْهُ فِي أَمْرِ‌ي ) (١) ، فأنزلت قرأناً ( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) (٢) ، أللّهم وأنا محمّد نبيك وصفيك، فاشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا اشدد به أزري].

قال أبو ذر: فو الله ما أتمَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الكلمة حتّى نزل جبرئيل عليه السّلام فقال: يا محمّد إقرأ:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ )

____________________

(١) سورة طه: الآيات ٢٥الى ٣٢.

(٢) سورة القصص: الآية ٣٥.

١٠٨

وروى الشرواني في ص ١٠٦ من مناقبه قال:

ثمّ قال ابن أبي الحديد:

ويدل على أنَّه وزير رسول الله صلّى الله عليه وآله من نص الكتاب والسنة قوله تعالى( وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ) .

وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام:[أنت مني بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي].

فأثبت له جميع مراتب هارون ومنازله من موسى، فإذن هو وزير رسول الله صلّى الله عليه وآله، وشاد أزره، ولولا أنّه خاتم النبييّن لكان شريكاً في أمره.

وروى الحافظ عليّ بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي الشهير بابن عساكر في كتابه (تاريخ دمشق) ج١ص ١٢٠ ط٢ في ترجمة أمير المؤمنين، قال:

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله، أنبانا أبو بكر الخطيب، أنبانا أحمد بن الحسين أبو الحسن، أنبانا أحمد بن عبد الملك الأوردي أنبانا أحمد بن المفضل (قال) : أنبانا جعفر الأحمر عن عمران بن سليمان عن حصين التغلبي:

عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:[أقول كما قال أخي موسى: ربِّ اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا أخي، أشدد به أزري] إلى آخر الآيات.

وروى السيّد هاشم البحراني في تفسيره البرهان ج٣ ص ٣٦ ط٣ قال:

حدّثنا محمّد بن الحسن الخثعمي، عن عباد بن يعقوب، عن عليّ بن هاشم، عن عمر بن حارث (كذا) عن عمران بن سليمان عن حصين (بن يزيد) التغلبي: عن أسماء بنت عميس قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بإزاء جبل ثبير وهو يقول:[أشرق ثبير أشرق ثبير، أللّهم إنّي أسالك بما سألك أخي موسى، أن تشرح لي صدري، وأن تيسِّر لي أمري، وأن تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، وأن تجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا أخي، أشدد به أزري، واشركه في أمري، كي نسبّحك كثيراً، ونذكرك كثيراً، إنَّك كنت بنا بصيراً].

١٠٩

روى ابن عدي في كتاب (الكامل): ج٢ ص ٥٦٤ قال:

حدّثنا أحمد بن الحسين الصوفي، حدّثنا أحمد بن عبد الملك الأودي قال: حدّثنا أحمد بن المفضل، حدّثنا جعفر الأحمر، عن عمران بن سليمان، عن حصين التغلبي:

عن أسماء إبنة عُميس قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[أقول كما قال أخي موسى عليه السّلام: ( قَالَ رَ‌بِّ اشْرَ‌حْ لِي صَدْرِ‌ي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ‌ لِي أَمْرِ‌ي... وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ) ] إلى آخر الآيات.

وأورد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) الجزء السادس عشر من المجلد ١٤ ص ١٥٩ قال:

وفي الدرّ المنثور أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أسماء بنت عميس قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإزاء ثبير وهو يقول:

[أشرق ثبير أشرق ثبير، أللّهم إنّي أسالك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري، وأن تيسِّر لي أمري، وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا أخي، أُشدد به أزري، واشركه في أمري، كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنّك كنت بنا بصيراً].

(قال) أقول: وروي أيضا قريباً من هذا المعنى عن السلفي عن الباقر عليه السّلام، وروي أيضا في المجمع عن ابن عباس، عن أبي ذر عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قريباً منه.

وأورد الطباطبائي في (الميزان) ص ١٦٠ قال:

نبحث عن المراد بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في دعائه لعليّ عليه السّلام:( وَأَشْرِ‌كْهُ فِي أَمْرِ‌ي ) طبقاً لدعاء موسى عليه السّلام المحكي في الكتاب العزيز فانّ له مساساً بما فهمه صلّى الله عليه وآله وسلّم من لفظ الآية والحديث صحيح مؤيّد بحديث المنـزلة المتواتر(١) .

فمراده صلّى الله عليه وآله وسلّم بالأمر في قوله:( وَأَشْرِ‌كْهُ فِي أَمْرِ‌ي ) ليس هو النبوة قطعاً لنص حديث المنـزلة بإستثناء النبوّة، وهو الدليل القاطع على أنّ مراد موسى بالأمر في قوله:( وَأَشْرِ‌كْهُ فِي أَمْرِ‌ي ) ليس هو النبوّة وإلّا بقي قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم( أَمْرِ‌ي ) بلا معنى يفيده.

____________________

(١) نقل السيّد (هاشم) البحراني الحديث في غاية المرام بمائة طريق من طرق أهل السنة وسبعين طريقاً من طرق الشيعة.

١١٠

وليس المراد بالأمر هو مطلق الإرشاد والدعوة إلى الحق -كما ذكره- قطعاً لأنّه تكليف يقوم به جميع الأمّة وشاركه فيه غيره وحجّة الكتاب والسنة قائمة فيه كأمثال قوله تعالى:( قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَ‌ةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (١) .

وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقد رواه العامّة والخاصّة –[فليبلغ الشاهد الغائب] ، وإذا كان أمراً مشتركاً بين الجميع فلا معنى لسؤال إشراك عليٍّ فيه.

على أنَّ الإضافة في قوله:( أَمْرِ‌ي ) تفيد الاختصاص فلا يصدق على ما هو مشترك بين الجميع ونظير الكلام يجري في قول موسى المحكي في الآية.

وروى أيضا ابن المغازلي من كتابه (مناقب عليّ عليه السّلام) ص ٣٢٨ ط١ في الحديث ٣٧٥ قال:

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسّان بن النعمان الكازروني إجازة أنَّ عمر بن محمّد بن يوسف حدثهم (قال): حدّثنا أبو إسحاق المديني، حدّثنا أحمد بن موسى الحرامي حدّثنا الحسين بن ثابت المدني خادم موسى بن جعفر، حدّثني أبي عن الحكم عن عكرمة:

عن ابن عباس قال: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليٍّ فصلّى أربع ركعات ثمّ رفع يده إلى السماء فقال:[أللّهم سألك موسى بن عمران، وأنا محمّد أسألك أن تشرح لي صدري وتيسِّر لي أمري وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي أشدد به أزري واشركه في أمري].

قال ابن عباس: فسمعت مناد(ياً) ينادي يا أحمد قد أوتيت ما سألت. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا أبا الحسن: إرفع يدك إلى السماء وادع ربّك واسأله يعطك . فرفع عليٌّ يده إلى السماء وهو يقول:(أللّهم) اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي عندك ودّاً. فأنزل الله على نبيّه:( إِنَّ الّذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّ‌حْمَـٰنُ وُدًّا ) فتلاها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على أصحابه فعجبوا من ذلك عجباً شديداً، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:ممَّ تعجبون؟ إنّ القرآن أربعة أرباع، فربع فينا أهل البيت خاصة، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام، والله أنزل في عليٍّ كرائم القرآن ].

____________________

(١) سورة يوسف: الآية ١٠٨.

١١١

والسيد هاشم البحراني روى الحديث في الرقم ١٢ من الباب ٧٣ من كتابه (غاية المرام) ص ٣٧٣.

وأورد الحافظ الحسكاني في الحديث ٥٧ ص ٦٦ من (شواهد التنـزيل) ط٣ قال:

أخبرنا عليّ بن أحمد قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا أحمد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى الطلحي قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عمر بن عليّ بن عمر، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال لي عليّ بن الحسين عليه السّلام:[نزل القرآن علينا ولنا كرائمه].

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٦٦ ط٣ في الحديث ٥١٤ برواية عبد الله بن عباس عن الإمام عليّ عليه السّلام قال:

أخبرنا أبو القاسم القرشي قال: أخبرنا أبو بكر القرشي قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدّثنا عمّار بن الحسن قال: حدّثني سلمة قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبد الغفّار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب، عن عبد الله بن عبّاس، عن عليّ بن أبي طالب قال:

[لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ ) دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا عليّ إنَّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنّي متى أمرتهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليها حتّى جاء جبريل فقال يا محمّد: إنّك لئن لم تفعل ما أمرت به يعذّبك الله بذنبك فاصنع ما بدا لك، فقال: يا عليّ اصنع لنا صاعاً من طعام واجعل فيه رجل شاة واملأ لنا عُسًّا من لبن ثمّ اجمع لي بني عبد المطّلب حتّى أكلّمهم وأبلغهم ما أمرت به - وساق الحديث إلى قوله -ثمّ تكلّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا بني عبد المطّلب إنّي والله ما أعلم أحداً من العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، إنّي قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يوازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي ووصيّي ووليّي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً فقلت وإنّي لأحدثهم سناً، وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعليّ ].

١١٢

والحديث اختصرته في مواضع ورواه جماعة عن سلمة

وروى الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٦٩ ط٣، في الحديث ٥١٥ الوارد عن أنس بن مالك الأنصاري قال:

أخبرنا أبو سعيد مسعود بن محمّد الطبري، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزاري قال: أخبرنا أبو تراب محمّد بن سهل بن عبد الله قال: حدّثنا عمّار بن رجاء، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى العبسي قال: حدّثنا مطر عن أنس بن مالك:

أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:[إنَّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي يقضى دَيني وينجز موعدي عليّ بن أبي طالب].

رواه جماعة عن عبيد الله بن موسى -وهو ثقة- وتابعه جماعة -.

وأورد الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٧٠ ط٣، الحديث ٥١٦ قال:

أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: حدّثنا أبو سعيد القرشي الرازي قال: حدّثنا يوسف بن عاصم قال: حدّثنا سُوَيْد بن سعيد، (قال): حدّثنا عمرو بن ثابت عن مطر، عن أنس بن مالك قال:

قال رسول الله:[إنَّ خليلي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي ينجز موعدي ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب].

روى الحافظ الشيخ سليمان ابن الشيخ إبراهيم القندوزي في (ينابيع المودّة) ص ٨٧ قال:

وفي مسند أحمد بن حنبل بسنده عن النسيم قال: سمعت رجلاً من خثعم يقول: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول:[أللّهم إنّي أقول كما قال أخي موسى: أللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي عليًّا أخي، أشدد به أزري، واشركه في أمري، كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً، إنّك كنت بنا بصيراً].

وروى عبد الحميد بن هبة الله المدائني، الشهير بابن أبي الحديد، في (شرح نهج البلاغة) ج١٣ من المجلد السابع ط.مؤسسة الأعلمي ص ١٤٥ قال عن نزول آية( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ ) (١)

____________________

(١) سورة الشعراء: الآية ٢١٤.

١١٣

ورواية الطبري عن ابن عباس عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام - إلى قوله صلّى الله عليه وآله سلم:[يا بني عبد المطّلب إلي والله ما أعلم أنَّ شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، أنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوَكم إليه، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنه جميعاً، وقلت أنا: وإنّي لأحدثهم سناً وارمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه. فأعاد القول، فأمسكوا وأعدت ما قلت، فأخذ برقبتي، ثمّ قال لهم: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع].

ويدلّ على أنّه وزير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من نصّ الكتاب والسنة قول الله تعالى:( وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ) (١) وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام:[أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي] ، فأثبت له جميع مراتب هارون من موسى، فإذن هو وزير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وشاد أزره، ولولا أنّه خاتم النبييّن لكان شريكاً له في أمره.

وروى الطبري في تاريخه ج١ ص ١١٧ وفي ط الحديث بمصر تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ج٢ ص ٣١٩ قال في عنوان: (أوّل من آمن برسول الله) حدّثنا ابن حميد، قال: حدّثنا سَلَمَة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبد الغفّار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب، عن عبد الله بن عباس، عن عليّ بن أبي طالب قال:

[لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ ) دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا عليُّ إنَّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنّي متى أمرتهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره إلى قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم:يا بني عبد المطّلب إنّي والله ما أعلم أحداً من العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، أنّي قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يوازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي ووصييّ وولييّ وخليفتي فيكم؟

____________________

(١) سورة طه الآيات: ٢٩و٣٠و٣١و٣٢.

١١٤

قال:فأحجم القوم عنها جميعاً، فقلت: -وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً - أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعليّ ].

وللتوسع في الحديث ولمراجعة المصادر:

مناقب آل أبي طالب: ج٢ ص ٢٥٦ لابن شهر آشوب.

الرياض النضرة: ج٢ ص ١٦٣ لمحب الطبري.

سمط النجوم: ج٢ ص ٤٧٨.

تذكرة الخواص لابن الجوزي ص ٣٠.

تفسير فرات الكوفي في تفسيره.

محاسن الأزهار: ص-١٨٥/أ/ وفي ط١ ص ٤٦٤.

امالي الشيخ الطوسي: ج٢ ص ٥٩٢.

الذهبي في كتابه الميزان: ج٤ ص ١٢٧ و ج٣ ص ٤٠٢. والمغنى للذهبي في الحديث ٥٠٩١.

ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ص ١٣٩.

بحار الأنوار للمجلسي: ج٣٥ ص ٣٥٩.

وروى السيّد محمّد الموسوي في مناظراته المعروفة (ليالي بيشاور) ص ١٦٧ وقال:

كذلك الإمام عليّ عليه السّلام، كان تالياً لرتبة أخيه وابن عمّه رسول الله صلّى الله عليه وآله واصلا مقام النبوّة ولكن غير مستقل بالامر، بل كان تابعاً لشريعة سيد المرسلين وخاتم النبييّن محمّد صلّى الله عليه وآله.

وكان غرض النبيّ صلّى الله عليه وآله من هذا الحديث الشريف أن يعّرف عليًّا عليه السّلام لأمّته في هذا المقام، ويثبت له تلك الرتبة الرفيعة والدرجة العليّة وهذه خصيصة من خصائص الإمام عليّ عليه السّلام.

وذكر ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) حديث المنـزلة وعلّق عليه قائلاً: ويدل على أنّه وزير رسوله صلّى الله عليه وآله من نص الكتاب والسنة، قول الله تعالى:( وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ) .

١١٥

وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام:[أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي] . فأثبت له جميع مراتب هارون من موسى فإذن هو خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وشاد أزره، ولولا أنّه خاتم النبييّن لكان شريكاً في أمره.

سورة طه الآية ٨٢

( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ )

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٧٢ ط٣ في الحديث ٥١٨ قال:

أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الإصبهاني قال: حدّثنا محمّد بن يحيى قال: حدّثنا إسحق بن الفيض قال: حدّثنا سلمة بن الفضل قال: حدّثنا شملال بن إسحاق، عن جابر الجعفي:

عن أبي جعفر في قوله تعالى:( ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) قال:[إلى ولايتنا أهل البيت].

وروى الحسكاني في الشواهد ج١ ص ٥٧٣ عند الحديث ٥١٩ قال:

أخبرناه أبو الحسن الأهوازي قال: أخبرنا أبو بكر البيضاوي قال: حدّثنا محمّد بن القاسم قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، قال: حدّثنا مخوّل بن إبراهيم، عن جابر بن الحرّ، عن جابر:

عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله (تعالى):( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) قال:[إلى ولايتنا أهل البيت].

وأورد الحسكاني في الشواهد ص ٥٧٤ في الحديث ٥٢٠ قال:

أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الفقيه، قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر قال: حدّثنا موسى بن هارون قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى (الفزاري) قال: حدّثنا عمر بن شاكر البصري:

عن ثابت البناني في قوله:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) قال: إلى ولاية أهل بيته.

وبهذا المضمون روى ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص ٩١ قال:

قال ثابت البناني: اهتدى إلى ولاية أهل بيته (صلّى الله عليه وآله وسلّم)

١١٦

وروى السيّد المرشد بالله في أماليه ص ١٤٨ من فضائل أهل البيت قال:

أخبرنا محمّد بن عليّ بن محمّد المكفوف بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى قال: حدّثنا إسحاق بن الفيض، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، قال: حدّثنا شملال بن إسحاق، عن جابر الجعفي:

عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله عزَّ وجل:( وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) قال:[إلى ولايتنا أهل البيت].

وكذلك أيضا فقد روى السيّد المرشد بالله في أماليه ص ١٤٩ في الحديث من باب فضائل أهل البيت قال:

أخبرنا أبو محمّد، قال: أخبرنا أبو عبد الله قال: حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى قال: حدّثنا عمر بن شاكر البصري، عن ثابت البناني في قوله تعالى:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) قال: إلى ولاية أهل بيته.

وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بابي نُعيم الاصبهاني في كتاب (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) -النور المشتعل- ص ١٤٢ ط١ مطبعة الإرشاد الإسلامي قال:

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن ناجية، قال: حدّثنا عليّ بن مروان، قال: حدّثنا إسماعيل بن مسافر، عن عون بن أبي جُحَيفة عن أبيه:

عن عليّ عليه السّلام في قوله تعالى:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) قال: [إلى ولايتنا ].

وروى الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين) قال:

ثمَّ ضمن الغفران لمن اهتدى إلى حبّه بعد الضلالة فقال:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ ) عن اتّباع أئمَّة الضلال( وَآمَنَ ) بعليٍّ وعترته عليهم السّلام،( وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) إلى هدى الله وحِصنه الحصين.

١١٧

ثمّ جعله هُداه وبشّر مَنْ تبعه عليه السّلام فقال:( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ ) وهو حبّ آل محمّد عليهم السّلام( فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ) (١) .

وروى محمّد بن سليمان الكوفي الصنعاني في (مناقب علي) الورق ١٣٧/أ وفي ط١ ج٢ ص ١٠٣ وفي ط٢ ج١ ص ٧٣٧ في الحديث ٥٩١ قال:

حدّثنا أحمد بن السري المصري قال: حدّثنا أحمد بن عيسى بن عبد الله العمري قال: حدّثنا أبي عن أبيه عن (أبي) خالد (عن) محمّد بن عليّ بن الحسين قال (في قوله تعالى):( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) قال:[إهتدى إلى ولايتنا].

وروى المولى حيدر عليّ بن محمّد الشرواني في (ما روته العامّة من مناقب أهل البيت عليهم السّلام) ص ٧٩ ط. المنشورات الإسلامية قال: قال إبن حجر في (الصواعق): الآية الثامنة، قوله تعالى:

( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) إلى ولاية أهل بيته صلوات الله عليهم ، جاء ذلك عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام.

وأخرج الديلمي مرفوعاً:[إنّما سمّيت ابنتي فاطمة، لأنَّ الله تعالى فطمها ومحبّيها من النار] .

وفي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي رواياته عن الأئمة عليهم السّلام فقد أشار إلى قول الإمام محمّد الباقر، للحارث بن يحيى:

[يا حارث ألا ترى كيف اشترط الله، ولم تنفع إنساناً التوبة ولا الإيمان ولا العمل الصالح حتّى يهتدي إلى ولايتنا؟].

ثمَّ روى عليه السّلام بسنده إلى جدّه الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:

قال:[والله لو تاب رجل وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومعرفة حقّنا، ما أغنى عنه ].

وللملاحظة أخرجه الطبري في تفسيره: ج١٢ ص ١٤٥.

وروى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) ص ٢٣ ج٧ من المجلد الرابع ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت. قال:

____________________

(١) سورة طه: الآية ١٢٣

١١٨

قال أبو جعفر الباقر (ع):[ثمَّ اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت(ع) فو الله لو أنَّ رجلاً عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثمّ مات ولم يجيء بولايتنا لأكبّه الله في النّار على وجهه] رواه الحاكم الحسكاني بإسناده وأورده العيّاشي في تفسيره من عدّة طرق.

وروى ابن عدي في كتاب (الكامل) ج٣ ص ١٠٤٨ قال:

حدّثنا أحمد بن عليّ بن الحسين بن زياد الكوفي حدّثني يحيى بن زكريّا اللؤلؤي حدّثنا محمّد بن سنان، عن أبي الجارود:

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (في قوله تعالى):( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) قال:[تاب من ظلمه وآمن من كفره وعمل صالحاً بعد إساءته ثمّ اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت] .

وأورد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٦ من المجلد ١٤ ص ١٩٩ ط. مؤسسة اسماعيليان - قال:

وفي الكافي بإسناده عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أبي عبد الله عليه السّلام أنّه قال:[إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل إلّا العمل الصالح، ولا يقبل الله إلّا الوفاء بالشروط والعهود، فمن وفى لله بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده واستكمل وعده. إنَّ الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى، وشرع لهم فيها المنار، وأخبرهم كيف يسلكون؟ فقال:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) وقال: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) فمن اتقى الله فيما أمره لقي الله مؤمناً بما جاء به محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم].

وفي المجمع: قال أبو جعفر عليه السّلام: [( ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) إلى ولايتنا أهل البيت فو الله لو أنَّ رجلاً عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثمّ مات ولم يجيء بولايتنا لأكبّه الله في النّار على وجهه ] رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده، وأورده العيّاشي في تفسيره بعدة طرق.

أقول ورواه الكافي بإسناده عن سدير عنه عليه السّلام، وفي تفسير القمي بإسناده عن الحارث بن عمر عنه عليه السّلام، وفي مناقب ابن شهر آشوب، عن أبي الجارود وأبي الصباح الكناسي عن الصادق عليه السّلام، وعن أبي حمزة، عن السجاد عليه السّلام مثله ولفظه:[إلينا أهل البيت] .

١١٩

والمراد بالولاية في الحديث ولاية أمْر الناس في دينهم ودنياهم وهي المرجعيّة في أخذ معارف الدين وشرائعه وفي إدارة أمور المجتمع، وقد كانت للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كما ينص عليه الكتاب في أمثال قوله:( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) ثمّ جعلت لعترته وأهل بيته من بعده في الكتاب بمثل آية الولاية وبما تواتر عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم من حديث الثقلين، وحديث المنـزلة و نظائرهما.

وأورد الطبائي في الميزان ص ٢٠٠ قال:

ولولاية أهل البيت عليهم السّلام معنى آخر ثالث، وهو أن يلي الله أمر عبده فيكون هو المدبر لأموره والمتصرف في شؤنه لإخلاصه في العبوديّة وهذه الولاية هي لله بالإصاله فهو الوليُّ لا ولي غيره وإنّما تنسب إلى أهل البيت عليهم السّلام لأنّهم السابقون الأوّلون من الأمّة في فتح هذا الباب وهي أيضا من التوسّع في النسبة كما ينسب الصراط المستقيم في كلامه تعالى إليه بالأصالة والذين أنعم الله عليهم من النبييّن والصدّيقين والشهداء والصالحين بنوع من التوسّع.

فتلخص أنَّ الولاية في حديث المجمع بمعنى ملك التدبير وأنَّ الآية الكريمة جارية في غير بني إسرائيل كما فيهم وأنَّه عليه السّلام إنّما فسَّر الاهتداء إلى الولاية من جهة الآية في هذه الأمّة وهو المعنى المتعين.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٧٤ ط٣ في الحديث ٥٢١ قال:

حدّثني أبو الحسن الفارسي -بحديث غريب- قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه، قال: حدّثني عليّ بن أحمد بن عبد الله البرقي، قال: حدّثنا أبي، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمّد بن خالد قال، حدّثنا سهل بن المرزبان، قال: حدّثنا محمّد بن منصور، عن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن الفيض عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جدّه قال:

[خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم فقال: إنّ الله تعالى يقول :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثمّ اهْتَدَىٰ ) ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب: إلى ولايتك].

وفي الشواهد ص ٥٧٥ عند الرقم ٥٢٢و٥٢٣ قال:

فرات بن إبراهيم قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيد قال: حدّثنا الحسن بن جعفر بن إسماعيل الأفطس، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد به سواء.

١٢٠