قال ابن عبد البرّ عند الكلام على أحد الأحاديث (وهذا الحديث وإن لم يصح إسناده ففي قول جماعة العلماء به وإجماع الناس على معناه ما يغني عن الإسناد فيه والقيراط) التمهيد ٢٠/١٤٥
قال الإمام السيوطي في البحر الّذي زخر ٣/١٢٧٧ : (يحكم للحديث بالصّحة إذا تلقّاه العلماء بالقبول، وإن لم يكن له إسناد صحيح).
قال الإمام السخاوي: (وكذا إذا تلقت الأمّة الضعيف بالقبول يعمل به على الصحيح حتّى أنّه ينزل منزلة المتواتر)فتح المغيث ١/٣٣٣.
عند علماء السّنة ليس المتواتر فقط حجّة مقطوع بصدقه وإنّما ما قبلوه وأجمع عليه المذهب فهو مقطوع به، حتّى قطعوا بصحّة كل ما في البخاري ومسلم رغم أنّ أكثر من ٢٠% منهما ضعيف بشروطهما بشهادة الألباني الّذي وُصف بالمتساهل في الحديث.
توضيح الأفكار - (ج ١ / ص ١٢١):
مسألة في بيان حكم ما أسنده الشيخان أو علّقاه: حكم الصحيحين أي ذكر حكم ما أسنده في الصحيحين كما يرشد إلى تقدير ذلك قوله: والتعاليق فإنّه من مسمّى الصحيحين وإن لم تشمله الصحّة.
اختلف الحفّاظ من المحدّثين والنقّاد من الأصوليين فيما أسنده البخاري ومسلم أو علّقاه وهو الّذي حذف من مبتدأ إسناده واحد أو أكثر وأغلب ما وقع ذلك في كتاب البخاري. وما في كتاب مسلم قليل جدّا. قال ابن الصلاح في جزء له: ما اتّفق البخاري ومسلم على إخراجه فهو مقطوع بصدق مخبره ثابت لتلقي الأمّة ذلك بالقبول وذلك يفيد العلم النظري وهو في إفادة العلم كالمتواتر إلّا أنَّ المتواتر يفيد العلم الضروري وتلقي الأمّة يفيد العلم النظري وقد اتّفقت الأمّة على أنّ ما اتفق البخاري ومسلم على صحته فهو حق وصدق انتهى.
فلما ما أسنداه أي الشيخان أو أحدهما فذكر ابن الصلاح أنّ العلم اليقيني النظري واقع به أي بما أسنداه أو أحدهما خلافا لقول من نفى ذلك أي إفادة اليقين. وفي شرح مسلم ما يفيد أنّ هذا الخلاف لبعض محقّقي الأصوليين محتجّا بأنّه أي الحديث الصحيح لا يفيد في أصله أي في حقّ كل واحد من الأمّة إلّا الظن. وأمّا قول ابن الصلاح في الاستدلال على إفادتهما اليقين بتلقى الأمة لها بالقبول فجوابه قوله: وإنّما تلقته أي حديث الكتابين الأمّة بالقبول لأنه يفيد الظن ولأنّه يجب عليهم العمل بالظن والظن قد يخطئ ولا يتمّ به اليقين. قال ابن الصلاح: وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قويا ثمّ بان لي أنّ المذهب الّذي اخترناه أولا وهو كونه يفيد العلم اليقيني النظري هو الصحيح لأنّ ظن من هو معصوم عن الخطأ وهو الأمّة لا يخطئ إلى آخر كلامه. وهو قوله: ولهذا كان الإجماع المبنيّ على الاجتهاد مقطوعا بها وأكثر إجماعات العلماء كذلك. وهذه نكتة نفيسة نافعة ومن فوائدها القول بأنّ ما انفرد به البخاري ومسلم يتدرّج في قبيل ما يقطع بصحته لتلقي الأمّة كل واحد من كتابيهما انتهى.
وكذلك قال في التعليقة على مقدّمة ابن الصلاح:
النكت على مقدّمة ابن الصلاح - (ج ١ / ص ٢٧٦): (٦٨ - (قوله): إنّ أحاديث الصحيحين مقطوع بصحتها لتلقي الأمّة لها بالقبول والإجماع حجّة قطعية انتهى. وقال في جزء له: ما اتّفق البخاري ومسلم على إخراجه فهو مقطوع بصدق مخبره ثابت يقينا لتلقي الأمّة ذلك بالقبول وذلك يفيد العلم النظري ( وهو في إفادة العلم كالمتواتر إلّا أنّ المتواتر يفيد العلم الضروري وتلقي الأمّة بالقبول يفيد العلم النظري ). وقد اتّفقت الأمّة على ما اتّفق البخاري ومسلم على صحته.
خلاصة القول في التنبيه
إنَّ تكاثر النصوص على معنى واحد هو من المتواتر قطعا، وإنَّ الشك في المتواتر إنّما هو شكّ للإنسان بعلمه بل بنفسه ووجوده، وهو ممنوع عقلا وحسب مقررات علم الحديث نفسه، وهو نوع من أنواع المغالطة الّتي تنفي العلم من الأساس، وإنّ ما أوردناه في هذا الكتاب هو مجموعة كبيرة من الأحاديث من مختلف الأذواق والطبقات في كل موضوع، وهي بمجملها يساند بعضها بعضا، فلهذا فانّ البحث في سند رجال الأحاديث خلاف علم الحديث وأصوله. وكلّ تشكيك في جزئيّة معيّنة - حتى لو كان مشروعا - لا يؤثر على التواتر وحكمه. فالروايات المجموعة في هذا الكتاب المتكفلة بالنصوص الروائية في تفسير آيات القرآن الكريم وذكر أنها وردت في فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام هي روايات تصل إلى أعلى درجات التواتر، خصوصا المعنويّ منه، وهي روايات في الأساس ليست من الموضوع أو الضعيف، وإنّما حاول بعض النواصب تضعيف بعضها أو وصفه بالوضع بدون دليل. ومن طريق التحايل على علم الحديث، فلا يؤخذ بهذه الأساليب غير العلميّة. والروايات المتواترة لا تحتاج إلى فحص سندها ولا بيان أحكام رجالها كما نصّ على ذلك أرباب صناعة الحديث. ومن يدّعي أنّنا لا نفهم طريقتهم فليثبت لنا التزامهم بشروطهم، وماهيّة شروطهم، ويثبت أمام النقاش، وبعد ذلك ليقل ما يقول ويثبت صحة ما يدّعيه من صحاح عنه أو ضعاف عند غيره.
سورة الحجر
سورة الحجر الآية ٢
( رُّبَمَا يَوَدُّ الّذين كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ )
أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي في تفسير قوله تعالى:( رُّبَمَا يَوَدُّ الّذين كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ )
بإسناده عن زكريا بن يحيى قال: سألت أبا غالب عن هذه الآية فقال: حدّثني أبو أمامة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
أنها نزلت في الخوارج رأؤا - يعني يوم القيامة- تجاوز الله عن المسلمين، وعن الأمّة والجماعة قالوا: يا ليتنا كنّا مسلمين.
والإنسان الممعن النظر في دلالة هذه الآية الكريمة يذعن بأنّ محاربي الإمام عليّ يحشرون كفّاراً ويتمنّون في يوم القيامة لو كانوا مع الإمام عليه السّلام.
أقول: وللآية دلالة على أنّ الخروج على الإمام المفترض الطاعة كالخروج على النبيّ عليه الصّلاة والسّلام. وهو المصداق لقول النبيّ (ص) للإمام عليّ(ع):[يا عليٌّ حربك حربي].
سورة الحجر الآية ٤١
( قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ )
روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج١ ص ٩١ ط٣ من الحديث ٨٩ قال:
أخبرنا أبو الحسن المعاذي-بقراءتي عليه من أصله- قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم، قال: حدّثنا هارون بن إسحاق، قال: حدّثني عبدة بن سليمان قال: حدّثنا كامل بن العلاء قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام):
[أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين ].
وروى الحسكاني في شواهد التنـزيل ج١ ص ٩٣ ط٣، من الحديث ٩٣ قال:
حدّثني أبو بكر النجّار عنه(١) قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمّد بن عبد الرحمان الحسني قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني الحسين بن سعيد قال: حدّثنا عبد الرحمان بن سراج قال: حدّثنا يحيى بن مساور، عن إسماعيل بن زياد، عن سلام بن المستنير الجعفي قال:
دخلت على أبي جعفر الباقر، فقلت: جعلني الله فداك أنّي أكره أن أشقّ عليك، فإن أذنت لي أسألك؟ فقال: [سلني عمّا شئت . فقلت: أسألك عن القرآن؟ قال: نعم. قلت قول الله تعالى في كتابه:( هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) . قال:صراط عليّ بن أبي طالب ، فقلت: صراط عليّ بن أبي طالب؟فقال: صراط عليّ بن أبي طالب].
وأورد الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الأولياء في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) ج١ ص ٦٤ قال:
حدّثنا جعفر بن محمّد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو حصين الوادعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك، عن أبي اليقظان، عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال:
قالوا يا رسول ألا تستخلف عليّاً؟ قال:[إن تولّوا عليًّا تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم].
____________________
(١) الظاهر أنّ لفظة : (عنه) هي من سهو الكاتب الناقل، حيث نجد في الحديث (١١١٤- ج٢، للحسكاني كما يلي: حدّثني أبو بكر النجّار، عن أبي القاسم عبد الرحمان بن محمّد الحسني.
وقال أبو نعيم: رواه النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة نحوه، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن وهب الغزّي، حدّثنا ابن أبي السرّي، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن حذيفة قال:
قال رسول الله:[إن تستخلفوا عليًّا - وما أراكم فاعلين- تجدوه هادياً يحملكم على المحجّة البيضاء].
وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي من الباب الخامس والثلاثون من كتابه كفاية الطالب ص ١٦٢ قال:
أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمّد وغيره ببغداد، قالوا: أخبرنا محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا حمد بن أحمد المقري، حدّثنا الحافظ أحمد بن عبد الله، حدّثنا جعفر بن محمّد بن أبي عمرو، حدّثنا أبو حصين الوادعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: قالوا يا رسول الله ألا تستخلف عليّاً؟ قال (ص):[إن تولّوا عليًّا تجدوه هادياً مهديّاً، يسلك بكم الطريق المستقيم ].
قلت: هذا حديث حسن عال.
وروى ابن رويش الأندونيسي في شواهد التنـزيل ص ٣٩٦ قال:
عن عليّ بن عبد الله بن عباس عن أبيه، وزيد بن عليّ بن الحسين (ع) في قوله تعالى( وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ ) يعني به الجنّة( وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) يعني به ولاية عليّ بن أبي طالب.
وعن جابر بن عبد الله: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله هيّأ أصحابه عنده، إذ قال وأشار بيده إلى عليّ:[هذا صراط مستقيم فاتّبعوه ].
قال ابن عباس: كان رسول الله يحكم وعليّ بين يديه ومقابله، ورجل عن يمينه ورجل عن شماله فقال:[اليمين والشمال مضلّة والطريق المستوي الجادّة، ثمّ أشار بيده إلى عليّ وأنّ هذا صراط مستقيم فاتّبعوه].
وروى ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص ١١١ قال: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال:[أثبتكم على الصراط أشدّكم حبّاً لأهل بيتي ولأصحابي].
وجاء في تفسير الميزان للطباطبائي ج١ ص ٤١ قال:
في الفقيه وتفسير العيّاشي، عن الصادق عليه السّلام، قال:[الصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السّلام].
وورد في مناقب سيّدنا عليّ ص ١٣.
عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:
[معرفة آل محمّد براءة من النار، وحب آل محمّد جواز على الصراط، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب].
وأورد الحافظ رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين) ص ١٣٧ ط١. مؤسسة دار المجتبى قال:
ثمَّ استثنى أهل الولاية فقال:( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) (١) وهم أصحاب عليّ عليه السّلام ولا سبيل للشيطان على إيمانهم ثمّ جعله صراطاً مستقيماً فقال:( قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) (٢) ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) (٣) الّذين اعتصموا بعليّ عليه السّلام.( إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) (٤) الّذين تولّوا عن ولاية عليّ عليه السّلام.
____________________
(١) سورة الحجر: الآية ٤٠.
(٢) سورة الحجر: الآية ٤١.
(٣) سورة الحجر: الآية ٤٢.
(٤) سورة الحجر: الآية ٤٢.
سورة الحجر الآية ٤٧
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )
أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج١ ص ٤٨٧ ط٣ من الرقم ٤٣٦ قال:
حدّثنا أبو سعد السعدي -إملاءً- في الجامع قال: أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن (عثمان المعروف بابن) السقّاء -بواسط- قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن إسحاق بن حمّاد، قال: حدّثنا إسحاق بن الضيف قال: حدّثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن الكلبي عن أبي صالح:
عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )
قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة وجعفر وعقيل وأبي ذر وسلّمان وعمّار والمقداد والحسن والحسين عليهم السّلام.
وجاء في الحديث رقم ٤٣٨ من شواهد التنـزيل للحسكاني ج١ ص ٤٨٩ قال:
أخبرنا أبو نصر المقرئ قال: حدّثنا أبو عمرو المزكّي قال: حدّثنا أبو إسحاق المفسّر، قال: حدّثنا يوسف بن (موسى) القطّان قال: حدّثنا حسين بن علي، قال: حدّثنا ابن عيينة عن أبي موسى قال:
قال الحسن قرأ عليّ عليه السّلام هذه الآية:( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) فقال:[فينا والله نزلت أهل بدر خاصّة].
وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج١ ص ٤٩٢ ط٣ في الرقم ٤٤٣ قال:
حدّثني أبو مسعود البجلي (الرازي) قال: أخبرنا أبو الحسن بن فراس (العبقسي) قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الديبلي قال: حدّثنا سعد بن عبد الرحمان المخزومي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسرائيل بن موسى عن الحسن:
عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه قال:[فينا نزلت: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) أهل بدر] ورواه أحمد بن حنبل عن سفيان: وجاء في الحديث ٤٤٤ من شواهد التنـزيل للحسكاني ص ٤٩٢ قال:
أخبرنا أبو سعد قال: أخبرنا أبو بكر (القطيعي) قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، عن عليّ بن أبي طالب قال:
[فينا والله نزلت: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) ] الآية.
وأورد السيّد هاشم البحراني في تفسيره (البرهان) بروايته عن الحافظ أبي نعيم عن رجاله عن أبي هريرة قال: قال عليّ بن أبي طالب:[يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وأنَّ عليه أباريق عدد نجوم السماء، وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين، وأنت معي وشيعتك. ثمّ قرء رسول الله صلّى الله عليه وآله: ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) لا ينظر أحدكم في قفاء صاحبه ].
وأخرج الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٢ ص ١٧٧ قال: وفيه عن ابن المغازلي في المناقب يرفعه إلى زيد بن أرقم قال:
دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال:[ أنّي مؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة. ثمّ قال لعليّ: أنت أخي. ثمّ تلا هذه الآية: ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) الأخلّاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض ].
أقول: ورواه أيضا أحمد في مسنده مرفوعاً إلى زيد بن أوفى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والرواية مبسوطة.
وفي الروايتين تفسير قوله تعالى:( عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) بقوله لا ينظر في قفاء صاحبه، وقوله: الأخلاء من الله ينظر بعضهم إلى بعض، وفيه إلى أنّ التقابل في الآية كناية عن عدم تتبع أحدهم عورات إخوانه وزلّاتهم كما يفعل ذلك من في صدرة غلّ، وهو معنى لطيف.
وروى الطبراني في كتاب الأوسط عن أبي هريرة، أنّ عليّ بن أبي طالب -عليه السلام- قال:[ يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة قال: فاطمة أحبّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها. وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه. وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر، في الجنّة إخواناً على سرر متقابلين، أنت وشيعتك في الجنّة - ثمّ قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) - لا ينظر أحد في قفا صاحبه ].
رواه عنه الهيثمي في باب مناقب أهل البيت من مجمع الزوائد: ج٩ وقال: وفيه سلمى بن عقبة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
ورواه أيضا حرفيّاً ابن مردويه في كتاب - مناقب عليّ عليه السّلام، ورواه عنه بن عيسى الاربلي من عنوان: ما نزل من القرآن في شأن عليّ عليه السّلام من كتاب كشف الغمّة: ج١ ص ٣٢٥ وروى الهيثمي في (مجمع الزوائد) ج٩ ص ١٧٣ قال:
وعن أبي هريرة أنّ عليّ بن أبي طالب قال: يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا؟ أم فاطمة؟
قال (ص):[فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها. وكأنّي بك وأنت على حوضي: تذود عنه الناس وأنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن، والحسين، وفاطمة، وعقيل، وجعفر في الجنّة إخواناً على سرر متقابلين أنت وشيعتك في الجنّة ، ثمّ قرأ رسول الله(ص):( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) لا ينظر أحد في قفا صاحبه ]. قال: رواه الطبراني.
وورد في جواهر المطالب ج١ ص ٢٢٧، عن زيد بن أوفى: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعليّ:
[أنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة إبنتي، وأنت أخي ورفيقي، ثمّ تلا عليه الصلاة والسلام( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ].
وأخرج عبد الرحمن، جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب (تاريخ الخلفاء) ص ١١٤ قال:
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، في حديث المؤاخاة:
فقال عليٌّ:[يا نبيّ الله مالك لم تؤاخ بيني وبين أحد؟. فقال صلّى الله عليه وسلّمأنت أخي في الدنيا والآخرة].
وروى الترمذي في صحيحة ج٥ ص ٦٣٨ و ٦٤٠-٦٤١ قال: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعليّ:[أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي].
ووردت روايات "حديث المنـزلة" في عدّة من الكتب والمصادر، ذكرت أسماء المؤلّفين الّذين قد أثبتوا في كتبهم الرواة لحديث المنـزلة، وإن فقد بعض منها من المكتبة الإسلامية. منها:
طرق حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم[أنت منّي بمنـزلة هارون من موسى]. مؤلفه ابن عقدة، أحمد بن محمّد الهمداني الكوفي المتوفّى سنة -٣٣٣هـ- وله أيضا كتاب في طرق حديث الغدير.
طرق حديث المنـزلة: للحاكم النيسابوري محمّد بن عبد الله المتوفّى سنة ٤٠٥.
شرح حديث المنـزلة: للشيخ المفيد محمّد بن أحمد بن محمّد الحارثي التلعكبري المتوفّى سنة -٤١٣هـ-.
طرق حديث المنـزلة: للقاضي التنوخي عليّ بن المحسن البصري المتوفّى
سنة ٤٤٧هـ.
وللعلم فانّ المسانيد وكتب الرواة والتاريخ والسير التي ذكرت حديث المنـزلة تربو على المائتين.
وروى الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٤ ص ١٧٦ ط مؤسسة اسماعيليان قال:
وفي تفسير (البرهان) عن الحافظ أبي نعيم عن رجاله، عن أبي هريرة قال: قال عليّ بن أبي طالب[يا رسول الله أيّما: أنا أحبّ إليك أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه أباريق عدد نجوم السماء، وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين، وأنت معي وشيعتك. ثمّ قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) لا ينظر أحدكم في قفاء صاحبه ].
وأخرج الرواية أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتابه فضائل الصحابة في الحديث ١٤٢ ص ١٠٠ قال:
أحمد بن حنبل: حدّثنا سفيان (بن عيينة) عن أبي موسى (إسرائيل بن موسى) عن الحسن (البصري)، عن عليٍّ قال:
[ فينا والله أنزلت: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ]
وجاء في تاريخ الطبري ج١٤ ص ٢٥ برواية الحجاج بن المنهال عن سفيان بن عيينة وفيه: قال عليّ:[ فينا والله أهل بدر نزلت الآية].
وروى أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتابه فضائل الصحابة في الحديث ٢١٠ ص ١٤٣ قال:
القطيعي: حدّثنا عبد الله (البغوي)، حدّثنا حسين بن محمّد الذراع حدّثنا عبد المؤمن بن عباد، حدّثنا يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال:
دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسجده، فذكر قصّة مؤاخات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه، فقال عليّ -للنبيّ (ص)-:[لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، غيري. فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:والّذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلّا لنفسي، فأنت منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي. قال (علي):وما أرث منك يا رسول الله؟. قال (ص):ما ورث الأنبياء قبلي. قال:وما ورث الأنبياء قبلك؟. قال:كتاب الله وسنّة نبيّهم، وأنت معي في قصرٍ في الجنّة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي . ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) المتحابّون في الله ينظر بعضهم إلى بعض].
وأورد هذا الحديث ابن عساكر: في كتاب تاريخ دمشق في الحديث ١٤٨ برواية عيسى بن علي عن البغوي.
وورد في الكامل لابن عدي: ج٣ ص ٢٠٦ عند ترجمة زيد بن أبي أوفى.
وورد في معرفة الصحابة: ق٢٦٠/ب.
وورد في معجم الصحابة لابن قانع: ج٥، ١٦٦٣.
وورد الحديث أيضا في المعجم الكبير: ج٥ ص ٢٥١ الحديث ٥١٤٦ من ترجمة زيد وفي معرفة الصحابة، الورق ٢٦٠/أ/ من طريق الجهضمي.
وورد في فرائد السمطين للحمويني: ج١ ص ١١٩ الباب ٢١.
تفسير فرات الكوفي: الحديث ٣٠٤.
وسير أعلام النبلاء: ج١ ص ١٤٣.
وروى أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابة من الحديث ٢٦١ ص ١٧٦ قال:
القطيعي: حدّثنا أحمد بن (الحسن بن) عبد الجبار الصوفي، حدّثنا أبو علي الحسين بن محمّد السعدي البصري في جمادي الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين، حدّثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي، حدّثنا يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال:
دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسجده فقال: (أين فلان أين فلان؟) فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فحمد الله وأثنى عليه فآخى بينهم، وذكر الحديث - حديث المؤاخات بينهم - فقال عليّ:[لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، غيري. فان كان هذا من سخط عَليَّ فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:والّذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلّا لنفسي، وأنت منيّ بمنـزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي. قال:ما أرث منك يا نبي الله؟.قال (ص): ما ورث الأنبياء من قبلي، قال: ما ورثت الأنبياء من قبلك قال (ص):كتاب الله وسنّة نبيّهم، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي . ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) المتحابّون في الله عز وجل ينظر بعضهم إلى بعض ].
وروى العلامة الهندي، عبيد الله بسمل آمرتسري في كتاب، مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام (أرجح المطالب) ص ٧٣ بروايته عن أحمد بن حنبل، وهو بإسناده عن يزيد أبي أوفى قال:
إنَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لعليّ (عليه السلام):
[أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي، ثمّ تلا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): ( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) ].
وقد روى أيضا بنقله عن مناقب الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية، وبإسناده عن أبي هريرة، قال علي:
[يا رسول الله: أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟قال (ص):فاطمة أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي أراك على الحوض تذود عنه الناس، وأنّ عليه الأباريق بعدد نجوم السماء، وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة.
ثمَّ قرأ (ص):( إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )] .
وروى مضمون هذا الحديث النبوي الشريف عدة من العلماء والرواة والحفّاظ في كتبهم، ومنهم:
ابن حجر الهيثمي في كتابه: الصواعق المحرقة ص ١٧٤.
ابن صبّان الشافعي في إسعاف الراغبين ص ١٥٨.
المتّقي الهندي في كتابه: كنز العمّال ج٦ ص ٢١٩.
ابن الأثير في كتابه أسد الغابة في معرفة الصحابة: ج٥ ص ٥٢٣.
ابن عساكر في تاريخ دمشق من الحديث ١٤٨.
وفي كتاب الكامل في التاريخ لابن عدي: ج٣ ص ٢٠٦ من ترجمة زيد بن أبي أوفى.
ابن قانع في معجم الصحابة: ج٥ ١٦٦٣.
المعجم الكبير: ج٥ ص٢٥١ من الحديث ٥١٤٦ عند ترجمة زيد.
فرائد السمطين: ج١ ص ١١٩ باب ٢١، للحمويني.
الثقات: ج١ ص١٣٩-١٤٢.
سير أعلام النبلاء: ج١ ص ١٤٣.
تفسير فرات الكوفي في الحديث ٣٠٤، ومناقب الكوفي من الحديث ٤٣٩.
البزّاز في كشف الأستار: ج٣ ص ١٩٩ في الحديث ٢٥٦٠.
المعجم الأوسط: ج٥ ص ٨٩ في الحديث ٤١٦٣ عن الإمام الباقر (ع).
أمالي الشيخ المفيد من الحديث ٧ من المجلس ٧ -وآخرون غيرهم.
معرفة الصحابة: الورق ٢٦٠/أ/ من طريق الجهضمي.
سورة الحجر الآية ٧٥
( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ )
روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٤٩٣ ط٣ من الحديث ٤٤٥ قال:
أخبرنا عليّ بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثني محمّد بن القاسم المحاربي قال: حدّثنا جعفر بن عليّ بن نجيح قال: حدّثنا حسين بن حسن عن أبي مريم:
عن الحكم في قوله تعالى:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال: كان والله محمّد بن علي منهم (أي الإمام محمّد الباقر (ع) بن الإمام عليّ بن الحسين(ع)).
وجاء في الحديث المرقم ٤٤٦ من شواهد الحاكم الحسكاني ج١ ص ٤٩٣ قوله:
وأخبرنا علي قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم، قال: حدّثنا جعفر بن عبد الله المحمّدي قال: حدّثنا حسن بن حسين، عن عبد الله بن بنان (بن سنان -هو الصواب) قال:
سألت جعفر بن محمّد عن قوله:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال:[رسول الله أوّلهم، ثمّ أمير المؤمنين، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ الله أعلم. قلت: يا ابن رسول الله فما بالك أنت؟ قال:إنّ الرجل ربما يكنّي عن نفسه].
وجاء في الحديث ٤٤٧ من شواهد الحسكاني ج١ ص ٤٩٣ ط٣ قوله:
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمان بن محمّد بن عبد الرحمان الحسني قال:
حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا محمّد بن عمر، قال: حدّثنا عبد الكريم، عن إبراهيم بن أيوب، عن جابر:
عن أبي جعفر(ع) قال:[بينما أمير المؤمنين في مسجد الكوفة إذ أتته إمرأة تستعدي علي زوجها، فقضى لزوجها عليها، فغضبت فقالت: والله ما الحقّ فيما قضيت، ولا تقضي بالسويّة، ولا تعدل في الرعيّة، ولا قضيتك عند الله بالمرضيّة، فنظر إليها مليّاً. ثمّ قال: كذبت يا جرية يا بذية، يا سلقلقه- أو: يا سلقى..... فولت هاربة، فلحقها عمرو بن حريث، فقال: لقد استقبلت عليًّا بكلام ثمّ إنّه نزعك بكلمة فولّيت هاربة؟ قالت: إنّ عليًّا والله أخبرني بالحقّ وشيء أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي.
فرجع عمرو بن (حريث) إلى أمير المؤمنين فأخبره بما قالت وقال:
يا أمير المؤمنين ما نعرفك بالكهانه. فقال:ويلك إنّها ليست بكهانه منّي ولكن الله أنزل قرآناً: ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) فكان رسول الله هو المتوسّم وأنا من بعده والأئمّة من ذريّتي بعدي هم المتوسّمون فلمّا تأملتها عرفت ما هي بسيماها].
وأخرج ابن شاذان في (المناقب المائة) -المنقبة السادسة- ص ٤
بإسناده عن عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ بن أبي طالب:[أنا نذير أمّتي وأنت هاديها، والحسن قائدها والحسين سائقها، وعليّ بن الحسين جامعها، ومحمّد بن علي عارفها، وجعفر بن محمّد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعليّ بن موسى معبّرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومُدني مؤمنيها، ومحمّد بن علي قائمها وسائقها، وعليّ بن محمّد سايرها وعالمها، والحسن بن عليٍّ ناديها ومعطيها والقائم الخلف ساقيها ومناشدها........ ثمّ قرأ صلّى الله عليه وسلّم:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) ].
وروى الحديث محمّد بن سليمان في (مناقب علي) في الحديث ٦٠٢ الجزء الخامس، الورق ١٣٧/أ ومن الطبعة الأولى ج٢ ص ١٠٢ قال:
حدّثنا عليّ بن رجاء بن صالح قال: حدّثنا حسن بن حسين عن أبي مريم قال: سألت الحكم بن عتيبة عن قول الله:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال: (قلتُ) ما المتوسّمون؟ قال: كان محمّد بن عليّ منهم (يريد أنّ محمّد الباقر بن عليّ بن الحسين عليهم السّلام).
ومحمّد بن سليمان قد روى الحديث بنفس النص، في الرقم ١٠٤٢ الجزء السابع - الورق ٢١١/ب وفي ط١ ج٢ ص ٥٣٨.
وقد أورد هذا الحديث فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره في الحديث ٢٧٨ ص ٨١ ط١ ذاكراً أنَّ هذا هو دليل على أنّ عليا عليه السّلام من المتوسّمين.
وروى الحديث الحافظ عليّ بن الحسن بن هبة الله أبو القاسم الدمشقي الشهير بابن عساكر في كتابه (تاريخ دمشق) عند الرقم ٣٦ في ترجمة الإمام محمّد الباقر عليه السّلام قال:
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمّد، أخبرنا أبو القاسم عليّ بن محمّد، أخبرنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن داوود، أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا سليمان، حدّثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا يحيى بن عبدك، حدّثنا خلف بن عبد الرحمان، حدّثنا سفيان:
عن سَلَمَة بن كُهَيْل (في قول الله تعالى:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) ) قال: كان أبو جعفر منهم.
وروى السيّد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان ج١٤ ص ١٨٧ قال: وفي اختصاص المفيد بإسناده عن أبي بكر بن محمّد الحضرميّ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال:[ما من مخلوق إلّا وبين عينيه مكتوب مؤمن أو كافر، وذلك محجوب عنكم، وليس بمحجوب عن الأئمة من آل محمّد. ثمّ ليس يدخل عليهم أحد إلّا عرفوه مؤمناً أو كافراً. ثمّ تلا هذه الآية: ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) فهم المتوسّمون ].
وروى الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٤٩٥ في الحديث ٤٤٩ ط٣ قال:
وأخبرنا علي، قال: أخبرنا محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن ثابت، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا حسين، عن أبي مريم.
عن الحكم بن عتيبة في قوله:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال: المتفرّسين، وكان أبو جعفر منهم.
وجاء في الحديث ٤٥٠ من شواهد الحسكاني ص ٤٩٥ ط٣ قال:
أبو النضر العيّاشي(١) قال: حدّثنا أبو العباس بن المغيرة قال: حدّثنا الفضل بن شاذان قال: حدّثنا ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن حريز (بن عبد الله) وربعي (بن عبد الله)، عن محمّد بن مسلم:
عن أبي جعفر في قول الله تعالى:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال: هم الأئمّة(٢) ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله].
____________________
(١) لمراجعة تفسير العيّاشي: ج٢ ص ٤٣٥ من الحديث ٢٣٤١.
(٢) وفي نسخة أخرى (هم آل محمّد).
وروى الشيخ أبو علي الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) الجزء السادس ص ٣٤٣ ط دار إحياء التراث العربي -بيروت قال:
وقد صحّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه قال:[إتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله، وقال إنّ لله عباداً يعرفون النّاس بالتوسّم، ثمّ قرأ هذه الآية ].
وروي عن أبي عبد الله (ع) أنّه قال:[نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم والسبيل طريق الجنّة].
سورة الحجر الآية ٩٢
( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )
روى محمّد بن سليمان في كتاب (مناقب عليّ) عند الرقم ٩٠ ٣٥/أ وفي ط١ ج١ ص ١٥٦ قال:
قال أبو أحمد: حدّثني محمّد بن إدريس أبو حاتم الرازي قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى السدوسي قال: حدّثنا عمرو بن ساكن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله (تعالى):( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) قال:[عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام].
روى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٤٩٧ ط٣، من الحديث ٤٥٢ قال:
أخبرنا عقيل (قال:) أخبرنا علي قال: أخبرنا محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا أبو الحسين بن ماهان الخوري -بخور- قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن مكرم البزّاز قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدّثنا وكيع، عن سفيان:
عن السديّ (في قوله تعالى):( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) (قال J عن ولاية علي، ثمّ قال:( عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (١) فيما أمرهم به وما نهاهم عنه، وعن أعمالهم في الدنيا، ثمّ قال:( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ) (٢) قال السدي: قال أبو صالح: قال ابن عباس: أمره الله أن يظهر القرآن، وأن يظهر فضائل أهل بيته كما أظهر القرآن.
____________________
(١) سورة الحجر: الآية ٩٣.
(٢) سورة الحجر: الآية ٩٤.
وأورد الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمّد بن عليّ بن حجر الهيثمي الشافعي المتوفّى بمكّة سنة ٩٧٤ صاحب (الصواعق المحرقة) في صواعقه، من الآية الرابعة ص ٨٩ من قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (١) قال: أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:[وقفوهم إنّهم مسئولون عن ولاية عليّ عليه السّلام].
ثمّ قال: وكأنّ هذا هو مراد الواحدي(٢) بقوله: روي في قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) أي عن ولاية عليّ عليه السّلام وأهل البيت، لانّ الله أمر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أن يعرِّف الخلق أنّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلّا المودّة في القربى والمعنى أنّهم يسألون هل وَالَوهُم حقّ الموالات كما أوصاهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ أم أضاعوها وأهملوها فتكون المطالبة والتبعة؟
سورة الحجر الآية ٩٤
( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ )
روى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٤٩٧ ط٣ من الحديث ٤٥٢ قال بإسناده عن سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي:
عن السدّي (من قوله تعالى) :( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) . (قال) : عن ولاية عليّ، ثمّ قال:( عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٣) فيما أمرهم به وما نهاهم عنه، وعن أعمالهم من الدنيا، ثمّ قال:( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ) قال السدّي: قال أبو صالح: قال ابن عباس: أمره الله أن يظهر القرآن، وأن يظهر فضائل أهل بيته كما أظهر القرآن.
____________________
(١) سورة الصافات: الآية ٢٤.
(٢) الواحدي: هو أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن متويه النيسابوري، المتوفّى -٤٢٨هـ- صاحب كتاب (أسباب النـزول).
(٣) سورة الحجر: الآية ٩٣.
سورة النحل
سورة النحل الآية ١
( أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ )
أورد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) مجلد ١٢ الجزء الرابع عشر ص ٢٢٣ قال:
وفي كتاب الغيبة للنعمانيّ بإسناده عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله عزّ وجلّ:( أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ) قال: هو أمرنا أمر الله عزّ وجلّ، فلا يستعجل به. يؤيّده بثلاثة أجناد: الملائكة والمؤمنون والركب، وخروجه كخروج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وذلك قوله:( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ ) (١) .
أقول:ورواه المفيد في كتاب الغيبة عن عبد الرحمان عنه عليه السّلام، ومراده ظهور المهديّ عليه السّلام، كما صرّح به في روايات اُخر و هو من جري القرآن أو بطنه.
سورة النحل الآية ١٦
( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ )
روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٤٩٩ ط٣، من الحديث ٤٥٣ قال:
أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدّثني محمّد بن عبد الرحمان بن الفضل قال: حدّثني جعفر بن الحسين (قال: حدّثني أبي) قال: حدّثني محمّد بن زيد عن أبيه قال:
سألت أبا جعفر عن قوله تعالى:( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال:[النّجم عليٌّ].
وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٤٩٩ ط٣ من الحديث ٤٥٤ قال:
فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني حسين بن سعيد، قال: حدّثنا هشام بن يونس، قال: حدّثنا حنان بن سدير قال: حدّثنا سالم: عن أبان بن تغلب قال:
____________________
(١) سورة الأنفال: الآية ٥.
قلت لأبي جعفر محمّد بن علي (في) قول الله تعالى:( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال:[النّجم: محمّد والعلامات: الأوصياء عليهم السّلام].
وفي تفسير فرات الكوفي -المطبوع مقارب لما أورده الحسكاني من الحديث أعلاه، الّذي ينقله عن فرات الكوفي، ومن تفسير فرات في الحديث ٢٩١ ما نصّه.
قال: حدّثني عليّ بن محمّد الزهري، معنعناً عن أبي عبد الله في قوله:( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال:[النّجم رسول الله، والعلامات الوصيُّ وبه يهتدون].
ونقل السيّد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) من الجزء الرابع عشر من المجلد١٢ ط. اسماعيليان قال:
وفي الكافي بإسناده عن داود الجصّاص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول:( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال:[النّجم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والعلامات الأئمّة عليهم السّلام.]
أقول: ورواه أيضا بطريقين آخرين عنه وعن الرضا عليه السّلام ورواه العيّاشي والقميّ في تفسيريهما والشيخ من أماليه عن الصادق عليه السّلام.
وروى أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابة في الحديث ٢٦٩ ص ١٨١ قال:
القطيعى: وفيما كتب إلينا (محمّد بن عبد الله بن سليمان) أيضا، يذكر أنَّ يوسف بن نفيس حدّثهم، قال: حدّثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ قال:
[قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: النجوم أمان لأهل السّماء، إذا ذهبت النّجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض].
وروى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) ص ٣٥٤ الجزء السادس، ط. دار إحياء التراث العربي -بيروت قال: