النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٣

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 329

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 329
المشاهدات: 30716
تحميل: 4569


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 329 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 30716 / تحميل: 4569
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ومَن نزلت فيه ثلاثون آية

تسمّيه فيها مؤمناً مخلصاً فرداً

سوى موجبات جئن فيه وغيرها

بها أوجب الله الولاية والودّا

وأخرج الشيخ الأميني (رحمة الله) في كتاب الغدير ج٢ ص ٧٦ ط. مؤسسة الاعلمي - بيروت قال:

أخرج الطبري في تفسيره ج٣٠ ص ١٤٦ بإسناده عن أبي الجارود، عن محمّد بن علي:( أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:[أنت يا عليّ وشيعتك ] .

وروى الخوارزمي في مناقبه ص ٦٦ عن جابر (بن عبد الله الانصاري) قال: كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأقبل عليّ بن أبي طالب فقال رسول الله:[قد أتاكم أخي ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال:والّذي نفسي بيده، إنَّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ثمّ قال:إنّه أوّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعيَّة، وأقسمكم بالسويَّه، وأعظمكم عند الله مزيَّة ] قال: وفي ذلك الوقت نزلت فيه:( إِنَّ الّذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) وكان أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذا اقبل عليٌّ، قالوا: قد جاء خير البريّة.

وأرسل ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص ١٢٢ بروايته عن ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية. قال (النبيّ (ص)) لعليّ:[ أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة، أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين].

وروى الحمويني في فرائده بطريقين، عن جابر:

أنّها نزلت في عليٍّ، وكان أصحاب محمّد إذا أقبل عليٌّ، قالوا: قد جاء خير البريّة.

أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي، عن ابن عباس رضي الله عنه: أنّ هذه الآية لما نزلت، قال صلّى الله عليه وآله لعليّ:[هو أنت وشيعتك، تأتي أنت، وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين قال:ومن عدوّي؟، قال: من تبرّأ منك ولعنك ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:ومن قال: رحم الله عليّاً، رحمه الله].

سورة العنكبوت الآية ٦٩

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )

روى السيّد محمّد حسين الطباطبائى في تفسيره (الميزان) ج ٢١ ص ١٥٢ ط. مطبوعات إسماعيليان، قال:

وفي تفسير القمّي في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:[هذه الآية لآل محمّد عليهم السّلام ولأشياعهم].

٢٨١

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٦٥٨ ط. مجمع إحياء الثقافة الإسلامية. في الحديث ٦١٠ قال:

أخبرنا أبو الحسن الأهوازي قال: أخبرنا أبو بكر البيضاوي قال: حدّثنا محمّد بن القاسم قال: حدّثنا عبّاد، قال: حدّثنا الحسن بن حمّاد، عن زياد بن المنذر:

عن أبي جعفر في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) قال:[فينا نزلت].

وروى أيضاً الحسكاني في الشواهد ج١ ص ٦٥٩ ط٣ من الحديث ٦١١ قال:

فرات بن إبراهيم قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي قال: حدّثنا الحسن بن الحسين، عن يحيى بن عليٍّ، عن أبان بن تغلب:

عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالى:( لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )

قال:[نزلت فينا اهل البيت].

وورد هذا الحديث في تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ص ١١٨.

٢٨٢

سورة الروم

سورة الروم الآية ٣٨

( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

أخرج العلّامة الموفّق الخوارزمي في مناقبه ص ٢٢٤ قال:

أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين، أفضل الحفّاظ أبو نجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان - بسنده المذكور - عن أبي الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله الكناني الليثي، قال: في حديث المناشدة - مناشدة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، أصحاب الشورى - يوم الشورى، قال عليّ بن أبي طالب: [أنشدكم الله أيّها الخمسة - الّذين أوصى لهم عمر بن الخطاب، قُبَيْل وفاته بالشورى لاختيار الخليفة من بينهم وهم مع الإمام عليٍّ، ستةٌ بعدّة مناشدات- حتّى أن قال:أمنكم أحدٌ تمّم الله نوره من السماء حين قال:

( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) غيري؟

قالوا: أللّهم لا] .

وأورد السيّد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان) المجلد ١٦ ج ٢١ ص ١٨٥ قال:

قوله تعالى:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ... ) الخ، ذو القربي صاحب القرابة من الأرحام والمسكين أسوأ حالاً من الفقير وابن السبيل المسافر ذو الحاجة، واضافة الحق إلى الضمير، تدل على أنّ لذي القربى حقّاً ثابتاً، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فظاهر الآية بما تحتّف به من القرائن أنّ المراد بها الخُمس والتكليف للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويتبعه غيره ممّن كلّف بالخمس والقرابة. على أيِّ حال قرابة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، كما في آية الخُمس.

وروى الطباطبائي في (الميزان) ص ١٨٩ من الجزء ٢١ قال: وفي المجمع في قوله تعالى:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) وروى أبو سعيد الخدري وغيره أنّه لما نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أعطى فاطمة عليها السّلام فدكاً وسلّمة إليها وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السّلام.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٦٦١ ط٣ في الحديث ٦١٢ قال:

٢٨٣

أخبرنا عقيل بن الحسين قال: أخبرنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الله، قال: حدّثنا أبو مروان عبد الملك بن مروان قاضي مدينة الرسول بها سنة سبع وأربعين وثلاثمئة قال: حدّثنا عبد الله بن منيع، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا سفيان، عن واصل الأحدب، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

لما أنزل الله:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة وأعطاها فدكاً وذلك لصلة القرابة،( وَالْمِسْكِينَ ) الطوّاف الّذي يسألك، يقول: أطعمه،( وَابْنَ السَّبِيلِ ) وهو الضيف، حثّ على ضيافته ثلاثة أيّام، وإنّك يا محمّد إذا فعلت هذا فافعله لوجه الله،( وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) يعني أنت ومن فعل هذا من الناجين في الآخرة من النار الفائزون بالجنّة.

وروى الحاكم الحسكاني في الشواهد، ص ٥١٣ في الحديث ٤٦٧ قال:

حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمّد، قال: حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاهاً، قال: أخبرني عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الأحمسي، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا أبو معمر سعيد بن خُثَيمْ وعليّ بن القاسم الكندي ويحيى بن يعلي وعليّ بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق، عن عطيّة عن أبي سعيد قال: لما نزلت:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) أعطى رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمة فدكاً.

روى أبو يعلي الموصلي أحمد بن المثنى، في الحديث ١٠١ من مسند أبي سعيد الخدري، من مسنده: ج٢ ص ٣٣٤ ط١ قال:

فرات عليّ بن الحسين بن يزيد الطحّان، قال:

هو ما قرأت على سعيد بن خثيم، عن فضيل، عن عطيّة: عن أبي سعيد، قال: لما نزلت هذا الآية:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) دعا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاطمة وأعطاها فدك.

وروى أيضاً في الحديث ٤٣٦ من مسندابي سعيد من مسنده ج٢ ص ٥٣٤ قال:

قرأت على الحسين بن يزيد الطحّان، حدّثنا سعيد بن خُثَيم، عن فضيل عن عطيّة: عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) دعا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاطمة وأعطاها فدك.

وروى أيضاً الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥١٦ ط٣ في الحديث ٤٧٢ أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه في الجامع من أصل سماعة، قال: أخبرنا أبو الفضل الطوسي قال أخبرنا أبو بكر العامري، قال أخبرنا هارون بن عيسى، قال: أخبرنا بكار بن محمّد بن شعبة، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني بكر بن (رستم) الأعنق، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

٢٨٤

لما نزلت على رسول الله( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) دعا فاطمة فاعطاها فدكاً والعوالي، وقال:[هذا قسم قسَّمه الله لك ولعقبك].

وروى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) الجزء ٢١ من المجلد الثامن ص ٣٠٦ ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت قال:

ثمّ خاطب - (الله)- نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) أي واعط ذوي قرباك يامحمّد حقوقهم الّتي جعلها الله لهم من الأخماس، عن مجاهد والسدّي، وروى أبو سعيد الخدري وغيره أنّه لما نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أعطى فاطمة (ع) فدكاً وسلّمه إليها، وهو المرويُّ عن أبي جعفر (ع) وأبي عبد الله (ع).

وروى السيوطي في تفسيره(الدرّ المنثور) ج٢ ص ٤١٥ قال:

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، قال: لما نزلت:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) أقطع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطمة - سلام الله عليها- فدكاً.

وأيضاً روى السيوطي في تفسيره(الدرّ المنثور) في تفسيره للاية الكريمة، قال: وأخرج البزّار، وأبو يعلي، وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نزلت هذه الآية:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) . دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطمة سلام الله عليها، فأعطاها فدكاً.

وروى محمّد بن سليمان (مناقب عليّ عليه السّلام ) في الحديث ٩٩، ج١ ص ١٥٩ ط١، أو الورق ٣٥/ب قال:

حدّثنا عثمان بن محمّد الألثغ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد الرمّاني، قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني عن إسماعيل بن زياد السلمي عن جعفر بن محمّد قال: لما نزلت:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لفاطمة وابنيها بفدك، فقالوا: يا رسول الله أمرت لهم بفدك؟ فقال: والله ما أنا أمرت لهم بها، ولكن الله أمر لهم بها. ثمّ تلا هذه الآية( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) .

وروى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان في تفسير القرآن) ج١ ص ٥ قال: حدّثنا القاسم، بإسناده عن ابن عباس: أنّ نجدة كتب إليه يسأله عن ذوي القربى؟

فكتب (ابن عباس) إليه كتاباً:

(نزعم أنّ نحن هم، فأبى ذلك علينا قومنا).

٢٨٥

سورة الروم الآية ٤٥

( لِيَجْزِيَ الّذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )

روى العلّامة السيّد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٣٢٦ عن ابن شهرآشوب - و بإسناده المذكور عن الشعبي، في حديث قال:

أنَّ رجلاً أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذ أقبل عليٌّ، فقال الرجل: من هذا يا رسول الله؟

قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:[هذا من الّذين أنزل الله فيهم ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ] .

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٣٦ ط٣، في الحديث ١٣، قال بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) إلّا وعليٌّ أميرها وشريفها، وما مِنْ أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، رجل إلّا وقد عاتبه الله، وما ذكر عليًّا إلاّ بخير (ثمّ) قال عكرمة: إنّي لأعلم أنّ لعليّ منقبَة لو حدّثت بها أنفدت أقطار السماوات والأرض - أو قال: أقطار الأرض.

وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه (كفاية الطالب) ص ١٣٩ الباب الحادي والثلاثون - قال بإسناده، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم[ما أنزل الله تعالى آية فيها: ( يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا ) إلّا وعليٌّ رأسها وأميرها] .

٢٨٦

سورة لقمان

سورة لقمان الآية ٨

( إِنَّ الّذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ )

روى الشيخ الأميني (عليه الرحمة) في كتابه(الغدير) ج٢ ص ٧٧ ط. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت قال:

وأخرج ابن عدي، عن ابن عباس، قال: لما نزلت( إِنَّ الّذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) . الآية قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ:

[أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيَّين].

روى العلامة السيّد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٣٢٧ بروايته عن إبراهيم الأصفهاني - فيما نزل في عليٍّ، بإسناده عن الحارث قال: قال عليٌّ:[نحن أهل البيت لا نقاس بالناس].

فقام رجل فأتى ابن عباس، فأخبره بذلك فقال: صدق عليٌّ، النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا يقاس بالناس وقد نزل في عليٍّ( إِنَّ الّذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) .

روى الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٨٠ ط٣ في الحديث ٧٦ قال بإسناده، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية:( يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا ) إلّا عليٌّ سيّدها وأميرها وشريفها، وما من أحد من أصحاب محمّد إلّا وقد عوتب في القرآن، إلّا عليّ بن أبي طالب فإنّه لم يعاتب في شيء منه.

وروى أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين عليه السّلام من (كتاب معرفة الصحابة) ج١ ص ٢٩٨ قال بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

ما أنزل الله تعالى سورة في القرآن (فيها:( يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا ) ) إلّا كان عليٌّ أمير وشريفها، ولقد عاتب الله تعالى أصحاب محمّد، وما قال لعليّ إلاّ خيراً.

٢٨٧

سورة لقمان الآية ٢٢

( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ وَإِلَى اللَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )

أخرج العلامة ابن رويش الأندونيسي في كتابه (المقتطفات) ج٢ ص ٣٢٠ قال:

وروى سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك في قوله تعالى:( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ ) قال: نزل في عليٍّ، كان أوّل من أخلص وجهه لله( وَهُوَ مُحْسِنٌ ) أي: مؤمن مطيع( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ) أي قول: لا اله إلّا الله( وَإِلَى اللَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) والله ما قتل عليّ بن أبي طالب إلّا عليها.

وروى أيضاً:( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ) يعني: ولاية عليٍّ.

وعن الإمام الرضا عليه السّلام قال النبيّ صلّى الله عليه وآله:[ من أحبَّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى، فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب ].

روى الشيخ الفقيه محمّد بن أحمد بن شاذان القمي في (مائة منقبه) ص ٧١ الحديث ٤١ ط. قم، أو ص ٩٧ الحديث ٤١ ط. بيروت، بإسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[ معاشر الناس: من أحبَّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى الّتي لا انفصام لها، فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فإنَّ ولايته ولايتي وطاعته طاعتي].

أخرجه السيّد ابن طاووس في (اليقين) ص ٦٠ و ١٣٢ ط. النجف عن ابن شاذان.

وروى الحافظ موفق بن أحمد الخوارزمي في (المناقب) ص ٣٥ ط. تبريز، بإسناده إلى أبي ليلى، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السّلام:[أنت العروة الوثقى الّتي لا انفصام لها].

روى السيّد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٤٣٤ عن ابن شهرآشوب، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك في قوله تعالى:

( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) نزلت في عليٍّ: كان أوّل من أخلص لله.( وَهُوَ مُحْسِنٌ ) أي: مؤمن مطيع.( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ) قول لا إله إلّا الله.( وَإِلَى اللَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) والله ما قتل عليّ بن أبي طالب إلّا عليها.

٢٨٨

وروى العلامة أبو البركات عبد المحسن الحنفي في (الفائق في اللفظ الرائق) ص ١١٤ نسخة مكتبة جستر بيتي بايرلنده، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[من أحبَّ عليًّا فقد استمسك بالعروة الوثقى].

وروى الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودّة) ص ٤٩٥ ط اسلامبول، عن عليّ عليه السّلام أنّه قال في خطبة له:[أنا حبل الله المتين، وأنا العروة الوثقى وكلمة التقوى].

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٦٦٢ ط٣ في الحديث ٦١٣ قال:

حدّثنا المنتصر بن نصر قال: حدّثنا حميد بن الربيع الخزّاز قال: حدّثنا سفيان بن عيينه، عن الزُّهري:

عن أنس بن مالك في قوله تعالى:( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب: كان أوّل من أخلص لله الأيمان، وجعل نفسه وعلمه لله.

( وَهُوَ مُحْسِنٌ ) يقول: مؤمن مطيع.( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ) هي قول: لا إله إلّا الله( وَإِلَى اللَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) .

٢٨٩

سورة السجدة

سورة السجدة الآية ١٨

( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ )

لقد أخرج الكثير من المفسِّرين وأهل السير والتاريخ فيما كتبوا أنَّ الآية نزلت في الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام( مُؤْمِنًا ) وفي الوليد بن عقبة( كَانَ فَاسِقًا ) .

ونورد فيما يلي ما جاء فيها:

١- ورد في الكشاف في ج٣ ص ٤٠٦ وفي طبعة أخرى ج٣ ص ٢٤٤.

روى في بيان سبب نزولها: أنّه شجر بين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، يوم بدر كلام، فقال له الوليد: أسكت فانّك صبيّ، أنا أشب منك شباباً، وأجلد منك جلداً، وأذرب منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأشجع منك جناناً، واملأ منك حشواً في الكتيبة.

فقال له عليه السّلام:[أسكت فانّك فاسق] ، فنـزلت عامّة للمؤمنين والفاسقين، فتناولتهما وكل من في مثل حالهما وعن الحسن بن عليٍّ عليهما السّلام أنّه قال للوليد:[كيف تشتم عليًّا وقد سمّاه الله مؤمناً في عشر آيات وسمّاك فاسقاً] .

٢- وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي في كتابه (كفاية الطالب) - الباب الحادي والثلاثون- ص ١٤٠ قال: قلت: أورد أصحاب السير أنّ الوليد بن عقبة، قال لأمير المؤمنين عليّ (ع) أنا أحدّ منك سناناً، وأسلط منك لساناً، واملأ منك حشواً للكتيبة(١) ، فقال له عليّ عليه السّلام:[أسكت فإنّما أنت فاسقٌ] فغضب الوليد من ذلك، وشكى إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فنـزل:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) ، يعني بالفاسق الوليد بن عقبة، فأنشأ حسّان بن ثابت يقول في ذلك:

أنزل الله والكتاب عزيز

في عليٍّ وفي الوليد قرآناً

فتبوّأ الوليد من ذاك فسقاً

وعليٌّ مبوّأ إيماناً

ليس من كان مؤمناً عرف الله

كمن كان فاسقاً خوّانا

فعليٌّ يجزى هناك نعيماً (٢)

ووليد يجزى هناك هواناً

سوف يجزى الوليد خزياً وناراً

وعليٌّ لا شكَّ يجزى جنانا

____________________

(١) وفي رواية: واملأ للكتيبة منك.

(٢) وفي رواية أخرى: فعليٌّ يلقى لدى الله عزّاً.

٢٩٠

٣- روى السيّد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج ٢١ ص ٢٧٠ ط. إسماعيليان قال:

وفي تفسير القمّي في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالى:

( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قال:[إنّ عليّ بن أبي طالب، والوليد بن أبي معيط تشاجرا فقال الفاسق وليد بن عقبة: أنا والله أبسط منك لساناً وأحدُّ منك سناناً، وأمثل منك جثوّاً في الكتيبة. فقال عليّ عليه السّلام: أسكت إنّما أنت فاسق فأنزل الله ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) ] .

روى السيّد الطباطبائي في الميزان ص ٢٧١ قال:

وفي الاحتجاج عن الحسن بن عليّ عليه السّلام، في حديث يحاجّ فيه رجالاً عند معاوية:

[وأمّا أنت يا وليد بن عقبة فو الله ما ألومك أن تبغض عليًّا وقد جلدك في الخمر ثمانين جلدة وقتل أباك صبراً بيده يوم بدر أم كيف تسبّه وقد سمّاه الله مؤمناً في عشر آيات من القرآن وسمّاك فاسقاً وهو قول الله عزّ وجل: ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) ] .

٤- وروى السيوطي في تفسيره(الدرّ المنثور) ج٢ ص ١٧٨ قال:

وأخرج ابن اسحاق وابن جرير - بإسنادهما - عن عطاء بن يسار قال:

نزلت بالمدينة في عليّ بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، (قال) كان بين الوليد وبين عليٍّ كلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأردّ منك للكتيبة.

فقال عليٌّ رضي الله عنه:[أسكت فانّك فاسق] ، فأنزل الله:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) .

٥- روى الشوكاني في تفسيره (فتح القدير) ج٤ ص ٢٥٥ قال:

أخرج الأصبهاني في كتاب الأغاني، والواحدي، وابن عدي، وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر من طرق، عن ابن عباس، قال: قال الوليد بن عقبة لعليّ بن أبي طالب: أنا أحدّ منك سناناً، وأنشط منك لساناً، واملأ للكتيبة منك، فقال له عليٌّ:[ أُسكت فإنّما أنت فاسق] ، فنـزلت:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) يعني بالمؤمن عليّاً، وبالفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط.

٦- وروى عيدروس السقّاف العلوي الحسيني الأندونيسي المعروف بابن رويش، في كتابه (المقتطفات) ج١ ص ٢٠ ط١، أمير، قال:

٢٩١

قوله تعالى:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) فإنّها نزلت في عليّ عليه السّلام، وعلى ذلك أجمع كبار المفسِّرين كالطبري في تفسيره: ج٢١ ص ٦٢، والخازن في تفسيره: ج٣ ص ٤٧٠، والواحدي في تفسيره (أسباب النـزول) ص ٣٦٣، والمحب الطبري في كتابه (الرياض النضرة) ج٢ ص ٢٠٦ وفي كتابه (ذخائر العقبى) ص ٨٨، والخوارزمي في المناقب ص ١٨٨، والكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب) ص ٥٥، والنيسابوري في تفسيره، وابن كثير في تفسيره: ج٣ ص ٢٦٢، والزرندي في كتابه نظم درر السمطين ص ٩٢ وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج١ ص ٣٩٤ و ج٢ ص ١٠٣، والسيوطي في كتابه الدرّ المنثور: ج٤ ص ١٧٨، وأبي الفرج الاصفهاني في كتابه الأغاني: ج٤ ص ١٨٥، والحلبي في سيرته: ج٢ ص ٨٥، راجع الغدير للأميني: ج٢ ص ٤٦و٤٧.

٧- روى أبو الحسن الواحدي في كتابه (أسباب النـزول) في ط ص ٢٩١ وفي طبعة أخرى ص ٢٦٣ بإسناده عن ابن عباس قال:

قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعليّ بن أبي طالب: أنا أحدّ منك سناناً، وأبسط منك لساناً، واملأ للكتيبة منك.

فقال له عليٌّ:[أسكت فإنّما أنت فاسق ].

فنـزل (قوله تعالى ):( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ).

قال (ابن عباس):

يعني بالمؤمن عليّاً، وبالفاسق الوليد بن عقبة.

٨- روى محمّد بن سليمان الصنعاني في مناقب عليّ عليه السّلام الورق - ٤٢/ب وفي ط١ ص ١٩٢، في الحديث ١١٥ قال:

حدّثنا إبراهيم بن أحمد، عن محمّد بن عبد الله الحساس قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا مندل بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: إستبّ عليٌّ، وفلان فقال فلان لعليّ: أنا والله أحدّ منك سناناً وأبسط منك لساناً وأمثل منك حشواً في الكتيبة. فقال له عليّ:[أسكت فإنّك فاسق] . قال: فأنزل الله تعالى:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) .

٢٩٢

أقول: للمرء المنصف النظر في كيفية الدفع عن آل أميّة، ومواقفهم وابعاد الطعن فيهم أو إظهار مواقفهم السيّئة. ولا عجب إستباحة عثمان لهذا الفاسق وتوليته الكوفة.

٩- روى الطبري في تفسيره (جامع البيان) ج١٠ ص ٢٤٥ قال:

حدّثنا سلمة بن الفضل، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عطاء بن يسار، قال: نزلت الآية بالمدينة في عليّ بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط. كان بين الوليد وبين عليّ كلامٌ، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأردّ منك للكتيبة، فقال عليّ:[أُسكت يا فاسق] ، فأنزل الله فيهما:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ - إلى قوله - بِهِ تُكَذِّبُونَ ) .

١٠- العلامة أبو الحسن عليّ بن أحمد النيسابوري قال في تفسيره (غرائب القرآن) بهامش تفسير الطبري ج٢١ ص ٧٢ قال:

يروى أنّه شجر بين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، والوليد بن عقبة بن أبي معيط يوم بدر كلامٌ، فقال له الوليد: أسكت فإنّك صبي، فقال له عليّ:[أُسكت فإنّك فاسق] فأنزل الله تعالى فيهما خاصّة، وفي أمثالهما من الفريقين عامّة.

وروى النيسابوري في تفسيره (الوسيط) المخطوط، قال: روى سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة لعليّ: أنا أحدّ منك سناناً، وأبسط منك لساناً واملأ للكتيبة منك. فقال له عليّ:[أسكت فإنّما أنت فاسق] فنـزلت:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) قال يعني بالمؤمن عليّاً، وبالفاسق الوليد بن عقبة.

١١- وروى الذهبي في كتابه (تاريخ الاسلام) ج٢ ص ٢٦٠ ط. بيروت عند ترجمته للوليد بن عقبة، قال:

وقال محمّد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قال الوليد بن عقبة لعليّ: أنا أحد منك سناناً وأبسط منك لساناً واملأ للكتيبة منك. فقال عليّ:[أسكت فإنّما أنت فاسق] ، فنـزلت:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) .

وكذلك الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج٣ ص ٤١٥ ط. مؤسسة الرسالة، روى نزول الآية في الإمام عليّ عليه السّلام والفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط.

١٢- روى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ط٣ عدة روايات وبأسانيد عدة، منها:

أ - أورد الحسكاني في شواهده ص ٦٦٣ في الحديث ٦١٤ بإسناده، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال:

٢٩٣

نزلت:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) يعني بالمؤمن عليّاً، وبالفاسق الوليد بن عقبة.

وأورد في الحديث ٦١٥ ص ٦٦٣ وبإسناده عن ابن عباس قال:

إنتدب عليٌّ والوليد بن عقبة فقال الوليد لعليّ: أنا أحدّ منك سناناً وأسلط منك لساناً وأملأ منك حشواً في الكتيبة. فقال له عليّ:[أسكت يا فاسق] ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وأورد الحسكاني في الحديث ٦١٧ ص ٦٦٦ وبإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. قال:

قال الوليد بن عقبة لعليّ عليه السّلام: أنا أحدّ منك سناناً، وأبسط منك لساناً واملأ للكتيبة منك. فقال له عليّ:[ أسكت فإنّما أنت فاسق ] ، فنـزلت:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) قال: يعني بالمؤمن عليّاً، وبالفاسق الوليد بن عقبة.

وورد في الحديث ٦٢٠ ص ٦٦٩ من الشواهد للحسكاني ط٣ وبإسناده، عن ابن عباس، قال:

عن ابن عباس (في قوله تعالى):( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا ) عليّ بن أبي طالب،( كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) الوليد بن عقبة بن أبي معيط، (وقوله تعالى)( فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ ) نزلت في عليٍّ. (وقوله:)( فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ) نزلت في الوليد بن عقبة.

وروى في الحديث ٦٢٥ ص ٦٧٢ قال:

(عن) محمّد بن مغيرة بإسناده في قوله:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا ) يعني مصدّقاً( كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) منافقاً؟ قال:( لَّا يَسْتَوُونَ ) في الإيمان في الدنيا، والثواب في الآخرة عند الله. قال ابن عباس: وذلك أنّه كان بين عليّ بن أبي طالب، والوليد بن عقبة تنازع في الكلام حتّى تقاولا وأغلظا في المنطق.

وروى في الحديث ٦٢٦ ص ٦٧٢ بإسناده عن عطاء بن يساره قال:

نزلت سورة السجدة بمكّة، إلّا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة في عليٍّ والوليد بن عقبة وكان بينهما كلام، فقال الوليد: أنا أبسط منك لساناً وأحدّ سناناً. فقال عليّ:

[أُسكت فإنّك فاسق] . فأنزل الله فيهما:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) . إلى آخر الآيات الثلاث.

وكذلك روى الحسكاني في الحديث ٦٢٨ ص ٦٧٤ من الشواهد ط٣، قال:

أخبرنا أبو سعد بن علي قال: أخبرنا أبو الحسن الكُهَيْلي قال: أخبرنا أبو جعفر الحضرمي، قال: حدّثنا محمّد بن مرزوق (قال حدّثنا حسين الأشقر) قال: أخبرنا أبو قتيبة (قال)سمعت محمّد بن سيرين يقول: (في قوله تعالى):( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا ) (هو) عليٌّ،( كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) الوليد بن عقبة.

٢٩٤

١٣- وروى الحسين بن الحكم الحبري في كتابه (ما نزل من القرآن في أهل البيت (ع)) ص ٧٠ قال:

حدّثنا عليّ بن محمّد، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالى:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا ) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام( كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وقوله:( أَمَّا الّذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ ) (١) نزلت في عليّ علية السّلام،( وَأَمَّا الّذين فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ) (٢) نزلت في الوليد بن عقبة.

١٤-روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الأصبهاني في كتاب (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) ص ١٦٤ ط١ قال:

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا إسحاق بن بنان، قال: حدّثنا حُبَيش بن مبّشر، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدّثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جُبير:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال الوليد بن عقبة لعليّ عليه السّلام: أنا أحدّ منك سناناً، وأبسط منك لساناً، واملأ منك حشواً للكتيبة.

فقال (له) عليّ عليه السّلام:[أسكت فإنّما أنت فاسق] فنـزلت:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قال (ابن عباس): يعني (الله تعالى) بالمؤمن عليًّا عليه السّلام وبالفاسق الوليد بن عقبة.

١٥-وروى البلاذري في (أنساب الأشراف) ج١/الورق١٦٢، وفي ط١، بيروت ج٢ ص ١٤٨ قال:

حريث - أو: حدّثت - عن الهيثم بن جميل، عن حمّاد بن سَلَمَة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس:

أنّ الوليد بن عقبة، قال لعليّ: أنا أسلط منك لساناً، وأحدّ سناناً وأربط جناناً واملأ حشواً للكتيبة.

فقال له عليّ:[أسكت يا فاسق] . فأنزل الله عزّ وجلّ:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) يعني بالمؤمن عليًّا عليه السّلام.

١٦-روى ابن عساكر في تاريخ دمشق ج٦٣- ص ٢٣٥ ط دار الفكر - بيروت والطبعة الأردنيّة ج١٧ ص ٨٧٦ عند ترجمة الوليد بن عقبة بن أبي معيط. قال:

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا أبو بكر الخطيب؛ أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا نوح بن خلف البجلي، حدّثنا أبو مسلم الكجي، حدّثنا حجّاج، حدّثنا حمّاد:

____________________

(١) سورة السجدة: الآية ١٩.

(٢) سورة السجدة: الآية ٢٠.

٢٩٥

حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا أبو القاسم السهمي، أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، أخبرنا أبو يعلي - هو الموصلي - حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن الكلبي، عن أبي صالح:

عن ابن عباس، أنَّ الوليد بن عقبة، قال لعليّ بن أبي طالب: ألست أبسط منك لساناً، وأحد منك سناناً واملأ منك حشواً وفي حديث أبي يعلي: جسداً - في الكتيبة؟! فقال له عليّ:[أسكت فإنّك فاسق] - ثمّ اتفقا فقالا - فأنزل الله( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) زاد أبو يعلي: يعني (بالمؤمن ) عليّاً، والوليد الفاسق.

وأورد ابن عساكر في (تاريخ دمشق) ج٦٣- ص ٢٣٤ ط. دار الفكر بيروت، وفي المصورة الأردنيّة ج١٧ ص ٨٧٦ وفي مختصره: ج١٧ ص ٣٤٠ ط١، قال بروايته وبإسناده عن سعيد بن جبير:

عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعليّ بن أبي طالب: أنا أحدّ منك سناناً وأبسط منك لساناً، واملأ للكتيبة منك. فقال له عليٌّ:[أسكت فإنّما أنت فاسق] فنـزلت:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قال: يعني بالمؤمن عليّاً، وبالفاسق الوليد بن عقبة.

١٧-روى أبو حاتم عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس الرازي في تفسيره: ج٩ ص ٣١٠٩ في الحديث ١٧٨٥٠ قال:

عن عطاء بن يسار، قال: نزلت (الآية) بالمدينة في عليّ بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، قال: كان بين الوليد، وبين عليّ كلام فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأورد منك للكتيبة فقال عليٌّ رضي الله عنه:[أسكت فإنّك فاسق] فأنـزل الله:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) .

(و) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله (تعالى):( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قال: نـزلت في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة.

١٨-روى أحمد بن أعثم الكوفي في (الفتوح) ج٢ ص ٣٥٤ ط. الهند، قال:

وقد كان في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، جرى بين الوليد (بن عقبة) وعليّ كلام، فقال (الوليد) لعليّ: أنا أحدّ منك سناناً وأسلط منك لساناً واملأ منك حشواً للكتيبة.

٢٩٦

فقال له عليّ:[ أسكت فإنّما أنت فاسق] . فغضب الوليد من ذلك وشكى إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (عليّاً) بذلك فنـزلت فيه هذه الآية:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) يعني (الله تعالى بالفاسق) الوليد بن عقبة.

فأنشد حسّان بن ثابت الأنصاري يقول في ذلك أبياتا مطلعها:

أنزل الله والكتاب عزيز

في عليٍّ وفي الوليد قرآناً

فتبوّأ الوليد من ذاك فسقاً

وعليٌّ مبوّءاً إيماناً

ليس من كان مؤمناً عرف الله

كمن كان فاسقاً خوّاناً

سوف يجزي الوليد خزياً وعاراً

وعليٌّ لا شك يجزي جناناً

فعليٌّ يجزي هناك جناناً

ووليد يجزى هناك هواناً

١٩- روى العلامة ناصر الدين أحمد بن محمّد بن المنير الاسكندري المالكي في (الانتصاف) المطبوع مع تفسير الكشّاف ج٣ ص ٥١٤ الهامش ٣ ط. قم - في الشقّ الأسفل من تفسير الزمخشري، في قوله تعالى:( وَأَمَّا الّذين فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ) قال: سبب نزولها أنّه شجر بين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه والوليد بن عقبة يوم بدر كلامٌ، فقال له الوليد: أُسكت فإنّك صبي، أنا أشبّ منك شباباً وأجلد جلداً، وأذرب لساناً وأحدّ منك سناناً، وأشجع جناناً، واملأ حشواً في الكتيبة، فقال له عليّ:[أُسكت فإنّك فاسق].

٢٠- روى الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) ج٢١ من المجلد الثامن ص ٣٣٢ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت قال:

على أنّ المراد بالفاسق هنا الكافر المكذّب، قال ابن أبي ليلى نـزل قوله:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا )... الآيات في عليّ بن أبي طالب (ع) ورجل من قريش، وقال غيره نـزلت في عليّ بن أبي طالب (ع) والوليد بن عقبة فالمؤمن عليٌّ، والفاسق الوليد، وذلك أنّه قال: لعليّ (ع) أنا أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً فقال عليّ (ع):[ ليس كما تقول يا فاسق] ، قال قتاده: لا والله ما استووا لا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة.

٢١- روى الشيخ الأميني في كتابه(الغدير) ج٢ ص ٦٤ ط. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت قال:

( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) ونزوله في عليّ عليه السّلام، والوليد بن عقبة بن أبي معيط فيما شجر بينهما.

أخرج الطبري في تفسيره ج٢١ ص ٦٢ بإسناده عن عطاء بن يسار قال:

٢٩٧

كان بين الوليد وعليّ كلامٌ فقال الوليد: أنا أبسط منك لساناً، وأحدُّ منك سناناً، وأردُّ منك للكتيبة فقال عليُّ:[أسكت فانّك فاسق] . فأنزل الله فيهما:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) الآية.

٢٢- وروى ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) المجلد الثاني ص ٢٩٤ قال:

قال شيخنا أبو القاسم البلخي: من المعلوم الّذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به وإطباق الناس عليه، أنّ الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعيط كان يُبغض عليًّا ويشتمه، وأنّه هو الّذي لاحَاه(١) في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ونابذه، وقال له: أنا أثبت منك جَناناً، وأحدّ سناناً، فقال له عليّ عليه السّلام:[ أسكت يا فاسق]، فأنزل الله تعالى فيهما:( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) الآيات المتلّوة، وسمّى الوليد بحسب ذلك في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، الفاسق، فكان لا يُعْرَفُ إلّا بالوليد الفاسق، وهذه الآية من الآيات الّتي نزل فيها القرآن بموافقة عليّ عليه السّلام كما نزل في مواضع، بموافقة عمر، وسمّاه الله تعالى فاسقاً في آية أُخرى، وهو قوله تعالى:( إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) (٢) وسبب نـزولها مشهور، وهو كذبه على بني المصطلق، وادّعاؤه أنّهم منعوا الزكاة وشهروا السيف، حتّى أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتجهيز للمسير إليهم، فأنزل الله تعالى في تكذيبه وبراءة ساحة القوم هذه الآية.

وروى ابن أبي الحديد في شرح (نهج البلاغة) المجلد الثالث، ج٦ ص ٣٦٩ ط. مؤسسة الاعلمي - بيروت، يروي محاورات جرت في حضرة معاوية بن أبي سفيان وآخرين، أرادوا منها الإنتقاص من الإمام عليّ والحسن عليهما السّلام فكان رد الإمام الحسن عليه السّلام، قال:

فتكلّم الحسن بن عليّ عليه السّلام، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ قال يا معاوية، فما هؤلاء شتموني ولكنّك شتمتني فحشاً ألفْتَه، وسوءَ رأي عُرفت به، وخُلقاً سيئاً ثبت عليه، بغياً علينا، عداوة منك لمحمّد وأهله، ولكن اسمع يا معاوية واسمعوا فلأقولنّ فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم.

أنشدُكم الله أيّها الرّهط، أتعلمون أنّ الّذي شتمتموه منذ اليوم، صلّى القبلتين كلتيهما وأنت يا معاوية بهما كافر، تراها ضلالة، وتعبد اللّات والعُزّى غواية.

وأنشدكم الله هل تعلمون أنّه بايع البيعتين كلتيهما: بيعة الفتح وبيعة الرضوان، وأنت يا معاوية بإحداهما كافر، وبالأخرى ناكث. وأنشدكم الله هل تعلمون أنّه أوّل الناس إيماناً، وأنّك يا معاوية وأباك من المؤلّفة قلوبهم تسِرّون الكفر، وتظهرون الإسلام، وتستمالون بالأموال.

____________________

(١) لاحاه: شتمه.

(٢) سورة الحجرات: الآية ٦.

٢٩٨

وأنشدكم الله، ألستم تعلمون أنّه كان صاحب راية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم بَدْر، وأنَّ راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه، ثمّ لقيكم يوم أُحد ويوم الأحزاب، ومعه راية رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومعك ومع أبيك راية الشرك، وفي كل ذلك يفتح الله له ويُفلج حجّتَه وينصر دعوته ويصدّق حديثه، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في تلك المواطن كلّها عنه راضٍ، وعليك وعلى أبيك ساخط وأنشدُك الله يا معاوية، أتذكر يوماً جاء أبوك على جمل أحمر، وأنت تسوقُه، وأخوك عتْبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال:[أللّهم العن الراكب والقائد والسائق].

أتنسى يا معاوية الشعر الّذي كتبته إلى أبيك لما همّ أن يُسلم، تنهاه عن ذلك:

يا صخر لا تُسْلِمنْ يوماً فتفضَحنَا

بعد الّذين ببَدْرٍ أصَبحوا فرقاً

خالي وعمّي وعمّ الأم ثالثهمْ

وحنظلُ الخير قد أهدى لنا الأزقا

لا تركنَنَّ إلى أمرٍ تكلفنا

والراقصات به في مكّة الخرُقا

فالموتُ أهونُ من قول العِداة

لقدْ حاد ابنُ حربٍ عن العُزّى إذا فَرِقاً

والله لما أخفيتُ من أمرك أكبر ممّا أبديتُ.

وأنشدكم الله أيّها الرهط، أتعلمون أنّ عليًّا حَرَّم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأُنـزل فيه:( يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكُمْ ) (١) ، وأنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث أكابر أصحابه إلى بني قُريظة فنـزلوا من حِصْنهم فهزموا، فبعث عليًّا بالراية فاستنـزلهم على حكم الله وحكم رسوله، وفعل في خيبر مثلها.

ثمّ قال: يا معاوية أظنُّك لا تعلم أنّي أعلم ما دعا به عليك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما أراد أن يكتب كتاباً إلى بني خُزيمة، فبعث إليك ابن عباس، فوجدك تأكل، ثمّ بعثه إليك مرة أُخرى فوجدك تأكل، فدعا عليك الرسول بجوعك ونهمك إلى أن تموت.

وأنتم أيّها الرّهط: نشدتُكم الله، ألا تعلمون أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردّها.

____________________

(١) سورة المائدة: الآية ٨٧.

٢٩٩

أوّلها: يوم لَقِيَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خارجاً من مكة إلى الطائف، يدعو ثقيفاً إلى الدين، فوقع به وسبَّه وسفَّهَهُ وشتَمه وكذّبه وتوعّده، وهمّ أن يَبْطش به، فلعنه الله ورسوله وصُرِف عنه.

والثانية يوم العير: إذ عرض لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهي جائية من الشام، فطردها أبو سفيان، وساحل بها، فلم يظفر المسلمون بها، ولعنه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودعا عليه، فكانت وقعة بدر لأجلها.

والثالثة يوم أُحُدْ: حيث وقف تحت الجبل، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في أعلاه، وهو ينادي: أعْلُ هُبَل مراراً، فلعنه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. عشر مرات، ولعنه المسلمون.

والرابعة: يوم جاء بالأحزاب وعَطفَان واليهود، فلعنه رسول الله وابتهل.

والخامسة: يوم جاء أبو سفيان من قريش فصدُّوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن المسجد الحرام (والهدْىَ معكوفاً أن يبلغ محلّة). ذلك يوم الحديبية، فلعن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أبا سفيان، ولعن القادة والأتباع، وقال:[ملعونون كلُّهِم، وليس فيهم من يؤمن ، فقيل: يا رسول الله، أفما يُرْجى الإسلام لأحد منهم فكيف باللعنة؟ فقال:لا تصيب اللعنة أحداً من الأتباع، وأمّا القادة فلا يفلح منهم أحداً].

والسادسة: يوم الجمل الأحمر. والسابعة: يوم وقفوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في العَقَبَة ليستنفروا ناقته، وكانوا اثنى عشر رجلاً، منهم أبو سفيان.

فهذا لك يا معاوية. وأمّا أنت يا ابن العاص: فانَّ أمرك مشترك، وضعتْك أمّك مجهولاً، من عُهْر و سفاح، فيك أربعة من قريش، فغلب عليك جزَّارها، ألأمُهُمْ حَسَباً، وأخبثهم منصباً، ثمّ قام أبوك فقال: أنا شانيء محمّد الأبتر، فأنزل الله فيه ما أنزل.

وقاتلت رسول الله صلّى الله علية وآله وسلّم في جميع المشاهد، وهجوْتَه وآذيته بمكّة وكدته كيدَك كلّه، وكنت من أشد الناس له تكذيباً وعداوةً.

ثمّ خرجت تريد النّجاشيّ مع أصحاب السفينة، لتأتي بجعفر وأصحابه إلى أهل مكة، فلمّا أخطأك ما رَجَوْتَ ورجعك الله خائباً وأكذبك واشياً، جعلت حدّك على صاحبك عُمارة بن الوليد، فوشيت به إلى النجاشيّ، حسداً لما ارتكب مع حليلتك، ففضحك الله وفضح صاحبك.

٣٠٠