أم البنين دوحة الايمان والكرامات
أم البنين دوحة الايمان والكرامات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فكتب التاريخ أيها الأحباب حافلة بالتشكيك ! ومن أمثلة التشكيك : لماذا تأخرت عن الحضور في كربلاء ؟! هل أن أم البنين عاشت قبل وبعد كربلاء أم لا ؟! وفي أي سنة فارقت الحياة ؟ وهل كانت تندب أولادها في البقيع ؟ وعن سبب عدم حضورها في كربلاء لنصرة المولى أبي عبد الله عليه السلام ، يقول أحد علمائنا : فلعلها كانت مريضة ـ كما حكي عن فاطمة الصغرى ـ وهي بنت الامام الحسين عليه السلام ، أو مشتغلة برعاية أولاد بنيها ، أو غير ذلك مما علمه عند الله سبحانه . ـ1 وقد ظلمها التاريخ ومن كتب صفحاته من الأمويين وأعداء أهل بيت النبوة ، فلا تجد عن سيرتها وعمرها المبارك إلا اليسير ، كما أهملت صفحات السير تاريخ مولدها عليها السلام . يقول المرجع الديني السيد الشيرازي "دام ظله" : في تاريخنا الإسلامي ثلاث نسوة لسن من أهل البيت النبوي الشريف ، ولكنهن يحظين بمقام متميز ورفيع وهن : ـ السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. ـ وأم البنين (زوجة الإمام أمير المؤمنين وأم العباس سلام الله عليهما وأخوته). ـ والسيدة نرجس أم الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف . ـ2 وهذه المرأة الجليلة (أم البنين) كانت تتميز بصفات عن النساء الكثيرات في زمانها : الصفة الأولى : قوية الإيمان. الصفة الثانية : الذوبان والتسليم في حب أهل البيت عليهم السلام . الصفة الثالثة : أنها باب من أبواب طلب الحوائج .
** إذن من هي أم البنين ؟ هي فاطمة بنت حزام بنت خالد بن ربيعة الكلابية العامرية ، وهي من بيت عريق في العروبة والشجاعة ، وليس في العرب أشجع من أبائها وأصل كريم ، على تعبير عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه . ـ3 فهي زوجة سيدنا ومولانا بطل الإسلام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام . وكانت أم البنين شاعرة فصيحة لاحت بوادر شاعريتها في الأفق ، بشعرها السهل الممتنع ، والإيماني ، فقد كانت تعوذ ولدها أبا الفضل العباس وهو رضيع صغير ، فقد كانت له الأم الحانية ، تخاف وتخشى عليه من أعين الحساد من أن تصيبه بأذى أو مكروه ، وكانت تعوذه بالله تعالى ، وتقول هذه الأبيات : أعيـذه بـالـواحــد من عين كل حاسد قائـمـهـم والقاعـد مسلمهم والجاحـد صادرهم والوارد مولـدهـم والـوالـد ـ 4 سؤال : ما سبب إشتهارها بالكنية (أم البنين) عن إسمها (فاطمة) ؟ الجواب : لحسها العاطفي الرفيع ، ولحبها الكبير للحسن والحسين سلام الله عليهما ، فقد روت بعض الأخبار ، أنها طلبت من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، أن يعهد إلى أهل بيته بأن لا يدعوها أحداً بعد ذلك ـ تقصد بعد زواجها من الإمام ـ بإسمها (فاطمة) مخافة أن يتذكر أبناء الزهراء عليها السلام أمهم ، فيتجدد لهم حزنهم ، ويعود عليهم مصابهم ، ويتذكروا غصصهم وأشجانهم ، وإنما أرادت من الإمام عليه السلام أن يدعوها بكنيتها (أم البنين) وكذلك فعل . ـ 5 ** أولادها ** الأول : العباس الثاني : عبد الله الثالث : عثمان الرابع : جعفر وكان بين العباس وعبد الله قرابة تسع سنوات ، وبين عبد الله وأخيه عثمان سنة واحدة ، وبين عثمان وجعفر خمس سنوات . ـ 6 وذهب المحقق الطبرسي أن العباس قد إستشهد بالطف وله 34 سنة وقيل 38 سنة ، وأن عبد الله كان له 25 سنة ، وأن جعفر قتل وله 19 سنة . ـ 7 ويذهب المؤرخ مؤلف كتاب العباس بن علي (المقرم) أن عثمان بن علي كان له يوم الطف أربعة وعشرون عاما . ـ 8 وإذ نحن نتحدث عن حياة هذه السيدة الجليلة ، نثير هذا التساؤل التالي : السؤال : كيف تتعامل المرأة المسلمة مع مشاكل مجتمعها ؟ الجواب : تنقسم النساء في الغالب إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول/ لا ترى لنفسها أي دخل أو شأن في ما يقع من أحداث ومشاكل في المجتمع . أي أن هذا القسم من النساء يمارسن الدور السلبي الكامل وعدم الإهتمام بالشأن العام . القسم الثاني/ ترى نفسها أنها لا تختلف عن الرجل لا من حيث العقل ولا التفكير ، ولا من حيث التأمل ودراسة أحوال الأمم السابقة ، وأن الخطابات القرأنية تشملها كما الرجل ، فهي بهذا تفكر في نفسها ، وتحافظ على الفضيلة والصلاح في حدود بيتها وأولادها ، وتسعى في مواجهة الإنحراف والفساد الذي يقترب منها ومن بيتها وأولادها فقط . أي يبقى هذا القسم من النساء أيضاً ، ينطلق بتحرك محدود لا يبتعد عن السلبية المحدودة والأنانية وحب الذات ، وعدم تحمل المسؤولية الإجتماعية الكاملة ، وينطلق هؤلاء بالتفسير الضيق لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) . ـ 9 ولكن هل يمكن عزل التأثير الخارجي عن الأسرة اليوم ؟ الواقع يقول كلا ، لا الإنعزال ولا الهروب من تحمل المسؤولية يحمي الأسرة والأولاد من تأثير السلبيات عليهم . القسم الثالث/ هي من ترى نفسها إلى جانب الرجل في الهم العام وحمل روح المسؤولية العامة المشتركة ، وتسعى إلى تغيير الفساد والإصلاح بالثقافة والوعي الديني . وهذا القسم هو الأهم من حيث الإيجابية ، والعمل بالتكاليف الشرعية التي إنطلقت من قول خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله في الحديث المروي (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته) . ـ 10 حيث فُسرت المسؤلية تجاه الرعية ، يشمل الأسرة والأولاد والمجتمع . ونحن في هذه الذكرى ، والتي نحلق بها في سماء العظمة والأجواء العطرة ، نتسائل هل يمكن للمرأة أن تتفوق على الرجل ؟؟ قبل الإجابة أود توضيح أن الإسلام جعل معايير وموازين للتفاضل بين الناس أجمعين وليست مقيدة بين الرجل والمرأة وهي : التفاضل الأول : التقوى التفاضل الثاني : العلم التفاضل الثالث : العمل الصالح التفاضل الرابع : النفع لعباد الله ـ 11 هذه المعايير والمميزات هي التي تميز الرجل عن المرأة ، أو المرأة عن الرجل دون سواها . نعود للإجابة عن التساؤل : هل يمكن أن تتفوق المرأة على الرجل ؟ الجواب : نعم وذلك بالعوامل التالية بإيجاز : 1ـ الوعي بنظرة الاسلام إلى المرأة .. وهذا يتطلب التعلم والتسلح ضد تيارات التشكيك والتحرر . 2ـ العمل على تغيير النظرة الدونية والسلبية تجاه المرأة . 3ـ الثقة بالنفس . 4ـ الإصرار على النجاح .. والإنجاز . ** لمقام أم البنين هل نقول معجزة أم كرامة ؟ يخلط الكثير وبحسن نية بين تفسير معنى المعجزة والكرامة ، كما لا يفرق البعض في النتائج ، والصحيح أن بينهما فرق . فالمعجزة : إنما هي من مختصات الأنبياء عليهم السلام ، لهدف التحدي للمعاندين والمنكرين ، ويأتي مدلولها خلاف العادة ، وقيل أنها للأئمة عليهم السلام . ولقد ذكر المحقق الشيخ الطوسي قدس سره ، أن المعجزة إنما تتحقق بأربعة شروط ، وذكر منها ، أن تكون خارقة للعادة ، وأن تكون من فعل الله تعالى أو جارياً مجرى فعله . ـ 12 وقد أشبع العلامة البحراني موضوع الإعجاز والمعجزة في كتابه البديع وهو من عدة مجلدات ، حيث ذكر المئات من المعاجز ، تحت عنوان "مدينة المعاجز". ـ 13 أما الكرامة : فهي تأتي للنبي والأئمة الأطهار والأولياء تكريما لهم ، ومن مصاديق الكرامة تجسدت في أم البنين سلام الله عليها . ـ 14
** التوسل بأم البنين **
لا يخفى إن مسألة الدعاء والتوسل من أهم الضروريات الروحية والعقائدية في حياة الإنسان المؤمن ، فلا ينبغي للمؤمن التغاضي و البرود ، كما لا ينبغي للمؤمنة التهاون والخمول . ولقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله وأبتغوا إليه الوسيلة) . ـ 15 سار علمائنا العظام في نهج التوسل والتقرب إلى لله تعالى ، للتجلي المعنوي مع الروح ، ولتحقيق المطالب والحاجات ، وكان من لطفه وكرمه ، نالت فاطمة العامرية (أم البنين) مرتبة أن تكون باباً من أبواب الإجابة والقبول عند الله . 1ـ يقول المرجع الكبير السيد محمود الشهرودي ، المتوفي في 17 شعبان من سنة 1394هـ : إني أصلي على محمد وآل محمد مائة مرة وأهديها إلى أم البنين عليها السلام فتُقضى حاجتي . 2ـ وينقل أحد العلماء واسمه الشيخ محمد علي إسلامي ، يقول كنت أقرأ ختمة القرآن وأتوسل بالسيدة أم البنين عليها السلام ، إذا راجعت أي دائرة من الدوائر ، فأجد أن أموري تتيسر والسُبل مفتوحة والوجوه معي طلقة ، وكأن لم يكن شيئاً مذكورا ، وكل ذلك من بركاتها عليها السلام . ـ 17 3ـ ومما أشتهر بين الناس سيما من يعرف منهم مقام أم البنين عليها السلام ومنزلتها ، أنه إذا فقد حاجة وضاعت منه ، وأراد أن يبحث عنها فإنه يقرأ سورة الفاتحة ويصلي على محمد وآل محمد ويهديها لأم البنين عليها السلام فإنه يجد ضالته بإذن الله تعالى ، وقد جرب ذلك مراراً . وهناك العشرات بل المئات من هذه الكرامات الحقيقية ، والتي تتجلى لمكانة وعظمة تلك المرأة ، وهي فاطمة العامرية وكنيتها أم البنين ...... فسلام الله عليها ورزقنا الله تعالى برحمته شفاعتها .
** كتب عن حياة أم البنين أنصحكم بقراءتها **
1ـ أم البنين والكرامة الالهية لـ الشيخ عبد الستار الكاظمي .
2ـ أم البنين لـ ام زينب الكتبي .
3ـ أم البنين عليها السلام لـ الشيخ حسن الخويلدي .
4ـ ام البنين عليها السلام لـ المرجع الديني الإمام الشيرازي قدس سره .
5ـ نساء حول أهل البيت لـ الشيخ فوزي آل سيف .
المصادر ـــــــــــــــــ
(1) أم البنين عليها السلام ـ المرجع الديني السيد محمد الشيرازي.
(2) من كلمة لأية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله.
(3) أم البنين والكرامة الإلهية ـ الشيخ عبد الستار الكاظمي.
(4) العباس بن علي ـ الشيخ عبد الحميد المهاجر.
(5) الخصائص العباسية ـ آية الله الحاج محمد إبراهيم الكلباسي.
(6) نساء حول أهل البيت ـ فوزي آل سيف.
(7) أعلام الورى ـ الطبرسي.
(8) العباس عليه السلام ـ عبد الرزاق المقرم.
(9) سورة التحريم ـ آية 6
(10) عقائد الإمامية ـ الشيخ محمد رضا المظفر.
(11) أم البنين ـ بتصرف ـ الشيخ حسن الخويلدي.
(12) الإقتصاد فيما يتعلق بالإعتقاد ـ شيخ الطائفة المحقق الطوسي.
(13) مدينة المعاجز ـ السيد هاشم البحراني.
(14) هذا الرأي إتفاقي بين علمائنا الأعلام تقريباً.
(15) سورة المائدة ـ آية 35
(16) نقلا عن أم البنين والكرامة الالهية.
(17) نفس المصدر السابق. المصدر: منتديات انصار المهدي الموعود
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فكتب التاريخ أيها الأحباب حافلة بالتشكيك ! ومن أمثلة التشكيك : لماذا تأخرت عن الحضور في كربلاء ؟! هل أن أم البنين عاشت قبل وبعد كربلاء أم لا ؟! وفي أي سنة فارقت الحياة ؟ وهل كانت تندب أولادها في البقيع ؟ وعن سبب عدم حضورها في كربلاء لنصرة المولى أبي عبد الله عليه السلام ، يقول أحد علمائنا : فلعلها كانت مريضة ـ كما حكي عن فاطمة الصغرى ـ وهي بنت الامام الحسين عليه السلام ، أو مشتغلة برعاية أولاد بنيها ، أو غير ذلك مما علمه عند الله سبحانه . ـ1 وقد ظلمها التاريخ ومن كتب صفحاته من الأمويين وأعداء أهل بيت النبوة ، فلا تجد عن سيرتها وعمرها المبارك إلا اليسير ، كما أهملت صفحات السير تاريخ مولدها عليها السلام . يقول المرجع الديني السيد الشيرازي "دام ظله" : في تاريخنا الإسلامي ثلاث نسوة لسن من أهل البيت النبوي الشريف ، ولكنهن يحظين بمقام متميز ورفيع وهن : ـ السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. ـ وأم البنين (زوجة الإمام أمير المؤمنين وأم العباس سلام الله عليهما وأخوته). ـ والسيدة نرجس أم الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف . ـ2 وهذه المرأة الجليلة (أم البنين) كانت تتميز بصفات عن النساء الكثيرات في زمانها : الصفة الأولى : قوية الإيمان. الصفة الثانية : الذوبان والتسليم في حب أهل البيت عليهم السلام . الصفة الثالثة : أنها باب من أبواب طلب الحوائج .
** إذن من هي أم البنين ؟ هي فاطمة بنت حزام بنت خالد بن ربيعة الكلابية العامرية ، وهي من بيت عريق في العروبة والشجاعة ، وليس في العرب أشجع من أبائها وأصل كريم ، على تعبير عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه . ـ3 فهي زوجة سيدنا ومولانا بطل الإسلام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام . وكانت أم البنين شاعرة فصيحة لاحت بوادر شاعريتها في الأفق ، بشعرها السهل الممتنع ، والإيماني ، فقد كانت تعوذ ولدها أبا الفضل العباس وهو رضيع صغير ، فقد كانت له الأم الحانية ، تخاف وتخشى عليه من أعين الحساد من أن تصيبه بأذى أو مكروه ، وكانت تعوذه بالله تعالى ، وتقول هذه الأبيات : أعيـذه بـالـواحــد من عين كل حاسد قائـمـهـم والقاعـد مسلمهم والجاحـد صادرهم والوارد مولـدهـم والـوالـد ـ 4 سؤال : ما سبب إشتهارها بالكنية (أم البنين) عن إسمها (فاطمة) ؟ الجواب : لحسها العاطفي الرفيع ، ولحبها الكبير للحسن والحسين سلام الله عليهما ، فقد روت بعض الأخبار ، أنها طلبت من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، أن يعهد إلى أهل بيته بأن لا يدعوها أحداً بعد ذلك ـ تقصد بعد زواجها من الإمام ـ بإسمها (فاطمة) مخافة أن يتذكر أبناء الزهراء عليها السلام أمهم ، فيتجدد لهم حزنهم ، ويعود عليهم مصابهم ، ويتذكروا غصصهم وأشجانهم ، وإنما أرادت من الإمام عليه السلام أن يدعوها بكنيتها (أم البنين) وكذلك فعل . ـ 5 ** أولادها ** الأول : العباس الثاني : عبد الله الثالث : عثمان الرابع : جعفر وكان بين العباس وعبد الله قرابة تسع سنوات ، وبين عبد الله وأخيه عثمان سنة واحدة ، وبين عثمان وجعفر خمس سنوات . ـ 6 وذهب المحقق الطبرسي أن العباس قد إستشهد بالطف وله 34 سنة وقيل 38 سنة ، وأن عبد الله كان له 25 سنة ، وأن جعفر قتل وله 19 سنة . ـ 7 ويذهب المؤرخ مؤلف كتاب العباس بن علي (المقرم) أن عثمان بن علي كان له يوم الطف أربعة وعشرون عاما . ـ 8 وإذ نحن نتحدث عن حياة هذه السيدة الجليلة ، نثير هذا التساؤل التالي : السؤال : كيف تتعامل المرأة المسلمة مع مشاكل مجتمعها ؟ الجواب : تنقسم النساء في الغالب إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول/ لا ترى لنفسها أي دخل أو شأن في ما يقع من أحداث ومشاكل في المجتمع . أي أن هذا القسم من النساء يمارسن الدور السلبي الكامل وعدم الإهتمام بالشأن العام . القسم الثاني/ ترى نفسها أنها لا تختلف عن الرجل لا من حيث العقل ولا التفكير ، ولا من حيث التأمل ودراسة أحوال الأمم السابقة ، وأن الخطابات القرأنية تشملها كما الرجل ، فهي بهذا تفكر في نفسها ، وتحافظ على الفضيلة والصلاح في حدود بيتها وأولادها ، وتسعى في مواجهة الإنحراف والفساد الذي يقترب منها ومن بيتها وأولادها فقط . أي يبقى هذا القسم من النساء أيضاً ، ينطلق بتحرك محدود لا يبتعد عن السلبية المحدودة والأنانية وحب الذات ، وعدم تحمل المسؤولية الإجتماعية الكاملة ، وينطلق هؤلاء بالتفسير الضيق لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) . ـ 9 ولكن هل يمكن عزل التأثير الخارجي عن الأسرة اليوم ؟ الواقع يقول كلا ، لا الإنعزال ولا الهروب من تحمل المسؤولية يحمي الأسرة والأولاد من تأثير السلبيات عليهم . القسم الثالث/ هي من ترى نفسها إلى جانب الرجل في الهم العام وحمل روح المسؤولية العامة المشتركة ، وتسعى إلى تغيير الفساد والإصلاح بالثقافة والوعي الديني . وهذا القسم هو الأهم من حيث الإيجابية ، والعمل بالتكاليف الشرعية التي إنطلقت من قول خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله في الحديث المروي (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته) . ـ 10 حيث فُسرت المسؤلية تجاه الرعية ، يشمل الأسرة والأولاد والمجتمع . ونحن في هذه الذكرى ، والتي نحلق بها في سماء العظمة والأجواء العطرة ، نتسائل هل يمكن للمرأة أن تتفوق على الرجل ؟؟ قبل الإجابة أود توضيح أن الإسلام جعل معايير وموازين للتفاضل بين الناس أجمعين وليست مقيدة بين الرجل والمرأة وهي : التفاضل الأول : التقوى التفاضل الثاني : العلم التفاضل الثالث : العمل الصالح التفاضل الرابع : النفع لعباد الله ـ 11 هذه المعايير والمميزات هي التي تميز الرجل عن المرأة ، أو المرأة عن الرجل دون سواها . نعود للإجابة عن التساؤل : هل يمكن أن تتفوق المرأة على الرجل ؟ الجواب : نعم وذلك بالعوامل التالية بإيجاز : 1ـ الوعي بنظرة الاسلام إلى المرأة .. وهذا يتطلب التعلم والتسلح ضد تيارات التشكيك والتحرر . 2ـ العمل على تغيير النظرة الدونية والسلبية تجاه المرأة . 3ـ الثقة بالنفس . 4ـ الإصرار على النجاح .. والإنجاز . ** لمقام أم البنين هل نقول معجزة أم كرامة ؟ يخلط الكثير وبحسن نية بين تفسير معنى المعجزة والكرامة ، كما لا يفرق البعض في النتائج ، والصحيح أن بينهما فرق . فالمعجزة : إنما هي من مختصات الأنبياء عليهم السلام ، لهدف التحدي للمعاندين والمنكرين ، ويأتي مدلولها خلاف العادة ، وقيل أنها للأئمة عليهم السلام . ولقد ذكر المحقق الشيخ الطوسي قدس سره ، أن المعجزة إنما تتحقق بأربعة شروط ، وذكر منها ، أن تكون خارقة للعادة ، وأن تكون من فعل الله تعالى أو جارياً مجرى فعله . ـ 12 وقد أشبع العلامة البحراني موضوع الإعجاز والمعجزة في كتابه البديع وهو من عدة مجلدات ، حيث ذكر المئات من المعاجز ، تحت عنوان "مدينة المعاجز". ـ 13 أما الكرامة : فهي تأتي للنبي والأئمة الأطهار والأولياء تكريما لهم ، ومن مصاديق الكرامة تجسدت في أم البنين سلام الله عليها . ـ 14
** التوسل بأم البنين **
لا يخفى إن مسألة الدعاء والتوسل من أهم الضروريات الروحية والعقائدية في حياة الإنسان المؤمن ، فلا ينبغي للمؤمن التغاضي و البرود ، كما لا ينبغي للمؤمنة التهاون والخمول . ولقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله وأبتغوا إليه الوسيلة) . ـ 15 سار علمائنا العظام في نهج التوسل والتقرب إلى لله تعالى ، للتجلي المعنوي مع الروح ، ولتحقيق المطالب والحاجات ، وكان من لطفه وكرمه ، نالت فاطمة العامرية (أم البنين) مرتبة أن تكون باباً من أبواب الإجابة والقبول عند الله . 1ـ يقول المرجع الكبير السيد محمود الشهرودي ، المتوفي في 17 شعبان من سنة 1394هـ : إني أصلي على محمد وآل محمد مائة مرة وأهديها إلى أم البنين عليها السلام فتُقضى حاجتي . 2ـ وينقل أحد العلماء واسمه الشيخ محمد علي إسلامي ، يقول كنت أقرأ ختمة القرآن وأتوسل بالسيدة أم البنين عليها السلام ، إذا راجعت أي دائرة من الدوائر ، فأجد أن أموري تتيسر والسُبل مفتوحة والوجوه معي طلقة ، وكأن لم يكن شيئاً مذكورا ، وكل ذلك من بركاتها عليها السلام . ـ 17 3ـ ومما أشتهر بين الناس سيما من يعرف منهم مقام أم البنين عليها السلام ومنزلتها ، أنه إذا فقد حاجة وضاعت منه ، وأراد أن يبحث عنها فإنه يقرأ سورة الفاتحة ويصلي على محمد وآل محمد ويهديها لأم البنين عليها السلام فإنه يجد ضالته بإذن الله تعالى ، وقد جرب ذلك مراراً . وهناك العشرات بل المئات من هذه الكرامات الحقيقية ، والتي تتجلى لمكانة وعظمة تلك المرأة ، وهي فاطمة العامرية وكنيتها أم البنين ...... فسلام الله عليها ورزقنا الله تعالى برحمته شفاعتها .
** كتب عن حياة أم البنين أنصحكم بقراءتها **
1ـ أم البنين والكرامة الالهية لـ الشيخ عبد الستار الكاظمي .
2ـ أم البنين لـ ام زينب الكتبي .
3ـ أم البنين عليها السلام لـ الشيخ حسن الخويلدي .
4ـ ام البنين عليها السلام لـ المرجع الديني الإمام الشيرازي قدس سره .
5ـ نساء حول أهل البيت لـ الشيخ فوزي آل سيف .
المصادر ـــــــــــــــــ
(1) أم البنين عليها السلام ـ المرجع الديني السيد محمد الشيرازي.
(2) من كلمة لأية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله.
(3) أم البنين والكرامة الإلهية ـ الشيخ عبد الستار الكاظمي.
(4) العباس بن علي ـ الشيخ عبد الحميد المهاجر.
(5) الخصائص العباسية ـ آية الله الحاج محمد إبراهيم الكلباسي.
(6) نساء حول أهل البيت ـ فوزي آل سيف.
(7) أعلام الورى ـ الطبرسي.
(8) العباس عليه السلام ـ عبد الرزاق المقرم.
(9) سورة التحريم ـ آية 6
(10) عقائد الإمامية ـ الشيخ محمد رضا المظفر.
(11) أم البنين ـ بتصرف ـ الشيخ حسن الخويلدي.
(12) الإقتصاد فيما يتعلق بالإعتقاد ـ شيخ الطائفة المحقق الطوسي.
(13) مدينة المعاجز ـ السيد هاشم البحراني.
(14) هذا الرأي إتفاقي بين علمائنا الأعلام تقريباً.
(15) سورة المائدة ـ آية 35
(16) نقلا عن أم البنين والكرامة الالهية.
(17) نفس المصدر السابق. المصدر: منتديات انصار المهدي الموعود