شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

معدن القدس

1 المشاركات 05.0 / 5

مَعْدِنُ القُدْس


الشيخ ملاّ علي آل رمضان


مِـن مَـعدِنِ الـقُدْس قـد فـازَت بـتطهيرِ     نَــوراءُ يـجـلو سَـناها كـلَّ دَيـجُورِ(1)
مِـن ذروة الـمجد فـي عُـلْيا قـريشِ ومِن     فِـهْـرٍ أُولـي الـشرف الـسامي الـجماهيرِ
مِـن هـاشمِ الـغُرِّ(2) في بَـحْبُوحِ بَـجْدتِها     مِـن غـالب الـغُلْبِ والأُسْـدِ الـمَغاويرِ(3)
مِـن بـيتِ طـه رسـولِ الله أشـرفِ خَـلْ     قِ اللهِ مِــن كــلِّ مـوجـودٍ ومَـقْــدورِ
هـذي الـبتولُ آبـنةُ الـهادي الرسولِ بَـدَت     حــوراءَ إنْـسِـيّةً صِـيـغَت مـن الـنورِ
لـها غَـدَت جـملةُ الأمـلاكِ فـي الـملأ الْ     أعــلـى تَــضِـجُّ بـتـهليلٍ وتـكـبيـرِ
تَـنَـزّلوا مِــن سَـما الـدنيا لأحـمدَ كـي     يُــهـنِّـئـوه بـتـقـديـرٍ وتـبـشـيــرِ
بُــشْـراكَ أحـمـدُ بـالـزهراءِ فـاطـمةٍ     أُمِّ الـمـيـامينِ مَــن فــازت بـتـطهيرِ
شـفـيعةُ الـمـحشرِ الـمـوهوبِ مَـوقـفُهُ     مُـطـاعـةٌ بـيـنَ مَـنْـهيٍّ ومـأمـورِ(4)
مـعـصومةُ الـقـولِ لا كِــذْبٌ ولا خـطأٌ     قَـوالّـةُ الـفَـصْلِ مــا بـينَ الـجماهيـرِ
إذا حَــكَـت أشْـبَـهَت طــه بـمِـقْوَلِها         وفـــي الـخـلائقِ تَـحـكيهِ بـتـصويـرِ
فـاقَـت عـلـى مـريمٍ فـي كـلِّ نـاحيـةٍ     في الفَضْل.. في الزُّهْد.. في الإيثارِ.. في النورِ
وفـــي الـطـهارة والـتـقديسِ عـالِـمةٌ     بـكـلِّ أمـرٍ جـرى فـي الـلَّوحِ مَـسْطورِ
بـأحـمـدٍ ســيّـدِ الـكـونَيـنِ والـدِهـا         قـد حـازت الـفَخْرَ فـي كلِّ الأعاصيرِ(5)

----------------

1 ـ يجلو: يكشف. سناها: نورها الديجور: الظلام.
2 ـ الغُرّ: الكرام الأفعال، السادة الشرفاء.
3 ـ المَغاوير: الشجعان.
4 ـ في ( ينابيع المودّة 310:1 ) كتب مؤلّفه الشيخ القندوزي الحنفي: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا كان يومُ القيامة نادى مُنادٍ مِن بِطنان العرش: يا أهل القيامة، غُضُّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنت محمّد، مع قميصٍ مخضوبٍ بدم الحسين. فتحتوي على ساق العرش فتقول: أنت الجبّارُ العدل، اقضِ بيني وبين مَن قَتَل وَلَدي. فيقضي الله لبنتي وربِّ الكعبة، ثمّ تقول: اللّهمّ شَفِّعْني فيمَن بكى على مصيبته، فيشفّعها الله فيهم.
5 ـ ديوان الأزهار الأرجيّة 225:11.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية